الداخل المحتل: اقتحام منزلي المحرّرين كريم وماهر يونس والأسير جبارين

الداخل المحتل – مصدر

اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي والقوات الخاصة التابعة لها، اليوم الثلاثاء، منزل الأسير المحرر كريم يونس في قرية عارة بالداخل المحتل.

ونقل موقع عرب 48 عن عائلة المحرر كريم يونس أنه “حتى اللحظة لا نعرف أسباب اقتحام المنزل، ولكن الشرطة قامت بمصادرة مركبات العائلة وبعض الممتلكات، نستهجن كل هذه الأفعال غير المبررة”.

وقالت العائلة إن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة حضرت إلى منزل المحرر والحي الذي يسكنه، وأغلقت الشارع المؤدي إليه، ومنعت الأهالي من الاقتراب، ولم تعرف أسباب الاقتحام لغاية الآن.

كما اقتحمت شرطة الاحتلال منزل الأسير المحرر ماهر يونس في قرية عرعرة، وصادرت مركبة من مركبات العائلة، واستدعت أحد أفراد العائلة للتحقيق.

في الوقت نفسه اقتحمت الشرطة بيت الأسير ظافر جبارين في مدينة أم الفحم، في ظل تواجد زوجته التي تعيش وحدها في المنزل.

وتحرر الأسيران كريم وماهر يونس في كانون الثاني يناير 2023، بعدما أمضيا 40 عاما في السجون، في حين مددت محكمة الاحتلال المركزية في حيفا، يوم 10 أيار مايو الماضي، الاعتقال الإداري للأسيرين سمير وظافر جبارين من أم الفحم على أن يتم النظر بملفهما يوم 21 حزيران يونيو 2023، بحيث يكون هناك التصور الواضح بتمديد الاعتقال أو إطلاق سراحهما قبل عيد الأضحى المقبل.
اقرأ أيضا: الأسير إسماعيل عبيات من بيت لحم يدخل عامه 21 في سجون الاحتلال

وزارة الأسرى بغزة تدين اقتحام الاحتلال منزل المحرر كريم يونس

غزة – مصدر الإخبارية

دانت وزارة الأسرى والمحررين بغزة، مساء اليوم الاثنين، اقتحام قوات الاحتلال لمنزل المحرر كريم يونس ومصادرة بعض المقتنيات الشخصية، معتبرة أن هذا عمل همجي وسلوك إرهابي يكشف عن حالة هستيريا لدى الاحتلال من التفاف شعبنا حول أبطاله ورموزه.

وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال يمارس حملة تحريض عبر أبواقه المختلفة ضد الأسرى المحررين وعلى وجه الخصوص كريم وماهر يونس.

وأردفت أن هذه الحملة تُعد جزءًا من مخططات المتطرف الإرهابي بن غفير وحكومته الفاشية في حربهم على أبناء شعبنا.

يُشار إلى أن مخابرات الاحتلال الإسرائيلي منعت من إقامة حفل لاستقبال الأسير المحرر كريم يونس، بعد اعتقال دام 40 عامًا في سجون الاحتلال.

اقرأ/ي أيضًا: واعد تدين اقتحام منزل كريم يونس واعتقال زوجة شقيقه

واعد تدين اقتحام منزل كريم يونس واعتقال زوجة شقيقه

غزة- مصدر الإخبارية

دانت جمعية واعد للأسرى، اقتحام منزل الأسير المحرر كريم يونس واختطاف زوجة شقيقه تميم بشكل همجي من قبل الشرطة الإسرائيلي في بلدة عارة في الداخل المحتل.

وأكدت أن هذا السلوك عمل انتقامي جبان، ويعبر عن مدى الانحطاط الذي وصلت إليه شرطة الاحتلال بقيادة إيتمار بن غفير.

وأشارت جمعية واعد إلى أن التصرفات تدلل على أن الجهاز الأمني الإسرائيلي بات ينتهج نظام “المافيا” في ملاحقة واختطاف أبناء الشعب الفلسطيني عامة والأسرى خاصة”.

يشار إلى أن مخابرات الاحتلال الإسرائيلي منعت من إقامة حفل لاستقبال الأسير المحرر كريم يونس، بعد اعتقال دام 40 عامًا في سجون الاحتلال.

اقرأ/ي أيضًا: وقفة احتجاجية بغزة رفضا لإجراءات الاحتلال ضد ماهر وكريم يونس

ماهر وكريم يونس.. أسيران شقا طريق الحرية إلى قبور آباءهم وأمهاتهم

صلاح أبوحنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

ما إن عانق الأسيران الفلسطينيان ماهر وكريم يونس نسيم الحرية، بعد 40 عاماً قضياها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كان الطريق إلى مقبرة “عارة” حيث مسقط رأسهم، لزيارة قبور، والد ماهر، ووالدي كريم، اللذين حرمتهما الزنازين من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، قبل مفارقتهم الحياة.

على قدميهما، جلس ماهر وكريم يونس، رغم اختلاف مواعيد الإفراج عن كليهما، ووضعا رأسيهما على مقدمة القبور، مستذكرين مسيرة نضال بدأت أمام أعين عائلاتهم، قبل أربعة عقود، وكانت خاتمتها نسيم الحرية على مسيرة طريق التحرير.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير ماهر يونس صباح الخميس 19 كانون الثاني (يناير) الجاري، وعن ابن عمه كريم في السابع من نفس الشهر، بعد أربعة عقود قضياها في المعتقلات.

ماهر يونس قال من أمام مقبرة عارة فوز زيارته لقبر والده، إن” الأمل بعد 40 عاماً أن أرى الوطن متحرراً”.

وعبر عن أمله” بنيل الأسرى حريتهم، وأن يتوحد شعبنا الفلسطيني وينهي الانقسام”.

أما كريم الذي زار قبري والداته ووالده في السابع من الشهر الجاري، وصف أمه من داخل المقبرة “بسفيرة أسرى الحرية”. وقال ” والدتي تحملت فوق طاقتها وهي تزوره في المعتقلات وتنتظر حريته، لكنها اختارت السماء لرؤيته بعد طول انتظار”.

وأضاف كريم” أزور قبر أمي وأنا واثق بأنها تراقبني من السماء”.

وختم” أمي لم تكل لزيارتي ورؤيتي رغم ما نثره المحتل من أشواكٍ في دربها”.

رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، قال إن “زيارة الأسيران ماهر وكريم لقبور أباءهم وأمهاتهم يعكس الصورة الإنسانية للأسرى، ومدى معاناتهم وشوقهم لأسرهم، في ظل سياسات الاحتلال الإسرائيلي في التضيق على عائلات الأسرى لمشاهدة أبناءهم في شكل من أشكال التنكيل والتنغيص عليهم”.

ووفق قدورة فإن” الأسرى يمارسون الوفاء لمن انتظروهم على مدار سنوات طويلة، تجاوزت الـ 40 عاماً لمن انتظروهم وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر رؤيتهم أحراراً خارج الزنازين”.

وأكد قدورة لشبكة مصدر الإخبارية على أن “الأسر رحلة شاقة، يهدف فيها الاحتلال لحرمان الأسير الفلسطيني ممن يحب”.

وشدد على أن” الكثير من الأسرى الفلسطينيين لم يتثنى لهم رؤية أباءهم وزوجاتهم قبل وفاتهم، ناهيك عن عد مشاهدتهم للحظات سعيدة أخرى عايشها أبناءهم بدونهم خلال تخرجهم من الجامعات، ومشاركتهم الاحتفال بالأعياء واللحظات السعيدة”.

أخيراً يرى قدورة، أن عائلات الأسرى يستحقون الوفاء من أبناءهم “فهم من سهروا الليالي في انتظارهم، وعاشوا الأمل لرؤيتهم مجدداً بينهم”.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال نحو 4500 أسير، بينهم 34 أسيرة، وقرابة 180 طفلًا.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير ماهر يونس صباح الخميس 19 كانون الثاني (يناير) الجاري، وعن ابن عمه كريم في السابع من نفس الشهر، بعد 40 عاماً قضياها في المعتقلات.

كريم يونس.. الرمز والجبل.. بقلم: د. وليد القططي

أقلام _ مصدر الإخبارية

رغم ضآلة تجربتي الخاصة كأسير سابق في سجون الاحتلال لمدة (4) سنوات، مقارنة ً بتجربة المناضل الوطني كريم يونس في سجون الاحتلال البالغة (40) سنةً، لكن هذه المدة القصيرة نسبياً خلف القضبان تمنحني فرصةً متواضعة للكتابة من الأسرى وليس عنهم، والفرق بين الحالتين كالفرق بين الشعور بالبرودة في ليلِ شتاءٍ قار واستشعار البرودة في نهار صيفٍ حار، أو كالفرق بين الإحساس بالحرارة في نهار صيفٍ قائظ وتخيّل الحرارة في ليلِ شتاءٍ قارص. وهكذا الكتابةُ من الأسرى بشعورهم تولد من رحم المعاناة، والتعبير منهم بإحساسهم يخرج من قلب المقاساة، لاسيما عندما تكون الكتابة والتعبير عن رمزٍ وطني وجبلٍ فلسطيني قضى أطول مدة في الأسر الصهيوني سجيناً لمدة (40) عاماً، وهو المناضل الوطني كريم يونس.

كريم يونس رمزٌ وطني يُجلّه الشعب الفلسطيني ويُكرّمه، فضمه إلى قائمة الرموز الوطنية السامقة المغروسة في عمق الذاكرة الجمعية والوجدان الشعبي، أمثال: عزالدين القسام، وعبدالقادر الحسيني، وياسر عرفات، و أحمد ياسين ، وفتحي الشقاقي، وجورج حبش، وغيرهم، الذين اتخذهم الشعب نجوماً يهتدي بهم عندما يشتد ليل الاحتلال سواداً وظلاماً، وملاذاً يلجأ إليهم عندما تزداد نار الفُرقة احمراراً وحماوةً، وقناديلاً تُضيء بنورها طريق الكفاح للمناضلين وتشحن بزيتها روح التضحية للمقاومين، فأصبح كريم يونس مثل كل الرموز الوطنية الذين أحبهم شعبهم لأنهم أجادوا: صناعة الفرح وقت الحزن، وزراعة الأمل زمن اليأس، وإلهام البصيرة حين التيه، وتنوير الطريق وسط الظلام، وتصويب البوصلة بعد الانحراف.

كريم يونس جبلٌ فلسطيني يُبجلّه الشعب الفلسطيني ويوُقّره، فضمه إلى قائمة الجبال الفلسطينية الشامخة الراسخة في عمق الأرض الفلسطينية والجغرافيا الوطنية، أمثال: الجرمق، والكرمل، وعامل، وعيبال، والمكبر، وجرزيم، وغيرها، فقد صمد كريم يونس صمود الجبال الفلسطينية على مر الزمن أمام العواصف والأعاصير، ونجا بمدد الله ثم إرادته الصلبة من كل أساليب التدمير الجسدي والنفسي، فانتصر على جلاديه وهزم سجانيه، وأعطى نموذجاً مُشرّفاً لصمود الشعب الفلسطيني في أرضه ومقاومته لعدوه، وأعطى مثالاً حياً لانتصار: الموت على الحياة، والدم على السيف، والحرية على القيد، والأمل على اليأس، والإرادة على العجز، وأثبت حقيقة أنَّ الإنسانَ حرٌ طالما امتلك: إرادة الحياة، وروح التحدي، وعزيمة الكفاح، وشوق الحرية، وسر الصمود، وفلسفة المقاومة… حتى لو حجبه السجن أو غيبّه القبر.

كريم يونس الرمز والجبل أدرك أنَّ الأسيرَ شهيدٌ حي داخل أقبية السجن ، تسكنُ نفسه نار المأساة، وتسكن روحه نور الأمل، ومع توالي الأيام والليالي، تصهره نار المأساة مع انحسار مُتع الحياة، ويطهره نور الأمل مع إدراك سر الحياة، وبين تجاذب المأساة والأمل يستعيد السجين كامل إنسانيته وجوهر حياته، مُتجرداً من الإضافات ومتعرياً من الزخارف، فلا يبقى إلاّ إنسان تسكنه إرادة الحياة تشحذها شعلة الإيمان المتوقدة في النفس فتضيء عتمتها وعتمة السجن، وما بين تقلب المأساة والأمل ظل الشوق للحرية يعانقه مع إخوانه الأسرى كل ليلةٍ عندما يُرخي الليل سدوله، فيحتضن الأسرى أحلامهم بالحرية عند نومهم، فتضفي عليها قدراً من السكينةِ والأمان والرجاء، حتى يوقظهم كابوس الواقع مصحوباً بعدد الصباح (الإسفيراه)، وهكذا دواليك حتى يكتب الله للأسرى الحرية من سجن المكان أحياء أو سجن الجسد شهداء.

كريم يونس الرمز والجبل من قرية عارة في منطقة المثلث شمال فلسطين المُحتلة عام 1948م، اعتقل مع ابن عمه ماهر يونس مطلع عام 1983م على خلفية مقاومة الاحتلال من خلال انضمامها لحركة فتح، وحكم عليهما بالإعدام شنقاً ثم اُستبدل حكم الإعدام بالمؤبد المُحدد بـ (40) سنةً، وهذا حدث في ذروة سياسة (الأسرلة) التي اتبعها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الصامد في أرضه المحتلة عام 1948م، وذلك يهدف تحويلهم إلى أقلية عربية بهوية مشوّهة تحت مُسمى (عرب إسرائيل)، تقوم بدور وظيفي على هامش المجتمع اليهودي، ويخدم الاحتلال الصهيوني، وبهدف تحويل كفاحهم الوطني التحرري إلى نضال مدني مطلبي سقفه المساواة المنقوصة والمشروطة بالولاء لدولة (إسرائيل) فكان نهج كريم يونس وإخوانه تمرداً على سياسة (الأسرلة)، ورفضاً لنهج (المتأسرلين) اللاهثين خلف أوهام المساواة والديمقراطية الإسرائيلية.

وهكذا أكد كريم يونس بعمله الثوري المقاوم في أزقة الوطن، وبعمره النازف سنواته في زنازين المُحتل، أنَّ بوابة خلاص الشعب الفلسطيني هي المدخل للخلاص الفردي، وأنَّ البحث عن خلاص الشعب الفلسطيني والتضحية بالخلاص الفردي هو الطريق لانتزاع حرية الوطن قبل حرية الفرد، التي تفقد قيمتها بعيداً عن حرية الوطن، ولذلك كتب بعد (32) عاماً من الأسر مؤكداً على هذه الرؤية وعلى وحدة فلسطين: الأرض والشعب والقضية والمقاومة، ومُعبّراً عن أسرى الداخل: “إننا أسرى الداخل الفلسطيني نرفض المحاولات الإسرائيلية العنصرية باستخدامنا ورقة مساومة للضغط على الرئيس والقيادة الفلسطينية على حساب حقوق شعبنا العادلة، ولا نتطلع إلى خلاصنا الشخصي بقدر ما نتطلع إلى خلاص شعبنا من الاحتلال” .

وقد كتب الله تعالى لكريم يونس خلاصة من السجن قبل خلاص شعبه من الاحتلال، وأنْ يخرج من سجن المكان حُراً حياً، بعد أنْ كان على وشك الخروج من سجن الجسد حراً شهيداً، في بداية اعتقاله عندما حُكم عليه بالإعدام قبل أن يُستبدل بالحكم المؤبد، وقد كتبت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد رسالة له تُعزيه بوفاة والدته الحاجة الصابرة صبحية قبل شهور من تحرره بعد أنْ أوهنها طول الانتظار، وتذكره بحكم الإعدام ووحدة السجن والسجان: “… معاً لبسنا بدلة الإعدام الحمراء، أنت في سجن الرملة الصهيوني، وأنا في سجن وهران الفرنسي، ومعاً تدلي حبل المشنقة على رقابنا أشهر عديدة، معاً راقبنا الموت يزحف إلى أوصالنا ليل نهار، رؤوسنا كانت عالية، خاف الموت يا كريم، انقطع حبل المشنقة، لأنَّ القضية التي ناضلنا في سبيلها ثقيلة، لا تموت ولا تفني ولا تسقط، استبدلوا حكم الإعدام بالمؤبد، وكان السجانون يرتجفون وأرجلنا ثابتة”.

عاش كريم يونس بعد حكم الإعدام زمناً دام أربعة عقود حتى تحرر من السجن مؤخراً دون أنْ ينسى إخوانه في الأسر الذين تقاسم معهم رغيف الخبز، وحزن السنين وتوق الحنين، وشوق الأحبة، وأمل الحرية، وبصيص الضوء، وخيوط الشُعاع، فكتب رسالته الأخيرة مُعبّراً عن حزن الفراق وفرحة اللقاء، فراق الأحبة في السجن ولقاء الأحبة خارج السجن، فكتب :”سأترك زنزانتي وأغادر؛ ولكن روحي باقية مع القابضين على الجمر المحافظين على جذوة النضال الفلسطيني، مع الذين لم ينكسروا، سأترك زنزانتي، وأنا عائد لأنشد مع أبناء شعبي في كل مكان نشيد بلادي النشيد الفدائي، نشيد العودة والتحرير”. فخرج كريم يونس ليرى لحظة انتصاره على السجن الصغير المُحاط بالجدران والقضبان وبنادق السجان، وقد يرى لحظة انتصار شعبه على السجن الكبير المُحاط بالحدود والسدود والمُدجج بالجنود والحديد.

وإنْ لم يرَ لحظة الانتصار الكبير بعينه فسيراها بعيون الجيل القادم الذي يتسلم راية المقاومة وسيواصل مشوار التحرير، كما قال شاعر الثورة الفلسطينية محمد حسيب القاضي في قصيدته (استمروا) “يا صحابي لا يهم المقاتل حين يُضحي أن أرى لحظة الانتصار.. سأرى لحظة الانتصار.. سأراها بعيني رفيقي”. وعندئذٍ سيكون الشعب الفلسطيني قد كسر قيد السجن الصغير والسجن الكبير، واقتلع الموت الصهيوني من الحياة الفلسطينية، كما قال الشاعر الفلسطيني الثائر معين بسيسو: “نعم لن نموت ولكننا سنقتلع الموت من أرضنا… نعم لن نموت.. نعم سوف نحيا”.

كريم يونس يكشف الوجه الحقيقي للاحتلال

أقلام – مصدر الإخبارية

كريم يونس يكشف الوجه الحقيقي للاحتلال، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

بداية نبرق بأجمل التهاني ومشاعر الود والتضامن مع عضو اللجنة المركزية للحركة فتح القائد الوطني المناضل كريم يونس بمناسبة الافراج عنه من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اعتقال دام 40 عاما ونتوجه بالتحية والتقدير الى أبناء الشعب الفلسطيني وأشقاء الأسير يونس وعموم عائلته، وأبناء قرية عارا الصامدة بهذه المناسبة العظيمة التي قهر خلالها السجان وفضح جرائم الاحتلال الغاصب وحطم القيد وخرج منتصرا بفكره ووعيه وإيمانه المطلق بعدالة قضيته وحقوقه الوطنية الثابتة والراسخة.

كريم ابن الشعب الفلسطيني وأحد أبرز المناضلين الاحرار التحق بالمسيرة النضالية في بداية شبابه، وحكم عليه بالإعدام ولاحقا حول للمؤبد الذي حدد بـ40 عاما وكريم يونس ثائر مناضل وكان وما زال وفيا لأبناء شعبه ورفاقه الأسرى، ويعد مدرسة بالوحدة الوطنية وشارك على مدار سنوات الأسر في كافة المعارك التي خاضتها الحركة الأسيرة وساهم في صياغة وثيقة الاسرى التي شكلت المحور الأساسي في صياغة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

ولد كريم يونس يوم 24 ديسمبر 1956 في قرية عاره الواقعة في المثلث الشمالي بفلسطين المحتلة عام 1948 وواصل دراسته في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة بن غوريون في النقب وفي 6 يناير1983 وبينما كان يحضر إحدى المحاضرات التعليمية تم اعتقاله، ليبدأ منذ ذلك اليوم رحلة اعتقال ربما لم يتوقع أحدا وقتها أن تستمر عقودا من الزمن، وواصل كريم يونس دراسته بداخل السجون ليصبح مشرفا جامعيا على الطلاب الملتحقين في برامج الدراسة الجامعية بداخل سجون الاحتلال، وقد صدر له من داخل السجن كتابين، أحدهما بعنوان «الواقع السياسي في دولة الاحتلال عام 1990، تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، والثاني بعنوان الصراع الأيديولوجي والتسوية عام 1993.

كريم يونس المناضل الفلسطيني شكّل بما يحمله من فكر نضالي نموذجًا للأجيال التي دخلت وخرجت من الأسر وهو صامد قوي وثابت على مبادئه الأولى وبقي الثائر الفاعل في كل جوانب الحياة الاعتقالية والذي صمد في وجه الطغيان ورفض الركوع او الخنوع ودافع عن فلسطينيته بكل شرف وانتماء رافضا كل اشكال التهويد وهو نموذجا للوفاء والعهد والانتماء، إنه الإنسان الفلسطيني الصامد في وجه الجلاد مستمد قوته من ايمانه الراسخ بعدالة قضيته وقدرته على التفاعل مع الاحداث ليحول زنزانته الى حرم جامعي ويشرف على دراسات الطلاب من زملائه الاسرى في نموذج ابداعي خلاق ومازال يجسد أسمى معاني التحدي والوفاء والصبر والفداء ليشكل ظاهرة نضالية فريدة من نوعها لتكون عنوانا للأجيال القادمة ونبراسا للنضال الوطني الفلسطيني.

ولا يمكن لنا وفي هذا المجال الا ان نشيد بنضالات وصمود أيقونة النضال الفلسطيني كريم يونس مؤكدين ان قيود الاحتلال سوف تنكسر مهما طال الزمن وان جميع الأسيرات والأسرى من معتقلات الاحتلال سوف ينالون الحرية بالرغم من عربدة الجلاد وأساليبه الوحشية التي تستهدف النيل من صمود وإرادة الاسرى الابطال في سجون الاحتلال في ظل التصعيد الخطير والغير مسبوق والذي يتبعه إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي في حكومة التطرف الإسرائيلية وسوف تبقى قضية الاسرى هي القضية الأساسية في محور النضال الفلسطيني من اجل نشر معاناتهم والتضامن معهم وفضح جرائم الاحتلال ولا بد من اطلاق أوسع حملة تضامن مع قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين لدعمهم وإسنادهم بكل الوسائل وعلى كل المستويات وبذل كل الجهود من أجل ينالوا حريتهم.

بعد زيارتهم المحرر كريم يونس.. الاحتلال يسحب تصاريح 3 مسؤولين في السلطة

الداخل المحتل – مصدر الإخبارية

قرر ما يسمى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، سحب تصاريح دخول ثلاثة مسؤولين في السلطة الفلسطينية إلى الداخل المحتل، بسبب لقائهم بالأسير المحرر كريم يونس في بلدة عارة.

وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية في بيان إن غالانت أوعز لمنسق عمليات الحكومة في الضفة الغربية المحتلة، غسان عليان، بسحب تصاريح كل من محمود العالول وعزام الأحمد وروحي فتوح من قادة حركة “فتح”، ومنعهم من دخول أراضي الـ48.

وتابع البيان أن “القرار جرى اتخاذه من قبل وزير الأمن بعد مشاورات مع كافة الجهات الأمنية ذات العلاقة”، زاعما أن “الثلاثة استغلوا موقعهم ودخلوا صباحا إلى إسرائيل من أجل زيارة كريم يونس، الذي تحرر هذا الأسبوع من السجن بعد 40 عاما قضاها على خلفية قتل الجندي أبراهام برومبرغ في العام 1980”.

في السياق طالب رئيس الائتلاف الحكومي وعضو الكنيست من “الليكود”، أوفير كاتس، أحزاب الائتلاف والمعارضة التحرك المشترك لتمرير مشروع قانون بسحب الجنسية والإقامة وترحيل الفلسطينيين من الداخل الذين يتورطون في عمليات، ومن بينهم كريم وماهر يونس.

وطلب وزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه درعي، من المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف – ميارا، العمل على “ممارسة سلطته بموجب قانون المواطنة”، لسحب الجنسية الإسرائيلية من الأسيرين كريم وماهر يونس، بحجة إدانتهما بقضايا “إرهابية” ومخالفات تخص “أمن الدولة”.

وقالت القناة 13 العبرية إن درعي كتب في توجهه الرسمي للمستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية أنه “من غير المعقول أن يستمر هؤلاء الأشخاص في حمل الجنسية الإسرائيلية”، مدعيا أن “سحب الجنسية سيبعث برسالة مهمة لأولئك الذين يستخدمون جنسيتهم الإسرائيلية لإلحاق الأذى بدولة إسرائيل ومواطنيها”.

اقرأ أيضاً: فتح لمصدر: عقوبات الاحتلال ابتزاز وسرقة لأموال الفلسطينيين

عباس: سنُواصل اتخاذ الخطوات الضرورية للرد على إجراءات الاحتلال

رام الله – مصدر الإخبارية

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن “القيادة ستُواصل اتخاذ الخطوات الضرورية والمناسبة للرد على إجراءات الحكومة الإسرائيلية التي بدأت طلائعها باقتحام الأقصى”.

وقال الرئيس عباس في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن “القيادة تتخذ جميع الإجراءات القانونية التي تتيحها الشرعية الدولية”.

وتابع، “سنبحث كل القضايا، سواءً فيما يتعلق بالحكومة الإسرائيلية أو فيما يتعلق بالحكومة الأميركية لأنه ليس سرًا وليس هناك ما نُخفيه، بأن من يقف وراء السياسة الإسرائيلية هي الإدارة الأميركية”.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس كاملة نقلًا عن وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

قال الرئيس محمود عباس: “أعود وأؤكد أن الاقتحام هو بداية تنفيذ سياسة حكومة نتنياهو التي أعلنوا عنها، والتي نرفضها رفضا قاطعا، ولكن أيضا سمعنا كثيرا من الرفض لها في مختلف دول العالم، وأيضا سمعنا رفضا داخل إسرائيل، لأن كثيرا من شرائح المجتمع الإسرائيلي رفضت هذه السياسة، ليس حبا فينا وإنما دفاع عن دولة إسرائيل ومستقبلها”.

وأضاف، “على إثر اقتحام الوزير بن غفير للمسجد الأقصى، توجهنا لمجلس الأمن، وبعد ساعات من الآن ستبدأ جلسة مجلس الأمن لبحث هذه القضية، ونأمل أن من اعتاد أن يقدم لنا فيتو ألا يقوم بذلك، خاصة وأن معظم دول العالم شجبت هذا العمل الذي قام به الوزير بن غفير باقتحامه للمسجد الأقصى، وهو كان قد قال إنه سيقتحم وبالفعل اقتحم، وهي ظاهرة سنتكلم عنها ولا يمكن أن نسكت عنها إطلاقا”.

وأردف، “كذلك أيها الأخوة، هناك اجتماعات لجنة التحرك الدولي التي بدأت أعمالها وبدأت استعداداتها من أجل التحرك الدولي، وفي الوقت نفسه نحن سنقوم بالتحرك المحلي والإقليمي فيما يتعلق بالرد على البرنامج الذي قدمته حكومة نتنياهو الجديدة، هذا البرنامج الذي لا يمكن السكوت عنه إطلاقا”.

وأكمل، “بعد أشهر قليلة من الآن سيكون هناك حدث آخر، وهو ما أقرته الأمم المتحدة حول إحياء ذكرى النكبة، وهذا لأول مرة يحدث في تاريخ الأمم المتحدة بأن يتم إحياء ذكرى النكبة بعد أن أنكرت من قبل إسرائيل وأميركا ودول الغرب فترة من الزمن، لكن هذه المناسبة ستكون حاضرة، وما يجب أن نفعله الآن، هو أنه ليس فقط يوما للنكبة، وإنما جعله يوما للنكبة والرواية الفلسطينية التي تدحض الرواية الإسرائيلية، الأمر الذي يحتاج لدراسات معمقة وجهد كبير، لأننا لا نريد أن نتكلم إنشاء، وإنما نريد أن نتكلم علما وتاريخا، بمعنى أن ندحض كل ذكرى بذكرى، وتاريخ بتاريخ، وعندنا تاريخ يؤكد أن كل الرواية الصهيونية التي روجت لها الدول الغربية في المرحلة الأولى والصهيونية ثانيا، هي رواية مفتعلة وغير صحيحة، ولا بد أن يكون ردا واضحا وصريحا ومحددا ومعمقا عليها، لذلك نأمل في شهر مايو القادم أن يكون يوم النكبة والرواية الفلسطينية”.

واستتلى، “هناك أيضا الذهاب لمحكمة العدل الدولية لتحدد طبيعة الاحتلال، وهذا استغرق وقتا طويلا وجهدا أطول من أجل أن يمر هذا القانون، وأن يذهب من الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى المحكمة، والقضية الآن موضوعة أمام المحكمة، ونتمنى أن تسارع في اتخاذ القرار، ونحن كنا قد تعرضنا لضغوط كبيرة من أجل التراجع عن هذه الخطوة، ولكن لن نتنازل عن حقوقنا”.

واستطرد، “أهنئ شعبنا وأمتنا العربية لمناسبة حلول العام الجديد 2023، راجيا من الله العلي القدير أن يكون أفضل من سابقه، وأن يكون عام خير وأن يمهد للاستقلال، كما أهنئ اخوتنا مسيحيي الكنيسة الشرقية لمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيدة، متمنيا لهم الصحة والسعادة وأن يوفقهم الله في فلسطين وفي كل أنحاء العالم”.

وتابع، “اليوم استقبلنا عميد الأسرى كريم يونس الذي قضى أربعين عاما في سجون الاحتلال، ولا سابقة لهذه المدة في التاريخ الحديث أو القديم، ولا نعرف شخصا قضى أربعين عاما في السجن، لذلك نهنئ أنفسنا ونهنئه، واليوم اتصلنا به وبعائلته وتمنينا له العمر المديد والسعادة، وقدرنا له الكفاح والنضال الذي ناضله والصبر خلال هذه المدة، وتمنينا أن يفرج الله عن باقي الأسرى، حيث هناك الأسير ماهر يونس الذي سيخرج بعد عدة أيام، كما نتمنى لأخينا مروان البرغوثي وأخينا فؤاد الشوبكي، وجميع الأسرى الذين يقبعون في السجون، نتمنى لهم الحرية، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي تبيض فيه السجون ويتحرر فيه الوطن”.

أسرى حماس يهنئون كريم يونس بالحرية بعد 40 عاماً

غزة- مصدر الإخبارية

أبرقت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في سجون الاحتلال، بالتهنئة للأسير كريم يونس بعد نيله الحرية.

وقالت في بيان، “تتقدم الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في سجون الاحتلال بأحر وأطيب وأصدق التهاني من الأسير القائد كريم يونس؛ الذي نال حريته بعد قضاء “40” سنةً متواصلةً في الأسر”.

وأضافت أنه، تحَرَّرَ كريم يونس بعد انتهاء محكوميته البالغة (40 سنة)، فقد عجزت الاتفاقيات، وتجاوزت الصفقات، وانتظر على جمرٍ مستعر شوقًا لأهله ووطنه، بقيت أمه صامدةً في الحياة، متسلحةً بأمل اللقاء، إلا أن “40” عامًا من أسر ابنها كانت كفيلةً بأن يبلغها الأجل قبل أن تُحَقِّق أمنيتها الوحيدة بأن تحضن ابنها حرًّا، فتوفيت قبل أشهرٍ قليلة.

وتابعت الهيئة، “إنها لأربعون عامًا من مكابدةٍ وصمودٍ ومواجهةٍ قلَّ نظيرها في تجارب الاستقلال والحرية العالمية إلا في فلسطين، هنا فقط قضى الأسرى “43 عامًا، و40 عامًا، و30 عامًا”، وأكثر من ذلك أو أقل”.

وفجر اليوم الخميس، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير الفلسطيني كريم يونس بعد 40 عاماً قضاها في المعتقلات.

وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أفرجت عن الأسير يونس بشكل مفاجئ وأنزلته في منطقة رعنانا بالداخل المحتل.

وأضافت المصادر أن الاحتلال لم يبلغ أي أحد من أفراد عائلة الأسير يونس بقرار الافراج أو المكان.

في غضون ذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، منزل عائلة الأسير كريم يونس في بلدة عارة داخل الأراضي المحتلة عام 48، واستولت على الأعلام والرايات الفلسطينية.

وأبلغت شرطة الاحتلال عائلة يونس بمنع رفع علم فلسطين ورايات “فتح”، والبوسترات التي عليها صور قبة الصخرة، وتشغيل الأغاني الوطنية الفلسطينية.

واستولت على كافة الأعلام والرايات من داخل الصوان الذي تم أقيم أمس بعد رفض الاحتلال استقبال كريم في صالة مغلقة.

ويلقب الأسير كريم يونس فضل يونس، بعميد الأسرى الفلسطينيين وولد في 24 كانون الأول (ديسمبر) 1956 في قرية عارة في المثلث الشمالي بالداخل المحتل عام 1948، واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي من مقاعد الدراسة في جامعة بن غوريون في عام 1983.

اقرأ/ي أيضًا: جولييت عواد توجه رسالة لكريم يونس بمناسبة الإفراج عنه

رسالة الأسير كريم يونس قبل تحرره من سجون الاحتلال

الداخل المحتل- مصدر الإخبارية

كتب الأسير الفلسطيني الذي أمضى 40 عاماً في سجون الاحتلال رسالة بتاريخ 5 كانون الثاني/ يناير 2023 وهو اليوم الذي تحرر فيه.

وكتب يونس “ها أنا أوشك أن أغادر زنزانتي المظلمة، التي تعلمتُ فيها أن لا أخشى الظلام، وفيها تعلمتُ أن لا أشعرَ بالغربة أو بالوحدة، لأنني بين أخوتي أخوةُ القيد والمعاناة، أخوة جمعنا قسمٌ واحد وعهدٌ واحد”.

وقال الأسير “أغادر زنزانتي، ولطالما تمنيتُ أن أغادرها منتزعًا حريتي برفقةِ أخوة الدّرب، ورفاق النّضال، متخيلًا استقبالاً يعبر عن نصرٍ وإنجازٍ كبير، لكني أجد نفسي غير راغبٌ، أحاول أن أتجنب آلام الفراق، ومعاناة لحظات الوداع لإخوةٍ ظننتُ أني سأكمل العمرَ بصحبتهم، وهم حتما ثوابتٌ في حياتي كالجبال، وكلما اقتربت ساعة خروجي أشعر بالخيبةِ وبالعجزِ، خصوصًا حين أنظر في عيون أحدهم وبعضهم قد تجاوز الثلاثة عقود”.

وأضاف يونس “سأترك زنزانتي، وأغادر لكن روحي باقيةٌ مع القابضينَ على الجمرِ المحافظين على جذوةِ النضال الفلسطيني برمته، مع الذين لم ولن ينكسروا، لكن سنواتِ أعمارهم تنزلق من تحتهم، ومن فوقهم، ومن أمامهم، ومن خلفهم، وهم لا زالوا يطمحون بأن يروا شمس الحرّيّة ما تبقى من أعمارهم، وقبل أن تصاب رغبتهم بالحياة بالتكلف والانحدار”.

وتابع كلامه في الرسالة “سأترك زنزانتي، والأفكار فجأة تتزاحم، وتتراقص على عتبة ذهني وتشوشُ عقلي فأتساءل محتارًا على غير عادتي إلى متى يستطيعُ الأسير أن يحمل جثته على ظهره، ويتابع حياته والموت يمشي معه، وكيف لهذه المعاناة، والموت البطيء أن يبقى قدرهُ إلى أمدٍ لا ينتهي، في ظل مستقبلٍ مجهول، وأفق مسدود، وأمل مفقود وقلقٌ يزداد مما نشاهدُ، ونرى من تخاذلٍ، وعدم اكتراث أمام استكلاب عصاباتٍ تملك دولة، توحشت، واستقوت بخذلان العالم، على شعب أعزل، حياته تُنهش كل يوم دون أن يشعر أنّ جروحه قد لا تندمل وأن لا أمل له بحياةٍ هادئة ومستقرة، ومع ذلك بقي ندًا، وقادرًا على الاستمرار”.

واسترسل قائلاً: “سأترك زنزانتي، وأنا مدركٌ بأن سفينتنا تتلاطمها الأمواج الدولية، من كل صوبٍ وحدب، والعواصف الإقليمية تعصف بها من الشّرق والغرب، والزّلازل المحلية، وبراكين عدوانية تكاد تبتلعها، وهي تبتعد، وتبتعد عن شاطئ حاول قبطانها أن يرسو إليه قبل أكثر من ربع قرن”.

وتابع يونس “سأترك زنزانتي، مؤكدًا أنّنا كنّا ولا زلنّا فخورونَ بأهلنا وأبناء شعبنا أينما كانوا في الوطن والشّتات، الذين احتضنونا، واحتضنوا قضيتنا على مر كل تلك السنين، وكانوا أوفياء لقضيتنا ولقضية شعبنا، الأمر الذي يبعثُ فينا دائما أملاً متجددًا، ويقينًا راسخًا بعدالة قضيتنا وصدق انتماءنا وجدوى وجوهرِ نضالنا”.

وأكمل قوله “سأترك زنزانتي، رافعًا قبعتي لجيل لا شك أنه لا يشبه جيلي، جيل من الشّباب الناشط والناشطات الذين يتصدرون المشهد، في السنوات الأخيرة، جيل من الواضح أنهم أقوى وأجرأ، وأشجع والأجدر لاستلام الراية، كيف لا وهم المطلعون على الحكاية والحافظون لكل الرواية، والحريصون على تنفيذ الوصايا، وصايا شعبنا المشتت المشرد، بانتزاع حقه بالعودة وتقرير المصير، فطوبى لهذا الجيل الصاعد رغم أجواء التهافت”.

وختم رسالته بالقول “سأتركُ زنزانتي، بعد أيام قليلة، والرهبة تجتاحني باقتراب عالم لا يشبه عالمي، وها أنا أقترب من لحظةٍ لا بد لي فيها إلا وأن أمر على قديم جروحي، وقديم ذكرياتي، لحظة أستطيع فيها أن أبتسم في وجه صورتي القديمة، دون أن أشعر بالندم، أو الخذلان، ودون أن اضطر لأن أبرهنَ البديهيّ الذي عشتهُ، وعايشته على مدار أربعين عامًا، علني أستطيع أن أتأقلمَ مع مرآتي الجديدة، وأنا عائد لأنشد مع أبناء شعبي في كل مكان نشيد بلادي نشيد الفدائي… نشيد العودة والتّحرير”.

Exit mobile version