تقرير يكشف: المواد المتفجرة في مرفأ بيروت 20% فقط من الشحنة الأصلية

وكالات – مصدر الإخبارية

كشفت تحقيقات أمريكية أن كمية نترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت العام الماضي لم تكن أكثر من 20% من إجمالي الشحنة التي تم تفريغها عام 2013.

وبحسب تقرير لمكتب الحقيقات الفدرالي الأمريكي “إف.بي.آي” نشرت نتائجه هذا الأسبوع فإن “حوالي 552 طناً فقط من نترات الأمونيوم انفجرت في ذلك اليوم وهي كمية أقل بكثير من الشحنة الأصلية التي تزن 2754 طناً، ووصلت إلى المرفأ عام 2013”.

في حين لم يقدم التقرير أي تفسير لهذا التناقض بين الكمية التي انفجرت والكمية التي وصلت إلى الميناء، كما لم يوضح أين ذهبت بقية الشحنة.

بدوره أكد مسؤول لبناني على علم بتقرير مكتب التحقيقات الأمريكي أن “السلطات اللبنانية اتفقت مع المكتب بخصوص حجم المادة التي اشتعلت في الانفجار”.

وأكد المسؤول اللبناني أنه لم يتم التوصل لأي استنتاجات قاطعة حول سبب نقص الكمية التي انفجرت عن حجم الشحنة الأصلية، فيما قد يكون “جزء منها قد سرق، أو أن جزءاً فقط من الشحنة هو الذي انفجر بينما تطايرت الكمية الباقية في البحر”.

وبينت تقارير سابقة أن شحنة نترات الأمونيوم كانت متجهة من جورجيا إلى موزمبيق على متن سفينة شحن مستأجرة من روسيا.

وأوقع انفجار مرفأ بيروت المروع بمئات الضحايا والإصابات ودمر عدداً كبيراً من المنازل والمنشآت والمؤسسات وأحدث دمار هائل في العاصمة اللبنانية بيروت.

كشف المستور.. مسؤولون حذروا قيادات لبنان من خطر “انفجار بيروت” قبل شهر!

وكالات – مصدر الإخبارية

بعد انفجار بيروت كشفت وثائق سرية أن مسؤولين أمنيين لبنانيين حذروا رئيس الوزراء ورئيس الدولة الشهر الماضي من أن وجود 2750 طنا من نترات الأمونيا في مخزن بمرفأ بيروت يمثل خطرا أمنيا ربما يدمر العاصمة بيروت إذا انفجرت تلك المواد، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.

وأكدت مصادر أمنية الأمر بعد ما يزيد قليلا على أسبوعين من التحذير وقع الانفجار الهائل الذي محا معظم المرفأ وقطاعات من العاصمة اللبنانية وأسفر عن مقتل 163 شخصا وإصابة ستة آلاف آخرين ودمر حوالي ستة آلاف بناية.

وأشار تقرير من المديرية العامة لأمن الدولة حول الأحداث التي أدت إلى الانفجار، إلى رسالة أرسلت بالبريد الخاص إلى الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء حسان دياب في 20 يوليو تموز.

وقال مسؤول أمني كبير إن الرسالة تلخص ما توصل إليه تحقيق قضائي بدأ في يناير كانون الثاني وخلص إلى ضرورة تأمين المواد الكيماوية على الفور، وأنه لم يسبق نشر شيء عن تقرير أمن الدولة الذي أكد مخاطبة الرئيس ورئيس الوزراء.

وصرح المسؤول الأمني :”كان هناك خطر أن تستخدم هذه المواد في هجوم إرهابي إذا سُرقت“.

وأضاف:” في نهاية التحقيق النائب العام (التمييزي غسان) عويدات أعد تقريرا نهائيا تم إرساله إلى السلطات“.

ونقلت رويترز عن المسؤول الذي شارك في صياغة الرسالة وطلب عدم نشر اسمه قوله:”حذرتهم من أن هذا قد يدمر بيروت إذا انفجر“.

وصرح ممثل عن دياب الذي قدمت حكومته استقالتها يوم الاثنين إن رئيس الوزراء تسلم الرسالة في 20 يوليو تموز وأُرسلت إلى مجلس الدفاع الأعلى لإبداء المشورة خلال 48 ساعة.

وأضاف:” مجلس الوزراء الحالي تلقى التقرير 14 يوما قبل الانفجار وتحرك بشأنه في غضون أيام. الإدارات السابقة كان أمامها أكثر من ست سنوات ولم تفعل شيئا“.

 

الرئيس يعلم بمواد مرفأ بيروت!

وفي الوقت الذي تصاعدت فيه الاحتجاجات على الانفجار في لبنان يوم الاثنين أعلن دياب استقالة حكومته، وإن كانت ستواصل أداء مهامها كحكومة تصريف أعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.

وأكد الأجهزة عون الأسبوع الماضي أنه سبق إبلاغه عن المواد الكيماوية، وقال للصحفيين إنه وجه الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، الذي يضم الأمنية والعسكرية في لبنان ويرأسه رئيس الدولة بضرورة ”إجراء اللازم“.

وتابع عون:” المواد صرلها من 2013، وعم يقولوا خطرة، وأنا لست مسؤولا ولا أعرف وين محطوطة هذه المواد، ولا أعرف درجة الخطورة، وليس لدي صلاحية للتعاطي مباشرة مع المرفأ، هناك تراتبية لازم تعرف واجباتها وكلهم كانوا على اطلاع“.

وجاءت الرسالة التي أرسلت إلى الرئيس ورئيس الوزراء في أعقاب سلسلة من المذكرات والرسائل التي بعث بها مسؤولو المرفأ والجمارك والأمن إلى المحاكم على مدار السنوات الست السابقة وحثوا فيها مرارا القضاة على إصدار أمر بنقل نترات الأمونيا من مكانها القريب جدا من وسط المدينة.

وقال تقرير المديرية العامة لأمن الدولة الذي اطلعت عليه رويترز إنه تم تقديم العديد من الطلبات وذلك دون ذكر عددها على وجه التحديد. وذكر أن إدارة المانيفست بالمرفأ أرسلت عدة طلبات كتابية إلى مديرية الجمارك حتى عام 2016 مطالبة قاض بإصدار الأمر بإعادة تصدير الكمية على الفور.

وقال تقرير الإدارة العامة لأمن الدولة ”لكن وحتى تاريخه، لم يصدر قرار بهذا الشأن. بعد مراجعة أحد المختصين في الكيمياء أكد أن هذه المواد وفي حال اشتعالها ستسبب انفجارا ضخما وستكون نتائجه شبه مدمرة لمرفأ بيروت“.\

 

بداية المأساة

أوضح تقرير أمن الدولة إن سلطات المرفأ احتجزت السفينة روسوس في ديسمبر كانون الأول 2013 بالأمر القضائي 1031/2013 بسبب ديون عليها لحساب شركتين قدمتا طلبا للقضاء في بيروت لحجزها.

وفي مايو أيار 2014 اعتبرت السلطات السفينة غير صالحة للإبحار وتم تفريغ شحنتها في أكتوبر تشرين الأول 2014 وتخزينها فيما عرف بالعنبر 12. وأظهر التقرير الأمني أن السفينة غرقت بالقرب من كاسر الأمواج بالمرفأ في 18 فبراير شباط 2018.

وتقول مولدوفا إن شركة بريروود كورب التي تتخذ من بنما مقرا لها هي صاحبة السفينة. ولم يتسن الاتصال بشركة بريروود للتعليق.

وفي فبراير شباط 2015 عين قاضي الأمور المستعجلة نديم زوين خبيرا لتفقد الشحنة وفقا لما ورد في التقرير الأمني.

وقال التقرير إن الخبير خلص إلى أن المواد المخزنة خطيرة وطلب عبر سلطات المرفأ نقلها إلى الجيش. ولم تستطع رويترز التحقق على الفور من رواية الخبير.

وذكر التقرير أن قيادة الجيش اللبناني رفضت الطلب وأوصت بنقل المواد الكيماوية أو بيعها إلى الشركة اللبنانية للمتفجرات وهي شركة خاصة.

ولم يذكر التقرير سبب رفض الجيش قبول الشحنة. وقال مسؤول أمني لرويترز أن ذلك يرجع إلى عدم احتياج الجيش لها. وامتنع الجيش عن التعليق.

وقالت إدارة الشركة اللبنانية للمتفجرات إنها لم تكن مهتمة بشراء المواد المصادرة وإن الشركة لديها إمداداتها الخاصة وتراخيص الاستيراد الحكومية الخاصة بها.

وتبين الطلبات التي اطلعت عليها رويترز أن مسؤولي الجمارك والأمن استمروا بعد ذلك في مراسلة القضاة كل ستة أشهر تقريبا لطلب نقل المواد الكيماوية.

 

سوء تخزين!

في يناير كانون الثاني 2020 أمر قاض بإجراء تحقيق رسمي بعد اكتشاف أن العنبر 12 لا يخضع للحراسة وبه فجوة في حائطه الجنوبي كما أن أحد أبوابه كان مخلوعا الأمر الذي كان يعني أن المواد الخطرة عرضة للسرقة.

وقال مسؤول أمني رفيع ثان طلب عدم نشر اسمه إن النائب العام التمييزي عويدات أصدر في التقرير النهائي في أعقاب التحقيق أوامر فورية لتأمين أبواب العنبر ومعالجة الفتحة وتوفير الأمن.

وفي الرابع من يونيو حزيران وبناء على تلك الأوامر أصدر أمن الدولة تعليمات لسلطات المرفأ لتوفير حراسة للعنبر 12 وتعيين مدير له وتأمين جميع الأبواب وسد الفتحة في الحائط الجنوبي وذلك وفقا لما ورد في تقرير أمن الدولة وما قاله المسؤولون الأمنيون.

وقال المسؤول الأمني ”الصيانة بدأت وأرسلت (سلطات المرفأ) فريقا من العمال السوريين (لكن) لم يكن هناك من يشرف عليهم عندما دخلوا لإصلاح الفجوات“.

وأوضح المسؤول أن شررا تطاير من أعمال اللحام خلال الإصلاح وأشعل حريقا وبدأت النيران في الانتشار.

وقال المسؤول الأمني الرفيع الثاني ”نظرا لتخزين مفرقعات في العنبر نفسه بعد ساعة بدأ حريق كبير بفعل المفرقعات وامتد ذلك إلى المادة التي انفجرت عندما تجاوزت درجة الحرارة 210 درجات“.

وحمّل المسؤول سلطات الميناء مسؤولية عدم الإشراف على فريق الإصلاح وتخزين المفرقعات بجانب كمية كبيرة من المواد شديدة الانفجار.

وقال المسؤول: ”أثر الانفجار كان مخففا فقط لأن العنبر يواجه البحر. ولولا ذلك لدمرت بيروت كلها. المسألة كلها إهمال وعدم إحساس بالمسؤولية وسوء تخزين وسوء تقدير“.

وتم احتجاز عدد من مسؤولي الجمارك والمرفأ في إطار التحقيق في الانفجار.

نترات الأمونيوم المادة التي أشعلت قلب بيروت فما هذه ؟

 

وقع انفجار هائل أمس الثلاثاء بالقرب من وسط بيروت أدى إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف، ووفقا لتصريحات رسمية، فإن الانفجار نجم عن انفجار شحنة من نترات الأمونيوم تقدّر بنحو 2750 طنا، موجودة منذ 6 سنوات في مستودع من دون إجراءات وقائية، فما هذه المادة؟ وما آثارها الصحية؟ وما الإسعافات الأولية منها؟

ونترات الأمونيوم مادة قابلة للاشتعال في ظروف معينة، وكانت إحدى المواد التي استخدمت في  انفجار وقع في أوكلاهوما سيتي بالولايات المتحدة، عام 1995وتسبب في سقوط 168 قتيلا.

وفي عام 2013، حدث انفجار في مصنع للأسمدة بمنطقة وست في ولاية تكساس، وخلف 14 قتيلا وما يقرب من 200 مصاب، وتوصل المحققون إلى أنه نجم عن نترات الأمونيوم.

ما هذه المادة؟

نترات الأمونيوم (Ammonium nitrate) هي مادة كيميائية متاحة تجاريا بشكل مادة صلبة بلورية عديمة اللون، تستخدم في عدة أغراض، وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب بالولايات المتحدة، المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية.

والصيغة الجزيئية لنترات الأمونيوم هي “NH4NO3″، وهي قابلة للذوبان في الماء، ولا تحترق بسهولة، ولكنها تحترق بشكل أسهل إذا كانت ملوثة بمواد قابلة للاشتعال، وعند احتراقها، فإن مادة نترات الأمونيوم تنتج أكاسيد النيتروجين السامة.

وتستخدم نترات الأمونيوم في صنع الأسمدة والمتفجرات، وإنتاج المضادات الحيوية والخميرة، وتدخل أيضا في صناعة أعواد الثقاب والألعاب النارية.

لماذا يجب أن لا نهلع من غازات انفجار “نترات الأمونيوم”؟

قد تكون الغازات المنبعثة من انفجار مادة نترات الأمونيوم، والمصطبغة باللون الأصفر، خطيرة في حال تنشقها بشكل كبير، لكن مع ذلك لا يمكن عدها “غازات سامة” بأي شكل، بحسب أستاذ الكيمياء في الجامعة اللبنانية داوود نوفل.

وتتفاعل “نترات الأمونيوم” على حرارة تبلغ 200 درجة مئوية، لينبعث منها “النيتروجن”، وهي غازات ملوثة تصدر عادة من عوادم السيارات والمصانع بشكل يومي، لكن ما يجعلها أكثر ضرراً -كما في حالة انفجار بيروت اليوم- هو حجم الغازات المنبعث في زمن قصير، الأمر الذي قد يسبب صداعاً أو ضيق نفس أو وجع في الحلق أو سعال، إلا أن ذلك لن يؤدي إلى تشوهات خلقية أو إلى مشاكل مزمنة، كما يجري الترويج بشكل خاطئ.

غاز “النيتروجين” سيتبدد مع الوقت في الهواء، وسيتفاعل مع رطوبة الهواء، ليتحول إلى “حمض النيتريك”، الذي قد يتسبب بأضرار للمزروعات والسيارات في ما يعرف بالمطر الحمضي

Exit mobile version