الشيخ: انعقاد المجلس المركزي قيّم العلاقة مع الاحتلال

رام الله – مصدر الاخبارية

قال القيادي في حركة فتح حسين الشيخ: إن ” انعقاد المجلس المركزي قيّم العلاقة مع الاحتلال وفق قواعد وقوانين وإجراءات وخطوات محسوبة تخدم مصالح شعبنا العليا وتقصر عُمر الاحتلال لأرضنا، وجاء ليؤكد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.

وأضاف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير “الشيخ”، خلال الندوة السياسية التي نظمتها حركة “فتح” إقليم أريحا والأغوار، أمس الأحد، تحت عنوان “منظمة التحرير رغم المخاطر والتهديدات ثبات وانتصارات”، أن المجلس المركزي كلّف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بوضع الآليات المناسبة لتطبيق قرارات المجلس المركزي، عبر جملةٍ من الإجراءات تُراعي مصالح شعبنا.

وأشار القيادي “الشيخ”، إلى أن الثورة الفلسطينية جاءت لتُعطي نور الشمس للشعب الفلسطيني وهي التي صنعت الهوية الوطنية، ومنذ انطلاق الثورة والمؤامرة مستمرة لضرب وحدانية التمثيل للشعب الفلسطيني من أجل ضرب شرعية النضال الفلسطيني.

وأكد الشيخ، أن القيادة الفلسطينية وبالرغم من كل الضغوط متمسكة بالثوابت الوطنية، وقبلتها السياسية هي فلسطين، وثباتنا وصمودنا هو سلاحنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

أقرأ أيضًا: صحيفة عبرية: حسين الشيخ لن يكون خليفة عباس لهذا السبب

وشدد على أن شعبنا الفلسطيني صنع تاريخًا مشرقًا ومشرفًا، ونضال شعبنا مستمر منذ الانطلاق وحتى اليوم من أجل إنهاء الاحتلال، وصراع الشعب الفلسطيني الأساسي ومعركته مع الاحتلال، ولن نسمح لأيٍ كان باختطاف قرارنا الوطني المستقل الذي قدمنا في سبيل الحفاظ عليه آلاف الشهداء والجرحى.

من جانبه، قال محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل: إن “شعبنا بكل مكوناته يقف خلف القيادة في معركتنا المستمرة لإحقاق الحقوق الوطنية المتمثلة في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران عام 1967”.

أما أمين سر حركة “فتح” في المحافظة نائل أبو العسل، أكد على أن الحركة ستبقى رائدة النضال الفلسطيني وحامية المشروع الوطني، برغم المؤامرات والمحاولات الرامية لضرب المشروع الوطني، وحركة “فتح” ستبقى رأس الحربة في مواجهة الاحتلال.

فيما تناولت الندوة السياسية عددًا من المحاور، وأطلع “الشيخ” المشاركين على آخر المستجدات والتطورات على الساحة السياسية.

تجدر الاشارة إلى أن الندوة حضرها كلٌ من مدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود نظمي مهنا، وعدد من أعضاء المجلس الثوري لحركة “فتح”، وقادة الأجهزة الأمنية، وممثلو الفعاليات الرسمية والشعبية وكوادر حركة “فتح” بالمحافظة.

حماس لـ”مصدر”: جاري تشكيل تكتل وطني للحفاظ على المنظمة وعدم اختطافها

خاص – مصدر الإخبارية

قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اليوم السبت، إنه يجري تشكيل “تكتل وطني فلسطيني يدير حواراً وطنياً جاداً بمشاركة الفصائل الوازنة على الأرض”، من أجل “الحفاظ على المنظمة وعدم اختطافها من قبل القيادة الحالية”.

وأوضح المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم في تصريح لمصدر الإخبارية، أن هذا التحرك سببه “المواقف والتصريحات التي جاءت بعد الحالة غير المسبوقة من التفرد بالمنظمة، ومؤسساتها وقراراتها التي تمارسها القيادة الحالية للمنظمة والسلطة”.

وأضاف قاسم: “أوضح صور هذه الحالة، عقد المجلس المركزي بهذه الطريقة بغياب كبرى الحركات الفلسطينية حركتي “حماس” والجهاد الإسلامي، وحتى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصيل الثاني في المنظمة لم تشارك”.

وتابع المتحدث باسم حركة حماس: “استشعرنا أن هناك خطراً كبيراً على المنظمة وحضورها السياسي والوطني، وهناك اختطاف حقيقي للقرار والمؤسسات سواءً مؤسسات السلطة أو المنظمة من خلال التعيينات التي تحصل بهذه الطريقة”.

وأضاف: “يجب أن يكون هناك جهد وطني فلسطيني جماعي لإنقاذ المنظمة والحفاظ عليها من أجل إيجاد مسار إعادة بنائها لما يضمن مشاركة الكل الفلسطيني”، مشيراً إلى أن “الحديث يدور حول تشكيل تكتل وطني فلسطيني يدير حواراً جاداً وطنياً حيث يضع تصوراً للحفاظ على المنظمة وعدم السماح للقيادة الحالية باستمرار اختطافها وعدم استمرار التفرد فيها كما هو حادث الآن”.

وأردف ” تشكيل تكتل وطني يحتاج لحوار ونقاشات بين الفصائل الفلسطينية ووضع تصورات ووضع برامج عمل”، مجدداً التأكيد على أن “الحديث يدور عن جهد وطني مشترك مع الفصائل الحقيقية الوازنة على الأرض من أجل الحفاظ على المنظمة كخطوة أولى من أجل إعادة بنائها وإصلاحها بما تضمن مشاركة الكل الفلسطيني”.

إقرأ/ي أيضاً  حركة حماس تستنكر تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي بشأن القدس

محمود عباس وقرار تصفية منظمة التحرير

غزة – مصدر الاخبارية

بقلم: مصطفى الصواف

قرار محمود عباس تصفية منظمة التحرير ومؤسساتها، باعتبارها جزء من السلطة ومؤسساتها، أي إعتبار المنظمة بمجالسها الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية جزء من مؤسسات السلطة التي نشأت بعد إتفاق أوسلو، وهذا يشير إلى أن المنظمة التي أنشأت في عام ١٩٦٤ والتي اعترفت بالكيان بعد أوسلو عام ١٩٩٣ والتي بقرار منها كانت السلطة الفلسطينية كأداة من أدوات تنفيذ أوسلو الذي أعترف بعد إعتباره كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بالكيان وحقه في الوجود، هذه المنظمة اليوم باتت جزءًا بسيطًا مما تتكون منه مؤسسات السلطة التي يديرها فريق أوسلو.

أنا لست خبيرًا بالقانون حتى أبدي رأيا قانونيًا بالقرار، ولكن من الناحية المنطقية والشكلية والواقعية فإن القرار في جوهرة يلغي المنظمة ويصفي مؤسساتها ويعتبرها تركة تحول إلى السلطة لتصفية ممتلكاتها وهياكلها المختلفة.

وهذا قرار أعتبره قرارًا جميلًا لمن يريد أن يرى الأمور أكثر وضوحًا مما كانت عليه سابقًا، أو أعترى عينيه سحابة ولم تعد الأمور واضحة أمامه فأصبح مترددًا ومرتعشًا في رسم السياسة والقرار الذي يريد، كون الصورة لم تكن واضحة بعد كل سنوات التيه التي عاشها دون فهم لما يُخطط له ولما ستكون عليه الأمور.
قرار عباس معناه الفعلي والحقيقي إنهاء ما يسمى بمنظمة التحرير والتي سببت له صداعًا كبيرًا وحيرة أكبر للبحث عن مخرج ووسيلة لتصفية المنظمة،

فكان القرار باعتبارها تركة ألت إلى السلطة، وهذا يعني نهاية هذه المنظمة، وأن السلطة أصبحت المتحكم في الشأن الفلسطيني، وهذا يعني أن الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين المحتلة من عام ٤٨ ليس فلسطينيًا بل مواطن عربي يعيش في دولة الكيان، وكذلك اللاجئ الذي يعيش اللجوء في البلدان المحيطة بفلسطين ليس فلسطينيًا بل هو مواطن من الدرجة الثانية في البلد الذي يعيش، والفلسطيني سابقًا ويعيش في أوروبا وأمريكا وأسيا هو ليس مواطنًا فلسطينيًا فهو مواطن في الدولة التي يعيش فيها.

إذن ماذا ينتظر من يعمل على أحياء المنظمة، وإعادتها لسيرتها الأولى التي قامت من أجلها بعد قرار التصفية الذي أصدره عباس؟ ، هل هناك مجال للحديث عن جسم انتهت صلاحيته وأصبح تركة تديرها سلطة أوسلو.

لذلك من لازال يؤمن بأن فلسطين كل فلسطين هي ملك للشعب الفلسطيني ويسعى إلى إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني ، هذا الذي يؤمن بذلك عليه أن يعلن عن هيكل أو مسمي تنظيمي جديد مع من يؤمن بما يؤمن طالما أنه لم يعد يوجد هذا الجسم الذي تم تصفيته بقرار عباس.

اليوم الكل الفلسطيني الذي يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه، وإقامة دولته، ومقاومته للمحتل الغاصب أن يخرج عن صمته ويعلنها بكل وضوح عن تشكيل ليس بديلا للمنظمة بل جسما قائمًا بذاته وله أهدافه السامية التي يؤمن بها لكي يحمل مشروع التحرير، ويعتبر كل السنوات الماضية كانت حلما جميلا، ولكن لم ير النور، واليوم بات مطالبا بعد أن أفاق أن يعمل على تشكيل جسمًا جديدًا يحمل القضية والهم والشعب ويأخذ بيده إلى بر الأمان وهو قادر على ذلك.

يُمكنكم متابعة المزيد من المقالات من خلال تصفح موقع شبكة مصدر على شبكة الانترنت.

الشعبية تُحذر من محاولات السطو على مؤسسات منظمة التحرير

غزة – مصدر الاخبارية

حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من محاولات السطو على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال استمرار تهميشها ومخطط إلحاقها لتكون جزءًا من مؤسسات السلطة، وهو ما دلل عليه القرار الصادر عن الرئيس محمود عباس والمؤرخ بتاريخ 8/2/2022 لسنة 2022 بشأن دعاوى الدولة.

وأضاف الجبهة الشعبية خلال بيان صحفي لها وصل مصدر الاخبارية نسخة منه: بموجب القرار تُدرج مؤسسات المنظمة ضمن دوائر دولة فلسطين، ما يُعد تعديًا خطيرًا على مكانة المنظمة بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، والمظلة الأكبر لكل مؤسسات الشعب الفلسطيني.

ودعت “الشعبية” إلى ضرورة العمل على سحب القرار الخطير، والتأكيد على مكانة منظمة التحرير كمظلة جامعة لشعبنا الفلسطيني، مؤكدة أن استمرار العبث بمؤسسات شعبنا الوطنية وفي مقدمتها منظمة التحرير له مخاطر سياسية وقانونية كبيرة على قضيتنا وتمثيل شعبنا في المحافل العربية والدولية”.

وأشارت إلى أن ما ورد في المادة الأولى من اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية دائرةً من دوائر الدولة، تخضع لولاية المحاكم النظامية في السلطة، يؤكد أن مسلسل تهميش دور منظمة التحرير مستمر ووصل إلى منحنى خطير متمثل في تقزيمها عبر نصٍ قانوني يصنفها كدائرة من دوائر (الدولة).

وأكدت الجبهة الشعبية، أن الأساس لأي تشريع يتعلق بمنظمة التحرير هو الشعب الفلسطيني، ووفقاً للنظام الأساسي للمنظمة فهو يقع في صُلب اختصاص مؤسساتها، وفي هذه الحالة فالمُختص بإصدار كل ما يتعلق بسياسة المنظمة ومخططاتها وبرامجها والتزاماتها وحقوقها هو المجلس الوطني الفلسطيني.

ولفتت إلى أن المحاولات المستمرة من القيادة المتنفذة لتقزيم منظمة التحرير ودورها وحصرها بمؤسسات السلطة يضع تمثيل أكثر من 7 مليون لاجئ فلسطيني في الشتات في مهب الريح، والأصل إعادة الاعتبار لمؤسسات المنظمة ودور المجلس الوطني فيها، بحيث يكون معبراً عن كل الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده بالانتخاب ما أمكن ذلك والتوافق إن تعذر، للمحافظة على دور المنظمة وتمثيلها للشعب الفلسطيني، وليس العكس بالإمعان في سياسة التفرد والتقزيم والتهميش وصولاً لحد اعتبارها دائرة من دوائر السلطة.

ورأت “الجبهة الشعبية”، أن سياسة اصدار (قرارات بقانون) يُشكّل إمعاناً من قِبل القيادة الفلسطينية المتنفذة في تجاوز كل مبادئ الفصل بين السلطات وترسيخ لتركيز كل السلطات في يد فرد، ويعكس نية مسبقة للإبقاء على الوضع الحالي وتجاوز الضرورة الوطنية بعقد الانتخابات الشاملة “المجلس الوطني والتشريعي والرئاسة” وفق مخرجات التوافق الوطني الفلسطيني، وقرارات الإجماع الوطني.

وشددت على أن شعبنا الفلسطيني مازال يعيش مرحلة تحرر وطني، ومنظمة التحرير الفلسطينية لها مكانة مقدسة، لا يُسمح بمساسها بتاتاً، كونها تُشكّل عنوانًا أساسيًا من عناوين نضال شعبنا ضد الاحتلال الاسرائيلي.

ما بعد المركزي… مسؤوليتنا لحماية المجتمع ونسيجه الوطني

أقلام _ مصدر الإخبارية

بقلم/ جمال زقوت

بانعقاد المجلس المركزي، وبغض النظر عن طبيعة التباين وعمق الخلاف حول انعقاده، ومدى شرعية ما تمخّض عنه من قرارات تنظيمية، والأثر المدمر الذي قد يُحَوِّل حالة الانقسام حول السلطة إلى صراع معلن حول شرعية المنظمة وعليها، يستمر الانقسام ومعه يتواصل إصرار الأطراف المهيمنة على المشهد على جانبيّ الانقسام على رفض مراجعة المسار والسلوك السياسيين، وأثرهما على تدهور مكانة القضية الفلسطينية، ومعها سبل حياة ومعيشة الناس الذين يعانون من ممارسات الاحتلال المباشرة، سواء بفعل حصار قطاع غزة التي تحكمها حركة حماس ، أو جراء أبشع الانتهاكات التي تتعرض لها الضفة الغربية من قوات الاحتلال، سيما في القدس المحتلة التي يواجه أهلها حملة تطهير عرقي، خاصة في حي الشيخ جرّاح، وغيره من أحياء المدينة المحتلة، دون أن تحرك السلطة ساكنًا للخروج من هذه الدائرة الجهنمية.

يبدو أن الحالة الفلسطينية تحولت بصورة لا لُبس فيها من مرحلة كان من المفترض أن تكون طبيعتها الرئيسية هي التحرر الوطني، وما استدعته نشأة السلطة لمتطلبات البناء الديمقراطي كرافعة انتقالية للخلاص من الاحتلال، وما تفرضه هذه الطبيعة المركبة من ضرورة ارتكاز للحالة الجماهيرية ووحدتها وقدرتها على الصمود والمقاومة الشعبية، انتقلت من هذه الحالة ومتطلباتها، إلى مرحلة سلطوية جوهرها إقصاء الناس عن العملية السياسية الداخلية، وعن كونهم حاضنة للكفاح الوطني، ومتطلبات الحكم الديمقراطي، سيما لجهة حقهم في دورية إجراء الانتخابات العامة كوسيلة جوهرية للمشاركة السياسية. هذه المرحلة بكل تداعياتها السلطوية التي فعليًا لا يمكن تشبيهها سوى بأنظمة الحكم البوليسي التي لا تأبه بحقوق الناس، وهنا نؤكد أن حقهم الأول يتمثل بالمشاركة في وأد الانقسام بالوسائل السلمية والديمقراطية، وثانيًا المشاركة في وضع أسس التوزيع العادل لأعباء مواجهة الاحتلال، وثالثًا تعزيز قدرتهم على الصمود كركيزة أساسية لمواجهة مخططات الاحتلال ومركزية جوهر ما يطلق عليه المقاومة الشعبية في هذه العملية وصيرورتها ودينامياتها، وفي مقدمتها الحق في حرية الرأي والتعبير والتظاهر والتنظيم، وهذه مسؤولية الحكومة “أي حكومة”، فما وصلت إليه حالة الانقسام وإدارة الظهر لمثل هذه القضايا التي بدون وضعها أولوية عليا على جدول الأعمال الوطني و الحكومي الممارسين وليس لمجرد مضغ الكلام ، تكون اسرائيل تقدمت خطوة خطيرة لتنفيذ استراتيجيتها في احتواء القضية الفلسطينية، ونقلها لمجرد بحث الأغلبية عن لقمة العيش التي يمكن توفيرها في سوق العمل الاسرائيلي، وهذا هو ” السلام الاقتصادي” ولا شئ غيره.

هذه المعضلات الجوهرية التي تتراكم على مدار سنوات أوسلو، والفشل المزمن ” إلا من رحم ربي” في بلورة فلسفة حكم تجمع بين مهمتيّ التحرر الوطني والبناء الديمقراطي، شكّلتا ركيزة الانقسام واستمراره بكل تداعياته. وفي الواقع، فإن هذا الأمر خلق تناقضًا بنيويًا خطيرًا في بنية كلٍ من الحركة الوطنية والسلطة المنقسمة والمهيمنة على المشهد. ففي وقت يسيطر طرفيّ الانقسام على فتات الموارد التي تبقيها اسرائيل في يدها، فإن هذه الموارد تهدر خارج العملية الوطنية، إن لم تكن تُبدد بصورة كبيرة جراء الفساد المستشري على ضفتيّ الانقسام. بينما تعاني الأغلبية الشعبية من سياسات الإفقار والحصار وقلة الإمكانيات التي تعزز صمودها، وتمكِّنها من مواجهة تحديات هذا الواقع. ذلك كله في ظل حالة من قلة الحيلة والتدوير الذاتي للأزمة السلطوية.

أمام هذه الحالة المعقدة والتي تزداد تفككًا، لابد من تحديد الأولويات الشعبية، وفي مقدمتها حماية النسيج الوطني للمجتمع الفلسطيني، وترسيخ متطلبات السلم الأهلي وروح التضامن الاجتماعي كركائز أساسية للصمود الوطني والميداني ومنع الانهيار. إن إنجاز هذه المهام الكبرى يستدعي استراتيجية متوسطة المدى لإعادة بناء الحركة الوطنية بمكوناتها الاجتماعية والسياسية والثقافية، من أدنى لأعلى وليس العكس، وهنا تبرز الحاجة لإنشاء لجان شعبية في كافة أماكن الوجود الفلسطيني، سيما في الضفة والقطاع المحتلين، دون استثناء الشتات. وبحيث يجري تدريجيًا تجديد بنى الحركة الوطنية وصون الطابع الوطني العلماني لمنظمة التحرير ومؤسساتها الجامعة، ومرة أخرى كركيزة للدفاع عن الحقوق الوطنية وفي مقدمتها الحق المطلق في تقرير المصير، وبما يشمل حق العودة.

الانتخابات البلدية

في هذا السياق، يمكن، بل ويجب، النظر للحراك الجاري حول الانتخابات المحلية لإنتاج مجالس بلدية وظيفتها تعزيز قدرة الناس على الصمود من خلال تقديم خدمات محترمة على أسس من العدالة والحكم الصالح والرشيد على مستوى البنى المحلية، وتكامل دورها مع مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الوطنية التي تعبر عن مضمون حقوق الناس المدنية منها والاجتماعية والاقتصادية، وحقهم الطبيعي في الأمن والسلم المجتمعيين.

إن ما يجري من تحشيد وامتداد تباينات تبعات واقع الانقسام في مجرى التحضير والمنافسة بين القوائم الانتخابية، أو انحرافها نحو العقلية العشائرية المنغلقة، سيما في عدد من المدن الرئيسية والكبرى، على حساب الإنجازات الوطنية والديمقراطية التي راكمها شعبنا في مجرى نضاله الطويل ضد الاحتلال، سيما ما ولّدته الانتفاضة الشعبية الكبرى، إنما، وفي حال تسيّده سيُشكل ضربة قاصمة لأي جهد وطني يهدف إلى حماية النسيج الاجتماعي. فالتنافس على خدمة المواطن وإعلاء شأن المواطنة يتّسع للجميع وهو المدخل ليس فقط لصون وحدة المجتمع ونسيجه الوطني، بل ولحماية تلك القيم التي راكمها النضال الوطني والموروث الكفاحي التقدمي لشعبنا منذ ما قبل النكبة وحتى اليوم. هذا هو الطريق لكي تكون الانتخابات البلدية محطة لوقف الانهيار والإسهام في النهوض الوطني بتكامل دورها مع المؤسسات الأهلية والأطر الشعبية كرافعة لإعادة بناء المشروع الوطني لكل الفلسطينيين في مواجهة عقلية الانقسام التي ساهمت في تفكّك وفشل الحركة الوطنية، وهذا أيضًا هو الطريق لمواجهة مخططات الاحتلال في إحداث مزيد من تمزيق الكيانية الوطنية ومخططاتها التي طالما سعت للتعامل مع البلديات كحصان طروادة لوأد الوطنية الجامعة، وترسيخ الكانتونات المعزولة عن بعضها، كما سعت في مراحل سابقة. غنيٌّ عن القول أن رفض إجراء الانتخابات البلدية في قطاع غزة إنما يعبر عن عمق نزعة الهيمنة والإقصاء لحكم الأمر الواقع في القطاع والاستعداد للتعايش مع مشاريع الكانتونات التي تمضي اسرائيل بها قدمًا.

درس جامعة بيرزيت

دون التقليل من أهمية الوفاق الذي توصلت إليه الحركة الطلابية في الجامعة وإدارتها، والذي أفضى لإعادة العملية التعليمية لمسارها، إلا أن دروسًا جوهرية يجب التوقف عندها إزاء تلك الأزمة التي كادت أن تعصف بواحدة من أهم الإنجازات الوطنية ممثلة بجامعة بيرزيت ورمزيتها الوطنية والتعليمية، ويأتي في مقدمتها أن تلك الأزمة هي أحد أعراض أزمة الحركة الوطنية التي تنهشها العقلية “الفصائلية الميليشياوية” الانهزامية، والتي تغطي على فشلها بروح الابتزاز السلطوي، التي تترافق مع غياب الحساسية الجماهيرية لوسائل الإدارة في مجتمع هو بأقصى درجات الحاجة للتكامل والتضامن بين مختلف مكوناته.

وأما الدرس الآخر، فإن التعليم والمؤسسات التعليمية، وحتى تستعيد دورها الوطني والديمقراطي كمنارات للمعرفة ودورها في التنمية المجتمعية، يجب أن تُحمى من التدخلات السلطوية والفصائلية على حدٍ سواء، فبالقدر الذي يجب أن يكون الحراك الجامعي قائم على التعددية واحترام قواعد الديمقراطية في العلاقة بين الكتل الطلابية وقواعدها وبينها وبين إدارة الجامعة، لابد من رفع يد المؤسسة الأمنية عن الأنشطة الطلابية طالما تعمل في إطار أنظمة وقوانين الجامعة ومكانتها الوطنية؛ لأن تسرب الخراب أو التخريب لمثل هذه المؤسسات الوطنية وفشل المجتمع أو عجز السلطة عن إيجاد مخارج محترمة لأزماتها سيكون له عواقب وخيمة لن تُحمد عقباها.

أخيرًا، إن الحفاظ على الطابع الوطني التعددي للمجالس البلدية والدور التنويري والتقدمي العلماني للمؤسسات التربوية والتعليمية، واستنهاض القدرة التكاملية لمؤسسات المجتمع الأهلية والشعبية، يشكل روافع وبنية تحتية، بل، وصمام أمان لوحدة المجتمع، ولكنها لن تكون بديلة عن إعادة بناء المؤسسات الوطنية الجامعة وبما يشمل جميع تجمعات الشعب الفلسطيني دون استثناء. فنجاح اسرائيل في تدمير فرص حل الدولتين والاستمرار بمشروع الاستيطان الاستعماري، يطرح على الشعب الفلسطيني ضرورة استعادة وحدة الشعب وحركته الوطنية الجامعة والممثلة لكل أطيافه وتجمعاته، بما في ذلك داخل الخط الأخضر. فالصراع اليوم بات على الرواية والأحقية في الوجود و التسليم بالحق في تقرير المصير.

فتح تُهاجم حماس والفصائل والسبب !

رام الله – مصدر الاخبارية

هاجمت فتح، اليوم الخميس، حركة حماس والفصائل التي تخلفت عن حضور دورة المجلس المركزي الأخير الذي انعقد في مدينة رام الله بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادات فتحاوية وفصائلية من الضفة الغربية وقطاع غزة.

بدورها قالت أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية المحسوب على حركة فتح منى الخليلي: إن ” حماس والفصائل المقاطعة لدورة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، هم من أقصوا أنفسهم”.

واتهمت أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية خلال تصريحاتٍ لقناة “عودة” تابعها “مصدر الاخبارية“: حماس والفصائل بالطعن في أي جهد جماعي ووطني تقوم به حركة فتح، داعيةً حماس إلى الجلوس تحت القبة الشرعية، أي منظمة التحرير ومؤسساتها.

وطالبت “الخليلي” حركة حماس والفصائل بضرورة السعي للحوار الوطني الحقيقي، عبر الانضواء تحت منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها ممثلًا شرعيًا ووحيدًا لشعبنا الفلسطيني، مؤكدةً أن الخاسر الحقيقي من حالة التشرذم القائمة في الوقت الحالي هي دولة فلسطين.

وأشارت الخليلي، إلى أن “قرارات المجلس المركزي المنعقد بمدينة رام الله، جاءت بعد نقاشٍ مُطول، استنادًا إلى التطورات الداخلية والإقليمية الدولية المحيطة بالقضية الفلسطينية، وهي قراراتٌ ذات مسؤولية كبيرة، وبمثابة خُطة استراتيجية لما ستقوم به المنظمة خلال الفترة القادمة”.

اقرأ أيضًا انعقاد المجلس المركزي.. ضرب تطلعات الشعب بعرض الحائط وترسيخ للانقسام

في سياق منفصل، أشار الأمين العام لاتحاد الفلاحين جمال الديك المحسوب على حركة فتح، إلى أن حركة حماس وبعض الفصائل لن تُصغي للوحدة الوطنية، إلا بعد الحديث مع بعض الدول الإقليمية المجاورة. وفق حديثه.

وأضاف الديك خلال تصريحات له تابعها موقعنا: ” حماس وبعض الفصائل ترى نفسها بديلًا عن منظمة التحرير الفلسطينية”، متهمًا “حماس” بعدم إيمانها بالمشروع الوطني الفلسطيني.

وشدد الديك، على أن الوحدة الوطنية التي تُنادي به فتح ليست شعارًا، بل احتياج يتطلب تكاتف حماس والفصائل تلبيةً لطموحات شعبنا الفلسطيني، والقفز عن المصالح الشخصية، واعتبار الوحدة واجبًا نضاليًا وأخلاقيًا ينبغي التمسك به والمحافظة عليه.

من جانبها، رأت عضو المجلس المركزي بحركة “فتح” هيثم عرار، أن أقصر الطرق للوصول إلى الوحدة الوطنيّة، هي جلوس جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، داعية حماس إلى اتخاذ قرارات عبر تحكيم العقل تلبية لطموحات وآمال شعبنا الفلسطيني.

وأوضحت عرار خلال تصريحاتٍ لها، أن المجلس المركزي لـ فتح اتخذ قرارًا بتعليق الاعتراف بدولة الاحتلال، وإيقاف العمل بكافة بنود اتفاقية (أوسلو)، وذلك فيما يتعلق بالشقين الأمني والاقتصادي، نظرًا للتعنت الإسرائيلي، مشيرةً إلى أن هنالك تصعيدًا للمقاومة الشعبية عبر أشكالها المتعددة.

جدير بالذكر أن اجتماع المجلس المركزي الأخير، أحدث انقسامًا فلسطينيًا جديدًا داخل الفصائل، التي رأت في انعقاده عدم الشرعية وأنه عبارةٌ عن دَر للرماد في العيون.

تقرير “العفو الدولية” يذكّر العالم بأن الصهيونية حركة عنصرية

آراء_ مصدر الإخبارية

بقلم/ مصطفى ابراهيم

أثير جدل صاخب في الساحة الفلسطنية حول شرعية عقد المجلس المركزي الفلسطيني، في ظل مقاطعة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير” وحركة المبادرة الوطنية والجبهة الشعبية العامة وقوات الصاعقة، وكذلك حركتي حماس والجهاد الاسلامي.

وتتهم عدد من الفصائل الفلسطينية، حركة “فتح” التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ”التفرد” في قيادة الشعب الفلسطيني وعدم اتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء الانقسام الداخلي، وعقد المجلس المركزي يعمق الانقسام، ويذهب باتجاه تعزير العلاقة مع دولة الاحتلال بدلا من قطع العلاقة معها بناءً على توصيات المجلس المركزي في الاعوام 2015، و 2018.

في ظل هذا الجدل وتعميق الانقسام في الساحة السياسية الفلسطينية، أعلنت منظمة العفو الدولية “أمنستي” عن تقريرها الذي حمل عنوان: “نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) الإسرائيلي ضد الفلسطينيين: نظام قاسٍ يقوم على الهيمنة وجريمة ضد الإنسانية”. ويشير التقرير إلى ان عمليات الاستيلاء الهائلة على الأراضي والممتلكات الفلسطينية، وأعمال القتل غير المشروعة، والنقل القسري، والقيود الشديدة على حرية التنقل، وحرمان الفلسطينيين من حقوق المواطنة والجنسية تشكل كلها أجزاءً من نظام يرقى إلى مستوى الفصل العنصري بموجب القانون الدولي.

تقرير أمنستي جاء بعد عدد من التقارير الدولية الحقوقية الدولية مثل “هيومان رايتس ووتش” التي أصدرت  في العام 2021، تقريراً تتهم فيه إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري وهذا ما تمارسه،. كما صدر قرار مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة على اثر “هبة الكرامة” في القدس وانحاء فلسطين في أيّار/مايو الماضي وتبعه العدوان الاسرائيلي العسكري على قطاع غزة، واتهم القرار إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وأقرّ انتداب لجنة تقصي حقائق في الجرائم الإسرائيلية في كل فلسطين باعتبار إسرائيل تتحكّم بكل مناطق فلسطين بما فيها مناطق 48، وتمارس سياسات عنصرية.

وفي العام 2017 اصدرت اللجنة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا التابعة للأمم المتحدة (إسكوا). تقريراً اتهم إسرائيل بتأسيس نظام فصل عنصري “أبرتهايد” وأوصى المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بشرعية نظام الأبرتهايد، أو التعامل معه أو تقديم المساعدة له والتعاون للقضاء على هذا النظام البغيض، وإعادة تفعيل قرارات مناهضة الأبرتهايد، وإحياء الآليات التي كانت تستخدم أيام نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا.

هذه التقارير مجتمعة أعادت للأذهان حقيقة دولة الاحتلال والحركة الصهيونية بإنها عنصرية إرهابية.

في العام 1991، ألغت الأمم المتحدة قراراها رقم (3379) الذي اتخذته عام 1975، وساوى الصهيونية بالعنصرية، القرار الأممي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث جاء في القرار: “أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري”، وطالب القرار جميع دول العالم بمقاومة الأيديولوجية الصهيونية التي تشكل خطراً على الأمن والسلم العالميين.

منذ ذلك الحين لم تنجح الدول العربية في إعادة الإعتبار لذاتها المهزومة أمام اسرائيل العنصرية وراعيتها الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت وراء إلغاء القرار وقد صاغ قرار الإلغاء نائب وزير خارجيتها في ذلك الوقت لورانس إيغلبرغر، وجاء فيه: “تُقرّر الجمعية العامة نبذ الحكم الوارد في قرارها رقم 3379”.

إلغاء القرار جاء جراء التغيرات التي حدثت في العالم وانهيار الإتحاد السوفيتي وبروز النظام العالمي أحادي القطب، ومنذ ذلك الوقت تتجلى عنصرية دولة الاحتلال الصهيونية بأبشع صورها، من نهب للأرض الفلسطينية وفرض قوانين عنصرية وإستكمال مشروعها الإستعماري الإستيطاني على كامل أراضي فلسطين.

تقرير “آمنيستي” وغيره من التقارير أعادت إلى الأذهان حقيقة دولة الاحتلال والحركة الصهيونية بإنها عنصرية إرهابية.
كيف ستتمكن القيادة الفلسطينية من التعامل مع تقرير “أمنستي” وغيرها من التقارير الحقوقية الدولية، في ظل ما تخطط له دولة الاحتلال من سلام اقتصادي غير موقع وتسهيلات اقتصادية ودعم وتعزيز السلطة الفلسطينية من خلال التنسيق الامني؟ وفي ظل تنكّردولة الاحتلال لحقوق الفلسطينيين وحل الدولتين وما يسمى بالعملية السلمية، والاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين؟

في ضوء ذلك هل ستعمل القيادة الفلسطينية على إعادة العمل للضغط على المجتمع الدولي واعادة تعريف الصهيونية بانها حركة عنصرية، واصدار قرار من الجمعية العامة للامم المتحدة بذلك؟

للعلم، شكلت الدول العربية في القرن الماضي لجنة لدعم قرار إعتبار الصهيونية عنصرية وسميت “اللجنة العربية لمكافحة الصهيونية والعنصرية”، وعقّبت على إلغاء قرار الأمم المتحدة بأن هذه الخطوة جاءت إثر مساع محمومة بذلتها الولايات المتحدة، ونتيجة للنظام العالمي الجديد ذي القطب الواحد الآخذ بالتشكّل. ومن ضمن نشاطات اللجنة العربية أصدرت في  آذار (مارس) 1994 وثيقة سياسية ذكرت العالم أن دولة الإحتلال الصهيونية مشروع استعماري استيطاني قائم على التعصب المستند إلى معتقدات غيبية المفرطة في الخرافة والإستعلاء العنصري، وأن الصهيونية تستمد جذورها الأيديولوجية من إرث “الشعب المُختار” الإستعلائي العنصري، وأن المشروع الصهيوني يرتبط عضويًا بمشروعات الهيمنة الأميركية، ويهدف إلى إستنزاف العرب وإلحاق الإحباط والتخلف بأجيالهم، وإبقائهم عرضة للتمزق وقيد الهيمنة، وبالتالي، اعاقة التقدّم والنهضة والوحدة في الوطن العربي.

وفي ظل حالة الردة العربية وحركة التطبيع الغربي والتحالفات بين بعض الدول العربية واسرائيل، لا أمل قريباً بنهضة عربية جادة تدعم الحقوق الفلسطينية وقطع العلاقة مع دولة الاحتلال.

أسئلة حول اجتماع المركزي

أقلام _ مصدر الإخبارية

بقلم/ مصطفى إبراهيم

عُقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بأغلبية ونصاب قانوني كما أرادت وخططت له حركة فتح، والرئيس محمود عباس، الذي يدرك أن ثمن هذا النصاب هو تمزيق الساحة الفلسطينية وعلى حساب المصالحة والوحدة الوطنية، وسيبقى فاقدًا الشرعية الوطنية، من أجل تعزيز نظام سياسي وقيادة فقدت الشرعية والمشروعية، حتى بالعدد الكبير من الحضور وبروبغاندا الكوتة النسائية.

الفلسطينيون يدركون حجم الضغط والمقايضات التي تمت بين حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الصغيرة، ولا وجود لها في الشارع الفلسطيني، سوى البحث عن استمرار ضخ حصصها المالية من وزارة المالية، وامتيازاتها ومصالحها، ومناصب عبارة عن تكملة عدد لاستكمال شكل مؤسسات المنظمة.

هذه الفصائل تدرك ان الوعود بالالتزام بقرارات المجلس المركزي السياسية في العام 2015، و2018 ستبقى حبر على ورق من دون أي تغيير، وسياسة الرئيس عباس واضحة ولن تتغير.

تمنى الفلسطينيون لو جاء إجتماع المجلس المركزي وحدويا بعد فشل المشروع السياسي للرئيس عباس، وترسيخاً لمبدأ الديمقراطية في النظام السياسي الفلسطيني. إلا انه اختار أن يكون المجلس فئوياً وتعبيراً فاضحاً عن سمته الرئيسية خلال العقود الماضية، وهي التفرد والاقصاء، وانتظار الوعود الأميركية وتعميق التبعية لإسرائيل، عن طريق تهيئة السلطة لقيادة جديدة ترسخ تعزيز السلطة كأداة إسرائيلية.

فماذا سيحقق الرئيس عباس من انعقاد المجلس المركزي؟ خلال السنوات الماضية تغول الاحتلال الإسرائيلي بشكل خطير في حياة الفلسطينيين ويمارس سياسة استعمارية استيطانية ومحاولاته مستمرة في حسم الصراع.

والسلطة كل همها تقديم خدمات امنية مقابل تسهيلات اقتصادية وامتيازات لقيادة السلطة، وهل استطاعت رفع حاجز عسكري واحد من بين مئات الحواجز التي تقطّع أوصال الضفة الغربية المحتلة؟

المتابع لسيرة الرئيس عباس وسياسته وحكمه، أنه وعد الفلسطينيين باستمرار النضال الفلسطيني لنيل الحقوق الوطنية وإنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي الفلسطينية 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق “حل عادل” لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وليس “حق عودة” اللاجئين.

وهل انعقاد المجلس المركزي بهذه الطريقة سيعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وتمتين أواصر الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني، والعمل من خلال برنامج عمل وطني، وتطوير المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، وفي رعاية مصالح وحقوق اللاجئين الفلسطينيين في المنافي والشتات.
وهل حقق انعقاد المجلس المركزي مشاركة جميع القوى والفصائل والتيارات السياسية والاجتماعية والشبابية في صياغة القرار الوطني، وتفعيل مؤسسات ودوائر المنظمة، وتطوير عمل البعثات الدبلوماسية الفلسطينية، وهيئات الجاليات الفلسطينية في دول العالم.

وهل سيعمل المجلس على اتخاذات جذرية ثورية للتصدي لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بكل أشكاله، ووقف حملات الاعتقال اليومية وتدمير البيوت، وزيادة المستوطنات وعنف وارهاب المستوطنين وعمليات التجريف وتخريب المزارع والممتلكات، ورفع الحصار والاغلاقات، ورفع الحواجز، وإلغاء القيود على حركة المواطنين وتنقلهم في وطنهم وعلى المعابر.

بالطبع لا. فالرئيس أكد في خطابه أمام المجلس تمسكه بخيار السلام الاستراتيجي وإقرار برنامج السلام الفلسطيني، والالتزام المستمر باحترام الاتفاقات الموقعة، وبقرارات الشرعية الدولية، وانتظار الادارة الامريكية باستئناف ما تسمى العملية السلمية، ووسيلتها المفاوضات لإنجاز التسوية النهائية.

هل سيتخذ المجلس فرارت جذرية بالدفاع عن القدس وعمليات الاستيطان والتهجير، وإعطاء الأولوية لدعم صمود الفلسطينيين في القدس، التي ما تزال تتعرض لأبشع عمليات الاستيطان والحصار وهدم المنازل والإفقار وحملات الضرائب والتهجير.

وماذا عن أوضاع الفلسطينيين الكارثية التي يعيشونها، وتفشي البطالة والفقر والفساد والمحسوبية، والتزامات فلسطين بعد التوقيع على جملة من الاتفاقيات الدولية وغياب المشاريع والخطط والسياسات التنموية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والإسكانية في القدس، وحشد الدعم من الدول والمؤسسات واللجان والصناديق العربية.

وما هي الخطط والبرامج الذي سيتخذها المجلس للدفاع عن الأسرى والمعتقلين وجعلها أولوية وطنية، وأن يتصدر النضال للإفراج عن أسرى الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي جدول العمل الوطني.

وفي الوقت الذي كان يتم التحضير لانعقاد المجلس كانت تجري اشتباكات مسلحة بين عائلتين في الخليل والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وشعارات سيادة القانون وبناء دولة القانون والمؤسسات والمساواة والتسامح، لتكريس التعددية السياسية.

وضمان الحريات الأساسية وفي مقدمتها حرية التعبير وحرية العمل السياسي وتشكيل الأحزاب، لبناء دولة المؤسسات، والفصل بين السلطات. كل ذلك لم يبقى منه سوى رماد التفرد والتغول على المؤسسات وسحب صلاحياتها ووضعها في كف السلطة التنفيذية.

وكما هو معلوم فان شعار الخيار الديمقراطي من خلال الانتخابات، وضمان حرية العمل السياسي لجميع الفصائل والأحزاب، والذريعة انتظار الموافقة الإسرائيلية لإجراء الانتخابات في القدس.

ما نراه ونعيشه هو التغول على القضاء والمجتمع المدني، ومظاهر الفساد واستغلال المنصب والنفوذ، سيدة الموقف وشعارات تطوير أداء الجهاز الحكومي وفعاليته، وتكريس أسس الشفافية والنزاهة والمحاسبة، هي للاستهلاك اليومي.

عقد المجلس المركزي وقرارته متوقعة ومعلومة والعنوان واضح، والرئيس عباس ما يزال يمارس ما يفكر وما يؤمن به، واستفرد بحركة “فتح” ومنظمة التحرير والقرار الفلسطيني برمته، وينتظر موافقة امريكا وإسرائيل على البدء في مفاوضات، وركونه للوعد الأمريكي حتى أصبح وهماً.

وستظل المنظمة غطاء لتكريس التبعية للاحتلال وتثبيت شخصيات تعمل لمصالحها على حساب القضية والمشروع الوطني، ومن دون تطوير، ولم تعد كما كانت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.

المجلس المركزي.. وعود بقرارات حاسمة ونتائج مخيّبة للفلسطينيين

خاص – مصدر الإخبارية

قرارات حاسمة ومصيرية وعد بها الرئيس عباس قبيل انطلاق دورة المجلس المركزي الذي انعقد الأحد برام الله، ليفاجأ الشارع الفلسطيني بأن مجمل القرارات هي تعيينات شواغر في منظمة التحرير الفلسطينية.

“لا تمثلنا من قريب أو بعيد”

عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر جدد التأكيد على موقف الجبهة من انعقاد المركزي، مشيراً إلى أنه غير قانوني وغير دستوري، وغير شرعي.

وأكد مزهر في حديث لشبكة مصدر الإخبارية، اليوم الثلاثاء، أن كل القرارات الصادرة عن المركزي لا تمثل الجبهة الشعبية، مضيفاً: “نحن غير ملزمين بما صدر عن المجلس، وقدمنا مبادرة سياسية تؤكد أن الأولوية هي إنجاز المصالحة المبنية على الشراكة”.

وبيّن أن الأجدر على القيادة الفلسطينية اتخاذ خطوات لحوار جدي شامل مفتوح يتم دعوة الجميع له، لإقرار استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال والتهويد والاعتقال، كما أن الأجدر تطبيق قرارات مخرجات اجتماعات الامناء العامين والإفراج عن قرار الانتخابات وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير، وتشكيل مجلس وطني جديد للتأسيس لمرحلة جديدة لمواجهة الاحتلال.

وختم مزهر بالقول: “كل القرارات التي صدرت لا تمثلنا لا من قريب ولا من بعيد ولسنا جزء منها”.

إعادة تموضع لفريق أوسلو

القيادي في حركة حماس فوزي برهوم يرى أن المجلس المركزي انفصالي انقسامي ولا يمثل الشعب الفلسطيني، وليس له شرعية وطنية.

وقال برهوم لشبكة مصدر الإخبارية إن السلطة مغتصبة للقرار ومتفردة بالحالة الفلسطينية، مضيفاً: “نرفض مثل هذه المجالس وقراراتها لا تمثل المزاج العام الفلسطيني ونؤكد على ضرورة تشيكل حالة فلسطينية مقاومة للاحتلال”.

وتابع: “ما جرى في المركزي هو إعادة تموضع لفريق أوسلو والتنسيق الأمني مع الاحتلال وانحراف خطير لمنظمة التحرير، ونريد تجسيد حالة وطنية مجمعة لتحرير فلسطين بكافة أدوات المقاومة”.

“لا يمثل إلا المجتمعين”

رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، شدد على أن المجلس المركزي الذي انعقد لا يمثل الشعب الفلسطيني، ولا حتى منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال “الهندي” في تصريحات، مساء الاثنين، إن “المركزي لم يمثل إلا المجتمعين وحركة فتح وملحقاتها من فصائل لم تحصل مجتمعة سوى على مقعدين من أصل 132 مقعداً في انتخابات المجلس التشريعي”.

ولفت إلى أن قرارات المجلس ليس لها أي انعكاسات سياسية؛ موضحاً أن انعقاد “المركزي” بهذا الشكل وتجاوز كل المطالب الفلسطينية بالحوار والتوافق “يعمق الانقسام، ويعزز التفرد ويلحق الضرر بالقضية الفلسطينية”.

اقرأ أيضاً: بالأسماء.. المركزي يستكمل الشواغر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير

بالأسماء.. المركزي يستكمل الشواغر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير

رام الله – مصدر الإخبارية

استكمل المجلس المركزي خلال جلسته المنعقدة برام الله لليوم الثاني، الشواغر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأعلن المركزي اليوم الاثنين عن تعيين حسين الشيخ عن حركة “فتح” بدلاً عن الراحل صائب عريقات، و محمد مصطفى بدلا عن حنان عشراوي التي قدمت استقالتها، وفريد سروع (رمزي رباح) بدلا عن تيسير خالد الذي قدم استقالته.

كما تم انتخاب رمزي خوري رئيساً لمجلس إدارة الصندوق القومي، ووفقاً للنظام السياسي أصبح عضوا في اللجنة التنفيذية.

في حين أعاد الرئيس محمود عباس أسماء أعضاء اللجنة التنفيذية بكاملها، وجدد المجلس المركزي ثقته بها وأصبحت كالتالي:

  • الرئيس محمود عباس، رئيس اللجنة التنفيذية.
  • عزام الأحمد.
  • زياد أبو عمرو.
  • أحمد مجدلاني.
  • واصل أبو يوسف.
  • أحمد بيوض التميمي.
  • علي أبو زهري.
  • فيصل عرنكي.
  • بسام الصالحي.
  • صالح رأفت.
  • عدنان الحسيني.
  • أحمد أبو هولي.
  • حسين الشيخ.
  • رمزي رباح.
  • محمد مصطفى.
  • رمزي خوري.

ومساء الأحد، انطلقت في قاعة أحمد الشقيري بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، ، أعمال الدورة الـ31 للمجلس المركزي الفلسطيني.

وحملت الدورة اسم “تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وحماية المشروع الوطني، والمقاومة الشعبية”.

وألقى رئيس السلطة محمود عباس في الجلسة الافتتاحية لدورة المجلس كلمة سياسية شاملة.

ويأتي انعقاد الدورة الحالية للمجلس المركزي وسط مقاطعة فصائلية واسعة.

اقرأ أيضاً: حزب الشعب ينسحب من اجتماع المركزي بعد الجلسة الافتتاحية

Exit mobile version