البديل الصيني: بكين تكشف رؤيتها للعالم

المصدر: روسيا اليوم

أصدرت الحكومة الصينية يوم الثلاثاء كتاباً أبيض جديداً بعنوان “مجتمع عالمي ذو مستقبل مشترك: مقترحات الصين وتصرفاتها”. وناشدت الورقة الوحدة الإنسانية، قائلة إن البشرية تواجه تحديات مشتركة لبقائها ومستقبلها، وبالتالي يجب عليها أن تتحد وتتعاون.

ووجهت الصحيفة تناقضاً متعمداً مع تصرفات أطراف ثالثة لم تذكر اسمها، والتي أدانتها ووصفتها بأنها “سياسات التكتل”، و”التحالفات”، و”عقلية الحرب الباردة”. لقد كان ذلك بمثابة خارطة طريق صينية واضحة لرؤية سياستها الخارجية للعالم، وعلى هذا النحو، كان بيانًا بديلاً للأحادية القطبية الأمريكية.

إذا كانت الولايات المتحدة معارضاً معاصراً للعولمة، فإن الصين هي أقوى مناصر لها. وفي حين ترغب أميركا في الاحتفاظ بامتيازاتها وإبعاد السلم الذي تستطيع البلدان النامية أن تستخدمه للصعود والازدهار، فإن الصين تتصور أن الانفتاح هو السبيل الوحيد لتقدمها وتشجع البلدان الأخرى على الانضمام إليه. وتشكل هاتان الرؤيتان المتناقضتان منعطفاً حاسماً في مسار العالم في المستقبل، وفي نهاية المطاف سوف يشكل صعود الصين دوراً محورياً في تحديد ما إذا كان العالم المتعدد الأقطاب قد ينجح، أو سوف تتمسك الولايات المتحدة بهيمنتها إلى الأبد.

على مدار الأربعمائة عام الماضية، تم تشكيل النظام الدولي من خلال مجموعة حصرية من البلدان التي قامت ببناء نظام مصمم لدعم امتيازاتها الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية والعسكرية. تم بناء هذا النظام من قبل الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية، وتم تسليمه لاحقًا إلى الولايات المتحدة بحلول منتصف القرن العشرين. إنها تستمد قوتها من تفاقم عدم المساواة والهيمنة على دول الجنوب العالمي، مما يجعل الوصول إلى رأس المال مشروطًا بالقهر الأيديولوجي والعسكري والسياسي. ومن خلال الحفاظ على هذا النظام، سُمح فقط للدول التي أيدت النظام، مثل اليابان أو كوريا الجنوبية على سبيل المثال، بالارتقاء إلى مستوى الرخاء، في حين تم عزل الدول التي عارضته عمدا عن الأسواق المالية والتكنولوجية الرئيسية. وتجلس الولايات المتحدة على قمة التسلسل الهرمي، مع شبكة من التابعين الذين يحافظون على امتيازاتهم من خلال كونهم جزءًا من النظام، ولا سيما الإمبراطوريات السابقة لبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان، كما ذكرنا.

ومع ذلك، فإن صعود الصين كقوة اقتصادية وتكنولوجية، والتي اعتقدت الولايات المتحدة ذات يوم أنها سوف “تتحول” إلى أسلوب حياتها من خلال التأثير الإيديولوجي للرأسمالية والتجارة الحرة، يشكل تحديا فريدا لهذا النظام. لقد خلقت رابطة عالمية جديدة للقوى تجاوزت المنافس الكبير السابق للنظام المتمركز في الغرب، وهو الاتحاد السوفييتي، وتمنح الآن طريقاً جديداً لدول الجنوب العالمي لتأمين استقلالها السياسي والاقتصادي دون الحاجة إلى استقلالها. الاضطرار إلى الخضوع للقوى الاستعمارية السابقة. وقد أدى ذلك إلى حملة شاملة شنتها الولايات المتحدة لمحاولة قمع صعود الصين بوسائل مختلفة، بما في ذلك الحظر التكنولوجي، والتطويق العسكري، وتصعيد التوترات، وحملة دعائية سلبية.

ومن خلال القيام بذلك، بدأت الولايات المتحدة بنشاط في تفكيك نظام العولمة الذي بنته ذات يوم، كقوة مهيمنة واثقة ومنتصرة، في محاولة للحفاظ على امتيازاتها المتأصلة وإعادة توزيع القوة العالمية إلى الأحادية القطبية. وهذا يبعث برسالة إلى الجنوب العالمي مفادها أنه لن يُسمح لأي بلد بأن يصبح ثرياً أو متقدماً ما لم يوقع على الشروط والأحكام الأمريكية. ومن ناحية أخرى، فإن الصين، من خلال صعودها الاقتصادي، هي المستفيد الرئيسي (ومن عجيب المفارقات) من نظام العولمة الأمريكي الذي كان مفتوحاً ذات يوم. وبالتالي فإن استراتيجية السياسة الخارجية الأساسية التي تنتهجها الصين لا تتلخص في الانخراط بشكل مباشر في حرب باردة تصادمية مع الولايات المتحدة، بل تتلخص في تجنب تأثيرها من خلال إبقاء النظام العالمي مفتوحاً.

وتدرك الصين، كما رأينا في أوروبا، أن الاستراتيجية الأساسية التي تتبناها الولايات المتحدة تتلخص في التحريض على الانقسام بين البلدان من أجل الترويج لنفسها باعتبارها الضامنة والمنقذة، وبالتالي اكتساب النفوذ على البلدان وتحقيق الربح من خلال المجمع الصناعي العسكري. وفي هذه الحالة، تسعى الولايات المتحدة إلى تفكيك التكامل بين الدول، على سبيل المثال من خلال مطالبة أوروبا بقطع الغاز الروسي. ومن ناحية أخرى، تعمل الصين على تعزيز ما تصفه بالتكامل والانفتاح المربح للجانبين بين الدول الأخرى، من أجل الاستفادة الكاملة من إمكاناتها الاقتصادية والاستفادة من التجارة الحرة. ومن خلال القيام بذلك، تحذر بكين من عواقب عالم منقسم وتدعو إلى الوحدة باعتبارها المصلحة الإنسانية الحقيقية، في مقابل التركيز الأمريكي الثنائي الذي لا هوادة فيه على الحرية والديمقراطية والصراع. وهذا يعطينا رؤيتين متناقضتين للغاية للنظام العالمي، وبينما اختارت دول مثل بريطانيا وكندا واليابان جانبها بوضوح، فإن الدول الواقعة في المنتصف لم تفعل ذلك، وسوف تضطر في نهاية المطاف إلى تقرير مصيرها بنفسها.

الصين: 11 قتيلاً وعشرات المفقودين في فيضانات بكين

وكالات – مصدر الإخبارية

قُتل ما لا يقل عن 11 شخصاً، وفُقد 27 في الفيضانات التي سببتها الأمطار الغزيرة التي تسقط على بكين عاصمة الصين.

وذكر التلفزيون العام في الصين الثلاثاء بأن الأمطار الغزيرة التي سقطت على العاصمة خلفت 11 ضحية حتى صباح اليوم الثلاثاء، إضافة إلى 27 شخصاً آخرين في عداد المفقودين.

وأصدرت سلطات بكين أمس الإثنين أعلى مستوى إنذار من الفيضانات (المستوى الأحمر)، والتي من شأنها أن تؤدي إلى مخاطر كبيرة.

وتعود هذه الأمطار الغزيرة للإعصار دوكسوري، الذي أوقع ما لا يقل عن 6 قتلى في الفيليبين.

من جهتها، أفادت الأرصاد الجوية في بكين أن 170,9 ملم من المياه هطلت على العاصمة في 40 ساعة فقط، وأوضحت أنها تعادل متوسط المتساقطات لكامل شهر يوليو عادة.

اقرأ أيضاً:عشرات القتلى والمفقودين جراء الفيضانات في كوريا الجنوبية

الصين: وفاة 21 شخصًا جراء حريق اندلع في مستشفى بالعاصمة بكين

وكالات-مصدر الإخبارية

أفاد التلفزيون الرسمي الصيني، اليوم الثلاثاء، وفاة 21 شخصًا على الأقل إثر حريق اندلع في الجناح الشرقي لمستشفى بالعاصمة بكين.

وقال التلفزيون الصيني إن 21 شخصًا لقوا مصرعهم في بكين نتيجة حريق اندلع في أحد مستشفياتها، مضيفا أن فرق الإطفاء تمكنت من إخماد الحريق.

وأوضح أن 71 مريضًا تم إخلاؤهم من المستشفى ونقلهم إلى مستشفيات أخرى.

ويُعد نشوب حرائق في الصين أمرًا نادر الحدوث، فيما تُحقق السلطات الصينية للوقوف على أسباب الحادثة.

اقرأ/ي أيضا: الإعلان عن أول حالة وفاة في الصين من إنفلونزا الطيور

وذكرت صحيفة بكين ديلي، أن الحريق نشب في حوالي الساعة 12:57 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (0457 بتوقيت غرينتش) وجرى إخماده في حوالي الساعة 13:33 مساء، بعد ما هرع فريق الطوارئ إلى مكان الحادث في مستشفى تشانغ فنغ في بكين.

وقالت الصحيفة إنه:” بحلول الساعة السادسة مساء (1000 بتوقيت غرينتش)، كان 21 شخصا قد فارقوا الحياة بعد نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج”.

وذكر أحد مستخدمي موقع ويبو الصيني “هذه مأساة.. أستطيع أن أرى الحادث من شرفة منزلي.. وقف العديد من الأشخاص على وحدة تبريد الهواء في الظهيرة وقفز بعضهم من فوقها”.

ويُعد نشوب حرائق في الصين أمرا نادر الحدوث، ويُجرى التحقيق في سبب اندلاع الحريق.

اتفاق بكين الثلاثي… نقطة تحول أم هدنة موقتة؟

أقلام – مصدر الإخبارية

اتفاق بكين الثلاثي… نقطة تحول أم هدنة موقتة؟، بقلم الكاتب الفلسطيني هاني المصري، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

بادئ ذي بدء، لا بد من التوقف أمام الاتفاق الثلاثي (السعودي الإيراني الصيني)، الذي يعدّ تطورًا نوعيًا، يمكن أن يشكل – إذا تم تطبيقه وتجاوز مرحلة الخطوبة التي حددت بشهرين وتم عقد الزواج – بداية مرحلة جديدة، وهذا السيناريو الأكثر احتمالًا بسبب الضمانة الصينية للاتفاق، أو مجرد تكتيك مؤقت يقود إلى هدنة موقتة، وسرعان ما تعود ريما إلى عادتها القديمة.

ويتوقف الأمر على كيفية تعامل الأطراف مع الاتفاق، وهل سينجح المتضررون منه في تخريبه، وخصوصًا حكام واشنطن وتل أبيب، أم سيتم تطبيقه، بما يتجاوز إعادة العلاقات الديبلوماسية خلال شهرين، إلى الاتفاق على نهج جديد وسياسات جديدة، من خلال التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب اليمنية، وهذا هو الاختبار الأول والأهم، ويمكن أن يساعد في التوصل إلى اتفاق “طائف جديد” يتم فيه حل مسألة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، وفي عودة العلاقات السعودية السورية، بما قد يفتح الطريق لقيام تكتل عربي يسعى إلى أخذ مكانه في العالم الجديد الذي يتشكل، ويفتح الاتفاق الباب لوقوف سوريا على قدميها، وأخذ مقعدها في الجامعة العربية، بما يمكنها من حضور القمة العربية القادمة في السعودية؟

إذا طبّق هذا الاتفاق، فهذا يعني تغييرًا جوهريًا في السياسات والأساليب، لا في الأهداف، فكل طرف سيستمر في السعي إلى تحقيق أهدافه، ولكن بأشكال ناعمة وليس مرة واحدة.

كما يوقف اتفاق بكين المحاولات لإقامة حلف أميركي عربي إسرائيلي، سياسي وعسكري، ضد إيران، وهذا سيقلل من احتمالات اندلاع حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران، خصوصًا أنه ترافق مع تحرك نحو استئناف المفاوضات حول الملف النووي، على خلفية قرب تمكن إيران، إن أرادت، من إنتاج قنبلتها النووية الأولى.

وسيوقف الاتفاق – إذا طبق – قطار التطبيع الذي في الحد الأدنى ستنتفي احتمالات انضمام السعودية إلى الاتفاقات الإبراهيمية، خصوصًا إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية الكهانية، وسيحدث على الأغلب تجميد أو تبريد للعلاقات بين دول الاتفاقات الإبراهيمية مع إسرائيل، وسيكون لهذا الاتفاق تأثير في الحرب الأوكرانية، وهو من تداعياتها، وعلى تشكل نظام عالمي جديد؛ لأن أطرافه الثلاثة أصدقاء بدرجات متفاوتة مع روسيا، واثنان منهما عضوان في منظمة أوبك بلس، ذات التأثير على إنتاج الطاقة وأسعارها.

فرص تطبيق الاتفاق جيدة

هناك ما يشير إلى أن فرص تطبيق الاتفاق جيدة؛ لأنه جاء بعد تراجع (وليس نهاية) الدور الأميركي في المنطقة، بعد توفر إمكانية لواشنطن للاستغناء عن النفط والغاز العربي، والحاجة إلى تركيز الجهود في آسيا لوقف تقدم العملاق الصيني الزاحف، وهذا فتح الباب مؤقتًا لزيادة الدور الإسرائيلي للتعويض عن الدور الأميركي، وبعد أن لمست دول الخليج، وخاصة السعودية أن عمق العلاقات الأميركية الخليجية والمزايا الضخمة للغرب وأميركا لم تشفع لها، للحصول على موافقة أميركية لإنشاء مفاعل نووي سلمي متقدم، وتقديم أسلحة متقدمة، وتوفير شبكة حماية أمنية تشبه تلك المتوفرة لأعضاء حلف الناتو، بل عندما تعرضت السعودية للقصف الصاروخي أكثر من مرة، وفي منطقة حساسة (أرامكو)، لم تهب الإدارة الأميركية في عهدي باراك أوباما ودونالد ترامب لنجدتها، بل بدلًا من ذلك طالبها ترامب بالمزيد من الأموال والمشاريع والاستثمارات.

ومن الأسباب التي تزيد من فرص نجاح الاتفاق حاجة الأطراف الثلاثة الموقعة عليه إليه، في ظل تخييم شبح الحرب العالمية في أجواء الحرب الأوكرانية، على الرغم من كل عوامل الصراع والتنافس وعدم الثقة، التي لن تزول بسرعة، فإيران تمر بأزمة حادة جراء العقوبات والحصار والاحتجاجات الداخلية، وهي بحاجة إلى تحسين علاقاتها مع جيرانها العرب وإبعادهم عن حكومة الاحتلال، والصين تريد أن تضطلع بدور سياسي وعسكري وأمني يتناسب مع تزايد دورها الاقتصادي والتجاري الكبير، ويلبي متطلبات تطبيق مشروع “الحزام والطريق”، الذي يحتاج إلى التهدئة. أما السعودية فهي في أزمة عميقة نتيجة استمرار الحرب اليمنية، وتخشى من أن تكون ميدانًا للحرب الإقليمية إذا اندلعت بين إيران وإسرائيل، أو ميدانًا للحرب الباردة المندلعة بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي، كما أنها بحاجة إلى التهدئة لتمرير مشاريعها للقيام بدور مهم يتناسب مع “السعودية الجديدة “التي ولدت بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد.

ومن الملاحظ أن الدول الخليجية، وخصوصًا السعودية، والدول العربية المحسوبة على المعسكر الأميركي والغربي، عانت من الإدارات الأميركية الديمقراطية التي رفعت مسألة حقوق الإنسان في وجهها لأغراض سياسية، كما عانت من الدور الأميركي الذي شجع اندلاع “الربيع العربي” بذريعة تغيير الأنظمة الديكتاتورية العسكرية، وتلك الحاضنة للإسلام المتطرف، الذي أدى إلى عدم الاستقرار في المنطقة، واستبدالها بأنظمة يحميها الإسلام المعتدل، ووجدت أن هناك إمكانية لتنويع علاقاتها مع انهيار النظام العالمي القديم، وتزايد دور الصين، مع حرصها على الحفاظ على مسافة متساوية بين واشنطن وبكين.

ظاهرة تعاون الخصوم وتنافسهم

شهدت علاقات الدول العربية، خصوصًا الخليجية، تنوعًا خلال السنوات الأخيرة في علاقاتها مع دول العالم؛ إذ أخذت منذ فترة بتنويع علاقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية؛ حيث توسعت العلاقات بينها وبين الصين وروسيا، والاتفاق الأخير الذي وقع في بكين يعمق هذا الاتجاه، من دون أن يعني ذلك انتقالها، كما ذهب البعض، من معسكر إلى معسكر، فحجم الارتباط والتعاون والتبادل بين هذه الدول وبين أميركا ودول المعسكر الغربي عميقة وكبيرة جدًا، وإلى حد لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها بسهولة وسرعة حتى لو أرادت، لذلك أعلن بعد الاتفاق عن صفقة بوينغ بعشرات المليارات ، وتحذو بذلك حذو تركيا والصين والكثير من البلدان التي تقيم علاقات متنوعة مع أطراف عديدة تحارب أو تنافس بعضها؛ حيث يتم تغليب المصالح على الاعتبارات الأيديولوجية والقيمية والسياسية.

نرى حدوث تغييرات كبيرة في العلاقات في العالم بين دول المنطقة، وأكبر مثال تركيا، التي قطعت شوطًا كبيرًا في تصفير مشاكلها مع مختلف بلدان العالم، خصوصًا مع الدول العربية؛ حيث من الملاحظ أن هناك ظاهرة عالمية نجد فيها أن الدول المتخاصمة والمتعادية والمتنافسة تتعاون فيما بينها؛ إذ نراها تتعاون في ملف أو ملفات، وتتنافس وأحيان تتصارع في ملفات أخرى، وقليلة هي البلدان التي لا تقوم بذلك نتيجة محاربتها ومقاطعتها من أميركا والمعسكر الغربي، مثل إيران، التي يمارسون عليها الحصار، ويفرضون العقوبات.

ويمكن أن يؤدي دورًا في مدى قرب أو بعد السعودية عن الصين وروسيا وإيران، ومدى إمكانية تطبيق اتفاق بكين، ردة الفعل الغربية على سياستها الجديدة، وخصوصًا ردة الفعل الأميركية، لا سيما إذا تصرفت إدارة بايدن على طريقة إما معي أو ضدي، وحاولت تخريب الاتفاق من خلال اللعب حتى في الأوضاع الداخلية السعودية، مثلما حاولت الإدارة الأميركية في الخمسينيات مع الرئيس جمال عبد الناصر، الذي حاول أن يحصل على السلاح من أميركا، فرفضت؛ ما اضطره إلى عقد صفقة السلاح مع تشيكوسلوفاكيا، التي كانت عضوًا في الحلف الذي يقوده الاتحاد السوفييتي، وكان ذلك إيذانًا ببدء مرحلة جديدة في المنطقة والعالم انتهت بتشكيل ما عرف بمجموعة دول عدم الانحياز، الذي دفع الصلف الأميركي العديد من الدول المنتمية إليها إلى الانحياز للمعسكر الشرقي أو الاقتراب منه.

أزمة إسرائيل تطور وعامل مهم

هناك عامل مهم آخر يؤدي دورًا ملموسًا في التأثير في مسار الأحداث وتسريعها، وهو اندلاع الأزمة غير المسبوقة في إسرائيل، والمفتوحة على سيناريوهات عدة، بما فيها السيناريو الأسوأ، وهو الصدام الداخلي والتدمير الذاتي.

هذا السيناريو محتمل ولكنه مستبعد؛ لأن هناك أطرافًا داخلية في إسرائيل تشمل الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، التي تشكل المعارضة، وهي واسعة وقوية، وتقف إلى جانبها الدولة العميقة الممثلة في الجيش وأجهزة الأمن والمحكمة العليا … إلخ، (وواقع أن تياري الصهيونية الدينية والقومية المتطرفين لم يحصلا على أغلبية ثابتة ومستقرة حتى الآن)، التي لا يمكن أن تسمح بأن تأكل إسرائيل ذاتها، خصوصًا أن هناك أطرافًا ودولًا خارجية، على رأسها الولايات المتحدة، والغرب عمومًا، لا يمكن أن يسمحوا بانهيار إسرائيل وزوالها، على الأقل ما داموا أقوياء، وعلى المدى المباشر، مع العلم أن الأزمة مهما كان المسار الذي ستسير فيه ستترك، على المديين المتوسط والبعيد، آثارًا كبيرة على إسرائيل، وستطرح أسئلة كبيرة حول مصيرها ومستقبلها في المنطقة.

في ضوء ما سبق، من المحتمل بقاء الحكومة وتفاقم الأزمة، أو التوصل إلى تسوية بين الحكومة والمعارضة، أو سقوط الحكومة نتيجة تفاقم الأزمة والذهاب إلى انتخابات جديدة، أو تشكيل حكومة بين الليكود والأحزاب الدينية وحزب بيني غانتس والقائمة الموحدة.

توقف قطار التطبيع في ظل الحكومة الكهانية

دفع تشكيل حكومة إسرائيلية متطرفة جدًا السعودية ودول الاتفاقات الإبراهيمية إلى التروي، وإعادة النظر في سياساتها وأولوياتها، ومن دون أن تسقط هذه الحكومة من الصعب تطبيع العلاقات السعودية معها، ولا يمكن أن يستمر التطبيع الساخن في العلاقات بين كل الدول التي تربطها علاقات مع إسرائيل، سواء مصر والأردن أو دول الاتفاقات الإبراهيمية، لذلك لمسنا تغيرًا؛ حيث رفضت الإمارات – حتى الآن – زيارة نتنياهو، وتم تأجيل الاجتماع المقرر لمنتدى النقب، ورفضت السعودية مشاركة وفد إسرائيلي في مؤتمر دولي حول السياحة الدولية، وقامت الإمارات وغيرها من دول الخليج بتوجيه انتقادات للسياسة الإسرائيلية، سواء عند اقتحام الوزير إيتمار بن غفير للأقصى، أو ردًا على الجرائم وخصوصا محرقة حوارة.

ومع أهمية فرض العزلة على الحكومة الإسرائيلية والمطالبة بفرض العقوبات عليها وإسقاطها كونها الأخطر، لا بد من التحذير مبكرًا من الترويج لحكومة يشكلها الليكود والأحزاب الدينية مع حزب بيني غانتس؛ لأنها يمكن أن تكون أقل خطرًا وتطرفًا، ولكنها ستسير لتحقيق الهدف نفسه، ولكن عبر السير بطرق مختلفة، وتصب في المصب نفسه الذي انتهت إليه الحكومات السابقة على الحكومة الحالية التي تعدّ أكثر تطرفًا وتسرعًا، وخصوصًا حكومة يائير لابيد التي أوغلت في الدم الفلسطيني، وحصرت العلاقات بالسلطة في البعدين الأمني والاقتصادي، وسمحت لنحو 50 ألف مستعمر مستوطن باقتحام الأقصى، وممارسة الرقص والغناء وممارسة الطقوس الدينية. كما شنت عدوانًا عسكريًا ضد قطاع غزة، واستمرت في سياسات الضم والقضم التدريجي للأرض والفصل العنصري، فضلًا عن توسيع الاستيطان بمعدلات كبيرة.

وإذا سقطت حكومة نتنياهو وجاءت حكومة أقل تطرفًا سيحدث هجوم أميركي وأوروبي ودولي معاكس لترويجها وكأنها المنقذ وحمامة سلام، وسيسعى إلى إيقاف المفاعيل التي يمكن أن يحدثها اتفاق بكين الثلاثي، خصوصًا إذا فاز ترامب أو مرشح جمهوري شبيه فيه؛ إذ سيدعم مثل هذا التطور – إن حدث – الحكومة الإسرائيلية في كل الأحوال، مع أنه يفضل إذا كانت متطرفة جدًا.

نظام عالمي جديد يتقدم ببطء

يظهر أكثر وأكثر أن النظام العالمي القديم ينهار، وأن هناك نظامًا عالميًا جديدًا يتقدم بوصفه أحد تداعيات الحرب الأوكرانية، وإن ببطء، وأن هناك تحديات خطيرة تهدد القضية الفلسطينية والشعب. ولكن، هناك فرص تاريخية تولد، أهمها أن إسرائيل الآن أضعف، وستكون منشغلة بأزمتها الداخلية، ولو أدى ذلك إلى استمرار وتصعيد العدوان ضد الفلسطينيين، مع استبعاد أو تراجع احتمال الحرب الإقليمية مع إيران وحزب الله، وأن هناك إقليمًا يتغير، ويمكن أن يحمل معه تهدئة بين شعوب المنطقة وبلدانها، وهذا يصب في صالح القضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، يمكن أن يتم إحياء التضامن العربي بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وعندها سيعود هذا بالفائدة على الفلسطينيين؛ لأن العرب عندما يتفقون ستكون القضية الفلسطينية حاضرة، وعندما ينقسمون تتراجع، فهذا يمكن أن يفعل مبادرة السلام العربية، ويحيي مبدأ الأرض مقابل السلام، ويقف عائقًا أمام برنامج الضم والتهجير والتهويد والفصل العنصري والعدوان العسكري.

وإذا صمدت الحكومة الحالية حتى الانتخابات الأميركية، ونجح ترامب أو مرشح جمهوري شبيه به، فهذا كما أسلفنا سيعطي إكسير الحياة لبرنامج الضم ويقوي السيناريو الأسوأ.

الفلسطينيون غائبون، وتدشين المسار الأمني سير في طريق جهنم

ما سبق يوضح مدى بعد القيادة الفلسطينية، ومعظم النخب الفلسطينية، عن إدراك أهمية تغيير المسار، بما يتناسب ويستجيب للمتغيرات الإقليمية والدولية، حتى يأخذ الفلسطينيون والعرب مكانهم اللائق في خريطة العالم الجديد، وعدم الاستجابة السليمة تظهر في المشاركة من السلطة ومصر والأردن في لقاءي العقبة وشرم الشيخ، اللذين يشكلان ربحًا صافيًا لإسرائيل، وخسارة صافية للفلسطينيين.

ولعل النتائج المترتبة عن لقاء شرم الشيخ تنذر بالأسوأ؛ حيث تم الاتفاق مع أخطر حكومة – بدلًا من مقاطعتها والمطالبة بفرض العقوبات عليها وإسقاطها، من دون التزامها بوقف العدوان والاقتحامات والاغتيالات وهدم المنازل، ولا بوقف الحملة المسعورة على الأقصى والأسرى، ولا وقف سيل القوانين العنصرية – على مسار دائم أمني يغطى بالحديث عن العودة إلى الاتفاقات السابقة، وفتح أفق سياسي، يعلم الجميع بأنه مستحيل، وكذلك تضمن بيان شرم الشيخ شرعنة الاستيطان، من خلال غض النظر عن قيام الحكومة الإسرائيلية بتطبيق مخططاتها وقراراتها لبناء 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة، وشرعنة 13 استيطانية، والنص على عدم “مناقشة “إقرار وحدات وبؤر استيطانية جديدة “لفترة موقتة”، والمساواة بين الضحية والجلاد بالحديث عن وقف العنف، والخطوات الأحادية، وعمل ترتيبات بتشكيل لجان أمنية؛ ما يعني إدخال السلطة أكثر في منظومة الأمن الإسرائيلية، على الرغم من أن السلطة والكثير من الأطراف العربية تتحدث عن التغيير المطلوب، فهناك قرارات فلسطينية من المجلسين المركزي والوطني بإعادة النظر في الاتفاقات؛ لأن الحكومات الإسرائيلية تجاوزتها، وخلقت واقعًا على الأرض صفت فيه كل قضايا الوضع النهائي، ولكن من دون تبني القيادة الرسمية السياسات والأدوات المناسبة للتفاعل مع المستجدات والتأثير فيها، بل أمعنت في السير في طريق جهنم، وهذا يجعل التهديدات والمخاطر تتقدم والفرص تبتعد، واكتفاء المعارضة الفلسطينية على الرغم من اتساعها بالشجب والإدانة والاستنكار، وتنظيم الاحتجاجات الشعبية الرمزية من دون تقديم بديل حقيقي قادر على الإقلاع.

أقرأ أيضًا: كتب هاني المصري: هناك أمل رغم الأوضاع المأساوية والإحباط

ديدان من السماء.. بكين تشهد ظاهرة غريبة

وكالات – مصدر الإخبارية

أظهر فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي سقوط ديدان من السماء في العاصمة الصينية بكين.

وبدا وكأن السماء تمطر ديداناً غطت السيارات في المدينة، واستعان أشخاص بمظلات وهم يسيرون في الطريق.

ونقلت صحيفة “ديلي ستار” البريطانية عن كثيرين فسروا الأمر بطريقة علمية بدت وكأنها معقولة، رغم أن السلطات لم تعلق عليها.

وقالت التفسيرات إنها “عبارة عن أزهار أشجار من نوع “الحور”، تشبه اليرقات عند تساقطها”.

بينما قال آخرون أن الرياح القوية تسبب في طيران الديدان واليرقات، ما أظهر هذا المشهد، واستشهدوا بمقال مكتوب لمجلة Mother Nature Network1.

اقرأ أيضاً:تشم الأورام.. استخدام الديدان للكشف المبكر عن سرطان البنكرياس

شخصيات فلسطينية تُشارك بمؤتمر الحوار المُنعقد في بكين

بكين – مصدر الإخبارية

شاركت شخصيات فلسطينية، اليوم الثلاثاء، بمؤتمر الحوار المُنعقد في العاصمة الصينية بكين.

وفي التفاصيل، فقد انطلقت اليوم أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية، بمشاركة العديد من الأحزاب العربية والفلسطينية عبر تطبيق “زووم”.

بدوره قال نائب رئيس حركة (فتح) محمود العالول إن “المؤتمر سيُسهم في تجسيد التعاون والحوار بين الأحزاب العربية والحزب الشيوعي الصيني”.

وأشار إلى أن العلاقة بين المشاركين هي علاقة صداقة وتعاون مستمرة منذ سنوات طويلة وفي حالة تطور دائم.

ودعا العالول إلى ضرورة اتخاذ مواقف واضحة من العالم في مواجهة الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ودعم المسعى الفلسطيني من أجل تنظيم مؤتمر دولي يسهم في إيقاف العدوان والاحتلال الإسرائيلي لإرساء العدالة.

وأعرب نائب رئيس حركة فتح عن تقديره لمبادرة الحزب الشيوعي لمأسسة التعاون والحوار وتبادل الخبرات مع الأحزاب العربية، مؤكدًا على أن “العلاقة مع جمهورية الصين الشعبية قوية وراسخة، وذلك لدعم الصين لقضايا الشعوب بالحرية والاستقلال والابتعاد عن محاولات الهيمنة والتدخل بشؤون الآخرين”.

من جانبه دعا الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني إلى تشكيل تيار عربي صيني لدعم وإسناد القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية التحررية.

وأضاف “واثقون بقُدرة الصين على لعب دور مركزي وقوي في القضايا الدولية كافة، إلى جانب ايلائها أهمية خاصة للقضية الفلسطينية وفق المبادرة الصينية ذات النقاط الخمس لحل القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية، وعقد مؤتمر دولي للسلام ينهي الهيمنة والاستفراد الأميركي المُنحاز لإسرائيل والبعيد كل البعد عن الرعاية النزيهة للعملية السياسية”.

وأوضح أن المطلوب من المؤتمر هو تعميق الحوار والتنسيق وبناء العلاقات الراسخة القائمة على الاحترام المتبادل بين كافة القوى والأحزاب، بما يخلق مناخًا جديدًا للتعاون وتوثيق الصداقة العربية الصينية لخدمة أهدافنا المشتركة في التنمية والعلاقات الدولية المتوازنة والعادلة والمتكافئة.

رغم تهديدات الصين.. طائرة بيلوسي تهبط في مطار العاصمة تايوان

تايوان – مصدر الإخبارية

هبطت طائرة رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، في مطار العاصمة تايوان، رغم التهديدات الصينية المتشددة خلال الساعات الماضية.

وبحسب موقع Flightradar24 المتخصص في تتبع حركة الطائرات، فإن طائرة من نوع بوينج “C-40C”، أقلعت يوم الاثنين من كوالالمبور، وهبطت مساء الثلاثاء في العاصمة التايوانية تايبيه.

في السياق ذاته، احتدم التوتر بين بكين وواشنطن في ظل جولة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إذ حذرت بكين الولايات المتحدة من دفع الثمن في حال زارت “بيلوسي” تايوان.

وكان نشطاء ووسائل إعلام تايوانية وعالمية، نشروا صورًا ومقاطع فيديو وثقت لحظة هبوط طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي في مطار العاصمة تايوان.

وتُعد بيلوسي أول زعيمة من الكونغرس الأمريكي تزور تايوان منذ عام 1997.

وفي أعقاب وصول الزعيمة الأمريكية إلى تايوان، أصدر مكتب مجلس النواب الأمريكي بيانًا صحفيًا، يُؤكد فيه وصول “بيلوسي” إلى تايوان للمرة الأولى منذ 25 عامًا.

وقال أعضاء الوفد في بيان مشترك: “زيارة وفد الكونغرس إلى تايوان تُكرس التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم الديمقراطية في تايوان”، مضيفين أن “الزيارة هي جزء من رحلتنا الأوسع إلى المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان، التي ركزت على الأمن المتبادل والشراكة الاقتصادية والحكم الديمقراطي”.

وأكمل الوفد الزائر بيانه الصحفي، “ستركز مناقشاتنا مع القيادة التايوانية على إعادة تأكيد دعمنا لشريكنا وعلى تعزيز مصالحنا المشتركة، بما في ذلك النهوض بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة”، مشددين على أن “تضامن أمريكا مع 23 مليون شخص في تايوان، أصبح أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، حيث يواجه العالم خيارًا بين الاستبداد والديمقراطية”.

وأكد الوفد برئاسة بيلوسي، أن “زيارتهم لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد، مسترشدين بقانون العلاقات مع تايوان لعام 1979، والبيانات المشتركة بين أمريكا والصين والتأكيدات الستة، فيما تواصل الولايات المتحدة مُعارضة الجهود أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن”

وكانت مواقع تتبع مسارات الطائرات تعطلت مساء اليوم الثلاثاء، بسبب طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي التي كانت في طريقها إلى تايوان.

وبحسب موقع فلايت رادار (FlightRadar24) فقد تعطل الموقع بينما كان آلاف الأشخاص يتعقبون طائرة بيلوسي وسط التحذيرات الصينية لاعتراضها.

وغرد الموقع عبر حسابه الرسمي بتويتر قائلًا، إن “الموقع تعطل بينما كان الآلاف يتتبعون مسار رحلة بيلوسي إلى تايوان، مضيفًا “نظرا لاهتمام التتبع المستمر غير المسبوق في SPAR19، فإن خدمات Flightradar24 تخضع لأحمال ثقيلة للغاية”.

ورجّج مواجهة بعض المستخدمين مشكلات في الوصول إلى الموقع، حيث عملت الفرق الفنية على استعادة الوظائف الكاملة لجميع المستخدمين في أسرع وقت.

جدير بالذكر أن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين وتايوان، جاءت بعد إعلان نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي عزمها زيارة تايوان وهو ما اعتبره بكين انتهاكًا لسيادتها.

أقرأ أيضًا: زيارة بيلوسي إلى تايوان.. بين التراشق الإعلامي والخشية من صِدام عسكري

كورونا يحصد أرواح أكثر من ألف شخص حول العالم وهذه آخر المستجدات

وكالاتمصدر الإخبارية

تواصل حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد الارتفاع، في الوقت الذي تتبنى فيه الدول حول العالم إجراءات وقائية للحد من خطورة هذا المرض.

وأعلنت بكين الثلاثاء، أن فيروس كورونا المستجد حصد أرواح 1016 شخصا في الصين القارية، بينما تخطى عدد المصابين بالوباء في البلاد 42600 شخص، بعدما سجلت حوالي 2500 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الفائتة.

وقالت لجنة الصحة الوطنية في تحديثها اليومي لحصيلة الوفيات والإصابات، إن الوباء أصاب حتى اليوم 42 ألفا و638 شخصا في الصين القارية (خارج هونغ كونغ وماكاو)، في حين بلغ إجمالي عدد الوفيات من جراء الفيروس 1016.

وأوضحت اللجنة أن الساعات الأربع والعشرين الأخيرة سجلت 108 حالات وفاة جديدة، 103 منها في هوبي، المقاطعة الواقعة في وسط البلاد والتي ظهر الفيروس للمرة الأولى في عاصمتها ووهان في أواخر ديسمبر.

وتكافح الصين للسيطرة على الوباء وقد اتخذت لهذه الغاية إجراءات مشددة شملت إغلاق مدن بأكملها ومنع سكانها من مغادرة منازلهم إلا للضرورة.

ويعتقد أن الفيروس ظهر أولا في أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان بسوق لبيع الحيوانات البرية وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير.

ودفع الوباء منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية، والعديد من الحكومات إلى فرض قيود على السفر، وشركات الطيران لتعليق الرحلات الجوية من وإلى الصين.

إجلاء سكان ببرج في هونغ كونغ لاكتشاف إصابتين

تم إجلاء أكثر من مئة شخص الثلاثاء من برج سكني مؤلف من 35 طبقة في هونغ كونغ، بسبب اكتشاف إصابة ثانية بفيروس كورونا المستجد في المبنى لكن في طبقة مختلفة، ما دفع السلطات إلى التساؤل حول احتمال انتقال العدوى عبر قنوات الصرف الصحي.

وخلال الليل دعي سكان مبنى “هونغ ماي هاوس” إلى مغادرة البرج الواقع على جزيرة تسينغ يي، شمال غرب هونغ كونغ.

وعمل أفراد من الطواقم الطبية الثلاثاء، على التحقق مما إذا كان الوباء تفشى أكثر في المجمع السكني الذي يضم ثلاثة آلاف شخص.

وتبدو سلطات هونغ كونغ متيقظة للغاية بشأن الإصابات الجديدة، بسبب اكتظاظ السكان في المدينة التي تضم سبعة ملايين نسمة، يقطن معظمهم في أبراج يمكن أن تفوق الستين طابقا.

وأعلنت السلطات أن إجلاء جزء من سكان مجمع “شونغ هون استايت” حيث يقع المبنى، إجراء وقائي بعد اكتشاف إصابة جديدة في الطابق الثالث، وهي امرأة تبلغ 62 عاما وهي الحالة الـ42 المسجلة في المدينة، وفق ما نقلت “فرانس برس”.

وتقع شقة المصابة على بعد عشر طبقات من شقة الرجل الذي تم تشخيص إصابته في السابق وكان الحالة الـ12 المسجلة في المدينة.

وقال وونغ كا-هينغ من مركز الوقاية الصحية لصحفيين: “نحن غير متأكدين من طريقة العدوى”، مضيفا “يمكن أن تكون حالة عدوى طبيعية عبر القطرات أو الملامسة”.

وكإجراء احترازي، تمّ إجلاء سكان كل الشقق في البرج الواقعة فوق وتحت منزلي الرجل والمرأة المصابين، ويفترض أن يخضعوا للحجر الصحي لمدة 14 يوما.
وذكرت وزيرة الصحة في المدينة صوفيا شان، أن أربعة من بين هؤلاء السكان عُزلوا في مستشفى لأنهم كانوا يظهرون أعراضا مشابهة لأعراض الرشح.

البنك الدولي: لا قروض للصين لمساعدتها في مجابهة كورونا

قال ديفيد مالباس رئيس البنك الدولي، إن البنك يقدم مساعدات فنية للصين لدعمها في مكافحة فيروس كورونا، لكن لن يكون هناك قروض جديدة.

وصرّح مالباس في مقابلة مع “رويترز”، أن البنك يعمل مع منظمة الصحة العالمية لمساعدة الصين بما في ذلك تقديم المشورة بشأن أزمات صحية سابقة، لكنه لا ينوي تقديم مساعدات مالية لأن الصين لديها موارد وفيرة.

وأضاف: “الصين لديها احتياطيات دولية كبيرة خاصة بها”، ومشددا أنه “لا تجري دراسة قروض جديدة في الوقت الحالي”.

وأوضح مالباس أن خبراء من البنك يجرون مناقشات مع السلطات الصينية وقد يقدمون مساعدة فورية في مراقبة المرض وسلامة الغذاء والدروس المستفادة من أوبئة سابقة، وتحليل تأثير التفشي على اقتصاد الصين.

وامتنع مالباس عن الإدلاء بتقدير لأثر الأزمة على الصين أو نمو الاقتصاد العالمي، موضحا أن من السابق لأوانه القول ما إذا كان البنك الدولي سيخفض توقعاته الضعيفة بالفعل للعام المالي كاملا.

واختتم مالباس حديثه بالقول: “من الواضح أن الفيروس يكبح النمو في النصف الأول من 2020. لكن فيما يخص التبعات طويلة الأمد، علينا أن نرى مع توالي ردود الفعل وحدوث تعديلات”.

خبراء يصلون للصين لمتابعة كورونا

قال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية إن فريقا من الخبراء الطبيين في المنظمة وصل إلى الصين الاثنين للمساعدة في تقصي أسباب وتطورات انتشار فيروس كورونا.

وكان تيدروس الذي اجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين الشهر الماضي، قد وعد بعد الاتفاق لإرسال بعثة دولية إلى هناك.

واستغرق الأمر أسبوعين للحصول على موافقة الحكومة الصينية على الفريق الذي يقوده خبير الطوارئ الكندي بروس أيلوورد.

وذكر تيدروس في مؤتمر صحفي: “بروس وزملاؤه سيعملون مع نظرائهم الصينيين للتأكد من أننا لدينا الخبرة الصحيحة في الفريق للإجابة على الأسئلة”.

وأضاف دون الخوض في تفاصيل هويات أعضاء الفريق “نأمل أن ينضم باقي الفريق إليهم بأسرع ما يمكن. يمكن أن يتراوح الفريق بين 10و15”.

ترامب يتوقع موعد “زوال كورونا”

توقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، زوال فيروس كورونا المستجد في أبريل المقبل، مشيدا مجددا بالخطوات التي اتخذها المسؤولون الصينيون لاحتوائه.

وقال ترامب في البيت الأبيض:”بحلول أبريل، أو خلال شهر أبريل، فإن الحرارة عموما تقضي على هذا النوع من الفيروس”.

وأشاد ترامب برد فعل بكين، قائلا: “أعتقد أنهم يقومون بعمل جيد. تحدثت طويلا إلى الرئيس شي جين بينغ وهو واثق جدا”.

الإمارات تسجل إصابة جديدة

أعلنت وزارة الصحة الإماراتية عن تسجيل حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليصل عدد الحالات المكتشفة بهذا الفيروس في البلاد منذ ظهور المرض إلى 8 حالات.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، الاثنين، عن وزارة الصحة الإمارتية قولها إن الحالة الجديدة من الجنسية الهندية، مؤكدة أن جميع الحالات المسجلة سابقا مستقرة، ما عدا حالة واحدة تحت العناية المكثفة.

وكانت وزارة الصحة الإماراتية، قد أعلنت الأحد، شفاء أول حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد وتعافيها التام من أعراض المرض بعد تلقيها العلاج اللازم منذ دخولها إلى المستشفى في دولة الإمارات.

Exit mobile version