لليوم الثاني.. المحررة عطاف عليان تواصل إضرابها عن الطعام

البيرة _ مصدر الإخبارية

تواصل الأسيرة المحررة عطاف عليان، اليوم الاثنين، لليوم الثاني على التوالي إضرابها واعتصامها أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة، للمطالبة باسترداد جثمان الشهيد الأسير خضر عدنان، والشهداء المحتجزة جثامينهم.

والأسيرة عليان من مواليد (61 عامًا)،من مدينة بيت لحم، وهي مناضلة وأسيرة محررة، وأول أسيرة تخوض إضراب فردي ضد الاعتقال الإداريّ، وكانت قد نفّذت عدة إضرابات خلال الفترات التي اُعتقلت فيها في سجون الاحتلال، أمضت نحو 14 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وخطَّطَت “عليان” لتنفيذ عملية استشهادية بسيارة مفخخة، في مقر رئاسة وزراء الاحتلال في مدينة القدس عام 1987، لكنها اعتقلت قبل تنفيذ العملية.

وخضعت المحررة عطاف عليان لتحقيقات قاسية تجاوزت الأربعين يومًا، في مركز تحقيق المسكوبية بالقدس، حيث خاضت أولى تجاربها في الإضراب عن الطعام والشراب والكلام مدة 12 يوماً.

اقرأ أيضاً/ توتر يسود سجون الاحتلال منذ استشهاد الأسير عدنان

جريمة إعدام الأسير الشهيد خضر عدنان

أقلام – مصدر الإخبارية

جريمة إعدام الأسير الشهيد خضر عدنان، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

جريمة إعدام الأسير خضر عدنان بعد معركة إضراب عن الطعام استمرت لمدة 87 يومًا رفضا لاعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي تكشف الوجه الحقيقي لإرهاب دول الاحتلال المنظم، وهنا تعجز مفردات اللغة عن الكتابة عنه وعن مواقفه وصموده داخل الاسر ومع كتابتي هذا المقال اشعر بالخجل امام حقيقة انه اضرب عن الطعام في سجون الاحتلال خمسة مرات لينال حريته في كل مرة ويواجه المحتل في امعاءه الخاوية وفي اضرابه الأخير يفضح الاحتلال ويكشف عن وجه الحقيقي ليرحل شهيدا وكان قد اعلن اضرابه عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري الظالم وتلفيق التهم بحقه في خرق فاضح لكل الاتفاقيات الدولية وتعبير صريح عن استمرار القمع بحق اسرانا في سجون الاحتلال.

التاريخ يصنعه الابطال وقلة من الرجال وعبر تاريخنا الفلسطيني المعاصر والذي يمتد الينا تجربة وحياه وفهما لمعنى النضال يكون الأسطورة الصلبة القوية والإرادة والقوة والإصرار والعزيمة الشهيد القائد خضر عدنان الذي تصدى للاحتلال ليشكل مدرسة نضالية متميزة بالصبر والإرادة والإصرار رفضا للظلم الذي يقترفه الاحتلال.

جريمة اغتيال الشهيد الأسير خضر عدنان من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال البشعة التي لن ولم تسقط بالتقادم وستبقى شاهدا عن واقع المعاناة الفلسطينية والشعب الفلسطيني سيظل يبذل الغالي والنفيس على طريق نضاله ضد الاحتلال وما خضر عدنان الا النموذج الاوضح الذي اختار طريق النضال بأمعائه الخاوية ليتصدى للاحتلال وعنجهيته في سجونها.

سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال الأسير عدنان التي تعد استمرارا للنهج الإسرائيلي الإجرامي في ارتكاب جرائم القتل البطيء المتعمد وضربها بعرض الحائط بالمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، والتمادي في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لهذه المنظومة القانونية الدولية والإمعان في العدوان على أبسط حقوق الإنسان، ولا بد من التحرك للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على جريمة اغتياله وانتهاكات حكومة الاحتلال وإدارة سجونه بحق أسرانا البواسل.

للأسف بات صمت مؤسسات المجتمع والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان إزاء ما تعرض له الأسير خضر عدنان وزملاؤه من انتهاكات على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية والذي أدى الى استشهاده جراء سياسة القتل المتعمد والبطش التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال الفاشية بحق الأسرى والتي لا يوجد لها أي معنى او مبرر ونستغرب صمت منظمات حقوق الانسان الدولية من واقع الاسرى وظلمهم وممارسات حكومة التطرف الإسرائيلية المنافية لكل الاتفاقيات الدولية وتصعيدها لوسائل القمع المستخدمة بحق الاسرى في سجونها.

استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد وتصعيد جميع الإجراءات الإسرائيلية التعسفية والمعاملة غير الإنسانية ضد الأسرى الفلسطينيين وحرمانهم من الحقوق الأساسية التي كفلتها لهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة يتطلب التدخل العاجل من قبل الهيئات الدولية المختصة بالتدخل لحماية حقوق الاسرى والضغط على إسرائيل، قوة الاحتلال من أجل وقف انتهاكاتها المستمرة ضدهم، والإفراج الفوري عنهم.

صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية عن هذه الجريمة الجديدة يشجع سلطات الاحتلال على مواصلة هذا النهج الإجرامي، بما يحتم قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته التي تقرها القوانين وقرارات الشرعية الدولية خاصة اتفاقية جنيف في حماية الأسرى الفلسطينيين ووضع حد لهذا المسلسل الإجرامي والقتل البطيء عبر الإهمال الطبي المتعمد والممنهج الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى على مرأى ومسمع من دول وشعوب العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية.

أقرأ أيضًا: ترحيب واسع باتفاق الرياض وطهران.. بقلم سري القدوة

خضر عدنان الــذي ذهب فقيراً كالصلاة!.. بقلم: أكرم عطا الله

أقلام _ مصدر الإخبارية

للمرة الثالثة أكتب عن خضر عدنان، ولم أفعلها سوى مع ياسر عرفات ومحمود درويش، أن اكتب أكثر من مقالين عن نفس الشخص.

فقد زاحم عدنان الكبار لأن الترميز تجسد في إرادة تجاوزت عاديات الأشياء في صراعات الشعوب، وتسامت كثيراً في جسد لا يمتلك غيره ليصنع منه سيفاً ودرعاً للنزال قبل أن يسقط في ساحة المعركة الأخيرة.

فاجأنا خضر عدنان في شباط 2012 حين خاض أصعب معاركه في الإضراب وحده، وأخذ على عاتقه التحدي بجسده النحيل دولةً تتسلح بالقنبلة النووية …وانتصر… لأكتب مقالاً بعنوان «خضر عدنان يعيد اكتشاف إرادتنا» لأنه عاد منتصراً من غبار المعركة وسط خيمة الفلسطيني التي تعج بالهزائم لكثرة ما فعلوا بأنفسهم منذ تقاتلوا على الحكم ونزلوا عن الجبل اختلفوا لحظة توزيع غنائم السلطة البالية، وفي ذروة الهزيمة كان عدنان يدل الفلسطينيين على ذاتهم ويعيد اكتشاف ممكنات القوة بعد أن استسلموا للوهن.

في حزيران الشاهد دوماً على الهزائم لمصادفات التاريخ قبل ثماني سنوات كان عدنان يخوض مرة أخرى معركته وحيداً. فقد قرر الوقوف ضد أسوأ ما تمارسه إسرائيل من اعتقال اداري بدون تهمة أو لائحة اتهام، وفي إسرائيل يمكن تفصيل تهمة لكل فلسطيني تحت هذا البند. حينها بدا للحظة أن عدنان ضعيف البنية والوارث للمرض يصر على الذهاب بعيداً في النهاية التي يصممها لنفسه كما أبطال الأساطير الذين يصممون موتهم المدوي، لأكتب المقال الثاني بعنوان « نهاية رجل شجاع « مستلهماً من رواية حنا مينا ما يليق بوصف الرجل، لكنه انتصر وأرغم دولة بكاملها أن تتراجع وتطلب من زوجته أن تتدخل حين جاءه ضابط المخابرات إلى المستشفى.

وإذا كنتُ كتبت عن عرفات ودرويش بعد رحيلهما فقط عدداً من المقالات، فإن عدنان هو الوحيد الذي كتبتُ عنه أكثر من مرة في حياته، وتلك لم أفعلها ليس فقط لأن الرجل بعيد عن سلطة تغدق الجزايا والعطايا على الكاتب، بل لأن تاريخه الذي تبدّى ومسيرته يطمئن أن صاحب تلك الإرادة لن يخذل من كتبوا عن بطولته على نمط المحرر سيمون بوليفار الذي اقترح عليه الأصدقاء أن يقيموا له تمثالاً فقال قولته المشهورة «أما الأحياء فلا يقامُ لهم تماثيل، فقد يغدرون أو يخونون في آخر لحظة».

لكن الإرادة التي يختزنها جسد عدنان كانت تعطي ما يكفي من الثقة لإقامة تماثيله حياً وقد كان، فقد سار نحو نهايته واثقاً من خطاه كأنه يكثف بجسده الصغير رواية شعب لا يملك أسلحةً سوى الصبر والعناد.

لكن السؤال الجارح للفلسطينيين الذين تركوا عدنان وحيداً يصارع دولة بأكملها، وحيداً يخوض معاركهم، وحيداً يموت في زنزانته دون أن يرفعوا كل الإشارات الحمراء في وجه إسرائيل التي كانت تستسهل موته وهي تراقب المتفرجين من سلطة وفصائل وشعب، وهذه الأخيرة لـ «لامبالاة الشعب» هي أسوأ ما يحدث للفلسطينيين في أعوامهم الأخيرة، حيث خصخصة نضالهم الوطني العام وتناثر قضيتهم بين الفصائل المتعاركة والأفراد.

ففي اليوم الخامس والخمسين من إضرابه كتب خضر عدنان رسالة الوداع، ولم يكن مازحاً وهو يقول لشعبه «أنا أموت»، لكن الشعب خذله هذه المرة وتركه بين الانياب تفترسه بلا رحمة، وليس هناك ما يمكن أن يغطي الخيبة أكثر مما كتبه الشاعر زكريا محمد يوم أطلقت عائلة الشهيد نداء للتضامن على دوار المنارة في رام الله ليجد الشاعر نفسه وحيداً مع أسرة عدنان الصغيرة وهي تناشد شعباً يدير ظهره لأبطاله ليختصر المشهد قائلاً «يا عيب الشوم.. يا عيب الشوم».

الكتاب المؤلم الذي كتبه الكاتب الياباني نوبوأكي نوتاهارا «العرب وجهة نظر يابانية» قدم افضل تشخيص لأمراض الأمة العربية، ويستحق الكتاب عدة مقالات لأنه يهز حاضر العرب بشدة حد الإفاقة، فقد توقف عند مأساة خضر عدنان وهو يتساءل عن تضامن العرب مع من يتضامن مع قضاياهم حين قال «السجناء السياسيون في البلدان العربية ضحوا من أجل الشعب، لكن الشعب نفسه يضحي بأولئك الأفراد الشجعان…

إن الناس يتصرفون مع السجين السياسي على أنها قضية فردية». هكذا بدت قضية عائلة عدنان الفردية ولم يتضامن معها سوى شاعر تجرد من رصانة القصيدة وصفع شعباً خذل ابنه وتركه يموت وحيداً في الزنزانة، وبعدها فقط …أطلق حناجره للريح.

قالت زوجته في اللحظة البريئة والحزينة وقبل أن تتواصل معها الفصائل تطلب حفظ ماء الوجه «من لم يقف مع زوجي في محنته لا نريد منه أن يقف بعد رحيله». هكذا كان الأمر بأوضح صورة في حياة ورحيل رجل بسيط تمكن من السمو حد البطولة ضد الاحتلال، وحّد محاكمة الشعب وفصائله بتهمة الخذلان…

جاء وغادر حاملاً وجع وجوع وظلم شعب كامل، جاء عنيفاً في إرادته ومشى كما قال درويش فقيراً كالصلاة…. ووحيداً كالنهر في درب الحصى …. ومؤجلاً كقرنفلة.

الأوقاف تخصص خطبة الجمعة للحديث عن الشهيد خضر عدنان

فلسطين – مصدر الإخبارية

قررت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أداء صلاة الغائب عن روح الشهيد خضر عدنان عقب صلاة الجمعة اليوم، وتخصيص خطبة الجمعة للحديث عنه.

وكانت الإدارة العامة للوعظ والإرشاد باللجنة الدعوية لحركة الجهاد الإسلامية، حثت الخطباء والوعاظ على تخصيص الخطبة للحديث عن الشهيد، وما عاناه في معركته داخل السجن.

إضافة إلى ذكر معاناة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، من خلال تعميم أصدرته أمس الخميس.

ونادت في الخطباء بأهمية حث الجميع على الاهتمام بقضية الأسرى، وبذل الغالي والنفيس من أجل فك أسرهم.

اقرأ أيضاً:سياسي مصري لمصدر: رد المقاومة على اغتيال خضر عدنان حق مكتسب لها

خضر عدنان.. في التشبث بالمعنى حتى آخر نفس!

أقلام – مصدر الإخبارية

خضر عدنان.. في التشبث بالمعنى حتى آخر نفس!، بقلم الكاتب الفلسطيني ساري عرابي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

الشهيد السابع والثلاثون بعد المئتين، من شهداء الحركة الأسيرة، منذ حزيران/ يونيو 1967، هو الشيخ خضر عدنان، الذي ارتقى في إضراب عن الطعام في الثاني من أيار/ مايو 2023. الشهيد هنا ليس رقماً، ولكنّ للرقم دلالة. بهذا الاعتبار، سيكون ثمّة دلالات أخرى لأرقام أخرى، منها أنّه الشهيد الخامس في إضراب عن الطعام منذ العام 1980، وآخر الشهداء المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال كان في العام 1992، كذلك هو الشهيد الخامس والستون ممن ارتقوا في ظرف من الإهمال الطبي منذ نيسان/ أبريل 1968، والشهيد السابق بالإهمال الطبي كان في كانون الأول/ ديسمبر 2022، وليس أخيراً، فهذا الإضراب الرابع في التاريخ الشخصي للشيخ خضر عدنان، والذي طال حتى 86 يوماً، وبهذا يكون الشيخ خضر عدنان أوّل شهداء الإضرابات الفردية، فالذين سبقوه ارتقوا في إضرابات جماعية.

الدلالات تتحدث عن الاستمرار التاريخي لنضال الحركة الأسيرة، في مقابل سياسة استعمارية ثابتة، تهدف إلى تحطيم الحالة النضالية، واستنزاف كوادرها وتغييبهم بالاعتقال المستمرّ، وتحويل السجون، لا إلى أدوات قهر وعقاب فقط، بل إلى أدوات تدمير ممنهج؛ للحركة الوطنية والمجتمع الفلسطيني والكوادر التي تستهدف بالاعتقال المركّز.

يقابل ذلك بالضرورة بمعاندة نضالية من الحركة الأسيرة نفسها، التي لا تهدف بنضالها إلى تحسين شروط الاعتقال فحسب، للكسر من سياسات القهر، ولكنّها أيضاً تناضل ضدّ الانكسار، ضدّ الانكسار العامّ، وضدّ الانكسار الفردي، وضدّ انكسار المشروع الذي بالضرورة سيظلّ يحارب بالاعتقال.

يتحوّل المقاتل، المناضل، الكادر التنظيمي، إلى أسير، وبينما يسعى الاحتلال، بالأسر، إلى تجريده ممّا كان عليه قبل أسره، ويسعى بذلك إلى تحطيم الإرادة النضالية من خلفه، فإنّ هذا الأسير، يقاتل بعد اعتقاله ليبقى مقاتلاً ومناضلاً وكادراً تنظيميّاً، حماية لروحه التي تجسّدت في المعنى الذي كان ولا بدّ سيدخل به التجربة الاعتقالية. سيكون الاعتقال، والحالة هذه، اختباراً لصدق الإيمان بذلك المعنى، ثمّ عزيمة الاحتفاظ بذلك الإيمان، بنحو ما؛ يدافع الأسير هنا عن حياته، ولو بالأداة التي تدفع به نحو تخوم الموت/ الشهادة، أي بالإضراب عن الطعام، لأنّ الحياة بهذا الاعتبار ليست زمن البقاء الدنيوي، وإنما المعنى المقصود حين البقاء الدنيوي. المعنى للآلاف، ممن انسلكوا في المسيرة النضالية، هو النضال بتمثّلاته وتجلّياته، والمعنى من هذه الجهة هو فرديّ صرف، يعيه الأسير وعياً ضمنيّاً لا يحتاج تحفيزاً لاستظهاره، كما لا يحتاج أصلاً لتعبئة لاكتشافه أو اصطناعه، فهو موجود، ولأجله يقاتل هذا الأسير.

حينما يقاتل الأسير، الفرد، ليحافظ على صفته قبل اعتقاله، مقاتلاً ومناضلاً وكادراً تنظيميّاً، هو يدافع إذن عن حياته، من حيث التشبّث بمعناها. ليس القصد هنا حصراً في الإضراب الفردي، فالنضالات الجماعية، وأشكال التنظيم والتأطير للوجود الجماعي داخل السجون، هو انتظام لهذا الوعي الفرديّ، كذلك فالوعي بالحقيقة الاستعمارية الصهيونية هو وعي فرديّ ابتداء، يعانيه الفلسطيني مباشرة، ليكون الانتظام في الجماعة وسيلة التحقّق الذاتي لهذا الوعي الفرديّ، والإجابة العملية عن سؤال الواجب، لتصير الجماعة في المقابل واحدة من ضمانات تعزيز الوعي الفرديّ وتجديده، وهو ما ينتقل إلى داخل المعتقل، في هذا النمط المتداخل من حاجة الفرد للجماعة، وانتظام الجماعة من الأفراد، لتنعكس صورة من الخارج إلى داخل المعتقل بفرض نمط من الحضور المنظّم، الذي لا يهدف فقط إلى تأطير الحياة الاعتقالية بأقلّ قدر من المشكلات التي لا بدّ وأن تنجم عن تناقضات طبيعية بين الناس، ولكن أيضاً إلى استمرار صورة في الداخل عمّا في الخارج، فتفكيك الجماعة إرادة استعمارية، والاحتفاظ بها فلسطينيّاً في كلّ مكان إرادة نضال مقابلة.

قد يكون لافتاً أن العديد من أعمال المقاومة المؤثّرة، في السنوات الأخيرة خارج السجن، كانت فردية، أو بتعبير أدقّ بدوافع ذاتيّة، في حين أنّه قد ظهر عدد من المناضلين في المعتقلات، الذين بادروا إلى الإضراب الفردي عن الطعام، في محاولة منهم لكسر استهدافهم المكثّف والمركّز بالاعتقال، أو لوضع حدّ لاعتقالهم الإداري

تأتي الإضرابات الفردية عن الطعام في السنوات الأخيرة، دالّة بدورها، على استمرار صور الصراع، والتحوّلات النضالية أثناءه، ومن ذلك الزيادة في الحضور للنضال المقترب من الطبيعة الفردية الصرفة. قد يكون لافتاً أن العديد من أعمال المقاومة المؤثّرة، في السنوات الأخيرة خارج السجن، كانت فردية، أو بتعبير أدقّ بدوافع ذاتيّة، في حين أنّه قد ظهر عدد من المناضلين في المعتقلات، الذين بادروا إلى الإضراب الفردي عن الطعام، في محاولة منهم لكسر استهدافهم المكثّف والمركّز بالاعتقال، أو لوضع حدّ لاعتقالهم الإداري.

لم تكن الإضرابات الفردية بديلاً عن الإضرابات الجماعية. خاض المعتقلون الإداريون عدداً من الإضرابات الجماعية في محاولة لإنهاء أو تحجيم، هذه السياسة الاعتقالية التي تستهدف بالدرجة الأولى الكوادر الأكثر فاعلية وحضوراً، أو الأقدر على خلق التحولات، كما خاضت الحركة الأسيرة في عمومها إضرابات جماعية كثيرة، كانت تتأهّب لخوض واحدة منها أخيراً. بيد أنه، وإزاء عدم القدرة على تنظيم الاعتقالات الجماعية على طول الوقت المفتوح، إذ هو أمر مستحيل من كلّ وجه، أخذ بعض المناضلين على عاتقهم زمام المبادرة، لكسر استهداف الاحتلال لهم، وهو الأمر الذي من ناحية أخرى، من شأنه أن يضيء على قضايا اعتقالية عامّة، كقضية الاعتقال الإداري، أو أن يعزّز الشارع بدوافع أخرى للحركة.

بالتأكيد، رافق الإضراب الفردي نقاشات ضرورية، حول الجدوى والصوابية، وتآكل الآثار المرجوّة من الإضراب، بيد أنّ هذه النقاشات لا يمكن أن تتّجه نحو القصدية، والبعد النضالي والتحرّري والأخلاقي لهذه الإضرابات، التي تحوّلت إلى مجلى للإرادة والعزيمة في مواجهة سياسات الاحتلال، وإلى تعويض في أوقات معينة عن ضعف الإمكانات والظروف الجماعية.

ينبغي أن يحيل ذلك إلى قضيتين أساسيتين؛ الأولى، متصلة باختبار الاعتقال، من حيث فحص صدقية الإيمان بالمعنى المستفاد من النضال، الذي يتحوّل لدى المناضل إلى الحياة ذاتها. الأسير الذي ينتزع حريته باستمرار، ثمّ يعود لدوره النضالي وكأنه لم يعتقل من قبل، أو كأنه لم يخض تجربة الجوع المرير لكسر إرادة المنظومة الاستعمارية برمّتها، هو المثال الأكثر وضوحاً على استمرار المثل والنموذج في الفلسطينيين، مثل الإيمان الكامل والصلب بذلك المعنى، وهذا ما مثّله خضر عدنان باقتدار، بإضراباته المتعدّدة، وعودته لمواقعه، وانحيازه للمواقع والميادين الصحيحة في ساحة الضفّة الغربية في عدد من المراحل والمحطّات والمواقف والأحداث، سواء في الاصطفافات الداخلية، أم في مواجهة العدوّ. ومن ثمّ فقد غيّبه العدوّ قصداً بقدر ما انتهى به إضرابه إلى الشهادة.

والثانية، متعلقة بالتداخل بين نضال الحركة الأسيرة، وحركة الشارع في الخارج. ظلّت هذه العلاقة تداخلية، تذكي الحركة الأسيرة روح الشارع، ويسند الشارع النضال المطلبيّ للحركة الأسيرة. مثلاً، آخر المواجهات الدامية، التي شهدتُها في مدينة رام الله، قبل أن تدخلها السلطة الفلسطينية، كانت إسناداً لإضراب للحركة الأسيرة، سُمّي في حينه “معركة الأمعاء الخاوية”، كانت المواجهات في ذلك العام، 1995، ملحمية بالفعل، ولمّا اعتقلت في الأثناء وشاهدت الجنود الجرحى في مقرّاتهم، فقط بفضل حجارة الشبان، أدركت حقيقة تلك البسالة التي منحت الحجر هذه الفاعلية في مواجهة كلّ ما أمكن للجندي الاحتماء به.

هذه المشهدية، وفي مثل هذا السياق، لم تتكرّر بعد ذلك. السبب واضح والإجابة واضحة، فسلطة في ظلّ الاحتلال، تصادر بالضرورة العديد من أدوات النضال الممكنة، هذا فضلاً عن أي سياسات مقصودة أم غير مقصودة، تذوّب دائماً إرادة النضال وممكناته عند الجماهير. والنقد الجدّي ينبغي أن يتركّز هنا وحسب.

مجلس منظمات حقوق الإنسان يحمل الاحتلال مسؤولية استشهاد عدنان

وكالات – مصدر الإخبارية

حمّل مجلس منظمات حقوق الإنسان الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استشهاد المعتقل خضر عدنان، واعتبر وفاته جريمة قتل مقصودة، تنتهجها سلطات الاحتلال التي وصفتها بالـ “العنصرية”.

ونعى المجلس الشهيد عدنان، وأعلن استنكاره وغضبه في بيان اليوم الثلاثاء عقب استشهاد الأسير.

وطالب المجتمع الدولي ولجنة التحقيق الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بالتحرك العاجل، وإعمال المسائلة بحق مرتكبي جريمة قتل عدنان وغيرها من الجرائم اليومية.

كما وطالب المجلس سلطات الاحتلال بتسليم جثمان الشهيد عدنان فوراً، لدفنه بما يليق بكرامة الموتى، إضافة إلى تحرير 12 جثماناً لأسرى توفوا أو قتلوا في الأسر تحتجز السلطات جثامينهم.

دعا المجلس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الفلسطينيين، والمعتقلين في سجون الاحتلال على وجه الخصوص، إضافة إلى وقف ازدواجية المعايير التي تأذن لارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين.

كما وطالب الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة في التدخل وضمان إلزام الاحتلال باحترام أحكام الاتفاقية، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المنظمة بحق المعتقلين الفلسطينيين، ودعا إلى التحرك الجاد والفوري لضمان إلغاء الاعتقال الإداري، والإفراج الفوري عن المعتقلين الإداريين.

وخاض المعتقل خضر عدنان إضراباً عن الطعام 86 يوماً قبل وفاته في سجن الرملة بعد تدهور حالته الصحية بشكل خطير، حيث تم اعتقاله في 5-2-2023 ما دعاه لخوض الإضراب، حيث اعتُقل 12 مرة في أوقات سابقة.

وعانى عدنان من الحرمان من الرعاية الصحية وتلقي العلاج، في انتهاك واضح وخطير للمعايير الدولية الخاصة بحقوق الأشخاص المحرومين من حريتهم، إضافة إلى منه زيارة عائلته له.

وبوفاة خضر عدنان، يرتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين الذين توفوا داخل السجون الإسرائيلية إلى 234 معتقلاً.

ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية (4900) معتقل حتّى تاريخه، من بينهم (32) سيدة، و(160) طفلاً/ة، وحوالي (850) معتقلاً إدارياً، من بينهم (7) أطفال وسيدتان، و(15) صحفياً/ة، و(5) من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، و(13) جثماناً محتجزاً لدى الاحتلال مع جثمان الشهيد عدنان في حال عدم تسليمه، وذلك حسب إحصاء مؤسسات الأسرى.

اقرأ أيضاً: المركز الفلسطيني يدعو المحكمة الجنائية للتحقيق باستشهاد خضر عدنان

شؤون الأسرى لمصدر: خضر عدنان قد يكون شهيداً بأي لحظة

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

حذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، اليوم الأحد، من استشهاد الأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام لليوم الـ 85 على التوالي نتيجة تدهور حالته الصحية بصورة خطيرة.

وقال أبو بكر في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “الحياة الصحية للأسير خضر عدنان خطيرة جداً ما دفع بسلطات الاحتلال لفرض تعتيم عليها ومنع زيارته”.

وأضاف أبو بكر أن الأسير عدنان قد يكون شهيداً بأي لحظة ووقت نتيجة تجاهل حالته الصحية، حيث أن المعلومات المتوفرة تشير إلى فقدانه القدرة على الكلام وتحريك أطرافه.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تمنع أيضاً المحامي الخاص بالأسير عدنان في سجن الرملة لعدم تقديم أي معلومات عن أوضاعه الصحية.

وناشد بضرورة التدخل الفوري من المؤسسات الدولية والحقوقية للوقوف على حالة الأسير عدنان والضغط على سلطات الاحتلال لوقف جريمتها بالقتل والإنهاء البطء لحياته.

واعتقل الاحتلال الإسرائيلي الأسير خضر عدنان، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الخامس من شباط (فبراير) الماضي من قرب منزله في مدينة جنين، ويخضع حالياً للاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة.

يذكر أن عدنان خاص أربعة إضرابات سابقة عن الطعام خلال فترات اعتقاله في سجون الاحتلال.

اقرأ أيضاً: شؤون الأسرى: الأسير متوكل رضوان يصارع المرض في سجن مجدو

دعماً للشيخ خضر عدنان.. ناشطون يغردون من غزة على منصات التواصل

غزة- مصدر الإخبارية

شارك ناشطون اليوم السبت في تظاهرة الكترونية تضامناً مع الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان.

وأطلقت العديد من المؤسسات الإعلامية، في قطاع غظة حملة دولية للتضامن مع الأسير الشيخ خضر عدنان، المضرب عن الطعام لليوم الـ 84 على التوالي؛ رفضاً لاعتقاله الإدراي في سجون الاحتلال.

وانعقدت التظاهرة في قاعة الشاليهات الكبرى غرب مدينة غزة.

وفي تصريحات صحفية قال محمد محارب مسؤول مؤسسة ميثاق الإعلامية المشاركة بالحملة “إن حملة التضامن مع الشيخ خضر عدنان مستمرة حتى إحداث التأثير المطلوب وتحقيق الانتصار للشيخ خضر عدنان.

وأضاف “نُعلن عن انطلاق الحملة الدولية لمناصرة الشيخ المضرب خضر عدنان من خلال التغريد على الوسمين “شيخ الكرامة” و”الحرية لخضر عدنان”.

ودعا، كافة أبناء الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لأوسع مشاركة في الحملة عبر التغريدات المختلفة وبث المحتوى المُناصر للشيخ خضر عدنان عبر الصفحات الخاصة والعامة.

تحذير من خطورة الوضع الصحي للأسيرين خضر عدنان ومجد عمارنة

رام الله- مصدر الإخبارية

حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من خطورة الوضع الصحي للأسيرين المضربين عن الطعام خضر عدنان ومجد عمارنة، من مدينة جنين.

وأشارت الهيئة إلى أن الأسير خضر عدنان، يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ81 على التوالي، كما يواصل الأسير مجد عمارنة إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، علمًا أنه كفيف، ويعاني من عدة مشاكل صحية.

وحذرت من خطورة الوضع الصحي الذي وصل إليه الأسير عدنان، والذي يزداد سوءًا، فهو يعاني من فقدان للوعي والوزن، وهزال شديد، ويتقيأ بشكل متكرر، في حين تتعمد إدارة السجن عدم وضعه في مستشفى “مدني”.

والأسير عدنان، معتقل منذ 5 شباط (فبراير) الماضي، وأعلن إضرابه عن الطعام منذ لحظة اعتقاله، ولاحقاً وجهت سلطات الاحتلال لائحة (اتهام) بحقه، ورفض جميع ما ورد فيها.

والأسير عمارنة، اعتقلته قوات الاحتلال في 21 شباط (فبراير) 2022، وصدر بحقه ثلاثة أوامر اعتقال إداري، الأمر الأول والثاني مدتهما 6 أشهر، فيما صدر بحقه أمر ثالث في شهر آذار (مارس) لمدة أربعة أشهر.

اقرأ/ي أيضًا: الأسير مجد عمارنة يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الثالث

رغم تدهور صحته.. الأسير خضر عدنان يواصل إضرابه لليوم الـ72

جنين _ مصدر الإخبارية

يواصل الأسير خضر عدنان، من بلدة عرابة جنوب جنين، إضرابه المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله لليوم 72 على التوالي، في ظل ظروف صحية صعبة للغاية.

وأكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أن ما يمر به الأسير خضر عدنان جلل وخطير والاحتلال قرر إعدامه.

وذكر فارس أن “الموقف الذي يمر به عدنان جلل وخطير، والاحتلال قرر تلفيق لائحة اتهام له، وكأنهم قرروا إعدامه”.

وقال محامي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، عقب زيارته للأسير عدنان، في “عيادة سجن الرملة”، بإنه يعاني من إغماءات متكررة وضعف في البصر والسمع، إضافةً إلى خدر وضغط شديد بالصدر وتشنجات في أنحاء جسمه، واستفراغ عصارة حامضية مع هزال وضعف شديد.

وأضاف أنه رغم حالة الأسير عدنان الصحية الخطيرة للغاية، إلا أن إدارة السجون ترفض نقله إلى المستشفى، وتحتجزه في “عيادة سجن الرملة” في ظروف صعبة للغاية، ويتعمد السجانون إزعاجه وحرمانه من النوم باقتحام زنزانته كل نصف ساعة وإبقاء الإضاءة مشتعلة.

يشار إلى أن عدنان يخوض معركة الأمعاء الخاوية للمرة السادسة من بين أربعة عشر اعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

والأسير عدنان اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال ووصلت مجموع سنوات سجنه إلى 7 سنوات ونصف، وسبق أن خاض الإضراب المفتوح عن الطعام في السجون 5 مرات آخرها عام 2021 لـ 25 يومًا.

ويبلغ عدد الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي 4700، بينهم 32 أسيرة ونحو 820 معتقلًا إداريًا، بحسب معطيات مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.

اقرأ أيضاً/ إيقاد شعلة إحياء يوم الأسير الفلسطيني اليوم الأحد مساءً

Exit mobile version