مقتل سيدتين بجرائم إطلاق نار منفصلة في وادي عارة وشفا عمرو

الداخل المحتل-مصدر الإخبارية

أعلنت مصادر محلية بمقتل شابتان في ساعة متأخرة من أمس الأربعاء جراء تعرضهما لجريمة إطلاق نار وقعت في منطقة وادي عارة بالمثلث، وفي مدينة شفا عمرو بالداخل المحتل.

وأوضحت ذات المصادر أن القتيلة في وادي عارة تعرضت لإطلاق نار أثناء تواجدها بمركبة خاصة على شارع 65 الرئيسي.

وبينت أن القتيلة هي ياسمين حسام محاميد – جبارين من بلدة معاوية، متزوجة وأم لطفلتين، حيث قُتلت في موقف سيارات أثناء توجهها لحضور حفل زفاف في قاعة بقرية عرعرة.

وأشارت المصادر إلى أن مجموعة من الملثمين هاجموا مركبة الضحية، واستهدفوها بـ 7 أعيرة نارية على الأقل، وجهت نحو القسم العلوي من جسدها، بينما كانت لا تزال داخل المركبة.

اقرأ/ي أيضا: مع ارتفاع بنسبة 71 بالمئة الجريمة في البلدات العربية الإسرائيلية تتهدد الانتخابات المحلية

وذكرت طواقم طبية أنها عملت على تقديم الإسعافات الأولية للمصابة، حيث أقرت لاحقًا وفاتها متأثرة بجراحها التي أصيبت بها.

وقال أحد أفراد الطواقم الطبية: “الضحية تعرضت لإطلاق نار جين تواجدت داخل مركبة في موقف سيارات تابعة لقاعة أفراح تقع على مقربة من محطة شرطة عيرون”.

وفي ذات اليوم مساءً وقعت جريمة أخرى، قتلت خلالها شابة في جريمة إطلاق نار وقعت في مدينة شفا عمرو.

وأفادت الطواقم الطبية أنها عملت على إنعاش سيدة تبلغ من العمر 40 عامًا، حيث جرى نقلها إلى المستشفى لاستكمال العلاج وهي بحالة حرجة، وأعلن عن وفاتها لاحقًا.

وبمقتل الشابتين، ترتفع حصيلة ضحايا الجريمة في الداخل المحتل منذ مطلع العام الجاري 2023 إلى 187 قتيلا بينهم 13 امرأة.

4 مصابين في جريمة إطلاق نار في قرية برطعة بالداخل المحتل

الداخل المحتل-مصدر الإخبارية

أُصيب 5 أشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، إثر تعرّضهم لجريمة إطلاق نار ارتُكبت في برطعة بالداخل المحتل، اليوم الجمعة.

وفور وقوع الجريمة، أضرمت النيران بعدة مركبات ومخازن تجارية فيما تسود حالة من الغضب في البلدة.

وقال طاقم طبيّ وصل إلى المكان، إن “بلاغا ورد بشأن إصابة عدد من الأشخاص، من جرّاء حادث عنف في برطعة”.

وأضاف أن أفراده “يقدّمون العلاج لأربعة جرحى، بدرجات متفاوتة من الإصابة”، مشيرا إلى أنه سيتمّ تحديد وإعلان حالة المصابين لاحقا.

في حين أشار البيان إلى “حادثة عنف”، أفادت مصادر محلية بأن المصابين قد تعرّضوا لإطلاق نار.

وبعيد وقت وجيز، ذكر الطاقم الطبيّ في بيان ثان، بأن أفراده قد “قدّموا العلاج الطبي وأحالوا إلى مستشفى ’هيليل يافيه’ 4 جرحى في العشرينات من العمر”، مشيرا إلى إصاباتهم نافذة، اخترقت أجسادهم؛ ويشير ذلك في العادة إلى أنهم أُصيبوا بإطلاق نار.

وأكّد الطاقم الطبيّ أن 3 من بين المصابين، أُصيبوا بجراح متوسطة الخطورة، فيما أُصيب رابع بجراح طفيفة.

اقرأ/ي أيضا: 5 قتلى من عائلة واحدة بجريمة إطلاق نار في الداخل المحتل

وأشار إلى أن مصابا خامسا قد نُقِل “بشكل مستقلّ من مكان” الجريمة، بدون أن يشير إلى حالته.

يأتي ذلك، فيما قُتل شخص (50 عاما) من منطقة النقب، في جريمة إطلاق نار ارتكبت مساء أمس الخميس، بالقرب من تقاطع “بيت كاما” في شارع 6، كما قُتل شاب إثر تعرّضه لإطلاق نار في بلدة الفريديس.

وأكدت مصادر محلية أن ضحية جريمة إطلاق النار التي وقعت في منطقة تبعد نحو 7 كيلومترات شمال مدينة رهط، هو عيد الزيادين (70 عاما) من قبيلة العزازمة، وهو من الشخصيات المعروفة في منطقة النقب.

وعُلم أنه من سكان منطقة وادي النعم، جنوب مدينة بئر السبع. وأشارت مصادر محلية إلى أن الجريمة ارتُكبت على خلفية ثأر بين عائلات متنازعة في ما بينها بالنقب، الأمر الذي أشارت إليه الشرطة في بيانها.

أما في الفريديس، فقد قُتل الشاب راني قيسي (21 عاما) في جريمة إطلاق النار. وقالت مصادر محلية إنه فارق الحياة قبل وصول الطواقم الطبية.

وأتت هاتان الجريمتان بعد نحو 24 ساعة على المجزرة التي شهدتها قرية بسمة طبعون، أول من أمس، الأربعاء، وراح ضحيتها خمسة أشخاص من عائلة واحدة.

 

مقتل شاب في جريمة إطلاق نار بمدينة الطيبة بالداخل المحتل

القدس – مصدر الإخبارية

أعلنت مصادر محلية، الليلة، مقتل شاب في جريمة إطلاق نار ارتكبت بمدينة الطيبة داخل أراضي عام 1948، فيما أُصيب آخر بجروح إثر جريمة منفصلة في يافة الناصرة.

وبحسب شهود عيان، فإن “الشاب أمير عبد القادر (25 عاما) قتل جراء تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين على مدخل المدينة، حيث اخترقت جسده عدة رصاصات، ونُقل للمستشفى، وأعلن عن وفاته لاحقًا متأثرًا بجروحه”.

فيما تحولت عمليات إطلاق النار وسط الشوارع والقتل إلى أمرٍ معتاد خلال السنوات الماضية في المجتمع الفلسطيني داخل أراضي الـ48، الذي يجد نفسه متروكًا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة، خاصة في ظل تقاعس الشرطة الإسرائيلية عن ملاحقة القتلة والمجرمين.

في سياق متصل، قُتل شابٌ ورجل في حيفا ورهط، في جريمتي إطلاق نار منفصلتين ارتكبا قبيل منتصف ليل السبت – الأحد.

وأفادت مصادر محلية بمقتل إدموند ديبي (50 عاما) من حيفا والشاب بشار أبو زغيلة (18 عاما) من رهط في جريمتي إطلاق نار متزامنتين ومنفصلتين.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن قتيل حيفا تعرض لجريمة إطلاق النار خلال تواجده داخل سيارة بمحاذاة أحد المطاعم.

وفي مدينة رهط، قُتل الشاب أبو زغيلة في جريمة ارتكبت بحارة 2، وذلك بعد أسبوعين من تعرضه لإطلاق نار وإصابته بجراح في القسم السفلي من جسده.

ونقل الضحية، على وجه السرعة، إلى مستشفى “سوروكا” في بئر السبع لتلقي العلاج، وهناك أقر الطاقم الطبي وفاته متأثرًا بجراحه.

وبمقتلهما ترتفع حصيلة القتلى منذ مطلع العام إلى 172 قتيلًا بينهم 18 ضحية خلال أيلول (سبتمبر) الجاري.

كما أصيب شخصان بجراح خطيرة في جريمتي إطلاق نار منفصلتين في بلدة دالية الكرمل وبرطعة في منطقة وادي عارة فجر الأحد.

وتلقت طواقم الإسعاف بلاغًا عن إصابة في بلدة دالية الكرمل، وعلى الفور هرع طاقم طبي إلى المكان وقدم الإسعافات الأولية لرجل في الستينيات من عمره، ونقله على وجه السرعة وهو بحالة خطيرة إلى مستشفى رمبام في حيفا لاستكمال العلاج.

وفتحت الشرطة تحقيقا في ملابسات جريمة إطلاق النار دون الإعلان عن تنفيذ أي اعتقالات، حيث دلت المعلومات الأولية أن الرجل (62 عاما) تعرض خلال تواجده قبالة منزله إلى جريمة إطلاق نار.

وفي بلدة برطعة في منطقة وادي عارة، أصيب شاب بالعشرينيات من عمره إلى جريمة إطلاق نار، حيث نقلته طواقم الإسعاف إلى مستشفى “هيلل يافه” في الخضيرة للعلاج، إذ وصفت حالته بالخطيرة.

وحسب مصادر محلية، فإن الشرطة فتحت تحقيقًا في ملابسات الجريمة، دون الإعلان عن تنفيذ أي اعتقالات.

يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

اقرأ/ي أيضا: مصاب بإطلاق نار بالداخل المحتل واعتقال مشتبهين بجريمة قتل

قتيلان في حيفا ورهط ومصابان بدالية الكرمل وبرطعة في جرائم إطلاق نار منفصلة

الداخل المحتل-مصدر الإخبارية

قتل شاب ورجل في حيفا ورهط، في جريمتي إطلاق نار منفصلتين ارتكبا قبيل منتصف ليل السبت-الأحد.

وذكرت مصادر محلية بمقتل إدموند ديبي (50 عاما) من حيفا والشاب بشار أبو زغيلة (18 عاما) من رهط في جريمتي إطلاق نار متزامنتين ومنفصلتين.

وبحسب ذات المصادر، فإن الضحية في حيفا تعرض لجريمة إطلاق النار خلال تواجده داخل سيارة بمحاذاة أحد المطاعم.

وفي مدينة رهط، قُتل الشاب أبو زغيلة في جريمة ارتكبت بحارة 2، وذلك بعد أسبوعين من تعرضه لإطلاق نار وإصابته بجراح في القسم السفلي من جسده.

ونقل الضحية، على وجه السرعة، إلى مستشفى “سوروكا” في بئر السبع لتلقي العلاج، وهناك أقر الطاقم الطبي وفاته متأثرا بجراحه.

وبمقتلهما ترتفع حصيلة القتلى منذ مطلع العام إلى 172 قتيلا بينهم 17 ضحية خلال أيلول(سبتمبر) الجاري.

كما أصيب شخصان بجراح خطيرة في جريمتي إطلاق نار منفصلتين في بلدة دالية الكرمل وبرطعة في منطقة وادي عارة فجر اليوم الأحد.

وتلقت طواقم الإسعاف بلاغا عن إصابة في بلدة دالية الكرمل، وعلى الفور هرع طاقم طبي إلى المكان وقدم الإسعافات الأولية لرجل في الستينيات من عمره، ونقله على وجه السرعة وهو بحالة خطيرة إلى مستشفى رمبام في حيفا لاستكمال العلاج.

وفتحت الشرطة تحقيقا في ملابسات جريمة إطلاق النار دون أن تعلن عن تنفيذ أي اعتقالات، حيث دلت المعلومات الأولية أن الرجل (62 عاما) تعرض خلال تواجده قبالة منزله إلى جريمة إطلاق نار.

وفي بلدة برطعة في منطقة وادي عارة، أصيب شاب بالعشرينيات من عمره إلى جريمة إطلاق نار، حيث نقلته طواقم الإسعاف إلى مستشفى “هيلل يافه” في الخضيرة للعلاج، إذ وصفت حالته بالخطيرة.

وحسب مصادر محلية، فإن الشرطة فتحت تحقيقا في ملابسات الجريمة، دون أن تعلن عن تنفيذ أي اعتقالات.

وأمس السبت، أصيب 3 أشخاص بجراح وصفت حالة أحدهم بالخطيرة في شجار وقع ببلدة عيلوط، فيما أصيب شابان آخران بجراح متوسطة في جريمتي إطلاق نار منفصلتين ارتكبتا في طمرة والبعينة نجيدات.

يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

وتحولت جرائم إطلاق النار والقتل إلى أمر معتاد يرتكب على نحو شبه يومي خلال السنوات الماضية في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة.

في المقابل، تتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن القيام بدورها للحد من الجريمة المنظمة، وسط مؤشرات على تواطؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية مع منظمات الإجرام.

اقرأ/ي أيضا: مصاب بإطلاق نار بالداخل المحتل واعتقال مشتبهين بجريمة قتل

مقتل الشاب محمد إغبارية في جريمة إطلاق نار في مدينة أم الفحم

الداخل المحتل-مصدر الإخبارية

قتل الشاب محمد جمال إغبارية في جريمة إطلاق نار بقرية مصمص بالقرب من مدينة أم الفحم في منطقة وادي عارة، فجر اليوم الجمعة.

وحسب مصادر محلية، فإن الشاب محمد جمال إغبارية، في العشرينيات من العمر، تعرض لجريمة إطلاق نار من قبل جناة مجهولين في مدخل قرية مصمص، حيث اخترقت عدة رصاصات القسم العلوي من جسده، ولم يكن أمام الطاقم الطبى سوى إقرار وفاته في المكان على الفور.

وأغلق عدد من سكان قرية مصمص الشارع بعد مقتل الشاب إغبارية احتجاجا على الجريمة واستشراء جرائم القتل في البلدات العربية.

كما فتحت الشرطة ملفا للتحقيق، ولم يُبلّغ عن اعتقال مشتبهين وتفاصيل وخلفية الجريمة.

169 قتيلا عربيا منذ مطلع العام

وبلغ عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم، 169 قتيلا بينهم 11 امرأة.

ومنذ مطلع الشهر الجاري، قُتل 14 شخصا في المجتمع العربي، فيما أصيب عدد آخر بجروح متفاوتة من جراء تعرضهم لجرائم، شملت غالبيتها لإطلاق نار.

يُذكر أنه في شهر آب(أغسطس) الماضي، بلغ عدد ضحايا الجريمة في المجتمع العربي، 26 قتيلا وقتيلة.

وللمقارنة مع باقي الشهور منذ مطلع العام 202، فقد قتل 5 أشخاص خلال كانون الثاني(يناير)، 16 في شباط(فبراير) ومثلهم في آذار(مارس)، 18 في نيسان (أبريل)، 24 في أيار(مايو)، 25 في حزيران(يونيو)، و24 في تموز(يوليو).

اقرأ/ي أيضا: الجريمة المنظمة.. حُجة لزيادة الرقابة على السلطات المحلية والمجتمع العربي

يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

وتحولت جرائم إطلاق النار والقتل إلى أمر معتاد يرتكب على نحو شبه يومي خلال السنوات الماضية في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة.

في المقابل، تتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن القيام بدورها للحد من الجريمة المنظمة، وسط مؤشرات على تواطؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية مع منظمات الإجرام.

الجريمة المنظمة.. حُجة لزيادة الرقابة على السلطات المحلية والمجتمع العربي

القدس – مصدر الإخبارية

أصدر المركز العربي للدراسات الاجتماعية والتطبيقية “مدى الكرمل” ورقة حقائق حول: “الجريمة المنظمة .. حُجة لزيادة الرقابة على السلطات المحلية والمجتمع العربي”.

وفيما يلي ما جاء في سياق التقرير..

مقدمة

تتناول ورقة الموقف هذه قراراتِ الحكومة الإسرائيلية وعددًا من الوزراء في الشهر الأخير بشأن المجتمع العربي. من هذه القرارات، على سبيل المثال، قرار أصدره وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في شهر آب/ أغسطس المنصرم، فيه طالَبَ هذا الوزير بإيقاف تحويل ميزانيات وهِبات الموازنة للسلطات المحلية العربية التي بلغت قيمتها 200 مليون شيقل، بحجة منع وصول هذه الميزانيات في نهاية المطاف إلى جيوب منظمات الإجرام.

وبغية إعادة صرف هذه الميزانيات للسلطات المحلية العربية، فرض وزير المالية منظومة رقابة على الميزانيات ومصاريف السلطات المحلية العربية كشرط لإعادة تحويلها. ومن هذه القرارات أيضًا قرار الحكومة السماح للشرطة باستخدام منظومات مراقَبة متطورة وحديثة على الهواتف الذكية بحجة مكافحة الجريمة. علاوة على ذلك، تناقش الحكومة اقتراحات قوانين تَمنح أجهزةَ الأمن أدواتٍ إضافيةً لمكافحة الجريمة المنظمة في المجتمع العربي. فضلًا عن هذا، تُناقِش اللجنة الحكومية لمكافَحة العنف في المجتمع العربي إمكانيةَ إلغاء أو تأجيل انتخابات السلطات المحلية المقرر إجراؤها في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر القادم، في 12 سلطة محلية عربية، بحجة احتمال سيطرة منظمات الإجرام على تلك السلطات.

وبحسب تقديرنا، تشير هذه القرارات والسياسات إلى أن الحكومة الحالية تستغل تفاقم الجريمة في المجتمع العربي التي راح ضحيتها منذ بداية العام الحالي نحو 175 قتيلًا (ضعفا عدد القتلى في العام الماضي كله)، وتستغل تغلغل الإجرام المنظم إلى السلطات المحلية العربية كي تفرض قيودًا، وكي تزيد الرقابةَ الأمنية والشرطية على المجتمع العربي عامة، وعلى السلطات المحلية خاصة. إلى جانب ذلك، من شأن هذه القرارات أن تؤدي إلى إضعاف دَوْر ووظائف السلطات المحلية العربية، وبالتالي إلى تفكيكها، وذلك عن طريق زيادة تدخل جهاز الأمن العام (“الشاباك”) في إدارة السلطات المحلية العربية، وإلغاء الانتخابات في بعض البلدات العربية وتحويل إدارة السلطات المحلية إلى لجان مكلفة من قِبل وزارة الداخلية (وتلك تجربة أثبتت فشلها في ما سبق). في الإمكان اعتبار هذه الخطوات تمهيدًا لإحالة إدارة ملف المجتمع العربي إلى الأجهزة الأمنية علنًا ورسميا.

تقييد ورقابة على ميزانيات السلطات المحلية العربية

قرر سموتريتش في بداية شهر آب/ أغسطس المنصرم، تجميد هِبات موازَنة مخصصة للسلطات المحلية العربية بقيمة 200 مليون شيقل، أُقِرت في عهد الحكومة السابقة، بخلاف موقف وتحفظ وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل الذي عارض التجميد. وقال وزير المالية الإسرائيلي إنه يفحص ويعيد النظر مجددًا في ما يجب فعله بهذه الميزانيات، وذلك “حسب الأولويات”. بينما كان موقف وزارة الداخلية أنه ينبغي تحويل هذه الأموال المستحَقة إلى السلطات المحلية العربية، وأن عدم تحويلها قد يعمق الأزمة المالية والاقتصادية في هذه السلطات.

أحد ادعاءات وزير المالية الرئيسية بشأن اتخاذ هذا القرار كان أن هذه الميزانيات تتسرب في نهاية المطاف إلى عصابات الإجرام المنظم التي تسيطر على العديد من مناقصات السلطات المحلية العربية، وعلى جزء من الخدمات التي تقدمها للسكان في البلدات العربية. كذلك اعتبر الوزير المذكور أن هذه الميزانيات هي أموال سياسية أقرتها الحكومة السابقة بضغط من القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية الجنوبية) التي كانت شريكة في حكومة بينيت ولبيد. وادعى سموتريتش أنه “لم ولن يكون هناك أي مبرر في العالَم لتفضيل السلطات العربية بعد الآن ومنحها هي فقط هِبات خاصة لا تحصل عليها السلطات المحلية اليهودية الضعيفة”.

قوبِلَ قرار سموتريتش بانتقادات من داخل الائتلاف الحكومي ذاته، ومن بعض الوزراء، ومن قِبل عدد من الصحافيين الذين رأَوْا أنه قرار سياسي عنصري يأتي لمعاقبة السلطات المحلية العربية، وللانتقام من الحكومة السابقة، ويرمي إلى مغازلة قاعدة سموتريتش الانتخابية اليمينية الاستيطانية، وأن السلطات المحلية العربية تعاني أصلًا من إجحاف في الميزانيات والموارد. وعلى نحوِ ما أشارت إليه بعض التقارير الإعلامية، ثمة إشكالية قانونية في منع تحويل ميزانيات أُقِرت بقرار حكومة سابقة، وأن أقصى ما يمكن أن يفعله سموتريتش هو إعاقة وعرقلة التحويل.

رؤساء السلطات المحلية العربية، ممثلين باللجنة القُطْرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، رأَوْا أن القرار بمثابة إعلان حرب ضدهم، وأنه يأتي ابتغاءَ حرمان البلدات العربية من ميزانيات مستحَقة، وأن القرار قد يعطل قدراتهم على تزويد السكان بالخدمات. في أعقاب القرار، أعلنت اللجنة الإضراب والتظاهُر أمام مبنى وزارة المالية في القدس، وأقروا إضرابًا عامًا في السلطات المحلية العربية، وهددوا بالإعلان عن إضراب عام في جهاز التعليم مع بداية العام الدراسي.

بعد خطوات الاحتجاج والإضراب التي اتخذتها السلطات المحلية العربية، واجتماعات عقدتها الحكومة بمشاركة مندوب عن السلطات المحلية العربية، تَقَررَ عَقْد اجتماع خاص بين سموتريتش ووزير الداخلية وعدد من رؤساء السلطات المحلية العربية وبمشاركة رئيس جهاز الأمن العام (“الشاباك”) ومفتش عام الشرطة. عُقد الاجتماع في مقر وزارة الأمن في تل أبيب يوم 28 آب/ أغسطس الماضي.

في هذا الاجتماع، عَدَلَ وزير المالية عن قراره السابق الذي قضى بتجميد ميزانيات السلطات المحلية العربية، وأقر تحويل الميزانيات إلى السلطات المحلية العربية، مشترطًا إقامة منظومة وآليات حكومية، بمشارَكة جهاز الأمن العام (“الشاباك”) لتراقب وتتابع تحويل وصرف ميزانيات السلطات المحلية العربية، بغية ضمان عدم وصولها إلى منظمات الإجرام. بذلك نجد أن سموتريتش نجح في فرض منظومة رقابة جديدة تتابع موضوع الميزانيات المخصصة للسلطات المحلية العربية، بمشاركة جهاز الأمن العام والشرطة، وبموافَقة رؤساء السلطات المحلية العربية.

على ما يبدو، هذا هو هدف سموتريتش الحقيقي؛ إذ هو يعرف أنه لا يستطيع قانونيا منع تحويل الميزانيات على نحوٍ مطْلَق ودائم، فلجأ إلى منع تحويل الميزانيات لفرض هذه المنظومة. الخطر الكامن في هذا القرار أنه يحول موضوع ميزانيات السلطات المحلية العربية وتوزيعها إلى رقابة جهاز الأمن العام ووزارة الداخلية، وقد يمهد لتدخلٍ أوسع لجهاز الأمن العام (“الشاباك”) في إدارة السلطات المحلية العربية، وتحويل قضية الميزانيات إلى مسألة أمنية لا مدنية، بحجة منع تسرب ميزانيات وعطاءات للجريمة المنظمة، وهو ما قد يحد من استقلالية السلطات المحلية العربية. هذا يعيد مكانة السلطات المحلية العربية سنوات إلى الخلف، إلى فترة الحكم العسكري والرقابة الأَمنية على عملها، بعد أن نجحت في العَقْدين الأخيرين في انتزاع بعض الاستقلالية في عملها وإدارتها، وتحولت إلى لاعب سياسي مركزي، وبخاصة اللجنة القُطْرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.

التلويح بتأجيل انتخابات السلطات المحلية العربية

استغلال الحكومة الحالية آفة العنف لإعادة ترتيب علاقاتها بالمجتمع العربي عامة والسلطات المحلية خاصة، لم يتوقف عند تجميد ميزانيات وإقامة منظومة مراقَبة جديدة، بل توسع أيضًا ليشمل تهديدًا بإلغاء الانتخابات في عدد من السلطات المحلية العربية وتنصيب لجان معينة لإدارتها. معنى هذا أن الحكومة، بدلًا من أن تعالج الأمر وتتعامل تعاملًا مباشرًا مع عصابات الجريمة المنظمة، تفضل معاقَبة المجتمع العربي والسلطات المحلية؛ وهو ما يعني بالضرورة معاقَبة الضحية. وفي بداية أيلول/ سبتمبر، نَشَرت تقارير صحفية أن اجتماع اللجنة الوزارية لمكافَحة الجريمة والعنف في البلدات العربية ناقش إمكانية إلغاء انتخابات السلطات المحلية المقررة في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر القادم في 12 سلطة محلية عربية، بسبب تهديد منظمات الإجرام في المجتمع العربي، وسط مخاوف على سَيْر العملية الانتخابية المقررة في تلك البلدات أو سيطرة منظمات الجريمة من خلال الفوز بالانتخابات. وادعى جهاز الأمن العام (“الشاباك”) أن مرشحين أو ناخبين أو مسؤولين منتخَبين في نحو 15-20 سلطة محلية عربية يعيشون تحت طائلة تهديد منظمات الإجرام التي تَنْشط في المجتمع العربي، بحسب ما كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كانْ 11”).

ميزانيات وقوانين لزيادة الرقابة التكنولوجية على المجتمع العربي

بالتوازي مع إقامة منظومة الرقابة على ميزانيات السلطات المحلية العربية، وزيادة الرقابة على السلطات المحلية العربية، والتهديد بإلغاء الانتخابات في عدد منها، تتجه الحكومة كذلك نحو زيادة الرقابة وأدوات التنصت على المجتمع العربي. فقد قرر وزير المالية تخصيص عشرات ملايين الشواقل لجهاز الشرطة، من أجل تمويل وسائل تكنولوجية جديدة بغية محاربة الجريمة في المجتمع العربي. وفي توضيح لوزارة المالية بعد الاجتماع المذكور، جاء أن اللجنة الوزارية لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي ستعمل على تحضير رزمة من القوانين لمنح صلاحيَات أوسع لفرض القانون الجنائي والاقتصادي تجاه منظمات الإجرام في المجتمع العربي. وستخصص وزارة المالية ملايين الشواقل لهذا الهدف، من ضمنها مَبالغ الغرضُ منها تمويل أجهزة تكنولوجية حديثة تحتاج إليها الشرطة لمكافَحة الجريمة المنظمة وزيادة الأمن الشخصي في البلدات العربية.

تأتي هذه القرارات بالتزامن مع موافَقة الحكومة الإسرائيلية على السماح للشرطة بإعادة استخدام برمجيات مراقَبة وتنصت حديثة ضد منظمات الإجرام في المجتمع العربي، بعد أن توقف العمل بها العامَ الماضي، بقرار من المستشارة القضائية للحكومة على أثر صدور تقارير صحفية عن سوء استعمال الشرطة لهذه المنظومات؛ إذ تُعتبَر هذه الأدوات مُخِلة بالخصوصية وحرية الأفراد في حال إساءة استعمالها. وقد عبرت عدة منظمات حقوقية عن خشيتها من أن تُستخدَم هذه المنظومات والبرمجيات للمراقَبة السياسية ولأغراض غير قانونية، ولا سيما تجاه المجتمع العربي.

رافق هذه القراراتِ نقاشٌ داخل الحكومة حول إشراكِ جهاز الأمن العام (“الشاباك”) في مكافحة الجريمة المنظمة في المجتمع العربي، ورفضِهِ هو لهذا الأمر حتى الآن واكتفائِهِ بمعالجة مِلفات تستهدف رموز الحكم، كاستهداف رؤساء سلطات محلية عربية أو مؤسسات الدولة ومناقصات حكومية، على سبيل المثال، بادعاء أن جهاز الأمن غير مخول وَفقًا للقانون لمكافَحة الجريمة داخل الدولة، وبسبب خشيته من كشف أساليب وأدوات عمله في القضايا الأمنية.

كذلك عَقَدَ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بداية أيلول/ سبتمبر جلسة خاصة للجنة الوزارية لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي، وأعلن في ختامها أن حكومته تدفع في اتجاه سَن قوانين وصَفَها بأنها “قوية جدا”، وادعى أنها “تعزز قدرتنا على مكافحة المنظمات الإجرامية”، كما أعلن عن تعيين منسق خاص في هذا الشأن. ولم يوضح نتنياهو طبيعة القوانين أو جوهرها، غير أنه أشار إلى أنها تتعلق بآليات مراقَبة تتعلق بتحويل الميزانيات المستحَقة للسلطات المحلية العربية والتي جمدها وزير المالية سموتريتش. فضلًا عن هذا، تدفع القوانين المقترَحة تنظيم مسألة إشراك “الشاباك” في الحيز المدني في البلدات العربية بدعوى “مساعدة الشرطة” في مكافحة الجريمة، بما في ذلك استخدام أدوات “الشاباك” الاستخباراتية وبرمجيات التجسس ضد مشتبَهين بجرائم في المجتمع العربي، وهو ما كان قد واجَهَ معارَضة من قِبل المستشارة القضائية للحكومة ومسؤولين في “الشاباك”، فضلًا عن مشاريع قوانين ستسمح بتشديد العقوبات الاقتصادية وحماية الجمهور من المنظمات الإجرامية”.

خاتمة

الخطوط العريضة واتفاقيات التحالف الحكومي، بالإضافة إلى تصريحات الوزراء والسياسات على أرض الواقع، تجعلنا نشكك في نيات الحكومة تجاه المجتمع العربي، ونفترض أن إضافة أدوات الرقابة الجديدة المقترَحة، ومراقبة ميزانيات السلطات المحلية، واعتماد منظومات لمكافَحة الجريمة المنظمة، والمطالَبة بإدخال “الشاباك” لمكافَحة الجريمة المنظمة، ليست بريئة ولا ترمي فعلًا إلى محارَبة الجريمة المنظمة ولا خدمة مصالح المجتمع العربي؛ إذ هذه هي الحكومة نفسها التي تتواطأ مع الجريمة لتفتيت المجتمع العربي، وهي الحكومة نفسها التي غضت النظر عن تفاقُمها في العَقد الأخير، والحكومة نفسها التي لم تَرُد على ادعاء القائد العام للشرطة “القتل لدى المجتمع العربي جزء من الثقافة. دعهم يقتلون بعضهم البعض”.

يبرر سموتريتش منْع تحويل ميزانيات مستحقة و”هِبات موازَنة” مخصصة للسلطات المحلية العربية، بذريعة الجريمة المنظمة. وبذلك يبتغي فرض رقابة أَمنية على صرف ميزانيات السلطات المحلية العربية، في حين يستغل وزير الشرطة (“الأمن القومي”) بن غفير الجريمةَ المنظمة للدفع بإجراءات أَمنية تستهدف المجتمع العربي، من بينها الاعتقال الإداري وزيادة أدوات التنصت والرقابة على المجتمع العربي. وطرحت اللجنة الوزارية إمكانية تأجيل الانتخابات في عدد من السلطات المحلية العربية. كل هذه الاقتراحات لم تكن مقبولة على المستشارة القضائية للحكومة، لكونها تقيد الحريات وتُنفذ دون رقابة قضائية كافية، وفي الإمكان استغلالها لأهداف أخرى غير مكافحة الجريمة.

الحكومة تبغي ربط أمن المواطنين العرب الشخصي بتدخل أجهزة المخابرات والأمن الإسرائيلية؛ أي إنها تريد من المواطنين العرب أن يستَجْدوا حكومة إسرائيل كي تُدْخِل جهاز الأمن العام إلى البلدات العربية، بغية توفير الحماية لها من منظمات الجريمة وضمان تحويل الميزانيات الحكومية إلى سلطاتها المحلية. وبذلك ترمي إلى تحويل قضايا المجتمع العربي إلى قضايا أمنية يتابعها جهاز الأمن العام (“الشاباك”)، بدلًا من أن تكون ثمة حقوق مدنية طبيعية لكل مواطن؛ وهذا تغير جوهري في تعامل إسرائيل مع المواطنين العرب.

على نحوِ ما عملت الحكومات السابقة في محاربة الجريمة المنظمة وترسباتها في السلطات المحلية اليهودية دون فرض قيود على الحريات الشخصية، ودون إلغاء انتخابات في سلطات محلية يهودية، ودون تدخل جهاز الأمن العام (“الشاباك”)، ودون وضع أي قيد على السلطات المحلية، تستطيع (الحكومة) أن تعمل على غرار ذلك في البلدات العربية أيضًا. ما ينقص ذلك إصدارُ قرار سياسي والتعاملُ الجِدي والحقيقي مع كل مسببات العنف والجريمة في المجتمع العربي، لا معاقَبةُ الضحية.

أقرأ أيضًا: دعوات للمشاركة في تظاهرات منددة بالجريمة في الداخل المحتل

مصابون بجرائم إطلاق نار بحيفا والطيرة وعرعرة في الداخل المحتل

الداخل المحتل-مصدر الإخبارية

أصيب 3 أشخاص بجروح وصفت بين المتوسطة والخطيرة، جراء جرائم إطلاق نار نفذت في حيفا، والطيرة وعرعرة في المثلث الشمالي فجر اليوم الثلاثاء.

ففي مدينة حيفا، أصيب شاب بجروح وصفت بالخطيرة، وذلك جراء جريمة إطلاق نار وقعت في المدينة فجر اليوم.

وحسب مصادر محلية فإن طواقم التابعة لـ “نجمة داود الحمراء” تلقت بلاغا عن جريح في حيفا، وعلى الفور هرع طاقم طبي إلى المكان، حيث قدم الإسعافات الميدانية لرجل يبلغ من العمر (40 عاما)، ونقله على وجه السرعة إلى مستشفى “رمبام” في المدينة لاستكمال العلاج.

وأشار المصادر إلى فتح الشرطة تحقيقا في ملابسات الجريمة، دون أن تعلن عن تنفيذ أي اعتقالات.

وفي مدينة الطيرة، تعرض شاب (32 عاما) بعد منتصف الليلة شاب إلى جريمة إطلاق نار في المدينة، ما أسفر عن اصابته بجروح وصفت بالمتوسطة، حيث نقل على إثرها إلى مستشفى “مائير” في كفار سابا لاستكمال العلاج.

وحسب مصادر محلية فإن الشرطة باشرت التحقيق في ملابسات جريمة إطلاق النار، حيث لم يبلغ عن اعتقال ضالعين بالجريمة.

وفي عرعرة في المثلث الشمالي، تحقق الشرطة في ملابسات جريمة إطلاق النار التي نفذت في وقت مبكر من صباح اليوم في البلدة، وأسفرت الجريمة عن إصابة رجل في الخمسينيات من العمر بجروح وصفت بالمتوسطة، حيث نقل على إثرها إلى مستشفى “هيلل يافه” في الخضيرة لاستكمال العلاج.

وأمس الإثنين، قتلت امرأة، في الثلاثينيات من العمر، من مدينة رهط في منطقة النقب، جنوبي البلاد، في جريمة إطلاق نار.

اقرأ/ي أيضا: مقتل شخص بجريمة إطلاق نار في مدينة عكا

وارتفع عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري 2023 ولغاية اليوم، إلى 166 قتيلا بينهم 10 نساء.

ومنذ مطلع الشهر الجاري، قتل 11 شخصا في المجتمع العربي، فيما أصيب عدد آخر بجروح متفاوتة من جراء تعرضهم لجرائم، شملت غالبيتها لإطلاق نار.

يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

وتحولت جرائم إطلاق النار والقتل إلى أمر معتاد يرتكب على نحو شبه يومي خلال السنوات الماضية في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة.

في المقابل، تتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن القيام بدورها للحد من الجريمة المنظمة، وسط مؤشرات على تواطؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية مع منظمات الإجرام.

مقتل شخص بجريمة إطلاق نار في مدينة عكا

القدس – مصدر الإخبارية

أعلنت مصادر محلية، فجر الاثنين، عن مقتل شخص 59 عامًا من سكان مدينة حيفا، جرّاء تعرضه لإطلاق نار في مدينة عكا بالأراضي المحتلة عام 48.

وبالإعلان عن الضحية الجديدة يرتفع عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع الفلسطيني داخل أراضي الـ48 منذ مطلع العام الجاري إلى 165 قتيلا بينهم 9 نساء.

فيما ارتفع عدد القتلى منذ بداية الشهر الجاري إلى 10، بمعدّل قتيل كل يوم، مما يُؤكد تواطؤ الشرطة الإسرائيلية في الكشف عن الجُناة.

وبحسب موقع “عرب 48″، فقد عُثر بين مدينتي عكا وحيفا على مركبة أُضرمت فيها النار، قد تكون استُخدمت خلال تنفيذ جريمة القتل.

والسبت الماضي، قُتل شاب فيما أصيب آخران، وجميعهم يبلغون 19 عامًا من العمر، ببلدة تل السبع في النقب، فيما أُصيبت امرأة بجراح حرجة في جريمتي إطلاق نار منفصلتين.

وتتواصل جرائم القتل وأحداث العنف في البلدات الفلسطينية داخل أراضي الـ48 بشكلٍ يومي، فيما يعاني المواطنون من انعدام الأمن والأمان في ظل الجرائم التي تسفر عن قتلى ومصابين وأضرار في الممتلكات الشخصية.

وبحسب مؤسسات المجتمع المدني، فقد ارتفع عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع الفلسطيني منذ مطلع العام الجاري، إلى 165 قتيلا بينهم 9 نساء، وهي حصيلةٌ تضاهي سنوات كاملة سابقة.

يُذكر أن المجتمع الفلسطيني داخل أراضي الـ48 شهد الثلاثاء الماضي إضرابًا عامًا، أقرته لجنة المتابعة العليا، فيما نُظمّت وقفات في العديد من المفارق والبلدات الأسبوع الجاري، احتجاجًا على العنف وتقاعس الحكومة والشرطة الإسرائيلية عن لجم الجرائم المُتصاعدة بشكلٍ خطير.

وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، بلغ عدد ضحايا الجريمة في المجتمع الفلسطيني، 26 قتيلًا، ومقارنةً مع باقي الشهور منذ مطلع العام، فقد قتل 5 أشخاص خلال كانون الثاني/ يناير.

وقُتل 16 في شباط/ فبراير ومثلهم في آذار/ مارس، و18 في نيسان/ أبريل، و24 في أيار/ مايو، و25 في حزيران/ يونيو، و24 في تموز/ يوليو.

وتُمثّل جرائم هاجسًا وكابوسًا داخل المجتمع العربي، وسط مطالبات بحماية جدية من تغول العصابات المُنظمة المحمية من قِبل الاحتلال وقضائه العنصري.

أقرأ أيضًا: مصابان في حادث سير وإطلاق نار بالداخل المحتل

نوايا اسرائيلية لطرح خمسة قوانين تهدف لمحاربة الجريمة بالداخل

القدس المحتلة-مصدر الإخبارية

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام اللجنة الفرعية لتعزيز مكافحة الجريمة في المجتمع العربي إن “اللجنة الوزارية تروج لخمسة قوانين قوية للغاية من شأنها أن تعزز قدرتنا على مكافحة منظمات الجريمة”.

وأضاف نتنياهو: “نحن في حرب حقيقية ضد الجريمة الخطيرة في الوسط العربي، قمت اليوم بتعيين روي كحلون مفوّضًا سيقف على رأس وحدة مكافحة الجريمة في المجتمع العربي”، متأملا أن يتم إقرار هذه القوانين في الأسابيع المقبلة، والتي سيكون هناك أيضًا اجتماع خاص خلال فترة عطلة الكنسية للترويج لهم.

كما أمر نتنياهو أمس الخميس، بتشكيل فريق محدود من الوزراء لفحص تدخل الشاباك في التعامل مع الجريمة في المجتمع العربي، وسيناقش الفريق إمكانية استخدام الشرطة للوسائل التكنولوجية التي يستخدمها الشاباك، من أجل فك رموز قضايا الجرائم وحلها.

وأصدر نتنياهو التوجيه في مناقشة متابعة أجرتها اللجنة الفرعية لتعزيز مكافحة الجريمة في المجتمع العربي. وخلال المناقشة، عُرض على رئيس الوزراء “حزمة التشريعات” التي يتم صياغتها هذه الأيام، والتي تتضمن خمسة قوانين، الغرض منها تحسين مكافحة الشرطة للمنظمات الإجرامية.

وساد الثلاثاء الماضي، الإضراب العام التجمعات السكنية العربية الفلسطينية داخل الخط الأخضر “مناطق 48″، احتجاجاً على عدم قيام الشرطة بمحاربة الارتفاع الخطير في حوادث القتل والجريمة على خلفية جنائية، التي وصلت إلى أكثر من ضعفين، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والتي هي مرشّحة للارتفاع أكثر وفق كل التوقّعات. وعلى الرغم من خطورة الوضع، إلّا أن الشرطة الإسرائيلية لا تحرّك ساكنا لوضع حد لاستفحال الجريمة والعنف.

اقرأ/ي أيضا: وقفة في غزة استنكاراً لتفشي الجريمة بالداخل المحتل

وكان السبب المباشر لإعلان الإضراب هو سلسلة من أعمال القتل الفظيعة، التي عصفت بمدن وقرى الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني، والشعور العام بأن الدولة الصهيونية لن تحرّك ساكنا، بمحض إرادتها إن لم يحدث تصعيد جدّي في النضال والمواجهة لفرض معادلة تجبرها على الفعل.

وفي اجتماعها مطلع الأسبوع الحالي، أعلنت لجنة المتابعة العليا، التي هي مظلة كل الأحزاب والسلطات المحلية في الداخل الفلسطيني، عن تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة الموضوع، وقررت القيام بتصعيد متدرّج، بدأ بالإضراب العام وتتبعه خطوات وصولا إلى القيام بعصيان مدني، للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتفعيل الشرطة ضد الإجرام والمجرمين، وهو ما لا تقوم به حاليا، فهي تتحرك بخطى متثاقلة وكسولة وغير مبالية بمصير المواطنين العرب الفلسطينيين، الذين يحملون رسميا الجنسية الإسرائيلية.

الشرطة الإسرائيلية، مثل الدولة الصهيونية، ليست لكل المواطنين وعقيدتها هي حماية المجتمع اليهودي في إسرائيل، وليس ضمن أولوياتها الأمن الشخصي للمواطن العربي

ونحن ذاهبون إلى الإضراب غدا.. بقلم مرزوق الحلبي

أقلام-مصدر الإخبارية

كتب الحقوقي مرزوق الحلبي علينا التمييز بين الحديث عن عُنف بشكل عام من الأفراد في المجتمع والأسرة والشارع والمكان العام وبين الحديث عن جريمة منظّمة بوصفها نشاطًا إجراميًا لأغراض اقتصادية،

ـ علينا أن نميّز بين عُنف أسريّ أو “عنف اجتماعيّ” وبين انفلات الجريمة المنظّمة،

ـ علينا أن نميّز بين أصناف من العنف التي تملك كلّ مدينة وقرية آليات ومنظومات لمعالجتها أو الوقاية منها أو احتوائها، وبين أصناف من العنف هي من مسؤوليّة حصريّة للدولة ومؤسّساتها،

ـ علينا أن ننتبه إلى مسؤولية الدولة الكاملة في كل الأحوال عن وضع حدّ لحالات العنف “الاجتماعيّ” من خلال توفير ما يلزم من آليات ومنظومات وبرامج وملاكات، وإلى مسؤوليتها الأكبر بكثير عن وضع حدّ للجريمة المنظمة وأنشطتها من خلال تطبيق القانون وإعمال أحكامه والصلاحيات لمحاربتها،

ـ علينا أن ننتبه إن توظيف الإجرام كمنظومة وفعل مدمّر هو سياسة حكوميّة منهجيّة تجاه المجتمع الفلسطيني في إسرائيل. والأفضل ألّا نلتقط صورًا مع قائد شرطتها أو لقاء وزراء فيها.

اقرأ/ي أيضا: إعلان حالة الطوارئ والإضراب العام في الداخل المحتل احتجاجاً على تفشي الجريمة

ـ علينا أن نخرج من دائرة الوهم القائل إن الحكومة التي تُعادينا هي التي ستحمينا،

ـ علينا أن نفترض أننا نتدحرج سريعًا إلى حالة استعماريّة غير مستقرّة تغذّي العنف وترعاه برمش العين،

ـ علينا أن ننتظم مدنيًا استعدادًا لمرحلة أصعب يكون التطابق بين الجريمة المنظّمة و “قوات الأمن” كاملًا ومكشوفًا ـ ونحن ذاهبون إلى هناك!

-أعضاء وقيادات شعبنا (في غالبيتها الساحقة) كشعبنا تمامًا عُرضة لضربات الجريمة المنظّمة التي تلتقط دائما إشارات المؤسّسة وتوجّهاتها وإيماءاتها، فلنوجّه إصبع الاتهام للعنوان الصحيح ـ للدولة ومؤسساتها،

– عندما تغيب الدولة تحضر الشياطين ـ والدولة غائبة والحكومة معادية،

Exit mobile version