كشف سهيل السقا، النائب الأول لرئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين ونقيب مقاولي غزة، أن وثائق ملكية الأراضي والمباني والمنشآت في قطاع غزة نجت من الدمار بفضل حفظها إلكترونيًا على وسائط رقمية (فلاشات)، الأمر الذي سيسهّل عمليات إعادة الإعمار عند انطلاقها رسميًا.
وقال السقا، في تصريحات خاصة لصحيفة«المصري اليوم»، إن وضوح الملكيات شرط أساسي لإزالة الركام، موضحًا أن «كل صاحب أرض يجب أن يسمح بإزالة أنقاض ممتلكاته»، مشيرًا إلى أن حجم الركام يُقدّر بنحو 60 مليون طن، منها 10 ملايين طن تراكمت في الشهر الأخير فقط.
مصر شريك لا غنى عنه في الإعمار
وأكد السقا أن إعمار غزة لن يتم دون مصر، ليس فقط لقربها الجغرافي، بل لما تمتلكه من قدرات إنشائية ومعدات وخبرات فنية كبيرة، مضيفًا أن «غزة تحتاج إلى رمل سيناء بعدما سرق الإسرائيليون رمالها الصالحة للبناء قبل انسحابهم عام 2005».
وأوضح أن مصر هي الأسرع في تلبية احتياجات غزة من المعدات والسائقين والأطباء ومراكز التدريب والخدمات اللوجستية.
منحة السيسي ومشروعات دُمّرت
وأشار السقا إلى أن مشروع شاطئ الرشيد، الممتد على طول 4 كيلومترات والمموّل من منحة الرئيس عبد الفتاح السيسي البالغة 500 مليون دولار، لم يهنأ به أهالي غزة سوى شهر واحد قبل أن يتعرض لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي في مايو 2021.
وأضاف أن المنحة المصرية شملت أيضًا ثلاث مدن سكنية تحمل اسم «دار مصر 1 و2 و3»، والتي كان يُشار إليها إعلاميًا – عن طريق الخطأ – بالأسماء الإسرائيلية القديمة «نتساريم، غرب جباليا، شمال لاهيا»، مؤكداً أن هذه المدن دُمّرت بالكامل في الحرب الأخيرة.
لا دور للإسرائيليين في إعادة الإعمار
وشدد نقيب المقاولين على أنه لن يُسمح بمشاركة أي مقاول إسرائيلي في مشاريع إعادة الإعمار، قائلاً: «سيُشطب فورًا أي مقاول يفكر في شراكة مع إسرائيل، وسيُمنع من العمل نهائيًا».
وأضاف أن من الطبيعي أن تتباين التصورات حول شكل الإعمار تبعًا للمصالح، «لكن لا أحد، بما في ذلك ترامب، يمكنه أن يفرض على غزة ما لا تريده أو ما لا يخدم مستقبلها".
إدارة محلية ودعم دولي
ودعا السقا إلى تمثيل قوي لأهالي غزة في اللجنة التنفيذية التي يُقترح تشكيلها لإدارة القطاع، مؤكدًا أن «تفاصيل الحياة اليومية لا يعرفها إلا الغزيون أنفسهم»، وأن اللجنة يجب أن تحظى بـ«دعم مطلق من اللجنة الدولية برئاسة ترامب»، مع التشديد على أن المرحلة المقبلة يجب أن تقوم على مبدأ: «لا حرب مرة أخرى".
قضاء جديد وعدالة للجميع
وتحدث السقا عن واقع القضاء في عهد حماس، قائلاً إنه كان «مسيّسًا إلى حد مفزع»، متوقعًا أن «يعيد الآلاف طرح قضاياهم على مؤسسات العدالة الجديدة حين تقوم»، مؤكداً إمكانية استيعاب موظفي حماس السابقين في الحياة المدنية ضمن منظومة العدالة الوطنية القادمة.
فتح معبر رفح ضرورة لا خيار
واختتم السقا تصريحه بالتأكيد على أن إعادة الإعمار لن تبدأ فعليًا دون فتح معبر رفح وفق القواعد الدولية الطبيعية بين مصر وفلسطين، قائلاً:
«لا يمكن القبول بفكرة التنسيق مع هذا أو ذاك، سواء إسرائيل أو أمريكا أو الاتحاد الأوروبي أو حتى الأمم المتحدة في الدخول والخروج».
وأشار إلى أن اتحاد المقاولين الفلسطينيين هو اتحاد موحّد يضم فروعاً في الضفة والقدس وغزة، التي تضم 309 شركات مصنفة، منها نحو 70 شركة نشطة فعليًا.