الرئيس عباس يصدر توجيهًا مهمًا بشأن الأحداث في قطاع غزة

رام الله- مصدر الإخبارية

وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الحكومة الفلسطينية والجهات ذات الاختصاص بالعمل الفوري على توفير الإمكانات المتاحة لإغاثة أبناء شعبنا في قطاع غزة.

وقال عباس إن أهلنا في غزة يتعرضون لعدوان شامل واعتداءات وقتل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يستدعي أن نقدم كل شيء من شأنه التخفيف من معاناتهم سواء على المستوى الحكومي أو القطاع الخاص أو المؤسسات الأهلية والخيرية من خلال تسيير قوافل إغاثة إنسانية وبصورة عاجلة للتخفيف من مصابهم.

وشدد على أن غزة لن تبقى وحدها في مواجهة هذا العدوان، شأنها في ذلك كبقية الأرض الفلسطينية المحتلة.

وحمل  الرئيس عباس حكومة الاحتلال مسؤولية قطع الإمدادات الأساسية عن أبناء شعبنا في قطاع غزة من ماء وكهرباء ومواد غذائية.

ودعا المجتمع الدولي للتدخل الفوري والزام سلطة الاحتلال بمسؤولياتها والتزاماتها القانونية تجاه الشعب المحتل، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته أيضا تجاه توفير الإغاثة الفورية لأبناء شعبنا الذي يعاني من ويلات الحصار والحروب الإسرائيلية.

اقرأ/ي أيضًا: الشعبية تدعو أونروا لفتح جميع أماكن اللجوء وتقديم الخدمات الأساسية

الرئيس الفلسطيني في خطاباته… إذ يقول كل شيء ولا يفعل شيئاً

أقلام – مصدر الإخبارية

كتب ماجد كيالي/ تبدو كلمات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي يلقيها في الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة، كخطابات شكلية، مكرّرة ومدوّرة، لا جديد فيها، وكأنّها تأتي استجابةً لوظيفة روتينية، كاتبها يضنّ بمراجعة ما كتبه في الأعوام السابقة، في المناسبة ذاتها، كما يضنّ بقراءته للواقع بتحوّلاته ومعطياته.

ففي كل عام، مثل هذا الوقت، يذهب الرئيس نحو شرح قضية الشعب الفلسطيني، لكنه في كل مرّة يتحدث فيها عن أصل الحكاية، بدءاً من النكبة (1948)، بإقامة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، وولادة مشكلة اللاجئين، ثم ينتقل إلى الحديث عن احتلال إسرائيل لباقي الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس الشرقية (1967)، تاركاً شعبه، والعالم، في حيرة وضياع، بين القضيتين، علماً أنّ كل دول العالم، تعرف القصة الفلسطينية، وتطوراتها، على الأقل من القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة منذ إنشائها (1945).

المسألة هنا تكمن في نكوص القيادة الفلسطينية عن الرواية الوطنية المؤسسة، والفصل بين المسألتين، وعدم الربط بين الحقيقة والعدالة، وإنتاج رؤية سياسية تعكس ذلك في النظر إلى مستقبل فلسطين، والفلسطينيين واليهود، بين النهر والبحر، علماً أنّ إسرائيل لا تفصل في ذلك، إلاّ شكلياً، فهي تتعامل مع فلسطين كشعب وأرض وقضية، كوحدة واحدة، فكل الفلسطينيين أعداء لها، وهي تصارعهم على كل شبر في فلسطين التاريخية.

أيضاً، يقف الرئيس، كل مرّة، متوسلاً المجتمع الدولي “احمونا”، مع علمه أنّ هذا المجتمع لم يفعل شيئاً إزاء إسرائيل، سوى إصدار البيانات والقرارات، منذ 75 سنة (النكبة)، أو منذ 56 سنة (الاحتلال)، أو منذ 30 سنة (عقد اتفاق أوسلو 1993)، بحكم احتضان الولايات المتحدة، والدول الغربية عموماً، لإسرائيل.

لكنها ناجمة أيضاً، عن نجاح إسرائيل في وضع نفسها كنقطة تقاطع دولية، بسبب تطورها العلمي والتكنولوجي والاقتصادي، بحيث بات لها علاقات متميزة مع روسيا والصين والهند، ومع أغلبية دول العالم. كما أنّ ذلك ناجم عن تفكّك ولا مبالاة النظام العربي، وضعف الحركة الوطنية الفلسطينية، وتخلّف إدارتها وطرق عملها وقدرتها على تقديم ذاتها بطريقة لائقة للعالم.

المفارقة أنّ خطاب “احمونا” يتصاحب أحياناً مع خطابات تهديدية، تبدو خلّبية، أو على طريقة “امسكونا”، أو كخطابات استهلاكية، أكثر من كونها عملية أو مقصودة.

ففي خطابه (2011) مثلاً، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، هدّد الرئيس الفلسطيني بنبذ عملية المفاوضات، ما لم تتضمّن مرجعية القرارات الدولية وتحديد جدول زمني ملزم، ووقفاً للاستيطان، وانسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي المحتلة (1967) وإقامة دولة مستقلّة فيها.

وفي العام 2013، أي قبل عشرة أعوام، أو بعد عشرين عاماً على إقامة السلطة، هدّد بسحب الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، والتخلّي عن كيان السلطة وتسليم مفاتيحها لإسرائيل، لوضعها أمام مسؤولياتها إزاء الفلسطينيين، بموجب القانون الدولي، بوصفها دولة احتلال، والتحوّل من خيار الدولة المستقلّة (في الضفة والقطاع) إلى خيار الدولة الواحدة في كامل أرض فلسطين التاريخية.

وفي العام 2021 هدّد مجدّداً بمراجعة الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني، واتفاقية باريس الاقتصادية، ومنح العالم مهلة قدرها عاماً واحداً لإنفاذ ذلك، وإلاّ!، كما يأتي ضمن ذلك التهديد المتكرّر برفع دعاوى على إسرائيل، وعلى إسرائيليين، في المحاكم الدولية، علماً أنّ الرئيس ذاته وضع كل القرارات التي اتخذها المجلس المركزي الفلسطيني في دورات اجتماعاته المتعاقبة (منذ العام 2015)، ومعها قرارات المجلس الوطني الفلسطيني (2018)، في الأدراج.

وفي العام الماضي (2022) أكّد الرئيس على العودة إلى قراري المجتمع الدولي، 181 (لعام 1947) الخاص بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، و 194 (لعام 1949) القاضي بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، ونقل المسألة الفلسطينية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، لأخذ الاعتراف منها بترقية عضوية دولة فلسطين من عضو مراقب (تمّ الاعتراف بها كذلك في العام 2012)، إلى دولة كاملة العضوية.

مشكلة تلك الخطابات لا تكمن في نصوصها، وإنما في أنّ لا أحد يعرف إلى من يتوجّه الرئيس بها؟ أو إلى من يريد أن يبعث برسائله المتضمنة في خطابه، إلى شعبه، أم إلى شعوب العالم، أم إلى قادة الدول المجتمعين؟ بخاصة أنّ الرئيس في كل خطاباته ما زال يتمسّك بمراهنته على عملية التسوية، وفقاً لاتفاقات أوسلو، التي أطاحت بها إسرائيل منذ زمن طويل، أو منذ ربع قرن، مع انتهاء مرحلة الحل الانتقالي (1999)، وإنّ كل المسائل، أو التظلّمات، التي يُشهرها، والمتعلقة بسياسات إسرائيل ضدّ الشعب الفلسطيني، كانت قبل توقيع اتفاق أوسلو، أي أنّ القيادة الفلسطينية عندما وقّعت على اتفاق أوسلو (1993) تجاوزت تلك التظلّمات، ولم تطالب بالبتّ في شأنها (الاستيطان، القدس، الحدود، الأمن، ماهية الحل النهائي)، ويأتي ضمن ذلك عدم ربط الاتفاق بمرجعية القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، منذ العام 1948.

لكن المشكلة الأكبر تكمن في أنّ الرئيس، الذي يملك مفاتيح كل الكيانات الوطنية الجمعية الفلسطينية (المنظمة والسلطة وحركة فتح)، ويهيمن على قراراتها، هو ذاته، والطبقة السياسية الملتفة حوله، الجهة المسؤولة عن ضعف تلك الكيانات، وعن فقدان أوراق القوة التي كانت لدى القيادة الفلسطينية، بحكم تهميش منظمة التحرير، وتحوّل الحركة الوطنية إلى سلطة تحت الاحتلال، وبحكم تقييد إمكانات تطور المجتمع المدني الفلسطيني، وإزاحة مجتمعات اللاجئين من المعادلات السياسية الفلسطينية، ويشمل ذلك المسؤولية عن الانقسام، وحلّ الرئيس للمجلس التشريعي وكذلك لمجلس القضاء الأعلى، ووقفه الانتخابات (2021)، وتآكل شرعية النظام السياسي الفلسطيني، مع رئيس للمنظمة والسلطة منذ 18 عاماً!

في السياق، ثمة مسألة أخرى، يجدر ذكرها هنا، إذ أنّ الرئيس لم يترك شيئاً إلاّ وفعله لكسب ثقة إسرائيل، لكنه لم يفعل ما يجب عليه لتعزيز مكانة شعب فلسطيني وكياناته السياسية. ففي كلمة له أمام وفد يتألّف من 300 طالب إسرائيلي (في مقرّه في رام الله 2014)، أكّد أنّ التسوية مع الفلسطينيين ستأتي “باعتراف كل الدول العربية والإسلامية، لأنّ مجرّد أن تشاهد هذه الدول، السلام الفلسطيني- الإسرائيلي ستهرع وبسرعة لكي تطبّع علاقاتها مع دولة إسرائيل، وهذه ليست تمنيات وإنما واقع… يجب أن نرى أهمية السلام… من موريتانيا حتى إندونيسيا، هذه هي رغبتنا وهذا هو الأمل الذي نسعى لنحققه”.
وهنا تأتي مسؤولية تلك القيادة عن التطبيع مع إسرائيل. وفي اللقاء ذاته تحدث الرئيس عن قضية اللاجئين، قائلاً: “هناك دعاية تقول إنّ أبو مازن يريد أن يعيد إلى اسرائيل 5 ملايين لاجئ لتدميرها، هذا الكلام لم يحصل إطلاقاً، كل الذي قلناه هو، تعالوا لنضع ملف اللاجئين على الطاولة… لنضع حداً للصراع، ولكي يكون اللاجئون راضين عن اتفاق السلام. لكن لن نسعى أو نعمل على أن نُغرق إسرائيل بالملايين لنغيّر تركيبتها السكانية، هذا كلام هراء”. (“وفا”، 17/2/2014).

كان المشهد الفلسطيني في الأمم المتحدة يمكن أن يكون أفضل لو أنّ القيادة الفلسطينية هيأت شعبها لخيارات موازية أو بديلة، ولو انّها اشتغلت جيداً على إعادة بناء كياناتها، واستعادة وحدتها، على أسّس وطنية وتمثيلية وديموقراطية، وأسندت حركتها الديبلوماسية إلى حاضنة شعبية فاعلة، ولو أنّ رؤيتها للتسوية انبثقت من استراتيجية سياسية مستقبلية تجيب عن مختلف الأسئلة الفلسطينية، وتحظى بإجماع الفلسطينيين في أماكن تواجدهم كافة، على أساس استعادة الرواية التاريخية الجامعة، القائمة على وحدة الشعب والأرض والقضية.

اقرأ أيضاً:الرئيس عباس لم يخرج عن النص هذه المرة

الرئيس عباس يهنئ بذكرى المولد النبوي

رام الله- مصدر الإخبارية

توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأربعاء، إلى أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، والأمتين العربية والإسلامية، بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف.

وحسب وكالة وفا فإن الرئيس عبر عن أطيب التهاني وأصدق المشاعر المقرونة بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة وقد تحققت أماني شعبنا بالحرية والاستقلال، والدولة الفلسطينية ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى أمتنا العربية والإسلامية وقد تعززت قوتها ووحدتها، وتحققت تطلعات وأماني شعوبها في التطور والرقي.

ودعا عباس في هذا اليوم أن يتغمد شهداء شعبنا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، والحرية الكاملة لجميع الأسرى في سجون الاحتلال .

الرئيس عباس لم يخرج عن النص هذه المرة

أقلام – مصدر الإخبارية

كتب ماجد كيالي/ التزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هذه المرة، بالنص المكتوب، في الخطاب الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة (21/9/2023)، على خلاف عادته التي تستهويه، بالخروج عن النص، مثلما فعل مرارًا، في هذا المحفل، أو في غيره، الأمر الذي جعله يتفوه بعبارات غير مناسبة، تضرّ بصورته وبمكانة قضيته.

جاء خطاب الرئيس هذه المرة مختصرا ومكثًفا ويعكس واقع حال الفلسطينيين، في كافة أماكن وجودهم. بيد إن المشكلة مع تلك الخطابات التي تتحدث بالبديهيات، إنها لا تقول شيئاً محددا أو تتهرّب من تعيين مسؤوليتها في المسائل التي تطرحها.

ففي خطابه، أكد الرئيس الفلسطيني، مثلا، على مركزية حدث النكبة (1948) الذي تسبب بمأساة الشعب الفلسطيني. لكنه سرعان ما انتقل إلى حدث الاحتلال (1967)، أي أنه أزاح ببساطة الرواية الجامعة المؤسسة للهوية وللقضية وللوطنية الفلسطينية المعاصرة، وذهب نحو التساوق مع رواية إسرائيل عن ذاتها، باعتباره أن الصراع نشأ مع احتلال 1967، وإن حل القضية الفلسطينية يقوم على حل تلك المسألة؛ في تكرار للازمة لم تتحقق منذ تبنيها في أواسط السبعينيات؛ أي منذ نصف قرن تقريبا.

أكد الرئيس، أيضا، أن إسرائيل تتحدى قرارات الأمم المتحدة وتنتهك “مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية” وإنها تسابق الزمن “لتغيير الواقع التاريخي والجغرافي والديموغرافي على الأرض، من أجل إدامة الاحتلال وتكريس الفصل العنصري (الأبارتهايد)”.

وفي ذلك بدأ عباس كأنه تناسى أن القيادة الفلسطينية كانت وقّعت اتفاق أوسلو (1993)، مع إسرائيل هذه، برغم عدم تنفيذها أي قرار للأمم المتحدة، ومن دون نص يعرّفها كدولة محتلة، أو يرسّم حدودها، أو يوصّف الضفة وغزة كأراض محتلة، كما إن ذلك الاتفاق لم ينص على وقف الاستيطان، الذي يغير الواقع الجغرافي والديمغرافي في الضفة وفي القدس، ولا على دعوة إسرائيل للاعتراف بالقرارين 181 الخاص بتقسيم فلسطين، و194 الخاص بحق العودة.

السؤال الآن للرئيس لماذا لم تتذكر القيادة الفلسطينية كل ذلك إبان مفاوضات أوسلو، وقبل توقيعها على ذلك الاتفاق المجحف؟ ثم كيف ستلزم الأمم المتحدة، التي عجزت عن تنفيذ قراراتها الألف (بحسب تحديده)، منذ 75 سنة (وفقا لحدث النكبة 1948)، أو منذ 56 سنة (حدث احتلال 1967)، أو منذ 30 سنة (حدث اتفاق أوسلو 1993) كيف ستلزم إسرائيل بها الآن؟!

أيضاً، لماذا لم تتذكّر تلك القيادة الممارسات والسياسات الاستعمارية والاستيطانية والعنصرية التي تقوم بها “حكومة اليمين العنصري الإسرائيلية”، علما إنها ذات السياسة تقريبا التي قامت بها كل الحكومات الإسرائيلية (بغضّ النظر عن خطاباتها)، التي تتمثّل في الاستيطان والاعتداء على الفلسطينيين، بواسطة الجيش وأجهزة الأمن وعصابات المستوطنين، ويأتي ضمن ذلك “تدمير البيوت والممتلكات، وسَرِقة أموالنا ومواردنا، واحتجاز جثامين الشهداء…واستباحة مدينة القدس والأماكن المقدسة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، والمسجد الإبراهيمي في الخليل.”

بدأ عباس كأنه تناسى أن القيادة الفلسطينية كانت وقّعت اتفاق أوسلو مع إسرائيل هذه، برغم عدم تنفيذها أي قرار للأمم المتحدة، ومن دون نص يعرّفها كدولة محتلة، أو يرسّم حدودها، أو يوصّف الضفة وغزة كأراض محتلة، كما أن ذلك الاتفاق لم ينص على وقف الاستيطان.

ثمة مسائل ثلاث هي أهم ما أثارها الرئيس في خطابه، الأولى، مطالبته، “عقد مُؤتمر دوليٍ للسلام…الذي قد يكون الفُرصة الأخيرة لإبقاء حلّ الدولتين مُمكنا، ولمنع تدهور الأوضاع بشكل أكثر خطورة، ما يهدد أمن واستقرار منطقتنا والعالم أجمع.” وبصراحة، من غير المفهوم كيف ستقوم الأمم المتحدة، في هذه الظروف الدولية غير المواتية البتة، بما عجزت عن القيام به في ظروف أفضل من قبل؟

أيضاً، من غير المفهوم هكذا طلب مع معرفته أن ذروة ما وصل اليه الوضع الدولي في هذا المجال هو “مؤتمر مدريد للسلام” (1991) الذي لم ينجم عنه شيء سوى ترسيم إسرائيل في إطار “النظام الإقليمي الشرق أوسطي”، مع تطبيع أو من دونه، وعلما أن القيادة الفلسطينية هي التي ضربت عرض الحائط بذلك المؤتمر بانخراطها في قناة تفاوضية سرية، من خارج مسار مؤتمر مدريد، نجم عنها اتفاق أوسلو (1993).

الأهم من ذلك حديثه عن الفرصة الأخيرة، وهذا أمر غير معقول، إذ لا يوجد فرص أخيرة لصراع ممتد، وأيضاً، فإن فكرة الرئيس عن أن غياب حل لقضية فلسطين، أي منع قيام دولة فلسطينية وفقا لرؤيته، باتت متقادمة، وقاصرة، ولا يؤيدها الواقع، إذ الأمن والسلام في المنطقة والعالم، لا يتوقف على ما يجري في فلسطين.

أما الثانية، فتتعلق بحديث الرئيس عن دفاع الشعب الفلسطيني “عن وطنه، وعن حقوقه المشروعة، من خلال المقاومة الشعبية السلمية كخيار إستراتيجي…”.

وفي الحقيقة فإن القيادة الفلسطينية، في طريقة عملها، وتهميشها للكيانات السياسية الجامعة، ونمط سلطتها على فلسطينيي الضفة وغزة كبحت إمكانيات تطور المجتمع المدني، بتصرفها كسلطة أخرى، تحت سلطة الاحتلال، ما يفيد بأن فلسطينيي الأراضي المحتلة (1967) كانوا قبل إقامة السلطة أكثر وحدة وتحررا وجرأة، في صراعهم ضد إسرائيل، منهم بعد إقامتها.

المسألة الثالثة، تخصّ قول عباس “تنخرط مؤسسات دولتنا في عملية إصلاح وتطوير شاملة…قمنا مؤخرا بإجراء الانتخابات المحلية، وانتخابات المؤسسات والاتحادات والنقابات وغيرها، وهناك لجنة مختصة لتطوير قطاع العدالة في فلسطين، كما يقوم المجتمع المدني بدوره في إضفاء الحيوية على نظامنا السياسي، ولم يبق أمامنا سوى إجراء الانتخابات العامة الديمقراطية.” وهو كلام ينم عن انفصام عن الواقع، وعن مخاطبة العالم بلغة ساذجة، أو بلغة تستخف به، وقبله بالفلسطينيين.

من غير المفهوم طلب عقد مؤتمر دولي للسلام مع معرفة الرئيس الفلسطيني أن ذروة ما وصل اليه الوضع الدولي في هذا المجال هو “مؤتمر مدريد” الذي لم ينجم عنه شيء سوى ترسيم إسرائيل في إطار “النظام الإقليمي الشرق أوسطي”، مع تطبيع أو من دونه

فالرئيس ذاته في أواخر الثمانينيات من عمره، وله 18 سنة رئيسا لمنظمة التحرير وللسلطة، ولحركة “فتح”، وهو رئيس لا يحبذ العمل الجماعي، علما إنه حلّ “المجلس التشريعي وحل “مجلس القضاء الأعلى”، وألغى الانتخابات، وهمّش منظمة التحرير، التي لم يعقد مجلسها الوطني، في عهده، سوى دورة واحدة عام 2018 (الدورة السابقة 2009 عقدت فقط لسد الشواغر في اللجنة التنفيذية)، علما أن تلك الدورة (2018) اقتصرت على الخطابات الانشائية، وبعضوية شخصيات باتت في أواخر السبعينيات والثمانينيات؛ فما الرسالة التي توجهها القيادة الفلسطينية للعالم ولشعبها في هذا الوضع؟

باختصار، لم يخرج الرئيس عباس عن النص هذه المرة، لا شكلاً ولا مضموناً، فهذا النصّ هو ما يحتمله ويرعاه النظام الدولي، الذي يضمن ويرعى بقاء السلطة الفلسطينية والرئيس عباس ذاته.

اقرأ أيضاً:الخطاب الأخير في المسيرة السياسية للرئيس الفلسطيني محمود عباس

عباس يخفف مطالبه تجاه إسرائيل لتمهيد الطريق للصفقة السعودية

وكالات- مصدر الإخبارية

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مستعد للتراجع عن مطالب إسرائيل وسيوافق على تفاهم مؤقت مع الدولة اليهودية لتمهيد الطريق لاتفاق رباعي سعودي أكبر، وفقًا لتقرير على قناة 12 العبرية أكدته صحيفة جيروزاليم بوست.
يأتي التقرير وسط نشاط دبلوماسي رفيع المستوى لتأمين بنية إقليمية معقدة من شأنها أن تشمل اتفاقية أمنية بين الرياض وواشنطن، ووفقًا لبلومبرج، ربما مع إسرائيل أيضًا.
وكجزء من الاتفاق، تسعى الرياض للحصول على موافقة واشنطن على برنامج نووي مدني سعودي يسمح بتخصيب اليورانيوم. وستقوم الرياض، كجزء من تلك الصفقة، بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وفي المقابل، ستقدم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين.
ومن المتوقع أن يساعد اتفاق أمني أمريكي إسرائيلي نتنياهو على التأثير على شركائه في التحالف لدعم صفقة حتى لو عارضوا التنازل الفلسطيني. ويتنصل العديد من أعضاء حكومة نتنياهو من دعم قرار الدولتين.
مطالب المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية
كما أنهم سيعارضون بعض المطالب الفلسطينية الأخرى التي تم طرحها مثل نقل أجزاء من المنطقةج، الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، إلى السلطة الفلسطينية التي تحكم المنطقتينأوبفي الضفة الغربية.
قال مسؤول إسرائيلي للصحفيين يوم الأربعاء إن نتنياهو يعتقد أن تحالفه سيقف وراء اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي.
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لشبكة فوكس نيوز يوم الأربعاء إن إسرائيل والسعودية أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق تطبيع. وتكهن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين يوم الخميس بأن مثل هذا الاتفاق قد يتم بحلول مارس 2024.
عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء اجتماعا استمر ساعة في نيويورك، ركز إلى حد كبير على إمكانية التوصل إلى اتفاق ثلاثي بين الدول الثلاث.
كان هذا أول لقاء مباشر بينهما منذ أن تولى نتنياهو منصبه قبل تسعة أشهر وكان أول مرة يناقش فيها الرجلان الصفقة شخصيًا.
وقال ولي العهد السعودي لشبكة فوكس نيوز إن الفلسطينيين جزء مهم من الاتفاقية.
وقال بن سلمان لشبكة فوكس نيوز: «بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية». “نحن بحاجة إلى حل هذا الجزء. لدينا مفاوضات جيدة تستمر حتى الآن. سنرى إلى أين ستذهب. ونأمل أن تصل إلى مكان تخفف فيه حياة الفلسطينيين وتجعل إسرائيل لاعبا في الشرق الأوسط “.
ونفى ولي العهد الاخبار التي تفيد بأن المحادثات قد انهارت أو أن الرياض قلقة من تشكيل الحكومة الإسرائيلية. وقال بن سلمان “إذا نجحت إدارة بايدن في صنع ما أعتقد أنه أكبر صفقة تاريخية منذ نهاية الحرب الباردة، فسنبدأ علاقة مع إسرائيل وهذه علاقة ستستمر بغض النظر عمن يحكم إسرائيل.
تحدث نتنياهو عن العلاقات السعودية الطبيعية كخطوة تاريخية من شأنها تغيير وجه الشرق الأوسط وإنهاء الحرب الإسرائيلية العربية، بما في ذلك في اجتماعه مع بايدن.
لكن زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لبيد حذر من أن برنامجًا نوويًا مدنيًا سعوديًا بقدرة على تخصيب اليورانيوم قد يسمح للرياض بتطوير أسلحة نووية وقد يشعل سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.

 

الرئيس عباس يطالب بتجريم إنكار النكبة وبإقرار يوما عالميا لإحياء ذكراها

نيويورك- مصدر الإخبارية

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس بتجريم إنكار النكبة وجعلها يوما عالميا لإحياء ذكراها.

وقال في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الشعب الفلسطيني لن يرحل عن أرضه وأدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وتنفيذ قراراته.

ودعا عباس، لعقد مؤتمر دولي للسلام تشارك فيه كل الدول المعنية بالسلام في الشرق الأوسط، مضيفا المؤتمر الذي نطالب بعقده قد يكون الفرصة الأخيرة للحفاظ على حل الدولتين وتفادي تدهور الوضع.

وأضاف الرئيس عباس في كلمته، واهم من يعتقد أن السلام يمكن أن يتحقق دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروع، متابعا أن حكومة اليمين العنصري الإسرائيلي مستمرة في الاعتداء على شعبنا وتدمير المنازل والممتلكات.

وأضاف، لدينا أمل في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة رغم الواقع الأليم بعد مرور 30 عاما على اتفاق أوسلو، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال تستبيح مدينة القدس وتنتهك حقوق أهلها وتعتدي على مقدساتنا.

وتابع عباس، أطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للقدس، محذرا من تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني ستتحمل إسرائيل مسؤوليته.

وقال، نريد حمايتنا من العدوان المتواصل لجيش الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين الإرهابيين، مشيراً إلى أن شعبنا يدافع عن وطنه وحقوقه المشروعة من خلال مقاومته الشعبية السلمية كخيار استراتيجي.

وأكمل حديثه، لا أفهم لماذا تحجم الولايات المتحدة ودول أوروبية عن الاعتراف بدولة فلسطين.

وفي سياق آخر قال الرئيس عباس إن إسرائيل مسؤولة بالكامل عن جرائم القتل التي تحدث في المدن العربية في إسرائيل، والتي يمتد جزءٌ منها لمناطقنا بالضفة الغربية.
وقال أيضاً، نطالب بتوفير الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين إلى حين رحيل الاحتلال، موضحا “سنبقى بحاجة للمساعدات المالية طالما بقينا نرزح تحت الاحتلال البغيض”.

وبخصوص الشأن الفلسطيني الداخلي قال، ندير شؤوننا في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد جراء القيود التي تفرضها دولة الاحتلال، لافتا إلى أن الاحتلال يواصل الحصار على غزة ما يترتب عليه زيادة معاناة شعبنا.

وأضاف، نريد إجراء الانتخابات اليوم قبل الغد لكن يجب أن تجرى في القدس الشرقية.

الرئيس عباس يصل نيويورك للمشاركة بأعمال الدورة الـ78 للأمم المتحدة

وكالات- مصدر الإخبارية

قالت وكالة الأنباء الرسمية “وفا” إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصل إلى نيويورك، اليوم الأحد للمشاركة في أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قادما من العاصمة الكوبية هافانا.

وبحسب وفا فإن الرئيس عباس سيلقي يوم الخميس القادم الحادي والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما سيلتقي على هامش أعمال الدورة الـ78 للجمعية الأممية، العديد من قادة دول العالم.

وقالت وفا إنه يرافق عباس في الزيارة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زياد أبو عمرو، ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وقاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، والمشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف.

كما يرافقه المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، ورئيس لجنة المغتربين والجاليات في المجلس الوطني أسامة القواسمي.

يشار إلى أنه تنطلق أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء يوم غد الإثنين الموافق الثامن عشر من أيلول/ سبتمر الجاري، وتختتم أعمالها بجلسة عامة رفيعة المستوى في الـ26 من الشهر ذاته.

والأمم المتحدة هي منظمة دولية انشئت في عام 1945، وتتكون حتى الآن من 193 دولة عضو. وتسترشد الأمم المتحدة في مهمتها وعملها بالأهداف والمقاصد الواردة في ميثاق تأسيسها

وتطورت الأمم المتحدة على مر السنين لمواكبة عالم سريع التغير.

الرئيس عباس يعزي ملك المغرب بضحايا الزلزال

وكالات- مصدر الإخبارية

أفادت وكالة وفا الرسمية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ،عزى ملك المملكة المغربية محمد السادس، بضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب عددا من الأقاليم والمدن في المملكة المغربية الشقيقة، موقعا المئات من الضحايا بين وفيات ومصابين.

وعبر الرئيس عباس في برقية التعزية، عن التضامن والتعاطف معهم في هذا المصاب الجلل.

كما تقدم عباس لملك المغرب وللحكومة والشعب المغربي الشقيق ولعائلات الضحايا، بأحر التعازي القلبية والمواساة الأخوية؛ سائلًا المولى عز وجل، أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.

وأكد على ثقته أن تتجاوز المغرب آثار هذه الكارثة الطبيعية، وأن يحفظكم وشعبكم الشقيق بكل خير واستقرار وسلام.

ولقي فجر اليوم السبت مئات المواطنين  حتفهم، جراء زلزال عنيف ضرب عدة مدن في المغرب، وبلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر.

وقالت وزارة الداخلية المغربية، في بيان لها، فجر اليوم، إنّ الزلزال خلّف حتى الآن 296 قتيلًا بأقاليم وعِمالات الجوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت.

وذكرت أنه بلغ  عدد المصابين جراء الزلزال 153 مصاباً، جرى نقلها إلى المستشفيات لتلقي الإسعافات اللازمة.

ووصفت وسائل إعلام مغربية، الزلزال بأنه “أقوى زلزال” يضرب المملكة، في وقتٍ أشارت وزارة الداخلية إلى أن السلطات “سخّرت كل الوسائل والإمكانات من أجل التدخل وتقديم المساعدة وتقييم الأضرار”.

في السياق، نقلت وكالة رويترز عن المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض قوله:” إن زلزالا بقوة 7 درجات هز المغرب”، مشيرا إلى أن مركز الزلزال كان على عمق 10كيلومترات.

وفق المعهد الجيوفيزيائي الأميركي، فإن قوة الزلزال بلغت 6,8 درجات على مقياس ريختر، وحُدد مركزه جنوب غرب مدينة مراكش السياحية على بعد 320 كلم جنوب العاصمة الرباط.

وشعر سكان مراكش والرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالهزة التي دامت لقرابة 30 ثانية، الذي أثار حالة من الذعر، حيث اندفعوا إلى خارج البيوت ليتأكدوا من الواقعة، وتسبب بأضرار مادة كبيرة، بحسب صور ومقاطع مصورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً/ أدت لسقوط منازل.. هزة أرضية بقوة 6.8 تضرب عددًا من مدن المغرب

إدارة بايدن تطالب الرئيس عباس بالاعتذار عن تصريحات بزعم معاداتها للسامية

وكالات- مصدر الإخبارية

أفاد موقع والا العبري، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أدانت خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، والذي وصفته بأنه معادٍ للسامية.

وطالبت الإدارة عباس بالاعتذار عن مقطع فيديو نشر له خلال كلمة ألقاها أمام المجلس الثوري لحركة فتح في اجتماعاته التي انعقدت في رام الله مؤخرًا.

وقال فيها: “في العديد من الكتب اليهودية عندما يقولون إن هتلر قتل اليهود بسبب يهوديتهم، لا، لقد حاربوهم بسبب دورهم الاجتماعي، وليس بسبب دينهم، أي أن هتلر حارب اليهود لأنهم يتعاملون بالربا والمال، فاليهود الأشكنز لم يأتوا من عرق سامي، ولهذا هناك من يقول إنهم ليس من اليهود”.

وفي السياق، أوضحت المبعوثة الأمريكية الخاصة لمراقبة ومكافحة معاداة السامية أنها “صُدِمت من تصريحات الرئيس عباس البغيضة والمعادية للسامية في اجتماع فتح الأخير”. متابعة “لقد أهان خطابه الشعب اليهودي، وحرّف قضية المحرقة، وأساء وصف الهجرة الجماعية المأساوية لليهود من الدول العربية، إنني أدين هذه التصريحات وأحث على تقديم اعتذار فوري”.

وفي ذات الموضوع، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان على ذلك “إن هذا التصريح يعبر عن الوجه الحقيقي للقيادة الفلسطينية، وكما يلوم عباس اليهود على المحرقة، فإنه يلوم اليهود على كل مشاكل الشرق الأوسط”.

كا اتهم السفير أردان الرئيس عباس بنشر معاداة السامية، ومواصلة دعم “الإرهابيين” الفلسطينيين لقتل الإسرائيليين، على حد وصفه.

ما وراء إقالة الرئيس عباس للمحافظين والسفراء.. إجراءات ترقيعية أم إصلاحات

غزة- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أثارت قرارات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإحالة عدد من المحافظين والسفراء حول العالم إلى التقاعد، والإعلان عن تحديد موعد المؤتمر الثامن لحركة فتح، وتصاعد الحديث عن تغييرات وزارية وحكومية وأمنية مرتقبة، جدلاً واسعاً في الشارع الفلسطيني، حول الأسباب الحقيقية لهذه الإجراءات.

ووصف محللون سياسيون، التغييرات المجراة وفق قرارات الرئيس عباس “بالترقيعية ولا تعالج ما يعاني منه الجسم السياسي من مشاكل حقيقة في ظل الحاجة لعقد انتخابات عامة لتجديد الشرعيات الفلسطينية”.

يشار إلى أن القرارات شملت إحالة 12 محافظاً و35 سفيراً إلى التقاعد، وتحديد السابع عشر من كانون أول (ديسمبر) 2023 موعداً لعقد المؤتمر الثامن لحركة فتح.

ثلاثة تفسيرات للتغييرات

وقال المحلل نهاد أبو غوش إن “هناك ثلاثة تفسيرات للتغييرات الأخيرة التي أجرتها السلطة الفلسطينية، أولها أن تكون تعبير عن صراع مراكز القوى في السلطة وحركة فتح، أو تنفيس عن أزمة داخلية وهناك كبش فداء لها، أو تحضير البنية الإدارية لخطة أمنية جديدة ستقر قريباً وتتطلب أشخاصاً محددين”.

وأضاف أبو غوش لشبكة مصدر الإخبارية، أن “جميع التفسيرات للأسف سلبية وتفتقد للإيجابية خاصة في ظل وجود محاولات للتغطية عليها من خلال فتح المجال أمام من يرغب بترشيح نفسه أو غيره، في شكل من أشكال الترقيع، في ظل تأكل شرعية المؤسسات الرسمية”.

وتابع أبو غوش: “أن هناك أزمة عامة في الوضع الفلسطيني تتطلب تغييراً جوهرياً وليس بهذه الطريقة الانتقائية، من خلال إضفاء نوع من الشرعية عبر صندوق الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية، وصولاً لإيجاد حكومة فلسطينية تكون مسئولة أمام الشعب”.

وأشار إلى أن إجراء التغييرات وتحديد الوظائف بتوجيب أن يجري بالاستناد للانتخابات، “أما أن يجري التغيير بشكل انتقائي هنا نعم وغيره لا، هذا ليس تغييراً ولا يفيد على الاطلاق ويساهم بحرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية، ويعبر عن صراع بين مراكز القوى”.

وأكد أن “أي تغييرات بالشكل الحالي يتوجب أن تخضع لرأي المجتمع الفلسطيني وتوافق وطني في ظل عدم تنظيم الانتخابات”.

وشدد على ضرورة تحديد مهام ووظائف المحافظين ووقف التجاوزات المتعلقة بطريقة اختيار السفراء من تجاوز للسن القانوني، واسترضاء بعض المقربين بالعديد من القيادات، لاسيما وأن الوظيفة الحكومية يجب أن تكون مفتوحة أمام الجميع.

تغيير محصور في دائرة محددة

بدوره، رأى المحلل السياسي سامر عنبتاوي، أن “السلطة الفلسطينية وصلت إلى مرحلة تتعارض فيها كثيراً مع مجريات الأمور وتطوراتها في الشارع الفلسطيني”.

وقال عنبتاوي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “التغييرات تأتي على خلفية الانتقادات الكبيرة لأداء السلطة واستمرار أزمتها المالية، وبدء حدوث تغير في اللهجة، سواء على الصعيد العربي والعالمي في ظل تصاعد هذه الانتقادات”.

وأضاف عنبتاوي أنه “للأسف لا يزال التغيير محصوراً في دائرة محدودة وليس في إطار تغيير شامل يتماشى مع المطالب الشعبية بضرورة إجراء الانتخابات وتطوير الأداء وتغيير وظائف السلطة من وكيل للاحتلال للخروج من المأزق الكبير الذي وقع منه الشعب الفلسطيني بموجب اتفاق أوسلو للسلام”.

وأشار إلى أن “المطلوب إجراء الانتخابات للخروج من مسار أوسلو والانتصار لإرادة الشعب الفلسطيني، وطلبه للتغيير لتحقيق طموحاته”.

وأكد أن “التغييرات الأخيرة ليست مقبولة وليست وفق المنشود شعبياً”. مشدداً على أن “هناك صراعاً داخلياً في أورقة السلطة وفتح يعتبر جزءاً منها”.

وشدد على أن تأثيرات داخلية وخارجية بدرجة أولى من الولايات المتحدة والأردن قادت نحو إقدام السلطة على التغييرات في ظل غياب جميع الشرعيات الفلسطينية.

وفيما يتعلق بتحديد المؤتمر الثامن لحركة فتح، أكد على أنه ” من الجميل أن يكون هناك مؤتمر لفتح لكن المطلوب وطنياً مؤتمر جامع للكل الفلسطيني للوقوف على المشاكل والتحديات والبدء بتطبيق حلول على أرض الواقع”.

هدف مالي

من جانبه، اعتبر المحلل حسام الدجني “التغييرات الأخيرة في إطار إصلاحات يقودها الرئيس عباس بهدف استقدام دعم وتمويل جديد واكتساب احترام المجتمع الدولي ومعالجة الترهل في بنية السلطة الفلسطينية”.

وقال الدجني في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إنه “كان من الممكن الوصول إلى تغييرات أفضل حال جرت وفق عملية انتخابية تفرز مجلس تشريعي وآخر وطني ومن خلالها يكون هناك متابعة ومراقبة لأي تعيينات جديدة”.

وأردف: “صحيح أن التعيينات الجديدة سيكون فيها جيل شبابي وهذا أمر إيجابي، لكن السلبي أن تتم وفق منطق حزبي وتنظمي ومناطقي وهذا ما لا يقبله الشعب الفلسطيني”.

وأكد على أنه “المطلوب وجود جسم رقابي منتخب من الشعب الفلسطيني لمراقبة أي طريقة للتعينات واختيار الأشخاص في المناصب”.

الرئيس استمع لنصائح دولية

إلى ذلك، قال الباحث في قضايا الحكم والسياسة، مدير إدارة الأبحاث في المجلس التشريعي الفلسطيني، جهاد حرب إن التغييرات الأخيرة من قبل الرئيس عباس تأتي في إطار إعادة تقيم لمراكز النفوذ داخل السلطة وكبار الموظفين من جهة، والاستماع إلى بعض النصائح من جهات دولية وإقليمية حول وضع السلطة وتراجع إمكانيتها وثقة الجمهور الفلسطيني بها، وقدراتها على تطبيق السياسات العامة المعلنة.

وأضاف حرب في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “التغييرات وعقد المؤتمر الثامن تتعلق أيضاً بتحديد المستقبل السياسي لخليفة الرئيس محمود عباس وإعادة هيكلة حركة فتح في هذا الاتجاه، خاصة وأننا نتحدث عن مؤتمر للحركة خلال ثلاثة أشهر، ما يعني أن من يقودون اليوم هم من سيتولون زمام المرحلة القادمة”.

واستبعد أن “تكون مسألة تغيير الأشخاص أساس لحل مشاكل النظام السياسي الفلسطيني”. مؤكداً أن الأمر يتطلب إعادة مراجعة 30 عاماً من السياسات العامة وإعادة النظر في المنهج المتبع من قبل السلطة.

وشدد على أن حل مشاكل النظام السياسي يتطلب تحديد الأولويات وضخ دماء جديد من خلال انتخابات عامة بهدف ضمان وجود رقابة ومسائلة لأي فترة قادمة بناءً على رغبة الشعب الفلسطيني وتطلعاته.

Exit mobile version