القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
«هو الذي يُبطل الحروب إلى أقاصي الأرض، يكسر القوس ويحطم الرمح، ويحرق التروس بالنار. يقول: كفّوا واعلموا أني أنا الله، أتعالى بين الأمم وأتعالى في الأرض».
(المزمور ٤٦: ٩–١٠)
أعرب بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس عن فرحتهم بإعلان وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، مؤكدين أن هذا الحدث يمثل فرصة حقيقية لبداية جديدة نحو السلام والعدالة بعد عامين من الدمار والمعاناة.
وأشاروا في بيان رسمي صدر اليوم إلى أن "الجهود الدولية التي بذلت لتحقيق هذا الإنجاز تستحق التقدير، ونأمل أن تكون المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مقدمة لإنهاء الحرب بشكل كامل، وأن تُحلّ الخلافات المستقبلية بالحوار والوساطة وضبط النفس".
وأكد رؤساء الكنائس أن المنطقة عانت بما فيه الكفاية من ويلات الصراع، مشددين على أهمية الشروع في مسيرة مصالحة طويلة وضرورية بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
كما أثنوا على الالتزام الذي أبداه المشاركون في قمة شرم الشيخ، داعين إلى تحويل التعبئة الدولية إلى جهد إنساني وإغاثي واسع النطاق، يشمل الغذاء والدواء والمياه النظيفة والمأوى والمرافق الطبية، تمهيداً لبرنامج شامل لإعادة الإعمار وإزالة الركام وإعادة بناء البنية التحتية في غزة.
وفي سياق متصل، أعرب البيان عن قلق عميق من تصاعد العنف في الضفة الغربية واستمرار التوسع الاستيطاني، داعياً المجتمع الدولي إلى توسيع المفاوضات لتشمل إنهاء الاحتلال في الضفة وغزة، بما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب دولة إسرائيل.
ووجّه بطاركة ورؤساء الكنائس كلمة دعم وتشجيع لأبناء الكنائس المحلية في غزة، خصوصاً العاملين في كنيستي القديس برفوريوس والعائلة المقدسة ومستشفى الأهلي الإنجيلي، مثمّنين ثباتهم وصمودهم خلال الحرب، ومؤكدين أن "إيمانهم شكل مثالاً يحتذى به في زمن الألم والمعاناة".
وفي الختام، رفع قادة الكنائس صلوات الشكر لله على هذه اللحظة المباركة، مؤكدين أن مسيرة بناء السلام الحقيقية بدأت الآن، وأنهم ماضون في رسالتهم الروحية والإنسانية لتحقيق "العصر الذهبي للسلام الذي بشّر به الأنبياء والحكماء منذ القدم".