حماس نحو توطين رؤيتها

أقلام – مصدر الإخبارية

حماس نحو توطين رؤيتها، بقلم الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

بعد سنوات قليلة من المتابعة، وتدخّل وسطاء معلومين، نجحت الجهود التي بذلتها وبادرت إليها حركة « حماس » في فتح صفحة جديدة في العلاقة مع سورية.

البيان الذي أصدرته الحركة يتجاوز الاعتذار إن كان مباشراً أو غير مباشر، فالأمر يتعلق باستحقاقات عودة العلاقة بين طرفين ينتميان إلى «محور المقاومة»، المعروفة أطرافه، ويشكل الطرفان: سورية و »حماس»، أركان أساسية في ذلك المحور.

كانت «حماس» قد حصلت في سنوات قبل القطيعة على امتيازات كبيرة ودعمٍ واضح من النظام السوري، وشكّلت دمشق مركزاً رئيساً لقيادة الحركة ولمئات من كوادرها، وكان الأساس في ذلك حسابات الصراع المشترك مع الاحتلال الصهيوني.

حين اندلعت المواجهات بين النظام السوري والمعارضة المسلحة التي لقيت وتلقت مساعدات عسكرية ومالية ولوجستية ضخمة من قبل أطراف خارجية منها عربية وأخرى دولية وإقليمية كانت الولايات المتحدة من أهم أقطابها، بادرت قيادة «حماس» إلى اتخاذ موقف بقطع العلاقة مع النظام، وخروج قياداتها وكوادرها من سورية.
خرج ذلك الموقف عن الحسابات القومية المتعلقة بالصراع، وأصبح محكوماً لحسابات «جماعة الإخوان المسلمين» التي حملت السلاح ضد النظام، وقاتلته بشراسة، فما الذي دفع «حماس» لمعاودة البحث والسعي من أجل إعادة العلاقة؟

حماس نحو توطين رؤيتها

برأينا أن قرار قيادة «حماس» لإعادة ترميم العلاقة مع سورية والنظام السياسي، قد جاء في سياق تطور في رؤية «حماس» السياسية لا يتوقف عند حدود متطلبات وجود الطرفين في «محور المقاومة»، ورغبة أطرافه الأخرى في ترميم العلاقة بين طرفين مهمين من أطراف المحور.
العام 2016، أصدرت «حماس» ما يُعرف بـ»الوثيقة السياسية»، التي تضمنت جديداً فيما يتصل برؤية الحركة لدورها، وآليات عملها في الإطار الوطني الفلسطيني.

تلك الوثيقة، خضعت لعمليات تشكيك من قبل نُخب سياسية وإعلامية وتنظيمية كثيرة، اعتبرتها مجرّد تكتيك يفتقر إلى العمق والمصداقية، والرغبة في التغيير.
رغم صدور تلك الوثيقة ظلّت «حماس» متهمة بأنها لا تنتمي إلى المشروع الوطني الفلسطيني وأن انتماءها الأساسي والاستراتيجي هو لمشروع «الإسلام السياسي» الذي تحمله وتعبّر عنه «جماعة الإخوان المسلمين» التي لم تكن «حماس» تنكر انتماءها إليها.

على أن التطورات السياسية اللاحقة، سواء فلسطينياً في إطار الحوار من أجل إنهاء الانقسام، أو في إطار الصراع مع الاحتلال، وكذا التطورات على المستويين العربي والإقليمي، أملت على قيادة الحركة، إجراء تحويلة في رؤيتها السياسية نحو الوطنية الفلسطينية.

«حماس» أعلنت مراراً أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وأعلنت قبولها مشروع إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على الأراضي المحتلة العام 1967، وأعلنت مراراً استعدادها للانخراط في النظام السياسي، عبر الانتخابات أو عبر التوافق الوطني، وأعلنت استعدادها لإبداء مرونة فيما يتصل بشروط إنهاء الانقسام، وكذا أبدت استعدادها لبناء شراكات وطنية.
هذه هي معالم التحوّل السياسي لدى «حماس»، وفي سياق ذلك أعلنت أنها لا صلة تنظيمية أو إدارية لها مع «جماعة الإخوان المسلمين»، وبدأت رحلة العودة عن قرار مقاطعة سورية، واستعدادها لدفع استحقاقات تلك العودة.

هذه التحوّلات التي يمكن أن تساعد في تحسين بيئة العلاقات الفلسطينية ويمكن أن تسهّل المبادرة الجزائرية نحو إنهاء الانقسام، تقدم «حماس» عملياً بهوية جديدة مختلفة، هوية حركة إسلامية وطنية، تقترب كثيراً من هوية حركة الجهاد الإسلامي.
وبشكل عام تحاول «حماس» التصرف بمسؤولية كبيرة عربياً ودولياً، لكونها حركة فاعلة ومؤثّرة، ولا يجوز لها أن تتصرف كحركةٍ صغيرة لا تحسب حساباً لمغامراتها.

أما أسباب هذا التحول الذي ينتظر المزيد من الخطوات العملية تجاه الوضع الفلسطيني بكلّيته فإننا نسجل الآتي:
أولاً: النظام السوري هو ذاته الذي كانت الحركة تقيم معه علاقة قوية وتعود اليوم للسعي من أجل استعادة هذه العلاقة، ولكن الذي تغيّر هو أن النظام صمد واستمرّ في سياساته المعادية للاحتلال، وأن ما شهدته سورية من صراعات دموية، وتدخّلات خارجية لا تزال فاعلة حتى اليوم، يشير دون جدال إلى مخطط استعماري يستهدف تقسيم سورية، والاستيلاء على ثرواتها، وتقديم خدمات استراتيجية لصالح إسرائيل، عبر إخراج سورية من دائرة الصراع.

حماس نحو توطين رؤيتها

ثانياً: فشل «الإسلام السياسي» في المنطقة، ابتداءً من مصر ثم السودان والمغرب وتونس، وأيضاً في سورية، فلقد تلقّت «الجماعة» ضربات كسرت ظهرها، وبالتالي فإن التزام «حماس» بمشروع «الإسلام السياسي» المرتبط بـ «الإخوان»، قد أصبح عبئاً عليها، ويجلب لها الكثير من الأضرار والمخاطر، وربما تشير التجربة إلى «الإخوان» بأصابع الاتهام، بأنها ومشروعها مرتبط بقوى دولية، لا تخدم قضايا الأمة العربية بما في ذلك فلسطين.

ثالثاً: جرّبت «حماس» لسنواتٍ عديدة أن تحظى بالشرعية، وأن تشكل بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، لكنها فشلت في كل ذلك، رغم التضحيات الكبيرة التي قدّمتها، ما ولّد لدى قيادتها قناعةً بضرورة الانخراط في المؤسسة الوطنية الفلسطينية بما في ذلك المنظمة والسلطة، هذا التحول ينتظر من القوى الفلسطينية الأخرى، التعامل معه بإيجابية لإرسائه على قواعد راسخة.

أقرأ أيضًا: دعوة للتفكير خارج الصندوق.. بقلم/ طلال عوكل

التباس العودة.. حماس وسورية!

أقلام – مصدر الإخبارية

التباس العودة حماس وسورية!، بقلم الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

لم يرغم أحد حركة حماس حتى تذهب بعيداً بهذا الموقف الحاد من الصراع الذي دار في سورية لتُحمل نفسها وزر هذا الاعتذار في بيانها الأخير.
ولم يكن مطلوباً منها موقف كحزب سياسي، فهي ليست مسؤولة عن تحرير الشعوب العربية من قبضة حكامها ولا نشر الحريات في العالم العربي وخصوصاً أن التجربة الفلسطينية والتي هي جزء من تجسيدها لم تكن سوى امتداد لأداء النظم العربية في صراعاتها وحريات المواطن وسطوة النظام والأمن .

البيان الذي أصدرته حركة حماس والذي جاء بعد حوالي الشهر من الحديث عن عودة العلاقة بين الجانبين أثار ما يكفي من المعارضة حين ذكر أن «حركة حماس تقف مع سورية شعباً وقيادة». وهذه المرة من داخل الحركة نفسها ومن الإسلاميين الذين عملت الحركة على شحنهم وتعبئتهم على سورية «قيادة» وضرورة إسقاطها باعتبارها تقتل المسلمين، وباعتبار أن عملية الشحن كانت تأخذ طابعاً عقائدياً لا يقبل المرونة بدا أن الموقف الجديد كأنه خروج عن العقيدة، وهنا أزمة السياسة حين تحتكم للمرجعيات الدينية فلا تترك مجالاً للمرونة، وخصوصاً أن هذا الموقف كان يتعزز بفتاوى دينية وصلت أن تطلب مرجعيتها ممثلةً بالقرضاوي «تدخلاً أميركياً» لضرب النظام السوري.

ولكن لا يمكن قراءة الموقف القديم ولا الجديد بمعزل عن مناخات اللحظة التي اتخذت فيها حركة حماس ذلك الموقف الحاد. فلم يكن الموقف أيديولوجياً دينياً صرفاً، وإلا لما أقامت الحركة لسنوات في كنف النظام العلماني الذي قاتل جماعة الإخوان في حماة أصلاً، لكن مشكلته أنه تم إلباسه ثوباً دينياً مع مستجدات الصراع السوري، كان موقفاً سياسياً مصلحياً استدعته الفرصة التي توفرت وتطلبت الانقلاب على الحليف، لأن حليفاً أكثر قرباً كان يتراءى خلف الأحداث.

علينا العودة لتلك اللحظة، حينها بدأت دول خليجية من حلفاء حركة حماس تقود إسقاط النظام، وكانت تلك الدول تحتضن مرجعيات دينية، وفي تلك اللحظة كانت المعارضة السورية تتحضر على أبواب دمشق لاقتحامها، وبدا أن النظام في طريقه للسقوط، فلماذا لا تقف ضده وتحسب الموقف حتى وإن كان حليفاً، فالتاريخ أوشك أن يطوي صفحته.

وفي تلك اللحظة كانت حركة الإخوان المسلمين تشق طريقها للحكم في القاهرة وهي الدولة المركزية قائدة الإقليم وبها رأس الإخوان، وتتحضر لسقوط باقي العواصم في يد الإخوان… كانت لحظة تاريخية مثلت ذروة النشوة الإخوانية بحيث لم يعد ضرورة للأنظمة السابقة التي تحالفت معها مؤقتاً رغم فوارق الأيديولوجيا. وكانت سورية على وشك السقوط، ولأن حركة الإخوان في العواصم هي الحركة المؤهلة لتسلم الحكم باعتبارها الأكثر تنظيماً بعد أن قضت النظم العربية على المجتمعات المدنية والأحزاب السياسية، كان لدى حركة الإخوان من القدرة ما يمكن أن يملأ فراغاً يخلفه رحيل النظم، كان هذا في مصر وتونس وكانت دمشق على الطريق.

تلك كانت أشبه برمية النرد بالنسبة للحركة، وأحيانا تحتمل السياسة تلك المقامرات، وخصوصاً أن المسرح كان مهيئًا لتلك الرمية من تساقط أحجار الدومينو تباعاً في مصر وليبيا وتونس واليمن، ولم تحسب أن سورية كانت امتداداً لمصالح كونية كبرى اختلفت عن سابقاتها وأن الأراضي السورية ستكون الحلبة التي ستدور عليها المصارعة الدولية، وأن هناك أطرافاً لن تسمح بسقوط النظام. ولو سقط النظام في سورية ولو لم يسقط الإخوان في القاهرة وسارت الأمور حسب الأحلام كان سيكون موقف «حماس» في الجهة الرابحة، لكن لسوء حظها لم تأت رياح الإقليم بما اشتهته سفنها وكان التاريخ يسير معاكساً.

التباس العودة حماس سورية

وحينما لا يحالف لاعبَ النرد الحظ يصبح تلقائياً في الاتجاه الخاطئ من التاريخ، ولا شك أنه سيدفع الثمن. فالسياسة ليست ابنة الآمال ولا ابنة الأيديولوجيا وهي متغيرة، وهنا أزمتها مع العقيدة لأنها متغيرة فيما العقيدة ثابتة، وهنا حدث الاصطدام مع قواعد ونشطاء التيار الإسلامي حول العالم مثل ابراهيم حمامي وياسر زعاترة وغيرهما الذين يشنون هجوماً على حركة حماس، أما فيصل القاسم الذي يلتحق بموجة الهجوم فهو رواية أخرى.

لم يكن النصف الثاني من موجة الربيع العربي في صالح حركة الإخوان التي صعدت لتملأ فراغ البدايات وتأخذ كل تلك المواقف، باعتبار أن التاريخ ي فتح لها أذرعه وأن المنطقة تستعد لحكم حركة الإخوان في عواصمها. فقد كانت الضربة الأكبر في القاهرة والتي احتاجت «حماس» سنوات لإعادة العلاقة مع الحكم الذي أزاح الإخوان بعد أن وقفت بنفس الحدة ضده وأيقنت أن متطلبات السياسة تستدعي التنازل عن الأيديولوجيا، وأنهما في لحظة ما نقيضان لا يلتقيان بل إن أحدهما لا بد وأن يمس بالآخر، ثم خسرت الحركة تونس والسودان ولم تتسلم الحكم في ليبيا ولا اليمن وسقطت في الانتخابات في المغرب. وبدا أن اللحظة تشهد أفول حركة الإخوان وتذهب بها الى مخازن التاريخ، وهنا كان لا بد للفرع الفلسطيني منها إلا أن يتأثر، وخصوصاً أن دول الإقليم التي حملت المعارضة السورية على أكتافها وأموالها بدأت بالتحلل منها، فتركيا طالبتهم بالمغادرة وترسل رسائل للنظام، وقطر توقفت عن حمل الراية وتعيد علاقاتها مع الدول النقيضة للإخوان.

التباس العودة حماس سورية

كان موقف «حماس» محاولة لاستغلال لحظة تاريخية عندما ألقى زعيمها خطبته الشهيرة في الأزهر حاملاً علم الثورة السورية في كنف نظام الإخوان بمصر مطالباً بسقوط النظام …كانت اللحظة تستدعي هذا الموقف بلا منازع، لكن على الحركة الفلسطينية أن تكون أكثر ذكاءً في ممارسة السياسة وتترك خطاً واحداً للعودة بدل أن تقطعها جميعاً، لأن إعادة وصلها بعد ذلك مكلفة سياسياً وأيديولوجياً. وهذا لا تحتمله حركة لديها حمل ثقيل كقضية فلسطين لا تحتمل التلاعب ولا المواقف المرتبطة بالخارج ومصالحه ونزواته.

هذا درس أبرز صفحاته أن مرونة السياسة لعبة أبعد كثيراً من دوغمائية الأيديولوجيا، وأن الارتباطات الخارجية تسحب القوى بعيداً حتى عن مواقفها الوطنية وما تتطلبه من حياد، وأن الأيديولوجيا عبء على السياسة ولا يلتقيان، ليس فقط على صعيد الخارج بل والأخطر على الداخل، وتلك تستدعي مراجعة كبيرة حتى أبرز من المراجعة مع سورية، فتلك بالنهاية دولة أخرى، لكن الأهم ألا يستدعى ذلك مراجعة أخطاء الأيديولوجيا في الداخل الفلسطيني؟

أقرأ أيضًا: مأزق إسرائيل الحاد.. وماذا بعد؟ بقلم أكرم عطالله

ما هي تداعيات إعادة العلاقات بين حماس وسوريا على القضية الفلسطينية؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أحدث قرار إعادة العلاقات بين حركة حماس وسوريا، جدلًا واسعًا بين المواطنين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم كافة، حيث تباينت الآراء بين مُؤيد ومُعارض، في صورةٍ عكست وجهات نظر مختلفة من قضية باتت تتصدر المشهد على المستوى العربي والاقليمي.

فمن المواطنين من رأى أن إعادة العلاقات مع نظام الأسد لم يكن أمرًا موفقًا كون “بشار الأسد” هو المسؤول عن عشرات المجازر التي شهدتها المخيمات الفلسطينية في مدينة سوريا منذ اندلاع الحرب عام 2011.

وعلى الطرف الأخر، رأى كثيرون ومنهم القوى الوطنية والإسلامية، أن اعادة العلاقات بين “حماس” وسوريا، لها أهمية بالغة خاصةً في ظل التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، ناهيك عن الموقف السوري المُعلن من رفض التطبيع مع الاحتلال والتأكيد على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية.

خطوة في الاتجاه الصحيح

طلال أبو ظريفة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية قال، إن “تطوير العلاقات بين حماس وسوريا خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصةً في ظل المواقف المتقدمة للجمهورية العربية السورية وتمسكها بطبيعية الصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي وعدم الاعتراف بشرعيته في المنطقة”.

وأشار في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى أن “سوريا لم تُوقع أيًا من الاتفاقات مع الاحتلال الإسرائيلي وكانت دومًا داعمًا قويًا للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن إعادة العلاقات مع سوريا يقطع الطريق أمام محاولات أعداء شعبنا والجمهورية العربية السورية اللعب على التباينات الفلسطينية – السورية، خاصةً في ظل سعي الولايات المتحدة وحليفتها “إسرائيل” لإقامة حلف الشرق الأوسط بهدف تعزيز النفود الصهيوني في المنطقة وتعزيز مصالح الولايات المتحدة”.

وأكد على “وجود علاقات قوية بين سوريا وفلسطين، ما يدفعنا للحفاظ على العلاقات مع الدول العربية المناضلة من أجل الحقوق الوطنية، بما يُحقق مصلحة شعبنا في التحرر والاستقلال وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.

قلب محور المقاومة

من جانبه، رحّب فتحي أبو علي عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية في لبنان، بالتقارب بين سوريا وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مؤكدًا على مِن يريد البقاء في محور المقاومة عليه التمتع بعلاقة إيجابية مع الجمهورية السورية كونها تُمثّل قلب “المحور”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “بوحدة قوى المقاومة نتغلب على محور الشر الصهيوأمريكي وأعوانه في المنطقة، وهو ما يتطلب العمل الجاد تجاه انهاء الانقسام وتعزيز دور المقاومة والوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال ومخططاته التصفوية لشعبنا وقضيته العادلة”.

تحشيد الموقف العربي والإسلامي

الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني – لبنان خالد عبد المجيد قال، “تابعنا باهتمام بالغ القرار الذي اتخذته حركة “حماس” حول إعادة العلاقات مع سوريا والتقينا مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في العاصمة اللبنانية بيروت وعبّر ممثلًا عن إخوانه في “المكتب” عن استعداده لإعادة العلاقات بين الجانبين”.

وحول دور جبهة النضال الشعبي الفلسطيني فيما يتعلق بإعادة العلاقات الثنائية، أشار إلى أن “الجبهة كانت دومًا من الداعين الأوائل لإعادة العلاقات بين حركة حماس باعتبارها رأس حركات المقاومة الفلسطينية  ومرجعية أساسية من مكونات شعبنا خاصةً في قطاع غزة ولثقلتها السياسي في الساحة الفلسطينية والمنطقة”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “على مدار السنوات الأخيرة، حاولنا تقريب وجهات النظر بين الجهات السورية المعنية وبين وفود حركة حماس الوافدة إلى العاصمة بيروت بهدف خلق تناغم وطني حقيقي بين الشعبين الشقيقين بما يخدم المصلحة الوطنية ويُعزز الجهود في مواجهة الاحتلال”.

ولفت إلى أهمية “إعادة العلاقات في الوقت الجاري، تكمن في ضرورة تحشيد الموقف العربي والإسلامي لمواجهة التحديات التي يُواجهها شعبُنا الفلسطيني والتي تعصف بالأمة في ظل التجاذبات الإقليمية والدولية التي تُحاول من خلالها الولايات المتحدة ابتزاز دول المنطقة للقبول بوجود الاحتلال الصهيوني كأمر واقع”.

وبيّن أن “المعادلات الجديدة التي نراها اليوم على الصعيدين الإقليمي والدولي ستكون لصالح القضية الفلسطينية، مما يتطلب تعزيز وترميم علاقات الشعب حركة حماس مع دول محور المقاومة بما يخدم القضية الوطنية، مؤكدًا على أن إعادة العلاقات الثنائية سيسهم بتعاظم قوى المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته المشبوهة في المنطقة”.

وأوضح، أن “إعادة العلاقات بين سوريا وحماس، سيسهم في تحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين، كما ستتجاوز أي إشكاليات حدثت سابقًا خاصة وأن مخيم اليرموك للاجئين لحقه دمارًا كبيرًا نتيجة الحرب السورية عام 2011 ما يتطلب حشد جميع الجهود للإعادة الحياة الطبيعية للمخيم وقاطنيه”.

ونوه إلى أن “مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا قدمت تضحيات جِسام منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة إلى جانب الشعب السوري الذي شكّل درعًا حاميًا للمقاتلين الأحرار، ما يستوجب العمل على ترميم المخيمات بشكلٍ يُوقف حالة النزوح القسري خارج المخيمات”.

مواقف ثابتة من القضية الفلسطينية

الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا رأى أن “عودة العلاقات بين سوريا وحركة حماس، يأتي في ظل السعي الجاد لجمع الجهود كافة التي تدعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، الذي مارس خلال السنوات الماضية، هجمة كبيرة على الحاضنة الشعبية للمقاومة على المستوى المحلي والإقليمي، مِن خلال شرعنة التطبيع الرسمي مع بعض الأنظمة العربية”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “سوريا عبّرت دومًا عن مواقف ثابتة من القضية الفلسطينية تتمثل في رفض التطبيع والعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي باعتباره العدو المركزي للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة في فلسطين والمنطقة”.

ولفت إلى أن “قرار حركة حماس يأتي في سياق جهود عربية واقليمية ودولية لتحسين البيئة الاستراتيجية للمقاومة الفلسطينية في ظل تنامي العلاقات الثنائية بين الاحتلال والعديد من الأنظمة العربية وصلت إلى بناء تحالف أمني عسكري وهو ما يتعارض مع حركة حماس ومشروع المقاومة الذي يتطلب دعمًا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لصالح تعزيز المقاومة في وجه الاحتلال”.

وفيما يتعلق بجهود حركة حماس لاستعادة العلاقات مع السعودية والأردن، أكد أن “المملكة العربية السعودية تُعد احدى أهم الدول العربية التي كانت على مدار السنوات الماضية داعمًا استراتيجيًا للثورة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية”.

وشدد على أن “السعودية شكّلت خلال سنوات الثورة الفلسطينية داعمًا قويًا على جميع المستويات السياسية والمالية والاجتماعية، وقرار استعادة العلاقات مع “المملكة” يُعتبر أحد أهم الخِيارات الاستراتيجية الواجب على حماس التوجه نحوها، كونه يأتي في إطار إدارة علاقات سياسية متعددة مع الدول الوازنة في المنطقة”.

أقرأ أيضًا: في ظل التطورات السياسية بالمنطقة عودة للعلاقات بين حماس وسوريا

Exit mobile version