بين رمضان والفصح اليهودي: نيسان موعد للتصعيد

أقلام _ مصدر الإخبارية
بقلم/ معاوية موسى
على خلفية التوتر المتصاعد في القدس الشرقية والضفة الغربية، تتبلور التقديرات في الجيش الإسرائيلي حول احتمال اشتعال الأوضاع في المناطق قريبا.
في مصر يعتقدون أن غزة لا تريد تسهيلات اقتصادية مقابل المفقودين إنما تريد أسرى.
وما الذي يمكن أن تربحه القاهرة من التوصل إلى صفقة محتملة بين حماس وإسرائيل هذه المرة، على الرغم من التهديدات التقليدية التي تسمعها ، يبدو أن حماس تضبط نفسها أكثر قليلا .من الممكن أن الوضع الحالي في القطاع – تسهيلات اقتصادية معينة، هدوء نسبي على الحدود والحاجة الماسة إلى وقت طويل لإعادة بناء وتطوير القدرات العسكرية – يحمل في ثناياه بعض الميزات لصالحنا .
المبرر ، في حال حصل ذلك قد يكون خليطا من المشاعر الدينية المتقدة ( في المسجد الأقصى ) مع بداية رمضان . لذلك يستعد الجيش الإسرائيلي من خلال ستة مناورات ستجرى في الألوية المناطقية الخاضعة لقيادة فرقة يهودا والسامرة ، خلال الأسابيع القليلة القادمة ، إلى جانب تحديث الخطط العملياتية له في الضفة .
في غضون ذلك ، تعج المنطقة نفسها بالنشاط ، بطريقة مرتبطة أيضًا بالتحدي الذي تشكله حماس على حكومة السلطة الفلسطينية في الضفة ، وكذلك الفساد والضعف اللذان بميزان أداء السلطة نفسها . في الاسبوع الماضي قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة مسلحين من حركة فتح ، بعد أن نصبوا لهم كمينا في قلب نابلس . هذا الأسبوع لقي فلسطينيان غير مسلحان حتفهما بنيران الجيش الإسرائيلي في أحداث في منطقة جنين ورام الله . جزء كبير من حملات الاعتقال الإسرائيلية في مناطق جنين ونابلس يواجه في الآونة الأخيرة بإطلاق النار على الجيش الاسرائيلي . أيضا هناك ارتفاع كبير في حوادث إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على مركبات اسرائيلية في شوارع الضفة في الأشهر الأخيرة .
هناك ارتفاع أيضا في الأنشطة العنيفة التي يقوم بها المستوطنون ضد الفلسطينيين ( هذا الأسبوع اعتقل 18 اسرائيليا بشبهة القيام بأعمال شغب في قرية حوارة قرب نابلس ) . هناك خلافات على الأراضي حول إقامة بؤرة افيتار وحومش لا تزال تتسب بالتوتر والعنف . على خلفية الأحداث ، أيضا شخصيات كبيرة في السلطة الفلسطينية وجهت تهديدات لإسرائيل بإلغاء الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل والتلميح بالانضمام إلى اعمال العنف في الضفة . عدد من قادة الجيش في الضفة ينظرون إلى تراكم هذه الظروف باعتبارها برميل بارود متفجر ينتظر صاعق التفجير فقط . الدكتور ميخائيل ميلشتاين يرى الأمور بطريقة مختلفة قليلا .في مقاله الذي نشره هذا الأسبوع في معهد السياسات والإستراتيجيا التاسع لجامعة رايخمن كتب العقيد في الاحتياط ميلشتاين ، الذي شغل في السابق منصبا رفيعا في شعبة الاستخبارات العسكرية أن السلطة الفلسطينية تهدد اسرائيل بسلاح من دون ذخيرة وطبقا لما كتب باستثناء الاحداث التي تتعلق بتدهور الأوضاع على خلفية دينية فإن الجمهور في الضفة يرد بنوع من اللامبالاة تجاه الأحداث العنيفة مع إسرائيل وحتى الارتفاع في عدد القتلى في الاحداث لا تدفعه إلى المخاطرة بالاستقرار النسبي في نسيج حياته اليومية.
يعتقد ميلشتاين أن الخطر الحقيقي الذي يتربص بنا ليس احتمال اندلاع الانتفاضة الثالثة أو انهيار السلطة الفلسطينية وإعادة المفاتيح لاسرائيل ، الا بالزحف البطئ للإسرائيليين والفلسطينيين نحو تجسيد فكرة الدولة الواحدة .ويحذر ميلشتاين من أن كل هذا سيحصل من دون قصد أو وعي وتخطيط اسرائيلي ، حيث يمكن أن تجد نفسها في وضع مستقبلي يهدد قدرتها على البقاء دولة يهودية وديمقراطية.