تستضيف العاصمة المصرية القاهرة محادثات فلسطينية مكثفة تهدف إلى التوصل لتوافق وطني شامل حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي تتركز على الترتيبات الأمنية وإدارة القطاع في مرحلة ما بعد الحرب، وفق ما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.
وقالت القناة إن رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد أجرى سلسلة لقاءات مع وفود فلسطينية من مختلف الفصائل، في إطار الجهود المصرية المستمرة لتوحيد الصف الفلسطيني ودعم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بوقف الحرب وإعادة إعمار القطاع.
وشملت اللقاءات وفد الجبهة الشعبية – القيادة العامة برئاسة الأمين العام طلال ناجي، حيث تم بحث سبل تحقيق التوافق الوطني، كما التقى اللواء رشاد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، الذي أكد التزام حركته بوقف إطلاق النار واستعدادها لتنفيذ مراحل الاتفاق كافة.
وفي سياق متصل، عقد رشاد اجتماعات مع الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، والأمين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان، لبحث الجهود المصرية الرامية إلى تثبيت الهدنة وتنفيذ البنود المتعلقة بالوضع الإداري والأمني في القطاع.
كما التقى رئيس المخابرات المصرية حسين الشيخ، نائب رئيس دولة فلسطين، بحضور رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، لبحث التنسيق المشترك ودعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت القناة أن وفدًا من حركة حماس التقى وفد حركة فتح برئاسة الشيخ، لبحث المشهد الفلسطيني العام وترتيبات ما بعد الحرب، في ظل سعي القاهرة إلى ضمان استقرار الوضع الداخلي الفلسطيني.
وتنص خطة ترامب للسلام في غزة على أن المرحلة الثانية من الاتفاق تتضمن نزع سلاح حركة حماس، وتشكيل لجنة تكنوقراطية فلسطينية لإدارة القطاع بإشراف دولي، إلى جانب ترتيبات أمنية تشارك فيها قوات دولية تحت رقابة هيئة جديدة تسمى "مجلس السلام" برئاسة ترامب.
وفي خضم تلك التحركات، تكثف مصر اتصالاتها مع واشنطن لضمان تثبيت الهدنة والسير نحو سلام دائم في المنطقة.
🔹 الفصائل تشيد بالدور المصري
ثمّن الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي الدور المصري في "منع أخطر مؤامرة تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة"، مؤكداً أن القاهرة تلعب دوراً محورياً في توحيد الموقف الفلسطيني.
كما أشاد الأمين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان بجهود مصر في تثبيت وقف إطلاق النار، معتبراً أن الاجتماعات في القاهرة تمثل "تطوراً إيجابياً بكل المقاييس"، مؤكداً أن إعادة إعمار غزة تحتاج إلى "مناخ سلمي مستقر وجهد وطني مشترك".
من جهته، قال القيادي بتيار الإصلاح الديمقراطي سمير المشهراوي إن الحوار في القاهرة يستند إلى ثلاث ركائز: منع تجدد الحرب، تسريع إعادة الإعمار، ودعم نجاح خطة ترامب.
أما عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران، فقال إن الفصائل تتابع في القاهرة "خطوات تنفيذ اتفاق شرم الشيخ"، مؤكداً جدية الحركة في المضي قدماً بتطبيق الاتفاق بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني.
بدوره، أكد الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة أن الفصائل توصلت إلى تفاهمات محددة تضمن استمرار وقف إطلاق النار، مشدداً على أن الالتزام الإسرائيلي ضروري لإنجاح المرحلة المقبلة.
وأشار الأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة طلال ناجي إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعب دوراً محورياً في وقف الحرب، معبّراً عن تقديره الكبير للجهود المصرية "في تحقيق الاستقرار ودعم القضية الفلسطينية".
🔹 تحضيرات لإعادة الإعمار
تستعد مصر لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في النصف الثاني من نوفمبر المقبل، بمشاركة عربية ودولية واسعة، لدعم الاستقرار وتعزيز مسار السلام.
يُذكر أن المرحلة الأولى من خطة ترامب دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، لكنها ما تزال هشة بسبب الخروقات الإسرائيلية الأخيرة. وكان البيت الأبيض قد أعلن في 29 سبتمبر 2025 عن الخطة بالتفصيل، في أعقاب قمة شرم الشيخ للسلام التي جمعت أكثر من 30 دولة بهدف إيجاد حل شامل للحرب وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.