هل تنجح الحكومة الفلسطينية بإنهاء أزمتها المالية من خلال الإصلاحات؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أعلن وزير المالية شكري بشارة، أن الحكومة الفلسطينية بدأت إصلاحات جذرية في المالية العامة للتخفيف من الأزمة المالية التي تعاني منها، تركز على خفض فاتورة الرواتب 50% العام الجاري و75% في 2023، وصافي الإقراض، والتحويلات الطبية إلى خارج مراكز وزارة الصحة.

ويرى محللون اقتصاديون، أن إصلاحات الحكومة المعلن عنها قد تخفض من عجز الموازنة لكنها لن تكون كافية لإنهاء أزمة الحكومة المالية كونها تعاني عجزاً متراكم منذ سنوات طويلة.

وأكد هؤلاء على ضرورة ألا تكون الإصلاحات في الموازنة على حساب المواطنين والموظفين البسطاء، وألا تمس احتياجاتهم الأساسية.

وقال الاقتصادي أسامة نوفل، إن الإجراءات المعلن عنها من بشارة مهمة للتخفيض من عجز الموازنة حال نفذت، لكن لا يمكنها انهاء أزمة الحكومة المالية المرحلة من عام لأخر.

وأضاف نوفل في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن التحدي الأكبر يبقى مدى قدرة وزارة المالية على تخفيض فاتورة الرواتب التي تستحوذ على 70% من الانفاق العام في ظل دفع رواتب موظفين وأشباه رواتب بقيمة 950 مليون شيكل شهرياً.

وأشار نوفل إلى أن الحكومة يتوجب عليها التركيز على تخفيض الرواتب العليا التي تصل لأرقام ضخمة وتنفق على كبار المسئولين، بالإضافة لمراجعة كشوفات الموظفين، لاسيما مع الحديث عن وجود 5 آلاف موظف ليسوا على رأس عملهم، ويتقاضون رواتب.

وأكد نوفل على ضرورة أن تشمل التخفيضات الأموال المصروفة على السفارات الخارجية وبدل السفر، وإخراج رواتب المتقاعدين من الانفاق الجاري للموازنة من خلال توفير تمويل خاص لصندوق التقاعد على اعتبار أنه مستقل.

وشدد على ضرورة تخفيض الانفاق على قطاع الامن الذي يستحوذ على 20% من إجمالي الموازنة.

وفيما يتعلق بصافي الإقراض، لفت نوفل إلى أن الملف مهمل من السلطة الفلسطينية كون سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقطع أموال المياه والكهرباء دون الرجوع للسلطة التي تدفع بالهيئات المحلية لجباية الأموال الخاصة بالخدمات وتحويلها لخزينتها بدلاً من شراء الخدمات من مصادرها.

وحول التحويلات الطبية، نوه نوفل إلى أن الحكومة عليها توفير الخدمات الأساسية للمرضى والعلاج اللازم لأصحاب التحويلات الخارجية بما يعالج مشاكلهم، ويحد بنفس الوقت من التكاليف العالية لآخذ العلاج بالخارج.

بدوره، قال الاقتصادي هيثم دراغمة، إن الحكومة تعاني عجزاً مالياً يتجاوز 12 مليار شيكل، والاتجاه الحكومي الحالي لسده مغاير للمطلوب كونه يركز على تعزيز الجباية الداخلية من المواطنين وفرض خصومات على رواتب الموظفين الذين يشكلون داعمة أساسية للاقتصاد الوطني.

ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تصرف الحكومة الرواتب بنسبة (75-80%)، جراء الأزمة المالية الناتجة عن تزايد اقتطاعات إسرائيل من المقاصة، وتراجع حاد في مساعدات المانحين.

وأضاف دراغمة، أن الضغط على المواطنين البسطاء أمر غير منطقي في ظل وجود نسبة تهرب ضريبي تصل إلى 35%، الأولى معالجتها، وتحسين الجباية من كبار رؤوس الأموال.

وأشار دراغمة إلى أنه لا يمكن الحديث عن تحسين في الجباية الداخلية في ظل عدم استقرار الاقتصاد نتيجة ارتفاع أسعار السلع الأساسية للمواطنين، ودفع رواتب منقوصة.

وأكد دراغمة أن الوسيلة الوحيدة أمام الحكومة الفلسطينية لتخفيف تبعات الأزمة المالية إعادة النظر في العلاقات مع الدول التي أوقفت دعمها المالي للخزينة العامة، لاسيما الدول العربية التي تعيش السلطة معها علاقات فاترة منذ سنوات.

الهدري لمصدر: 33% حصة غزة من مصاريف التحويلات الطبية في فلسطين

صلاح أبو حنيدق- مصدر الإخبارية:

أكد مسؤول دائرة العلاج بالخارج هيثم الهدري، اليوم الأربعاء، أن حصة قطاع غزة من إجمالي مجموع الصرف على التحويلات الطبية في فلسطين يبلغ 33%.

وقال الهدري في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إن هناك جهود لرفع حصة المحافظات الجنوبية إلى ما بين 35-40% خلال الفترة القادمة، نافياً وجود أي انخفاض في أعداد التحويلات الطبية لمرضى قطاع غزة المحولين للعلاج خارج المؤسسات الصحية الحكومية.

وأضاف الهدري، أن الموازنة لعلاج المرضى بكافة المناطق الفلسطينية مفتوحة بعيداً عن المحاصصة والجغرافيا مؤكداً أنهم لن يفرقوا بين أي مريض يحتاج للعلاج في غزة أو الضفة الغربية أو القدس.

وأكد أنهم مستعدون لعلاج أي مريض بأي مدينة فلسطينية ولن يبقوا أي أحد بدون علاج مبيناً التقارير التي تتحدث عن انخفاض في التحويلات الطبية الخاصة بقطاع غزة مغلوطة ومفهومة بشكل خاطئ.

وأشار إلى أن التقارير التي تحدثت عن جود انخفاض أخذت فقط ما تم احتسابه من مال الصرف على المرضى المتواجدين في قطاع غزة ولم يشمل الذين بالخارج وتجدد لهم التحويلات بالمحافظات الشمالية ويسجلون ضمن برنامج التحويلات بالضفة.

وتابع ” على سبيل المثال حينما يحول مريض زراعة نخاع من قطاع غزة للعلاج بمستشفى تل هاشومير تحول من غزة بتكلفة 271 شيكل عيادة، ومن ثم تمدد وتجدد لزراعة النخاع بتكلفة 246 ألف شيكل وتكون على حصة الضفة وليست غزة كونها تنشئ بالمحافظات الشمالية”.

ولفت الهدري إلى أنه عقد اجتماعا قبل يومين مع الجهات الطبية بغزة ووضح لها تفاصيل العمل بملف التحويلات الطبية مبيناً أن المعدل اليومي للتحويلات الطبية بالقطاع يصل إلى 100 حالة وهو معدلات تراكمية ترتبط بإصدار التحويلة بغزة وتجديدها بالضفة الغربية مما يعني أنها لن تسحب على المحافظات الجنوبية حال تجديدها.

وأكد الهدري ” إذا فرقت الحواجز والخلافات السياسية والظروف المعيشية بين أبناء الوطن الواحد، فأرجوا ألا تفرق التقارير الفارغة بينهم”.

الهدري لمصدر: 100 مريض من غزة يحولون لمشافي الضفة والقدس يومياً

صلاح أبو حنيدق- مصدر الإخبارية:

كشف مدير عام التحويلات الطبية بوزارة الصحة الدكتور هيثم الهدري، عن اصدار 100 تحويلة طبية يومياً لمرضى قطاع غزة للعلاج بمشافي الضفة الغربية و القدس المحتلة.

وقال الهدري لـ”مصدر” إن التحويلات الطبية من قطاع غزة للضفة والقدس للحالات المستعصية تسير بوضعها الطبيعي ولا يوجد بها أي مشاكل، لاسيما فئتي مرضى السرطان والكلي.

وأضاف الهدري أنه تم اللجوء لعدم اصدار تحويلات لمرضى ديسكات الظهر والغضاريف وتبديل المفاصل كونها تم ايقافها مؤقتاً في فلسطين ، وجميع أنحاء العالم بسبب تفشي جائحة كورونا، وتحويل مستشفيات الضفة الغربية لمراكز لاستقبال مرضى الجائحة.

وأوضح الهدري أن سبب عدم استقبال الضفة مرضى أكثر في هذه الفترة هي جائحة “كورونا”, مُشيراً إلى أنّه بعد الانتهاء منها سنستأنف دخول الحالات الحرجة بشكل كبير.

وأشار الهدري إلى أن نسبة مرضى السرطان من مجموع التحويلات خارج غزة تمثل30% إلى 40%.

ويتلقى حوالي 80% من المرضى الفلسطينيين العلاج اللازم بمستشفيات الضفة في حين يحول 20% فقط من مرضى السرطان والأمراض المستعصية للعلاج بمستشفيات إسرائيلية.

ويعاني مرضى قطاع غزة، وخصوصاً مرضى السرطان الذين لا تتوفر إمكانية علاجهم في القطاع، جراء تقييد حركتهم ومنعهم من السفر عبر معبري رفح وبيت حانون “إيرز” ، وذلك منذ إعلان حالة الطوارئ في أراضي السلطة الفلسطينية لمواجهة فيروس كورونا كوفيد 19 في مارس/آذار الماضي.

وتتضاعف معاناة مرضى السرطان في قطاع غزة مع استمرار قيود الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لهم، إضافة لحرمان المئات منهم من السفر لتلقي العلاج في الخارج.

وحسب برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان في قطاع غزة، فإن هناك نحو سبعة آلاف مريض سرطان في قطاع غزة.

وضمن إجراءاتها للحد من تفشي الفيروس، أغلقت السلطات الإسرائيلية معبر بيت حانون (إيريز) في شمال القطاع، وهو المعبر الوحيد الذي كانت تسمح للأفراد الحائزين أذونات خاصة بالمرور عبره.

ومنذ ذلك الوقت، تسمح الدولة العبرية فقط بنقل الحالات الخطرة من المرضى للعلاج في مستشفياتها أو المستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية.

العلاج بالخارج لمصدر: التحويلات الطبية لمرضى غزة سارية والأولوية لهذه الفئات

خاص – مصدر الإخبارية

صرح د. عوض الهالول مدير اللجان الطبية في دائرة العلاج بالخارج في غزة أن التحويلات الطبية سارية في ظل أزمة كورونا ولم تتوقف، وخاصة التحويلات لمرضى الأورام والحالات الطارئة.

وقال الهالول في تصريحات لـمصدر الإخبارية: “إن إدارة العلاج بالخارج في المحافظات الشمالية تحاول قدر المستطاع تقديم الإمكانيات المتاحة لتحويل المرضى أصحاب الحالات الطارئة والأورام، بينما الحالات الأخرى ليس لها أماكن في مستشفيات الضفة التي تعتبر منهكة”.

وفي حديثه عن التحويلات الطبية لمستشفيات الداخل المحتل بيّن الهالول أن الحالات التي ليس لها أماكن في مستشفيات الضفة وليست عاجلة يتم تحويلها للداخل المحتل، ولكن هناك تقنين في عددها.

ولفت إلى أن هذا التقنين يأتي لأسباب سياسية ومالية، حيث تعمل وزارة الصحة على توطين الخدمة والتركيز على مشافي الوطن، وبعدها بالدرجة الثانية المشافي العربية في مصر والأردن.

وأكد الهالول أن المستشفيات المحلية في قطاع غزة مؤهلة بنسبة عالية لاستقبال الحالات المزمنة، حيث لا يتم تحويل أي حالة إلى المستفيات الخاصة بغزة إلا إذا كانت حاصلة على ترخيص من الصحة ومستوفية لكافة الشروط.

وتابع:” لدينا أطباء بكفاءة عالية في قطاع غزة، وهناك مشروع لتوفير جهاز إشعاع في قطاع غزة وجاري العمل على توفيره، ويتم استقبال الحالات المرضية في مستشفى الحياة والقدس وجولس بغزة”.

وبيّن الهالول أن الأولولية القصوى في التحويلات هي لأي مريض يحتاج رعاية عاجلة ولا يحتمل تأخير خاصة الأورام، ويأتي في المرتبة الثانية مرضى القلب الذين يحتاجون رعاية غير متوفرة في قطاع غزة.

واستأنف:” نراهن على معاناة أي مريض من غزة وتعرض أي شخص لمماطلة في إصدار التحويلة، فدائرة العلاج بالخارج برام الله متعاونة جداً مع غزة، ولا ترفض أي تحويلة لمريض، وإذا ما تعرض أي مواطن من غزة لمماطلة فهي من الجانب الإسرائيلي”.

وأوضح الهالول لمصدر الإخبارية أن غزة ضمن أولويات الحكومة، وأن التوجيهات الحكومية بأن يتم إعفاؤها من أي نسبة مشاركة في التحويلات كالمحافظات الشمالية.

اشتية: سنتغلب على مشكلة الرواتب وعقبتين أمام الانتخابات

رام الله – مصدر الإخبارية | أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، عزم حكومته على تحقيق الاستقلال الاقتصادي والانفكاك من التبعية “الإسرائيلية” بالتوجه إلى العمق العربي، مشيراً إلى أن زيارته للأردن والعراق ومصر تصب في هذا الاتجاه.

وقال اشتيةاشتية في حديث مع صحيفة “القدس” إن زياراته الخارجية حققت نتائج طيبة، سواء في الأردن أو العراق أو مصر، “حيث اتفقنا مع الأشقاء في الأردن على أُمورٍ كثيرة، من بينها زيادة إمدادنا بالكهرباء من 35 ميغا إلى 160 ميغا، كما اتفقنا مع الأشقاء في العراق على استيراد كل احتياجاتنا من البترول عبر الأردن، فيما كانت زيارتنا لجمهورية مصر العربية ناجحة ومثمرة، واتفقنا مع الأشقاء في مصر على التعاون في عدد من المجالات الحياتية المختلفة”.

وأضاف: “إن توجهنا إلى الاستيراد من الخارج منصوص عليه في الاتفاق الاقتصادي الذي وقعناه مع إسرائيل “اتفاق باريس”، وبالتالي نحن عندما نذهب إلى عمقنا العربي لا نكون قد أخللنا بالاتفاقات الموقعة، صحيح أننا لم نستخدم هذا الحق في السابق، لكننا قررنا الآن أن نستخدمه”.

وأشاد رئيس الوزراء بحفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد الوزاري المرافق في زيارته للقاهرة التي استمرت أربعة أيام، مشيرًا إلى أنه بحث مع نظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي القضايا المعيشية في قطاع غزة، والمشهد السياسي العام، والقضايا المتعلقة بمعبر رفح، ومجالات التعليم والصحة والزراعة، وكل ما يتعلق بمفاصل الحياة اليومية.

وقال، تم استقبالنا بمصر الشقيقة بكل الدفء والاحترام من قبل أخي دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ونحن عندما نكون في مصر نشعر أننا بين أهلنا، والتواصل المصري الفلسطيني يتم بصفةٍ يوميةٍ تقريبًا، ومصر حاضرة في كل الأزمات الفلسطينية في الدعم السياسي، والعمل بجهدٍ كبيرٍ على إتمام المصالحة وطيّ صفحة الانقسام لمواجهة التحديات.

زيارة دولة لدولة

وقال اشتية، هذه أول زيارة للحكومة الفلسطينية إلى جمهورية مصر العربية على هذا المستوى الكبير من عدد الوزراء، وأعتبرها زيارة دولة لدولة، وهذه الفجوة كانت غائبة إلى حدٍّ ما، فهناك لقاءات تتم بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك كانت هناك لقاءات وزارية ثنائية تعقد على هامش اجتماعات الجامعة العربية، بينما هذه هي المرة الأُولى التي تكون فيها الزيارة بهذا الحجم الوزاري، ولها جدول أعمال واضح لعددٍ من القضايا التي تهم الشعبين الشقيقين في مصر وفلسطين، فمصر هي الشقيقة الكبرى، ونحن نحتاجها أكثر مما تحتاج هي إلينا، لذلك تحدثنا في القضايا المعيشية في قطاع غزة، والمشهد السياسي العام، وتحدثنا في القضايا المتعلقة بمعبر رفح والمتعلقة بالتعليم والصحة والزراعة، والمتعلقة بكل مفاصل الحياه اليومية.

وأضاف اشتية: إن مصر تشكل عمقاً عربياً جدياً وحقيقياً يساعدنا سياسياً واقتصادياً وأمنياً وقانونياً، ومصر كانت دائماً الحضن الدافئ للقضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، وفيها وُلدت منظمة التحرير، وفيها تعلَّم الزعيم الراحل ياسر عرفات، ويزورها الرئيس محمود عباس بشكل منتظم، ونحن وأشقاؤنا المصريون متفقون على فهمٍ استراتيجيٍّ واحدٍ لا نختلف لا في التحليل، ولا في الإجابات، ولكن ما نحتاجه اليوم هو المباشرة بإجراءات عملية لتصبح بيننا خطة عمل مشتركة.

وقال رئيس الوزراء، إن الحكومة الفلسطينية منذ أن تولت مهامها أخذت على عاتقها كيفية صياغة الأداء وتطويره، وكيفة إدارة دفة الأُمور في الاتجاه الصحيح، فبالنسبة للمشهد السياسي نحن ذاهبون إلى إنهاء الاحتلال، إما بالمفاوضات السياسية، أو بالنضال بمختلف أشكاله وبالعمل الميداني وبالمقاومة الشعبية، لرفع كلفة الاحتلال، وصولًا إلى الانفكاك وتحقيق الاستقلال.

الانفكاك من السيطرة الإسرائيلية وشراء البترول من العراق

وعن الانفكاك من السيطرة الإسرائيلية، قال اشتية، هذه الحكومة منذ تولت مهامها قررت الانفكاك من السيطرة الإسرائيلية، إذ تربطنا بإسرائيل أربعة مفاصل، الأول سياسي مغلق، والثاني أمني ضربته اسرائيل بعرض الحائط، والثالث قانوني متعلق بالاعتراف المتبادل، والرابع اقتصادي، وهو شق يدخل في مهام الحكومة، لذلك قلنا يجب أن نبدأ بالانفكاك التدريجي للعلاقة التي فرضها علينا واقع الاحتلال، وهذا يعني تعزيز المنتج الوطني والاستيراد من الخارج والاتجاه إلى عمقنا العربي، ولقد ذهبنا للأردن والعراق ومصر ولنفتح تلك الأسواق للبضائع الفلسطينية، ونريد أن تأتي البضائع العربية إلينا كبديلٍ للبضائع الإسرائيلية، ومنع ادخال البضائع الإسرائيلية إلى السوق الفلسطينية، وبدأنا بإجراءات تتعلق بوقف استيراد العجول ما أثار ضدنا موجة من التهديدات الاسرائيلية بالعواقب الوخيمة إن نحن واصلنا هذه الخطوة التي هي حق يكفله لنا اتفاق باريس الاقتصادي.

وأضاف اشتية، لقد أولت الحكومة اهتمامًا خاصًا بالفواتير التي تستقطعها إسرائيل من أموالنا، فواتيرنا الكبيرة أساسها البترول، ونستورده من إسرائيل بواقع 650 مليون شيكل، أي نحو 180 مليون دولار شهريًا، نحن نستهلك 3 ملايين لتر من البنزين والوقود يوميًا، وهذا كله نشتريه من إسرائيل، وعندما ذهبنا للعراق أبدت القيادة العراقية مشكورة استعدادها لمدّنا بالبترول من خلال الأُردن، ولهذا رتبنا هذا الموضوع، ولأول مرة منذ عام 1994 تتقدم جهة فلسطينية باستيراد البترول من خارج إسرائيل، وهذا الكلام منصوصٌ عليه في الاتفاق الاقتصادي، وبالتالي نحن عندما نذهب إلى عمقنا العربي نذهب باتفاق، صحيح أننا لم نطرق هذا الباب في السابق، لكن هذا حقٌّ موجود في الاتفاقات بيننا، وقررنا أن نستخدمه لتعزيز رؤيتنا بالانفكاك التدريجي عن الاحتلال في ظل انغلاق افق السلام.

إسرائيل تشن علينا أربع حروب

وقال رئيس الوزراء، إن إسرائيل تشن علينا اليوم بشكل ممنهج أربعة حروب، حرب الجغرافيا والاستيطان، فهناك أكثر من 711 ألف مستوطن في الضفة الغربية، ويشكلون 24٪؜ من مجمل السكان، كما تشن إسرائيل علينا حرب الماء؛ فمن 800 مليون متر مكعب تسرق إسرائيل 600 مليون متر مكعب، إسرائيل تشن علينا حرب المقدسات وحرب الرواية، وتريد للرواية اليهودية أن تغطي على الرواية الإسلامية والمسيحية، والحرب الأُخرى المتعلقة بالاعتراف، وأخيرًا الحرب المالية التي شنتها علينا مؤخرًا، فإسرائيل تسرق أموال الشعب الفلسطيني.

وأضاف اشتية، بالطبع اقتصاد إسرائيل كبير، والناتج المحلي الإجمالي له يصل إلى 430 مليار دولار، مقابل 14 مليار دولار هو الناتج المحلي الإجمالي لنا وبالتالي هم أضعاف الأضعاف، وهم مستفيدون من هذه الحالة.

اكتشفنا إقامة عائلة في مستشفى إسرائيلي لمدة 494 يومًا
وأشار رئيس الوزراء إلى أن “إسرائيل تخصم من أموالنا المستحقة فواتير المياه والكهرباء والتحويلات الطبية إلى المستشفيات الإسرائيلية بشكلٍ مركزيّ، وفي المجمل العام لم يكن هناك تدقيق على أيّ فاتورة، ولذلك عندما قمنا بالتفتيش وجدنا عائلةً فلسطينيةً مُقيمةً في أحد المستشفيات في مدة وصلت إلى 494 يومًا، وندفع عنها يعني عمليًا سكنًا فندقيّاً وليس مستشفى، وكنا لا نعلم شيئًا عنها.

وأشار اشتية إلى أن إسرائيل تقوم بعمليات اجتياح متكررة للمحافظات الفلسطينية، ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقيات. وقد شرحنا لأصدقائنا في العالم كل تلك الخروقات وطالبنا المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته بالضغط على إسرائيل لوقف تلك الاجتياحات وما يترتب عليها من جرائم تستهدف أبناءنا العزل إلا من إرادتهم وصمودهم وتحديهم وهم يواجهون تلك الاقتحامات بأجسادهم.

تسهيل حياة أهلنا في القطاع في صدارة أولوياتنا
وحول الوضع في القطاع وحصة أبنائه من اهتمام الحكومة قال الدكتور اشتية: إن قطاع غزة جغرافيا مظلومة ومنطقة فقيرة وبائسة، مشيراً إلى أن 95٪ ؜من مياهه ملوثة، التيار الكهربائي لايصال الا إلى 8 ساعات يومياً، نسبة الفقر بالقطاع 72٪؜ ونسبة البطالة 55٪ ؜كل المؤشرات في غزة مرعبة والسبب الرئيسي في هذا الحال هو الانقسام من جه والحصار الاسرائيلي على غزة من جهة أخرى . ونعمل على تسهيل حياة أبناء شعبنا في القطاع وتوفير احتياجاتهم الأساسية من عناية صحية ومياه نظيفة وكهرباء وهذه القضايا كانت في صلب مباحثاتنا مع أشقائنا في مصر.

توحيد رواتب الموظفين العموميين في الضفة وغزة

وبشأن رواتب الموظفين العموميين في المحافظات الشمالية والجنوبية، قال اشتية، بدأنا تسوية رواتب الضفة وغزة لتكون واحدة، فنحن وطنٌ واحد وشعبٌ واحدٌ وجغرافيا واحدةٌ ومشروعٌ واحد، نحن نترجم هذا الكلام على أرض الواقع، فنحن ندفع رواتب، وحماس تعمل على تحصيل رسوم المعابر وغيرها.
وأضاف رئيس الوزراء، لقد بدأنا بتوحيد الرواتب، وأرسلنا لجنة لتحديث المعلومات لمعرفة مَن الموجود على رأس عمله ومن هو غير موجود، وللأسف فإن “حماس” اعتقلت أعضاء اللجنة، وطلبنا من إخواننا المصريين التدخل للإفراج عن اللجنة لتتمكن من القيام بعملها، وبالفعل تم الإفراج عن أعضائها، ولكن تمّ اعتقالهم مرةً أُخرى.

مشروعات للمجاري وتحلية المياه وزيادة الكهرباء في القطاع
وحول المشروعات الجاري تنفيذها والمرتقب إجراؤها في القطاع، قال اشتية، نحن نعطي أولويةً لقطاع غزة في مشاريع البنية التحتية، خاصة المياه والمجاري، وخلال أيام سوف نفتتح مشروعاً بقيمة 60 مليون دولار للمجاري في خانيونس، ولدينا مشروع لمجاري شمال قطاع غزة بتكلفة 157 مليون دولار، وكذلك مشروع لتحلية مياه البحر، جميع الدراسات أصبحت جاهزة، وجميع العطاءات جاهزة، وهذا الأمر سيُنقذ قطاع غزة في القضايا المالية أيضًا، وبالنسبة لموضوع الكهرباء نحاول مع إخواننا المصريين أن نزود قطاع غزة بالكهرباء على المدى الاستراتيجي، نحن نريد أن ننفك من إسرائيل، ولا نريد أن نأخذ منها كهرباء، ونعمل حاليًا للانضمام للربط الثماني العربي في مجال الكهرباء ونريد لقطاع غزة والضفة أن يكونا جزءاً من هذا الربط الثماني.

وتابع اشتية، وفي إطار جهودنا للاستقلال رفعنا حصة استيراد الكهرباء من الأردن من 35 ميجا إلى 160 ميجا، ورفح كانت تأخذ من مصر 27 ميجا كهرباء، وتم ضرب محولات الكهرباء في منطقة صحراء سيناء في العريش، ومنذ أكثر من عام لا يوجد توصيل كهربائي من مصر إلى قطاع غزة، وتحدثنا مع رئيس الوزراء المصري وزير الطاقة في حكومته، وسيتم البدء بإعادة تشغيل الخط قريبًا، بالمجمل العام هذا هو التوجه الذي نسعى إليه.

مستعدون لتسلم قطاع غزة غداً وننتظر رد “حماس” على انتخابات تشريعية ورئاسية

وقال رئيس الوزراء، إن الرئيس محمود عباس أعلن مبادرةً من أجل إنهاء الانقسام، تتعلق بإجراء الانتخابات، نحن جاهزون لتطبيق اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه بتاريخ 12 أكتوبر 2017، وأنا أقول نحن جاهزون أن نذهب إلى قطاع غزة غداً، لنتسلّم مسؤولياتنا على أرضية الاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة، ولكن “حماس” حتى الآن ترفض الاحتكام إلى هذا الاتفاق الذي وقعوه معنا.

وأوضح اشتية، منظورنا للمصالحة يقوم على وجود شرعية واحدة وقانون واحد ونظام قضائي واحد وسلاح واحد، في حين أنّ منظور “حماس” للمصالحة مبنيٌّ على التقاسم الوظيفي، الذي يسمونه بـ”الشراكة” وهذه ليست شراكة، هي تقاسم وظيفي، و”حماس” تقول: لنا نحن تحت الأرض وأنتم فوقها وأنتم تدفعون المال ونحن نصرف”، هذا كلام لا يتماشى معنا ولا نقبل به، والرئيس أبو مازن قدم مبادرةً في الأُمم المتحدة وقال: “نذهب إلى انتخابات”، وعقدت مطلع الأُسبوع الماضي اجتماعات للجنة المركزية لحركة “فتح” لمناقشة هذا الموضوع، وأقرت اللجنة هذا التوجه، وكذلك الفصائل في إطار القيادة الفلسطينية، والرئيس أبو مازن استدعى رئيس لجنة الانتخابات المركزية وطلب منه التوجه إلى غزة للتحضير للانتخابات.

عقبتان أمام الانتخابات

وحول العقبات التي تعترض إجراء الانتخابات قال اشتية: أمام الانتخابات عقبتان، الأُولى في غزة، و”حماس” يجب أن توافق على إجرائها، والثانية متعلقة بالانتخابات في القدس، وإسرائيل ستكون عقبة أمامنا، نحن أجرينا انتخابات في القدس في عام 1996 و2005 و2006، وننتظر إجابة حركة “حماس” على موضوع المصالحة. حماس تقول إنها تريد انتخابات رئاسية وتشريعية، ونحن موافقون، الرئيس أبو مازن موافق على إجراء الانتخابات، بما يشمل التشريعية والرئاسية، لكننا لا نريد أن تكون في يوم واحد، لو اتفقنا على إجراء الانتخابات التشريعية الشهر المقبل مثلاً، فستكون في الشهر التالي انتخاباتٌ رئاسية، وبالنسبة للمجلس الوطني فهو هيئة وطنية مُشكلة من الفصائل، وكل فصيل له كوتة إضافة إلى المنظمات الشعبية والمستقلين والعسكريين.

لا نعلم ما تتضمنه “صفقة القرن” لكننا نعلم ما لم تتضمنه
وعن تعثر عملية السلام، قال رئيس الوزراء: إن الرئيس أبو مازن  قدم مبادرةً دوليةً متعلقةً بالبدء في التحضير لمؤتمر دولي للسلام، لأن المفاوضات الثنائية أخفقت، وبالتالي نأمل من أوروبا ومصر وروسيا والصين والسعودية تشكيل تكتلٍ من أجل العمل على إنهاء الاحتلال على أرضية عقد مؤتمرٍ دوليٍّ مستندٍ للقانون الدولي والشرعية الدولية.

وبشأن ما يُسمّى بـ”صفقة القرن”، قال اشتية، نحن لم نرَها، ولا أحد يعلم ملامحها، ولكن نحن نعلم كل ما لم تتضمنه صفقة القرن والذي ليس فيها، وهو: حل الدولتين والقدس واللاجئون وحدود 1967 وإزالة المستوطنات، إذن ما يبقى في صفقة القرن شيءٌ واحدٌ هو أن الإدارة الأمريكية تبحث عن كيانٍ فلسطينيٍّ في قطاع غزة متواصلٍ مع بعض المناطق (أ و ب) في الضفة الغربية، لذلك هذا هو المشهد السياسي الذي تتحدث عنه صفقة القرن، ولهذا فإن رفض القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس أبو مازن، للخطة الأمريكية كان استناداً لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأقواله عن خطته.

إخفاق نتنياهو في تشكيل حكومة وغيابه عن المشهد السياسي مهم لنا

وعن محاولات تشكيل حكومة إسرائيلية، قال رئيس الوزراء، الآن أمامنا محطتان، الأُولى تشكيل الحكومة الاسرائيلية، وواضحٌ أن نتنياهو لا يستطيع تشكيل الحكومة، وهنا يجب أن نتحدث عن أربع قضايا مهمة: غياب نتنياهو بالنسبة لنا مهم في المشهد السياسي للأسباب التالية: نتنياهو هو الذي تحدث عن ضم الأغوار الفلسطينية لإسرائيل من أجل قتل إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، وبالتالي غيابه يعني غياب هذا الأمر، كما أنّ نتنياهو هو صاحب الدفع بالإدارة الأمريكية لتنقل الصراع من عربي- إسرائيلي ليصبح صراعاً إيرانياً عربياً، وهو المدافع الرئيسي خلف هذا المشهد، ونتنياهو  هو عراب التطبيع العربي مع إسرائيل، والأمر المهم أيضاً أن نتنياهو ليس شريكاً في أي شيء، خاصةً في المشهد السياسي.

وأضاف رئيس الوزراء: يجب أن لا يُفهم من كلامي أن الذي يأتي بدلاً من نتنياهو أفضل منه كثيراً، لأن الفرق لن يكون كبيراً، حتى لا نخدع أنفسنا، ولكن اللافت للنظر، وهذه ظاهرة تستحق الدراسة جدياً، أن الجنرالات في إسرائيل أصبحوا في المعارضة.

وتابع: “إذا كان حزب (أبيض أزرق) مستعداً أن يكون شريكاً للرئيس محمود عباس لصنع السلام، فنحن أيدينا ممدودة للسلام العادل والدائم القائم على قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية. نعتقد أن المفاوضات بالشكل الثنائي لم تعد هي الجواب على إنهاء الاحتلال، فهي استنزُفت، ولا بُد من البحث عن بديلٍ لها، وهو الانتقال من الثنائي المتعدد وعقد مؤتمر دولي يُلزم إسرائيل بالالتزام بالقانون والشرعية الدوليين”.

الوضع المالي ورواتب الموظفين

وبشأن الوضع المالي للسلطة، قال اشتية، إن إسرائيل هي التي تحجز أموالنا، وقد أدخلتنا في دوامةٍ من العجز، والحكومة عملت بسياسة تقشف صارمة، دفعنا رواتب 50٪؜، واستعدنا بعض الأموال من إسرائيل، واستعدنا مؤخراً دفعة، والأزمة المالية بيننا وبين إسرائيل مازالت قائمة، لأن إسرائيل ما زالت تقتطع جزءاً من أموالنا.

وأضاف، المملكة العربية السعودية مشكورةً تُقدم بشكل شهري ومنتظم مساعدة لنا، وحصلنا على مساعدة وقرض من قطر. والأشقاء في والجزائر والكويت يقدمون المساعدات أيضاً بشكل منتظم، لكنّ شبكة الأمان العربية التي جرى الحديث عنها كثيراً لم يتم تفعيلها، والمساعدات العربية تسير بوتيرةٍ بطيئة، ونأمل تفعيل شبكة الأمان العربية المالية لتعزيز صمودنا.

أما بالنسبة للأموال الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل، فقال اشتية، اقترحت إسرائيل تشكيل لجنة ثنائية للبحث عن حلٍّ لأزمة أموالنا المحتجزة، واللجنة اجتمعت مرة واحدة، وأخذنا دفعة من أموالنا، ولكن هناك كمية كبيرة من الأموال محتجزة لدى إسرائيل، ونحن لا نريد أن تخصم إسرائيل أي جزء من أموالنا دون وجه حق، خاصة ما يتعلق بالأسرى والشهداء.
وأكد أن “الحكومة ظلت ملتزمة بدفع الرواتب كاملة لأُسر الشهداء، ونحن واصلنا في عز الأزمة دفع رواتب للموظفين بنسبة 50٪؜ من الرواتب أو 60٪، و100٪ ؜لأُسر الشهداء والأسرى، هذا التزام أخلاقي ووطني”.

وقال اشتية، إن السبب أيضًا في عدم حل الأزمة هو عدم وجود حكومة في إسرائيل، فجزءٌ من تعقيد المشهد وجود حكومة تيسير أعمال في إسرائيل منذ شهر نيسان حتى الآن، فإذا تشكلت حكومة فسوف نرى لنبدأ في إجراءاتٍ قضائيةٍ ضد اقتطاع أموالنا.

وبالنسبة للرواتب، قال اشتية: نحن دفعنا حالياً للموظفين 60٪ ؜عن الشهر الماضي و50٪؜ عن شهر آذار، أي حصل الموظف في الشهر على نحو 110 في المئة، وأعتقد أننا سنتغلب على هذه الأزمة قريباً.

Exit mobile version