معطى يوثق 14 عملاً مقاومًا في الضفة والقدس خلال 24 ساعة الأخيرة

الضفة المحتلة-مصدر الإخبارية

أقدم مقاومون فلسطينيون على تنفيذ 14 عملاً مقاومًا في مدينة القدس والضفة الغربية المحتلتين، خلال 24 ساعة الأخيرة.

وقام مركز المعلومات الفلسطيني “معطى”، بتوثيق عملية إطلاق استهدفت جنود الاحتلال المتمركزين عند حاجز سالم العسكري قرب مدينة جنين، إضافة إلى 10 نقاط مواجهة، وتصدي للمستوطنين في 3 مناطق.

وفي مدينة القدس، اندلعت مواجهات بين الشبان وجيش الاحتلال في مخيم شعفاط، تخللها عمليات إلقاء حجارة.

اقرأ/ي أيضاً: 12 شهيدًا برصاص الاحتلال خلال شهر نيسان الماضي

وحسب المركز، اندلعت مواجهات منفصلة في مدين رام الله، وطولكرم، وسلفيت، وعند المدخل الجنوبي لأريحا.

وفي بيت لحم، رشق الشبان الثائر قوات الاحتلال بالحجارة خلال مواجهات اندلعت في بلدة حوسان، فيما تصدى الشبان لاعتداءات المستوطنين في بلدة تقوع.

أما في مدينة الخليل، فقد اندلعت مواجهات وتصدى الشبان لاعتداء المستوطنين في مخيم العروب.

كما تصدى الشبان الثائر في قلقيلية، لاعتداءات المستوطنين في منطقة الفندق ورشقوهم بالحجارة.

معطي: 21 عملاً مقاومًا بمدن الضفة المحتلة خلال 24 ساعة

وكالات-مصدر الإخبارية

ارتفعت وتيرة عمليات المقاومة في مدن الضفة الغربية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، حيث تم تسجيل 21 عملاً مقاوماً، بينها سبع عمليات إطلاق نار.

ووثق مركز المعلومات الفلسطيني “معطي” وقوع ثلاث إصابات في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين، في عملية دهس بطولية، إلى جانب تنفيذ 7 عمليات إطلاق نار، وتفجير 4 عبوات ناسفة، وعملية إلقاء زجاجات حارقة ومفرقعات نارية.

وأشار “معطي” إلى أن الفلسطينيين تصدوا لاعتداءين اثنين من المستوطنين، وقعا في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، إضافة إلى اندلاع مواجهات في 6 نقاط، تخللها إلقاء حجارة. واندلعت مواجهات قرب حاجز شعفاط بمدينة القدس المحتلة، في حين جرى التصدي لاعتداء للمستوطنين في سلواد برام الله، واستهدفت قوات الاحتلال بزجاجات حارقة.

اقرأ/ي أيضا: نابلس: مستوطنون يهاجمون منازل المواطنين في بلدة قصرة

وأطلق مقاومون في جنين النار صوب قوات الاحتلال خلال اقتحامها المخيم، إلى جانب تفجير عبوات ناسفة قرب حاجز سالم العسكري. كما استهدف مقاومون قوات الاحتلال بصليات كثيفة من الرصاص خلال اقتحامها بلدة قباطية، فيما اندلعت مواجهات عنيفة في البلدة تخللها إلقاء حجارة.

واستهدفت قوات الاحتلال في مناطق عدة بجنين بصليات كثيفة من الرصاص وعبوات ناسفة، منها مسيلة وحاجز الجلمة، تزامناً مع اندلاع مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال. وامتدت عمليات إطلاق النار إلى طولكرم، واستهدف مقاومون قوات الاحتلال المتمركزة عند حاجز نتساني عوز بصليات من الرصاص، وكذلك الجنود المتمركزين عند عدة حواجز عسكرية بنابلس، وهي حاجز بيت فوريك، وحاجز شافي شمرون.

وفيما يتعلق بعملية الدهس البطولية، وقعت في بيت أمر بالخليل، وأصيب خلالها ثلاثة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستشهد المنفذ، وفي أعقابها اندلعت مواجهات وعمليات إلقاء حجارة. وتصدى الفلسطينيون لاعتداءات المستوطنين في المناطق الفلسطينية القريبة من مستوطنة “غوش عتصيون” بمحافظةا لخليل، ورشقوهم بالحجارة.

مقاومون يستهدفون الاحتلال ومستوطناته شمال الضفة المحتلة

الضفة المحتلة-مصدر الإخبارية

استهدف مقاومون، مساء اليوم الأربعاء، قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته في مناطق متفرقة شمال الضفة الغربية.

وأفادت مصادر محلية بإطلاق المقاومون النار تجاه مستوطنة “شاكيد” غرب مدينة جنين، وصوب مستوطنة “حومش” بين جنين ونابلس.

كما ذكرت المصادر باستهداف المقاومون قوات الاحتلال على جدار الفصل العنصري بمحيط حاجز الجلمة شمال جنين بوابل كثيف من الرصاص.

وأطلق مقاومون النار صوب قوات الاحتلال قرب السياج الفاصل في سهل مرج ابن عامر غرب جنين، كما استهدف المقاومون بوابة “نتساني عوز” بالرصاص غرب طولكرم.

وتتصاعد أعمال المقاومة بالضفة الغربية والقدس المحتلة ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه، والتصدي للاقتحامات اليومية.

اقرأ/ي أيضا: معطى: 18 عملًا مقاومًا بالضفة والقدس خلال 24 ساعة

خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.. 22 عملًا مقاومًا في الضفة الغربية

الضفة المحتلة-مصدر الإخبارية

ارتفعت أعمال المقاومة في الضفة الغربية المحتلة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، حيث تم تسجيل 22 عملاً مقاوماً، من بينها 4عمليات إطلاق نار، أدت لإصابة 6 جنود إسرائيليين.

ووثق مركز المعلومات الفلسطيني “معطى”، إلقاء زجاجتين حارقتين، وعملية تصدي للمستوطنين إلى جانب اندلاع المواجهات في 15 نقطة.

واندلعت مواجهات في كلا من الراسم والعيساوية والطور في القدس، والنبي صالح ودير بزيغ في رام الله، وفي نابلس وقلقيلية وأريحا وبين لحم والخليل.

وأطلق مقاومون النار صوب جنود الاحتلال على حاجز الجلمة في جنين، وعلى بوابة فرعون في طولكرم، وعلى حاجز حوارة في نابلس، ما أدى لإصابة جنديين إسرائيليين، فيما تصدى المواطنون للمستوطنين في أريحا.

كما نفذ مساء اليوم السبت، مقاومون عملية إطلاق نار ببلدة حوارة جنوب نابلس أدت لإصابة 3 جنود إسرائيليين، إثنين منهم بحالة متوسطة وخطيرة.

وتبنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن عملية حوارة جنوب نابلس.

وقالت في بيان، إن “مقاوميها استهدفوا قوةٍ إسرائيلية عند حاجز حوارة على الطريق الرئيسي في حوارة جنوب نابلس”.

ودعت الشعب الفلسطيني وقواه الحيّة للتوحّد ورص الصفوف في جبهة المقاومة الفلسطينيّة، كإطارٍ جبهويٍ ميداني مقاوم.

 

خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.. 9 أعمال للمقاومة بالضفة والقدس

الضفة المحتلة-مصدر الإخبارية

ارتفعت وتيرة أعمال المقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في مختلف مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

وشهدت مناطق متفرقة بالضفة والقدس المحتلتين، 9 أعمال للمقاومة، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، أبرزها 4 عمليات إطلاق نار، والتصدي لاعتداءات المستوطنين، واندلاع مواجهات، وإلقاء زجاجات حارقة.

واندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، في باب حطة بمدينة القدس، وفي بلدة بيتا في نابلس.

وأطلق مقاومون النار صوب جيش الاحتلال في رام الله وعلى حاجز دوتان في جنين، وعزبة شوفة و مستوطنة “افني حيفتس” في طولكرم، بينما تصدوا للمستوطنين بالقرب من مستوطنة “حلميش”.

اقرأ/ي أيضا: عرين الأسود تتوعد بمحاسبة من خطط لعملية اغتيال الشهيد أبو خديجة

كما شهدت الضفة الغربية خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، اشتباك مسلح وإطلاق نار على قوات الاحتلال خلال اقتحام عزبة شوفة، وإطلاق النار على مستوطنة افني حيفتس في طولكرم.

واستهدف المقاومون سيارة مستوطنين في رام الله بالرصاص، كذلك إطلاق النار على قوات الاحتلال في حاجز دوتان في جنين.

وقُتل 8 جنود ومستوطنين إسرائيليين وأصيب 43 آخرين بجراح مختلفة ضمن 1177 عملا مقاوما نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية بما فيها القدس في شهر فبراير(شباط) الماضي وفق مركز المعلومات الفلسطيني “معطى”.

16عملاً مقاوماً بالضفة خلال 24 ساعة الأخيرة

الضفة المحتلة-مصدر الإخبارية

نفذ مقاومون فلسطينيون 16 عملاً مقاوماً بالضفة الغربية المحتلة، خلال 24 ساعة الأخيرة.

وتنوعت عمليات المقاومة ما بين محاولة طعن، و4 عمليات إطلاق نار، وتفجير عبوة ناسفة، وإلقاء زجاجة حارقة، إلى جانب إحراق كاميرا عسكرية واندلاع 8 نقاط مواجهة.

ووثق مركز المعلومات الفلسطيني “معطي” اندلاع مواجهات في كلا من القدس ورام الله وطولكرم وقلقيلية، بالإضافة إلى نابلس وبيت لحم والخليل.

وشهدت مدينة رام الله، محاولة طعن بالقرب من مستوطنة “بيت إيل”، فيما سجلت نابلس عمليات إطلاق نار صوب جنود الاحتلال في كلا من حاجز بيت فوريك و”شافي شمرون” وجبل جرزيم ومخيم بلاطة، وتفجير عبوة ناسفة في مستوطنة ايتمار.

اقرأ/ي أيضا: قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة مواطنين من بلدة جبل المكبر بالقدس

وفيما يتعلق بالعمليات النوعية، شهدت الضفة عمليات إطلاق النار على قوات الاحتلال المتمركزة في حاجزي “شافي شمرون” وبيت فوريك وجبل جرزيم وخلال محاولة اقتحام مخيم بلاطة، وإلقاء عبوة ناسفة علة مستوطنة ايتمار قرب عورتا، وإحراق كاميرات عسكرية خلال المواجهات في بلدة الطور بالقدس.

وقُتل 8 جنود ومستوطنين إسرائيليين وأصيب 43 آخرين بجراح مختلفة ضمن 1177 عملا مقاوما نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية بما فيها القدس في شهر فبراير/ شباط الماضي وفق “معطى”.

خلال الـ 24 ساعة.. 18 عملًا مقاومًا في الضفة الغربية والقدس

الضفة المحتلة-مصدر الإخبارية

وثق مركز فلسطيني تنفيذ المقاومة الفلسطينية خلال الـ 24 ساعة الماضية، 18 عملًا مقاومًا ضد أهداف إسرائيلية بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، شملت 3 عمليات إطلاق نار، وتفجير عبوات ناسفة، والتصدي لاعتداءات المستوطنين.

وذكر مركز المعلومات الفلسطيني “معطى”، في تقريره اليومي، أن المقاومة الفلسطينية أطلقت النار على طائرات الاستطلاع في البلدة القديمة بمدينة نابلس، فيما أطلق مقاومون آخرون النار على الاحتلال خلال المواجهات في بيت زعتة بالخليل.

واندلعت مواجهات في 15 نقطة مواجهة، شهدتها مناطق القدس، رام الله، جنين، قلقيلية، بيت لحم، والخليل، بينما أطلق المقاومون عبوة ناسفة قرب حاجز قلنديا.

اقرأ/ي أيضاً: 18 شهيدًا في النصف الأول من شهر مارس 2023 في الضفة والقدس

ورصدت تصدى الشبان للمستوطنين وحطموا مركباتهم في مدينتي كُلٍّ من، رام الله، سلفيت، وبيت لحم.

وخلال شهر فبراير(شباط) الماضي، نفذ 1177 عملًا مقاومًا بالضفة والقدس؛ أسفرت عن مقتل 8 إسرائيليين، وإصابة 43 جنديًّا ومستوطنًا بجراح مختلفة، وفق “معطى”.

المقاومة المسلحة في الضفة وإمكانية استخدام أسلوب حرب المدن

أقلام – مصدر الإخبارية

المقاومة المسلحة في الضفة وإمكانية استخدام أسلوب حرب المدن، بقلم المختص في الشؤون العسكرية أحمد عبد الرحمن، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

تظهر المقارنة بين القدرات الفلسطينية والإسرائيلية تفوقاً هائلاً لمصلحة “جيش” الاحتلال يصعب الحد من تأثيراته. لذلك، على المقاومين الأبطال اختيار أفضل السبل لمواجهة هذا التفاوت في القدرات والإمكانيات.

بات واضحاً منذ بداية العام المنصرم أن العدو الصهيوني يركّز معظم جهوده الأمنية والاستخبارية والعسكرية على احتواء الحالة الثورية المتصاعدة في مدن الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها، ولا سيما بعد عودة خيار “الهجمات المسلحة” كخيار أساسي يستخدمه الفلسطينيون في الرد على العدوان الذي لم يتوقّف لحظة واحدة.

هذا الخيار الذي تمّ تغييبه قسراً لأكثر من 15 عاماً لأسباب مختلفة لا مجال لشرحها الآن، عاد بقوة، وخصوصاً بعد تشكيل كتائب المقاومة المسلحة على غرار “كتيبة جنين” وأخواتها في نابلس وطولكرم وغيرها من المدن والمخيمات الفلسطينية.

وما زاد رغبة العدو الإسرائيلي في القضاء على تلك المجموعات والكتائب و”اجتثاثها من جذورها بشكل كامل”، هو تحوّلها إلى مصدر إلهام للشباب الفلسطيني، سواء المؤطّر تنظيمياً أو الذي لا ينتمي إلى أي فصيل مقاوم.

النوع الثاني تحديداً نجح في تنفيذ مجموعة من العمليات “الهجومية” النوعية في قلب “المدن” الصهيونية، مثل “تل أبيب” والخضيرة وبئر السبع، إضافة إلى القدس المحتلة والخليل وغيرهما من المناطق الأخرى. تلك العلميات أوقعت أكثر من 30 قتيلاً إسرائيلياً العام الماضي، في إحصائية وُصفت بالأكبر خلال الأعوام السبعة عشر الماضية.

وبالتالي، وجدت “إسرائيل” نفسها أمام واقع صعب وخطر تتدحرج فيه الأمور باتجاه ما يمكن أن نسمّيه “انتفاضة مسلحة” مكتملة الأركان، تذهب بحالة “الأمن” التي عاشتها “دولة الكيان” لسنوات إلى المجهول؛ تلك الحالة التي نجحت بشكل كبير، وبمساعدة أطراف أخرى، في فرضها، سواء في محيط مدن الضفة التي توجد فيها مئات المغتصبات وآلاف المستوطنين أو في المدن المحتلة عام 48، التي أصبحت في مأمن بدرجة كبيرة من “العمليات القتالية” التي ضربتها بشدة مع بداية انتفاضة الأقصى وحتى العام 2006 تقريباً.

الخيارات الإسرائيلية
وضعت الأجهزة الأمنية في “إسرائيل” على طاولة متخذي القرار من المستوى السياسي خيارين لا ثالث لهما للتعاطي مع هذا الواقع المعقّد الذي بدا في لحظة ما غير قابل للاحتواء، وفي طريقه إلى انفجار كبير يخلط الأوراق ويذهب بالأوضاع إلى ما كانت عليه إبان “انتفاضة الأقصى” وما نتج منها من تغيّرات هائلة في تطور عمل المقاومة وإدخال وسائل جديدة ومؤثرة في إطار المواجهة مع الاحتلال.

الخيار الأول الذي قدّمته أجهزة استخبارات العدو، لا سيما جهاز “الشين بيت”، كان القيام بعملية عسكرية واسعة، على غرار عملية “السور الواقي” في نهاية آذار/مارس 2002، التي اجتاح بموجبها “الجيش” الإسرائيلي، في عهد رئيس الوزراء السابق أريئيل شارون، كل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وحاصر مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، وقتل واعتقل مئات الفلسطينيين، وهدم عشرات البيوت.

أما الخيار الثاني، فكان القيام بعمليات خاطفة “كر وفر” أو ما يطلقون عليها في أروقة “الجيش” الإسرائيلي “العمليات الجراحية”، بحيث تقوم “القوات الخاصة” الإسرائيلية التي تملك إمكانيات تسليحية مميزة وقدرات قتالية عالية، وبدعم من فرق الجيش والاستخبارات المختلفة، بتنفيذ عمليات هجومية سريعة نسبياً داخل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، لا سيما الشمالية منها، كجنين ونابلس، بهدف اعتقال أو اغتيال من تعتقد أنهم يقودون العمل المسلح في الضفة، أو الذين يموّلونه مالياً، وصولاً إلى “المحرّضين”، سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين.

ولأنَّ تكلفة الخيار الأول من وجهة نظر قادة كبار في “الجيش” الصهيوني يمكن أن تكون باهظة وتحمل مخاطر جمّة، من قبيل اشتعال كل ساحات الضفة والداخل المحتل ودخول قطاع غزة على خط مواجهة عسكرية كبيرة، إضافة إلى خطر انهيار أجهزة السلطة الفلسطينية التي ما زالت “إسرائيل” بحاجة إليها لأسباب كثيرة، فقد فضّل المستوى السياسي الصهيوني اللجوء إلى الخيار الثاني.

هذا الخيار، من وجهة نظرهم، أقل تكلفة لقوات “الجيش” المنهكة من الأساس، ويحقق ولو بالحد الأدنى الغرض المراد تحقيقه، ويقلّل بشكل أو بآخر خطر تلك الكتائب والمجموعات، ويضعها في موقع الدفاع عن النفس داخل تموضعها الجغرافي في المدن والمخيمات الفلسطينية.

وقد بدأ تنفيذ هذا الخيار بداية نيسان/أبريل من العام الماضي، في عملية أُطلق عليها “كاسر الأمواج”، بمشاركة العديد من وحدات “الجيش” والاستخبارات الإسرائيلية، وبنسق مرتفع في معظم الأوقات، بحيث لم يمر يوم من دون أن تنفذ فيه القوات الخاصة الصهيونية عمليات اقتحام للمدن والمخيمات. وقد رافق ذلك العشرات من عمليات الاعتقال والاغتيال لكوادر المقاومة وهدم بيوت المقاومين والمقاتلين، لا سيما الذين نفذوا عمليات هجومية في قلب المدن المحتلة.

وقد أحاط العديد من المعطيات بهذا التحرك العملياتي والميداني الواسع، الذي تحوّل إلى عمليات ممنهجة تعتمد على جهد استخباري واضح ودعم الكثير من أذرع المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية، إذ امتلك العدو مروحة واسعة من الخيارات، معتمداً في ذلك على إمكانيات نوعية لا تتوفر للطرف المقابل الذي اعتمد على الروح القتالية العالية وبعض الخبرات التي حصل عليها بطريقة أو بأخرى فقط، في ظل واقع ميداني صعب ومعقّد.

أولاً: توصيف قدرات العدو
1 – قوات قتالية خاصة
يملك “الجيش” الإسرائيلي مجموعة من الوحدات “الخاصة” التي تتميّز بقدرات قتالية على أعلى مستوى، وهي مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا التي تمكّنها من أداء مهامها بحرفية عالية، وبنسبة مخاطرة منخفضة نسبياً، وتحظى بدعم ومتابعة من أعلى المستويات في “الجيش” الإسرائيلي، وتُعتبر الذراع الضاربة لهذا “الجيش”، ويوكل إليها تنفيذ المهام الحسّاسة والصعبة التي تحتاج إلى جنود ومقاتلين على درجة عالية من الاحترافية.

ومن أهم هذه الوحدات وأكثرها نشاطاً في ساحات القتال “وحدة دوفدوفان”، وهي وحدة قتالية خاصّة تعمل في جميع الأراضي المحتلة، مع التركيز على الضفة الغربية بشكل خاص.

هذه الوحدة تكاد تعمل من دون توقف لمنع الأنشطة التي تقوم بها فصائل المقاومة وإحباطها، وهي تحافظ على مستوى عالٍ من النشاط، وتظل على أهبة الاستعداد العملي على مدار الساعة وعلى مدار العام.

يقوم مقاتلو هذه الوحدة بتنفيذ العديد من الأنشطة، مثل الاعتقالات والاغتيالات وجمع المعلومات من خلال وحدات “المستعربين”.

2 – سيطرة جوية كاملة
مكّنت القدرات الجوية الهائلة التي يملكها العدو الصهيوني قواته من فرض سيطرتها على أجواء مناطق العمليات بشكل كامل، ما أتاح لها رصد أماكن تحرك المقاومين بشكل مفصّل، ومكّنها من تقديم معلومات شبه كاملة للوحدات التي تقاتل على الأرض، ناهيك بمشاركتها في بعض الأحيان في القتال بواسطة طائرات “ميني درون” انتحارية، كما حدث في مدينة نابلس أثناء عملية اغتيال الشهيد وديع الحوح.

3 – سيطرة على الأرض
رغم أنَّ المدن والمخيمات التي تتم فيها العمليات القتالية تخضع للسلطة الفلسطينية، ورغم أن جميع ساكنيها هم من الفلسطينيين فقط، وأن جزءاً كبيراً من هذه المدن يقع داخل حدود المنطقة “أ” التي تتبع إدارياً وأمنياً، بحسب اتفاق أوسلو، لقوات السلطة التي يزيد عدد المنتسبين إلى أجهزة الأمن فيها على 60 ألف ضابط وجندي، فإنّ سيطرة القوات الإسرائيلية على الأرض تكاد تكون شبه كاملة، وهي تملك حرية الحركة كما تشاء في كل الجغرافيا المحيطة بتلك المدن، وفي جزء كبير داخلها، باستثناء الأماكن التي يوجد فيها المقاومون.

إنّ دخول قوات العدو وخروجها يتم من دون أن يعترضها أحد، وقيامها بمحاصرة البيوت والحواري وارتكاب الجرائم أصبح أمراً معتاداً.

4 – سيطرة على الفضاء الإلكتروني وأنظمة الاتصالات
في هذا المجال، تتفوق “إسرائيل” على معظم دول العالم، وليس على المقاومين في الضفة المحتلة فحسب، فهي تملك منظومات تجسس إلكترونية تعد من الأحدث على مستوى العالم، منها على سبيل المثال لا الحصر قاعدة “أوريم الاستخبارية” السرية، التي تعدّ من أكبر قواعد التجسس والتنصّت وجمع المعلومات على مستوى العالم، وتتبع لوحدة جمع المعلومات المركزية للاستخبارات العسكرية، المعروفة بوحدة رقم “8200”. ومن مهامها رصد المكالمات الهاتفية، والاتصالات اللاسلكية، والمراسلات الإلكترونية.

إلى جانب هذه القاعدة، تملك “إسرائيل” أنواعاً مختلفة من طائرات الاستطلاع التي يمكنها جمع المعلومات المرسلة إلكترونياً أو اعتراض المكالمات والرسائل الصادرة عن الأجهزة النقالة، ولا سيما الذكية منها. إضافةً إلى كلّ ذلك، هناك المناطيد العسكرية التي تساهم في جمع المعلومات أيضاً واختراق الهواتف والأجهزة اللوحية المختلفة.

كلّ ما سبق يمنح العدو سيطرة معلوماتية مطلقة على مسرح العمليات تمكنه من معرفة أماكن المقاومين وتحركاتهم والتنبؤ بخطواتهم وكشف مخابئهم وكمائنهم.

ثانياً: توصيف قدرات المقاومين
لا تقارن الظروف التي يقاتل فيها المقاومون الفلسطينيون في الضفة المحتلة، من حيث السيطرة على الجغرافيا والأجواء والإمكانيات القتالية، بتلك المتوفرة للعدو الصهيوني، وهذا ينطبق أيضاً على صعيد عدد المقاتلين الذين لا يتجاوزون في أفضل الأحيان بضع مئات، ما لم يكن أقل من ذلك.

1 – القدرات التسليحية
يفتقد المقاومون في مدن الضفة المحتلة ومخيماتها الحد الأدنى من الإمكانيات العسكرية اللازمة لخوض مواجهة شبه متكافئة مع قوات العدو الصهيوني، ويفتقدون أيضاً، بسبب الظروف المحيطة بهم، التدريبات اللازمة التي يمكن أن تعوّض جزءاً من هذا الخلل في القدرات التسليحية.

وبحسب كل المشاهد المصوّرة التي نراها عبر وسائل الإعلام، فإن معظم تلك الأسلحة هو بنادق هجومية من طراز “M16” إسرائيلية الصنع تم الحصول عليها بطريقة أو بأخرى.

وعلى الرغم من أن هذه البنادق سريعة الإطلاق وخفيفة الوزن، ويصل مداها الفعّال إلى 600-900 متر، فإنها لا تستطيع اختراق الدروع المصفحة للآليات الإسرائيلية، لا سيما إذا كانت المسافة الفاصلة بين المقاتلين وقوات العدو كبيرة نسبياً.

إضافة إلى البنادق، هناك محاولات بدأت تصبح أكثر وضوحاً على مستوى العبوات الناسفة المحلية الصنع، التي ستشكل، في حال احتوائها مواد شديدة الانفجار على غرار “TNT أو C-4″، معضلة كبيرة لقوات الاحتلال.

2 – السيطرة على الأرض
يمكن القول إن سيطرة المقاومين الفلسطينيين على الأرض ليست مكتملة، وأنهم لا يملكون سيطرة واضحة على “مسرح العمليات”، وإن كانوا يقاتلون داخل مدن ومخيمات فلسطينية؛ فافتقادهم الأدوات اللازمة لإحكام هذه السيطرة، مثل وسائل الدفاع الأرضي والجوي، وعدم وجود غرف عمليات محترفة، وصعوبة المناورة بالنيران، والافتقاد لعوامل الدعم الميداني من أجهزة السلطة، وغير ذلك الكثير من العوامل… كل ذلك يحرمهم من ميزة مهمة وأساسية، وهي ميزة “السيطرة والتحكم” في الميدان القتالي، الذي يمنح صاحبه خيارات متعددة لتحقيق النصر وتكبيد عدوه خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

3 – السيطرة الجوية
باستثناء ما قام به المقاومون منتصف هذا الشهر من إطلاق طائرة “درون” صغيرة حلقت فوق رؤوس القوات الإسرائيلية المتوغلة في مخيم جنين، فإنَّ إمكانيات المقاتلين في مجال السيطرة على سماء المعركة معدومة بشكل كامل، ولا تتوفر لهم أي إمكانيات تقنية في هذا المجال الحاسم الّذي يسيطر عليه عدوهم بشكل كامل، بفضل ما يملك من إمكانيات وقدرات كبيرة وحديثة.

4 – القدرات الإلكترونية
ينطبق على هذا المجال الحساس المهم ما انطبق على سابقه على مستوى السيطرة الجوية، فالمقاومة في الضفة المحتلة لا تملك أي إمكانيات على مستوى “الحرب الإلكترونية”، ولا يبدو أنها يمكن أن تتحصل على ذلك في الفترة المقبلة، فالظروف المحيطة بها وبعملها، والتضييق والحصار والمطاردة، وسيطرة العدو على كل مداخل المدن الفلسطينية ومخارجها، يجعل من شبه المستحيل الحصول على إمكانيات من هذا القبيل، ولا سيّما أن إمكانيات كهذه لا تتوفر بسهولة، والأجهزة والأدوات المطلوبة لمثل هذا العمل ليست موجودة في متناول الجميع.

بناءً على ما تقدَّم من مقارنة للقدرات التسليحية، والإمكانيات القتالية، والسيطرة الجوية والبرية والإلكترونية، بين “الجيش” الإسرائيلي من جهة، والمقاومين والمقاتلين من جهة أخرى، والتي أظهرت تفوقاً هائلاً لمصلحة “جيش” العدو يصعب الحد من تأثيراته أو التقليل من تداعياته، فإن على المقاومين الأبطال اختيار أفضل السبل لمواجهة هذا التفاوت في القدرات والإمكانيات، وتقليل الفجوة الناتجة من هذا التفاوت إلى حدها الأدنى، والعمل على تحويل التهديد الذي تشكّله هذه القوة الكبيرة التي يملكها عدوهم إلى فرصة سانحة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوفه. وفي المقابل، خفض خسائرهم إلى حدها الأدنى.

ورغم أنّ هذا الأمر صعب ومعقّد في ظل اختلال واضح في موازين القوى، فإنه، ومن خلال تغيير جوهري في تكتيكات القتال، لا سيما داخل المدن والمخيمات، يصبح وارداً وممكناً، فتحويل أسلوب القتال المفتوح الذي يعتمد على جرأة المقاتلين وحماستهم، إلى أسلوب “حرب المدن”، سيغيّر كثيراً من شكل المعركة، وسيحقق الكثير من الإنجازات التي افتقدناها خلال العام الماضي.

في الجزء الثاني، سنتحدث بإذن الله باستفاضة عن أسلوب “حرب المدن” وكيفية استغلال كل التفاصيل الصغيرة في ساحة العمليات، وسنحاول إجراء مقاربة عملية بين الجانب النظري لهذا الأسلوب وطبيعة الأرض والجغرافيا في مدن الضفة للحصول على أفضل النتائج الممكنة.

أقرأ أيضًا: خبير استراتيجي: إسرائيل تعيش حالة ارتباك ستُقرب المواجهة العسكرية

محللون: عرين الأسود حالة استثنائية تمردت على الاحتلال والانقسام

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أجمع محللون فلسطينيون على أن مجموعات عرين الأسود شكّلت حالةً وطنيةً استثنائية تمردت على الاحتلال والانقسام، فأصبحت رقمًا صعبًا لا يُمكن تجاوزه.

وبحسب المحللين فإن “العرين” نجحت في رسم صورة نضالية مُشرقةً للفعل المقاوم ضد الاحتلال، عبر توحيد الساحات وتعزيز العمل المسلح في مُدن الضفة الغربية.

وأكد المحللون خلال أحاديث منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، على أن “عرين الأسود” رفعت أسهمها في الشارع الفلسطيني بعدما تمسكت بخَيار المقاومة بعد فشل خيارات التسوية والمفاوضات.

وعدّ أولئك أن خروج المواطنين في مدن الضفة والقدس المحتلتين وقطاع غزة، هو بمثابة استفتاء شعبي على نجاعة خَيار مقاومة الاحتلال في ظل تصاعد انتهاكاته بحق المواطنين والمقدسات.

وانطلقت مسيرات شعبية عمت مُدن الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، دعمًا وتأييدًا واستجابة لنداء عرين الأسود، عقب مجزرة نابلس التي أسفرت عن استشهاد عددٍ من قادتها ومقاتليها الأربعاء الماضي.

بدوره دعا الباحث صلاح عبد العاطي استاذ العلوم السياسية: إلى ضرورة تعزيز “المقاومة الرمزية والشعبية بجميع الأشكال في التجمعات الفلسطينية كافة، بما يضمن تحوّل المقاومة لنهج حياة”.

بوابة لانتفاضة فلسطينية ثالثة

وأكد على ضرورة تنوع أشكال المقاومة الرمزية بما يشمل “التكبير الجماعي في كل مساجد فلسطين وقراع أجراس الكنائس ورفع الإعلام وقف حركة السير لدقائق والاضراب والعصيان المدني”.

وأضاف: “كما من صورها المسيرات والتصدي لقوات الاحتلال والمؤتمرات الشعبية والأنشطة الإعلامية وأنشطة المناصرة والمقاطعة والتضامن والندوات والمقاومة المسلحة المتدرجة”.

ولفت إلى أن “شعبنا أبدع في تطوير أدوات وأشكال النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، بما يضمن تصويب المسار وإعادة بناء المشروع الوطني والتغيير في السياسات والأشخاص”.

ونوه خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية، إلى أهمية “مشاركة وانخراط الفلسطينيين وأحرار العالم بما يتناسب مع ظروف كل مكان، وبما يُعزز استنزاف الاحتلال في جميع الساحات والميادين”.

واعتبر عبد العاطي ما يحدث اليوم بأنه “بوابة لانتفاضة ثالثة ترفع من كُلفة الاحتلال، وتُعزّز صمود وقوة الفلسطيني وقُدرته على حماية حقوقه وتحقيق الأهداف الوطنية”.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم إبراش: إن “خروج المواطنين في مسيراتٍ شعبية دعمًا لعرين الأسود في مدينة نابلس يعني وصول حالة الغضب الشعبي إلى منتهاها”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية: “لم يعد بإمكان أحد المراهنة على أي تسوية سياسية في ظل حكومة الاحتلال القائمة  وسياساتها العدوانية بحق أبناء شعبنا ومقدساته”.

وتابع: “لا يحق لأحد لوم الشعب الفلسطيني عندما يخرج حاملًا سلاحه، بعد تيقن فشل مشاريع السلام والتسوية السياسية منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993”.

73 % من الفلسطينيين يُؤيدون العمل العسكري

وأكمل: “لم يجلب السلام ومشاريع التسوية لشعبنا الفلسطيني إلا مزيدًا من الاستيطان وضَياع الحقوق وافقار المواطنين وحصار قطاع غزة”.

وأشار إلى أن “القرارات التي طالما راهنت عليها القيادة الفلسطينية المتمثلة في الشرعية الدولية لم تلقَّ أي أذانٍ صاغية لتسهم في صياغة ووضع أي قرار مُلزم لدولة الاحتلال”.

وأكد على أنه “لم يكن أمام شعبُنا إلا أخذ المبادرة بالخروج في مسيرات شعبية دعمًا لمجموعات عرين الأسود في مدينة نابلس”.

ولفت إلى أنه “بحسب الاستطلاعات تبين 75 % من الشعب الفلسطيني يُؤيدون العمل العسكري ويدعمون عرين الأسود وكتيبة جنين والمجموعات المسلحة”.

ودعا “ابراش” مقاتلي عرين الأسود إلى عدم المبالغة في الظهور الإعلامي وتضخيم الذات، حرصًا على سلامة وأمن المقاومين داخل المجموعات المسلحة.

ونوه إلى ضرورة “تجنب استخدام الهواتف الذكية خلال النشاط العسكري للمقاتلين المسلحين، وعدم حصر المقاومة في مكانٍ جغرافي مُعين وترك باقي الساحات ملاذًا لجرائم الاحتلال”.

ولفت إلى أهمية “تغليب المقاتلين أمنهم وسلامتهم الشخصية على ظهورهم الإعلامي أمام عدسات الكاميرات ما يُعزّز العمل المقاوم ويُحقّق غاياته المُثلى”.

من ناحيتها قالت الباحثة السياسية تمارا حداد: إن “مجموعات عرين الأسود بات لها تأثيرٌ واضحٌ على الجماهير الفلسطينية وهو ما أكدته التظاهرات الشعبية التي انطلقت في مدن الضفة والقدس وقطاع غزة”.

وأضافت في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “ما حدث الليلة الماضية يُؤكد أن المقاومة هي المشروع الباقي والمتمدد رغم محاولات الاحتلال الحثيثة لإطفاء جدوى المقاومة في مُدن الضفة الغربية والقدس”.

وأشارت إلى أن “خروج الجماهير الفلسطينية دعمًا لعرين الأسود يُعد تأكيدًا واضحًا على التفاف شعبنا حول خَيار المقاومة، ليقينه من عدم جدوى خيارات التسوية والمفاوضات”.

خروج من العباءة الحزبية المقيتة
وفيما يتعلق بمرتكزات عمل مجموعات عرين الأسود وأسباب تصدرها المشهد، أرجعت السبب في ذلك إلى خروج المسلحين من العباءة الحزبية والتنظيمية وتمردها على طبيعتها وأيدلوجيتها”.

وأضافت أن “المسلحين لهم رأيٌ مستقل بعيدًا عن الاشتراطات الفصائلية والحزبية وأصبحوا يُحددون خياراتهم عبر طُرقهم ووسائلهم الخاصة”.

وتابعت: “من الملاحظ أن معظم مقاتلي عرين الأسود وُلدوا خلال توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 ما يُدلل على أن خَيار أوسلو بات مرفوضًا على المستوى الشعبي والعسكري”.

ولفتت إلى أن “الشعب الفلسطيني بشبابه ونسائه وأطفاله وشيوخه أصبحوا لا يُؤمنون بخَيار التسوية والمفاوضات، بعدما توحدوا خلف مشروع المقاومة”.

وأكدت أن ما “نشهده اليوم هو توحيدٌ حقيقيٌ للساحات وإجماعها على الكفاح المسلح لصد الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا الفلسطيني”.

وأخيرًا.. “ما شهدناه أمس هي وحدة ميدانية حقيقية بين الضفة والقدس وقطاع غزة بعيدًا عن الفصائلية والحزبية المقيتة والمشتتة منذ سنوات بخلاف ما عليه المقاتلين اليوم في كل الساحات والميادين”.

وكانت عرين الأسود دعت المواطنين خلال بيانٍ صحافي لها الليلة الماضية إلى الخروج للساحات العامة والتكبير، دعمًا واسنادًا لمقاتليها في ميادين المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وفيما يلي بعضٌ من مسيرات يوم أمس الخميس تلبية لنداء عرين الأسود.

المقاومة المسلحة في الضفة وإمكانات استخدام أسلوب حرب المدن

أقلام-مصدر الإخبارية

كتب المحلل السياسي أحمد عبد الرحمن أنه بات واضحاً منذ بداية العام المنصرم أن العدو الصهيوني يركّز معظم جهوده الأمنية والاستخبارية والعسكرية على احتواء الحالة الثورية المتصاعدة في مدن الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها، لا سيما بعد عودة خيار “الهجمات المسلحة” كخيار أساسي يستخدمه الفلسطينيون في الرد على العدوان الذي لم يتوقّف لحظة واحدة.

هذا الخيار الذي تمّ تغييبه قسراً لأكثر من 15 عاماً لأسباب مختلفة لا مجال لشرحها الآن، عاد بقوة، وخصوصاً بعد تشكيل كتائب المقاومة المسلحة على غرار “كتيبة جنين” وأخواتها في نابلس وطولكرم وغيرها من المدن والمخيمات الفلسطينية.

وما زاد رغبة العدو الإسرائيلي في القضاء على تلك المجموعات والكتائب و”اجتثاثها من جذورها بشكل كامل”، هو تحوّلها إلى مصدر إلهام للشباب الفلسطيني، سواء المؤطّر تنظيمياً أو الذي لا ينتمي إلى أي فصيل مقاوم.

النوع الثاني تحديداً نجح في تنفيذ مجموعة من العمليات “الهجومية” النوعية في قلب “المدن” الصهيونية، مثل “تل أبيب” والخضيرة وبئر السبع، إضافة إلى القدس المحتلة والخليل وغيرهما من المناطق الأخرى. تلك العلميات أوقعت أكثر من 30 قتيلاً إسرائيلياً العام الماضي، في إحصائية وُصفت بالأكبر خلال الأعوام السبعة عشر الماضية.

وبالتالي، وجدت “إسرائيل” نفسها أمام واقع صعب وخطر تتدحرج فيه الأمور باتجاه ما يمكن أن نسمّيه “انتفاضة مسلحة” مكتملة الأركان، تذهب بحالة “الأمن” التي عاشتها “دولة الكيان” لسنوات إلى المجهول؛ تلك الحالة التي نجحت بشكل كبير، وبمساعدة أطراف أخرى، في فرضها، سواء في محيط مدن الضفة التي توجد فيها مئات المغتصبات وآلاف المستوطنين أو في المدن المحتلة عام 48، التي أصبحت في مأمن بدرجة كبيرة من “العمليات القتالية” التي ضربتها بشدة مع بداية انتفاضة الأقصى وحتى العام 2006 تقريباً.

الخيارات الإسرائيلية
وضعت الأجهزة الأمنية في “إسرائيل” على طاولة متخذي القرار من المستوى السياسي خيارين لا ثالث لهما للتعاطي مع هذا الواقع المعقّد الذي بدا في لحظة ما غير قابل للاحتواء، وفي طريقه إلى انفجار كبير يخلط الأوراق ويذهب بالأوضاع إلى ما كانت عليه إبان “انتفاضة الأقصى” وما نتج منها من تغيّرات هائلة في تطور عمل المقاومة وإدخال وسائل جديدة ومؤثرة في إطار المواجهة مع الاحتلال.

الخيار الأول الذي قدّمته أجهزة استخبارات العدو، لا سيما جهاز “الشين بيت”، كان القيام بعملية عسكرية واسعة، على غرار عملية “السور الواقي” في نهاية آذار(مارس) 2002، التي اجتاح بموجبها “الجيش” الإسرائيلي، في عهد رئيس الوزراء السابق أريئيل شارون، كل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وحاصر مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، وقتل واعتقل مئات الفلسطينيين، وهدم عشرات البيوت.

أما الخيار الثاني، فكان القيام بعمليات خاطفة “كر وفر” أو ما يطلقون عليها في أروقة “الجيش” الإسرائيلي “العمليات الجراحية”، بحيث تقوم “القوات الخاصة” الإسرائيلية التي تملك إمكانيات تسليحية مميزة وقدرات قتالية عالية، وبدعم من فرق الجيش والاستخبارات المختلفة، بتنفيذ عمليات هجومية سريعة نسبياً داخل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، لا سيما الشمالية منها، كجنين ونابلس، بهدف اعتقال أو اغتيال من تعتقد أنهم يقودون العمل المسلح في الضفة، أو الذين يموّلونه مالياً، وصولاً إلى “المحرّضين”، سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين.

ولأنَّ تكلفة الخيار الأول من وجهة نظر قادة كبار في “الجيش” الصهيوني يمكن أن تكون باهظة وتحمل مخاطر جمّة، من قبيل اشتعال كل ساحات الضفة والداخل المحتل ودخول قطاع غزة على خط مواجهة عسكرية كبيرة، إضافة إلى خطر انهيار أجهزة السلطة الفلسطينية التي ما زالت “إسرائيل” بحاجة إليها لأسباب كثيرة، فقد فضّل المستوى السياسي الصهيوني اللجوء إلى الخيار الثاني.

هذا الخيار، من وجهة نظرهم، أقل تكلفة لقوات “الجيش” المنهكة من الأساس، ويحقق ولو بالحد الأدنى الغرض المراد تحقيقه، ويقلّل بشكل أو بآخر خطر تلك الكتائب والمجموعات، ويضعها في موقع الدفاع عن النفس داخل تموضعها الجغرافي في المدن والمخيمات الفلسطينية.

وقد بدأ تنفيذ هذا الخيار بداية نيسان/أبريل من العام الماضي، في عملية أُطلق عليها “كاسر الأمواج”، بمشاركة العديد من وحدات “الجيش” والاستخبارات الإسرائيلية، وبنسق مرتفع في معظم الأوقات، بحيث لم يمر يوم من دون أن تنفذ فيه القوات الخاصة الصهيونية عمليات اقتحام للمدن والمخيمات. وقد رافق ذلك العشرات من عمليات الاعتقال والاغتيال لكوادر المقاومة وهدم بيوت المقاومين والمقاتلين، لا سيما الذين نفذوا عمليات هجومية في قلب المدن المحتلة.

وقد أحاط العديد من المعطيات بهذا التحرك العملياتي والميداني الواسع، الذي تحوّل إلى عمليات ممنهجة تعتمد على جهد استخباري واضح ودعم الكثير من أذرع المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية، إذ امتلك العدو مروحة واسعة من الخيارات، معتمداً في ذلك على إمكانيات نوعية لا تتوفر للطرف المقابل الذي اعتمد على الروح القتالية العالية وبعض الخبرات التي حصل عليها بطريقة أو بأخرى فقط، في ظل واقع ميداني صعب ومعقّد.

أولاً: توصيف قدرات العدو
1 – قوات قتالية خاصة

يملك “الجيش” الإسرائيلي مجموعة من الوحدات “الخاصة” التي تتميّز بقدرات قتالية على أعلى مستوى، وهي مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا التي تمكّنها من أداء مهامها بحرفية عالية، وبنسبة مخاطرة منخفضة نسبياً، وتحظى بدعم ومتابعة من أعلى المستويات في “الجيش” الإسرائيلي، وتُعتبر الذراع الضاربة لهذا “الجيش”، ويوكل إليها تنفيذ المهام الحسّاسة والصعبة التي تحتاج إلى جنود ومقاتلين على درجة عالية من الاحترافية.

ومن أهم هذه الوحدات وأكثرها نشاطاً في ساحات القتال “وحدة دوفدوفان”، وهي وحدة قتالية خاصّة تعمل في جميع الأراضي المحتلة، مع التركيز على الضفة الغربية بشكل خاص.

اقرأ/ي أيضا: ضابط إسرائيلي يكشف تفاصيل العملية العسكرية في نابلس

هذه الوحدة تكاد تعمل من دون توقف لمنع الأنشطة التي تقوم بها فصائل المقاومة وإحباطها، وهي تحافظ على مستوى عالٍ من النشاط، وتظل على أهبة الاستعداد العملي على مدار الساعة وعلى مدار العام.

يقوم مقاتلو هذه الوحدة بتنفيذ العديد من الأنشطة، مثل الاعتقالات والاغتيالات وجمع المعلومات من خلال وحدات “المستعربين”.

2 – سيطرة جوية كاملة
مكّنت القدرات الجوية الهائلة التي يملكها العدو الصهيوني قواته من فرض سيطرتها على أجواء مناطق العمليات بشكل كامل، ما أتاح لها رصد أماكن تحرك المقاومين بشكل مفصّل، ومكّنها من تقديم معلومات شبه كاملة للوحدات التي تقاتل على الأرض، ناهيك بمشاركتها في بعض الأحيان في القتال بواسطة طائرات “ميني درون” انتحارية، كما حدث في مدينة نابلس أثناء عملية اغتيال الشهيد وديع الحوح.

3 – سيطرة على الأرض
رغم أنَّ المدن والمخيمات التي تتم فيها العمليات القتالية تخضع للسلطة الفلسطينية، ورغم أن جميع ساكنيها هم من الفلسطينيين فقط، وأن جزءاً كبيراً من هذه المدن يقع داخل حدود المنطقة “أ” التي تتبع إدارياً وأمنياً، بحسب اتفاق أوسلو، لقوات السلطة التي يزيد عدد المنتسبين إلى أجهزة الأمن فيها على 60 ألف ضابط وجندي، فإنّ سيطرة القوات الإسرائيلية على الأرض تكاد تكون شبه كاملة، وهي تملك حرية الحركة كما تشاء في كل الجغرافيا المحيطة بتلك المدن، وفي جزء كبير داخلها، باستثناء الأماكن التي يوجد فيها المقاومون.

إنّ دخول قوات العدو وخروجها يتم من دون أن يعترضها أحد، وقيامها بمحاصرة البيوت والحواري وارتكاب الجرائم أصبح أمراً معتاداً.

4 – سيطرة على الفضاء الإلكتروني وأنظمة الاتصالات

في هذا المجال، تتفوق “إسرائيل” على معظم دول العالم، وليس على المقاومين في الضفة المحتلة فحسب، فهي تملك منظومات تجسس إلكترونية تعد من الأحدث على مستوى العالم، منها على سبيل المثال لا الحصر قاعدة “أوريم الاستخبارية” السرية، التي تعدّ من أكبر قواعد التجسس والتنصّت وجمع المعلومات على مستوى العالم، وتتبع لوحدة جمع المعلومات المركزية للاستخبارات العسكرية، المعروفة بوحدة رقم “8200”. ومن مهامها رصد المكالمات الهاتفية، والاتصالات اللاسلكية، والمراسلات الإلكترونية.

إلى جانب هذه القاعدة، تملك “إسرائيل” أنواعاً مختلفة من طائرات الاستطلاع التي يمكنها جمع المعلومات المرسلة إلكترونياً أو اعتراض المكالمات والرسائل الصادرة عن الأجهزة النقالة، ولا سيما الذكية منها. إضافةً إلى كلّ ذلك، هناك المناطيد العسكرية التي تساهم في جمع المعلومات أيضاً واختراق الهواتف والأجهزة اللوحية المختلفة.

كلّ ما سبق يمنح العدو سيطرة معلوماتية مطلقة على مسرح العمليات تمكنه من معرفة أماكن المقاومين وتحركاتهم والتنبؤ بخطواتهم وكشف مخابئهم وكمائنهم.

ثانياً: توصيف قدرات المقاومين
لا تقارن الظروف التي يقاتل فيها المقاومون الفلسطينيون في الضفة المحتلة، من حيث السيطرة على الجغرافيا والأجواء والإمكانيات القتالية، بتلك المتوفرة للعدو الصهيوني، وهذا ينطبق أيضاً على صعيد عدد المقاتلين الذين لا يتجاوزون في أفضل الأحيان بضع مئات، ما لم يكن أقل من ذلك.

1 – القدرات التسليحية

يفتقد المقاومون في مدن الضفة المحتلة ومخيماتها الحد الأدنى من الإمكانيات العسكرية اللازمة لخوض مواجهة شبه متكافئة مع قوات العدو الصهيوني، ويفتقدون أيضاً، بسبب الظروف المحيطة بهم، التدريبات اللازمة التي يمكن أن تعوّض جزءاً من هذا الخلل في القدرات التسليحية.

وبحسب كل المشاهد المصوّرة التي نراها عبر وسائل الإعلام، فإن معظم تلك الأسلحة هو بنادق هجومية من طراز “M16” إسرائيلية الصنع تم الحصول عليها بطريقة أو بأخرى.

وعلى الرغم من أن هذه البنادق سريعة الإطلاق وخفيفة الوزن، ويصل مداها الفعّال إلى 600-900 متر، فإنها لا تستطيع اختراق الدروع المصفحة للآليات الإسرائيلية، لا سيما إذا كانت المسافة الفاصلة بين المقاتلين وقوات العدو كبيرة نسبياً.

إضافة إلى البنادق، هناك محاولات بدأت تصبح أكثر وضوحاً على مستوى العبوات الناسفة المحلية الصنع، التي ستشكل، في حال احتوائها مواد شديدة الانفجار على غرار “TNT أو C-4″، معضلة كبيرة لقوات الاحتلال.

2 – السيطرة على الأرض
يمكن القول إن سيطرة المقاومين الفلسطينيين على الأرض ليست مكتملة، وأنهم لا يملكون سيطرة واضحة على “مسرح العمليات”، وإن كانوا يقاتلون داخل مدن ومخيمات فلسطينية؛ فافتقادهم الأدوات اللازمة لإحكام هذه السيطرة، مثل وسائل الدفاع الأرضي والجوي، وعدم وجود غرف عمليات محترفة، وصعوبة المناورة بالنيران، والافتقاد لعوامل الدعم الميداني من أجهزة السلطة، وغير ذلك الكثير من العوامل… كل ذلك يحرمهم من ميزة مهمة وأساسية، وهي ميزة “السيطرة والتحكم” في الميدان القتالي، الذي يمنح صاحبه خيارات متعددة لتحقيق النصر وتكبيد عدوه خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

3 – السيطرة الجوية
باستثناء ما قام به المقاومون منتصف هذا الشهر من إطلاق طائرة “درون” صغيرة حلقت فوق رؤوس القوات الإسرائيلية المتوغلة في مخيم جنين، فإنَّ إمكانيات المقاتلين في مجال السيطرة على سماء المعركة معدومة بشكل كامل، ولا تتوفر لهم أي إمكانيات تقنية في هذا المجال الحاسم الّذي يسيطر عليه عدوهم بشكل كامل، بفضل ما يملك من إمكانيات وقدرات كبيرة وحديثة.

4 – القدرات الإلكترونية
ينطبق على هذا المجال الحساس المهم ما انطبق على سابقه على مستوى السيطرة الجوية، فالمقاومة في الضفة المحتلة لا تملك أي إمكانيات على مستوى “الحرب الإلكترونية”، ولا يبدو أنها يمكن أن تتحصل على ذلك في الفترة المقبلة، فالظروف المحيطة بها وبعملها، والتضييق والحصار والمطاردة، وسيطرة العدو على كل مداخل المدن الفلسطينية ومخارجها، يجعل من شبه المستحيل الحصول على إمكانيات من هذا القبيل، ولا سيّما أن إمكانيات كهذه لا تتوفر بسهولة، والأجهزة والأدوات المطلوبة لمثل هذا العمل ليست موجودة في متناول الجميع.

بناءً على ما تقدَّم من مقارنة للقدرات التسليحية، والإمكانيات القتالية، والسيطرة الجوية والبرية والإلكترونية، بين “الجيش” الإسرائيلي من جهة، والمقاومين والمقاتلين من جهة أخرى، والتي أظهرت تفوقاً هائلاً لمصلحة “جيش” العدو يصعب الحد من تأثيراته أو التقليل من تداعياته، فإن على المقاومين الأبطال اختيار أفضل السبل لمواجهة هذا التفاوت في القدرات والإمكانيات، وتقليل الفجوة الناتجة من هذا التفاوت إلى حدها الأدنى، والعمل على تحويل التهديد الذي تشكّله هذه القوة الكبيرة التي يملكها عدوهم إلى فرصة سانحة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوفه. وفي المقابل، خفض خسائرهم إلى حدها الأدنى.

ورغم أنّ هذا الأمر صعب ومعقّد في ظل اختلال واضح في موازين القوى، فإنه، ومن خلال تغيير جوهري في تكتيكات القتال، لا سيما داخل المدن والمخيمات، يصبح وارداً وممكناً، فتحويل أسلوب القتال المفتوح الذي يعتمد على جرأة المقاتلين وحماستهم، إلى أسلوب “حرب المدن”، سيغيّر كثيراً من شكل المعركة، وسيحقق الكثير من الإنجازات التي افتقدناها خلال العام الماضي.

في الجزء الثاني، سنتحدث بإذن الله باستفاضة عن أسلوب “حرب المدن” وكيفية استغلال كل التفاصيل الصغيرة في ساحة العمليات، وسنحاول إجراء مقاربة عملية بين الجانب النظري لهذا الأسلوب وطبيعة الأرض والجغرافيا في مدن الضفة للحصول على أفضل النتائج الممكنة.

Exit mobile version