حرب متعددة الجبهات.. ما فرص اندلاعها بين إسرائيل ومحور المقاومة؟

 صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يتصاعد الحديث الإسرائيلي عن حرب متعددة الجبهات قد يخوضها جيش الاحتلال ضد “محور المقاومة” إيران ولبنان وسوريا وقطاع غزة في آن واحد، ما يثير كثير من التساؤلات حول إمكانية نشوبها، في ظل النتائج الكارثية المتوقعة حال اندلعت فعلاً، خاصة على إسرائيل.

وأطلق جيش الاحتلال الأسبوع الماضي مناورات عسكرية شاملة “القبضة الساحقة” تحاكي حرباً متعددة الجبهات، تشمل جبهة لبنان وسوريا وغزة.

ويستبعد محللون سياسيون وعسكريون، اقدام جيش الاحتلال على خوض حرب على عدة جبهات، فيما يرى أخرون أنه قد يجازف لضمان تفوقه العسكري.

وعلل المحللون المستبعدين للحرب متعددة الجبهات بأن السياسة الإسرائيلية قائمة منذ سنوات طويلة على تفكيك الجبهات لضمان عدم خروج أي مواجهة عن السيطرة، وإلحاق هزيمة استراتيجية بها من خلال عدم قدرتها على التحكم بمدة الحرب ومساراتها، ومستوى تصعيد العمليات العسكرية.

خارج حسابات الاحتلال

ويقول المحلل شفيق التلولي، إن الحديث الإسرائيلي عن حرب متعددة الجبهات يندرج ضمن سياسة تعتمد على العدوانية المطلقة بدرجة أولى في ظل الأزمة القائمة في النظام السياسي الإسرائيلي، والتي أفرزت حكومة إسرائيلية أكثر تطرفاً وقائمة على سقف عالي من الأهداف.

ويضيف التلولي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن “حكومة نتنياهو كشفت عن الوجه الحقيقي لإسرائيل، وطبيعة الوجه الحقيقي للمعركة، بأنها عبارة عن صراع وجودي بين الاحتلال وأعداءه”.

ويشير إلى أن “التقديرات تشير إلى أن الاحتلال لا يستطيع فتح عدة جبهات في آن واحد، ويركز على سياسة تفكيك الجبهات، وما حدث بالعدوان الأخير على قطاع غزة كان دليلاً على الأمر من خلال محاولته التفرد بحركة الجهاد الإسلامي”.

ويتابع التلولي “أعتقد بأن حرب متعددة الجبهات خارج حسابات الاحتلال لأن الأمر متعلق بالرؤية الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على عدم الإخلال بالأمن الخاص بالإسرائيليين”.

وينوه إلى أن “ما يجري من مناورات تحاكي الحرب المتعددة يأتي في إطار الترويج لاستعادة الردع في ظل تهاوي في كل حرب يخوضها الاحتلال سواء على المستوى السياسي الداخلي الإسرائيلي أو الخارجي الاستراتيجي”.

ويؤكد أن “قضية القدس ستكون المفجر الأساسي لأي حرب متعددة الجبهات تتجاوز حدود الأراضي الفلسطينية مستقبلاً خاصة وأن الاحتلال يهدف لحسم الصراع في المدينة”.

ويشدد على أن “الاحتلال لن يجرؤ على حرب إقليمية شاملة كون الأمر ليس بيده وحده بل مرتبط بقرار من المنظومة الدولية خاصة الولايات المتحدة”.

ويرى أن “ما يستطيع الاحتلال فعله ضربات محسوبة في غزة أو لبنان أو سوريا بعيداً عن حرب شاملة”. لافتاً إلى أن الصراع لم ينضج بعد لمستوى اندلاع حرب إقليمية.

مرتبطة بضمان التفوق العسكري

بدوره، يقول المحلل اللبناني، محمد المصري، إن الحديث عن الحرب المتعددة الجبهات متعلق بفهم الطبيعة القائم عليها الاحتلال الإسرائيلي، بأن أحد أقوى عوامل استقراره بأن يكون متفوقاً عسكرياً مقارنة بأعدائه.

ويقول المصري في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الاحتلال يركز على التفوق العسكري على دول الطوق بدرجة أولى، ثم منع الأعداء البعيدين من امتلاك أسلحة استراتيجية تُشكل تهديداً وجودياً له”.

ويضيف أن “ما حدث مؤخراً من إطلاق للصواريخ من جبهات غزة ولبنان وسوريا في آن واحد، وإفشال محاولات الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي، حمل رسائل واضحة بأن الجبهات موحدة وغير قابلة للتجزئة”.

ويشير المصري إلى أن “وحدة الجبهات تكسر التفوق العسكري الإسرائيلي وتشكل اخلالاً في الاستراتيجية القائمة على منع أي تهديد وجودي لدولة الاحتلال”.

وينوه إلى أن “تركيز الأوساط الأمنية الإسرائيلية وقادة الاحتلال ينصب حالياً حول كيفية إعادة التوازن والتعامل مع الواقع الجديد القائم على وحدة الجبهات”.

ويلفت إلى أن “الاحتلال يرى بأن مفتاح الاستقرار حالياً في المنطقة من خلال كسر وحدة الجبهات ومنع أي تفوق عسكري يقابله”.

ويؤكد المصري أن “إمكانية الحرب قائمة حالياً في الأوساط الإسرائيلي، في ظل تفكير قادة الاحتلال ليل نهار، بكيفية إعادة قوة الردع وتوازن القوة مقابل إيران وحلفاءها”.

ويشدد على أن “أي حرب شاملة ستكون تكاليفها عالية جداً على إسرائيل”. منبهاً أن “أي عمليات أمنية قائمة على الاغتيالات وضرب مخازن الأسلحة الاستراتيجية، وغرف عمليات محور المقاومة لن يكون سهلاً لكن تكلفته تكون أقل على الاحتلال”.

ويتابع أن “عين إسرائيل الأولى حالياً على إيران، كونها ترى بها الرأس الذي حال ضرب سيزول الجميع، لكنها تخشى من تفجر الجبهات جميعها حال أقدمت على الأمر، وتعلم بأنها تحتاج لإستراتيجية خاصة وتنسيق مع حليفتها الولايات المتحدة خاصة وأن توجيه ضربة استراتيجية لطهران يحتاج لأنواع معينة من الأسلحة التي لا تملكها سوى واشطن، ما يدفعها حالياً للاتجاه نحو الجبهات الأخرى، لكن السؤال الأبرز، هل تكون الوجهة ذراع المحور القوية بالمنطقة المتمثلة بحزب الله وتوجيه ضرب خاطفة له؟

وعبر عن اعتقاده بأن أي عملية عسكرية ضد حزب الله سيكون ثمنها باهضاً وسيقالها رد متوازن وفقاً لحجمها.

عمل عسكري كبير يلوح بالأفق

من جانبه، يقول المحلل أحمد عبد الرحمن إن دولة الاحتلال مضطرة للبقاء بحالة جاهزية عالية في ظل الحديث عن وحدة محور المقاومة حشية تعرضها لضربة مفاجئة تهدد استقرارها، لاسيما وأنها لا تمتلك عمق استراتيجي يحميها من خطر تعرضها لهجوم واسع النطاق.

ويضيف عبد الرحمن في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن الاحتلال سعى من خلال مناوراته العسكرية الأخيرة أولاً إلى إرساء وتثبيت حالة من الردع مع أعداء إسرائيل، من دون الحاجة إلى الدخول في معركة عسكرية، وثانياً وهو الأهم والأقرب الاستعداد لعمل عسكري كبير قد يصل إلى حرب واسعة.

ويشير إلى أن المناورات الإسرائيلي بجمها الحالي الكبير تدلل على مغامرة واسعة كون العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية لا تتطلب مناورات بهذا الحجم.

ويبين أنه “على رأس الأولويات الإسرائيلية الملف الإيراني، يليه خطر حوب الله ثم التحدي الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، وكلها تشكل معضلة لابد من التخلص منها”.

ويؤكد أن التركيز الإسرائيلي ينصب بدرجة أولى نحو الابتعاد عن خوض حرب شاملة لأسباب تتعلق عديدة، لكن قد تتجه نحو الجبهة الإيرانية أو اللبنانية، كونها تنظر إلى الجبهات الأخرى بأقل خطورة على أمنها.

ويشدد على أن الاحتلال رغم خشيته من الحرب الشاملة، يعتبرها من أسوأ السيناريوهات المستقبلة، فمن غير المستبعد شنه هجوم واسع على أكثر من جبه في نفس الوقت، خاصة الجبهتين اللبنانية والإيرانية، مع فرضية استخدام أسلحة نوعية وغير تقليدية حال لجأ للأمر، تفادياً للرد الكبير الذي قد يطاله، حال لم يدمر البنية العسكرية الاستراتيجية للجبهتين.

أبو مجاهد: صواريخ المقاومة صُنعت بأيدٍ فلسطينية بإشراف محور المقاومة

غزة – مصدر الإخبارية

قال مسؤول المكتب الإعلامي للجان المقاومة الشعبية محمد البريم أبو مجاهد: إن “صواريخ المقاومة صُنعت بأيدٍ فلسطينية تحت إشراف محور المقاومة”.

وأضاف خلال لقاء عبر قناة الميادين، أن “المقاومة استطاعت بناء منظومة صاروخية من العَدم، وطورتها بإشراف من محور المقاومة وإيران وحزب الله.

وأشار إلى أن “يد المقاومة الثقيلة نجحت في استهداف عمق العدو واستمرت صواريخها بالغزارة نفسها حتى اللحظة الأخيرة”.

وأوضح أن “مجاهدي المقاومة تأخروا في الرد على الاغتيال ليُباغتوا الاحتلال بـ300 صاروخ دفعة واحدة وبمديات تصل إلى 70 كيلو متر”.

ولفت إلى أن “الفصائل الفلسطينية نسّقت ضرباتها الصاروخية في تكاملٍ للأدوار وعلى قلبٍ واحد لتنظيم استهداف العمق المحتل”.

وكشف أبو مجاهد أن “الرقابة العسكرية كانت تقتطع أخبار الإستهدافات لكن المستوطن الإسرائيلي كان مضطراً للاعتراف بعد بيانات المقاومة”.

وبينّ أن “التكامل بين المقاومة ببياناتها الصادقة ومحطات الإعلام المقاوم كشف زيف الاحتلال في التصدي لصواريخ المقاومة”.

أقرأ أيضًا: الغرفة المشتركة تصدر بياناً عقب وقف إطلاق النار

أين دور محور المقاومة مما يجري في قطاع غزة؟ محلل يجيب

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يتساءل كثيرون في الشارع الفلسطيني عن دور محور المقاومة في الرد على جرائم الاحتلال المُرتكبة في قطاع غزة تعزيزًا لوحدة الساحات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية.

يقول الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني: إنه “ليس من السهل تحريك محور المقاومة في أي حدث.. ضاربًا مثلًا: “إذا قصفت إسرائيل “مزارع الموز” فهل سترد المقاومة في قطاع غزة؟”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الذي يحرك محور المقاومة هي القضايا الكبرى، وليس هناك قضية أكبر من “القدس” لدى الجميع وهذا ما يخشاه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو”.

وأردف: “الذي يُمكن أن يُحرك محور المقاومة هي معركة سيف قدس 2، بحيث تكون القضية الأساسية فيها القدس باعتبارها القضية المركزية لجميع أحرار العالم”.

وحول مدى التزام الاحتلال حال تم التوافق على وقف إطلاق النار، قال الدجني: إن “دولة الاحتلال عُهد عليها عدم الالتزام بالاتفاقات المُوقعة بينها وبين الأطراف الأخرى برعاية الدول الإقليمية والغربية”.

وأضاف: “منذ الأزل يعلم الجميع أن عادة الاحتلال نقض الاتفاقات والتملص من التفاهمات ما يُدلل على سياسته الفاشية وسلوكه العدواني تجاه شعبنا الفلسطيني”.

وأشار إلى أن “الاحتلال مارس سياسة الاغتيالات بعد موجة استشهاد الأسير خضر عدنان، وهو ماضٍ في جميع أشكال الإرهاب والجرائم بحق شعبنا الفلسطيني ما لم يُلزم بالقوة لوقف عدوانه ضد الفلسطينيين”.

وأكد على أن “المطلوب لمواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية في المنطقة هو تعزيز قوة الشعب الفلسطيني المتمثلة في وحدته وتماسكه بما يشمل القوة السياسية، القانونية، العسكرية، والدبلوماسية”.

وأردف: “المطلوب كذلك هو تعزيز القدرة على تحريك الرأي العام الغربي بهدف الضغط على النُظم السياسية الغربية لإيصال مظلومية شعبنا والتأكيد على ضرورة عزل الاحتلال واعتبار وجوده في المنطقة أمرًا غير طبيعي يُمكن القبول به”.
وأوضح أن “أساس الحل هو انسداد الأفق السياسي، وفي حالة توفره تنتهي الأزمات القائمة ويتم إعطاء الفلسطينيين حقهم الكامل في دولة كاملة السيادة”.

وبيّن أن “نتنياهو نجح في تحقيق بعد الأهداف السياسية من جولة التصعيد الحالية في قطاع غزة، وهي إعادة بن غفير لصوابه وذلك بالتصويت لصالح الائتلاف الحكومي، إلى جانب التخلص من قيادات عسكرية تسبب له كابوس حقيقي ومُقلق”.

وأوضح: “نتنياهو كان متوقعًا بحدوث رد سريع على جريمة الاغتيال وتنتهي الأمور، إلا أن المقاومة أرست وعزّزت قواعد الاشتباك التي فرضتها خلال جولات التصعيد السابق وهي مستمرة بالرد لليوم الثالث على التوالي”.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن “حالة الاستنزاف الموجودة لدى الاحتلال مهمة للغاية، ما يعني أن أمام الفصائل الفلسطينية خَيارين لا ثالث لهما”.

وبيّن أن “الخَيار الأول هو الاستمرار حتى موعد مسيرة الأعلام وتُرغم الاحتلال على عدم السماح بمرورها، إضافة إلى التلويح بباقي أوراق القوة لدى المقاومة كونها غير مُقتصرة على إطلاق الصواريخ”.

وأردف: “هناك جبهات آخرى والمقاومة ليست محصورةً في قطاع غزة فقط، متابعًا: أما الخَيار الثاني مرور المقاومة في أي تهدئة أي كانت بنودها وتنتظر مسيرة الأعلام بعد استراحة مُحارب لعدة أيام، تم يُعلن عن معركة كبيرة عنوانها “القدس”.

أقرأ أيضًا: عطايا: لا حديث عن شروط المقاومة إلا بعد تحقيق أهدافها في الرد

فتح جبهات لبنان وسوريا وغزة في آن واحد.. هل يقود لمواجهة شاملة؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يضع التصعيد المتزامن بإطلاق صواريخ من جبهات لبنان وسوريا وغزة على إسرائيل، علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الصراع في المنطقة بين الاحتلال، ومحور المقاومة (إيران وسوريا وحزب الله وحماس)، خاصة وأنه يفرض معادلات جديدة تتجاوز منطقة معينة كقطاع غزة أو الجنوب اللبناني أو الجولان السوري، وينذر بانفجار قادم في الإقليم بأكمله.

ويرى محللون سياسيون، أن “ما يحدث من إطلاق صواريخ من جبهات غزة ولبنان وسوريا بشكل متزامن يرسخ معادلة جديدة سعى محور المقاومة على التجهيز لها على مدار السنوات العشر الأخيرة، تقوم على الوحدة في القضايا المركزية، والحروب التي من شأنها استهداف محو طرف معين من المحور سيتدخل فيها جميع الأطراف”.

وقال هؤلاء في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، إن ترسيخ مبدأ وحدة الساحات بين مناطق نفوذ محور المقاومة يضع خطوط عريضة حول مستقبل الصراع، لاسيما وأنه ينهي سنوات طويلة من الأمان الذي كانت تعيشه إسرائيل على جبهتي لبنان وسوريا، وترسيخها سياسية الاستفراد بمنطقة معينة.

وأوضح المحلل السياسي أحمد عبد الرحمن أن التصعيد في المنطقة يحمل رسائل عديدة للاحتلال الإسرائيلي حول الأمان والأريحية في العمل بعد حرب لبنان واندلاع الأزمة السورية قد انتهى.

وتابع “يبدو أن محور المقاومة يقود حالياً مشروع متعدد الجبهات يسعى لترسيخ معادلات مع إسرائيل تتلق بالقضايا المركزية وعليها إجماع من قبل الجميع كقضية المسجد الأقصى أو شن عدوان كبير على لبنان أو إيران أو سوريا يهدف إلى القضاء نهائياً على أحد أطرافه”.

وأشار إلى أن “توقيت ترسيخ المعادلة يأتي بوقت حساس تعاني فيه إسرائيل من مشاكل داخلية وانقسامات في المستويات السياسية والعسكرية وبين أفراد المجتمع هي الأكبر في التاريخ”.

دليل مواجهة إقليمية قريبة

وأكد عبد الرحمن على أن “جميع المؤشرات الحالية تدلل أن المنطقة ذاهبة إلى مواجهة اقليمية شاملة قريباً جداً انطلاقاً من حتمية عدم قبول إسرائيل بالواقع الجديد القائم على فتح جبهات عديدة ضدها، وإيمانها بسياساتها المتبعة مذ سنوات من خلال شن الضربات الاستباقية وردع الخصوم والأعداء”.

وشدد على أن “الظروف على الأرض حالياً تختلف فالخصوم كثر وأي حرب معهم ستكون مكلفة، ولن يكون هناك نار بدون بنزين”.

ولفت إلى أن “إسرائيل ترى في محور المقاومة عدو يهدف إلى فرض طوق أمني حولها ومهاجمتها بأقرب فرصة”.

ونوه إلى أن “إسرائيل تعاني حالياً من تأكل في قوة الردع وهو ما ظهر جلياً في ردها على الصواريخ المطلقة من لبنان وسوريا وغزة، كونه لا يتعدى نطاق قواعد الاشتباك التقليدية”.

واستطرد عبد الرحمن أن “ما ساعد على تسريع وحدة الجبهات انتهاء الانقسامات القديمة بين الأطراف المنطوية في محور المقاومة كالأزمة بين حماس وسوريا، والأزمة اليمينة، والمصالحة بين إيران والسعودية”.

وأكد على أن “فتح الجبهات المتعددة عبارة عن جس نبض لإسرائيل حول أي معركة كبرى قادمة”. مرجحاً أن المنطقة على مقربة من انفجار سيطال كافة المنطقة”.

ورجح أن “يكون طلب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لقاء زعيم المعارضة يائير لبيد لإحاطة أمنية بعد إطلاق الصواريخ من عدة المناطق، لإظهار إسرائيل بأنها قوية ويدلل على حجم الأزمة التي تمر بها في ظل المشاغلة من الداخل والخارج”.

حدث مفصلي

من جهته قال المحلل السياسي حسن عبدو إن فتح عدة جبهات بالوقت ذاته، عبارة عن حدث مفصلي بين مرحلتين الأولى الاستفراد الإسرائيلي بالفلسطينيين وقضايا الأمة المركزية، ووحدة الساحات في أي معركة كبرى قادمة.

وأضاف عبدو في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا إلى جانب غزة رسالة واضحة لإسرائيل بأن أي مواجهة كبرى ستكون بين الجميع وليس طرف واحد”.

وأشار إلى أن “العقيدة الإسرائيلي تخشى المواجهة الشاملة في ظل تركزيها على الفصل والعزل والاستفراد بالعدو”.

وأكد على أن “حدث إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا ستعيش المنطقة نتائجه خلال المرحلة المقبلة”.

وفيما يتعلق باتصال وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت ونظيره الأمريكي لويد أوستن، نوه إلى أنه يأتي وفق التسريبات أن محور المقاومة نصب فخ استراتيجي يهدف لاستدراجها معركة كبرى وتوجيه ضربة قوية لها، وهو ما انعكس على طريقة رد الاحتلال على الصواريخ من لبنان وسوريا وغزة واقتصاره على قواعد الاشتباك التقليدية.

يشار إلى أن الأيام الثلاثة الأخيرة شهدت إطلاق رشقات صاروخية من لبنان وسوريا وقطاع غزة على إسرائيل رداً على اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المرابطين في المسجد الأقصى وإخراجهم من داخله بالقوة.

وتتهم إسرائيل إيران بقيادة الهجمات الصاروخية ضدها، في وقت لم يصدر أي تعقيب رسمي من طهران حول الأمر.

حزب الله: محور المقاومة في يقظة وهزائم الاحتلال تتراكم

وكالات- مصدر الإخبارية:

قال نائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، اليوم الجمعة إن “المقاومة الفلسطينية في الميدان، ومحور المقاومة في يقظة، وهزائم إسرائيل تتراكم والنصر آت”.

وأضاف قاسم في تصريح أودته قناة المنار اللبنانية “لن تنفع عنتريات القادة الإسرائيليين في التهديد والتهويل فتوازن الردع قائم وحاضر”.

وكان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني هاشم صفي الدين قال أمس الخميس إن “الاستهداف الإسرائيلي للمسجد الأقصى والنيل من المقدسات سيلهب المنطقة”.

وأكد صفي الدين في تصريح نقلته قناة المنار اللبنانية على أن “الأقصى ليس وحيداً وان خلفه مئات ملايين المسلمين الجاهزين لبذل الدماء من أجله”.

وتشهد الجبهتين، الجنوبية في قطاع غزة، والشمالية في لبنان توتراً شديداً عقب إطلاق صواريخ على المدن الإسرائيلية عقب ارتفاع وتيرة اعتداءات قوات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المعتكفين في المصلي القبلي وإخراجهم بالقوة.

اقرأ أيضاً: إعلام عبري: 7 صواريخ أطلقت من قطاع غزة 

الحرب المتعددة الجبهات.. نظرة إلى القدرات الصاروخية لمحور المقاومة

أقلام – مصدر الإخبارية

الحرب المتعددة الجبهات.. نظرة إلى القدرات الصاروخية لمحور المقاومة، بقلم أحمد عبد الرحمن الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

يعرض هذا الجزء من السلسلة القدرات الصاروخية التي يملكها محور المقاومة بجبهاته الست التي من المتوقع أن تشارك في أي هجوم متعدد الجبهات على “إسرائيل”.

كنا قد تناولنا في الجزء الأول من هذا المقال الهواجس الإسرائيلية والمخاوف من إمكانية تعرّض الكيان الإسرائيلي لهجوم متعدّد الجبهات، تُستهدف فيه جميع الأماكن الإسرائيلية الحيوية والحسّاسة في طول فلسطين وعرضها بآلاف الصواريخ الطويلة والقصيرة المدى والمئات من الطائرات المسيّرة، بحيث تُصاب المؤسسات والدوائر الحكومية والخدماتية بحال من الشلل والعجز، وتدخل الجبهة الداخلية في حال من الصدمة قد تدفع آلاف الصهاينة إلى الفرار إلى أماكن أكثر أمناً.

وقد أشرنا كذلك إلى المحاولات الصهيونية الحثيثة للاستعداد لذلك اليوم، من خلال القيام بمناورات عسكرية واسعة تستهدف الوصول إلى حال من الجاهزية يمكن من خلالها التعامل بإيجابية مع ذلك الهجوم المنتظر.

في هذا الجزء، سنشير إلى القدرات الصاروخية التي يملكها محور المقاومة بجبهاته الستّ التي من المتوقع أن تشارك في هذا الهجوم، مع التأكيد مرة أخرى أننا سنعتمد فقط على المعلومات المعلنة من الأطراف ذات الصلة أو على المؤسسات والمراكز المعنية بالشؤون العسكرية.

1- القدرات الصاروخية الإيرانية
تعد إيران من الدول الرائدة في مجال صناعة الصواريخ على مستوى العالم. وعلى الرغم من المحاولات الصهيونية والأميركية لمحاصرة البرنامج الصاروخي الإيراني، فإنَّ هذا المشروع استطاع أن يحقق قفزات هائلة تجاوز فيها معظم دول الإقليم، كما تجاوز الكيان الصهيوني.

وبحسب مصادر إسرائيلية وأخرى أميركية، فإن إيران استخدمت مشروعها النووي لتطوير تكنولوجيا حديثة يمكن أن تُستخدم في إنتاج صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية بمدى يصل إلى 4 آلاف كلم.

وبحسب المصادر نفسها، فإن الصواريخ التي طوّرتها إيران لإطلاق أقمارها الاصطناعية، مثل صاروخ “زولجانا” وصاروخ “قائم 100″، يمكن أن تُستخدم لاحقاً لتنفيذ احتياجات عملياتية، لا سيما أنها تملك قدرات متطورة على مستوى المحركات التي تعمل بالوقود الصلب.

وبحسب مصادر إيرانية، فإن صاروخ “قائم 100” يعدّ من الصواريخ العابرة للقارات، إذ يبلغ مداه نحو 12 ألف كلم، كما يُعد من الصواريخ التكتيكية التي يمكن أن تصل إلى القارة الأوروبية وإلى القواعد الأميركية في المحيط الهندي، وهو يشبه إلى حدٍ بعيد الصاروخ الأميركي “إم جي إم- 134” الذي يبلغ مداه 11 ألف كلم.

إضافةً إلى الصاروخين المذكورين، فإن لدى إيران صواريخ أخرى يمكنها إصابة أهداف داخل الكيان الصهيوني، ويأتي في مقدمتها صاروخ “سجّيل”، الذي يتجاوز مداه 2000 كم، وصاروخ “شهاب 3″، بمدى يتجاوز 1500 كم.

2 – القدرات الصاروخية “اليمنية”
كان لافتاً في بدايات معركة “سيف القدس” في أيار/مايو 2021، إعلان السيد عبد الملك الحوثي، قائد “أنصار الله” في اليمن، جاهزية حركته للمشاركة في المعركة إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في حال تجاوز الاحتلال “الخطوط الحمر”.

وقد أكّد السيد الحوثي آنذاك أن “أنصار الله” جزء من معادلة “الردع الإقليمية” التي أعلنها في ذلك الوقت الأمين العام لحزب الله السيد حسن الله.

هذا الموقف اللافت في مضمونه وتوقيته كان عبارة عن إعلان رسمي بأنّ لدى اليمنيين في صنعاء ما يستطيعون من خلاله استهداف المصالح الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، وهذا ما أكّدته “عملية توازن الردع السابعة” في أيلول/سبتمبر 2021، التي استهدفت فيها القوة الصاروخية اليمنية منشآت شركة “أرامكو” في رأسِ تنورة في منطقة الدمام شرقي السعودية، على بعد يتجاوز 1600 كلم.

هذا الأمر جعل العدو الإسرائيلي يعيد حساباته بشأن القدرات الصاروخية التي يملكها اليمن، والتي، بحسب المديات التي وصلت إليها، تستطيع الوصول في حدها الأدنى إلى مدينة إيلات الإستراتيجية في أقصى جنوب فلسطين المحتلّة، مع ملاحظة أنَّ الصّواريخ اليمنية حلّقت فوق منظومات الدفاع الجوي الأميركية من طراز “باتريوت” التي فشلت في إسقاطها، ما يضع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية أمام معضلة حقيقية في حال إطلاق مثل هذه الصواريخ باتجاه “إسرائيل”.

3- القدرات الصاروخية “العراقية”
المقصود هنا هو قدرات فصائل المقاومة في العراق التي أعلنت غير مرة وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني واستعدادها للمشاركة في القتال إلى جانبه إذا تطلّب الأمر ذلك.

وللعراق تجربة عملية في هذا الإطار، إذ تم استهداف المستوطنات الإسرائيلية بنحو 43 صاروخاً من طراز “سكود” إبان حرب الخليج الثانية عام 1991، أدت في حينه إلى مقتل 14 إسرائيلياً وإصابة نحو 300 آخرين، بحسب وزارة الحرب الصهيونية، لكن بالرجوع إلى موقع النصب التذكاري لضحايا ما تسمى “الأعمال العدائية”، فإن الرقم أعلى من ذلك بكثير.

في السنوات الأخيرة، عكفت فصائل المقاومة العراقية على تحديث ترسانتها من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. وقد أكَّدت مصادر استخباراتية أميركية وإسرائيلية حصول هذه الفصائل على صواريخ من نوع “ذو الفقار” الإيرانية الصنع، التي يتجاوز مداها 700 كلم، ما يمكنها من إصابة أي نقطة في الكيان الصهيوني، مع الإشارة إلى أنّ هذه الصواريخ، لو أطلقت من غرب العراق، فإنها لا تحتاج إلا إلى 400 كلم لتصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

4- القدرات الصاروخية السورية
وفق التقديرات الإسرائيلية، كان لدى سوريا إمكانية لقصف الكيان الصهيوني بأكثر من 1000 صاروخ يومياً في الفترة التي سبقت “الحرب الكونية” التي شُنت عليها، ولكن رغم ضراوة تلك الحرب وما شكلته من ضغط هائل على كل نواحي الحياة في سوريا، وانعكاس ذلك على قدرات الجيش العربي السوري، فإنَّ القدرات السورية في هذا الإطار لم تتضرر كثيراً.

يقول موقع “غلوبال فاير باور” المختص في الشؤون العسكرية إن سوريا تحتلّ المرتبة التاسعة عالمياً على مستوى امتلاكها راجمات الصواريخ، إذ تملك أكثر من 629 راجمة صواريخ من أنواع ومديات متعددة. وقد تمكنت من الحفاظ على ترسانتها الصاروخية التي تضم صواريخ يصل مداها إلى مئات الكيلومترات.

ومن أهمّ تلك الصواريخ التي يمتلكها الجيش السوري صاروخ “توشكا” الذي يعدّ من الأسلحة النوعية للغاية من حيث الدقة والقدرة التدميرية، ومن الصواريخ البالستية التي تعمل بنظام توجيه داخلي، والتي يتراوح مداها بين 70 و180 كلم، ويمكن تجهيزها وإطلاقها خلال 15 دقيقة، وهناك أيضاً صاروخ “سكود بي”، وهو صاروخ بالستي تكتيكي صُنع في الاتحاد السوفياتي، ويبلغ مداه نحو 300 كم.

إضافةً إلى ذلك، هناك صاروخ “سكود سي”، وهو نسخة مطورة تم الحصول عليه خلال ثمانينيات القرن الماضي من كوريا الشمالية، وتمتلك سوريا المئات منه، ويصل مداه إلى 550 كم، وهناك صاروخ “سكود دي” الذي يعدّ من أكثر أجيال صواريخ “سكود” تطوراً ودقةً، إذ يبلغ مداه نحو 700 كم.

وقد أشارت تقارير إسرائيلية سابقة إلى أن سوريا تصنع 30 صاروخ “سكود” من هذا النوع كل عام، إضافة إلى زيادة قدراته على التصدي لموجات التشويش، وامتلاكه تقنية انفصال الرأس الحربي خلال مسار التحليق، ما يمكنه من تجاوز المنظومات الاعتراضية.

يُضاف إلى كل ذلك صواريخ “جولان 1” البالستية المتوسطة المدى التي تحلق لمسافة 600 كلم، وصواريخ “جولان 2” بمدى يصل إلى 800 كلم، إلى جانب صواريخ “ميسلون” و”تشرين”، التي تستطيع التحليق لمسافة 300 كلم، وصواريخ “M-302” المعروفة باسم “فجر” و”خيبر”، والتي يتراوح مداها بين 100 و180 كم.

5 – قدرات حزب الله الصاروخية
يُنظر إلى حزب الله على أنه القوة الأكثر تسليحاً في العالم على صعيد القوى والجماعات التي لا تُصنّف ضمن الجيوش النظامية، وهو الفاعل غير الحكومي الأكثر تأثيراً في ميادين القتال، وتصفه الكثير من مراكز الدراسات، ولا سيما العسكرية منها، بأنه قوة عسكرية مدرّبة مثل الجيش ومجهزة مثل الدولة.

يقول موقع “ميسيل تريت” (Missile Threat)، المتخصص بمتابعة القدرات الصاروخية للدول والمنظمات، في دراسة عن القدرات الصاروخية لحزب الله: “على الرغم من أن الكثير من صواريخ الحزب يفتقر إلى الدقة، فإنَّ عددها الهائل يجعلها أسلحة رعب فعّالة”.

ووفقاً لمصادر إسرائيلية، امتلك حزب الله نحو 15000 صاروخ عشية عدوان تموز عام 2006، أطلق منها نحو 4000 صاروخ على المستوطنات والمواقع الصهيونية خلال المعركة التي استمرت 33 يوماً.

ولكنّه منذ انتهاء المواجهة، وسّع ترسانته الصاروخية التي باتت تُقدر اليوم بنحو 200 ألف صاروخ تشمل صواريخ قصيرة المدى وأخرى متوسطة وطويلة المدى، تستطيع، بحسب إعلان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، إصابة أي منطقة في فلسطين المحتلة، إضافة إلى امتلاك الحزب صواريخ دقيقة بهامش خطأ لا يتجاوز عدة أمتار، وهو الأمر الذي تنظر إليه “إسرائيل” بقلق شديد.

وبحسب مصادر استخبارية أميركية وأخرى إسرائيلية، فإن حزب الله يملك قائمة طويلة من الصواريخ، منها صواريخ “كاتيوشا” و”غراد” من عياري 107 و122 ملم، التي يتم إطلاقها من راجمات متعددة الفوهات، بمدى يتجاوز قليلاً 40 كلم، وصواريخ “فجر 3″ بمدى يتجاوز 45 كلم، و”فجر 5” بمدى يتجاوز 75 كلم، إضافة إلى صواريخ “رعد 2” و”رعد 3″، التي يبلغ مداها نحو 70كلم، وصواريخ “خيبر 1” التي يتجاوز مداها 100كلم.

ويملك حزب الله أيضاً صواريخ من طراز “زلزال 1” و”زلزال 2″، وهو البديل المصنّع إيرانياً لصواريخ “FROG 7” الروسية، إذ يبلغ مدى صاروخ “زلزال 1” نحو 160 كلم، فيما يبلغ مدى “زلزال 2” نحو 210 كلم. هذا الصاروخ تحديداً يقول المسؤولون الإسرائيليون إنه يشكل تهديداً خطراً للمستوطنات الصهيونية بسبب حمولته الكبيرة من المتفجرات.

إلى جانب صواريخ الزلزال، هناك صاروخ “فاتح 110″، وهو صارخ بالستي يتراوح مداه ما بين 250 و300 كلم، ويحمل رأساً حربياً يزن 500 كغم، ويتم التحكم فيه من خلال نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

أما الصواريخ الأكثر إثارة للقلق في أوساط القادة الصهاينة، فهي صواريخ “سكود” التي يتجاوز مدى أحدث نسخة منها 700 كلم. وتشير تقارير إسرائيلية إلى أنَّ الحزب يملك كميات كبيرة من هذه الصواريخ بأنواعها الثلاثة: “سي” و”بي” و”دي”.

الحرب المتعددة الجبهات.. نظرة إلى القدرات الصاروخية لمحور المقاومة

6 – القدرات الصاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية
حتى عام 2008 تقريباً، لم تكن فصائل المقاومة الفلسطينية تملك سوى بضعة صواريخ قصيرة المدى لا تكاد تصل إلى مستوطنات غلاف غزة على بعد نحو 8 كلم في أفضل الأحوال.

هذه الحال تغيّرت بشكل هائل بعد انتهاء العدوان عام 2009، إذ بدأت قدرات المقاومة تتضاعف كمّاً ونوعاً بفعل الدعم الواضح والكبير من الجمهورية الإسلامية في إيران، التي مدّت فصائل المقاومة، وتحديداً حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بصواريخ “غراد” و”فجر” وغيرها من الأنواع الأخرى.

والأهم من ذلك الخبرة التي حصلت عليها المقاومة في مجال تصنيع الصواريخ، والتي نجحت بشكل كبير في تغطية العجز الناتج من إغلاق الحدود مع مصر، والتي كانت بمنزلة طريق الإمداد الرئيسي للمقاومة في قطاع غزة.

وبحسب تقارير فلسطينية، وأخرى إسرائيلية، واستناداً إلى بيانات رسمية لفصائل المقاومة الفلسطينية، يمكن لنا أن نلحظ أنواعاً متعدّدة من الصواريخ لدى تلك الفصائل، والتي استخدم الكثير منها في المعارك السابقة، وخصوصاً في أعوام 2012 و2014 و2021، وأخيراً وليس آخراً، في معركة “وحدة الساحات” في آب/أغسطس 2022:

1- صاروخ غراد “المحلي الصنع” بمدى يتجاوز 20 كلم، وهو يحاكي الصاروخ الروسي الشهير “غراد-122 ملم”.

2 – صاروخ غراد “المحلي الصنع ” بمدى يتجاوز 40 كلم. تملك الفصائل أعداداً كبيرة منه.

3 – صاروخ “بدر 3” “المحلي الصنع” بمدى 20-40 كلم، وهو يحمل رأساً حربياً يصل إلى نصف طن، وقدرته التدميرية عالية جداً.

4 – صاروخ “فجر 5” الإيراني الصنع بمدى يصل إلى 75 كلم. استخدم للمرة الأولى في عدوان 2012، وتم إطلاقه باتجاه “تل أبيب”، واستخدم مرة أخرى في عدوان 2014 ضدها أيضاً.

5 – صاروخ “براق 70″، وهو نسخة محلية تحاكي صواريخ “فجر5” الإيرانية. تم استخدامه بشكل مكثف ضد تل أبيب وديمونا، في المعارك السابقة.

6 – صاروخ “M75″، وهو قريب جداً إلى صاروخ “براق 70″، ويحاكي أيضاً صواريخ “فجر5” إيرانية الصنع. يصل مداه إلى نحو 75 كلم.

7 – صاروخ “J80″، يصل مداه إلى نحو 80 كلم، ويمتاز بقدرته على تضليل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.

8 – صاروخ “براق 100″، وهو نسخة مطورة من صاروخ “براق 70”. استخدم في عدوان 2014 ضد مدينة نتانيا، وفي معركة وحدة الساحات في العام الماضي ضد مستوطنة “هرتسيليا” شمال “تل أبيب”.

9 – صاروخ “R160”. يبلغ مداه نحو 160 كلم. وقد استهدفت به المقاومة مدينة حيفا المحتلة في عدوان 2014.

10 – صاروخ “عياش 250″، وهو أحدث الصواريخ الفلسطينية المعلن عنها وأبعدها مدى، إذ تم إطلاقه في معركة “سيف القدس” في أيار/مايو 2021 باتجاه مطار رامون في أقصى جنوب فلسطين المحتلة، ويبلغ مداه نحو 250 كلم.

خاتمة
بعد هذا الاستعراض المفصّل للقدرات الصاروخية لمحور المقاومة، التي اعتمدنا فيها على المعلومات المعلنة من الجهات صاحبة الاختصاص فقط، يتبيَّن لنا أن كل المستوطنات الصهيونية ستكون مكشوفة أمام سيل من الصواريخ لم تشهد له مثيلاً من قبل، وأن أنظمة الدفاع الجوي لدى العدو الصهيوني لن تكون قادرة على التصدي لتلك الموجات المتتالية من الصواريخ، ما سيشكل ضغطاً هائلاً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

هذا الضغط سينسحب بالتالي على مؤسسات اتخاذ القرار في “إسرائيل”، التي يمكن أن تدخل في حالة من فقدان السيطرة على الأرض والجغرافيا، وهو ما قد يُفسح المجال لقوات النخبة التابعة لمحور المقاومة للتوغل البري في عدد من المدن المحتلة والسيطرة عليها واتخاذها نقطة انطلاق باتجاه مناطق أكثر عمقاً.

هذا السيناريو المحتمل سنتحدث عنه في الجزء الثالث والأخير من هذا المقال بإذن الله تعالى، مع التعريج بشكل مختصر على قدرات “محور المقاومة” على صعيد سلاح “الطائرات المسيّرة” الذي شهد نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة.

أقرأ أيضًا: أجهزة الاستخبارات في إسرائيل.. ما بين الوهم والأسطورة (2/2)

Exit mobile version