تعهدت حركة حماس، الجمعة، بتسليم جميع جثامين الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون في قطاع غزة، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة، لكنها أقرت في بيان رسمي بأن عملية استعادة الجثامين "قد تستغرق بعض الوقت" بسبب صعوبات ميدانية ناجمة عن الدمار الواسع في القطاع.
وقالت الحركة في بيانها:
"إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دفن في أنفاق دمرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها"، مؤكدة "حرصها على تنفيذ الاتفاق وتسليم كل الجثامين الباقية".
وأضاف البيان أن الجثامين التي تمكنت حماس من الوصول إليها جرى تسليمها مباشرة، في حين يتطلب استخراج الباقي معدات وأجهزة لرفع الأنقاض، وهي غير متوفرة حاليًا بسبب "منع الاحتلال دخولها إلى غزة".
ويأتي موقف حماس بعد اتهامات إسرائيلية للحركة بانتهاك الاتفاق الذي ينص على إعادة كل الرهائن — الأحياء والأموات — خلال 72 ساعة من بدء سريانه، أي ظهر الإثنين الماضي.
وبموجب الاتفاق، أفرجت حماس عن 20 رهينة حيّة مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو ألفَي أسير ومعتقل فلسطيني، إلا أن الحركة سلّمت حتى الآن جثامين 9 رهائن فقط من أصل 28.
وفي سياق متصل، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، تحذيرًا شديد اللهجة إلى حماس، بعد انتشار مقطع مصور نُسب إليها يُظهر إعدام أشخاص اتُهموا بالتعاون مع إسرائيل. وقال ترامب:
"إذا واصلت حماس قتل الناس في غزة، وهو أمر لم يكن ضمن الاتفاق، فلن يكون أمامنا أي خيار سوى الدخول (إلى القطاع) وقتلهم".
من جانبها، أعلنت تركيا، الخميس، إرسال فريق من وكالة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) إلى غزة للمساعدة في البحث عن جثامين الرهائن. وأكد مسؤول تركي أن الفريق يضم 81 عنصرًا يعملون "بالتنسيق مع وزارة الخارجية"، موضحًا أن مهامهم تتركز على رفع الأنقاض والبحث داخل الأنفاق المدمّرة.
وفي إسرائيل، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مراسم إحياء الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر 2023:
"نحن مصممون على إعادة كل الرهائن، أحياءً وأمواتًا".
كما دعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الحكومة الإسرائيلية، الخميس، إلى تأجيل تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق إلى حين تسلّم جثامين الـ19 رهينة المتبقية.
وبحسب بنود اتفاق وقف إطلاق النار، يتعيّن على إسرائيل إعادة جثامين 15 فلسطينيًا مقابل كل جثمان إسرائيلي تستعيده من حماس، في إطار عملية تبادل إنسانية متزامنة بإشراف دولي.