قال جيف هالبر، رئيس اللجنة الإسرائيلية لمناهضة هدم المنازل (ICAHD) وعالم أنثروبولوجيا، إن إسرائيل تسعى منذ أكتوبر 2023 عبر عملياتها العسكرية إلى جعل قطاع غزة غير قابل للحياة من خلال التدمير الممنهج للمنازل والبنى التحتية.
وأضاف هالبر، في تصريحات لوكالة الأناضول على هامش الجلسة النهائية لمبادرة "محكمة غزة" في إسطنبول، أن إسرائيل دمرت نحو 300 ألف منزل منذ بدء العدوان الأخير، في إطار سياسة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وإقامة ما وصفه بـ"إسرائيل الصهيونية الموحدة".
وأشار إلى أن "محكمة غزة" هي مبادرة دولية مستقلة أسسها أكاديميون ومدافعون عن حقوق الإنسان في لندن عام 2024، احتجاجاً على ما اعتبروه إخفاق المجتمع الدولي في تطبيق القانون الدولي بقطاع غزة، ومن المتوقع أن تعلن المحكمة قرارها النهائي الأحد.
وأكد هالبر أن الدمار في غزة يتجاوز الأهداف العسكرية ويستهدف القضاء على مقومات الحياة المدنية، مشيراً إلى أن إسرائيل منذ نكبة 1948 هدمت نحو نصف مليون مبنى فلسطيني يشمل منازل ومساجد وكنائس ومدارس.
وانتقد هالبر خطط إعادة الإعمار الإسرائيلية والدولية، مشيراً إلى أن الفلسطينيين مستبعدون من هذه المشاريع وأن بعض المشاريع تخدم مصالح مستثمرين أجانب ومستوطَنين غير شرعيين. وقال:
"عندما نتحدث عن إعادة إعمار غزة، يجب أن تكون لصالح الغزيين أنفسهم، لا لأهداف استيطانية أو سياحية".
قدر الباحث تكلفة إعادة الإعمار بحوالي 80 مليار دولار، محذراً من أن أي عملية تدار دون مشاركة السكان ستكون "استعماراً جديداً مقنّعاً". كما أعرب عن قلقه من مقترحات مثل مجلس السلام الذي اقترحه ترامب مع توني بلير، واصفاً إياه بأنه يلغي أي صوت لسكان القطاع.
وحذر هالبر من تهديد المواقع الدينية في غزة بعد تدمير العديد من المساجد والكنائس التاريخية، قائلاً إن:
"هناك خطراً بتحويل المساجد إلى كُنُس إذا استمرت إسرائيل في فرض واقع الدولة اليهودية الكاملة على فلسطين".
تأسست اللجنة الإسرائيلية لمناهضة هدم المنازل عام 1997، وهي منظمة سلام وحقوق إنسان إسرائيلية، تعمل على إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وتحقيق السلام العادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.