في ذكرى رحيل الأمين أبي عبد الله.. لم تتبدّل المواقف

أقلام – مصدر الإخبارية

في ذكرى رحيل الأمين أبي عبد الله.. لم تتبدّل المواقف.. ولم تسقط الثوابت!، بقلم المختص في الشأن العسكري أحمد عبد الرحمن، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

ما زالت الجهاد، بشبابها وشيوخها، بنسائها وحرائرها، تسير في النهج ذاته الذي سار عليه قادتها العظام، غير آبهةٍ بمغريات زائلة، وغير ملتفتةٍ إلى وعود كاذبة، شعارها المقاومة، وخيارها القتال، وطريقها ملفوف بالمكاره من كل اتجاه.

ما زلت أذكر جيّداً ذلك الصباح الدمشقيّ الجميل، قبل أحد عشر عاماً، بالتمام والكمال. كنت حينها ومجموعة من الأصدقاء الأعزاء تلقينا دعوة إلى حضور أحد المؤتمرات الداعمة للشعب الفلسطيني في الجمهورية الإسلامية في إيران. ولأن الانتقال من مطار القاهرة إلى المطارات الإيرانية بصورة مباشرة، لم يكن متاحاً في ذلك الوقت، اضطررنا إلى السفر إلى سوريا الحبيبة كمحطة انتقالية موقتة، ومنها بعد أيام إلى حيث انعقاد المؤتمر في العاصمة الإيرانية طهران.

أذكر حينها أننا مكثنا رفقةَ مضيفينا في مخيم اليرموك مدة أسبوع، ريثما يتم تجهيز الأوراق المطلوبة للسفر، من تأشيرات وغيرها. كان حينها المخيم ما زال على جماله وبهائه وتألقه، وطيبة أهله وكرمهم، من فلسطينيين وسوريين، لا تخطئها العين. كنا نسمع بعض الأصوات التي كانت تشي باقتراب المواجهات المسلحة إلى حدود المخيم، حيث الحرب على سوريا العروبة كانت في بدايتها، ولم تكن بلغت بعدُ مرحلةَ الهجوم على العاصمة دمشق، باستثناء بعض ضواحيها البعيدة، إلّا أن الطمأنينة والسكينة كانتا تلفّاننا، وتُشعراننا بأننا في عاصمة العرب الأولى، حيث التاريخ والحضارة، والحاضر والمستقبل.

في اليوم الثاني من إقامتنا هناك، أبلغنا مضيفنا أننا مدعوون في اليوم التالي إلى لقاء شخصية فلسطينية مرموقة، من دون ان يكشف النقاب عن هوية تلك الشخصية. وعلى رغم محاولاتنا الحثيثة، وجهودنا التي اتّسمت بكثير من الفضول، فإن المضيف رفض الإفصاح عن ذلك الاسم، وبقي مصرّاً على كتمانه، مع إشارته إلى أنه سيكون بمثابة مفاجأة سارة للغاية، بالنسبة إلينا.

انطلقنا في اليوم الموعود، والذي إن لم تَخُنّي الذاكرة كان يوم ثلاثاء، في منتصف شهر أيار/مايو، وسارت بنا السيارة نحو ساعة من الزمن، اختلطت فيها مشاعرنا، وبلغ فينا الفضول مبلغه، إلى ان وصلنا إلى منطقة هادئة في وسط العاصمة السورية، ودخلنا بناية صغيرة، كان يبدو عليها التواضع، على رغم طرازها المعماريّ الجذّاب كسائر بيوت الشام العريقة، والتي تدل على تاريخ طويل، وحضارة أصيلة، وشعب يحبّ الحياة، على رغم غربان الظلام، وشذّاذ الآفاق الذين سعوا لنشر الخراب والدمار في كل النواحي.

كان واضحاً منذ الوهلة الاولى أن ساكن هذا البيت شخصية مهمة، بحيث انتشر في ردهات المبنى، على رغم صغره، بعضُ الحراس الشخصيين المسلحين، ولاحظنا وجود كاميرات مراقبة تنتشر في كل الزوايا. كل ذلك كان مترافقاً مع هدوء غريب يلفّ المكان، ويدفعك إلى الشعور بالرهبة في ظل عدم اتضاح الصورة، وجلاء الحقيقة. وما هي إلّا دقائق، حتى دُعينا إلى صالة متوسطة الحجم، فيها صفان من الكراسي، ويتوسّطها من الناحية الجنوبية كرسيّ مميز بعض الشيء، وإلى جانبه طاولة صغيرة، بحيث تبادر إلى أذهاننا أنه كرسي المضيف، الذي كانت تفصلنا عن لقائه بضع دقائق، كما أخبرنا أحد الشبّان المهذبين، والذي كان، كما يبدو، قائد طاقم الحراسة الموجود في البيت.

وما هي إلّا دقائق قليلة حتى فُتح الباب، وظهر أمامنا شخص كنا قابلناه قبل يومين من هذا اللقاء داخل مخيم اليرموك، ودخل علينا وهو يبتسم، مدركاً شغفنا بمعرفة حقيقة الشخص الذي سنقابله. وفعل خيراً عندما بادر، من دون أي تأخير، إلى إبلاغنا أننا ضيوف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور رمضان عبد الله شلح، مبيّنا أن الأمين العام علم بوجودنا في الأراضي السورية، وطلب مقابلتنا ليسمع منا أحوالَ الناس، وهمومهم، وكيف تجري الأمور في فلسطين، التي حُرم من دخولها حتى يوم وفاته.

ولا أبالغ إذا قلت اليوم، بعد هذا الوقت الطويل، إنني ما زلت أشعر بالرهبة كلما تذكرت تلك اللحظات، والتي مرّت علينا كأنها أعوام مديدة فصلت بين معرفتنا هوية الرجل ودخوله علينا بهيبته ووقاره، وابتسامته العريضة، التي كانت تُخفي خلفها تعب الأعوام، وثِقل الأمانة، وهموم لها اول، وليس لها آخر.

مكثنا في ضيافة “الأب” أبي عبد الله نحو خمس ساعات، تحدثنا فيها عن كل شيء: عن فلسطين، وعن المقاومة، وعن الشعب الذي ضحّى وما زال. تحدّثنا عن الانقسام وآثاره، وعن الاحتلال وجرائمه، وعن الأوطان العربية والإسلامية، والتي تُستهدف في أمنها واقتصادها، وفي استقرارها وسلمها الأهليّ؛ عن سوريا ومصر والعراق، وعن إيران الثورة، التي قلبت كل الموازين، وحالت دون سقوط كثير من القِلاع، التي ما زالت تقاوم. كان حديثاً شيّقاً يخرج من قلب الأمين، الذي بدا عليه التعب والمرض في بعض الأحيان.

اليوم، في الذكرى الثالثة لرحيل قمر فلسطين، وسيد مقاومتها الشريفة، والذي رفع لواء جهادها في كل الميادين، متجاوزاً كل التحدّيات، ومتغلّباً على كل العقبات والصعوبات، يمكن لنا أن نقول، ونحن مرتاحو البال، ومطمئنو الضمير، إن ذلك المشروع، الذي سقاه الدكتور رمضان شلّح، رحمه الله، بدموع عينيه، التي ذُرفت على فراق حبيبه وتوأم رحيله، فتحي الشقاقي، وعرق جبينه، الذي سال وهو يسعي لدرء الخطر عن شعبه، وجبر الضرر الذي وقع بعد اقتتال الإخوة، وانقسام الوطن، وثواني عمره التي أمضاها مجاهداً، وأسيراً، ومبعداً، ومطارَداً، تترقبه عيون عملاء الموساد و”السي آي أيه”، طمعاً في حفنة من الدولارات الأميركية، نستطيع ان نقول إن ذلك المشروع أثمر، وأصبح أكثر ثباتاً ورسوخاً، على رغم الحملات الغادرة، والضربات القاتلة، والاستهداف الممنهج في طول الوطن وعرضه، وفي ساحات أخرى.

أصبح هذا المشروع، الذي بدأ بفكرة بفضل الله أولاً، ثم بجهد إخوانه وأبنائه، أكثر قوة وعنفواناً وصلابة، وبات بعد كثير من التعب والتضحيات، يمثّل رأس الحربة في مواجهة شذّاذ الآفاق، والقتلة والمجرمين من اليهود المحتلّين، وبات يقف لهم بالمرصاد في كل ربوع الوطن، من جنين ونابلس وطولكرم، وكتائبها المباركة والعنيدة في ضفتنا الباسلة، مروراً بغزة البطلة، ورفح العنفوان، وخان يونس والوسطى والشمال الصامد، حيث موطن الأسود، وساحات الوغى، ومدارس التضحية والفداء.

يمكننا أن نقول، من دون تردد أو مواربة، وبعيداً عن الانتماءات الحزبية، والولاءات التنظيمية، إن مشروع الجهاد والمقاومة، والذي سهر عليه الأمين الراحل لياليه الطوال، وأمضى في سبيل اشتداد ساعده أعوامَ عمره القصيرة، أنه أصبح أكثر وضوحاً على رغم محاولات التعتيم والتهميش والتشويه، وأقوم وأصلب عوداً على رغم محاولات الكسر والتخويف، وأكثر قدرة على المواجهة والصمود على رغم شراسة الهجمة، وصعوبة المواجهة، وندرة الزاد، وقلة النصير.

اليوم، بعد أكثر من ثلاثة وأربعين عاماً من تأسيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي تولى قيادتها، وحمل لواء كفاحها وجهادها، ثلاثة أمناء عامّون، قضى اثنان منهم نحبهما من دون تبديل أو تغيير، وثالثهما ما زال ينتظر من دون أن يقيل أو يستقيل، ومن خلفهم عشرات آلاف المناصرين والمحبين، وآلاف المقاتلين والمجاهدين، بعد كل هذه الأعوام الطوال، ما زالت حركة الجهاد تواصل طريقها نحو وعد الله بالنصر والتمكين، تقدم الواجب على رغم الإمكان، وتواجه بيديها العاريتين والنازفتين، مخرز بني إسرائيل وأعوانهم، تمضي في طريق ذات الشوكة، من دون خوف أو وجل، ومن دون ان تلتفت إلى من باع وخان وهادن، تقدم أشلاء قادتها العظام على مذبح الحرية، قرباناً لله، وفداءً للأرض المباركة، وللأقصى الحبيب، ودفاعاً عن كل شبر من فلسطين الحضارة والتاريخ.

ما زالت الجهاد، بشبابها وشيوخها، بنسائها وحرائرها، تسير في النهج ذاته الذي سار عليه قادتها العظام، غير آبهةٍ بمغريات زائلة، وغير ملتفتةٍ إلى وعود كاذبة، شعارها المقاومة، وخيارها القتال، وطريقها ملفوف بالمكاره من كل اتجاه.

اليوم، في ذكرى عروج القائد الكبير، والمناضل العنيد، في ذكرى الوجع الذي لم ينتهِ، والجرح الذي لم يندمل، في ذكرى وفاة الدكتور المجاهد الكبير رمضان عبد الله شلح، أبي عبد الله، نحن على ثقة تامة، وإيمان ليس له حدود، بأن المشروع الذي قدّم الراحل العظيم روحه فداءً له، وبذل كل عمره ليراه ينغرس في الأرض، من دون خوف من ريح عاتية، أو عاصفة هائجة، بلغ مراده، واستوى على سوقه، ويؤتي أُكله كل صباح ومساء، بإذن ربه، مقاومةً وجهاداً، وتضحيةً وفداءً.

سلام عليك يا أبا عبد الله، وسلام على إخوانك وأبنائك، سلام على شعبك وأمتك، سلام على الذين سبقوك إلى الشهادة، وعلى الذين لحقوا بك، وسلام على الذين ما زالوا ينتظرون.

أقرأ أيضًا: في الذكرى الثالثة لرحيله: رمضان شلح غاب ولم يرحل

في الذكرى الثالثة لرحيله: رمضان شلح غاب ولم يرحل

مقال- خالد صادق

الشمس تغيب كل يوم وقت المساء, وسرعان ما تنبعث في صباح اليوم التالي لتملأ الأرض نورا وضياء, والقمر يأفل من سماء الكون وسرعان ما يعود ويكتمل بدرا ويبعث النور في كل مكان, والنجوم تحجبها الغيوم أحيانا, وما ان تنقشع الغيمة حتى تعود فتتلألأ وتضفي جمالا على هذا الكون الفسيح, في السادس من حزيران 2020, افل نجم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد والمفكر والمجاهد الدكتور رمضان عبد الله شلح أبي عبد الله, مؤسس سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي, غاب عن عالمنا القصير, لكنه لم يرحل, بقى فكره وثورته وعنفوانه وصلابته, وبقيت وصاياه حاضرة في اذهان تلامذته ومحبيه, رمضان شلح لم يكن قائدا عاديا بل كان مفكرا وخبيرا سياسيا يقرأ الواقع السياسي بعقلية مستنيره, ويرسم خارطة المستقبل بوعي كبير, كانت نشأته في حي الشجاعية الشعبي وسط مدينة غزة, حيث كان قريبا من الناس, ملتحم بقضاياهم, ويعيش تفاصيل همومهم ومعاناتهم, كما كان خطيبا فذا يعتلي منابر المساجد في غزة, ويربط بوعي كبير بين الإسلام وفلسطين, يحاور المفكر والقائد السياسي ويخاطب الحاضنة الشعبية بلغة بسيطة وغير معقدة, يركز على المبادئ العامة التي تحكم العلاقة بين الجميع ونحن نعيش محنة الاحتلال الصهيوني وتغوله على شعبنا, كان لخطابه الوحدوي الراقي المسؤول المنهجي قدرة على غزو العقول وزرع الأفكار وتغذيتها بالدلائل والبراهين التي تعزز الانتماء للدين الإسلامي الحنيف والانتماء للوطن المغتصب والسليب, والسعي الحثيث للحرية والاستقلال والانعتاق من عبودية هذا الكيان المسخ المسمى «إسرائيل», كان رمضان شلح رحمه الله رجلا من زمان اخر, وكان دائم الحديث عن الرحيل, وكأن هذا الكون كله لا يتسع له, فهو وريث مرحلة «المجد» التليد, ذاك المجد المستمد من عقيدتنا الإسلامية التي جاءت لتحررنا من بطش الطغاة وجبروت الغزاة المستعمرين.

كان الرحيل بمثابة انبعاث جديد لفكر صنعه الدكتور رمضان عبدالله شلح, وارسى قواعده وثبتها في أعماق القلوب, وحمل امانته الأمين العام القائد زياد النخالة أبو طارق, ومضى به متخطيا كل العقبات التي كانت تعترض طريقه, لقد تمددت حركة الجهاد الإسلامي شعبيا, وتمدد فعلها المقاوم جغرافيا, وتطور اداءها العسكري ميدانيا, وتنامت قدرتها العسكرية بشكل اذهل الاحتلال وجعله يخوض ثلاثة معارك مع الجهاد الإسلامي دون ان يحقق أي اهداف من وراء تلك المعارك, فسرايا القدس كلما خرجت من معركة استفادت منها وخاضت المعركة التي تليها بقوة اكبر, وصمود اعظم, وقدرات قتالية اعلى, حتى باتت الجهاد رقما صعبا لا يمكن تجاوزه, وقد تجاوزت مرحلة الردع, واصبح الاحتلال الصهيوني يدرك ان الجهاد الإسلامي عصي على الانكسار, وانه لن يستطيع ان يكسر هذه الحركة المجاهدة, حتى وان اغتال كل قياداتها, لأنها تنظيم مؤسسي سياسيا وعسكريا لا يقوم على افراد, انما القائد يخلفه الف قائد, والشهيد يخلفه الف شهيد, وهذا لم يتأت الا بفعل وضع قواعده الدكتور المعلم الشهيد فتحي الشقاقي رحمه الله, واكمل بناءه الدكتور المفكر القائد رمضان شلح, ويعلي بنيانه اليوم الأمين العام القائد زياد النخالة حفظه الله, وكل قائد من هؤلاء القادة العظام خاض معركة لمواجهة قوى الشر حول العالم, والتصدي لأي محاولات للقضاء على الجهاد الإسلامي ومنع تمدده شعبيا, وكان الدكتور رمضان شلح على قائمة المطلوبين للإدارة الامريكية التي ترعى الشر حول العالم, حيث انه في نهاية عام 2017م أدرج مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي»FBI»، الدكتور رمضان شلَّح على قائمة المطلوبين لديه، إلى جانب 26 شخصية حول العالم. وسبق أن أدرجت السلطات الأمريكية الدكتور رمضان شلح على قائمة «الشخصيات الإرهابية» بموجب القانون الأمريكي وصدرت بحقه لائحة تضم 53 تهمة من المحكمة الفيدرالية لولاية فلوريدا عام 2003م.

الإدارة الأمريكية لم تكتف بذلك انما قامت عام 2007م بضمه لبرنامج «مكافآت من أجل العدالة» وعرضت مبلغ 5 ملايين دولار مقابل المساهمة في اعتقاله, لأنه كان ينادي بمقاومة الاحتلال الصهيوني, ومجاهدته حتى يندحر عن ارضنا الفلسطينية المغتصبة, ولان الاحتلال جزء من المشروع الأمريكي الاستعماري في المنطقة, وزرعه فيها يمثل مصلحة كبيرة لأمريكا وسطوتها على المنطقة العربية والشرق أوسطية برمتها, وضعته الإدارة الامريكية على قائمة المطلوبين, وطالبت برأسه, لكن هذا لم يدفع الدكتور رمضان الى التراجع عن نهجه, فهو يعلم ان طريقه مليئة بالعقبات, لكنه أراد ان يسلكها وهو يعلم انها مزروعة بالألغام, لأنه يؤمن برسالته وبعدالة قضيته, ويؤمن ان فلسطين جزء من عقيدة المسلم الذي يجب ان يقاتل من اجل استردادها, وتحريرها, وطرد الاستعمار الصهيوني منها, لقد كانت رؤيته ثاقبة, وقدرته على قراءة العقلية الصهيونية بوعي واتزان حاضرة, ولم يكن رحمه الله يهادن ابدا, او يقبل بإنصاف الحلول, او يساوم على الثوابت, بل كان بوصلة فلسطين ووجهتها, دائما يحث على الوحدة والعض على الجراح لأجل فلسطين, ويعتبر ان كل الجهد يجب ان يبقى منصب نحو الاحتلال فقط, لأنه هو العدو المركزي للامة, وان أي صراع اخر مع أي جهة كانت دون الاحتلال تشتيت للجهد ويصب في صالح الاحتلال, واستمر شلح في رئاسة الحركة حتى أيلول من العام 2018، بعد أن منعه المرض من ممارسة عمله, فقد أصيب بجلطات متتالية أدت لدخوله في الغيبوبة وفي السادس من حزيران 2020 توفي شلح ودفن في سوريا إلى جانب جثمان الشهيد فتحي الشقاقي, رحمهما الله رحمة واسعة واسكنهما فسيح جناته.

الجهاد الإسلامي: دفن جثمان الوطني الكبير رمضان شلح في دمشق

قطاع غزةمصدر الإخبارية

أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مساء يوم الأحد، أن جثمان القائد الوطني الكبير الدكتور رمضان عبد الله شلح سيدفن في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك بجوار رفيق دربه الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي في العاصمة السورية دمشق.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة، خالد البطش في بيان: “إننا نتوجه بالشكر الجزيل لمصر الشقيقة التي وافقت على نقل الجثمان الطاهر إلى قطاع غزة، كما نشكر الأخ الرئيس محمود عباس والأخ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية على جهودهما في هذا الاطار وتضامنهما”، وذلك وفقا لما أورده موقع دنيا الوطن .

وأضاف: “الشكر موصول لكل أبناء شعبنا في الداخل والشتات ولجماهير أمتنا وقواها كافة التي وقفت مساندة معنا في هذا المصاب الجلل”.

وقال البطش إنه سيتم فتح العزاء لمدة ثلاثة أيام من بعد صلاة العصر في ساحة الكتيبة بغزة.

وكانت قد أكدت وسائل إعلام، أن جثمان شلح، سيواري الثرى في قطاع غزة.

وذكرت المصادر أن مصر وافقت على نقل الجثمان.

من جهتها، قالت حركة حماس، إن الجهود التي بذلها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، لنقل جثمان شلح تكللت بالنجاح.

يذكر أن نبأ وفاة الأمين العام الأسبق لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، مساء أمس السبت، بعد صراع مع المرض، لاقى ردود فعل رسمية وفصائلية واسعة من داخل القطاع وخارجه.

حيث بدأت بنعي حركة الجهاد الإسلامي لأمينها العام السابق عبر بيان رسمي نشرته لوسائل الإعلام كتبت به:

“بمزيد من الحزن والأسى ،تنعي حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الأخ القائد الوطني الكبير الدكتور رمضان عبد الله شلح، الأمين العام السابق ، الذي وافته المنية مساء اليوم  السبت بعد مرض عضال.

وأضافت: وإننا إذ ننعي للشعب الفلسطيني وفاة هذا القائد الكبير الذي نذكر تاريخه وجهاده منذ تأسيس حركة الجهاد،  ومواقفه الوطنية الشجاعة وقيادته لحركة الجهاد الاسلامي بكل فخر واعتزاز لأكثر من عشرون عاماً ،كان فيها فارس الكلمة وفارس الموقف ورجل المقاومة، إنه يوم حزين وثقيل على القلب إذ نودع رجلاً كبيراً وقائداً مميزا حمل الأمانة على أفضل ما يكون وحافظ على راية الجهاد عالية،  لم يتردد يوماً  وبقي على عهد الجهاد والمقاومة وعهد فلسطين والقدس وعهد الاسلام، وعهد العروبة.

فصائل وشخصيات وطنية تنعي القيادي رمضان شلح

قطاع غزةمصدر الإخبارية

لاقى نبأ وفاة الأمين العام الأسبق لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، مساء أمس السبت، بعد صراع مع المرض،ردود فعل رسمية وفصائلية واسعة من داخل القطاع وخارجه.

حيث بدأت بنعي الحركة لأمينها العام السابق عبر بيان رسمي نشرته لوسائل الإعلام كتبت به:

“بمزيد من الحزن والأسى ،تنعي حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الأخ القائد الوطني الكبير الدكتور رمضان عبد الله شلح، الأمين العام السابق ، الذي وافته المنية مساء اليوم  السبت بعد مرض عضال.

وأضافت: وإننا إذ ننعي للشعب الفلسطيني وفاة هذا القائد الكبير الذي نذكر تاريخه وجهاده منذ تأسيس حركة الجهاد،  ومواقفه الوطنية الشجاعة وقيادته لحركة الجهاد الاسلامي بكل فخر واعتزاز لأكثر من عشرون عاماً ،كان فيها فارس الكلمة وفارس الموقف ورجل المقاومة، إنه يوم حزين وثقيل على القلب إذ نودع رجلاً كبيراً وقائداً مميزا حمل الأمانة على أفضل ما يكون وحافظ على راية الجهاد عالية،  لم يتردد يوماً  وبقي على عهد الجهاد والمقاومة وعهد فلسطين والقدس وعهد الاسلام، وعهد العروبة.

الرئيس عباس والفصائل ينعوا الدكتور رمضان شلح

بدوره نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدكتور رمضان عبدالله شلح، وقال في بيان النعي: “إننا بفقدان الراحل شلح نكون قد خسرنا قامة وطنية كبيرة، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلون”.

من جهتها، نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، القيادي الفلسطيني قائلة: “ننعي إلى أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. رمضان شلح..لروحه الرحمه ولذويه ومحبية الصبر والسلوان والعزاء لنا جميعا وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

ونعى النائب والقيادي الفلسطيني محمد دحلان، قائد التيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح القائد شلح.

وقال دحلان: “أنعى بمزيد من الحزن والأسى لشعبنا الفلسطيني رجلاً عظيماً من أبناء فلسطين الأبرار، كانت فلسطين بوصلته الوحيدة التي توجه قلبه لها، فعاش من أجلها ورحل وهو يناضل في سبيلها”

وأضاف: “أنعي الأخ والصديق المناضل الوطني الكبير وأحد أعمدة النضال الفلسطيني المعاصر الدكتور رمضان شلح،
وأتقدم بخالص العزاء لشعبنا الفلسطيني ولعائلته في مصابنا ومصابهم الجلل؛ رحم الله فقيد فلسطين،ولأهله وذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون”.

كما أصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فجر اليوم الأحد، بياناً نعي فيه “القائد الوطني الكبير رمضان عبد الله شلح”.

وقالت (حماس) في البيان: “إن شلح فقيد فلسطين الكبير كان قائدًا من قادة شعبنا الفلسطيني، وفارسًا من فرسان الجهاد والمقاومة، ابن مدينة غزة المجاهدة، المبعد عنها بقرار سلطات الاحتلال”.

وأضافت: “قدّم القائد رمضان شلح نموذجًا في الصبر وصلابة الموقف وقول الحق، وأسطورة في الجهاد والدعوة إلى الله عز وجل، والعمل من أجل الإسلام وقضية فلسطين”.

بدورها نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأمينها العام أحمد سعدات، القائد رمضان عبدالله شلّح، مشيرة أن برحيله يفقد الشعب الفلسطيني أحد فرسانه وقامة من قامات حركته الوطنية، التي تمسكت بالنضال والمقاومة والوحدة سبيلاً لتحرير فلسطين.

وقالت الشعبية في بيان لها: إن “رحيل القائد شلّح في هذه الظروف الصعبة التي تتكثف فيها مخططات تصفية القضية الوطنية، يضع على كاهل الحركة الوطنية الفلسطينية مسؤولية مُضاعفه في الحفاظ على كامل حقوقنا، وفي التصدي الموّحد لهذه المخططات”.

وأضافت أنها “تشعر بحجم الخسارة الوطنية برحيل الأخ رمضان شلح، وتتوجه للأخ زياد النخاله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي والأخوة في قيادة الحركة وأعضائها بخالص تعازيها، وبثقتها على أنهم سيحملون الأمانة، ويواصلون مسيرة النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا كاملة في فلسطين.

فيديو | رمضان شلح .. تاريخ حافل من العمل الوطني ومسيرة ممتدة لعقود وسنين

ساره عاشور  – خاص مصدر الإخبارية

أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، يوم أمس السبت، وفاة رمضان شلح الأمين العام الأسبق للحركة، بعد صراع طويل مع المرض.

وكان شلح قد خضع منذ عامين إلى عملية جراحية في القلب في مستشفى الرسول الأعظم في بالضاحية الجنوبية في بيروت.

ويعتبر شلح أحد مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والأمين العام لها منذ سنة 1995 حتى 2018 بعد اغتيال قائدها ومؤسسها فتحي الشقاقي.

ويأتي خبر وفاة رمضان شلح، عن عمر يناهز 62 عاما، علما أنه من مواليد الأول من شهر فبراير سنة 1958 ميلادي، في حي الشجاعية بمدينة غزة، حيث نشأ وترعرع هناك في منزل عائلته.

خبر وفاة رمضان شلح أعاد سيرته الحياتية والنضالية للواجهة

ولد الدكتور رمضان في حي الشجاعية لأسرة محافظة تضم 11 ولدًا، ونشأ في قطاع غزة ودرس جميع المراحل التعليمية حتى حصل على شهادة الثانوية ثم سافر إلى مصر لدراسة الاقتصاد في جامعة الزقازيق وحصل على شهادة بكالوريوس في علم الاقتصاد سنة 1981.

بعد ذلك عاد إلى غزة وعمل أستاذا للاقتصاد في الجامعة الإسلامية. واجتهد في تلك الفترة بالدعوة واشتهر بخطبه الجهادية التي أثارت غضب الاحتلال ففرض عليه الإقامة الجبرية ومنعه من العمل في الجامعة في عام 1986 غادر فلسطين إلى لندن لإكمال الدراسات العليا وحصل على درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة درم عام 1990.

واصل نشاطه الديني هناك لفترة ثم سافر إلى الكويت وتزوج، عاد بعدها إلى بريطانيا، ثم انتقل من هناك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل أستاذا لدراسات الشرق الأوسط في جامعة جنوبي فلوريدا بين 1993 و1995. يتقن الدكتور اللغتين الإنجليزية والعبرية، وهو أب لأربعة أبناء بنتان وولدان.

انضامامه إلى العمل السياسي

أثناء الدارسة في جامعة الزقازيق المصرية تعرف على الدكتور فتحي الشقاقي، بالرغم من أنهما لا ينتميان إلى نفس التخصص فقد كان الشقاقي يدرس الطب في السنة الثانية، وأسفرت الصداقة عن تشكيل نواة الجهاد الإسلامي.

ثم سافر إلى بريطانيا للحصول عل شهادة الدكتوراه والولايات المتحدة الأمريكية للعمل فترة من الوقت. وفي سنة 1995 جاء إلى سوريا راغبا في العودة إلى فلسطين، وبانتظار الانتهاء من أوراقه الخاصة بالعودة.

وتولى في عام 1995 منصب الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” خلفا للشهيد فتحي الشقاقي الذي اغتاله “الموساد” الإسرائيلي في مالطا.

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، اتهم الاحتلال الإسرائيلي شلح بالمسؤولية المباشرة عن عدد كبير من عمليات “الجهاد” ضد أهداف إسرائيلية، من خلال إعطائه أوامر مباشرة بتنفيذها، وهو الأمر الذي دفع بالاحتلال إلى التعامل معه كقائد عسكري، إلى جانب دوره السياسي.

وفي نهاية عام 2017 أدرج مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي”FBI”، شلح على قائمة المطلوبين لديه، إلى جانب 26 شخصية حول العالم.

وسبق أن أدرجت السلطات الأمريكية شلح على قائمة “الشخصيات الإرهابية” بموجب القانون الأمريكي وصدرت بحقه لائحة تضم 53 تهمة من المحكمة الفيدرالية في المقاطعة الوسطى لولاية فلوريدا عام 2003.

وقامت الإدارة الأمريكية عام 2007 بضمه لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” وعرضت مبلغ 5 ملايين دولار مقابل المساهمة في اعتقاله.

وجراء المرض الذي ألم به ابتعد شلح عن العمل السياسي خلال الأعوام المنصرمة، وهو الذي تولى منصب أمين عام حركة الجهاد الإسلامي منذ عام 1995 عقب استشهاد قائدها فتحي الشقاقي، علما أنه أحد مؤسسي الحركة الفلسطينية، ومن أبرز السياسيين الفلسطينيين.

 

 

Exit mobile version