مليار شيكل قيمة الأعباء المالية التي يضيفها كرم أبو سالم لغزة سنوياً

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أدى إغلاق معابر قطاع غزة في حزيران 2007 وتحويل البضائع التي كانت تدخل عبر معبر كارني للعبور من خلال نظيره كرم أبو سالم لتحميل اقتصاد غزة والتجار أعباء إضافية وخسائر لأكثر من مليار شيكل سنوياً.

ويقول مسؤولون وخبراء اقتصاديون لشبكة مصدر الإخبارية، إن كرم أبو سالم يشكل عائقاً للتنمية في قطاع غزة مقارنة بالجانب الإيجابي كونه يبعد عن مركز مدينة غزة الذي تصل إليه أكثر من 70% من البضائع المستوردة بما يصل إلى 40 كيلو متراً.

ويقول رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين علي الحايك، إن “أبوسالم” يضيف أعباء على غزة وتجارها يصل متوسطها إلى أكثر من مليار شيكل سنوياً مع دخول 550 شاحنة يومياً يفرض عليها الاحتلال الإسرائيلي 700 شيكل على كل عملية دخول للشاحنة الواحدة لا تشمل تكاليف النقل.

ويضيف الحايك لمصدر الإخبارية، إن تشغيل معبر كارني يعتبر أكثر نجاعة من نظيره كرم أبو سالم كونه يبعد عن مركز مدينة غزة 5 كيلومترات مقارنة بأبو سالم الذي يبعد 40 كيلو متراً عن المرافق التجارية والصناعية والمخازن في قطاع غزة، والموانئ البحريّة ومصافي البترول والمراكز الصناعية في إسرائيل، وكذلك عن المعابر التجارية في الضفة الغربية.

ويشير الحايك إلى أن المعبر الوحيد الذي يدفع رسوم في الأراضي الفلسطينية بهذه التكلفة والكم هو معبر كرم أبو سالم داعياً لضرورة مساواة غزة بمحافظات الضفة الغربية.

رفع تكلفة النقل لأكثر من 75%

بدوره، يقول رئيس جمعية أصحاب شركات النقل الخاص في غزّة ناهض شحيبر، إن تحويل العمل لمعبر كرم أبو سالم رفع من تكلفة نقل البضائع إلى غزّة لأكثر من 75% كون تكلفة النقلة الواحدة من ميناء اسدود لمعبر كارني ولمخزن التاجر في القطاع كانت 2500 شيكل فيما تصل الأن لما بين 7000 – 12000 شيكل.

ويوضح شحيبر في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إن العمل عبر كرم أبو سالم زاد عبئ جديد ناتج عن تفريغ الشحنات وشراء مشاطيح ونايلون والتلاعب بالبضائع وفقدان بعضها، ناهيك عن زيادة طول المسافة التي ستقطع مقارنة بمعبر كارني الذي تصل المسافة بينه وبين ميناء اسدود إلى 40 كيلو متر فيما المسافة إلى أبو سالم تصل إلى 80 كيلو متر يضاف إليها 40 كيلو متر من المعبر إلى مركز مدينة غزة بإجمالي مسافة نقل 120 كيلو متر.

ويضيف أن “جزء البضائع تتعرض أيضاً للإتلاف والتكسير والسرقات في كثير من الأوقات”.

ويشير شحيبر إلى أن هناك حاويات “كولتينرات” الكبيرة تصل تكلفتها إلى 10- 12 ألاف شيكل فميا الصغيرة تصل إلى 5 ألاف شيكل كحد أدنى و7 ألاف شيكل بالوضع الطبيعي”.

وينوه إلى أن “البضائع التي كانت تدخل عبر كارني كانت لا تلمس ويحول بشكل مباشر من الصين لمخزن التاجر، أما في كرم أبو سالم فجميع البضائع تفرغ في مخازن بجانب المعبر ويتم تفتيشها ومن ثم إعادة تحميلها وهذا يعرضها للتكسير والتلف والسرقة”.

ويدفع التجار الفلسطينيون 20 شيقلا مقابل رسوم دخول الشاحنة إلى الجانب الفلسطينيّ من المعبر و 500 شيقل رسوم الشحن والتفريغ للشركة التي تدير المعبر. وبعض الشاحنات، التي تنقل غاز الطهي والحبوب والفواكه والملابس المستعملة، تدفع أيضًا 10 شيقل مقابل استخدام الميزان.

بدوره يقول الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب، إن كرم أبو سالم هو أحد أدوات العقاب الجماعي لسكان قطاع غزة كونه عقد من ظروف وصول البضائع والسلع للقطاع من خلال الرسوم الباهضة المفروضة وتكاليف النقل والمساحة الإضافية التي فرضها على العاملين بقطاع النقل على المعبر.

ويضيف أبو جياب في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن معظم البضائع التي تدخل لغزة تذهب لمركز المدينة الذي يبعد عن المعبر مسافة تزيد عن 40 كيلو متر وهذا يزيد من تكلفة النقل للشاحنة الواحدة مما يتسبب بأضرار اقتصادية جسيمة للصناعات وأصحاب الأعمال والتجار والمصانع التي تكافح في ظل اقتصاد يرزح تحت وطأة تقييدات الإغلاقات الإسرائيلية.

ويشير أبو جياب إلى أن تكلفة الرسوم المفروضة على الشاحنة والعربة تصل إلى 700 شيكل و شاحنة الحصى 250 شيكل “شاحنة قلاب” والغاز 350 شيكل والوقود 500 شيكل.

وينوه أبو جياب إلى أن الفرق في تكلفة الحاوية الواحدة من معبر كارني وكرم أبو سالم تصل إلى ما بين 5- 10 ألاف شيكل وفق التقديرات.

ويؤكد أبو جياب على ضرورة فتح كامل معابر قطاع غزة لاسيما معبر كارني الذي يعتبر شرياناً مهماً للتخفيف من الأعباء الاقتصادية والقيود المفروضة على أكثر من 2 مليون فلسطيني بالقطاع، ولمنع حالات الازدحام على كرم أبو سالم والتخفيف من تكلفة ورسوم النقل للبضائع وتعرضها للتلف.

ووفق رئيس معبر كرم أبو سالم بسام غبن، يدخل عبر كرم أبو سالم 550 شاحنة محملة بمختلف أنواع البضائع والسلع يومياً.

Exit mobile version