القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
افتتحت الكنيست، اليوم الإثنين، دورتها الشتوية والأخيرة قبل الانتخابات وسط توتر واضح عقب هجوم حكومة بنيامين نتنياهو على الجهاز القضائي، ما أثار موجة احتجاجات داخل القاعة تخللتها مشادات وصراخ وأدّت إلى إخراج عدد من نواب المعارضة.
وفي مستهل كلمته أمام الهيئة العامة، اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجهاز القضائي بتجاوز صلاحياته، مؤكداً التزام حكومته بتحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة، وعلى رأسها «القضاء على حماس عسكرياً وسلطوياً». واتهم نتنياهو الحركة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بعد مقتل جنديين في رفح، مشدداً على أن «المعركة لم تنته» وأن الخطوات العسكرية ستستمر.
تصريحات نتنياهو تزامنت مع مداخلات حادة أخرى: افتتح رئيس الكنيست أمير أوحانا الجلسة بهجوم لاذع على القضاء، معتبراً أن «دهس الكنيست من قبل الجهاز القضائي يمس ديمقراطية إسرائيل»، وهو ما أثار اعتراضات وصخباً داخل القاعة. واعتبر أوحانا أن الجهاز القضائي، بما في ذلك مؤسسة المستشار القانوني للحكومة، يمتلك سلطات واسعة تقوّض الإرادة الشعبية، قائلاً إن بعض التسويات السابقة قُوبلت برفض من قبل القضاء.
من جهته، دعا الرئيس يتسحاق هرتسوغ إلى ضبط النفس واحترام التقاليد، مؤكداً ضرورة مناقشة ملفات العلاقة بين السلطتين «بعمق» ووضع قواعد واضحة لأي تغييرات تشريعية. ولفت إلى أن أي تعديل يجب أن يتم وفق آليات محددة مع الالتزام باللياقة البرلمانية.
خلال حديثه عن الحرب، أكد نتنياهو أن حكومته تعمل على إعادة جميع المحتجزين، مشيراً إلى أنه جرى إعادة 20 أسيراً أحياء و12 قتيلاً، وأن المهمة لم تكتمل بعد، ثم أورد أسماء 16 من القتلى الذين لا تزال جثثهم في غزة. كما شن هجوماً على خصومه بالقول إن من دعا لوقف الحرب «كان سيخرج السنوار والضيف مرفوعي الأيدي» لو أُطيعوا، مجدداً تهديده بردٍ قوي على أي اعتداءات واصفاً ضربات الجيش بأنها «شديدة» ونفّذت ضروباً واسعة في غزة.
ودعا نتنياهو إلى خفض حدة الخلافات الداخلية وربط الأمن الوطني بوحدة الصف، معلناً أنه سيبحث «التحديات والفرص» مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس خلال زيارته، في ظل قدوم مبعوثين أميركيين لمتابعة تنفيذ وقف النار وملفات ما بعده.
ردّ رئيس المعارضة يائير لابيد بتنديد حاد، متّهماً نتنياهو بالتهرّب من المسؤولية عن إخفاقات ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصفاً حكومته بأنها «مريضة وفاشلة» ومشيرا إلى أن تحويل إسرائيل إلى «دولة تابعة لواشنطن» لا يبرئه من المساءلة. ودارت مشادات كلامية بين لابيد ورئيس الكنيست أوحانا قبل أن يواصل البرلمان أعماله في أجواء متوترة تعكس الانقسام الحاد داخل الحياة السياسية الإسرائيلية.
