النخالة: ما تشهده الضفة من مقاومة من آثار عملية نفق الحرية

غزة- مصدر الإخبارية:

قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، اليوم الأربعاء، إن “ما تشهده الضفة الغربية اليوم من مقاومة لا تتوقف، أثر من آثار الفعل المعجز الذي قام به أبطال عملية نفق الحرية”.

وتوجه النخالة في تصريح صحفي بمناسبة الذكرى الثانية لعملية نفق الحرية: “بالتحية والتقدير العظيمين للأبطال الذين صنعوا مرحلة جديدة في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني بكل ما تعني الكلمة من معنى”.

وتابع: “نفق الحرية ما زالات آثارها تكبر وتملأ علينا حياتنا، وما تشهده الضفة اليوم من مقاومة لا تتوقف هي أثر من آثار فعلهم، وهم مصدر إلهام لكل مقاتلي شعبنا، ولن يكسر حقد السجان ونازيته إرادتهم وسنبقى أوفياء لهم”.

من جانبها دعت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة في ذكرى نفق الحرية في سجن جلبوع، إلى إن تجسيد الوحدة المتجددة في قلاع الأسر واقعًا في كل ساحات ومؤسسات العمل الوطني الفلسطيني.

وقالت اللجنة في بيان: “مضى عامان على حدثٍ غيَّر مسار العمل الوطني داخل الأسر، ذكَّر العالم بأحراره وشرفائه أن الحرية واجبة والسعي لها بكل السبل فرض الساعة، وذلك بعد أن استطاع ستة من أسرانا انتزاع حريتهم -ولو بشكل مؤقت- من سجون الاحتلال رغم كل إجراءات العدو الأمنية، معلنين انتصار الإرادة الحرة على الجبروت والباطل”.

وأضافت أن “الاحتلال قرر عقب حدوث العملية عبر أدواته المتمثلة في إدارة السجون محاولة فرض عقوبات وإجراءات بحق كل الأسرى لكسر إرادة الحرية عندهم، فكان لزامًا على الحركة الوطنية الأسيرة أن تتوحد وتتجاوز كل خلاف وفرقة لمواجهة هذا التحدي، وكانت -بفضل الله- على قدر هذا التحدي، ونجحت في صد العدوان”.

وتابعت: “تشكلت وقتها لجنة الطوارئ الوطنية العليا لتدير الأزمة باقتدار ووحدة حال وقرار، وخاضت بعدها تحديات ومعارك تجاوزت الـ “6” جولات، ونجحت كل مرة في تعزيز الوحدة والانتصار”.

وأكدت على أن “الذكرى الثانية تأتي في ظل إجرام جديد من الاحتلال الاسرائيلي ومحاولاته لتقليص الزيارات لتصبح مرة واحدة كل شهرين، مهدَّدًا بإجراءات أخرى تمس جوهر الحياة وواقع الاعتقال”.

وشددت على أن “قرار بإعلان الإضراب عن الطعام يوم الخميس القادم 14/9/2023م جاء رداً قرار الاحتلال ما لم يتراجع وأدواته عنه وعن كل ما يهدد به، وأن يلتزم بعدم المس بحقوق الأسرى”.

اقرأ أيضاً: يعقوب قادري.. أحد أبطال نفق الحرية جلبوع يدخل عامه الـ20 في السجون

في ذكرى نفق الحرية نكتب من جديد.. فجرنا سيبزغ عمّا قريب!

أقلام-مصدر الإخبارية

كتب أحمد عبد الرحمن كان يبدو صباحاً عادياً، ككل صباحات فلسطين، اصطف فيه العمّال الفلسطينيون الساعون لجمع قُوت عيالهم قرب حاجز بيت حانون، “إيرز”، شمال قطاع غزة، في انتظار وسيلة النقل التي ستوصلهم إلى اماكن عملهم، لم يكونوا يعلمون في ذلك الوقت بأن حقداً أسود سيكون قادماً إليهم ليسفك دمهم، ويخطف أرواحهم البريئة، التي لم تكن تحمل للعالم إلّا كل خير.

في ذلك الصباح الدامي من شهر كانون الأول(ديسمبر) من عام 1987، قام جندي إسرائيلي مجرم يقود شاحنة بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد خمسة منهم، وإصابة آخرين.

بعد أيام على استشهاد العمّال الخمسة، كتب الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي قصيدة رثاء، عبّر فيها عن حجم الألم الذي أصاب نفوس الفلسطينيين، الذين عمّ الحزن كل حاراتهم وشوارعهم، وأصبح الشهداء المظلومون أبناءً لكل الشعب، وليس فقط لعوائلهم المكلومة والحزينة.

كتب الشقاقي حينها: “كانوا خمسة.. في يد كل منهم منجل.. في يسرى كل منهم قفّة.. كانوا يا أصحابي خمسة.. وقفوا في صفٍّ مكسور.. في أعينهم نامت مدن وبحور.. كانوا خمسة.. في يمنى كل منهم منجل.. في يسرى كل منهم قفّة.. تركوا الدرّاق الأخضر.. قالوا يوماً أو يومين ولا أكثر.. يا عمال بلادي هرمت غابات الزعتر.. وانسكب الزيت وغصن الزيتون تكسّر.. يا قلب الأرض تحجّر.. لا تُزهر أبداً لا تُزهر.. إلا غضباً إلا بركاناً يتفجّر”.

أيام قليلة وانفجر البركان الذي بشّر به الشقاقي الشهيد، إذ اندلعت، على إثر هذه الجريمة النكراء، ما اصطلح على تسميته لاحقاً بـ “انتفاضة الحجارة”، والتي عُدَّت محطة مهمة ومفصلية في تاريخ العلاقة بين الشعب الفلسطيني من جهة، والمحتل الإسرائيلي من جهة أخرى، وشكّلت فاصلاً بين مرحلة كان فيها المستوطن الصهيوني يتجوّل في شوارع غزة كأنه في وسط “تل أبيب”، ومرحلة لاحقة أدت، فيما بعد، نتيجة تفاعلات جيوسياسية فارقة، إلى خروج المحتل مندحراً من أراضي القطاع، في سابقة تاريخية أسست حقبة جديدة من تاريخ نضال هذا الشعب البطل.

اقرأ/ي أيضا: على خلفية عملية نفق الحرية.. عزل مسؤول مصلحة السجون

بعد 34 عاماً تقريباً على مجزرة العمّال، وما نتج منها من انتفاضة شعبية عارمة، أسّست، كما أسلفنا، مرحلة من الصراع المفتوح بين الشعب الفلسطيني، في كل شرائحه، و”دولة” الاحتلال المسلّح بكل ادوات القتل والإجرام، من أخمص قدميه حتى أعلى رأسه، وأسفرت فيما بعد عن هروب المحتل من قطاع غزة، وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة؛ بعد هذه الأعوام الطوال، كان الشعب الفلسطيني على موعد مع إنجاز جديد، حطّم فيه ستة من الأسرى الأبطال أسطورة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ووجّهوا إليها ضربة قاتلة لم تستطع التعافي منها حتى اليوم، وكتبوا أسماءهم بحروف من نور في لوحة الشرف التي لن يطمسها تخاذل البعض، ولن تشوّهها خيانة البعض الآخر.

رسموا بأظفارهم الدامية خريطة فلسطين في باطن الأرض، وعلى فوّهة النفق، وعلى امتداد سهول بيسان، وفي شوارع الناصرة والناعورة، وصولاً إلى جنين الحبيبة، حيث مهوى الفؤاد وطمأنينة القلب.

اليوم، ونحن نعيش الذكرى الثانية للتحرر الكبير من سجن جلبوع، عبر نفق الحرية والانعتاق من الأسر، وفي ظل ما تعيشه الحركة الأسيرة من أوضاع قاسية بفعل سياسات الاحتلال الظالم، ولا سيما في ظل القرارات المجحفة التي أصدرها وزير الأمن القومي المتطرّف، إيتمار بن غفير، والتي تُنذر بانتفاضة شاملة داخل السجون والمعتقلات، يمكن أن يمتد أوارها إلى كل المدن والمخيمات الفلسطينية، وفي ظل التوتّر الذي يحيط بالمشهد الفلسطيني، ولا سيما مع تهديدات قادة الاحتلال باغتيال قادة المقاومة وتصفيتهم؛ في ظل كل ذلك نجد أنفسنا مضّطرين، اضطرارَ المحب والعاشق، لا اضطرارَ المُكره والحاقد، إلى أن نكتب من جديد عن أبطال معركة الحرية الستة، الذين اجترحوا المستحيل، وحققوا الإعجاز، وهدموا، بإصرارهم ومعاولهم البسيطة، جدار السجن والعزل والحرمان.

نكتب من جديد عن محمود، ومحمد، وزكريا، ويعقوب، وأيهم، ونضال، علّنا نوفيهم جزءاً من حقهم، الذي يحاول البعض طمسه، ونسيانه، وتحويله إلى مجرد ذكرى مرّت وانتهت من دون أي مفاعيل، أو نتائج.

وبعيداً عن العاطفة الجيّاشة التي تملأ قلوبنا تجاه الأبطال الستة، وبغض النظر عن الأيام الجميلة التي عشناها، فترةَ انعتاقهم من السجن، وخروجهم إلى الحرية، فإن النظرة المحايدة إلى هذا الفعل المعجِز تضعنا أمام معطيات مهمة، ونتائج مفصلية، يمكن لنا، من دون أيّ تحيّز لهذا الطرف أو ذاك، ان نضعها في خانة الأحداث التاريخية، التي أسست مرحلة جديدة من مراحل نضال الشعب الفلسطيني، والتي يمكن لها أن تسفر في فترات مقبلة، وبعد البناء عليها، عن نتائج جيواستراتيجية تشبه كثيراً تلك التي نتجت من انتفاضة الحجارة، وما تلاها من أحداث، وصولاً إلى الاندحار الصهيوني من قطاع غزة.

إن عملية الهروب المبدعة من سجن جلبوع، والتي جاءت في فترة زمنية عمّ فيها الهدوء القاتل جغرافيا الضفة المحتلة، في مدنها ومخيماتها وقراها، بفعل القبضة الأمنية المزدوجة، التي فرضت نفسها بشدة على حركة العمل المقاوم هناك، بالإضافة إلى انصراف معظم المواطنين إلى أشغالهم وأعمالهم، التي تم استخدامها في كثير من الأحيان أداةً لابتزازهم والضغط عليهم، أدّت إلى تغيير كثير من المفاهيم، وأفضت إلى تطورات باتت تلقي ظلالها على كل المشهد الفلسطيني، ولا سيما على صعيد المواجهة مع المحتل، والخروج من حالة اليأس والانكسار، اللذين كانا سائدين آنذاك، في اتجاه فعل مقاوم يكاد يشعل الأرض تحت أقدام الغزاة، ويفرض معادلات حقيقية على الأرض وفي الميدان، بعيداً عن النظريات العقيمة، والخطابات الجوفاء.

ويمكن لنا أن نشير في هذا الخصوص بالذات إلى عدة معطيات مرتبطة، بطريقة أو بأخرى، بنتائج عملية “نفق الحرية “، وتُعَد أحد إفرازاتها الطبيعية، سواء عن طريق الإلهام، أو عن طريق التأثير المباشر.

على خلفية عملية نفق الحرية.. عزل مسؤول مصلحة السجون

الأراضي المحتلة- مصدر الإخبارية

قررت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، عزل مسؤول المنطقة الشمالية من منصبه على خلفية نفق الحرية بانتزاع 6 أسرى حريتهم من سجن جلبوع.

وأفادت القناة “السابعة” العبرية بأنه تقرر عزل قائد المنطقة الشمالية في مصلحة السجون من منصبه، في أعقاب عملية هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع.

ويتوقع أن يعيّن إيتمار بن غفير مفوضًا للسجون موال له ومن خارج صفوف سلطة السجون.

كذلك يتوقع أن يعين بن غفير أحد ضباط الشرطة الكبار في منصب مفوض السجون، وبذلك يصبح أحد المناصب في الشرطة شاغرا، فيما تجري عملية تدوير مناصب في الشرطة حاليا وبن غفير يسعى لتعيين ضباط يكونوا موالين له وينفذون سياسته المتطرفة.

اقرأ/ي أيضًا: فرار أسرى جلبوع: تقصي الحقائق تصدر تقريرها اليوم وتوقعات بإقالة بيري

النخالة: أبطال نفق الحرية نزعوا الخوف وزرعوا الأمل في قلوب الأجيال الصاعدة

غزة – مصدر الإخبارية

قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، إن “أبطال نفق الحرية نزعوا الخوف وزرعوا الأمل في قلوب الأجيال الصاعدة مِن وسط السكون ودمار البيوت ومستوطنات السرطان ودوريات القتلة، كما اخترقوا  الحصار والصمت ورتابة الأيام، وأصبح فعلهم دليل إرادة، وتحدٍ، ودليل اشتباك مستمر مع الاحتلال”.

وأضاف “النخالة” خلال رسالة وجهها إلى أبطال نفق الحرية، أبطال كتيبة جنين: محمود العارضة وأيهم كممجي وزكريا الزبيدي ومناضل انفيعات ومحمد العارضة ويعقوب قادري في الذكرى الأولى لعملية نفق الحرية البطولية، أن “في مثل هذا اليوم قبل عام، كان يجيئ فعلكم المعجز بكل المعايير ليوقظنا جميعاً من سباتنا ومن رتابة الأيام التي اعتدنا أن نذكركم فيها كمحاربين غيبتهم معتقلات الاحتلال”.

وأكمل، “في العام الماضي وبمثل هذا اليوم كان جنود الاحتلال يطاردونكم على امتداد فلسطين، وكانت وجهتكم جنين التي نحب، ولقد زفتكم أناشيد الوطن المخضب بدماء الشهداء من غزة إلى جنين وكل المدن والبلدات الفلسطينية”.

وتابع، “فعلكم المعجز أشعل ثورة جديدة وغرد الرصاص على امتداد الأرض التي لم تستسلم للاحتلال، حيث أن محاربي الشعب الفلسطيني ومحاربي الجهاد وسراياها المظفرة لا يستريحون، مردفًا، “أيها الأبناء الطيبون الذين اخترتم الطريق الأصعب في كل موقع وفي كل مكان حللتم فيه، أنتم تشعلون السجون غضباً وثورةً في هذه الأيام”.

وأردف، “ما بين جلبوع السجن الحصين وجنين وعد حريتكم، لم تكتمل الرحلة ولكن اكتملت الفكرة، فكانت كتيبة جنين صدى فعلكم المدوي، الذي أوقد شموع الحرية على طول فلسطين وعرضها، وتحولت شموع الحرية إلى اشتعال عظيم لا يستطيع العدو اطفاءه، وبدأت بطولات تتشكل وترسم ملامح مرحلة جديدة من الجهاد والمقاومة.

وأضاف، “لقد قذفتم بحريتكم التي صنعتموها بإرادتكم وبأظافركم شرارة المقاومة من جديد، ولا زالت الشرارة تفعل فعلها منذ عام وحتى الأن، وليس بإمكان أحد ايقاف الإرادة المنبثقة من نفق الحرية”.

ودعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، قوى شعبنا ليكون هذا اليوم يوماً للحرية، لافتًا إلى أن هذه الكتائب والشهداء، وانتفاضة شعب عظيم لا يستكين ولا يستسلم للأعداء، مؤكدًا، “راياتكم تعلو يوماً بعد يوم، ورصاص الكتائب المقاتلة، كتائب الشعب الفلسطيني المقاوم ورصاصها يملأ الأفق”.

وبيّن أن هتافات الشعب العظيم تزف الشهداء للخلود في كل يوم وللوطن الذي يهتف وينتصر للحرية، والأسرى يأتون كل ليلة كذكرى لكل البواسل من أبناء شعبنا، ودرساً يومياً يتلوه أبناء شعبنا ومقاتلوه بالرصاص.

وختم النخالة تصريحاته قائلًا، “مسيرة الشهادة لا تتعبنا، بل تنشرنا في الأفق باتجاه القدس وعد الله للمؤمنين بأن يدخلوها نصرا وفتحاً عظيماً”.

أقرأ أيضًا: النخالة: العدو يُريدنا عبيدًا باسم السلام الكاذب ونحن مُوحدون في مواجهة الاحتلال

بعد عام: نفق الحرية وتأثيراته على قضية الأسرى؟

أقلام _ مصدر الإخبارية

هذا المقال بعنوان” بعد عام: نفق الحرية وتأثيراته على قضية الأسرى؟” بقلم: عبد الناصر فروانة.

لا تزال دولة الاحتلال الإسرائيلي مذهولة مما جرى في سجن “جلبوع”. كما لم تستوعب ما حدث، ولم تستفق بعد من الصدمة التي كانت أكثر من مجرد هزيمة مُذلة، وما زالت تعيش واقع الصدمة التي أصابتها وتعاني اضطرابات ما بعد صدمة “المعجزة”. فيوم السادس من أيلول/سبتمبر 2021، كان يوماً له ما بعده، وترتبت عليه تداعيات كثيرة. ولا أبالغ إن قلت: إن معظم ما تشهده السجون اليوم من تصعيد هو نتاج ذاك اليوم، وأكاد أجزم بأن إدارة السجون الإسرائيلية ماضية في إجراءاتها العقابية والانتقامية، ليس بحق مَن نجحوا في انتزاع حريتهم وانتصروا فحسب، أو بحق أسرى حركة الجهاد الإسلامي فقط، وإنما بحق الأسرى عموماً والذين مازالوا يدفعون ثمن ذاك الانتصار، مما أدى إلى تغير طبيعة الإجراءات اليومية ونمط الحياة المعتادة داخل السجون، سعياً من إدارة السجون الإسرائيلية لاستعادة هيبتها المفقودة التي مرّغها الأسرى بالتراب، وترميم صورتها التي أغرقها هؤلاء الأبطال في الصرف الصحي، وسعياً كذلك لتشويه صورة المنتصر التي رسمها أولئك الأقمار الستة ومحو تأثيرها في الوعي الجمعي الفلسطيني ولدى العديد من الأحرار في العالم.

إن ما فعله هؤلاء الأسرى يعكس قوة الإرادة والعزيمة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني، ويعبّر عن مدى إصراره على المضي قدماً في مسيرته الكفاحية، حتى في أحلك الظروف وأكثرها صعوبة، من أجل انتزاع حقه الطبيعي في العيش بحُرية، وقدرته على تحقيق الانتصار على المحتل على الرغم من اختلال موازين القوى. وعملية الهروب من سجن “جلبوع” لم تكن الأولى في تاريخ الحركة الأسيرة، إذ سبقتها العشرات، ولن تكون الأخيرة في سياق البحث عن الحرية، لكن ربما تكون هذه أهم تلك المحاولات، من حيث التوقيت والدلالات وحجم النجاحات، وتصلح لأن تكون سيناريو لفيلم عالمي.

لقد مثّلت عملية هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي، عبر نفق استمروا في حفره في باطن الأرض بأدوات بسيطة طيلة تسعة أشهر متواصلة، انتصاراً أمنياً ونضالياً وسياسياً عظيماً للفلسطينيين كل الفلسطينيين. إنه انتصار بحجم “المعجزة”. وهو ما دفع بقضية الأسرى والمعتقلين إلى واجهة الأحداث السياسية والحقوقية والإعلامية، المحلية والإقليمية والدولية. وفي المقابل، شكّلت ضربة قاصمة وهزيمة كبيرة للاحتلال وقيادته، وفشلاً ذريعاً وخطيراً لأسطورة المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وخصوصاً أن هذا السجن، الذي أُنشئ حديثاً في سنة 2004، يُعتبر الأكثر تحصيناً والأشد حراسة ومراقبة في دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تصفه بـ “الخزنة الحديدية”.

ومنذ علمها بخروج الأسرى من فوهة “نفق الحرية”، وظّفت دولة الاحتلال قوات عسكرية وأمنية كبيرة جداً، ووفرت إمكانات هائلة وموازنة طائلة، وجنّدت عملاء لها، ولجأت إلى أحدث وسائل التكنولوجيا من أجل اللحاق بمن جعلوا منها أضحوكة، ومن منظومتها الأمنية مثاراً للسخرية، وتمكنت بهذا الجهد الهائل من إعادة اعتقال الأسرى الستة، بعد أيام قليلة، في حادثين منفصلين، وهو ما أصابنا بحزن شديد، وأفقدنا بعضاً من الفرحة التي عشناها، منذ علمنا بهروبهم، إلاّ إن إعادة اعتقالهم، التي تندرج في إطار المألوف والروتيني، لا تقلل من شأن ما سجّلوه من انتصار عظيم، وما سطّروه من ملحمة مُلهمة وبطولة استثنائية بحجم المعجزة.

ومنذ أُعيد اعتقالهم، كنا قد حذّرنا من أن الإجراءات الانتقامية ليست عابرة، ولن تقتصر على توزيعهم على عدة سجون إسرائيلية، أو عزلهم في زنازين انفرادية متباعدة في ظروف قاسية فحسب. وإنما القمع والتضييق سيستمر، وعزلهم الانفرادي قد يمتد طويلاً. لذا، فإن ما يتعرضون له اليوم، كان أمراً متوقعاً. ونضيف: قد تستمر هذه الحال إلى أبعد من ذلك، وأكثر مما نتوقع، ما لم نتحرك ويتحرك الجميع سريعاً ونقف إلى جانبهم وندعمهم ونساندهم بالشكل الذي يستحقونه.

لقد كان وما زال من المهم جداً أن نحافظ على صورة “المنتصر” التي رسمها هؤلاء الأبطال الستة بإرادتهم، ونصون ما حفروه بأظافرهم وملاعقهم، عبر نفق “جلبوع”، ليبقى راسخاً في الذاكرة النضالية والتحررية للشعب الفلسطيني وكافة الأحرار في العالم، ولنجعل من الملعقة “أيقونة” للحرية المنشودة التي يحلم بها كل فلسطيني. لذا، علينا تدارُك خطورة المرحلة، والعمل على إبقاء الملف مفتوحاً وتسليط الضوء على ما يتعرض له هؤلاء الأبطال، وتوفير الحماية لهم من الأذى والضرر الإسرائيلي المتعمد والمتصاعد بحقهم، واستحضار الحدث بصورة دائمة في وسائل الإعلام المختلفة، ومواجهة المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تبديل الصورة، وبث روح الإحباط لدى عموم الأسرى والكل الفلسطيني.

لقد حاول الأسرى الفلسطينيون “الهروب” من سجون الاحتلال الإسرائيلي عشرات المرات، فرادى وجماعات، بهدف انتزاع حريتهم المسلوبة، في ظل الأحكام الخيالية التي تفرضها محاكم الاحتلال بحقهم وعدم تحديد حكم “المؤبد”، ومع استمرار احتجازهم عشرات الأعوام وتهرُّبها من استحقاقات العملية السياسية وتضاؤل الفرص الأُخرى للإفراج عنهم، وهذا حق لهم يُسمَح به، وفقاً للقانون الدولي الذي أجاز للأسرى والمعتقلين انتهاج وسيلة للهروب من سجون الاحتلال، وعالجت اتفاقية جنيف الثالثة (1949) هذا الموضوع، والتي انضمت إليها، أو صادقت عليها، كل الدول تقريباً، بما فيها (إسرائيل)، في موادها (91–94). وكذلك جاءت اتفاقية جنيف الرابعة (1949) في المادة (120) على ذلك. والخلاصة القانونية أن عمليات الهروب، وفي كل الأحوال، لا تستوجب عقاباً جنائياً. لكن يمكن فرض عقوبات تأديبية بحق مَن حاولوا الهرب وفشلت محاولاتهم. أما الهروب الناجح لأسير الحرب، وفي حال أُعيد اعتقاله، فإنه لا يخضع لعقوبات جنائية أو تأديبية بسبب هذا الهروب.

لكن يجوز أيضاً فرض مراقبة خاصة على المعتقلين الذين عوقبوا بسبب الهروب أو محاولة الهروب، بشرط ألا يكون لهذه المراقبة تأثير ضار على حالتهم الصحية، وعدم تعرُّض المعتقلين، الذين ساعدوا في الهروب أو في محاولة الهروب، إلا لعقوبة تأديبية عن هذا الفعل.

إن دولة الاحتلال لا تعاملهم وفقاً لاتفاقية جنيف الثالثة، باعتبارهم أسرى حرب، ولا تعترف بهم كمدنيين اعتُقلوا في زمن الحرب وتنطبق عليهم اتفاقية جنيف الرابعة، فهي تصرّ على روايتها الظالمة، وتقدمهم على أنهم (مجرمون وقتلة وإرهابيون) وقد ارتكبوا مخالفات وجرائم سابقة، اعتُقلوا وحوكموا بسببها، واليوم ارتكبوا جريمة جديدة تتمثل في الهروب، وترى أنهم يجب أن يُحاكَموا عليها وتُفرَض عليهم عقوبات جنائية، كما تفعل الدول المستقرة مع (الهاربين) ضمن قانون العقوبات المتبع لديها. لذا أصدرت سلطات الاحتلال عقوبات جنائية تمثلت بفرض أحكام إضافية بالسجن الفعلي بحق الأسرى الستة وهم من نجحوا بالهروب، وبحق من ساعدهم على الهروب أيضاً، وما زالت تُخضعهم للعزل الانفرادي ولعقوبات قاسية، بالرغم من مرور عام كامل على تلك العملية، الأمر الذي يشكل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني.

واليوم وبعد مرور عام على تمكن الأسرى الستة “محمود العارضة، محمد العارضة، أيهم كممجي، يعقوب قادري، مناضل انفيعات، وزكريا الزبيدي” من تحرير أنفسهم من سجن “جلبوع” الإسرائيلي،عبر ما يُطلق عليه الفلسطينيون: نفق الحرية، نشعر ببالغ القلق من بقائهم في زنازين العزل الانفرادي واستمرار الإجراءات الإسرائيلية، اللا إنسانية وغير القانونية، بحقهم وبحق من ساعدهم في عملية “الهروب”، وبتنا نخاف عليهم ونخشى مما قد يلحق بهم من ضرر وأذى جرّاء الغضب والحقد الإسرائيلي. كما ونشعر بالقلق على الأسرى الآخرين جراء استمرار الإجراءات الانتقامية وتصاعُدها والتي ترقى إلى مستوى “العقاب الجماعي”. مما يستوجب من الكل الفلسطيني الوقوف إلى جانب الأسرى، وتكثيف الجهود المبذولة عبر الوسائل والآليات الممكنة والمتاحة لنصرتهم وتعزيز مكانتهم القانونية والانتصار لعدالة قضيتهم.

عملية سجن جلبوع.. وثيقة مزورة ورسائل تحذير لمسؤولين

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية 

كشفت صحيفة عبرية اليوم الأحد، عن أن مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي تحقق في وثيقة استخباراتية، يشتبه أنها مزورة، قدمت إلى لجنة تقصي الحقائق الحكومية في عملية الفرار من سجن جلبوع، فيما تتجه لجنة الفحص لتوجيه رسائل تحذيرية لضباط في مصلحة السجون.

وبينت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أن لجنة الفحص الحكومية تدرس في هذه المرحلة توجيه رسالة تحذير لمفوضة مصلحة السجون، كيتي بيري، على خلفية الفشل في إحباط عملية نفق الحرية التي نفذها أسرى سجن جلبوع الستة، إلى جانب إرسال رسائل مماثلة لقائد سجن جلبوع فريدي بن شطريت، ووقائد المنطقة الشمالية في مصلحة السجون، وضباط آخرين.

ووفقاً للصحيفة، يرى بعض أعضاء لجنة الفحص الحكومية أن بيري منذ توليها منصبها اتخذت إجراءات مختلفة لإضعاف مصلحة السجون، فيما مثلت 10 أيام في المرة الثالثة من استجوابها أمام لجنة الفحص برفقة محام، ودافعت عن نفسها أمام الاتهامات لها بتعيين ضباط يفتقرون للخبرة في مناصب حساسة، زاعمة بأن تلك الاتهامات “لا أساس لها من الصحة”.

وأكدت لجنة الفحص فشل عناصر المخابرات التابعين لمصلحة السجون في الكشف عن نية ومخطط الأسرى رغم أنها واضحة ومعروفة، وأن تلك العناصر كما السجانين لم يكونوا يفضلون “مواجهة الأسرى الفلسطينيين”، وفق ما أوردت الصحيفة.

اقرأ/ي أيضاً: عملية نفق الحرية.. تفاصيل جديدة تكشفها حارسة تعمل في سجن جلبوع

ويشتبه أعضاء لجنة الفحص الحكومية بأن مصلحة السجون الإسرائيلية قدمت إليها وثيقة مزورة، في إطار التحقيق وفحص ملابسات فرار 6 أسرى من سجن جلبوع في أيلول (سبتمبر) 2021، حيث تمكنوا من انتزاع حريتهم عبر نفق واعتقلوا لاحقاً.

وعينت اللجنة نائب مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية جوندار موتي بيتان، للتحقيق في كيفية وصول وثيقة استخباراتية يشتبه بأنها مزورة إلى لجنة تقصي الحقائق الحكومية.

ويدور الحديث عن وثيقة استخبارية وقعت في 29 مارس (آذار) 2021، حول إعادة تنظيم شعبة المخابرات التابعة لسجون الاحتلال، كان يعتقد أنها موقعة من أحد كبار الضباط، ولم تكن تحمل أي رقم مرجعي خاص بها، ويرجح انها وصلت عن طريق الخطأ من قبل ضباط الاستخبارات في السجن الذين مثلوا أمام لجنة الفحص.

وبين بعض ضباط مخابرات الاحتلال أمام لجنة الفحص أن الوثيقة لم يتم كتابتها وصياغتها من قبل أي مسؤول في مصلحة السجون، وعليه يشتبه بأن الوثيقة مزورة.

وقررت اللجنة فحص تسلسل الأحداث الخاصة بالوثيقة لمعرفة من قام بصياغتها وكيف تم إرسالها إلى لجنة الفحص الحكومية، ومن الشخص الذي يقف وراء ذلك، حيث يرجح أن الوثيقة نقلت عن طريق الخطأ مع وثائق أخرى، علماً أن الحديث يدور حول مسودة عمل وليست وثيقة رسمية، بحصب الصحيفة.

يذكر أن، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، شرعت لجنة تقصي الحقائق بحكومة الاحتلال بالتحقيق في عملية الفرار من سجن الجلبوع، عبر الاستماع لشهادات وإفادات كبار الضباط في مصلحة السجون.

 

عملية نفق الحرية.. تفاصيل جديدة تكشفها حارسة تعمل في سجن جلبوع

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية 

كشفت حارسة في جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمل داخل سجن جلبوع تفاصيل جديدة حول عملية نفق الحرية العام الماضي.

وقالت حارسة الأمن داخل سجن جلبوع شير موشيه التي كانت في الجناح الذي انتزع منه 6 أسى فلسطينيون حريتهم عبر نفق أرضي في سجن جلبوع، عن المعلومات والتفاصيل أدلت بها أمام لجنة التحقيق التي تنظر في الفشل الذي أدى لنجاح عملية نفق الحرية التي نفذت في بداية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وبحسب شهادة الحارسة الأمنية، فإنه عند الساعة الواحدة ليلًا، وخلال تفقد الزنازين تم مشاهدة أحد الأسرى في الزنزانة واقفًا، وهذا أمر لم يثير أي شكوك، ليتبين لاحقًا أنهم بدأوا بالنزول إلى النفق الذي كانوا يحفرونه بعد ربع ساعة أي عند الساعة 1:15.

وقالت موشيه “حين وصلت الزنزانة رأيت 5 أسرّة مرتبة في الزنزانة ومغطاة بالبطانيات، ورأيت السجناء فيها ولم يظهر أي أمر غريب حينها”.

وأشارت إلى أن التعليمات التي تصدر لهم تمنعهم من إشعال الضوء وإيقاظ الأسرى، مشيرةً إلى أنها لم تفعل ذلك حتى لا يتم تقديم شكوى بحقها من الأسرى في حال أيقظناهم، مدعيةً أنها تخشى أن يحدث لها شيئًا في مثل هذه الحالة وتعرضها لهجوم من قبل الأسرى.

من نفق الحرية للأمعاء الخاوية لسفراء الحرية.. 2021 عام حافل بانتصارات الأسرى

خاص – مصدر الإخبارية

عام حافل بالانتهاكات المستمرة التي ينتهجه الاحتلال الإسرائيلي باستمرار بحق الاسرى من الكبار والصغار والنساء في سجونه، ليقابلوا بدورهم هذه الانتهاكات بجملة انتصارات سددوها في مرمى سجاني الاحتلال خلال 2021.

نفق الحرية

حدث أمني نادر من نوعه سطره الأسرى في صباح يوم 6 سبتمبر 2021، عندما تمكن ستة منهم من الهروب من سجن جلبوع، بينهم أربعة محكوم عليهم بالسجن المؤبد ومن بينهم زكريا الزبيدي ومحمود العارضة، حيث استطاعوا الهرب من خلال نفق حُفر في زنزانة السجن، ليعلن في مساء 10 سبتمبر (أيلول) عند اعتقال اثنين منهم: يعقوب قادري ومحمود عارضة، وفي ساعات الفجر الأولى من تاريخ 11 سبتمبر 2021، تمت إعادة اعتقال زكريا الزبيدي ومحمد عارضة، ولاحقاً تم اعتقال مناضل انفيعات وأيهم كمماجي.

وشكّلت عملية نفق الحرية تحوّلاً هامّاً على صعيد المواجهة داخل سجون الاحتلال، وكذلك على بعض السّياسات التّنكيلية التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال بحقّ الأسرى، أبرزها عمليات العزل الإنفرادي، وما تزال تبعيات هذه المواجهة قائمة.

انتصار أسرى الأمعاء الخاوية

شهد عام 2021 ارتفاعاً في أعداد المعتقلين والأسرى الذين واجهوا سياسات الاحتلال وخاصة الاعتقال الإداري بلا تهمة ولا محاكمة بالإضراب عن الطعام، وبلغ عدد المعتقلين الذين خاضوا إضرابات فردية نحو (60) أسيراً جُلّهم من المعتقلين الإداريين، إضافة إلى الإضراب الجماعي الذي نفّذه أسرى الجهاد الإسلامي، بعد سلسلة الإجراءات التّنكيلية التي فرضتها إدارة السجون بحقّهم بعد عملية “نفق الحرّيّة”.

واستمرت إدارة سجون الاحتلال بممارسة جملة من الإجراءات التّنكيلية والانتقامية بحق الأسرى المضربين، والتي تُشكّل جزءاً من السّياسات الممنهجة، في محاولة لكسر خطوة الإضراب أبرزها: حرمانهم من زيارة العائلة، وعرقلة تواصل المحامين معهم، ونقلهم المتكرر من معتقل إلى آخر، وعزلهم في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، وقيام السّجانين بمضايقات على مدار الساعة، عدا عن جملة من الإجراءات التي تتخذها بعد نقلهم إلى المستشفيات المدنية، منها استمرار تقييدهم بالسّرير بوضعية تسبّب لهم المزيد من الأوجاع. وتعمّدت أجهزة الاحتلال المماطلة بالاستجابة لمطالب الأسرى المضربين، لإيصالهم لأوضاع صحّية خطيرة، يصعب على الأسير مواجهتها لاحقاً وتؤثّر على مصيره.

إلا أن غالبية الأسرى الذين خاضوا إضرابات ضد اعتقالهم الإداري، علّقوا الإضراب بعد وعود أو اتفاقات واضحة بتحديد سقف اعتقالاتهم الإدارية.

فقد انتزع الأسير مقداد القواسمي انتزع حريته بعد 113 يوم من الإضراب عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري، وذبك بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراحه في شهر فبراير القادم.

كما علق الأسير لؤي الأشقر (45 عاماً) إضرابه عن الطعام الذي استمر لمدة 49 يوماً رفضاً لاعتقاله الإداريّ، وذلك بعد اتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداريّ، وذلك استناداً للمعلومات المتوفرة من عائلته.

وعلق أسرى آخرون إضرابهم بعد رضوخ الاحتلال لمطالبهم، إلا أن الأسير هشام أبو هواش يواصل إضرابه عن الطعام لأكثر من أربعة شهور رفضاً لاعتقاله الإداري، حيث يواجه وضعاً صحياً حرجاً في مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي.

سفراء الحرية

حقق عدد من الأسرى نصراً يشكّل صفعة على وجه السجان، وذلك بنجاحهم في إنجاب أطفال عبر النطف المحررة أو ما تم الاصطلاح على تسميتها (سفراء الحرية)، فمن خلال هذه الوسيلة للإنجاب لا سيما الأسرى القدامى وذوي الأحكام العالية.

فحتى نهاية عام 2021 بلغ إجمالي أعداد الأسرى الذين نجحوا بالإنجاب عن طريق النطف المهربة (71) أسيراً، حيث أنجبوا (102) من الأطفال منهم عدد من التوائم، وكان آخرها تجربة الأسير ناهض حميد من بلدة بيت حانون في قطاع غزة والذي نجح بإنجاب توأم من الأطفال بواسطة النطف المحررة.

8000 معتقل خلال عام واحد

خلال العام 2021، اعتقلت قوّات الاحتلال الإسرائيلي نحو (8000) فلسطينياً، من بينهم أكثر من (1300) قاصر/ة وطفل/ة، و(184) من النّساء، ووصل عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة إلى (1595) أمر اعتقال إداري.

وأشارت مؤسّسات الأسرى وحقوق الإنسان (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضّمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة– القدس) في تقريرها السّنوي المشترك للعام 2021، إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021 نحو(4600) أسير، منهم (34) أسيرة بينهم فتاة قاصر، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (160) طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين نحو (500) معتقل، وبلغ عدد المعتقلين من نوّاب المجلس التشريعي في دورته الأخيرة (9).

اقرأ أيضاً: عائلة أبو هواش لمصدر: هشام يدخل في غيبوبة متقطعة وجسده توقّف بالكامل

الاعتداء بالضرب على أسرى نفق الحرية داخل قاعة المحكمة

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية 

رصدت عدسات الكاميرات اعتداء عناصر من مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي على الأسرى منفذي عملية الهروب من سجن “جلبوع” الإسرائيلي، خلال جلسة محاكمة عقدت اليوم الاثنين داخل محكمة الصلح في مدينة الناصرة.

وقالت مصادر محلية إن الصحافيين أُخرجوا من قاعة المحكمة عقب الاعتداء على الأسرى.

وأفاد المحامي خالد محاجنة، الموكل بالدفاع عن الأسير محمد العارضة، في تصريحات صحفية، أن الاعتداء على الأسرى تم داخل قاعة المحكمة، موضحاً أن المحكمة أمهلت النيابة أسبوعاً لاتخاذ قرار بإلغاء لوائح الاتهام أو الاستمرار فيها.

وشدد محاجنة على أنه “لا يجوز معاقبة الأسرى مرتين، مرة في المحكمة التأديبية والعزل، ومرة أخرى بتقديم لوائح ضدهم ومحاكمتهم”.

وقال محاجنة: “طلبنا قائمة بأسماء عناصر وحدة ’ناحشون’، من أجل تقديم شكوى ضدّهم بتهمة الاعتداء على الأسرى وهم مكبلّون”.

وكانت محكمة الاحتلال قد نظرت الشهر الماضي، في رد طاقم المحامين الموكلين بالدفاع عن الأسرى الستة الذين فروا من سجن “جلبوع”، على لوائح الاتهام التي قدمتهم بحقهم وشخصين آخرين بمساعدتهم على الفرار في شهر أيلول/ سبتمبر 2021.

وذكر محاجنة حينها أن “المؤسسة الإسرائيلية تقوم بمعاقبة الأسرى مرتين، علما أن 4 من بين المتهمين بمساعدة الأسرى أنهوا محكومياتهم من بينهم نضال نفيعات”.

ولفت نقلاً عن الأسرى إلى أن “وضعهم سيّئ جداً وهم يعيشون داخل مقابر ودون أكل وشرب ومراحيض منذ 48 ساعة وبعضهم جرى إحضارهم من بئر السبع”.

Exit mobile version