مشاركة السلطة بقمة شرم الشيخ حيلة سياسية أم ارتهان للضغوط الأمريكية؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أثار تأكيد السلطة الفلسطينية على المشاركة بقمة شرم الشيخ جدلًا واسعًا في الشارع الفلسطيني، في ظل تصاعد الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني.

وانقسم عددٌ من المحليين السياسيين بين مُؤيد ومُعارض، فمنهم من وصف المشاركة بأنها استخفافٌ بدماء الشهداء واستمرارٌ بسياسة التفرد والإقصاء.

بينما رأى آخرون أن مشاركة السلطة ستلعب دورًا مهمًا في إحراج الاحتلال، وتذكير العالم بمسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا التاريخية.

واتفق المحللون على أن الاحتلال لا يُؤمَنْ الجانب، وأن عادته نقض المعاهدات والتنصل من الاتفاقات مما يُعزّز أيدلوجيته العنصرية ويكشف عن فاشيته الإرهابية.

تنصلٌ من الإرادة الشعبية

بدوره قال المحلل السياسي سامر عنبتاوي: إن “ما نراه اليوم هو تنصل السلطة الفلسطينية من الإرادة الشعبية والفصائلية والمؤسساتية رغم كل النداءات والتوجهات المُؤكدة على عدم التزام دولة الاحتلال بمخرجات اتفاق العقبة”.

وأضاف واصفًا اتفاق العقبة، “الاتفاق السابق كان مُجحفًا ومرفوضًا فلسطينيًا وهذا ما نتج عنه سرعان الاحتلال في التنصل منه ووأده كغيره من الاتفاقات، ونفذ اعتداءاته بحوارة جنوب نابلس وحاصر المدينة وضيّق الخِناق على أهلها”.

واعتبر، “ذهاب السلطة إلى العقبة وبعدها تأكيد استعدادها للمشاركة في قمة شرم الشيخ رُغم المجازر التي أُرتكبت في وضح النهار في جنين ونابلس، يُدلل على استمرار السلطة في ارتكاب الخطيئة متناسيةً جراحات شعبنا وويلاته”.

وبيّن أن “الذهاب إلى قِمم جديدة يُمثّل رضوخًا كاملًا للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية، ويُؤكد إلى بُعد السلطة عن جميع ما يُسَارْ إليه فلسطينيًا، خاصة وأن الذهاب يأتي دون إجماع وطني أو توافقي”.

وشدد في خِتام تصريحاته لمصدر الإخبارية، على أن “الذهاب إلى قمة شرم الشيخ في ظل الحضور الأمريكي أمر غير مقبول فلسطينيًا مِن قِبل الكل الوطني”.

من جانبه يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم: “هناك استغراب واستهجان فلسطيني عام على إصرار السلطة الفلسطينية في الذهاب إلى شرم الشيخ، خاصةً في ظل تنصل الاحتلال من كل ما تم التوافق عليه في قمة العقبة السابقة”.

وهم الأُفق السياسي

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “مشاركة السلطة تأتي في ظل اعتقادها بوجود أُفق سياسي في ظل السعي لبقاء السلطة الفلسطينية على ما هي عليه في ظل الرضا الأمريكي المستمر منذ 30 عامًا”.

وتابع: “على مدار الـ 30 عامًا إسرائيل دمّرت جميع ما تم التوافق عليه بما فيها اتفاق أوسلو، في ظل استمرارها بمشروعها الاستعماري الاستيطاني وتنفيذ الإعدامات الميدانية اليومية”.

وأردف: “إسرائيل ماضية في مشروع القضاء على المقاومة وسلب الحقوق الوطنية، في ظل عدم إدراك السلطة تراجع شعبيتها بالشارع الفلسطيني نتيجة استمرارها في سياسة التفرد والهيمنة”.

ولفت إلى أن “ما تقوم به السلطة الفلسطينية يُخالف النهج الذي تبنه الجماهير الفلسطينية بعدما تيقنوا بعدم إمكانية التوصل إلى أي حلول سِلمية مع الاحتلال في ظل العنصرية الإرهابية التي تتعامل معها”.

وأكد على أن “السلطة تنكرت لأوسلو ودمرته ولم تبقِ منه شيئًا، ورغم ذلك إلا أنها ما تزال مُصِرَةْ على الذهاب لقمة شرم الشيخ لاعتقادها أنها ستُعيد لها وزنها كما كان سابقًا”.

وبيّن أن “السلطة الفلسطينية تزداد ضعفًا يومًا بعد يوم، ومن يُقوّض السلطة ويُحجّمها هو الاحتلال، عبر ارتكابه المجازر وسياساته العدوانية بصورةٍ مستمرة سواءً عبر الحكومة المتطرفة الحالية أو حكومات التغيير والوسط في (إسرائيل)”.

محاولة لإحراج الاحتلال وتذكير العالم بمسؤولياته

من ناحيته يقول الكاتب والمحلل السياسي عاهد فروانة: إن “مشاركة السلطة الفلسطينية في قمة شرم الشيخ جاءت تلبيةً لموقف عربي في ظل الحديث عن مشاركة الجانبين الأردني – المصري إلى جانب الإدارة الأمريكية”.

وأضاف فروانة خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “الجميع يعلم الثقل الأردني والمصري في المنطقة وعلاقاتهما التاريخية بالقضية الفلسطينية”.

وتابع: “من المهم ألا ننسى جميعًا أن المؤتمر الأول عُقد في العقبة بالمملكة الأردنية، والقمة المرتقبة ستُعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، ما يعني أنه ليس أمام السلطة الفلسطينية إلا المشاركة كونها تأتي في ظل مظلة عربية – أمريكية”.

وأشار إلى أن “مشاركة السلطة في قمة شرم الشيخ سيُحرج الاحتلال، كونه كان مُلزمًا بتنفيذ بعض الخطوات المُقرة في اجتماع العقبة الشهر الماضي والتي قدمتها السلطة الفلسطينية في هذا السياق”.

وتابع: “الاحتلال تنصل من جميع البنود المُتفق عليها وتهرب منها، وذلك بدأ واضحًا فيما شاهدناه طِيلة الأيام الماضية في الضفة والقدس المحتلتين والمتمثل في تصاعد وتيرة الاجتياحات والاغتيالات والاستيطان ومصادرة الأموال وغيرها”.

ولفت إلى أن “مشاركة السلطة الفلسطينية تأتي للتأكيد على بنودها السابقة في قمة العقبة ولتضع الإدارة الأمريكية والدول العربية خاصة والمجتمع الدولي عامةً أمام مسؤولياتهم”.

وأردف: “المُتصدّر للاجتماعات المنعقدة هما مصر والأردن إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل التوجه الجديد للسلطة الفلسطينية القائم على عدم القبول بأن يكون الجانب الأمريكي هو المُحتكر لهذا الملف”.

واستطرد: “جاءت مشاركة السلطة في قمة شرم الشيخ بهدف مشاركة العديد من الدول فيما يتعلق بمشروع التسوية، في ظل تنصل الاحتلال الدائم من الاتفاقات المُوقعة”.

وأكد على أن “الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يكن صادقًا حينما صرّح بأنه سيقوم فور تنصبه كرئيس للولايات المتحدة بفتح القنصلية الأمريكية العامة في مدينة القدس وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في العاصمة واشنطن”.

واستتلى: “ما حدث مِن قِبل الرئيس بايدن يُؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست ذات ضغط كبير على دولة الاحتلال، مما يعني أن دخول مصر والأردن بهذا الثِقَلْ هو أمرٌ مهمْ لإحراج الاحتلال أمام العالم”.

وبيّن: “الاحتلال يعيش اليوم أزمات داخلية متفاقمة في ظل إشكالياته مع دول العالم باعتبارها تنظر بخطورةٍ للوضع غير المستقر بالأراضي الفلسطينية في ظل تصاعد اعتداءات الاحتلال وقُطعان المستوطنين”.

ونوه إلى “سعي الولايات المتحدة إلى احتواء الجبهة الفلسطينية باعتبارها ذات تركيز أكبر على الأزمة الروسية  – الأوكرانية والصين”.

واعتبر في ختام تصريحاته، أن “الانفجار في المنطقة سيُعرض المصالح الأمريكية للخطر الحقيقي ما يتطلب الضغط الفعّال على الاحتلال لوقف عدوانه المتواصل بحق شعبنا الفلسطيني”.

وختامًا.. تقول الكاتبة الفلسطينية تمارا حداد: إن “هدف اجتماع شرم الشيخ هو التوصل لتفاهمات تضمن تحقيق الأمن للاحتلال واتخاذ سياسات عملية نحو تحقيق ذلك مع قُرب شهر رمضان المبارك”.

وأضافت الحداد خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “من المحتمل أن يشهد شهر رمضان تصعيداً كبيراً بسبب اقتحامات المستوطنين وعدم احترام القُدسية الدينية خلال الشهر الكريم”.

استمرارٌ في قضم الأرض وسلب الحقوق

وتابعت: “هدف إسرائيل أمني بحت ولن تُحقق أي أفق سياسي واقتصادي للجانب الفلسطيني، لأنه لا يهمها سوى تحقيق الأمن والاستمرار في قضم الأرض رويداً رويداً دون ظهور ذلك في وسائل الإعلام”.

وأكدت على أن “الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تُؤمن بأي خيار للسلام الحقيقي أو السير في التفاوض فهي تؤمن بأن أرض الضفة الغربية هي أرض مقدسة توراتية خالصة”.

وأردفت: “الاحتلال سيحضر الاجتماع مجبراً وبضغط أمريكي ولن يُنفذ أي أمور تخص الجانب الفلسطيني حول التسهيلات خلال شهر رمضان المبارك وإرجاع الأموال الفلسطينية”.

واستطردت: “قد يُفاجأ الاحتلال الجميع بألا يحضر الاجتماع بحُـجة الحدث الأمني في شمال إسرائيل والذي وصفه بالخطير، وما زال خيار جيش الاحتلال نحو الرد على الحدث الأمني نحو حرب إما على حزب الله أو ايران أو قطاع غزة”.

وبيّنت: “من يدفع الثمن دائمًا هو الشعب الفلسطيني لأن الحلقة الأضعف هو الوضع السياسي الفلسطيني وما زال الإطار الفلسطيني الوحدوي فاقد الوجود”.

وختمت: “غياب الإطار الفلسطيني شجّع الاحتلال على الاستمرار في تنفيذ مشاريعه اللاهوتية المتشددة التي لن تتوقف حتى استكمال المشروع الدولة اليهودية من خلال رفض قيام الدولة الفلسطينية”.

أقرأ أيضًا: القوى الوطنية والإسلامية تعقب لمصدر على مشاركة السلطة في اجتماع شرم الشيخ

القوى الوطنية والإسلامية تعقب على مشاركة السلطة في اجتماع شرم الشيخ

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

عقّبت القوى الوطنية والإسلامية على مشاركة السلطة الفلسطينية في اجتماع شرم الشيخ المقرر خلال الأيام المقبلة.

ولاقت تصريحات حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتأكيد مشاركة السلطة في اجتماع شرم الشيخ تنديدًا فصائليًا واسعًا في الشارع الفلسطيني.

وترى القوى الوطنية والإسلامية في مشاركة السلطة تأكيدًا على مُضيها في طريق التنازل عن ثوابت الشعب الفلسطيني واستمرار في تفردها بالقرار الفلسطيني بعيدًا عن الإجماع الفصائلي.

بدورها قالت حركة (حماس): إن “إعلان السلطة الفلسطينية مجدداً عزمها المشاركة في اجتماع أمني آخر بمشاركة الاحتلال يُعدّ استهتاراً بدماء شعبنا الفلسطيني المُستباح على يد جيش الاحتلال ومستوطنيه الفاشيين”.

محاولة لضرب الحالة الثورية
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم: إن “اجتماع شرم الشيخ يُمثّل محاولةً إسرائيلية لضرب الحالة الثورية المستمرة والمتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة”.

ودعا قاسم خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، السلطة الفلسطينية إلى العُدول عن قرارها في المشاركة بهذا الاجتماع الذي لا يخدم إلا أجندة الاحتلال في تعزيز سطوته وسيطرته على أرضنا”.

وطالب السُلطة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وعدم المراهنة على سراب الوعود الأمريكية.

وأكدت على “ضرورة الإنحياز إلى الإجماع الوطني وإرادة شعبنا الفلسطيني في المقاومة حتى دحر الاحتلال الفاشي عن كامل ترابنا الوطني، وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس”.

محاولة تجميل اللقاءات الأمنية
من جانبه قال تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن “مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع هو محاولةٌ تجميل اللقاءات الأمنية من خلال الادعاء بأنها تحمل آفاقًا سياسية واهية، هي في الواقع لقاءات تهدف إلى توفير غطاء سياسي للمجازر المُرتكبة بحق شعبنا”.

وأضاف المتحدث باسم التيار ديمتري دلياني، أن “مع اقتراب القمة ارتكب العصابات الإسرائيلية مجزرة جديدةً في جنين، ارتقى خلالها ثلاثة شهداء بدمٍ بارد”.

وتابع خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “كان متوقعًا أن تتخذ دوائر صنع القرار الرسمي السلطة الفلسطينية موقفا صارماً وحازماً بالامتناع عن حضور هذا اللقاء وأي لقاءات أمنية أخرى لكنها تُصِرْ على سياسة التفرد”.

وأكد على أن “المطلوب من السلطة هو رفض الواقع الذي فرضه الاحتلال عليها عمليًا بحصرية علاقته معها على الجانب الأمني فقط مع انعدام أي أُفق سياسي”.

ودعا دلياني قيادة السلطة إلى “القيام بواجبها المُلزم بتنفيذ قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي المتعلقة بالعلاقة مع الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني بشكلٍ عملي وحقيقي”.

مُراهنة على الوهم
قالت حركة الجهاد الإسلامي: إن “تأكيد السلطة على مشاركة بقمة شرم الشيخ، يعد استمرار لسياستها في المراهنة على الوهم، والتي تأتي في ظل ضُغوط أمريكية وحتى مِن قِبل أطرافٍ عربية”.

وأضاف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “السلطة لا تملك قرار نفسها خاصةً وأن مشاركتها لا تخدم مصالح القضية الفلسطينية وشعبنا المكلوم”.

واعتبر أن “مشاركة السلطة في قمة شرم الشيخ المرتقبة يُشكّل غطاءً للاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المزيد من جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني”.

ودعا السلطة الفلسطينية للعُدول عن “قرار مشاركتها بالقمة الأمنية كونه لا جدوى منها وستأتي بنتائج عكسية تصب في صالح العدو الصهيوني”.

الوحدة والمقاومة الطريق الأمثل لإنهاء الاحتلال
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: إنها “رفضت سابقًا مشاركة السلطة الفلسطينية في اجتماع العقبة وتُجدد رفضها المُطلق لمشاركتها في قمة شرم الشيخ المرتقبة”.

وأضاف القيادية في الجبهة الشعبية مريم أبو دقة، أن “الاحتلال الإسرائيلي تنصل بشكلٍ واضح مما تم التوافق عليه خلال اجتماع العقبة، فما الفائدة المترتبة على قمة شرم الشيخ؟”.

وتابعت: “في أعقاب كل لقاء ترتكب قوات الاحتلال مجزرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في مُدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين”.

وأردفت: “كيف للسلطة الذهاب لقمة شرم الشيخ والأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون للموت ويستعدون لخوض إضراب الكرامة لانتزاع حقوقهم المسلوبة؟”.

وأكدت خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية، على ضرورة “إنهاء الانقسام بشكلٍ فوري وتعزيز وِحدة الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال وزواله عن الأراضي الفلسطينية”.

وأشارت إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يضرب بالقانون الدولي والاتفاقات المُوقعة عرض الحائط، في سبيل تحقيق هدفهم المنشود وهو القضاء على المقاومة وإنهاء القضية الوطنية الفلسطينية”.

ولفتت إلى أنه “آن الأوان للتمسك بالوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي باعتبارها الضربة القاسمة للاحتلال ومشاريعه التصفوية”.

وشددت على ضرورة “تجاوز لغة الادانة والاستنكار في ظل تواطؤ المجتمع الدولي، والتمسك باتفاق أوسلو البالي الذي جلب الدمار لشعبنا الفلسطيني”.

ودعت إلى ضرورة “استعادة اللُحمة الوطنية على أساس برنامج وطني قائم على المقاومة لأن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة ولا شيء سواها”.

استمرارٌ في سياسة التفرد
من ناحيتها قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إن “ذهاب السلطة إلى قمة شرم الشيخ يعني الاستمرار في سياسة التفرد وإدارة الضهر للإجماع الوطني الفلسطيني المُتعلق برفض المشاركة في القمة المرتقبة”.

وأضاف عضو اللجنة المركزية للديمقراطية محمود خلف، أن “الرفض الشعبي جاء بعد سلسلةٍ من الإعدامات الميدانية والإجراءات الإسرائيلية المختلفة التي أُرتكبت خلالها مجازر عديدة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني”.

وأشار خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى أن “الجبهة الديمقراطية طالبت السلطة الفلسطينية بشكلٍ رسمي بالعُدول عن المشاركة بهذه القمة لما تحمله من مخاطر سلبية على القضية الفلسطينية والأحداث الميدانية”.

واعتبر خلف، أن “المشاركة في قمة شرم الشيخ يعني العمل على تبييض صفحة الاحتلال الإسرائيلي الذي يُمعن في إجراءاته الإجرامية بحق شعبنا الفلسطيني”.

وأضاف: “كان من الأولى أن تلتزم السلطة بما تم التوافق عليه في اجتماع المجلسين المركزي والوطني بوقف العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي وسحب الاعتراف به ووقف العمل بجميع الاتفاقات الثنائية كردٍ عملي على جرائمه المتواصلة”.

خيانة لدماء الشهداء
قالت لجان المقاومة الشعبية: إن “السلطة الفلسطينية تُخالف خَيار الشعب الفلسطيني المُجمع عليه وهو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لدحره عن أرضنا المُحتلة”.

وأضاف عضو اللجنة المركزية علي الششنية: “في الوقت الذي يُسطّر فيه شعبُنا أروع صور الصمود والتحدي تُصِرْ السلطة على المُضي في تفردها وهيمنتها على القرار الفلسطيني”.

وتابع: “السلطة تُواصل التنقل من مؤتمر لآخر، بهدف إفشال وطأة المقاومة وحِدة المواجهة مع الاحتلال التي تشهد تصاعدًا ملحوظًا في مُدن الضفة والقدس المحتلتين”.

وتساءل خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “من قمة العقبة إلى قمة شرم الشيخ ماذا فعلت السلطة وماذا جنيت لشعبنا الفلسطيني، وما هو دورها التي تُقرر القيام به خلال الأيام المقبلة؟”.

واعتبر أن “مشاركة السلطة في قمة شرم الشيخ يُعد فعلًا مجرمًا ومتآمرًا ضد شعبنا الفلسطيني ومقاومته وبالتنسيق مع الاحتلال الصهيوني، في ظل تضاعفها وتمددها في ساحة الضفة والقدس المحتلتين”.

وأردف: “السلطة تُدرك أن المؤتمرات لن تُجلب لشعبنا إلا الخَراب والدمار، وأن هدف القِمم الأمنية المُنعقدة هي ضرب جميع أشكال المقاومة في فلسطين”.

ودعا الششنية إلى ضرورة “فضح المشاركين في قمة شرم الشيخ، باعتبارهم متآمرين على شعبنا الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال”.

وطالب بضرورة “استحضار قوة العمل الجماهيري ضد كل من تُسول له نفسه بالعبث بوحدة العمل المقاوم ولُحمة الشعب الفلسطيني في كل الميادين”.

ورأى أن “مشاركة السلطة في مؤتمر شرم الشيخ يُمثّل خيانةً لدماء الشهداء المُراقة في ميادين العِزة والكَرامة وطعنةً في خاصرة شعبنا الفلسطيني ونضاله المستمر ضد الاحتلال”.

وختم: “كيف تُصِرْ السلطة على التفرد بقرار المشاركة بقمة شرم الشيخ على حساب قرارات فلسطينية مُجمع عليها من جميع الفصائل والقوى الوطنية؟”.

إسرائيل تنصلت سياسيًا واقتصاديًا من اجتماع العقبة

أقلام – مصدر الإخبارية

إسرائيل تنصلت سياسيًا واقتصاديًا من اجتماع العقبة فهل اجتماع شرم الشيخ سيتم تنفيذه؟، بقلم الكاتبة الفلسطينية تمارا حداد:

قبل الخوض في غمار الموضوع علينا إدراك أن بُنية الاحتلال هي “العقيدة الأمنية العسكرية” وهي من تُحدد مسار الخطوات الإسرائيلية، وإن حصلت التغيرات القضائية التي تُجابه بشراسة من قبل المُعارضة إلا أن الجيش الإسرائيلي “الدولة العميقة” يبقى متمسكاً بزمام الأمور ويضع الرؤية في التعامل سواء مع الواقع الداخلي أو الجانب الفلسطيني أو الإقليمي أو الدولي، وبالتالي التعامل مع أي اجتماع يتم عقده في أي بُقعة كانت سيكون المحور الأساسي بالنسبة للجانب الإسرائيلي هو الطابع الأمني فهو البُنية التنظيمية والمؤسسية لدولة الاحتلال.

عند الحديث عن اجتماع شرم الشيخ القادم وبمشاركة مصرية أردنية أمريكية فلسطينية إسرائيلية لابُد الإشارة على نتائج قمة العقبة والتي شهدت تنصلاً واضحاً وصريحاً من قبل القيادات السياسية الإسرائيلية عبر الإعلام العبري والتي كان مفادها أن اجتماع العقبة لن يتم تنفيذه، وكما أن قيادات الجيش الإسرائيلي ما زال ملتزماً برؤيته الحفاظ على الأمن القومي للاحتلال من خلال الاستمرار في الاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات التي خلفت قرابة تسعون شهيداً من بينهم 17 طفلاً وسيدة خلال العام 2023 ناهيك عن الاقتحامات اليومية في القدس بدخول قُرابة مئتين مستوطن وقد يزيد يومياً، ناهيك عن الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين الذين ما زالوا مستمرين في العصيان الذي وصل إلى اليوم 33 لنيل مطلبهم الحقوقي والإنساني.

ناهيك عن الاقتحامات اليومية لمناطق الضفة الغربية وكل هذه الانتهاكات إشارة إلى استمرار الاحتلال إلى قلع جذور المقاومة الفلسطينية من الضفة الغربية والقدس، وهذه النُقطة التي ما زال مستمراً فيها واشارة إلى أن اجتماع العقبة بالنسبة للجانب الإسرائيلي فعلاً كان أمنياً لرفع العمليات الاستباقية ضد المقاومة.

لكن لم ينجح هدف تخفيض التوتر والدليل عملية تل أبيب التي كانت رداً طبيعياً لما يقوم به الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وكما أن ظهور تشكيلات عسكرية شبابية فلسطينية في الضفة الغربية إشارة لاستمرار حالة التصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية وهذا انعكاس لفشل قمة العقبة ذو البُعد الأمني، لذا فإن اجتماع شرم الشيخ الذي سيأتي بعد اجتماع العقبة وبوقت قصير بينهما سيكون اجتماعاً لتثبيت التفاهمات التي كانت في قمة العقبة وإعادة صياغتها بذات المفهوم وبطرق وأدوات أخرى لتنفيذ ما جاء ببنود العقبة لخفض التوتر وترسيخ الهدوء، وهدف الولايات المتحدة الأمريكية من ذلك التفرغ لأمور أكبر وهي الحرب الأوكرانية الروسية والتوسع الصيني الروسي في منطقة الشرق الأوسط والتفرغ نحو ايران وتخييرها بخيارين إما الحرب او الاستسلام.

إن هدف اجتماع شرم الشيخ هو التوصل لتفاهمات تضمن تحقيق الأمن للاحتلال واتخاذ سياسات عملية نحو تحقيق ذلك بالتحديد نحن قُبالة شهر رمضان المبارك، الذي من المحتمل أن يشهد تصعيداً كبيراً بسبب اقتحامات المستوطنين وعدم احترام القُدسية الدينية خلال هذا الشهر، وأمام عدم تقديم التسهيلات للفلسطينيين بحُجة تخفيف حالات الاشتباك بين الجيش والفلسطينيين، وهذا الأمر سينعكس نحو رفع وتيرة التصعيد بسبب الاحتلال في القدس والضفة والذي سيُولد مواجهة فعلية من قبل الفلسطيني.

أن هدف إسرائيل أمني بحت لن تُحقق أي أفق سياسي واقتصادي للجانب الفلسطيني لا يهمها سوى تحقيق الأمن والاستمرار في قضم الأرض رويداً رويداً دون ظهور ذلك في الإعلام، تفادياً للمواجهة بالتحديد أن الحكومة الحالية لا تُؤمن بأي خيار للسلام الحقيقي أو السير في التفاوض فهي تؤمن بأن أرض الضفة الغربية هي أرض مقدسة توراتية بحتة.

فالاحتلال سيحضر الاجتماع مجبراً وبضغط أمريكي ولن يُنفذ أي أمور تخص الجانب الفلسطيني حول التسهيلات خلال شهر رمضان المبارك وإرجاع الأموال الفلسطينية، إلا اذا كان هناك ضغطاً من قبل الجانب الأردني والمصري والأمريكي تفادياً لتصاعد المواجهات في القدس، وتفادياً لارتفاع وتيرة التعاطف العربي خلال شهر رمضان المبارك.

وقد يُفاجأ الاحتلال الجميع بأن لا يحضر الاجتماع بحجة الحدث الأمني في شمال إسرائيل والذي وصفوه بأنه خطير وما زال خيار جيش الاحتلال نحو الرد على الحدث الأمني نحو حرب إما على حزب الله او ايران او قطاع غزة حسب المعلومات المتوفرة لديهم، والسبب الآخر لعدم الحضور كون اجتماع شرم الشيخ هو امتداد لاجتماع العقبة من أجل التوصل لتفاهمات واذا وصلوا إلى تفاهمات فإن الاحتلال إن “حضر الاجتماع مُجبراً” من قبل الجانب الأمريكي فلن ينفذ التفاهمات طالما السياق التفاهمي ليس من مصلحة إسرائيل.

ولا بُد من الإشارة إلى أن مستقبل الجيش هو الوجهة اليمينية المُتطرفة ليُحقق الهدف وهو بناء الدولة اليهودية من “الفرات الى النيل” وبات الأمر واضحاً من خلال التغيُر في الدولة من العلمانية إلى الدولة المُتدينة التي تنفذ “الشريعة اليهودية” و”الأصولية الدينية التوراتية” وتطبيق تعاليم ” الكتاب المُقدس” لتحقيق الرؤية الدينية المتشددة بعيدة المدى، ورؤية السلام بنظرهم مختلفة كلياً عن رؤية السلام الحقيقي فرؤيتهم إنهاء الهوية الفلسطينية وإنهاء الوجود الجوار العربي بطابعه الحالي إلى دول تتبع المملكة اليهودية وتحقيق رؤية ” سفر يهوشع” وهي الأساس الأيديولوجي لنشاط الحكومة الحالية والمستوطنين والذين يقومون بأعمال عدائية ضد الفلسطينيين وبحماية الجيش وبقرار سياسي وحماية الحاكم الفعلي للضفة الغربية “سموتريتش”.

إن رؤية الدولة الدينية لا تقبل بالمفاهيم العلمانية وأبرزها وجود السلطة الفلسطينية والتي تعمل نحو تقليص وجودها رويداً رويداً ويتم انهاؤها آجلاً ام عاجلاً وان تم مخالفة ذلك من قبل الجانب الأمريكي والاوروبي الا ان رؤية الدولة الدينية لا تتقبل وجود السلطة، لذا فان الإصلاحات القضائية مستمرة لن تتوقف عند حد معين رغم معارضة الجانب الأمريكي حول التغيرات الا ان الحكومة الحالية ستستمر في التغيُرات لتثبيت اركان الدولة اليهودية والتي عمل على تشييدها نتنياهو منذ العام 1996 حتى اللحظة والان هي اللحظة الحاسمة وبوجود سموتريتش وبن غفير سيشجعه على اكتمال الدولة اليهودية الطائفية العنصرية.

إن هذا الامر سينعكس على تصاعد وتيرة العمليات الفدائية في الواقع الفلسطيني فهي المؤرق للاحتلال في تنفيذ مشاريعه لذا يعمل على تشييد اجتماعات لإزالتها كوجهة سياسية لتنفيذ سياسة الضم النهائية وان كان غير معلناً من خلال سيطرة سموتريتش على الإدارة المدنية عبر نائبه واطفاء الطابع المدني على كافة الأنظمة العسكرية في الأراضي الفلسطينية والاستمرار في الاستيطان لإنهاء القضية الفلسطينية.

وفي الداخل المحتل سيستمر الصراع بين الحاخامات والقيم العلمانية حتى حسم الأمور نحو التوجه الديني رغم تضرر العلاقات الخارجية، لكن التغير الداخلي سيتحول الى امراً واقعاً لا يمكن رفضه وسيبقى التمويل العسكري والمادي والأمني من قبل الامريكان لدولة الاحتلال لإبقاء أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة الشرق الأوسط والحفاظ على وظيفتها الأمنية.

خُلاصة: من يدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني لان الحلقة الأضعف هو الوضع السياسي الفلسطيني وما زال الإطار الفلسطيني الوحدوي فاقد الوجود، وهذا ما يشجع الاحتلال على الاستمرار في تنفيذ مشاريعه اللاهوتية المتشددة التي لن تتوقف حتى استكمال المشروع الدولة اليهودية من خلال رفض قيام الدولة الفلسطينية، والاستمرار في الاستيطان وتعزيز العامل الديمغرافي من خلال الاتيان بالمستوطنين المتدينين الحالمين بالمملكة اليهودية وهروب العلمانيين من إسرائيل، أو الحرب المفتوحة على جميع الصُعد الداخلية والخارجية، كسياسة إلهاء لتمرير قوانين أكثر عنصرية وفاشية ضد الفلسطينيين.

أقرأ أيضًا: حل الدولتين لذر الرماد في العيون.. بقلم تمارا حداد

الديمقراطية تدعو السلطة لمراجعة قراراتها المدمرة بشأن اجتماع شرم الشيخ

غزة-مصدر الإخبارية

ذكرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن الأضاليل وروايات الغش عن جدوى مسار اجتماع العقبة- شرم الشيخ وضرورته المزعومة لخدمة مصالح شعبنا تكشفها حمامات الدم ومسلسل الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال.

وقالت الجبهة في بيان: “شكلت مجزرة جنين أمس صفعة لكل الذين كانوا يعملون على التحضير لاجتماع شرم الشيخ، ويروجون له ويدعونه واجباً وطنياً لدرء مخاطر الأعمال العدوانية لإسرائيل، ليتأكد بالواقع الملموس أن اجتماع شرم الشيخ وما سبقه من تفاهمات في اجتماع العقبة لم يكن إلا غطاءً وتستراً على حكومة الاحتلال”.

وأشارت إلى أن استمرار هذه الأعمال الفاشية دون رد فاعل وصارم وحاسم من السلطة الفلسطينية وهرولتها نحو الوصول إلى تفاهمات مع حكومة الرعاع والغوغاء في إسرائيل سوف يُشجع نتنياهو وشركائه في التغول بالدم الفلسطيني على مواصلة ارتكاب المجازر وسفك دماء شعبنا وإحراق قراه وبلداته على غرار ما تعرضت له بلدة حوارة المنكوبة.

اقرأ/ي أيضا: مركز حقوقي: 73 % ضد اجتماع العقبة و 68% يؤيدون عرين الأسود

ووصفت الجبهة أن التجارب المرة مع مسار العقبة- شرم الشيخ والتي ظهرت منذ ما قبل انعقاده تؤكد أن تفاهماته لم تكن ملزمة إلا للسلطة الفلسطينية وحدها، ولم يتردد وزراء الفاشية الإسرائيلية في السخرية من هذا المسار وتفاهماته، دون أن تستخلص السلطة ما يجب استخلاصه.

وتابعت إن السلطة باتت أكثر عجزاً من أن تقاوم الانجرار وراء مصالحها الفئوية والطبقية وأكثر عجزاً من أن تستجيب لمصالح شعبنا بكل ما يتطلبه ذلك من إرادة وطنية وصلابة سياسية ووفاءً لدماء الشهداء ومصالح الشعب وحقوقه الوطنية المشروعة.

وخلصت الجبهة إلى التأكيد أن التحاق وفد القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية لاجتماع شرم الشيخ، بعد كل ما شهدته الضفة الفلسطينية من مجازر ومحارق وحمامات دم وجرائم موصوفة على يد الاحتلال وعصاباته، سوف يضع القيادة السياسية للسلطة في مواجهة حالة وطنية ومقاومة شعبية، لم تعد تقنعها سياسات المناورات قصيرة النفس، والادعاءات المفضوحة.

كما دعت الجبهة الديمقراطية القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية أن تعيد قراءة سياستها وأن تراجع قراراتها المدمرة بالالتحاق باجتماع شرم الشيخ، وأن تقدم اعتذارها لشعبها عما ألحقته من كوارث سياسية.

يشار إلى أن السلطة أعلنت جهوزيتها للمشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية في مصر، المقررة الأحد المقبل، بمشاركة الاحتلال ومصر والأردن، برعاية أمريكية.

مركز حقوقي: 73 % ضد اجتماع العقبة و 68% يؤيدون عرين الأسود

القدس – مصدر الإخبارية

نشر المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسيحة نتائج الاستطلاع الذي أجراه حول العديد من القضايا منها مدى تأييد الفلسطينيين لمخرجات اجتماع العقبة ومجموعات عرين الأسود.

كما استعرض البحث المسحي للمركز، رضا الفلسطينيين عن أداء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومدى تأييد الفلسطينيين لإضراب المعلمين. ومدى ثقتهم في السلطة لاستلام شيكل من أجل دعم القدس، إلى جانب العديد من القضايا المختلفة.

وبحسب المركز فإن الغالبية العظمى (73%) ضد اجتماع العقبة و 21% فقط مع عقد اللقاء المتعلق بتهدئة الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية ومنع التصعيد، فيما يقول 84% إن إسرائيل لن تلتزم بتعهداتها في لقاء العقبة، ويعتقد 12% فقط أنها ستلتزم بها.

فيما يقول 64% إنهم أقل تفاؤلاً بعد لقاء العقبة بخصوص تحسن العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية، مثل التوصل للمزيد من خطوات بناء الثقة أو التخفيف من البناء الاستيطاني خلال السنة القادمة.

بينما يقول ما نسبته 8% فقط أنهم أكثر تفاؤلاً، وتقول نسبة من 24% أنها ليست أكثر ولا أقل تفاؤلاً.

وفيما يتعلق بإضراب المعلمين، فإن أغلبية من 56% تقول إنها مؤيدة لإضراب المعلمين في المدارس الحكومية، فيما تقول نسبة من 42% أنها ضد الإضراب.

وبحسب المركز الفلسطيني للدراسات المسحية، فإن “نسبة تأييد الإضراب في الضفة الغربية ترتفع لتصل إلى 65% فيما تنخفض إلى 44% في قطاع غزة”.

وفيما يتعلق بمدى اقبال المواطنين على انتخاب الرئيس عباس حال انعقاد انتخابات مقبلة، فإن “نسبة الرضا عن الرئيس عباس تراجعت أربعة درجات مئوية مقارنةً بالسابق، فيما ترتفع نسبة المطالبة باستقالته بدرجتين مئويتين”.

وأضاف: “تشير نتائج الرُبع الأول لعام 2023 إلى بقاء التوازن الحزبي الداخلي على حاله بدون تغيير ذي مغزى مشيراً لتعادل بين فتح وحماس في انتخابات برلمانية جديدة، وفوز كبير بالأغلبية لمرشح حماس للرئاسة إسماعيل هنية على مرشح فتح محمود عباس”.

أما نسبة الرضا عن أداء الرئيس عباس فتبلغ 19% ونسبة عدم الرضا 77%، وأما نسبة الرضا عن عباس في الضفة الغربية تبلغ 17% وفي قطاع غزة 22%.

بينما بلغت نسبة الرضا عن الرئيس عباس قبل ثلاثة أشهر 23% وعدم الرضا 73%، وتقول نسبة من 77% إنها تريد من الرئيس الاستقالة فيما تقول نسبة من 18% أنها تريد من الرئيس عباس البقاء في منصبه.

وتُشير إلى أنه “قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 75% إنها تريد استقالة الرئيس، بينما تبلغ نسبة المطالبة باستقالة الرئيس 76% في الضفة الغربية 78% في قطاع غزة”.

تأييد مجموعات عرين الأسود
بحسب إحصائية المركز، فإن “68% من الجمهور (71% في قطاع غزة و66% في الضفة الغربية) يقولون إنهم مع تشكيل مجموعات مسلحة مثل “عرين الأسود” باعتبارها لا تخضع لأوامر السلطة الفلسطينية وليست جزءًا من قوى الأمن الرسمية، لكن 25% يقولون إنهم ضد ذلك”.

وأضاف: “أغلبية من 61% (69% في الضفة الغربية و48% في قطاع غزة) تتوقع تصعيدًا في الأوضاع الأمنية بحيث تحصل انتفاضة ثالثة مسلحة فيما تقول نسبة من 36% أنها لا تتوقع ذلك”.

وتابع: “في حال تصاعد الوضع الأمني أو حصلت انتفاضة ثالثة، تقول الأغلبية (62%) أنها لا تتوقع مشاركة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية إلى جانب المجموعات المسلحة فيما تقول نسبة من 33% أنها تتوقع ذلك”.

وجود فساد في مؤسسات السلطة وحركة حماس
تُشير إحصائية المركز إلى وجود “فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية تبلغ 82%، وتقول نسبة من 71% أنه يوجد فساد في المؤسسات التي تديرها حماس في قطاع غزة”.

وأضافت في دراستها المسحية: “قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 81% بوجود فساد في أجهزة السلطة الفلسطينية وقالت نسبة من 69% بوجود فساد في المؤسسات العامة التي تديرها حماس”.

وتابعت: “بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تشكيل حكومة اشتية فإن توقعات الجمهور للمستقبل لا تعكس تفاؤلاً”.

فيما تقول الأغلبية العظمى (81%) أن حكومة اشتية لن تنجح في تحقيق المصالحة وتوحيد الضفة والقطاع فيما تقول نسبة من 14% أنها ستنجح في ذلك.

فكرة حل الدولتين
تُؤيد نسبة من 27% حل الدولتين ونسبة من 71% تعارض فكرة حل الدولتين، وقد عُرضت هذه الفكرة على الجمهور بدون إعطاء تفاصيل هذا الحل، قبل ثلاثة أشهر بلغت نسبة التأييد لهذا الحل في سؤال مماثل 32%.

بينما تعتقد نسبة من 74% أن حل الدولتين لم يعد عملياً بسبب التوسع الاستيطاني، لكن نسبة من 24% تعتقد أنه لا يزال عملياً، كذلك، تقول نسبة من 74% أن فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل خلال السنوات الخمس القادمة ضئيلة أو ضئيلة جداً.

كما تقول نسبة من 23% إن “الفرص متوسطة أو عالية، قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 69% أن حل الدولتين لم يعد حلاً عمليًا بسبب التوسع الاستيطاني”.

ضريبة شيكل لدعم القدس
تقول أغلبية كبيرة تبلغ 71% إنها ضد فرض ضريبة بقيمة شيكل واحد على كل مواطن فلسطيني ضمن فاتورة شركة الاتصالات وذلك لمساندة سكان القدس الشرقية.

وأضاف المركز الفلسطيني للدراسات المسحية: إن “نسبة من 28% مع فرض هذه الضريبة، وتقول الغالبية العظمى (79%) أن هذه الأموال لن تذهب فعلاً لسكان القدس الشرقية، فيما تقول نسبة من 12% فقط أنها ستذهب فعلاً لسكان القدس الشرقية”.

الديمقراطية: تفاهمات العقبة وضعت الحالة الفلسطينية أمام واقع خطير

غزة-مصدر الإخبارية

اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن تفاهمات العقبة وضعت مجمل الحالة الوطنية الفلسطينية أمام واقع شديد الخطورة في ظل عجز السلطة الفلسطينية عن تحمل مسؤولياتها الوطنية في حماية أبناء شعبنا ومصالحه وحقوقه.

وذكر بيان للحركة، اليوم الأربعاء أن السلطة الفلسطينية تتهرب من اتخاذ القرارات المناسبة لإعادة النظر في العلاقة مع الاحتلال بما يعزز الصف الوطني ويشكل دعماً للمقاومة الشعبية والمسلحة، بما في ذلك وقف العمل بالتنسيق الأمني وسحب الاعتراف بـ “إسرائيل”.

وأشارت في بيانها إلى أن نداءات السلطة إلى المجتمع الدولي فقدت مصداقيتها وجديتها، حين سحبت القيادة السياسية للسلطة مشروع القرار في مجلس الأمن لإدانة الاستيطان وساومت عليه تحت الضغط الأميركي المفضوح لصالح بيان هزيل وفر الغطاء السياسي لمجزرة نابلس.

ودعت إلى ضرورة أن تعلن السلطة انسحابها من تفاهمات العقبة ومن مسار شرم الشيخ، لافتةً إلى أن خيار المقاومة بكل أساليبها هو بحق الخيار الوحيد الذي شكل عامل ردع لقوات الاحتلال والخيار الوحيد لإعادة استجماع عناصر القوة الفلسطينية واستحضار الدعم العربي والدولي.

ولفتت إلى أن المقاومة هي الوحيدة القادرة على فرض وقائع سياسية بديلة لوقائع اتفاق أوسلو وتفاهمات مسار العقبة – شرم الشيخ، داعيةً السلطة للتوقف عن سياسة التضليل والغش وزرع الأوهام، والاعتراف بالحقائق الدامغة التي تؤكدها التجارب الغنية لشعبنا ونضالاته طوال ثلاثين عاماً، من الالتحاق باتفاق أوسلو واستحقاقه والتزاماته المذلة.

اقرأ/ي أيضا: الديمقراطية تُحذر من تشكيل لجنة أمنية ثلاثية مع الاحتلال

وفي سياق متصل، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية، بالتراجع عن قرار المشاركة في مؤتمر العقبة المزمع عقده يوم غدٍ الأحد بالأردن، باعتبارها خطوة تحمل في طياتها مخاطر جمة على الواقع السياسي الفلسطيني.

وحذرت الجبهة في بيان اليوم السبت، من خطورة ما يتم التحضير له في مؤتمر العقبة، وما سوف يعكسه من تداعيات كبرى على واقع شعبنا ومصالحه في الضفة الفلسطينية، وفي مدينة القدس خاصة، بما في ذلك الضغط على السلطة لمواجهة المقاومة الشعبية والصدام معها، ما ينذر بفتنة داخلية خطيرة.

وشددت الجبهة أن الحديث عن مباحثات من أجل الوصول إلى تفاهمات لوقف ما يسمى «الإجراءات الأحادية» من قبل «الجانبين» الفلسطيني والإسرائيلي، هو تضليل وخداع سياسي مكشوف.

وأشارت إلى المقارنة الخادعة بين سياسات آلة القتل والهدم والتهجير والتشريد، ومصادرة الأراضي وضمها على يد جيش الاحتلال، بكل ما يعنيه من انتهاك لقرارات الشرعية الدولية، ومبادئ القانون الدولي، وشرعة حقوق الإنسان، وارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وبين حق شعبنا الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وعن حريته وكرامته وأبنائه وأملاكه ضد العدوان الإسرائيلي، المتصاعد بدرجات متسارعة، تؤكدها قرارات حكومة الفاشية الإسرائيلية وآخرها حرمان الأسرى من حقوقهم الإنسانية في العلاج، وبناء آلاف الشقق الاستيطانية، واستباحة أراضي الضفة الفلسطينية، وهدم عشرات المنازل والمباني بذريعة افتقارها إلى الترخيص القانوني

اجتماع العقبة: خفض “التصعيد” أم ترتيب المرحلة القادمة؟

مقال- هاني المصري

انتهى اجتماع العقبة الذي يهدف، كما هو معلن، إلى خفض التصعيد عشية شهر رمضان، ببيان أخفى أهم ما شهده، وكشف سلسلة من الخدع المكشوفة. فالمخفي الذي كشفته التسريبات الإسرائيلية، ينسجم مع الهدف الرئيسي للاجتماع، وهو التوصل إلى ترتيبات أمنية تمنع مزيدًا من إضعاف السلطة ومن انهيارها، وتعزيز قدرتها على القيام بوظيفتها بمنع المقاومة، وتأهيلها لمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس، بما يجعل السلطة قادرة على منع المقاومة بشكل يتناسب عكسيًا مع تقليص قيام قوات الاحتلال بهذه المهمة في المدن، ويدل على ذلك الاتفاق على تشكيل لجنة أمنية مشتركة إسرائيلية فلسطينية لبحث تجديد التنسيق الأمني، وخطوات بناء الثقة، واعتبار ما حدث مجرد خطوة في مسار طويل سيتبعه لقاء خلال الشهر القادم في شرم الشيخ.

أما الخدع المكشوفة ما جاء في البيان، الذي يفضح نفسه بنفسه، عن الالتزام بالاتفاقات السابقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، الذي يذكرنا برسالة المنسق التي أرسلها إلى وزير الشؤون المدنية في شهر تشرين الثاني 2020، التي أكد فيها الالتزام الإسرائيلي بالاتفاقات السابقة، وشكلت السلم الذي نزلت عليه القيادة الفلسطينية من رأس شجرة قرار وقف التنسيق الأمني، فالحكومات الإسرائيلية السابقة قبرت الالتزامات الإسرائيلية، ولن تعيدها إلى الحياة أكثر حكومة تطرفًا وعنصرية، وبرنامجها حسم الصراع وتصفية القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها وأبعادها، هذا مع العلم أن المجلسيْن المركزي والوطني قررا مرارًا وتكرارًا منذ العام 2015 إعادة النظر في الاتفاقيات.

والشيء نفسه ينطبق على عبارة “العمل على تحقيق السلام العادل والدائم”، فما تعمل من أجلة حكومة نتنياهو إقامة “إسرائيل الكبرى” على “أرض الميعاد”، وهذا لا مكان فيه للعمل على تحقيق السلام، فمثل هذه العبارات وضعت في البيان للتغطية على عورة الأطراف العربية المشاركة فيه، التي شاركت للتغطية على مشاركة السلطة الفلسطينية. أما عبارة “جددا التأكيد على خفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف”، فهي مضللة، فما يجري ليس تصعيدًا وعنفًا بين طرفين متكافئين، وليس بين جلاد وضحية، بل بين الاحتلال الذي يمارس كل أنواع العدوان، ويرتكب كل أنواع الجرائم، وشعب تحت الاحتلال من حقة مقاومة الاحتلال.

لا يوجد تجميد للاستيطان ولا للبؤر الاستيطانية ولا للاغتيالات ولا لهدم المنازل

أما الخدعة الكبرى فهي تأكيد الطرفين استعدادهما المشترك والتزامهما بالعمل الفوري لوقف الإجراءات أحادية الجانب (وهذه عبارة خطيرة؛ إذ تقفز عن حقيقة أن هذه الأرض محتلة) لمدة 3-6 أشهر، ويشمل ذلك التزامًا إسرائيليًا بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر؛ أي لا يتحدث البيان عن تجميد الاستيطان أو تجميد شرعنة البؤر الاستيطانية، وإنما عن وقف مناقشة إقامة وحدات وبؤر جديدة؛ لأن الحكومة أقرت في هذا الشهر بناء 10 آلاف وحدة استيطانية، وهذا أكبر من ضعف الوحدات التي أقيمت في العام الماضي، وشرعنت 13 بؤرة استيطانية (9+4)؛ أي إقامة 13 مستوطنة جديدة، مع عدم وجود أي إشارة إلى وقف الاقتحامات والاغتيالات وهدم المنازل والحرب المسعورة على الأسرى والمقدسات، وخصوصًا على الأقصى.

العدوان الهمجي على حوارة بروفة لما هو قادم

تم كشف اللثام عن حقيقة الحكومة الإسرائيلية من خلال الهجوم والعدوان الهمجي من قطعان المستوطنين المسلحين بحماية الجيش على شعبنا في نفس يوم الاجتماع في بلدات جنوب نابلس، وخاصة بلدة حوارة؛ حيث فرض حظر التجول على أهلها لمدة ثلاثة أيام وأصيب أكثر من 100 فلسطيني واستشهاد سامح الأقطش، فضلًا عن حرق وتدمير عشرات المنازل والمحال والممتلكات، وحرق مئات السيارات، ردًا على العملية البطولية التي نفذها مقاوم أدت إلى مقتل مستوطنين اثنين مسلحين في حوارة.

كما أوضحت التصريحات الصادرة من مكتب نتنياهو، وتساحي هنغبي، مسؤول الوفد الإسرائيلي باجتماع العقبة، أن لا قيود على تحركات جيش الاحتلال، ولا تغيير على القرار بإقامة حوالي 10 آلاف وحدة استيطانية (وهي أكثر من ضعف الوحدات الاستيطانية التي أقيمت خلال العام الماضي)، ولا على شرعنة بؤر استيطانية جديدة، وكذلك ما صرح به إيتمار بن غفير بأن ما جرى في العقبة يبقى في العقبة، وما صرح به بتسلئيل سموترتيش عن عدم تجميد الاستيطان، وضرورة استخدام الدبابات والطائرات لردع الفلسطينيين.

تأهيل السلطة والقيادة لمرحلة ما بعد عباس

ما جرى في العقبة كان متوقعًا، خصوصًا بعد الأنباء عن وجود قناة اتصال رفيعة المستوى بين رئيس السلطة ورئيس الحكومة الإسرائيلية منذ شهرين، وهي أخطر من التنسيق الأمني الذي تقول القيادة إنها أوقفته، وما سيجري في شرم الشيخ باللقاء في الشهر القادم يذكرنا بقمتي العقبة وشرم الشيخ اللتين عقدتا قبل عشرين سنة، في العام 2003، أثناء حصار ياسر عرفات، وكانتا الجسر والغطاء لتغيير القيادة الفلسطينية، “وإيجاد قيادة فلسطينية جديدة تحارب الإرهاب” واغتيال أبو عمار.

الفرق بين ما جرى حينذاك وما يجري اليوم، أن الهدف من الاجتماع هذه المرة اغتيال القضية عبر التغطية على استكمال ضم الأرض وتهويدها، تمهيدًا لتهجير سكانها، من خلال تعميق الانقسام، وبث الفتنة، والتحضير للخلافة بتأهيل القيادة الفلسطينية والسلطة، وتمكينها من القيام بمسؤولياتها الأمنية إزاء المقاومة بوصفها وكيلًا أمنيًا من دون أفق سياسي، ولكن بما هي جزء من الترتيبات الأمنية الإسرائيلية؛ حتى تكون جاهزة في وجه السيناريوهات والتهديدات التي تواجهها، بما فيها الاستعداد لرحيل الرئيس محمود عباس، والتحضير لخليفته أو خلفائه ليواصلوا الطريق نفسه الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه، في ظل تصاعد المقاومة، وقيام جيل فلسطيني جديد يقاوم الاحتلال مقاومة فردية أعجزته.

لن ينجح فنزل بما فشل دايتون في تحقيقه

تأتي المحاولة الجديدة في سياق التمهيد لتطبيق خطة مايك فنزل، منسق الشؤون الأمنية في السفارة الأميركية في “تل أبيب”، الذي يحاول أن يجرب حظه بإيجاد “الفلسطيني الجديد”، الذي حاول سلفه كيث دايتون في إيجاده، وبدا لوهلة أنه نجح، ليتبدد وهمه بعد ذلك؛ حيث فشل فشلًا ذريعًا، بدليل تصاعد موجات المقاومة موجة وراء موجة، حتى وصلت إلى تصاعد كبير بكل أشكال المقاومة في السنوات الماضية بشكل عام، ومنذ بداية العام الماضي وحتى الآن بشكل خاص، وأدت إلى مقتل 31 إسرائيليًا العام الماضي، و14 قتيلًا منذ بداية هذا العام وحتى يوم الأحد الماضي.

عن أي وضع تاريخي للمقدسات يجري الحديث؟

تتواصل الخدع بما جاء في بيان الاجتماع بتأكيده على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس، من دون تغيير، ولا ندري عن أي وضع تاريخي يجري الحديث، هل عن ذلك الذي كان قائمًا منذ سنوات طويلة، ما قبل العام 2015، حين كان من غير المسموح زيارة الأقصى لغير المسلمين من دون موافقة الأوقاف الإسلامية ولغرض السياحة، أو الذي نشهده، خصوصًا في السنوات الأخيرة، وفي العام الماضي تحديدًا؛ حيث قام أكثر من 50 ألف مستوطن باقتحام الأقصى، وتدنيسه وممارسة الألعاب والغناء والطقوس الدينية؛ ما أوجد نوعًا من التقسيم الزماني على طريق التقسيم المكاني، ثم المساواة باستخدام الأقصى بين اليهود والمسلمين، وصولًا إلى إقامة هيكل سليمان على أنقاضه أو بجواره.

وفي هذا السياق، ذكرت مصادر إسرائيلية بصورة غير رسمية أن كل ما وعدت به الحكومة الإسرائيلية هو تقليل عدد المقتحمين، وألا يكون من بينهم وزراء، وهذا وعد لا توجد ضمانات بتحقيقه، كما يظهر في زيارة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير للأقصى بعد يوم واحد من زيارة نتنياهو إلى الأردن، التي وعد خلالها العاهل الأردني بالحفاظ على الوضع التاريخي والوصاية الهاشمية!

بدلًا من مقاطعة الحكومة الكهانية ومعاقبتها يتم توفير الغطاء لها بلقاءات إقليمية

أخطر ما تضمنه لقاء العقبة غير المسبوق منذ سنوات أنه بدلًا من محاصرة الحكومة الإسرائيلية، وعزلها، والمطالبة بفرض العقوبات عليها، والاستفادة من وتعميق مأزقيْها الداخلي والخارجي، يأتي الاجتماع بها، ومكافأتها، وتوفير الغطاء العربي لها بلا مقابل، على الرغم مما جاء في برنامجها من بنود تشير بشكل لا لبس فيه إلى أنها حكومة ضم وتهويد وتهجير، وهذا ما تأكد عمليًا بما قامت به خلال أقل من شهرين منذ تشكيلها من سياسات وممارسات وجرائم، وتوسيع للاستيطان، وهدم المنازل، وإقرار قوانين عنصرية، وشن حملة اعتقالات وعقوبات ضد الأسرى، وتهديد بالعدوان على غزة، والاستمرار في قصف أهداف في سوريا، والتهديد بشن عدوان على إيران لمنع حصولها على القنبلة النووية.

لماذا تعيد السلطة إنتاج نفسها بشكل أسوأ؟

لأنها تخشى من المواجهة، وتهول بالنتائج المترتبة عليها، وكأن الخيار الوحيد بدلًا من التخاذل والاستسلام هو خوض مواجهة عسكرية في ظل اختلال فادح في موازين القوى، بل هناك إمكانات كبيرة للتركيز على المقاومة الشعبية (من دون التخلي عن المقاومة المسلحة)، خصوصًا عبر تشكيل وتعميم لجان الحراسة، والدفاع عن النفس والأرض والممتلكات التي يمكن أن يشارك فيها، بل يكون جزءًا من قوامها الأساسي أفراد الأجهزة الأمنية والشرطة، فليس الممكن فقط مواجهة عسكرية مدمرة أو التواري عند دخول قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، على الرغم من أن المواجهة مفروضة على الفلسطينيين.

السلطة منهزمة ويائسة وفاقدة للخيارات، ولا تؤمن سوى بخيار المفاوضات والتنازلات والتنسيق الأمني، على الرغم من وقف عملية ما يسمى “السلام” وقتلها منذ سنوات بعيدة، فهي وصلت إلى حد اليأس من تحقيق برنامجها، ولو بإقامة دولة في حدود 1967 وضمن مبدأ “تبادل الأراضي” المشؤوم، وأصبح هدفها مجرد بقاء السلطة والتعايش مع الواقع الذي تفرضه إسرائيل بدلًا من الكفاح من أجل تغييره وإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة، وهذا قادها إلى التعايش حتى مع خطة السلام الاقتصادي، التي لا تؤدي إلى السلام وهي ليست اقتصادية كذلك، وإلى القبول عمليًا بأن يكون السقف الأمني هو الذي يحكم العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية، وهذه السياسة التي تقودها حاليًا إلى القبول رسميًا بما تريده وما تفرضه سلطات الاحتلال من تحويل السلطة إلى وكيل أمني من دون أي أفق سياسي.

حذار من الفتنة والاقتتال الداخلي

ما يثير السخرية ما يقوله قادة السلطة والمدافعين عنها لتبرير المشاركة في قمة العقبة بأن فلسطين يجب ألا تغيب عن أي محفل إقليمي أو دولي يبحث في أي شأن فلسطيني، وأن عليها أن تبذل كل ما في وسعها لإيقاف حمام الدم والتصعيد الإسرائيلي والخطوات الأحادية بالمشاركة مع الأردن ومصر، وأن السلطة يجب أن تعيد انتشارها في المدن وتفرض سيطرتها، وأن سلاحها هو السلاح الشرعي الوحيد، مع أن ما حدث هو لقاء فلسطيني إسرائيلي أميركي بغطاء عربي، وأدى إلى التغطية على استمرار وتصاعد العدوان والجرائم الإسرائيلية؛ حيث لم نشهد بعده أي تغيير في سلوك سلطات الاحتلال، بل المزيد من العدوان والجرائم الفردية والجماعية، وهذا يعني أن السلطة بعد هذا الاجتماع صارت أضعف عما كانت عليه، والهوة بينها وبين شعبها صارت أكبر، وبالتالي لم تتحقق أهداف الاجتماع، بل عكسها تمامًا.

ويبرر الناطقون المتذاكون باسم السلطة المشاركة في قمة العقبة بأنها تهدف إلى إظهار أن الفلسطينيين ليسوا مسؤولين عن التصعيد الحاصل والقادم، وينسى هؤلاء أن لقاء العقبة ليس مقررًا عقده بالفلسطينيين ومن دونهم، بل هم العريس الذي لن يكون العرس من دونهم، وأن الهدف منه فتح العلاقات الفلسطينية مع الحكومة التي يصفها الجميع بالأكثر تطرفًا، وتأهيل السلطة لقمع المقاومة، حتى لا تواصل قوات الاحتلال القيام بالمهمة وحدها، وهذه مسألة إن تحققت فهي وصفة مؤكدة لإحداث فتنة فلسطينية داخلية.

ومن النتائج الخطيرة لما جرى في العقبة أنه نقطة انطلاق وبداية لما بعده، كما صرح به مستشار الأمن القومي الأميركي، ووزير الخارجية الأميركي، وهذا ما أكده البيان حول عقد لقاء آخر في شرم الشيخ الشهر القادم.

على المعارضة أن تقدم نموذجًا أفضل

كلمة أخيرة للمعارضة التي توسعت بعد عقد هذا اللقاء، كما ظهر في المؤتمرات واللقاءات والمظاهرات التي شاركت فيها فصائل لا تزال تشارك ممثلة في اللجنة التنفيذية؛ حيث تحدثت عن خطورة الانفراد بالقرار الفلسطيني بعقد هذا اللقاء الخطير، وأن ممثليها حاولوا إقناع الرئيس بعقد لقاء للجنة التنفيذية للبحث في هذا الموضوع بلا جدوى، من دون أن يتساءلوا عن الجدوى من بقائهم في اللجنة التنفيذية، التي لا تملك النصاب السياسي والقانوني بسبب عدم توفر الشروط السياسية والقانونية لعقد جلسة المجلس المركزي الأخيرة، وعدم مشاركة العديد من فصائل المنظمة ولا ممثلين عن حركتي حماس والجهاد، وأصبحت هيئة تشاورية ولا تجتمع إلا نادرًا، وإذا اجتمعت لا تكون هي مصدر القرار، وإذا قررت لا تُنَفذ قراراتها، مثلما لم تُنفذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي. فالموقف المتوقع بالحد الأدنى من هذه الفصائل هو تعليق المشاركة في اجتماعات التنفيذية إلى أن يتم احترام هذه الهيئة.

أما بقية الفصائل التي تقاطع مؤسساتها أو لم تمكن من الانضمام إلى مؤسساتها، فعليها ألا تكتفي بالمعارضة السياسية اللفظية والإعلامية، وإنما مطالبة بأن تقدم بديلًا أفضل نظريًا وعمليًا، ومطلوب منها أن تتفق على برنامج وطني ديمقراطي وإستراتيجية عمل مشتركة، وتشكيل جبهة أو لقاء وطني عريض يتسع لكل من يوافق على البرنامج الوطني المشترك، وليس الاكتفاء بلوم السلطة ومطالبة القيادة الرسمية بأن تستجيب لنداءاتها التي ترد عليها بأذن من طين وأذن من عجين.

وهنا، لا يمكن تحقيق وحدة الساحات بإطلاق رشقة من الصواريخ على غلاف غزة بعد كل جريمة كبرى من دون أن تصيب أحدًا كما حدث مرات عدة، في ممارسة أصبحت مرفوضة شعبيًا، خصوصًا أن الرد الإسرائيلي عليها بالطريقة نفسها؛ ما يوحي أنها جزء من التفاهمات أو ليست بعيدة كليًا عنها، على أساس معادلة “تهدئة مقابل تسهيلات ورواتب وعمال”، والحل ليس بإطلاق الصواريخ وخوض معركة غير متكافئة وفي غير أوانها، بل طرح رؤية وطنية شاملة تقدر على تحقيق شراكة كاملة، وبعدها تكون هناك وحدة ما بين القضية والأرض والشعب والقيادة والساحات، ومن يختار أن يكون خارجها يعزل نفسه بنفسه.

مطلوب سلطة جديدة مطواعة بالكامل أو تفتيتها إلى سلطات وإدارات محلية

يمثل اجتماع العقبة بداية مرحلة جديدة تهدف إلى إجراء استكمال تحول نوعي جديد في السلطة، تصبح فيها أكثر خضوعًا وارتهانًا لما تريده إسرائيل والولايات المتحدة، وإلا يتم حلها وتقسيمها إلى سلطات وإدارات محلية تتنافس، وربما تتقاتل، مع بعضها البعض، ويسعى كل منها إلى الحصول على الرضا من الاحتلال. فالهدف مما يجري أكثر بكثير من خفض التصعيد عشية شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الفصح اليهودي، فهل نعي الأمر كما يتوجب، ونوفر مقومات تغيير المسار وتغيير السلطة لتصبح أداة في خدمة البرنامج الوطني ومنظمة التحرير الموحدة، ونعمل على تنظيم حوار وطني مختلف عن الحوارات السابقة من حيث الأسس والمشاركين والأهداف، وينتهي بالاتفاق على رزمة شاملة تبدأ بالاتفاق على البرنامج الوطني، وتنفيذ ترتيبات انتقالية تنهي الانقسام، وتحضر لانتخابات، أم نبقى ندور في الحلقة الجهنمية التي تقود إلى الكارثة؟

إن استجابة الشعب لنداء التظاهر منتصف ليلة الخميس الماضي من كتيبة عرين الأسود دليل على وجود فراغ، والشعب يتبنى ويدعم خيار المقاومة والصمود والوحدة، وهو يبحث عن قيادة جديدة وقوى جديدة؛ لأن القوى القائمة إما مرتهنة أو عاجزة.

حسين الشيخ تعقيباً على اجتماع العقبة.. قرار الذهاب كان الأصعب

وكالات – مصدر الإخبارية

اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ مساء يوم الإثنين أن قرار السلطة الفلسطينية الذهاب للعقبة من عدمه كان الأصعب.

وقال في تصريحات تلفزيونية: “نحن نسعى لحماية شعبنا، نحن لسنا تجار دم، نحن نبحث عن الحرية لشعبنا، ورغم الألم والجرح قررنا القبض على الجرح والذهاب الى العقبة لتثبيت حقوقنا”.

وشدد الشيخ على أن قرار الذهاب لاجتماع العقبة كان بإجماع الغالبية في اجتماع القدس، وقال إن “(إسرائيل) فتحت قناة اتصال مع السلطة مُجبرة ومُكرهة، وبعد 48 ساعة من التفاهمات اجتاحت نابلس وارتكبت المجزرة الكبيرة”.

وأضاف: “لكن رغم المجزرة قررنا أن نقبض على الجمر ونلملم جراحنا ونذهب إلى قمة العقبة، واتخذنا القرار بكل جرأة”.

وأوضح الشيخ أن اجتماع العقبة يؤكد أهمية الوصول إلى عملية سياسية أكثر شمولية، تقود لتحقيق السلام العادل والشامل.

وقال “تهدف قرارات القيادة إلى إجبار الاحتلال على وقف عدوانه من استيطان واقتحامات للقرى والمدن، وهدم للبيوت، وإجراءات ضد الأسرى”.

وأكد أنهم ثوار، وأن القرارات التي تقوم بها السلطة تتناسب مع حجم الهجمة الإسرائيلية بكل مرحلة، لافتاً إلى وحشية ما تقوم بها الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وحول “التنسيق الأمني” أوضح الشيخ أن وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال مستمر، وأكد أن السلطة الفلسطينية لم تسحب قرارها من مجلس الأمن، ومصرة على موقفها ولم تقبل الإجراءات الأحادية، رغم الضغوط التي تعرضت لها ما أدى لتحركات كبيرة في هذا المجال.

وفي تصريحه قال: “لا أثق بإسرائيل بالمطلق، وقبل أن يجف حبر اتفاق العقبة كانت قوات “هولاكو” تستبيح حوارة في مشهد مروع”.

اقرأ أيضاً:محللون: عملية حوارة مثّلت صفعة على وجه المشاركين باجتماع العقبة

العقبة الثانية كما الأولى لن تنقذ الاحتلال

مقال- عدنان أبو عامر

عشرون عامًا فصلت بين قمتي العقبة الأولى في 2003 في ذروة انتفاضة الأقصى، والثانية في 2023، عشية اندلاع انتفاضة ثالثة، كما يتخوف الاحتلال، وكلاهما جاءتا، لتوقف تمدد المقاومة، ومدّ يد العون للاحتلال لمواجهتها، بتفعيل التنسيق الأمني معه، وإضفاء تدخل إقليمي ودولي لمساعدته، تحت شعارات جوفاء منها تعزيز السلطة الفلسطينية، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

تأتي قمة العقبة بعد أيام قليلة على مجزرة نابلس، وعدّها الاحتلال فرصة عملياتية لا ينبغي تفويتها، وهي ليست المجزرة الأولى في الأشهر السابقة، ولن تكون الأخيرة، لأن الاحتلال يسابق الزمن قبيل حلول شهر رمضان الذي يتوقع فيه انفجارًا يعيد للأذهان أحداث رمضان 2021 حين اندلعت أحداث هبة الكرامة، وما رافقها من عدوان على غزة، وثورة شعبية من فلسطينيي 48، بجانب انخراط الضفة والقدس المحتلتين فيها.

جاءت قمة العقبة بحضور إسرائيلي فلسطيني عربي أمريكي غربي، وعلى مستويات أمنية رفيعة المستوى، فيما يبدو الأصبع الإسرائيلي خفيفًا على الزناد ودون تحفظات، وكأن هناك ضوءًا أخضر لتنفيذ عمليات القتل والاغتيال والتصفية تحت مبرر سياسة “جزّ العشب” في المدن والمخيمات الفلسطينية المزدحمة، المشبعة بالأسلحة، على حد تعبير الاحتلال، ما دفع أجهزته الأمنية للعمل على ملء الفراغ الأمني الذي تسبب به تراجع نظيرتها الفلسطينية.

ليس بالضرورة أن يكون المجتمعون في قمة العقبة بحثوا التفاصيل الأمنية الميدانية الدقيقة التي تشهدها نابلس وجنين والخليل، فضلًا عن القدس وغزة، لكونهما من مهمة أجهزة أمن السلطة ونظيرتها الإسرائيلية حصرًا الساعية لمراقبة ما تصفها بـ”القنابل الموقوتة” المنتشرة بالضفة الغربية، فيما يبقى دور بقية الشركاء على الدعم الفني واللوجستي، وحلّ أي إشكال قد ينشأ بين رام الله و(تل أبيب).

يدرك المبادرون لعقد قمة العقبة عبر ما يصلهم من تقارير سفرائهم وقناصلهم أن أمن السلطة يخشى العمل داخل نابلس وجنين بسبب تصاعد قوة المقاومين، واتساع رقعة الحاضنة الشعبية لديهم، ما قد يدفع الاحتلال للتحرك الميداني العملياتي، ولو في منتصف النهار، وخوض معارك بالأسلحة النارية ضد عشرات المسلحين، ما يعني بالضرورة حتى لو تحققت النتائج المطلوبة من كل عملية، أن زمان ومكان خوض هذه الاشتباكات يعد أمرًا إشكاليًا للغاية.

لعل أحد الدوافع المباشرة لانعقاد قمة العقبة وجود سحابة استخباراتية ثقيلة للغاية وقريبة جدًا، تحمل في طيّاتها اقتراب انفجار وشيك تخشى أطراف القمة من تبعاته، داخل فلسطين وما حولها، وباتت جميعها تنظر لقرب شهر رمضان مع قلق كبير، وفيما عقد مسئولو أمن الاحتلال عدة نقاشات لبحث هذا الأمر، فقد حضر نظراؤهم من عواصم المنطقة لاستدراك ما يمكن استدراكه قُبيل حصول ما لا يحمد عقباه للاحتلال وداعميه.

محللون: عملية حوارة مثّلت صفعة على وجه المشاركين باجتماع العقبة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يُجمع محللون فلسطينيون على أن عملية حوارة جنوب مدينة نابلس مثّلت صفعة مدوية على وجه المشاركين في اجتماع العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية.

واعتبر المحللون خلال تصريحاتٍ منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، أن “عملية حوارة جاءت ردًا طبيعيًا على تغول الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في تنكرٍ واضح لجميع المواثيق والمعاهدات الدولية.

ويرى المختصون أن مخرجات اجتماع العقبة ما هي إلا تأكيد على مشاركة السلطة بالحفاظ على أمن دولة الاحتلال عبر تجديد الالتزام بالاتفاقات المُوقعة والتي لم تحترمها “أصلاً” دولة الاحتلال.

وبموجب اجتماع العقبة تلتزم السلطة الفلسطينية باستئناف التنسيق الأمني مع الاحتلال بعد تجميده لعدة أسابيع، إلى جانب تشكيل لجان أمنية واقتصادية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ويُشير المحللون إلى أن السلطة وقعت في فخ الإدارة الأمريكية بمشاركتها في اجتماع العقبة سيما بحضور مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.

يقول الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون: إن “اختيار وقت عملية حوارة له بعد سياسي رداً على اجتماع العقبة، ورداً على الخطة الأمنية الأمريكية”.

بُعد ميداني ثأري

وأضاف خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية، أن “اختيار مكان العملية قرب نابلس له بُـعد ميداني ثأري، يُؤكد أن الدم بالدم، والنار بالنار والجريمة والمذبحة، بالعملية البطولية”.

وأكمل: “ليجتمع في العقبة من يجتمع، فلا يعني لشعبنا شيئا، فمن يُـمثّـل شعبنا بندقيته ومن يحملها ويقاوم بها، وهي رسالة للمُجتمعين بأن اجتماعكم في تضليل”.

وأشار إلى أن عملية حوارة أكدت استمرار المقاومة واتساع رُقعة الاشتباك مع الاحتلال، وأنه لا مستقبل للاحتلال تحت شمس الضفة.

حفظ وصية شهداء عرين الأسود

وأكد على أن كل المحاولات الأمريكية الرامية إلى انقاذ الاحتلال من مآزقه الداخلية لن يُكتب لها النجاح في ظل تعاظم قوة المقاومة وتمددها في مُدن الضفة والقدس المحتلتين.

وأخيرًا.. لفت المدهون إلى أن “عملية حوارة جاءت للتأكيد على حفظ وصية شهداء عرين الأسود الذين أوصوا بعدم ترك السلاح، سيما وأن رهان الاحتلال على ارهاب شعبنا سيفشل ولن يُكتب له النجاح”.

من جانبه يقول الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم ابراش: إن “قمة العقبة انتهت ولحقت بسابقاتها من القمم العربية والدولية والاتفاقات والصفقات ومشاريع التسوية والقرارات الدولية حول الصراع على أرض فلسطين”.

صراعٌ مستمر

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “سيستمر الاحتلال والصراع ما دام الشعب الفلسطيني متمسك بحقه وأرضه”.

وزاد: “إن استمر الانقسام والنظام السياسي على حاله وتواصلت الاتهامات المتبادلة بالخيانة والتفريط والتكفير وزعم كل طرف بأنه على صواب ستكون معاناة الشعب أكبر وقد يخسر مزيدًا من حقوقه وأرضه”.

وتساءل: “من يكسر هذه المعادلة العقيمة والعبثية المتلفعة بالطهرية الهروبية أو بالواقعية الزائفة؟”.

انتفاضة بين قوسين أو أدنى

من جانبها قالت الباحثة السياسية تمارا حداد: إن “الظروف تتشابه في انعقاد القمم من أجل إيجاد حل جذري لفك الانتفاضة الشعبية”.

وأضافت خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “المختلف في القمة الحالية اجتماعها قبل حدوث الانتفاضة الشعبية التي باتت بين قوسين أو أدنى”.

وأرجعت السبب في ذلك إلى تبلور الحالة الشعبية الميدانية بعد تراكم عناصر الانفجار والتسارع في حلبة الاشتباك في الضفة الغربية والقدس وبدء تحولها نحو الانتفاضة الثالثة”.

وتابعت: “كما أن وجود حالة شبابية ثائرة خرجت من عباءة التنظيمات والأحزاب السياسية أسهم في رسم ملامح انتفاضة فلسطينية جديدة”.

وأشارت إلى أن “القمة جاءت لإيجاد حلول أمنية قبل نشوب الانتفاضة، وقلب الحال على الأمن القومي للاحتلال وبلورة معادلة تحسين الوضع الاقتصادي مقابل الأمن”.

قيادة فاقدة للشرعية القانونية والسياسية

وحول مدى نجاح قمة العقبة، لفتت إلى أن “اجتماع العقبة جاء في وقت فقد الشعب ثقته بقيادته الحالية لفقدان شرعيتها قانونيًا وسياسيًا وإداريًا فلن يلتزم بأي من توصيات القمة”.

وأكدت على أن “الاحتلال لن يلتزم بأي من توصيات القمة نظرًا لوجود مشروع استيطاني تُواصل (إسرائيل) تنفيذه مما كلّف الثمن، خاصةً في ظل الحكومة المتطرفة التي لا تُؤمن بأي سلام مع الفلسطينيين”.

ولفتت إلى أن “الاحتلال معني تمامًا بإبقاء الواقع الاقتصادي مرهونًا بمراقبة وحصار الاحتلال وتحت تصرفه ضمن سيادته الشاملة على الحدود الجغرافية للضفة وقطاع غزة”.

وأضافت: “من المستهجن استمرار الاحتلال بالتعامل مع القضية الفلسطينية كملفٍ أمني لا علاقة له بالواقع السياسي”.

ونوهت إلى أن “الاجتماع سيُؤكد على ضرورة منع أي حالة نضالية تتبلور نحو الانتفاضة في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال في مدن الضفة والقدس المحتلتين”.

مقاومةٌ حتى نيل الحقوق كاملةً

وقال المحلل السياسي عاهد فروانة: إن “المقاومة هي فعلٌ مستمر تأتي دفاعًا عن أبناء شعبنا في ظل مجازر الاحتلال والتي كان آخرها مجزرة نابلس”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “عملية حوارة ترسل رسالةً للاحتلال بأن كل ما يقوم به من عدوانٍ على أبناء شعبنا لن يفت من عضده وصمود وإرادته”.

وأكد أن “الشعب الفلسطيني سيظل يُقاوم حتى نيل حقوقه كاملة، ولن تردعه أي اجتماعات جاءت بضغط أمريكي لإطفاء جدوى المقاومة في مُدن الضفة المحتلة”.

ولفت إلى أن “تزامن العملية مع انعقاد اجتماع العقبة جاءت لتُدلل على أن الاجتماعات لن تمنح الاحتلال فرصة الخروج من مآزقه الأمنية والسياسية”.

وبيّن أن “العلميات الفدائية جعلت الاحتلال يعيش في دوامةٍ كبيرة بعدما أخفق في وقف سيل العمليات الجارف، خاصة وأنها عمليات فردية مُنظمة تستهدف أمن الاحتلال وقُطعان مستوطنيه”.

اجتماعات لن تمنح الأمن للاحتلال

وأوضح أن تزامن عملية حوارة مع اجتماع العقبة، جاء لتوصل رسالة للإدارة الأمريكية والاحتلال مفادها بأن اجتماعاتكم لن تمنحكم الأمن على أرض فلسطين قبل أن تُعطوا الفلسطينيين حقوقهم كاملة.

وأردف: “الرسالة يُمكّن أن تُوجه كقوة للسلطة الفلسطينية في مجابهة الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية عليها، في ظل مساعي الإدارة الأمريكية لإنقاذ الاحتلال”.

وأخيرًا.. “سيُواصل الفلسطينيون نضالهم المشروع ضد الاحتلال وكل إجراءات الاحتلال والإدارة الأمريكية ستبوء بالفشل وستتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية”.

Exit mobile version