تطور الموقف الخليجي وتراجع الموقف الفلسطيني

أقلام – مصدر الإخبارية

تطور الموقف الخليجي وتراجع الموقف الفلسطيني في العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، بقلم المستشار أسامة سعد، وفيما يلي نص المقال كاملًا.

وصفت العلاقات الخليجية الأمريكية دائماً بأنها علاقات إستراتيجية قائمة في الأساس على مصالح حيوية لا غنى لطرفيي العلاقة عنها، فالولايات المتحدة معنية بالمنطقة لحاجتها الماسة للنفط والغاز العربي إضافة لأهمية المنطقة الحيوسياسية للولايات المتحدة حيث تحكمها في أهم المضائق العالمية التي تتحكم في حركة التجارة العالمية، وبالمقابل فدول الخليج بحاجة ماسة إلى قوة عظمى تمتلك القدرة على حمايتها وتوفير الأمن للمنطقة التي هي بلا شك محط أنظار العالم كله، وعلى هذا الأساس تطورت العلاقات الخليجية الأمريكية إلى أن وصلت لذروة تطورها في مرحلة الثمانينات من القرن الماضي وكانت لحظة الاختبار الحقيقية لمدى فاعلية هذه العلاقة عند غزو العراق للكويت، ولقد كان للولايات المتحدة أداءً مقنعاً للغاية لدول الخليج في هذه الحرب إذ أرسلت الولايات المتحدة عشرات الألاف من قواتها للدفاع عن المنطقة ضد القوات العراقية وتحرير الكويت ولقد كان لها ما أرادت، الأمر الذي ساهم إلى حد كبير في تعزيز ثقة الدول الخليجية بالولايات المتحدة وهو الأمر الذي دفع هذه الدول وبعض الدول العربية للضغط على الفلسطينيين من أجل الدخول في عملية سلام مع (إسرائيل) التي لم تكن تحظى بأي قبول في المنطقة قبل حرب الخليج الثانية، طبعاً لم تكن الرغبة الخليجية بعيدة كثيراً عن عوامل داخلية فلسطينية ساهمت في تسريع وتيرة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ترعاه الولايات المتحدة بشكل أساسي يقوم على أساس مبدأ حل الدولتين وفقاً للقرار 242 على قاعدة الأرض مقابل السلام، إلا أن الرياح الإسرائيلية لم تأت بما تشتهيه السفن العربية، فتعثرت “مسيرة السلام” ولم تفض إلى الأمل المنشود بإنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 67 في العام 1999م وفقاً لما كان مخططاً له في اتفاق أوسلو، الأمر الذي أدى لخروج الأمور عن السيطرة واندلاع انتفاضة الأقصى وما تبعها من محاصرة الراحل ياسر عرفات ثم انتهاء هذا الحصار بإغتياله بالسم.

الإدارة الأمريكية جددت تعهدها بإقامة دولة فلسطينية على لسان الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن وذلك في سياق إعداده لغزو العراق عام 2003م وتعهد بأن يكون سقف هذا الوعد عام 2009م، ولقد تم غزو العراق بمباركة خليجية وتم تغيير نظام حكم الرئيس الراحل صدام حسين ليقع العراق في رحى الحرب الأهلية الطائفية التي لم تغادره أثارها حتى هذه اللحظة، ويمر عام 2009 دون إنجاز الوعد الأمريكي الذي أكدت عليه إدارة أوباما دون أن تمارس عملياً أي نوع من الضغوط على (إسرائيل) لتحقيقه، بل ركزت مجهودها لترتيب أوراقها في الملف الإيراني الذي أفضى إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي زعزع ثقة الخليج بالحماية الأمريكية لصالح ترتيب العلاقات مع إيران، وتنقضي ولاية أوباما ليأتي الرئيس الأمريكي السابق ترامب برؤيته الخاصة في إدارة المشهد في المنطقة فينقض الإتفاق مع إيران الأمر الذي أسعد دول الخليج و(إسرائيل) بالطبع، وبالتزامن يعلن عن رؤيته لحل القضية الفلسطينية بالتنكر التام للحقوق الفلسطينية التي دأبت الإدارات السابقة على الإلتزام بها ويعلن عن صفقة القرن التي تماهت معها دول الخليج وحاولت إقتناع الرئيس أبو مازن بالموافقة عليها، إلا أن مجهوداتها لم تفلح في ذلك فذهبت للتطبيع مع (إسرائيل) دون انتظار للموقف الفلسطيني ويستمر قطار التطبيع في السير ليشمل عدة دول عربية وكانت كل عملية تطبيع عبارة عن صفقة يعقدها الرئيس الأمريكي مع الدولة المطبعة تحصل بموجبها الدولة المطبعة على هدية أمريكية، إلا أن إدارة ترامب وخلافاً للسياسة الأمريكية التقليدية في المنطقة جعل من الحماية الأمريكية أيضاً صفقة تجارية تقوم على أساس الحماية مقابل المال وعلى هذا الأساس حصل على مبلغ خرافي لم يسجل تاريخياً في تاريخ أي إدارة سابقة حيث دفعت السعودية مبلغ 450 مليار دولار مقابل الحماية، ولكن تفاجأت دول الخليج بإنسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في عهد بايدن بشكل زعزع ثقة الخليجيين بهذه الحماية وكذلك إنسحاب آخر من العراق لتهيمن على المشهد السياسي فيه القوى الموالية لإيران، ثم كانت ثالثة الأثافي اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية لتقف الولايات المتحدة عاجزة عن ردع روسيا من شن هذه الحرب رغم حزمة العقوبات الغير مسبوقة التي فرضت علي تلك الاخيرة فتتعزز قناعات دول الخليج بتراجع دور الولايات المتحدة لصالح قطب أو أقطاب دولية جديدة تفرض نفسها على المشهد العالمي، وتشكل ما يشبه الجبهة المناوءة للولايات المتحدة تشمل روسيا والصين وإيران الأمر الذي دفع الولايات المتحدة للسعي إلى شد وثاق علاقاتها السابقة بحلفائها فكانت زيارة الرئيس بايدن للمنطقة بهدف ترتيب أوراق الولايات المتحدة، إلا نتائج الزيارة تشير إلى أن تحرك الولايات المتحدة قد جاء متأخراً ولذلك لم يحصل الرئيس بايدن على أي من طلباته من دول الخليج بإستثناء السماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور في الأجواء السعودية مع التأكيد من الجانب السعودي أن هذا لا يعد تطبيعا، ًوفي ذات السياق رفضت دول الخليج إنشاء فيتو عربي أو زيادة تدفقات الطاقة لتعويض النقص الناجم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والتأكيد من قبل كافة القيادات العربية في اجتماع جدة على الحقوق العربية الفلسطينية المتمثلة بحل الدولتين الذي وصفه الرئيس بايدن بأنه بعيد المنال.

لا شك أن الموقف الخليجي تطور باتجاه تحقيق مصالح الخليج تطور باتجاه تحقيق مصالح الخليج أولاً قبل أي شيء وهذه المصالح تقتضي ألا يوضع كل البيض في السلة الامريكية ولذلك فشلت زيارة بايدن.

أما الموقف الفلسطيني فلم يكن بمستوى تطور الموقف الخليجي بل لم يحافظ على ثباته فتراجع حين لم يتخذ الرئيس أبو مازن أي موقف كرد على إعتبار الرئيس بايدن لحل الدولتين أنه بعيد المنال، بل لقد صرح حسين الشيخ أن نقض الاتفاق مع (إسرائيل) التي ترفض حل الدولتين الذي بنى عليه اتفاق أوسلو سيضع الفلسطينيين في موقف أسوء، لم يدرك حسين الشيخ أن حل الدولتين أصبح بعيد المنال بسبب السياسات التي اتبعها الرئيس عباس منذ ولايته بإلقاء كل أوراقه على الطاولة الإسرائيلية، وذهب بعيداً باتجاه التشبث بالعلاقة بالاحتلال رغم تنكر الاحتلال لأبسط الحقوق الفلسطينية، ولم تدرك القيادة الفلسطينية أن ما دفع (إسرائيل) قبل ثلاثين عاماً تقريباً للموافقة على حل الدولتين كان مقابل وقف منظمة التحرير للكفاح المسلح والاعتراف (بإسرائيل)، وهي الغنيمة التي حصلت عليها دون دفع الثمن وهو الدولة الفلسطينية، التي أُجلت لما سمي بالحل النهائي ثم ماطلت (إسرائيل) في المواقفة على إقامتها حتى مضى الزمن وأصبح الثمن الذي قبضته (إسرائيل) مقدماً بالاعتراف حقاً لها مكتسباً مقابل حق مؤجل تبدد وتلاشى بمرور الزمن إلى أن أصبح بعيد المنال.

وكان يفترض أن تُقْدم القيادة الفلسطينية على إعادة التموضع من جديد كما فعلت دول الخليج بما يحقق المصالح الفلسطينية لكنها لم تفعل حتى الساعة، وكأنها تخشى من الإعتراف بفشلها مخافة أن تتحمل مسؤولية ضياع ثلاثين عاماً من عمر الشعب الفلسطيني بلا جدوى.
الموقف الفلسطيني الرسمي أصبح عبئاً على الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني أصبح أسيراً المحبسين لضعف القيادة الرسمية من جهة والإنقسام الداخلي من جهة أخرى.

أقرأ أيضًا: زيارة بايدن بين تقديرات النجاح والفشل

شخصيات وطنية تدعو إلى التوافق على برنامج شامل لمواجهة الاحتلال

غزة –  خاص مصدر الإخبارية

دعت شخصيات وطنية ونُخب مجتمعية وأكاديمية، إلى ضرورة التوافق على برنامج نضالي شامل، لمواجهة الاحتلال وسياساته المتطرفة في مناطق الضفة والقدس وقطاع غزة.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين تحت عنوان، “المطلوب فلسطينياً بعد زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة العربية، وذلك في قاعة ديانا صباغ بمركز رشاد الشوا الثقافي اليوم الأربعاء.

وقال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، إن “المطلوب اليوم هو تحقيق الوحدة الوطنية، عبر دعوة الأمناء العامين للقوى الوطنية والإسلامية للتوافق على استراتيجية وطنية لمواجهة المشاريع الصهيوأمريكية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية”.

أما رئيس تحرير صحيفة الاستقلال خالد صادق، فيرى أن “المقاومة واجب أخلاقي وشرعي ووطني، يجب على الجميع تبنيها، وذلك عبر توحيد الجبهة الداخلية من خلال انهاء الانقسام واستعادة الوحدة وهو ما يتطلب تظافر الجهود كافة للوصول إلى بر الأمان بقضيتنا الوطنية”.

ويُشير القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذو الفقار سويرجو، إلى أنه “في ظل غياب النظام السياسي الحقيقي وهيبة المشروع الوطني والقيادة الفلسطينية والخُطة المُوحدة، نجح البعض في تهميش الفلسطينيين وانكار دورهم الفاعل، مما يجعلنا أمام تحدٍ كبير يتمثل في إعادة البوصلة إلى فلسطين والعمل على استعادة هيبة جميع المؤسسات الوطنية”.

أقرأ أيضًا: ما بعد زيارة بايدن: تنفيذ القرارات أم تجديد الرهانات‎‎؟

قراءة تحليلية لقمة جدة بقلم منير شفيق

أقلام – مصدر الإخبارية

قراءة تحليلية لقمة جدة بقلم الكاتب والمفكر العربي منير شفيق، وفيما يلي نص المقال كما وصل موقعنا.

كان من الممكن أن يكون العنوان: نتائج زيارة جو بايدن لفلسطين والسعودية؛ لأن المطلوب أن يُقرأ الوضعان العربي والفلسطيني على ضوء هذه الزيارة التي أحيطت بكثير من التوقعّات. وقد اعتبر ما قيل من أهداف لها سيتحقق، ومن ثم ستدخل البلاد العربية والقضية الفلسطينية، في عصر أمريكي- صهيوني جديد، وذلك من خلال تشكّل حلف عسكري صهيوني- أمريكي مع عدد من الدول العربية، بداية “دول حلف أبراهام” مضافاً إليها السعودية، وما تيسّر من دول التطبيع، يكون هدفه حصار إيران وحلفائها، وصولاً إلى الحرب التي يأملون منها أن تحسم مصير المنطقة، في مصلحة الكيان الصهيوني.

قبل مناقشة ما حدث في الزيارة، يمكن التأكيد بأن شيئاً مما تقدّم لم يتحقق، بل لم يُشر إلى أنه ذُكر، وانتهى أمره. فعلى الرغم من إعلان القدس المشترك بين بايدن ولابيد، إلاّ أنه خرج كظاهرة صوتية، وجاء أدنى مما هو قائم من تحالف أمريكي- صهيوني، ثابت ودائم. أما إذا كان فيه من جديد، فيرجع إلى مدى تأثيره في الانتخابات الأمريكية النصفية القادمة، في مصلحة الديمقراطيين، أو في انتخابات الكنيست، في مصلحة لابيد وحلفائه. هذا ولا يُتوقع أن يكون له أثر في الحالتين، وسيخرج منهما بايدن على الخصوص بالخسارة، وقد أضاع وقته في هذه الزيارة الفاشلة.

على الرغم من إعلان القدس المشترك بين بايدن ولابيد، إلاّ أنه خرج كظاهرة صوتية، وجاء أدنى مما هو قائم من تحالف أمريكي- صهيوني، ثابت ودائم. أما إذا كان فيه من جديد، فيرجع إلى مدى تأثيره في الانتخابات الأمريكية النصفية القادمة، في مصلحة الديمقراطيين، أو في انتخابات الكنيست، في مصلحة لابيد وحلفائه

أما لقاء بايدن وعباس، فقد انعكس على الرأي العام الفلسطيني بالنقمة والغضب والشعور بالمهانة، وحتى الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، فلم يستطع ابتلاع خيبة أمله، وهو يعلق على نتائج الزيارة التي دشنها بايدن بالإعلان أنه صهيوني، كأيّ يهودي صهيوني، وهو “مسيحي”. ثم أتبع بايدن هذه البداية- اللطمة للرئيس محمود عباس، بالقول له إن “حلّ الدولتين” بعيد المنال، أي ضاع عمره سدىً، وسياسته كانت كارثية، واهمة، ولم تزل.

على أن اللافت الجديد في الزيارة قد جاء في لقاءات جدة، وما انتهت إليه. فعلى عكس كل التوقعات حول ما ستكون عليه مواقف الدول العربية، من انهيار وضعف وتنازلات أمام ما سيطلبه بايدن، ولا سيما في ما أمل أن يقدّمه للكيان الصهيوني، وإذا بموقف الدول العربية جاء موحداً في ما سيقوله كل رئيس، وإذ به لا علاقة له بما أشيع من سعيٍ لتشكيل حلف ضد إيران، أو إدماج للكيان الصهيوني، أو تشارك عسكري معه.

صحيح أن البيان الختامي حمل تأكيداً على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ولكنه جاء بلغة خطابية ولا علاقة بخطوة عملية واحدة باتجاه حلف، ولا حتى مواقف ضد إيران، أو تراجع عما وصلته علاقات أيّ دولة من تلك الدول بروسيا والصين. وهذا يجب أن يُضاف استعادة لمواقف عربية قديمة اشترطت التطبيع مع الكيان الصهيوني، بعد إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس.

تكمن أهمية هذا الإجماع، أو شبه الإجماع العربي، في قمة جدة، ليس باعتباره موقفاً صحيحاً أو مشرّفاً، لأن مجرد وعد الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه، كما تنص المبادرة العربية (بيروت 2002)، هو موقف مرفوض ومفرّط بالثوابت الفلسطينية والعربية، ولكنه بقياس المواقف التي عرفتها السنوات الخمس الأخيرة من هرولة تطبيعية وتنازلات، يعتبر موقفاً “عنترياً” بالنسبة إلى مواقف ما قبل قمة جدة.

تكمن أهمية هذا الإجماع، أو شبه الإجماع العربي، في قمة جدة، ليس باعتباره موقفاً صحيحاً أو مشرّفاً، لأن مجرد وعد الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه، كما تنص المبادرة العربية (بيروت 2002)، هو موقف مرفوض ومفرّط بالثوابت الفلسطينية والعربية، ولكنه بقياس المواقف التي عرفتها السنوات الخمس الأخيرة من هرولة تطبيعية وتنازلات، يعتبر موقفاً “عنترياً”

فعلى سبيل المثال، بالرغم من الضجة التي أثيرت، بسبب سماح السعودية للطيران المدني الصهيوني باستخدام أجوائها، وهذا بلا شك فيه تنازل في مصلحة الكيان الصهيوني، إلاّ أنه قُدّم أيضاً بصورة التفافية عليه. فلم يقدّم باعتباره اتفاقاً سعودياً- صهيونياً لفتح الأجواء بينهما، وإنما قدّم من خلال التزام السعودية باتفاقية شيكاغو لعام 1944 (لفتح الأجواء أمام الملاحة المدنية).

صحيح أنه تنازُل يجب أن يُدان، ولكن يجب التفريق بين أن يأتي من خلال الالتزام باتفاقية شيكاغو، وبين أن يأتي من خلال اتفاق بين الطرفين.

هنا أهمية هذه القراءة (التفريق بين الأمرين) لتعزيز الملحوظة التي رأت مواقف الدول العربية في قمة جدة؛ موحدّة في مواجهة ما كان يمكن أن يطلبه بايدن منها من تنازلات، تتعلق بإدماج الكيان الصهيوني، والتشارك العسكري معه ضد إيران، أو حتى تقليص العلاقات بكل من روسيا والصين.

طبعاً هذا لا يعني أن هذه الدول ستخرج من قمة جدة بمشروع يشكّل محور عربي جديد، فما حدث يجب أن يُحصر بقمة جدة، وبالظروف الآنية التي أحاطت بها، وذلك لتجنب تلبية المطالب الأمريكية- الصهيونية في هذه المرحلة. ولكن إذا أصبح هذا “التوافق العربي” في قمة جدة ظاهرة مكرّرة أو مستمرة، فلكل حادث حديث.

عندما تحوّل قمة جدة المطلب الأمريكي الملح في ما يتعلق بزيادة إنتاج الغاز والنفط، لضبط الأسعار العالمية التي أفلتت من عقالها بسبب الحرب في أوكرانيا، إلى منظمة الأوبك، فمن شأنه زيادة الفشل الأمريكي

وبالمناسبة، عندما تحوّل قمة جدة المطلب الأمريكي الملح في ما يتعلق بزيادة إنتاج الغاز والنفط، لضبط الأسعار العالمية التي أفلتت من عقالها بسبب الحرب في أوكرانيا، إلى منظمة الأوبك، فمن شأنه زيادة الفشل الأمريكي، لأن ما كانت تريده أمريكا هو استبعاد الأوبك، من أجل المزيد من عزل روسيا، ومن أجل استبعاد إيران كذلك.

ولكي يتضح الفشل الأمريكي أكثر يجب التنويه إلى أن كل ما قيل قبل الزيارة من أهداف لها، ابتداءً من حلف الناتو مروراً بالاتفاقات العسكرية، وصولاً إلى المزيد من إدماج الكيان الصهيوني في البلاد العربية، لم يكن مجرد شائعات أو أوهام حول ما تريده أمريكا والكيان الصهيوني من قمة جدة. ولنتذكر المثل المعروف: “لا دخان بلا نار”، وإنما كان، بشكل أو آخر، على أجندة الزيارة التاريخية، حتى تكون تاريخية، وفاتحة “لشرق أوسط جديد”، الحلم الأمريكي- الصهيوني الدائم، غير القابل للتحقيق.

وبكلمة، زيارة بايدن فشلت، وستزيد أمريكا ضعفاً وارتباكاً. واللهم لا شماتة في من ما زالوا يراهنون عليها.

أقرأ أيضًا: زيارة بايدن بين تقديرات النجاح والفشل

اللجنة المركزية لفتح تُعلن تأييدها ودعمها لمواقف القيادة الفلسطينية

رام الله – مصدر الإخبارية

أعربت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، عن تأييدها ودعمها الكامل للموقف الفلسطيني الواضح والصريح الذي أعلن عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في بيت لحم الأسبوع الماضي.

جاء ذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة المركزية لحركة فتح، مساء اليوم الثلاثاء، في مكتب نائب رئيس الحركة محمود العالول، مضيفةً، “ناقشنا عدداً من القضايا المتعلقة بالأوضاع الداخلية للحركة، واتخذنا جملة من القرارات الهادفة لتصويب الوضع التنظيمي واستنهاض قدرات الحركة في الظروف الدقيقة التي تمر بها قضيتنا الوطنية”.

وأكدت اللجنة المركزية استمرار اجتماعاتها انطلاقًا بما تم الاتفاق عليه حول آليات توقيت تنفيذ قرارات المجلس المركزي، حيث جرى تقييم بحث السُبل الكفيلة بمواجهة المرحلة المقبلة لتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأبرقت “المركزية” بالتحية إلى الأسرى البواسل في سجون الاحتلال، لافتةً إلى أن قضيتهم هي القضية المركزية للشعب الفلسطيني، ولن تقبل المساس بهم أو بحقوقهم مهما كانت الصعوبات والضغوط.

كما حيّت اللجنة المركزية لحركة فتح، صمود أبناء شعبنا في مختلف أماكن الوطن، وتصديهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين والمتطرفين منهم، مشددة على ضرورة مشاركة الجميع في المقاومة الشعبية السلمية كخيار استراتيجي لمواجهة التصعيد الاسرائيلي الخطير ضد شعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

أقرأ أيضًا: اللجنة المركزية لحركة فتح تعقد اجتماعًا بحضور الرئيس محمود عباس

زيارة بايدن للكيان والمنطقة العربية.. بيع الوهم

أقلام – مصدر الإخبارية

زيارة بايدن للكيان والمنطقة العربية.. بيع الوهم، بقلم الكاتب الفلسطيني غسان الشامي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

عاد ساكن البيت الأبيض إلى أدراجه، بعد زيارة خاطفة وسريعة بدأها بزيارة الكيان الصهيوني، ثم السعودية بصفتها الدول العربية المركزية ولأهميتها في مجال النفط والطاقة خاصة في ظل الأحداث العالمية والتهديد الروسي المتواصل بقطع النفط عن أوروبا.

لا شيء جديد يذكر تحمله زيارة العجوز السبعيني (جو بايدن)، سوى التأكيد على حماية أمن الكيان الصهيوني، ومواصلة تنفيذ مشاريع التطبيع بين الكيان ودول المنطقة، والتأكيد على التعهد الأمريكي باستمرار تقديم الدعم الكامل ولا سيما العسكري للكيان؛ هذا إضافة لإعطاء الدعم والمساندة للحكومة الصهيونية الجديد التي يرأسها ( يئير لبيد ) بالمضي قدما في جرائمها ضد الأرض الفلسطينية وضد الإنسان الفلسطيني، ومواصلة تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك.

ويشدد كاتب المقال على أن المتابع للسياسة الأمريكية، وكيفية تعامل الرؤساء الأمريكان مع المنطقة العربية، يجد أنهم منذ القدم يبيعون الوهم السياسي، والكلام المنمق، والعبارات الدبلوماسية الخبيثة للعرب؛ علاوة على الاطمئنان على القواعد الأمريكية في المنطقة ومتابعة عملها عن قرب؛ حتى وإن كانت زيارة سريعة من قبل الرئيس الأمريكي بالتأكيد تمثل أهمية للعاملين في المشاريع الأمريكية في المنطقة العربية.

إن الامريكان لن يعطوا شيئا للعرب أبدا، بل يسرقون ثروات وخيرات بلادنا العربية، ويكرسون واقع احتلالي واستعماري جديد للمشرق العربي عبر معاهدات واتفاقيات، ومزيد من القروض والأموال (المديونية) التي أصبحت تثقل كاهل العرب، وتزيد من الفاتورة الضريبية على العرب للبنك الدولي.

إن زيارة الرئيس الأمريكي العجوز المسن (بايدن) إلى المنطقة العربية ( الشرق الأوسط ) هي عادة يتبعها الرؤساء الأمريكان بعد تولي الرئاسة ضمن برامج زيارات الرئيس الأمريكي؛ وهذه الزيارة تهدف بالأساس إلى التأكيد على حماية أمن الكيان الصهيوني وتوسيع مخططاته التطبيعية مع الدول العربية، وهذا ما أكده رئيس الوزراء الصهيوني ( يئير لبيد)، الذي كتبت على صفحته الشخصية إن الرئيس الأمريكي (جو بايدن) أحد أفضل أصدقاء “إسرائيل” على الإطلاق في السياسة الأمريكية والذي قال عن نفسه: “ليس عليك أن تكون يهوديًا لكي تكون صهيونيًا .. أنا صهيوني”.

هذه العبارات القليلة تؤكد على الهدف الرئيس من زيارة (بايدن) للمنطقة تتمثل بضمان وحماية أمن الكيان، وما كلام بايدن حول ( حل الدولتين ) سوى ذر الرماد في العيون وبيع الوهم للسلطة الفلسطينية، خاصة أن العجوز (بايدن) ليس لديه رؤية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن سنواته التي سيقضيها في البيت الأبيض لن يخرج فيها بحل، بل مزيدا من الدعم والمساندة للكيان الصهيوني، وإعطاء ضوء أخضر لبناء أكبر عدد من المخططات والمشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة، ومساندة الكيان لتحقيق حلم القدس الكبرى وتشريد الفلسطينيين من الأحياء المقدسية لاستكمال مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك.

إن الرئيس الأمريكي بايدن ليس لديه حلول بالأفق القريب والبعيد بخصوص القضية الفلسطينية، بل لم تعد القضية الفلسطينية هي الأولوية في القضايا الدولية، إنما ( بالنسبة للأمريكان ) فقط الكيان ومصالحه في المنطقة العربية هي القضايا الأساسية.

إن ما أعلنه الكيان الصهيوني من تسهيلات للفلسطينيين هي عبارة عن مقترحات لتخفيف الضغط على الكيان، وحتى لا ينفجر الفلسطيني في وجه الصهاينة، عبر مواصلة العمليات الفدائية في الكيان_ التي أصبحت شبحا تطارد الصهاينة، ولا يعرف الصهاينة كيفية مواجهتها، كما أن التسهيلات للشعب الفلسطيني المحتل والمحاصر هي واجبة بحكم القانون الدولي والمعاهدات والأعراف الدولية؛ لأن فلسطين أرض محتلة، عوضا عن أن الفلسطينيين لم يأخذوا شيئا من كافة المقترحات والمشاريع الأممية لحل القضية الفلسطينية وعلى رأسها حل الدولتين، وهو المشروع الأممي المبهم المعالم والحدود الذي يهدف لإنهاء القضية الفلسطينية وضمان قيام دولة يهودية على أرض فلسطين.

إن زيارة ( بايدن ) تمثل الوهم السياسي الذي يحمله الرؤساء والساسة الأمريكان، ولن يقدموا حلا للقضية الفلسطينية، بل مزيدا من الدعم للاحتلال الصهيوني وتكريس الواقع الأممي الظالم بحق فلسطين والفلسطينيين.
إلى الملتقى..

أقرأ أيضًا: زيارة بايدن ترسيخ الاحتلال والانتظار في الأنفاق

تجدد الجدال السياسي الفلسطيني الداخلي مع زيارة بايدن

أقلام – مصدر الإخبارية 

لا شك أن خطوة دعم المستشفيات في القدس الشرقية عموماً سواء من الولايات المتحدة الأميركية أو من أي طرف في العالم هي فكرة إنسانية رائعة، وهو ما يعرفه العالم بأجمعه خاصة مع الأزمات التي يتعرض لها شعبنا سواء في الأراضي المحتلة أو بالمخيمات أو بكافة أنحاء العالم.

وأخيراً شاهدنا الرئيس الأميركي جو بايدن يزور القدس الشرقية وتحديداً مستشفى المطلع ويعلن عن حزمة مساعدات تبلغ حوالي 100 مليون دولار لهذه المستشفى أو بعض من المستشفيات الأخرى.

غير إنني وبناء على متابعة عدد من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي تابعت احتجاج العديد من الفلسطينيين على زيارة بايدن، وحمل البعض لافتات “حياة الفلسطينيين مهمة” (وهي فكرة واضحة عن “حياة السود مهمة “).

اللافت أن هذه الاحتجاجات جاءت متزامنة مع الانتقادات الحادة التي وجهتها عدد من القوى السياسية الفلسطينية لهذه الزيارة ، ومنها حركة حماس الفلسطينية والتي أتهمتها مصادر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بأنها تقف وراء تلك الاحتجاجات وتحاول تخريب الزيارة والمساعدات المالية الأمريكية.

وبعيدا عن كل هذا أعتقد أن هناك مصلحة وطنية عليا تدفعنا جميعا إلى ضرورة الانتباه والالتفات إلى صالح الوطن، وأرى أن صالح الوطن كان يتمثل في ضرورة استقبال جو بايدن ونقل صورة الوضع القائم بالأراضي المحتلة إليه، سواء في القدس أو في عموم الأراضي الفلسطينية.

وأعتقد أن الزيارة نجحت أميركيا في كثير من النقاط ، وقد نجحت فلسطينيا أيضا في عرض الكثير من وجهات النظر السياسية المهمة لشعبنا في مختلف المواقع.

ومن هنا تقتضي المصلحة الوطنية دوما علينا إلى أن ننتبه ونلتفت للواقع السياسي الصعب الذي نعيشه، وأن نغلب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحزبية، وهو أمر في اعتقادي أنه مهم.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن أي خطوة سياسية أو استراتيجية تتخذها السلطة مع أي طرف خارجي تقابلها أيضا وفي نفس الوقت احتجاجات من حماس أو من أي طرف سياسي.
واعتقادي الشخصي أن لتوقيت الاعتراضات دوماً حيز أو بعد يجب وضعه في الاعتبار، صحيح أن لحركة حماس الحرية المطلقة في أتخاذ أي إجراء ترغب به، إلا أن الواقع السياسي الحالي وجمود مسيرة التسوية وتصاعد الأزمات ضد أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة يدفعنا جميعا إلى إلقاء الضوء على دقة توقيت هذه الاحتجاجات.
اللافت في نفس الوقت أن حماس تنتقد وبشدة من يوجهون لها أي هجوم بسبب زيارة قياداتها إلى لبنان أو إجراء المصالحة مع سوريا، وهو أمر غريب بالفعل خاصة وأن واقع العمل السياسي يفرض على أي تنظيم أن يرحب بالانتقاد ويتعاطى معه، وألا يتجاهله ويوجهون الانتقادات لمن يقوم به.

وأيا كانت النتيجة فإن زيارة بايدن لفلسطين هي بالفعل زيارة مهمة، وأعتقد أن السلطة نجحت وإلى حد كبير في تدشين الأجواء من أجل نجاح هذه الزيارة والأهم تحقيق أي مكاسب سياسية من ورائها، وهو أمر وحق أصيل لها يجب جميعا أن نساندها به.

اقرأ/ي أيضاً: الإنجازات السرية الإسرائيلية وخطوات المولود السعودية

زيارة بايدن ترسيخ الاحتلال والانتظار في الأنفاق

أقلام – مصدر الإخبارية

زيارة بايدن ترسيخ الاحتلال والانتظار في الأنفاق، بقلم الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا.

ظهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يتلوا خطابه أمام الرئيس الامريكي جو بايدن بأنه يقول: اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
وربما أن الرئيس عباس يدرك تماما أن بايدن لن يقدم شيء للفلسطينيين، وان ما قاله امام بايدن، إن أي استقرار في المنطقة وأي سلام لا يمكن أن يستقيم ما دام الاحتلال جاثماً.

وما دامت إسرائيل تتنصل من الاتفاقات، وتواصل سياسات الاستيطان وسياسة الفصل العنصري والقتل والاعتقالات اليومية، ولا تستجيب للقرارات الدولية. ولا حتى المبادرة العربية للسلام، والوحيد المتمسك بها هو الرئيس عباس، وأن إجراءات التطبيع مع الدول العربية لا يمكن أن تساعد في دفع حل سياسي، وإن الاستقرار والسلام في المنطقة يبدأن من هنا وليس العكس.

ومع ادراك الفلسطينيين أن اهداف زيارة بايدن وادارته ليست فلسطين ولن يقدما لهم سوى الوعود والوهم والانتظار، فإن بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية يتحدثوا بايجابية، وإن اجتماع الرئيس عباس بالرئيس بايدن كان مهماً، من حيث التوقيت والرسائل، كما كانت الفترة الزمنية المخصصة له مهمة أيضاً، والتي تضمنت محادثة رباعية موجزة مع الرئيس عباس.

وإن بايدن على عكس الرؤساء السابقين، أظهر اهتماما في التفاصيل وفهم جميع النقاط الساخنة للصراع.
لا يزال هناك من القيادة يثق بالادارة الامريكية وبايدن وهم لا يدركون إلى أي مدى كانت ادارة بايدن مستعدة وراغبة في الشروع في خطوات حقيقية بشأن القضية الفلسطينية.

من الواضح ان الادارة الامريكية لن تضغط على اسرائيل للشروع في تسوية سياسية دائمة أو تعقد مؤتمر سلام إسرائيلي فلسطيني. فكل ذلك اضغاث احلام. وإن التفاؤل الذي يبديه المسؤلين الفلسطينيين بهذا الشأن هو الاستمرار في سياسة الانتظار في الاتفاق.

لن تكون هناك اجراءات جديدة وكل ذلك وعود وبعيدة المدى وغير ممكنة سواء خلال فترة الحكومة الإسرائيلية الانتقالية أو أي حكومة مقبلة، فالحكومات المتعاقبة السابقة واللاحقة سياساتها أصبحت اكثر واضحا، بما فيها الحكومة الانتقالية والتي كانت سياساتها اشد وضوحا تجاه القضية الفلسطينية، اضافة إلى أن الانتخابات الأمريكية تلوح في الأفق. عن أي روح إيجابية يتحدث البعض؟

حتى مطالب السلطة الفلسطينية المتعلقة بالقنصلية وغيرها، لن تقوم الادارة الامريكية بافتتاح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ورفع المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية، واعادة افتتاح قنصلية أمريكية في القدس الشرقية. كل هذه المطالب لن تستطع الإدارة الامريكية تلبيتها، والتفاؤل الفلسطيني مجرد وعود وتوقعات من غير المعروف ما إذا كانت ستتم تلبيتها ومتى سيتم ذلك.

حتى أن موقف الإدارة الامريكية كان واضحاً من خلال البيان الذي نشره بعد نهاية اجتماع بايدن -ابو عباس، وأن الرئيس الأمريكي قال للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن موقف الولايات المتحدة من القدس أنها عاصمة إسرائيل، وان سياسات الولايات المتحدة تقول إن تحديد حدود السيادة في القدس، يجب أن يتم الاتفاق عليها في إطار مفاوضات تهدف للتوصل إلى تسوية دائمة بين إسرائيل والفلسطينيين . وأن بايدن شدد لعباس على أهمية خلق أفق سياسي للفلسطينيين، وإن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الطرفين ودول أخرى في المنطقة لتحقيق هذا الهدف.

الادعاء بأن كلمات الخطاب التي استخدمها الرئيس بايدن تدل على روح إيجابية، سواء في البيان الختامي للزيارة أو في لقائه بالرئيس عباس فإن نجاح ونتائج الزيارة إلى بيت لحم سيُختبر بالأفعال وليس بالكلمات الإيجابية، في النهاية سيتعين على القيادة الفلسطينية قبل الإدارة الامريكية أن تدرك وتقرر ما إذا كانت القضية الفلسطينية إنسانية أم سياسية، وأن الفلسطينيين ليسوا متسولين، و أن قضيتهم سياسية وان معاملتهم من تقديم حزم مساعدات إنسانية هو تقزيم واهانة لهم ومشروعهم الوطني. هذه الصورة النمطية هي تعبير عن انحطاط للحال الفلسطيني وبؤس النظام السياسي الفلسطيني، والتي تتشكل منذ فترة ويتم تعميمها ضمن سياسة إسرائيلية، من خلال مساعدات مالية واقتصادية إنسانية هذا السياسة وهذا التعامل يجب أن بتغير من خلال اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية والمؤسسات الوطنية، وعدم الاستمرار في الانتظار والركون للوعود، وان الشعب الفلسطيني له قضية وحركة تحرر وطني، يسعى إلى الحرية وتقرير المصير.

أقرأ أيضًا: أبو ردينة: زيارة بايدن تحمل معاني ومضامين كبيرة

خامنئي من يُقرر نجاح زيارة بايدن للشرق الأوسط من عدمه

أقلام – مصدر الإخبارية

خامنئي من يُقرر نجاح زيارة بايدن للشرق الأوسط من عدمه، بقلم ألون بن دافيد، نقلًا عن صحيفة هارتس العبرية الصادرة اليوم.

من السهل رفض زيارة الرئيس الامريكي، جو بايدن، في اسرائيل والسعودية على اعتبار أنها زيارة غير مهمة لزعيم ضعيف وغير محبوب، وفرصته في انتخابه لولاية ثانية معدومة. ولكن حتى لو كان دعمه الجماهيري في الحضيض إلا أن رجل البيت الابيض يتحكم بالسياسة الخارجية وأمن الدولة العظمى الاقوى في العالم، ولديه حرية عمل واسعة جدا في ادارة العلاقات مع دول صديقة ومعادية. اعلان نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه في الاسبوع سيسافر في زيارة مضادة الى طهران، طور دفعة واحدة رحلة بايدن واظهر بأنه خلف المراسم المتزامنة والتصريحات الاحتفالية وتبادل الضحك مع المستضيفين وبادرات حسن النية الشخصية التي يتميز بها الضيف بشكل خاص، يختفي ايضا مضمون استراتيجي مهم جدا.

في مركز الحملات المتقاطعة لبايدن وبوتين يوجد الاتفاق النووي بين الدول العظمى وإيران. بايدن يريد اعادة الولايات المتحدة الى الاتفاق الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب. رفع العقوبات عن إيران هو الطريقة القصيرة والاكثر نجاعة من اجل وقف ارتفاع اسعار النفط، الذي يصيب الناخبين الامريكيين بالهستيريا، وفي نفس اضعاف روسيا التي اقتصادها مرتبط بالسائل الاسود والغاز الطبيعي الذي تصدره. الحساب سهل: نفط مرتفع السعر سيمكن بوتين من مواصلة حرب الاستنزاف في اوكرانيا، التي تجذب اليها اهتمام وموارد الولايات المتحدة وحلفاءها في اوروبا. نفط رخيص سيقصر طول نفس روسيا ويؤدي الى تقصير الحرب، أو على الاقل كبحها الى مستوى تكون فيه محتملة في الغرب.

مشكلة بايدن هي أن صفقة احلامه مع الايرانيين تثير بصورة اقل حماسة الصديقات المخضرمة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، السعودية واسرائيل. الاثنتان تلاحظان التقارب الامريكي مع طهران مثل تهديد محتمل لمكانتهما الاقليمية. وهما تجلسان على الجدار في الحرب الاوكرانية ولا تنضمان الى استعراض العضلات للغرب امام بوتين. بايدن لم يعاقب السعودية أو اسرائيل على موقفهما من اوكرانيا. والآن هو سيحاول تمرير الاتفاق النووي في حلق رئيس الحكومة يائير لبيد وولي العهد السعودي (حاكم المملكة الفعلي) محمد بن سلمان. ما يسمى “اشرح لهم حتى يفهموا”.

المقابل الذي يعرضه بايدن على اسرائيل مزدوج: سحب أيدي امريكا من الموضوع الفلسطيني، الذي هو اكثر اهمية بالنسبة لاسرائيل من ايران، حتى لو اعلنوا خلافا لذلك مائة مرة. وتعميق ترتيبات الامن الاقليمية التي تم وضعها في عهد ترامب، وعلى رأسها دمج اسرائيل في المنظومة العسكرية لقيادة المنطقة الوسطى الامريكية، الى جانب دول الخليج والاردن ومصر. الكشف الجزئي عن العلاقات الامنية بين السعودية واسرائيل بعد سنوات من الاخفاء والرقابة المشددة، استهدف الكشف بأن هناك من يمكن التحدث معه وعلى من نعتمد، وأن الاتفاق مع إيران لا يعتبر نهاية العالم أو نهاية الصهيونية أو بداية لكارثة ثانية.

السعودية ستحصل من بايدن على عفو علني على قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي، الذي بسببه قاطعت الادارة الامريكية الحالية في واشنطن محمد بن سلمان. ما العمل، اسعار النفط اهم بالنسبة لأمريكا أكثر من حقوق الانسان في دول بعيدة. الزيارة الرئيسية ستكون ذهاب لدفع غرامة، وستظهر أن صبر السعودية قد أثمر، وأن بايدن سيضطر الى أن يركع (مجازيا) امام ولي العهد. ثمن الصورة سيكون مجديا لبايدن، إذا حصل في المقابل على تخفيف في ازمة الطاقة وأزال عقبة أخرى توجد امام التوصل الى اتفاق مع إيران.

لكن الشخص الذي سيحدد هل جولة بايدن ستنتهي بالنجاح أو الفشل، لا يظهر على جدول الاعمال الرئاسي، وهو الزعيم الروحي الاعلى في إيران آية الله علي خامنئي. بيده القلم لإعادة التوقيع على الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن بلاده. إذا وقع واعطى اشارات على التقارب مع الغرب فان منظومة القوة الاقليمية ستتغير وإيران ستحظى بازدهار اقتصادي وبالشرعية الدولية التي تنقصها الآن. أما إذا رفض وتمترس في مواقعه فسيزداد التوتر وترتفع اسعار النفط. وإيران ستعزز موقعها في الكتلة المناهضة لأمريكا مع الصين وروسيا.

بوتين كما يبدو قلق مما سيفعله خامنئي. جولته القريبة لطهران يمكن فهمها كمحاولة لمنع الصفقة التي ستؤدي الى انخفاض اسعار الطاقة. وحسب الادارة الامريكية، ايضا الحصول على تعويض أمني من الايرانيين على شكل طائرات هجومية مسيرة، وهو نفس السلاح الذي استخدمته اوكرانيا بنجاح كبير ضد الجيش الروسي. هكذا، يتمتع خامنئي بمكانة نادرة كحكم بين الدول العظمى. في الاسابيع القريبة القادمة سيتبين إذا كان ينوي التوصل الى اتفاق. وعندها ايضا سنعرف إذا كان بايدن قد نجح في جولته أو أنه خرج خاسر، مثلما في الاستطلاعات المحبطة في الداخل.

أقرأ أيضًا: زيارة لضيف ثقيل في الوطن

الحراك الشعبي للتغيير: بايدن يُصر على بناء التحالفات العدوانية بالمنطقة

رام الله – مصدر الإخبارية

قال الحراك الشعبي للتغيير، إن “زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تُؤكد إصراره على “تكرار محاولات بناء التحالفات العدوانية الفاشلة في المنطقة وتُدلل على الاستمرار في مناطحة حركات التحرر بالمنطقة، وإعادة محاولات تكريس الهيمنة الأمريكية- الصهيونية على حساب منطقتنا؛ من خِلال توسيع ما يُسمى بالحِلف الابراهيمي (اتفاقات أبراهام)، ودوائر التطبيع على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة في العودة والحرية والاستقلال.”

وأضاف الحراك خلال بيانٍ صحفي وصل مصدر الإخبارية نسخة عنه، أن “الإدارة الأمريكية ومعها الحلف الأطلسي وأشباههم في المنطقة إلى جانب دولة الاحتلال ما زالوا يحلمون بسيطرة القطب الأوحد على منطقتنا والعالم دون ادراك المتغيرات الاورو- آسيوية والشرق الأقصى، التي تؤكد تبدد أحلام قوى الامبريالية والاستكبار في مواصلة سيطرة القطب الواحد، ونظامها الامبريالي القائم أساسًا على الصناعة العسكرية والسيطرة الوهمية لعُملة الدولار الأمريكي لافتًا إلى أن مصير هذه المحاولات سيكون الفشل”.

وأشار، إلى أن أوهام بعض الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية في إمكانية احداث تغيير في الموقف الامبريالي الأمريكي تجاه أي حلول متوازنة للصراع الدامي في منطقتنا وضد العدوان الإسرائيلي المتواصل ما هو الا زرع الأوهام المتكررة مخالفةً للواقع.

وأوضح الحراك الشعبي للتغيير، “بايدن قال مرارًا إن سبب قدومه هو خدمة “الأمن الاسرائيلي” وبناء تحالف مع عدد من الدول العربية المطبعة أو عبر طريق التطبيع مع دولة الاحتلال وتحت اشرافها لمجابهة الخطر الإيراني؛ وربما يُقدم بايدن للسلطة الفلسطينية رشاوى مادية أو وعود مًؤجلة ما تتطلب الرفض المُطلق”. وفق البيان.

وشدد “الحراك” على أن الامتيازات الأمريكية لا تُساوي نقطة دم من شهدائنا أو نقطة عرق من أسرانا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث غطت الإدارة الامريكية على حكومة الاحتلال بتنكرها للدفعة الرابعة من صفقة تبادل الأسرى وتغطيتها على جريمة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة .

ودعا جماهير شعبنا للالتفاف على خيار المقاومة لمواجهة جرائم الاحتلال والمؤامرات التصفوية والتمسك بالوحدة الوطنية وانهاء الانقسام على قاعدة الصمود والمقاومة ومغادرة أوهام أوسلو واعوانها وكذلك تعزيز وتعميق العلاقة مع قوى المقاومة والتحرر في منطقتنا العربية والعالم .

وأهاب الحراك الشعبي للتغيير، بمؤسسات شعبنا الجماهيرية وقواه الوطنية لرفع صوتها في مواجهة السياسة الأمريكية عبر حشد أوسع مشاركة في الفعاليات الشعبية ضد زيارة بايدن والمشاركة في الوقفات والمسيرات ورفع الرايات السوداء في بيت لحم ورام الله يومي الخميس والجمعة.

أقرأ أيضًا: خريشة: إطلاق سلسلة فعاليات في جميع أنحاء الوطن رفضًا لزيارة بايدن

هنية يدعو الكل الوطني لبناء تحالف يحمي المنطقة من الهيمنة الأمريكية

غزة – مصدر الإخبارية

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، “الفصائل الفلسطينية إلى ضرورة فتح حوار استراتيجي بين مكونات الأمة ودولها؛ يُفضي إلى بناء تحالف سياسي يحمي المنطقة من الهيمنة الأمريكية والتطبيع والسيطرة على الثروات”.

جاء ذلك خلال بيانٍ صحفي مقتضب وصل شبكة مصدر الإخبارية نسخة عنه، تعقيبًا على محاولات الإدارة الأمريكية دمج الكيان وتوفير الأمن له في المنطقة.

وقال، إن “محاولات الإدارة الأمريكية في إعادة هندسة المنطقة على أساس دمج الكيان المحتل فيها، وتوفير الأمن له عبر التحالفات مع بعض الحكومات العربية سوف تبوء بالفشل، كونها تتعارض مع إرادة شعوب الأمة، وتتناقض مع الموروث الثقافي والفكري لهذه المنطقة”.

مشددًا على أن “شعبنا الفلسطيني لن يقع مجددًا في حبائل الوهم وسراب المفاوضات التي ضربت القضية في الصميم، وخياره سيظل الاستمرار في المقاومة الشاملة حتى دحر المحتل والعودة إلى وطنه والقدس المباركة”.

أقرأ أيضًا: هنية: الأوضاع في الأقصى تتطلب وقفة جادة وعمل دؤوب من أجل تحريره

Exit mobile version