انقسامان ورئيسان

بقلم- إياد البرغوثي

رغم الفروق الهائلة بين الوضع الاسرائيلي والفلسطيني، إلا انهما يشتركان مؤخرا في الانقسام الذي طال كلا منهما. صحيح أن الانقسام الفلسطيني قد سبق الاسرائيلي بثلاث عقود من السنوات، اذا ما اعتبرنا أن الانقسام الفلسطيني الحقيقي قد بدأ في اوسلو، و”تتوج” بأحداث غزة، وانفصالها عن الضفة الغربية في العام 2007، في حين أن الانقسام الاسرائيلي قد ابتدأ عمليا منذ أن شكل نتنياهو حكومته الأخيرة، التي اعتمدت على المتدينين الصهاينة، الأكثر تطرفا، والأقل حرصا على بقاء اسرائيل بشكلها التقليدي “الديموقراطي” الغربي.

يشعر المراقب لردود أفعال الاسرائيليين والفلسطينيين حيال انقسامهما، أن الاسرائيليين اكثر قلقا من الفلسطينيين، رغم أن الانقسام الفلسطيني قد سبق الاسرائيلي بفترة طويلة، ورغم أن اسرائيل دولة قوية عسكريا وأمنيا واقتصاديا، ومدعومة بلا حدود من قوى الهيمنة في العالم، في الوقت الذي يرزح الفلسطينيون تحت الاحتلال… نحن هنا أمام مفارقة واضحة، أو هكذا تبدو، حيث يكون المحتلون الأقوياء، اكثر قلقا على مصيرهم، وربما اكثر ذعرا، من اولئك الذين يحتلونهم.

ليس المجال هنا لتفسير سبب ذلك، رغم أنه غالبا ما يعود إلى الهشاشة “الأخلاقية” التي تعيشها اسرائيل، في مقابل “راحة الضمير” التي يعيشها الفلسطينيون في هذا السياق، ولا حتى “للبلادة” السياسية التي يعيشها الفلسطينيون، مقابل “التوتر” السياسي عند الاسرائيليين، وإن كان ذلك أمرا يستحق النظر فيه بجدية، لكن من المهم أن نلقي الضوء على طبيعة الانقسام لدى الطرفين، وردود الأفعال لدى نخبهما حيال ذلك، ابتداء من ردود أفعال رأسي الهرم السياسي لكل منهما والتي سيتناولها هذا المقال.

الانقسام الاسرائيلي

لا مشكلة بين الاسرائيليين (الصهاينة) في ما يتعلق بالموقف من “الثوابت” الإسرائيلية، فهم مجمعون على ضرورة إبقاء اسرائيل أقوى من كل جيرانها وجيران جيرانها، ومجمعون على إبقاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية، وعلى عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك على القدس الموحدة “عاصمة” لإسرائيل.

توحد الاسرائيليون على ضرورة بقاء اسرائيل و”صهيونيتها”، لكنهم انقسموا على شكل النظام فيها، وعلى توجهها الاجتماعي والثقافي.

سياسيا، انقسم الاسرائيليون بين من أراد التمسك بالشكلانية “الديمقراطية للدولة، حيث يعتبرون أن الابقاء على صورة اسرائيل كدولة عصرية غربية الطابع والقيم، رغم وجودها الجغرافي في الشرق، مسألة في غاية الأهمية، ليس فقط من أجل الحفاظ على علاقتها الخاصة بالغرب، إنما للحفاظ على جوهرها “الصهيوني” الاستعماري الذي يعتبر تفوقها العنصري، خاصة على الشرقيين، اساسها الايديولوجي.

وبين اولئك المتدينين الذين يشكل الشرقيون جزءا كبيرا منهم، والذين لا يكترثون بشكليات الديمقراطية، مقابل التسريع في تحقيق الأهداف “القومية”، المتمثلة أساسا بالتخلص الفج من الفلسطينيين.

هذا الجانب الأكثر يمينية وتطرفا في اسرائيل، والذي يشكل المستوطنون في الضفة الغربية نسبة وازنة فيه، يتمسك بالديموقراطية كوسيلة تأتي به الى السلطة، حيث الديمقراطية تأتي بالأكثر شعبوية بالعادة، لكنه لا يشعر بضرورة تمسكه بالشكل الديموقراطي، للإبقاء على علاقة اسرائيل بالغرب سياسيا واستراتيجيا، ولا يشعر بأهمية الارتباط القيمي والثقافي بالغرب، من أجل الحفاظ على صلة اسرائيل الاستراتيجية به.

ينقسم الطرفان الاسرائيليان، ليس على علاقة اسرائيل بالغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن على ما يمكن أن يشكل تهديدا، أو بحده الأدنى، عدم انسجام مع ما يبقي هذه العلاقة قوية.

فالاصوليون الأكثر تطرفا في اسرائيل، والذين يمثلهم في الحكومة الحالية الوزيران سموتريتش وبن غفير، يعتقدون أن على الغرب أن يبقي علاقته الخاصة باسرائيل تحت أي ظرف، وأن اسرائيل ليست بحاجة لأية “مكياج” ديموقراطي أو غيره من أجل استمرار علاقة الغرب بها. في حين أن الجانب الاشكنازي التقليدي في النظام الاسرائيلي، يعتقد أن موضوعة “الديمقراطية” والقيم المشتركة مسألة ضرورية في تلك العلاقة.

والى جانب الانقسام السياسي حول طبيعة النظام الاسرائيلي، هناك الانقسام الاجتماعي. فالذين يبدون اكثر حرصا على “الديمقراطية” الاسرائيلية، ويعارضون سياسات حكومة نتنياهو الحالية، خاصة في ما يتعلق بموضوع “الاصلاحات” في القضاء، هم من يمثلون النخبة السياسية والاقتصادية والثقافية، وكبار الضباط ورجال الأعمال. وهم العلمانيون و “الليبيراليون” الاشكناز، واولئك المنحدرون من الارستقراطية اليهودية الاوروبية. في مقابل هؤلاء يوجد الصهاينة المحافظون الأقل مكانة اجتماعية، والمنحدرون على الأغلب من أصول شرقية، والذين تحسنت اوضاعهم الاقتصادية من وقت ليس ببعيد، على إثر القفزة التي جرت على الاقتصاد الاسرائيلي مؤخرا.

الانقسام الفلسطيني

في حين كان الانقسام الاسرائيلي افقيا، يبرز فيه بوضوح الجانب الاقتصادي الاجتماعي والثقافي، ولم يمس “الثوابت” الصهيونية، إنما انحسر في تقدير قيمة شكل النظام على مصير الدولة، كان الانقسام الفلسطيني عموديا طال الفلسطينيين حيثما وجدوا، بكل طبقاتهم الاجتماعية، وفئاتهم الاقتصادية ومستوياتهم الثقافية.

ومع أن الفلسطينيين، خاصة نخبهم السياسية والثقافية، هم أكثر من يتحدث عن “الثوابت”، ذهب انقسامهم الى تلك الثوابت مباشرة. فهم، خاصة بعد أوسلو، منقسمون حول الوطن والحدود والاصطفاف الاستراتيجي، ومعظم القضايا التي تهم وجودهم ومستقبلهم كشعب وككيان.

ان القول أن الانقسام هو بين الحركتين السياسيتين الأكبر في فلسطين، فتح وحماس، فيه شيء من الصحة لكنه ليس دقيقا. والقول أن الانقسام الفلسطيني له بعد جغرافي بين غزة والضفة ليس دقيقا ايضا، وإن تمثل الانقسام جغرافيا بين هاتين المنطقتين. وينطبق ذلك على البعد الرؤيوي، إذ أن الفلسطينيين منقسمون على رؤيتهم لماضيهم القريب، ولوضعهم الحالي، ولتصورهم لمستقبلهم، وموقفهم من ادواتهم.

ومثلما “يتمثل” الانقسام الفلسطيني جغرافيا بين الضفة وغزة، وسياسيا بين فتح وحماس، يبرز الانقسام بأوضح صوره، في الموقف من النظام السياسي الفلسطيني، الذي تجسد بعد اوسلو بالسلطة، ليس فقط على شكلها كما هو على شكل النظام عند الاسرائيليين، بل على جوهر وجودها من الأساس، وعلى مدى شرعيتها، وعلى تقييم ادائها.

الانقسام والرئيس

برأينا، تشكل دراسة ردود أفعال النخب السياسية والثقافية الاسرائيلية والفلسطينية، ازاء انقسامهما، مسألة في غاية الأهمية، ليس فقط من باب “التطفل” المعرفي وحب الاستطلاع، وليس حتى من باب “تسجيل” المواقف، بل لأن رد الفعل على الأمر، وهو الانقسام في هذه الحالة، يعطينا تصورا عن مآلات ذلك الحدث، وكذلك عن اصحاب ردود الفعل، وطبيعة مواقفهم وسلوكهم في حالة الأزمات، خاصة المصيرية منها.

الرئيس الاسرائيلي والانقسام

منصب الرئيس في اسرائيل فخري بالأساس، لكن دوره يزداد وينقص حسب شخصيته، وحسب شخصية رئيس الحكومة ووضعه، الذي هو المسؤول السياسي الأول، وحسب الظروف التي تمر بها “البلاد”، وأساسا حسب تقييم الدول “الراعية” لإسرائيل، وهي أساسا الولايات المتحدة، لوضعها وللظرف الذي تمر به.

عندما تشعر الدولة “الراعية” بدقة الوضع في اسرائيل، وتخاف عليها أساسا من نفسها، أي تخاف الولايات المتحدة على اسرائيل من “نزق” قيادتها، يبرز دور الرئيس الاسرائيلي كمجسر لهذه الفجوة، وكمطمئن للولايات المتحدة على بقاء اسرائيل على “العهد” (الأمريكي)، وكضابط للحكومة الاسرائيلية على “التوقيت” الأمريكي ايضا.

هذا ما يقوم به الرئيس اسحق هيرتسوغ، الذي “يفتخر” أنه من مواليد “اسرائيل”، ابن الرئيس حاييم هيرتسوغ الذي ولد في بلفاست، وحفيد اسحق هاليفي هاليفي هيرتسوغ، حاخام ايرلندا. وهو عندما يخبر الكونجرس الأمريكي بذلك في خطابه الأخير هناك، انما يريد التأكيد ليس فقط على شرعيته الصهيونية، وانما على كونه من ابناء النخبة التي صنعت اسرائيل، ويريد أن يخبر الجميع بحرصه على “الدولة”، وبأحقية “تدخله” للوساطة بشأن الانقسام الاسرائيلي القائم.

حرص الرئيس الاسرائيلي وهو القادم من اوساط حزب العمل المعارض حاليا، وشغل منصب أمينه العام، على اتخاذ شكل الوسيط المحايد تجاه الأطراف الاسرائيلية المتنازعة، لكنه ليس محايدا تجاه من “يعبث” بمصير دولة اسرائيل، وتجاه من يعبث كذلك بامكانية “خدش” علاقة اسرائيل بالولايات المتحدة.

لذلك كان حرصه على أن تكون كلمته في الكونجرس رسالة بكل الاتجاهات.. محذرا أطراف النزاع الاسرائيلي، وخاصة نتنياهو، من الانزلاق الى حرب أهلية اسرائيلية. وابرز اهمية العلاقات التي لا تنفصم بين اسرائيل والولايات المتحدة. وأكد للامريكيين على الخدمات “الجليلة” التي قدمتها وتقدمها اسرائيل للولايات المتحدة، وشكر الأردن ومصر اللتان تملكان علاقات “طيبة” مع إسرائيل. كما شكر امريكا على جهودها لتطبيع العلاقات مع دول عربية واسلامية أخرى، وحثها على بذل جهود أكبر لجلب السعودية الى التطبيع مع إسرائيل. واختتم كلمته، وسط تصفيق أعضاء الكونجرس الحار، باللازمة اياها، شيطنة الفلسطينيين “الارهابيين”، وايران التي دعا للتصدي المشترك لها.

في صلته المباشرة بالتصدي للانقسام الاسرائيلي، أظهر هيرتسوغ حرصه الكبير على “الدولة”، وحافظ على علاقاته المتوازنة مع أطراف الانقسام، ودعا الى الحوار المستمر بينها، وحرص على الظهور على أنه فوق هذه الأطراف، وحاول الاستفادة من كل ما هو متاح؛ ارثه الشخصي والعائلي، وموقفه السياسي، وعلاقاته بالولايات المتحدة، و”دماثته” في مخاطبة الأطراف والحلفاء من أجل تجاوز المعضلة.

الرئيس الفلسطيني والانقسام

عبرت كلمة الرئيس الفلسطيني الأخيرة في الأمم المتحدة بشكل حقيقي وشامل عن القضية الفلسطينية، منذ بداياتها حتى قبل 1948 الى الآن. وهي اذا ما استثنينا “تعلق” الرئيس بالخروج عن النص في معظم خطبه، لا تقل اهمية “واحترافا” عن كلمة الرئيس الاسرائيلي أمام الكونجرس الأمريكي.

فلأول مرة – على حد علمي- تحدث الرئيس عن كونه لاجئا ولد في مدينة صفد الفلسطينية، وأن له كبقية اللاجئين الفلسطينيين حقوقا في فلسطين التاريخية. كما تحدث عن جذور النكبة الفلسطينية، ودور بريطانيا والولايات المتحدة والاستعمار اجمالا في التسبب بهذه النكبة، وعن تنكر هذه الدول للحقوق الفلسطينية، واستمرار دعمها لإسرائيل المحتلة والدفاع عنها.

وفي اشارة الى الانقسام الفلسطيني، تطرق الرئيس الى موضوع الوحدة الوطنية، الذي لا يجب ان يكون حجة أمام القوى العالمية للاستمرار في التنكر للحقوق الفلسطينية.

لكن المتابع لموضوع الانقسام الفلسطيني ربما يلاحظ أن الرئيس كان يبدو اقرب لأن يكون زعيما لأحد طرفي الانقسام، منه رئيسا للفلسطينيين على اختلاف اطيافهم. كانت رئاسته لفتح والسلطة أكثر “تفوقا” على رئاسته لمنظمة التحرير و”دولة” فلسطين، وللفلسطينيين عموما على اختلاف اطيافهم. لم يتعال على الانقسام بل دخل في تفاصيله. وأبدى اهتماما بالشرعية أكثر من الوحدة، ولم يحاول أن يكون هو نفسه “راعيا” لأطراف الحوار، بدل أن يترك ذلك للدول المختلفة للقيام بذلك. لقد تمترس في خندق المدافعين عن “النظام”، دون الاخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن يشكله ذلك من ضرر على القضية نفسها.

يبدو للمراقب أن أولويات الرئيس الفلسطيني كانت الاهتمام بشرعية السلطة، وباستمرارها ضمن السياق الذي أتت من أجله، أكثر من موضوع العلاقات بين المكونات الفلسطينية ذاتها؛ فاعتقد أن مشروع السلطة، يكفي لأن يلتف الفلسطينيون حوله، بينما في واقع الحال، كان هو المشروع الذي ذهب بالفلسطينيين باتجاهات أخرى.

تخضع القضية الفلسطينية لاعتبارات دولية معقدة، ولمؤثرات خارجية متعددة ومتشابكة بل ومتعارضة في اغلب الأحيان، لذلك ليس من السهل إيجاد نقطة التوازن بين الاهتمام بتلك الاعتبارات الخارجية، وبين التفاعلات الداخلية بين الفلسطينيين أنفسهم. لهذا السبب ربما يعتبر الرئيس أن الدفاع عن “النظام” الفلسطيني يقود تلقائيا الى الدفاع عن القضية الفلسطينية ذاتها، لكن ذلك موضوع شائك ومعقد يحتاج للمزيد من التفكير.

اقرأ أيضاً: إسرائيل بعد ذلك …!

مشروع المقاومة والتحرير قبل إنهاء الانقسام (مقال)

مقال- الدكتور وليد القططي

مصير “إعلان الجزائر” سينتهي إلى مصير كل اتفاقيات المصالحة السابقة المدفونة في مقبرة الاحتلال والسلطة وصحراء “أوسلو” والانقسام.

ترسخت في أذهاننا منذ حدوث الانقسام الفلسطيني قبل عقدٍ ونصف عقد من الزمن بعض الأفكار السياسية والقناعات الوطنية محورها ربط الوحدة بإنهاء الانقسام، واقتران التحرير بزوال الانقسام، وجعل إنهاء الانقسام مدخلاً حتمياً لتحقيق الوحدة الوطنية، وممراً جبرياً لإنجاز مشروع التحرير، وشرطاً أساسياً لتحقيق الأهداف الوطنية.

وبعد “إعلان الجزائر” الذي صدر في ختام مؤتمر “لمّ الشمل الفلسطيني” منتصف شهر تشرين الثاني/أكتوبر الماضي، لا نكاد نجد فلسطينياً واحداً يؤمن بأنَّ الاتفاق سيجد طريقه إلى التطبيق، ويُنهي الانقسام فعلاً، ويحقق الوحدة الوطنية، ولم تكن الجزائر إلا محطة أُخرى شهدت كتابة فصل آخر من مسرحية “خيبتنا” التي سبقتها فصول من الخيبة كُتبت في محطات سابقة أخرى في مكة والقاهرة وغزة وبيروت وإسطنبول وموسكو وغيرها. وقد آن الوقت لمراجعة هذه الأفكار والقناعات وتغييرها.

“إعلان الجزائر” هو مجرد اتفاق شكلي على مبادئ عامة تفتقد التفاصيل التي يتربص فيها شيطان الانقسام والخصام، وتخلو من وجود آليات التطبيق التي تُحطّم قطار الوفاق والاتفاق، ويُقفز على قضايا الخلاف الجوهرية التي تصطدم بها كل جهود المصالحة والموافقة.

وقد حصر إعلان الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية المُفرّغة من قوى المقاومة الأساسية، وحصر الشراكة السياسية عبر آلية الانتخابات العامة التي بدأ بعدها عصر الانقسام الفلسطيني، وحصر مفهوم المصالحة الوطنية في إنهاء الانقسام حول سلطة تحت الاحتلال، وأكَّد احتكار تمثيل الشعب الفلسطيني لمنظمة فقدت روحها الثورية ومضمونها النضالي وأهدافها التحريرية ومشروعها الوطني.

كذلك، ركّز الإعلان على إعادة إنتاج نظام سياسي عموده الفقري السلطة التي ابتلعت المنظمة ومشروعها الوطني وأنتجت الانقسام، بدلاً من بناء نظام سياسي وطني ينسجم مع مرحلة الكفاح الوطني لتحرير فلسطين.

مصير “إعلان الجزائر” سينتهي إلى مصير كل اتفاقيات المصالحة السابقة المدفونة في مقبرة الاحتلال والسلطة وصحراء أوسلو والانقسام، التي يحضر بعد توقيعها التفاؤل الممزوج بالأمل والرجاء، ثم التفاؤل المشوب بالترقب والحذر، ثم يغيب التفاؤل ويبقى الترقب والحذر… وصولاً إلى التشاؤم المصحوب بالنحس والتعس.

وقد كتبتُ عن هذه الحال من الخيبة والإحباط في مقالات سابقة، منها مقال “قصة الراعي والذئب واتفاقيات المصالحة الفلسطينية”، الذي جاء فيه: “ما أشبه قصة الراعي والذئب بقصتنا مع المصالحة! لم يعد أحد من الشعب الفلسطيني يُصدّقهم للسبب نفسه الذي فقد أهل القرية الثقة بالراعي جراءه”، ومنها مقال “وفود الفصائل في موسكو.. فرصة جيدة للتسوّق”، الذي جاء فيه: “أمام وفود الفصائل الموجودة في موسكو فرصة جيدة للتسوّق وزيارة الأماكن السياحية الجميلة، على أمل وجود فرصة أُخرى للتسوّق والسياحة في عاصمة أُخرى أبعد من موسكو وأكثر بُعداً من المصالحة”.

ومن هذه المقالات “فيلم المصالحة لم يعد يجذب المشاهدين”، الذي قلت فيه: “ما زال الجمهور الفلسطيني المشاهد لفيلم المصالحة غير واثق بأدوار المصالحة، وغير مُصدّق لها، وغير مقتنع بأبطال الفيلم بعدما أدوا أدوار الانقسام ردحاً من الزمن”، ومنها “المصالحة الفلسطينية.. لماذا التفاؤل حذر؟”، الذي ذكرت فيه “أنَّ المشكلة ليست في توقيع الاتفاق، بل في تطبيقه… الذي يصطدم بانعدام الإرادة السياسية لإنهاء الانقسام، ومراكز القوى المستفيدة من الانقسام”.

تكرار الفشل في تطبيق اتفاقيات المصالحة الفلسطينية برهان على وجود تحديات كبرى ومعوقات عُظمى أمام المصالحة والوحدة تجعلها مستحيلة في ظلّ الواقع الحالي، ويُمكن إجمال أهمها في وجود الاحتلال الحاضر الغائب في كل محاولات التطبيق كلاعب مركزي يسعى لإبقاء الانقسام والصراع الداخلي خدمة لمصلحته، ووجود السلطة المؤسِسة لحال الانقسام عندما قبل صانعوها بدور ضبط أمن الاحتلال وقمع المقاومة، فأسّسوا بذلك لوجود فريقين متناقضين داخل الشعب الفلسطيني، ووظيفة السلطة المرتبطة بوجودها، سواء في الجانب الأمني أو المدني، كإدارة مدنية لشؤون السكان تحت الاحتلال، وعدم أداء هذا الدور يعني إسقاطها إسرائيلياً وغربياً، وحتى عربياً، وهذا يصطدم باتفاقيات المصالحة.

ومن التحدّيات والمعوقات الأخرى، فلسفة المصالحة القائمة على إعادة إنتاج النظام السياسي الفلسطيني الذي أوصلنا إلى مأزقَي السلطة والانقسام، والتي تدور إمّا حول إدارة سلطة منقسمة وإما تقاسم سلطة موحدة، هروباً من إقامة سلطة وطنية وفق استحقاقات مرحلة التحرير الوطني.

إن مفهوم إنهاء الانقسام لدى النظام الرسمي الفلسطيني والعربي هو إدخال المقاومة الفلسطينية في بيت الطاعة الأميركي وتطويع فصائل المقاومة تحت سقف أوسلو. هذا المفهوم يُناقض رؤية المقاومة، ومضمون الوحدة الوطنية لدى جماعة أوسلو هو الحفاظ على شكل إطار منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني من دون مضمون الوحدة التي أُسست على المشروع الوطني الفلسطيني ونهج المقاومة الشاملة.

تجاوز هذه التحدّيات والمعوقات يحتاج إلى تحرير الإرادة الفلسطينية من قيد الاحتلال، وتحويل وجود السّلطة إلى رافعة للاستقلال، وتغيير وظيفة السلطة لتخدم المشروع الوطني الفلسطيني، وتبديل فلسفة المصالحة لتنتج نظاماً سياسياً فلسطينياً يُناسب مرحلة التحرير الوطني، وتركيز مفهوم إنهاء الانقسام على إنهاء نهج التسوية والعودة إلى مشروع المقاومة والتحرير، وليكن مضمون الوحدة الوطنية هو وحدة فلسطين: الأرض والشعب والقضية والمقاومة.

تجاوز هذه التحديات والمعوقات، لا خيار سوى الذهاب إلى مشروع المقاومة والتحرير قبل إنهاء الانقسام، بل إنَّ مشروع المقاومة والتحرير هو الذي سيُنهي الانقسام، فوحدة الشعب الفلسطيني وطلائعه المجاهدة وقواه المناضلة وحركته الوطنية في ميدان الجهاد والثورة والمقاومة هي الوحدة الحقيقية التي يلتحق بها كل المؤمنين بمشروع المقاومة والتحرير من الشعب الفلسطيني والوطن العربي والأمة الإسلامية، في جبهة فلسطينية وعربية وإسلامية واحدة، بوصلتها القدس، وهدفها فلسطين، ونهجها المقاومة، وركيزتها الوحدة، وعدوها “إسرائيل”… وهذا يتطلَّب من قوى المقاومة البدء بتشكيل “جبهة مقاومة إسلامية وطنية” تواصل مشروع المقاومة والتحرير ليكون مدخلاً للوحدة والتحرير معا.

الانقسام السياسي التحدي الأبرز للنضال الوطني

أقلام _ مصدر الإخبارية

بقلم/ محمد جبر الريفي

طيلة الفترة الممتدة من وقوع النكبة في مايو عام 48 الى توقيع اتفاقية أوسلو عام 93 من القرن الماضي لم يشهد الوضع الفلسطيني الداخلي تفككا على المستوى السياسي والاجتماعي أكثر من التفكك الذي أحدثه الانقسام السياسي الذي استمر حتى الآن على مدار قرابة أكثر من أربعة عشر عاما وقد شكل في الواقع التحدي الأبرز للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة حيث فاقم من ازماتها السياسية والاقتصادية .

ما ينبغي قوله أن الانقسام السياسي الذي ألحق أكبر الأضرار بالقضية الوطنية لم يكن له أية مبررات موضوعية تدعو لحدوثه فليس هناك في الواقع أي تناقض رئيسي أو خلل منهجي بين ممارسة المقاومة والعمل السياسي القائم أساسا على المفاوضات في مرحلة التحرر الوطني ووقائع كثيرة من تجارب الثورات الوطنية تثبت ذلك لكن الصراع على السلطة السياسية و الانغماس في ممارستها العملية وبما تحققه من مصالح تنظيمية ومكاسب فئوية هو الذي دعا إلى حدوث الانقسام البغيض خروجا على قاعدة حل الخلافات بالطرق السلمية بين القوى السياسية في اطار الحوار الوطني الذي يسمح بإعطاء مجال واسع للديموقراطية .

إن حدوث الانقسام السياسي هو أكبر خطورة على القضية الفلسطينية من الوصول إلى السلطة السياسية ذلك لأنه يوفر الأمكانية الموضوعية إلى تجزئة الكيانية الوطنية الفلسطينية خاصة أن بعض دول المنطقة تشهد واقع الانقسام الاقليمي في مجتمعاتها حيث جذوره كامنة في المنطقة العربية بسبب التنوع الطائفي والعرقي والتعصب الجهوي والقبلي .

.في الحالة الفلسطينية لقد توفرت لحالة الانقسام السياسي قوة الاستمرارية والبقاء بسبب التمسك بالمصالح التنظيمية والفئوية على حساب المصالح الوطنية العليا وفي وقت أصبح للانقسام السياسي حاضنة إقليمية استدعتها الحاجة الموضوعية للتخفيف من حدة الحصار الإسرائيلي على القطاع كذلك كان لعامل سيطرة القطبية الثنائية على المشهد الفلسطيني الإثر الكبير في أطالة عمر الانقسام حيث غياب عن المسرح السياسي الداخلي طيلة الأعوام الطويلة الماضية وحتى اليوم القطب السياسي الثالث الفاعل الذي بإمكانه أن يحد من عملية الصراع على السلطة السياسية بين الفصيلين الكبيرين وبغياب هذا القطب الثالث توسع نطاق الخلافات بينهما بحيث عقب كل اتفاق ينفجر على نحو عاصف ومفاجئ خلاف جديد

هكذا استمر الانقسام السياسي البغيض الذي طال امده بالتذرع بأسباب تنظيمية ومصلحية فئوية كما استمر ايضا بسبب هبوب رياح الاستقطاب والتطاحن بين المحاور الإقليمية في المنطقة لتمعن حالته تمزيقا في جسد الوحدة الوطنية الفلسطينية وفي جسد السلطة الوطنية وفي حالة عدم إيجاد السبل الكفيلة بإنهاء هذا الانقسام السياسي البغيض ولم تتحقق الوحدة الوطنية فسيحكم التاريخ السياسي الفلسطيني والعربي ايضا على الحركة الوطنية الفلسطينية التي تقود الشعب الفلسطيني منذ أوائل القرن الماضي بأنها لم تكن على مستوى التحديات المصيرية في مواجهة المشروع الصهيوني

باشاغا يتهم الدبيبة بالسعي إلى تعميق الانقسام في ليبيا

وكالات- مصدر الإخبارية

اتهم رئيس الحكومة الليبية المكلف من البرلمان فتحي باشاغا، رئيس الحكومة المنتهية صلاحياتها عبد الحميد الدبيبة بالسعي إلى تعميق الانقسام في البلاد، متعهدًا بالدخول إلى العاصمة قريبًا بالطريق السلمية.

وحمل باشاغا، الدبيبة المسؤولية ما تمر به البلاد من فوضى أمنية وسياسية جراء تعنت حكومته التي وصفها بـ “مغتصبة السلطة وبلا أي مشروعية قانونية.

كما اتهم في بيان حكومة الدبيبة “بإهدار متعمد للمال العام وتسخيره لمصالح شخصية وسياسية ضيقة واستغلال إيرادات النفط على غير الأوجه الصحيحة في شكل فاضح من أشكال الفساد؛ بما يهدد المركز المالي للدولة وينال من حقوق الشعب الليبي تجاه مقدراته وثرواته التي صارت مرتهنة بإرادة عُصبة خارجة عن القانون”.

وطالب بـ”ضبط النفس وعدم الانجرار وراء التصعيد السياسي والعسكري المتعمد من قبل الحكومة منتهية الولاية”، معتبرا أن كافة السبل ضاقت بها لذلك باتت تسعى إلى اعتماد سياسات استفزازية تهدف إلى إيقاف إنتاج النفط وقطع الطرق والمواصلات البرية والجوية بين الشرق والغرب والجنوب، والتحريض على العنف والصدام بين الشعب الليبي”.

وأكّد على ضرورة تجنيب المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزي والمؤسسة الليبية للاستثمار الاستغلال السياسي، محملًا حكومة الدبيبة كافة العواقب والآثار الناجمة عن التدخلات في شؤون تلك المؤسسات، التي تمثل قوت الليبيين ومصدر ثروتهم.

وتابع أن  “قرب استلام حكومته مهامها من العاصمة طرابلس بالطرق السلمية، وإنهاء مظاهر الفوضى الأمنية والفساد المالي”.

ومنذ أسابيع، باشرت حكومة باشاغا مهامها من مقرات رسمية في شرق وجنوب البلاد، بعد أن باءت محاولاتها الدخول إلى طرابلس بالفشل، جراء اصطفاف أغلب “الميليشيات المسلحة” هناك وراء الدبيبة، ورفضهم تغيير حكومته قبل إجراء انتخابات برلمانية.

يأتي ذلك فيما تتصاعد المخاوف الدولية من غرق البلاد مجددًا في أتون الفوضى والاشتباكات المسلحة، عقب الفشل في إجراء انتخابات نيابية ورئاسية في ديسمبر الماضي، وتمسّك حكومة طرابلس بما تصفه “شرعيتها”، مقابل حكومة انتخبها البرلمان قبل أشهر.

اقرأ/ي أيضًا: مجلس النواب الليبي يرفض الحوار قبل تسلم حكومة باشاغا السلطة

اشتية: لن نستسلم لا للفايروس ولا لإجراءات الاحتلال وسننجز ما بدأناه

رام اللهمصدر الإخبارية

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال كلمة ألقاها في حفل إضاءة شجرة عيد الميلاد في بيت لحم، مساء يوم السبت: “نفتح أيدينا لمسار سياسي جدي على أساس الشرعية الدولية ليعم السلام على شعبنا وعلى المنطقة”،

وأضاف أن الوحدة الوطنية تحتاج إلى تنظيف قلوبنا من السواد وجعلها بيضاء وإلا فإن كل ثلج العالم لن يفيدنا، مؤكدًا  على  أننا نستقبل عامًا جديداً ننظر له لإنهاء الانقسام، ونحن أكثر إصراراً على مواجهة الاحتلال.

وتابع اشتية “سندرس بعد غدٍ الإثنين اتخاذ القرار المناسب المتعلق بإجراءات جديدة لمواجهة فيروس كورونا، استنادًا إلى توجيهات الرئيس محمود عباس”.

وأضاف “هزمنا معاً المخططات الدولية لضم أرضنا وشرعنة الاستيطان، وسنهزم الاستيطان والاحتلال، وقدّمنا رسالة في الصمود السياسي أمام الجائحة الاحتلالية الاستعمارية، وأمام احتجاز أموالنا، ورسالة في الصمود الوطني أمام جائحة المرض”.

وأشار  إتشية خلال حديثه الى  العودة  للتنمية بالعناقيد، للانفكاك عن الاحتلال، ولبرامج الشباب والتعليم والعمل، وللتعليم المهني، ولرعاية مزروعاتنا و الأرض  وللتعليم التكنولوجي الرقمي الحديث، بقيادة  فلسفة التحرر من الاستعمار، وايديولوجيا المحبة والحياة والوطن الحر.

وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء كما ورد مصدر الإخبارية 

نحتفل هذا العام بإضاءة شجرة الميلاد في وسط ظروف خاصةٍ وبالغة التعقيد.. لكننا شعب اعتاد على مواجهة الصعاب، تعلمنا عاماً بعد عام، بل وقرناً بعد قرن، أن نجد طريقنا عبر الألم، والصعوبات… ونحن، كما قالت شابة فلسطينية وهي تخاطب العالم شعراً، “نُعلّم العالم الحياة”.

كنتُ معكم العام الفائت في ساحة كنيسة المهد المليئة بالفرح والاستبشار، وساحات المدن والقرى والبلدات الأخرى.

وقفنا نتذكر البِشارة في الناصرة والميلاد في المهد والقيامة في القدس…  وشاركَنا في كل هذا أصدقاء وضيوف من أنحاء العالم المختلفة..  تحدثنا عن شجرة الميلاد لتكن دائمة الخضرة طوال العام، وجمعنا سيرة البشارة والميلاد والقيامة.. مع معجزة الإسراء والمعراج..  وأحطنا كل ذلك بصيرورة معجزة طائر العنقاء الذي ينهض من وسط الرماد كلما ظنوه احترق ومات، ينهض حاملاً جمرات الحياة ينشر نوراً وضياء.. ويُخمد نيراناً ورمادا.

ما أحوجنا لكل ذلك هذا العام.. في العام الماضي كان الاستبشار أيضاً بطرقات وشوارع وفنادق امتلأت بالضيوف والسُيّاح من كل العالم..

وكان الحديث عن عامٍ قادم يحمل بشارة الازدهار والبناء. ولذلك احتفلنا معاً بوضع حجر الأساس لأربعة فنادق جديدة في بيت لحم وبيت جالا، وافتتحنا فندقاً جديداً، كنا سعيدين بمخططات 1500 غرفة فندقية جديدة، نتوقع أن يليها ما بعدها. وكانت هذه بدايات إطلاق العنقود السياحي في محافظة بيت لحم، التي تتضمن مدينة حرفية للحرف السياحية. لن نستسلم لا للفيروس ولا لإجراءات الاحتلال وسوف ننجز ما بدأناه.

مديرات ومدراء وطواقم الفنادق الذين عملوا نهاية العام الفائت، لإنجاح موسم الازدهار والعمل والضيافة والسياحة، في بلد المسيح عليه السّلام، عملوا معاً هذا العام، إلى جانب بعضهم البعض، كالبنيان المرصوص يَشدُّ بعضه بَعضاً، لمواجهة الخطر الصحي وليحموا أرواح الناس جنبا الى جنب مع الأطباء والممرضين والمحافظ والأجهزة الأمنية وطواقم البلدية والطواقم الإدارية. لهم كل التحية.

الرئيس أبو مازن الذي يتابع مبكرا بحسه العالي الحريص على أرواح شعبه معركة جائحة كورونا، أعلن عن حالة الطوارئ في 5/ 3 وكان ذلك مبكرا جدا. وكان قدر بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور… وربما من حسن طالع شعبنا الفلسطيني، أن تكون هذه المدن والمحافظه أول من قاد المواجهة ضد الفايروس، وضربت مثلا حيّاً في التصدي بشكل حضاري راقٍ، متعاضد للتحديات بأنواعها. جنّدت الأخلاق الراقية، وحس المسؤولية، للعمل معاً، ولبى نداء التعاضد معها أهل الخليل وطولكرم وجنين ونابلس وكل المدن .. قبل أن يمتد التحدي والخطر كل الأنحاء..

نعم هناك ثمن عال جداً للجائحة التي نعيشها من أرواح بناتنا وأبنائنا، وصحتهم، وثمن عالٍ اقتصادياً وتجاريّاً، ولكن كما كنا دائماً معاً سنكون معاً، وكما نهضنا سابقاً سننهض مجدداً.

أنادي على الرعاة في حقل الرعاة أن احموا أرضكم ومقدراتكم لنحافظ على الكلأ والماء، ولكي تُضيء المحبة والأمل حياتهم.. إن أرقام الاصابات مرتفعة وستدرس اللجنة الوبائية اليوم الحالة، ويدرس مجلس الوزراء ولجنة الطوارئ العليا المستجدات بعد غد لأخذ القرار المناسب المتعلق بالإجراءات. احموا انفسكم واولادكم، واحموا جيرانكم.

وهذا العام نتذكر بشكل خاص وأكبر، معجزات السيد المسيح عليه السلام في الشِفاء من المرض، والقيامة من جديد.و

نحن نودّع هذا العام 2020 الذي لا أسف عليه، مصممون على الاستمرار في الصمود، مستبشرون أنّ شعبنا نجح فيه في التصدي لأكثر من تحد صعب مر علينا.

لقد أثبت شعبنا وقيادته الحكيمة بوضوح، أنّه الرقّم الصعب. لم يهزمنا أنّ بعض الإدارات والسياسيين في هذه العالم، جمعوا لنا وضدنا حتى نستسلم ونسلّم حقنا في وطننا ودولتنا المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، جمعوا لنا وعلينا، أرادوا حرق كنائسنا ومساجدنا وقمحنا وزيتوننا حتى نخشاهم، ونسلّم، ولكن كل ذلك ما زادنا إلا إيماناً.

 تذهب إدارات وحكومات، تأتي أخرى، أما نحن فهنا قائمون، صامدون، فدائيون ندافع عن الحق والعدل، ليس فينا من يقول إننّا قاعدون ننتظر، ليس فينا من يتخلى عن دوره في مواجهة معركة الحياة والحرية.

سنعود بإذن الله العلي القدير، لنقف على أقدامنا، ونعود للبناء والنماء قريباً، إلى حقل الرعاة، والعمل. ندرس معاً، ونتدبّر سويّاً، كيف نعالج الآثار التي خلّفتها الجائحة، بمختلف معانيها الصحية، والاجتماعية، والنفسية، والاقتصادية.

نعدكم أننا، وبتعليمات السيد الرئيس سنبقى ونكون معكم، كما كنتم مع نفسكم، ومع كل الوطن.

نستقبل عاماً جديداً ننظر له لإنهاء الانقسام، ونحن أكثر إصراراً على مواجهة الاحتلال وحواجزه ليحتفل أبناء غزة، وأبناؤنا في الشتات والعالم معنا العام المقبل في مهد السيد المسيح، والقدس، بحياة أجمل.. بالأرض التي تستحق عليها الحياة.

هزمنا معاً المخططات الدولية لضم أرضنا وشرعنة الاستيطان.. وسنهزم معاً الاستيطان والاحتلال، قدّمنا رسالة في الصمود السياسي أمام الجائحة الاحتلالية الاستعمارية، وأمام احتجاز أموالنا، وقدّمنا رسالة في الصمود الوطني أمام جائحة المرض.

الآن سنعود للتنمية بالعناقيد، للانفكاك عن الاحتلال، ولبرامج الشباب والتعليم والعمل، للتعليم المهني، لرعاية مزروعاتنا وأرضنا، للتعليم التكنولوجي الرقمي الحديث، تقودنا فلسفة التحرر من الاستعمار الكولونيالي، وإيديولوجيا المحبة والحياة والوطن الحر.

الميلاد مثل أي فرح يجمعنا، وفيه نعطي النور للذي يريد أن يرى، نحن لسنا وحدنا عندما يسود الظلام وعندما يعصف البرد القارس.

في الأعياد الفرحة في الهدايا التي تأخذونها، لكن اجعلوا الفرحة الأكبر في الهدايا التي تعطونها. كل شجرة في فلسطين اليوم تنتظر زينتها، والزينة هي سلامتكم والنور هو الأمل والإصرار على غد اجمل يليق بشعبنا العظيم.

إن وحدتنا الوطنية تحتاج أن ننظف قلوبنا من السواد ونجعلها بيضاء وإلا فإن كل ثلج العالم لا يفيدنا.

الفلسطيني عاش آلام الماضي، وبشجاعة وتحدٍ يعيش الحاضر، ويأمل بمستقبل أفضل بالصبر والصمود المقاوم نحو الدولة، نحو فلسطين الحرة العامرة الموحدة بأهلها.

اشتية يطالب أوروبا بالضغط على الاحتلال لوقف انتهاك حقوق الإنسان

رام الله  – مصدر الإخبارية

أكد رئيس الوزراء محمد اشتية أن هناك انتهاك لحقوق الإنسان في فلسطين بشكل غير طبيعي بسبب الاحتلال الذي ينفذ هذه الانتهاكات بشكل يومي، من خلال الاعتقالات والاعدامات والاعتداءات اليومية على المواطنين، ويستهدف الأرض والشجر والبشر”.

وبحث رئيس الوزراء خلال لقاء عقد اليوم الثلاثاء برام الله، مع قناصل وممثلي دول الاتحاد الأوروبي بحضور ممثل الاتحاد في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، آخر التطورات السياسية وحالة حقوق الإنسان في فلسطين.

وطالب اشتية أوروبا بمراقبة هذه الانتهاكات ورصدها ومحاولة الضغط على إسرائيل لوقفها، مشيرا إلى أن الأسير ماهر الأخرس يخوض منذ 79 يوما إضرابا عن الطعام يهدد صحته، في سبيل إنهاء اعتقاله الإداري الذي يرزح تحته أكثر من 350 أسيرا فلسطينيا، وهو اعتقال غير قانوني ويشكل انتهاكا لحقوق وحريات الإنسان.

وأضاف:” غياب المجلس التشريعي والانقسام، يقيدان سن قوانين جديدة تسهم في تعزيز الحريات وحقوق الإنسان في فلسطين، كون هذه القوانين تحتاج نقاشا على مستوى قانوني ووطني، كي لا نقع في مغبة مخالفة إرادة الشارع”.

وشدد على أن الحكومة تحترم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي انضمت لها فلسطين، وتعمل على مواءمة القوانين حيثما تستطيع، وضمن حالة حوار مع مختلف الفاعلين في المجتمع لأن القوانين يجب أن تنال حقها في النقاش مع جميع مفاصل المجتمع، وخاصة تلك التي قد لا يكون حولها إجماع عام.

في نفس الوقت أكد اشتية العمل على إنشاء مجلس قضاء دائم عند انتهاء فترة المجلس الانتقالي مع تحديث بالقوانين والبنى التحتية اللازمة لرفع شأن القضاء.

اشتية: سنتغلب على مشكلة الرواتب وعقبتين أمام الانتخابات

رام الله – مصدر الإخبارية | أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، عزم حكومته على تحقيق الاستقلال الاقتصادي والانفكاك من التبعية “الإسرائيلية” بالتوجه إلى العمق العربي، مشيراً إلى أن زيارته للأردن والعراق ومصر تصب في هذا الاتجاه.

وقال اشتيةاشتية في حديث مع صحيفة “القدس” إن زياراته الخارجية حققت نتائج طيبة، سواء في الأردن أو العراق أو مصر، “حيث اتفقنا مع الأشقاء في الأردن على أُمورٍ كثيرة، من بينها زيادة إمدادنا بالكهرباء من 35 ميغا إلى 160 ميغا، كما اتفقنا مع الأشقاء في العراق على استيراد كل احتياجاتنا من البترول عبر الأردن، فيما كانت زيارتنا لجمهورية مصر العربية ناجحة ومثمرة، واتفقنا مع الأشقاء في مصر على التعاون في عدد من المجالات الحياتية المختلفة”.

وأضاف: “إن توجهنا إلى الاستيراد من الخارج منصوص عليه في الاتفاق الاقتصادي الذي وقعناه مع إسرائيل “اتفاق باريس”، وبالتالي نحن عندما نذهب إلى عمقنا العربي لا نكون قد أخللنا بالاتفاقات الموقعة، صحيح أننا لم نستخدم هذا الحق في السابق، لكننا قررنا الآن أن نستخدمه”.

وأشاد رئيس الوزراء بحفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد الوزاري المرافق في زيارته للقاهرة التي استمرت أربعة أيام، مشيرًا إلى أنه بحث مع نظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي القضايا المعيشية في قطاع غزة، والمشهد السياسي العام، والقضايا المتعلقة بمعبر رفح، ومجالات التعليم والصحة والزراعة، وكل ما يتعلق بمفاصل الحياة اليومية.

وقال، تم استقبالنا بمصر الشقيقة بكل الدفء والاحترام من قبل أخي دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ونحن عندما نكون في مصر نشعر أننا بين أهلنا، والتواصل المصري الفلسطيني يتم بصفةٍ يوميةٍ تقريبًا، ومصر حاضرة في كل الأزمات الفلسطينية في الدعم السياسي، والعمل بجهدٍ كبيرٍ على إتمام المصالحة وطيّ صفحة الانقسام لمواجهة التحديات.

زيارة دولة لدولة

وقال اشتية، هذه أول زيارة للحكومة الفلسطينية إلى جمهورية مصر العربية على هذا المستوى الكبير من عدد الوزراء، وأعتبرها زيارة دولة لدولة، وهذه الفجوة كانت غائبة إلى حدٍّ ما، فهناك لقاءات تتم بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك كانت هناك لقاءات وزارية ثنائية تعقد على هامش اجتماعات الجامعة العربية، بينما هذه هي المرة الأُولى التي تكون فيها الزيارة بهذا الحجم الوزاري، ولها جدول أعمال واضح لعددٍ من القضايا التي تهم الشعبين الشقيقين في مصر وفلسطين، فمصر هي الشقيقة الكبرى، ونحن نحتاجها أكثر مما تحتاج هي إلينا، لذلك تحدثنا في القضايا المعيشية في قطاع غزة، والمشهد السياسي العام، وتحدثنا في القضايا المتعلقة بمعبر رفح والمتعلقة بالتعليم والصحة والزراعة، والمتعلقة بكل مفاصل الحياه اليومية.

وأضاف اشتية: إن مصر تشكل عمقاً عربياً جدياً وحقيقياً يساعدنا سياسياً واقتصادياً وأمنياً وقانونياً، ومصر كانت دائماً الحضن الدافئ للقضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، وفيها وُلدت منظمة التحرير، وفيها تعلَّم الزعيم الراحل ياسر عرفات، ويزورها الرئيس محمود عباس بشكل منتظم، ونحن وأشقاؤنا المصريون متفقون على فهمٍ استراتيجيٍّ واحدٍ لا نختلف لا في التحليل، ولا في الإجابات، ولكن ما نحتاجه اليوم هو المباشرة بإجراءات عملية لتصبح بيننا خطة عمل مشتركة.

وقال رئيس الوزراء، إن الحكومة الفلسطينية منذ أن تولت مهامها أخذت على عاتقها كيفية صياغة الأداء وتطويره، وكيفة إدارة دفة الأُمور في الاتجاه الصحيح، فبالنسبة للمشهد السياسي نحن ذاهبون إلى إنهاء الاحتلال، إما بالمفاوضات السياسية، أو بالنضال بمختلف أشكاله وبالعمل الميداني وبالمقاومة الشعبية، لرفع كلفة الاحتلال، وصولًا إلى الانفكاك وتحقيق الاستقلال.

الانفكاك من السيطرة الإسرائيلية وشراء البترول من العراق

وعن الانفكاك من السيطرة الإسرائيلية، قال اشتية، هذه الحكومة منذ تولت مهامها قررت الانفكاك من السيطرة الإسرائيلية، إذ تربطنا بإسرائيل أربعة مفاصل، الأول سياسي مغلق، والثاني أمني ضربته اسرائيل بعرض الحائط، والثالث قانوني متعلق بالاعتراف المتبادل، والرابع اقتصادي، وهو شق يدخل في مهام الحكومة، لذلك قلنا يجب أن نبدأ بالانفكاك التدريجي للعلاقة التي فرضها علينا واقع الاحتلال، وهذا يعني تعزيز المنتج الوطني والاستيراد من الخارج والاتجاه إلى عمقنا العربي، ولقد ذهبنا للأردن والعراق ومصر ولنفتح تلك الأسواق للبضائع الفلسطينية، ونريد أن تأتي البضائع العربية إلينا كبديلٍ للبضائع الإسرائيلية، ومنع ادخال البضائع الإسرائيلية إلى السوق الفلسطينية، وبدأنا بإجراءات تتعلق بوقف استيراد العجول ما أثار ضدنا موجة من التهديدات الاسرائيلية بالعواقب الوخيمة إن نحن واصلنا هذه الخطوة التي هي حق يكفله لنا اتفاق باريس الاقتصادي.

وأضاف اشتية، لقد أولت الحكومة اهتمامًا خاصًا بالفواتير التي تستقطعها إسرائيل من أموالنا، فواتيرنا الكبيرة أساسها البترول، ونستورده من إسرائيل بواقع 650 مليون شيكل، أي نحو 180 مليون دولار شهريًا، نحن نستهلك 3 ملايين لتر من البنزين والوقود يوميًا، وهذا كله نشتريه من إسرائيل، وعندما ذهبنا للعراق أبدت القيادة العراقية مشكورة استعدادها لمدّنا بالبترول من خلال الأُردن، ولهذا رتبنا هذا الموضوع، ولأول مرة منذ عام 1994 تتقدم جهة فلسطينية باستيراد البترول من خارج إسرائيل، وهذا الكلام منصوصٌ عليه في الاتفاق الاقتصادي، وبالتالي نحن عندما نذهب إلى عمقنا العربي نذهب باتفاق، صحيح أننا لم نطرق هذا الباب في السابق، لكن هذا حقٌّ موجود في الاتفاقات بيننا، وقررنا أن نستخدمه لتعزيز رؤيتنا بالانفكاك التدريجي عن الاحتلال في ظل انغلاق افق السلام.

إسرائيل تشن علينا أربع حروب

وقال رئيس الوزراء، إن إسرائيل تشن علينا اليوم بشكل ممنهج أربعة حروب، حرب الجغرافيا والاستيطان، فهناك أكثر من 711 ألف مستوطن في الضفة الغربية، ويشكلون 24٪؜ من مجمل السكان، كما تشن إسرائيل علينا حرب الماء؛ فمن 800 مليون متر مكعب تسرق إسرائيل 600 مليون متر مكعب، إسرائيل تشن علينا حرب المقدسات وحرب الرواية، وتريد للرواية اليهودية أن تغطي على الرواية الإسلامية والمسيحية، والحرب الأُخرى المتعلقة بالاعتراف، وأخيرًا الحرب المالية التي شنتها علينا مؤخرًا، فإسرائيل تسرق أموال الشعب الفلسطيني.

وأضاف اشتية، بالطبع اقتصاد إسرائيل كبير، والناتج المحلي الإجمالي له يصل إلى 430 مليار دولار، مقابل 14 مليار دولار هو الناتج المحلي الإجمالي لنا وبالتالي هم أضعاف الأضعاف، وهم مستفيدون من هذه الحالة.

اكتشفنا إقامة عائلة في مستشفى إسرائيلي لمدة 494 يومًا
وأشار رئيس الوزراء إلى أن “إسرائيل تخصم من أموالنا المستحقة فواتير المياه والكهرباء والتحويلات الطبية إلى المستشفيات الإسرائيلية بشكلٍ مركزيّ، وفي المجمل العام لم يكن هناك تدقيق على أيّ فاتورة، ولذلك عندما قمنا بالتفتيش وجدنا عائلةً فلسطينيةً مُقيمةً في أحد المستشفيات في مدة وصلت إلى 494 يومًا، وندفع عنها يعني عمليًا سكنًا فندقيّاً وليس مستشفى، وكنا لا نعلم شيئًا عنها.

وأشار اشتية إلى أن إسرائيل تقوم بعمليات اجتياح متكررة للمحافظات الفلسطينية، ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقيات. وقد شرحنا لأصدقائنا في العالم كل تلك الخروقات وطالبنا المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته بالضغط على إسرائيل لوقف تلك الاجتياحات وما يترتب عليها من جرائم تستهدف أبناءنا العزل إلا من إرادتهم وصمودهم وتحديهم وهم يواجهون تلك الاقتحامات بأجسادهم.

تسهيل حياة أهلنا في القطاع في صدارة أولوياتنا
وحول الوضع في القطاع وحصة أبنائه من اهتمام الحكومة قال الدكتور اشتية: إن قطاع غزة جغرافيا مظلومة ومنطقة فقيرة وبائسة، مشيراً إلى أن 95٪ ؜من مياهه ملوثة، التيار الكهربائي لايصال الا إلى 8 ساعات يومياً، نسبة الفقر بالقطاع 72٪؜ ونسبة البطالة 55٪ ؜كل المؤشرات في غزة مرعبة والسبب الرئيسي في هذا الحال هو الانقسام من جه والحصار الاسرائيلي على غزة من جهة أخرى . ونعمل على تسهيل حياة أبناء شعبنا في القطاع وتوفير احتياجاتهم الأساسية من عناية صحية ومياه نظيفة وكهرباء وهذه القضايا كانت في صلب مباحثاتنا مع أشقائنا في مصر.

توحيد رواتب الموظفين العموميين في الضفة وغزة

وبشأن رواتب الموظفين العموميين في المحافظات الشمالية والجنوبية، قال اشتية، بدأنا تسوية رواتب الضفة وغزة لتكون واحدة، فنحن وطنٌ واحد وشعبٌ واحدٌ وجغرافيا واحدةٌ ومشروعٌ واحد، نحن نترجم هذا الكلام على أرض الواقع، فنحن ندفع رواتب، وحماس تعمل على تحصيل رسوم المعابر وغيرها.
وأضاف رئيس الوزراء، لقد بدأنا بتوحيد الرواتب، وأرسلنا لجنة لتحديث المعلومات لمعرفة مَن الموجود على رأس عمله ومن هو غير موجود، وللأسف فإن “حماس” اعتقلت أعضاء اللجنة، وطلبنا من إخواننا المصريين التدخل للإفراج عن اللجنة لتتمكن من القيام بعملها، وبالفعل تم الإفراج عن أعضائها، ولكن تمّ اعتقالهم مرةً أُخرى.

مشروعات للمجاري وتحلية المياه وزيادة الكهرباء في القطاع
وحول المشروعات الجاري تنفيذها والمرتقب إجراؤها في القطاع، قال اشتية، نحن نعطي أولويةً لقطاع غزة في مشاريع البنية التحتية، خاصة المياه والمجاري، وخلال أيام سوف نفتتح مشروعاً بقيمة 60 مليون دولار للمجاري في خانيونس، ولدينا مشروع لمجاري شمال قطاع غزة بتكلفة 157 مليون دولار، وكذلك مشروع لتحلية مياه البحر، جميع الدراسات أصبحت جاهزة، وجميع العطاءات جاهزة، وهذا الأمر سيُنقذ قطاع غزة في القضايا المالية أيضًا، وبالنسبة لموضوع الكهرباء نحاول مع إخواننا المصريين أن نزود قطاع غزة بالكهرباء على المدى الاستراتيجي، نحن نريد أن ننفك من إسرائيل، ولا نريد أن نأخذ منها كهرباء، ونعمل حاليًا للانضمام للربط الثماني العربي في مجال الكهرباء ونريد لقطاع غزة والضفة أن يكونا جزءاً من هذا الربط الثماني.

وتابع اشتية، وفي إطار جهودنا للاستقلال رفعنا حصة استيراد الكهرباء من الأردن من 35 ميجا إلى 160 ميجا، ورفح كانت تأخذ من مصر 27 ميجا كهرباء، وتم ضرب محولات الكهرباء في منطقة صحراء سيناء في العريش، ومنذ أكثر من عام لا يوجد توصيل كهربائي من مصر إلى قطاع غزة، وتحدثنا مع رئيس الوزراء المصري وزير الطاقة في حكومته، وسيتم البدء بإعادة تشغيل الخط قريبًا، بالمجمل العام هذا هو التوجه الذي نسعى إليه.

مستعدون لتسلم قطاع غزة غداً وننتظر رد “حماس” على انتخابات تشريعية ورئاسية

وقال رئيس الوزراء، إن الرئيس محمود عباس أعلن مبادرةً من أجل إنهاء الانقسام، تتعلق بإجراء الانتخابات، نحن جاهزون لتطبيق اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه بتاريخ 12 أكتوبر 2017، وأنا أقول نحن جاهزون أن نذهب إلى قطاع غزة غداً، لنتسلّم مسؤولياتنا على أرضية الاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة، ولكن “حماس” حتى الآن ترفض الاحتكام إلى هذا الاتفاق الذي وقعوه معنا.

وأوضح اشتية، منظورنا للمصالحة يقوم على وجود شرعية واحدة وقانون واحد ونظام قضائي واحد وسلاح واحد، في حين أنّ منظور “حماس” للمصالحة مبنيٌّ على التقاسم الوظيفي، الذي يسمونه بـ”الشراكة” وهذه ليست شراكة، هي تقاسم وظيفي، و”حماس” تقول: لنا نحن تحت الأرض وأنتم فوقها وأنتم تدفعون المال ونحن نصرف”، هذا كلام لا يتماشى معنا ولا نقبل به، والرئيس أبو مازن قدم مبادرةً في الأُمم المتحدة وقال: “نذهب إلى انتخابات”، وعقدت مطلع الأُسبوع الماضي اجتماعات للجنة المركزية لحركة “فتح” لمناقشة هذا الموضوع، وأقرت اللجنة هذا التوجه، وكذلك الفصائل في إطار القيادة الفلسطينية، والرئيس أبو مازن استدعى رئيس لجنة الانتخابات المركزية وطلب منه التوجه إلى غزة للتحضير للانتخابات.

عقبتان أمام الانتخابات

وحول العقبات التي تعترض إجراء الانتخابات قال اشتية: أمام الانتخابات عقبتان، الأُولى في غزة، و”حماس” يجب أن توافق على إجرائها، والثانية متعلقة بالانتخابات في القدس، وإسرائيل ستكون عقبة أمامنا، نحن أجرينا انتخابات في القدس في عام 1996 و2005 و2006، وننتظر إجابة حركة “حماس” على موضوع المصالحة. حماس تقول إنها تريد انتخابات رئاسية وتشريعية، ونحن موافقون، الرئيس أبو مازن موافق على إجراء الانتخابات، بما يشمل التشريعية والرئاسية، لكننا لا نريد أن تكون في يوم واحد، لو اتفقنا على إجراء الانتخابات التشريعية الشهر المقبل مثلاً، فستكون في الشهر التالي انتخاباتٌ رئاسية، وبالنسبة للمجلس الوطني فهو هيئة وطنية مُشكلة من الفصائل، وكل فصيل له كوتة إضافة إلى المنظمات الشعبية والمستقلين والعسكريين.

لا نعلم ما تتضمنه “صفقة القرن” لكننا نعلم ما لم تتضمنه
وعن تعثر عملية السلام، قال رئيس الوزراء: إن الرئيس أبو مازن  قدم مبادرةً دوليةً متعلقةً بالبدء في التحضير لمؤتمر دولي للسلام، لأن المفاوضات الثنائية أخفقت، وبالتالي نأمل من أوروبا ومصر وروسيا والصين والسعودية تشكيل تكتلٍ من أجل العمل على إنهاء الاحتلال على أرضية عقد مؤتمرٍ دوليٍّ مستندٍ للقانون الدولي والشرعية الدولية.

وبشأن ما يُسمّى بـ”صفقة القرن”، قال اشتية، نحن لم نرَها، ولا أحد يعلم ملامحها، ولكن نحن نعلم كل ما لم تتضمنه صفقة القرن والذي ليس فيها، وهو: حل الدولتين والقدس واللاجئون وحدود 1967 وإزالة المستوطنات، إذن ما يبقى في صفقة القرن شيءٌ واحدٌ هو أن الإدارة الأمريكية تبحث عن كيانٍ فلسطينيٍّ في قطاع غزة متواصلٍ مع بعض المناطق (أ و ب) في الضفة الغربية، لذلك هذا هو المشهد السياسي الذي تتحدث عنه صفقة القرن، ولهذا فإن رفض القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس أبو مازن، للخطة الأمريكية كان استناداً لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأقواله عن خطته.

إخفاق نتنياهو في تشكيل حكومة وغيابه عن المشهد السياسي مهم لنا

وعن محاولات تشكيل حكومة إسرائيلية، قال رئيس الوزراء، الآن أمامنا محطتان، الأُولى تشكيل الحكومة الاسرائيلية، وواضحٌ أن نتنياهو لا يستطيع تشكيل الحكومة، وهنا يجب أن نتحدث عن أربع قضايا مهمة: غياب نتنياهو بالنسبة لنا مهم في المشهد السياسي للأسباب التالية: نتنياهو هو الذي تحدث عن ضم الأغوار الفلسطينية لإسرائيل من أجل قتل إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، وبالتالي غيابه يعني غياب هذا الأمر، كما أنّ نتنياهو هو صاحب الدفع بالإدارة الأمريكية لتنقل الصراع من عربي- إسرائيلي ليصبح صراعاً إيرانياً عربياً، وهو المدافع الرئيسي خلف هذا المشهد، ونتنياهو  هو عراب التطبيع العربي مع إسرائيل، والأمر المهم أيضاً أن نتنياهو ليس شريكاً في أي شيء، خاصةً في المشهد السياسي.

وأضاف رئيس الوزراء: يجب أن لا يُفهم من كلامي أن الذي يأتي بدلاً من نتنياهو أفضل منه كثيراً، لأن الفرق لن يكون كبيراً، حتى لا نخدع أنفسنا، ولكن اللافت للنظر، وهذه ظاهرة تستحق الدراسة جدياً، أن الجنرالات في إسرائيل أصبحوا في المعارضة.

وتابع: “إذا كان حزب (أبيض أزرق) مستعداً أن يكون شريكاً للرئيس محمود عباس لصنع السلام، فنحن أيدينا ممدودة للسلام العادل والدائم القائم على قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية. نعتقد أن المفاوضات بالشكل الثنائي لم تعد هي الجواب على إنهاء الاحتلال، فهي استنزُفت، ولا بُد من البحث عن بديلٍ لها، وهو الانتقال من الثنائي المتعدد وعقد مؤتمر دولي يُلزم إسرائيل بالالتزام بالقانون والشرعية الدوليين”.

الوضع المالي ورواتب الموظفين

وبشأن الوضع المالي للسلطة، قال اشتية، إن إسرائيل هي التي تحجز أموالنا، وقد أدخلتنا في دوامةٍ من العجز، والحكومة عملت بسياسة تقشف صارمة، دفعنا رواتب 50٪؜، واستعدنا بعض الأموال من إسرائيل، واستعدنا مؤخراً دفعة، والأزمة المالية بيننا وبين إسرائيل مازالت قائمة، لأن إسرائيل ما زالت تقتطع جزءاً من أموالنا.

وأضاف، المملكة العربية السعودية مشكورةً تُقدم بشكل شهري ومنتظم مساعدة لنا، وحصلنا على مساعدة وقرض من قطر. والأشقاء في والجزائر والكويت يقدمون المساعدات أيضاً بشكل منتظم، لكنّ شبكة الأمان العربية التي جرى الحديث عنها كثيراً لم يتم تفعيلها، والمساعدات العربية تسير بوتيرةٍ بطيئة، ونأمل تفعيل شبكة الأمان العربية المالية لتعزيز صمودنا.

أما بالنسبة للأموال الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل، فقال اشتية، اقترحت إسرائيل تشكيل لجنة ثنائية للبحث عن حلٍّ لأزمة أموالنا المحتجزة، واللجنة اجتمعت مرة واحدة، وأخذنا دفعة من أموالنا، ولكن هناك كمية كبيرة من الأموال محتجزة لدى إسرائيل، ونحن لا نريد أن تخصم إسرائيل أي جزء من أموالنا دون وجه حق، خاصة ما يتعلق بالأسرى والشهداء.
وأكد أن “الحكومة ظلت ملتزمة بدفع الرواتب كاملة لأُسر الشهداء، ونحن واصلنا في عز الأزمة دفع رواتب للموظفين بنسبة 50٪؜ من الرواتب أو 60٪، و100٪ ؜لأُسر الشهداء والأسرى، هذا التزام أخلاقي ووطني”.

وقال اشتية، إن السبب أيضًا في عدم حل الأزمة هو عدم وجود حكومة في إسرائيل، فجزءٌ من تعقيد المشهد وجود حكومة تيسير أعمال في إسرائيل منذ شهر نيسان حتى الآن، فإذا تشكلت حكومة فسوف نرى لنبدأ في إجراءاتٍ قضائيةٍ ضد اقتطاع أموالنا.

وبالنسبة للرواتب، قال اشتية: نحن دفعنا حالياً للموظفين 60٪ ؜عن الشهر الماضي و50٪؜ عن شهر آذار، أي حصل الموظف في الشهر على نحو 110 في المئة، وأعتقد أننا سنتغلب على هذه الأزمة قريباً.

Exit mobile version