قال سكان برج فلسطين وسط مدينة غزة، إن “الحصر الأولى للأضرار الناتجة عن القصف الإسرائيلي بلغت 700 ألف دولار أمريكي، لإعادة الحياة داخل البرج المستهدف”.
جاء ذلك خلال تنظيم مجلس إدارة برج فلسطين، مساء اليوم الاثنين، خيمة اعتصام تنديدًا واستنكارًا للعدوان الغاشم الذي طال منازلهم السكنية يوم الجمعة الماضية، وأسفر عن عددٍ من الشهداء وعشرات المصابين نُقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي لتلقي العلاج ومتابعة حالتهم الصحية.
وقال خليل كانون أحد سُكان البرج المُدمر، إن “القصف الإسرائيلي الغاشم أسفر عن تضرر أربع طوابق سكنية بشكلٍ كامل، ما تسبب بنزوح 30 أسرة مدنية تضم 300 امرأة وطفل وشاب ومُسن، معظمهم تعرض لإصابات متنوعة ومختلفة، إلى جانب الأضرار الجزئية والكُلية التي لحقت بمنازل السُكان”.
وأضاف، “القصف الإسرائيلي تسبب بحالة هلع شديدة بين النساء والأطفال وكِبار السن والمرضى، خاصةً أنه تم بعد صلاة الجمعة في يوم الإجازة وبشكل مُفاجئ دون إنذار”.وأشار إلى أن “القصف أحدث دمارًا هائلًا في البُنى التحتية وشبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى تعطل المصاعد وشبكات الكهرباء والمياه، ما يستوجب تدخلًا فوريًا وعاجلًا لإصلاحها”.
وتابع، “قام بزيارتنا وفدين من وزارتي التنمية الاجتماعية والأشغال العامة والإسكان، واطلعوا على حجم الأضرار التي لحقت بمنازل السُكان تمهيدًا لعمل اللازم بالخصوص”.
وطالب سُكان برج فلسطين، دولة الاحتلال بتعويض سُكان البرج عما لحقهم من عدوانٍ غاشم، داعين إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم للسُكان بجميع أشكاله، مع أهمية سرعة تدخل الدول المانحة لإعادة تأهيل وترميم برج فلسطين لإعادة الحياة فيه مجددًا.
وأوضح، أن “البرج تم استهدافه بسبعة صواريخ من قبل طائرات الاحتلال الحربية من الجهتين الشرقية والغربية، ما أحدث دمارًا هائلًا في طوابق البرج”.
وناشد سُكان برج فلسطين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسرعة التدخل لإنهاء معاناة قاطني البرج المتضررين نتيجة القصف الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، داعيًا المؤسسات الدولية والحقوقية للوقوف على مسؤولياتها فيما يتعلق بما لحق ببرج فلسطين من أضرار تستوجب التدخل الفوري والعاجل”.
جدير بالذكر أن وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان، قال، إن “الإحصائيات الأولية تشير إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلف أضرارًا في قطاع الإسكان، تمثلت في هدم 18 وحدة سكنية بشكل كلي بالإضافة الى 71 وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي بليغ غير صالح للسكن و1675 تضررت بشكل جزئي.
وأفاد سرحان خلال مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، إلى أنّ طواقم وزارة الأشغال العامة والإسكان باشرت بالحصر التفصيلي للوحدات السكنية المتضررة.
وحول الاعتداءات التي سبقت هذا العدوان، قال سرحان: “مازلنا نستكمل جهول إعادة إعمار قطاع الإسكان المتضرر كليًا وجزئيًا خلال الاعتداءات السابقة والتي لم يتم الانتهاء منها حتى الآن”.
ونوّه إلى وجود ما يقارب 2200 وحدة سكنية مهدومة كليًا متبقية ولم يتوفر تمويل لإعادة إعمارها حتى الآن تقدر تكلفتها بقرابة 100 مليون دولار، هذا بالإضافة إلى تعويضات الأضرار الجزئية السكنية والتي تقدر بقرابة 110 مليون دولار، ناهيك عن تعويضات أضرار القطاع الاقتصادي (الصناعي والتجاري والزراعي) وباقي القطاعات الأخرى التي لم يتم إعادة إعمارها حتى الآن والتي تقدر بإجمالي 875 مليون دولار.
وذكر أن عملية الإعمار تواجه تحديات، من أهمها: لا يوجد مانحون حقيقيون سوى قطر ومصر وقليل من الدول الصديقة، وهناك ضعف واضح في حجم التمويل المتوفر مقارنة بالاحتياج المطلوب، ويمارس الاحتلال الإسرائيلي ضغطًا على المانحين لتأخير عملية الإعمار واستثناء بعض القطاعات منها، بالإضافة إلى تخلي السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله عن دورها في حث ومتابعة المانحين وتوفير التمويل اللازم لعملية الإعمار.
أقرأ أيضًا: الغزّيون بعد العدوان.. تعالي على الجراح ومحاولات للعودة للحياة الطبيعية
