القدس- مصدر الإخبارية
اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وذلك تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي وفرت لهم الغطاء الأمني الكامل خلال تنفيذهم جولات استفزازية وأداء طقوس تلمودية علنية.
ووفق مصادر محلية في مدينة القدس، فقد بلغ عدد المستوطنين المقتحمين 493 مستوطنًا خلال الفترة الصباحية وحدها، وسط أجواء من التوتر، واستفزازات منظمة لحُرّاس المسجد والمصلين والمرابطين داخله، في حين واصلت قوات الاحتلال التضييق على الفلسطينيين من خلال تفتيشهم، واحتجاز بطاقاتهم الشخصية على بوابات الأقصى.
تأتي هذه الاقتحامات في سياق تصعيد ممنهج تقوده جماعات "الهيكل" المتطرفة، والتي كثّفت دعواتها في الأسابيع الماضية لتنظيم اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى، تزامنًا مع مواسم يهودية وأعياد توراتية، وسط تشجيع مباشر من وزراء في الحكومة الإسرائيلية اليمينية.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فإن سياسات الاحتلال في القدس لم تتوقف، بل شهدت تصعيدًا واضحًا في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض، خصوصًا في الحرم القدسي الشريف، عبر تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وهو ما تعتبره المرجعيات الدينية والوطنية الفلسطينية خطًا أحمر لا يمكن القبول به.
وكانت منظمات "الهيكل" قد دعت إلى تكثيف الاقتحامات في الفترة المقبلة، معتبرة أن اتفاق غزة يمنحها "مساحة آمنة" لتعزيز وجودها في المسجد، وهو ما اعتبرته الأوساط الفلسطينية محاولة لاستغلال أي تهدئة في الجنوب لتصعيد العدوان على القدس والمسجد الأقصى.
في المقابل، تتواصل الدعوات المقدسية الواسعة لأهالي القدس المحتلة وعموم الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، لـشد الرحال نحو المسجد الأقصى، والرباط في باحاته، ردًا على الاقتحامات المتكررة، ولإفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه الرامية لتقسيم المسجد وتغيير معالمه الإسلامية.
وتؤكد الهيئات الدينية في القدس، وفي مقدمتها دائرة الأوقاف الإسلامية، أن هذه الاقتحامات تمثل انتهاكًا صارخًا لقدسية المكان، وخرقًا للوضع القانوني والتاريخي القائم، الذي يعتبر المسجد الأقصى حقًا خالصًا للمسلمين وحدهم.
يُذكر أن الوضع في مدينة القدس يشهد توترًا متصاعدًا منذ بداية العام، في ظل استمرار الاستيطان، وهدم المنازل، والاعتقالات، والإبعادات القسرية، فضلاً عن التصعيد في ملف الأقصى، والذي يُنظر إليه كقضية مفصلية في الوعي الفلسطيني والعربي والإسلامي.
وتُحذّر فصائل فلسطينية من أن الاستفزازات المتكررة في المسجد الأقصى قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع مجددًا، لا سيما بعد الاتفاق الهش لوقف إطلاق النار في غزة، الذي لم يوقف انتهاكات الاحتلال في الضفة والقدس.