تحتفظ فلسطين بتاريخ عريق محفور في حجارتها، وتبرز القلاع التاريخية كمعالم شاهدة على تعاقب الحضارات وتبدّل الأزمنة، من قلعة القدس العريقة عند باب الخليل، إلى قلعة برقوق في خان يونس جنوبًا، مرورًا بـقلعة صانور التي تطل على الريف الفلسطيني، وصولاً إلى قلعة مراد في أرطاس قرب بيت لحم، تتوزع هذه القلاع كنجومٍ منسية فوق تضاريس الأرض المحتلة.
شُيّدت هذه الحصون لأغراض دفاعية وتجارية، وارتبطت بمراحل تاريخية متباينة، بدءًا من العهد الصليبي، مرورًا بالمماليك، ووصولًا إلى الحكم العثماني. لم تكن مجرد مبانٍ حجرية، بل مراكز سلطة ومراقبة وتحصين، احتضنت جنودًا وقادة، وسجلت وقائع معارك، وأسهمت في حماية طرق التجارة والحجاج.
كل قلعة من هذه القلاع تحمل قصة، وبعضها لا يزال يقف، رغم تقلبات الزمن، شاهدًا على هويةٍ حضارية لا تزال حيّة في ذاكرة المكان والإنسان.