إبراهيم النابلسي رفع الله قدره وأعلى مقامه

أقلام – مصدر الإخبارية

إبراهيم النابلسي رفع الله قدره وأعلى مقامه، بقلم الكاتب الفلسطيني مصطفى اللداوي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

لم يكن يعلم أن اسمه سيكون ملء سمع الدنيا وبصرها وإن كان ابن أسيرٍ، وأنه سيكون حديث الناس كلهم وإن كان مطارداً ولسلطات الاحتلال مطلوباً، وأنهم سيحفظون اسمه رمزاً، وسيرون صورته بطلاً، وسيعرفون عمله مقاوماً، وسيتحدثون عنه طويلاً وسيقدرونه كثيراً، وأن وصيته المحدودة الكلمات العظيمة المعاني ستحفظ أمانةً وستتلى فرضاً، وستكون لمن بعده عهداً ووعداً، وأنه سيصبح للمقاومين مثالاً وللشبان نموذجاً، وأن الكثير من بعده سيحذون حذوه، وسيتشبهون به أو سيكونون مثله، وسيكونون على العدو وبالاً وعلى مستوطنيه لعنةً إلى أن يهزم وعن بلادنا يرحل.

كما لم يكن يعلم أن أمه من بعده ستكون مدرسةً للأمهات، ومعلمةً للأجيال، وملهمةً لأمهات الشهداء، وأن كلماتها في رثائه ووداعه ستكتب بماء الذهب، وستغدو للفلسطينيين سفراً ونبراساً، منها يتعلمون وبنورها يهتدون، وستبقى صورتها العظيمة التي رسمت ملامحها بكلماتٍ خالداتٍ إلى جانبه دوماً، يذكرها الفلسطينيون إذا ذكروا صبر الأمهات، وعظمة الفلسطينيات، وصمود المقاومات، فما من بيتٍ فلسطيني وربما عربي إلا ودخلته أم إبراهيم عزيزةً كريمةً، وأصبحت فيه وجهاً بالشموخ مألوفاً ولساناً بالعزة ناطقاً، إذ أعادت بكلماتها رسم صورة المرأة العربية الأبية الصابرة، الأصيلة المجيدة، المقاتلة الشجاعة، المضحية المعطاءة.

ظن إبراهيم النابلسي نفسه مغموراً لا يعرفه أحد، ومجهولاً لا يتهم به الناس، وعابراً سيطويه النسيان، ونسياً ستبليه عاديات الأيام، ولن يذكروه بعد استشهاده إلا قليلاً، ولكنه نسي أن الله عز وجل هو الذي يختار الشهداء من بيننا، وأنه سبحانه وتعالى ينتقيهم من بين عباده وينتخبهم من خلقه، وأنهم خير خلقه وأنبلهم، وأحبهم إليه بعد الأنبياء والرسل، ولعله سيكون لإبراهيم عند الله عز وجل وعند الناس بصموده وثباته، وبكلماته وإصراره شأنٌ عظيمٌ ومكانةٌ ساميةٌ، لا تبلى مع الأيام ولا تبهت، ولا تتراجع منزلته ولا يندثر أثره.

ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي، كان الشهيد إبراهيم النابلسي يتحصن في أحد مباني البلدة القديمة بمدينة نابلس، الذي لجأ إليه بسلاحه، واحتمى فيه بنفسه، حاملاً بندقيته، ومستعداً بذخيرته، يتهيأ للمواجهة، ويوطن نفسه على الصمود والثبات، ويعدها بالنيل من العدو وإصابته، أو الفوز بالشهادة واللحاق بالركب الطاهر، وقد آثر المواجهة على الاستسلام، وأصر على الثبات رغم كثافة النيران، وصمد رغم لجوء العدو إلى قصف المبنى بالقذائف الصاروخية المضادة للدروع، إلا أنه استمر ممسكاً ببندقيته، وقاتل وهو يتحدث مع أمه ويخاطب شعبه، ويوصيهم بأن يتمسكوا بالبندقية، وألا يتخلوا عنها أو يفرطوا فيها، فهي الشرف وهي الكرامة، وهي التي تحمي وتصنع العزة، وهي التي يخشاها العدو ويخاف منها.

قد أغاظ إبراهيم النابلسي العدو حياً وشهيداً، وأرغم أنفه مطارداً، وأذل بزته العسكرية مقاتلاً، ولاحقته كلماته الخالدة شهيداً، فقد لاحقته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أكثر من سنةٍ، وجهدت في البحث عنه طويلاً، وحاولت اغتياله وتصفيته مراراً، فهي تشهد له بالجرأة والشجاعة، والقوة والاقتحام، فقد استدرج قواتهم واصطاد جنودهم، واخترق هواتفهم وهدد ضباطهم، وانتفض لدماء غزة وانتصر لأبطالها، ونقل البندقية من نابلس إلى محيطها، ونظم المجموعات ودرب المقاتلين، وأقسم معهم والبندقية بين أيديهم على مواصلة المقاومة، والحفاظ على البندقية، وقد كان له ولإخوانه ما أرادوا.

وهاي أمه التي ذاع بصبرها صيتها وانتشر بكلماتها اسمها، تتابع مسيرته، وتسير على خطاه، تشحذ الهمم، وتحث الشعب على المقاومة، وتؤكد على وصية ابنها وتصر عليها، وتسبق الجميع إلى بيوت الشهداء، تواسي أمهاتهم، وتصبر عائلاتهم، وتحتضن أطفالهم، وترفع الروح المعنوية عاليةً لدى شعبهم، وتخاطب العدو محذرةً أن في فلسطين مثل ابنها آلافٌ يتبعهم آلافٌ، يحفظون الوصية، ويتمسكون بالهوية، ويواصلون المسيرة، وأنهم سينالون منه يوماً، وسيوجعونه ألماً، وسيجبرونه على العودة والانكفاء ندماً.

إبراهيم النابلسي الذي رفع الله بالشهادة قدره وأعلى مكانته، واحدٌ من جيل المقاومة الجديد، شابٌ يقظٌ غيورٌ، عنيدٌ صلبٌ جسورٌ، مقدامٌ مغامرٌ جريء، تحدى جنود الاحتلال ولاحقهم، وكمن لهم وقنصهم، وأعد الكمائن لهم وأوقعهم، وخاطب قادتهم وكبار ضباطهم وهددهم، ونجا مراراً من محاولات تصفيته، وأفشل العدو خلال ملاحقته، واستطاع رغم سنه اليافع وخبرته القصيرة أن ينسج للمقاومة أثواباً من نور وقصصاً من خيالٍ، يعتز بها الفلسطينيون ويفتخرون، فهذا ابنهم، بل واحدٌ من أبنائهم، الذين أقسموا على الله عز وجل إما النصر وإما الشهادة، وصدقوا ما عاهدوه عليه، فإن كان إبراهيم قد سبق ونال الشهادة وفاز بالجنة، فإن من بعده بإذن الله سيفرحون بنصر الله واستعادة الأرض وبناء الوطن وعودة الشعب ورفع الراية والعلم.

أقرأ أيضًا: الخيارات الإسرائيلية لمواجهة عمليات المقاومة الفلسطينية

إبراهيم النابلسي.. الشهيد الذي نعى نفسه!

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

“أنا استشهدت يا إخوان” بهذه الكلمات نعى الشهيد إبراهيم النابلسي نفسه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد إصابته برصاص الحقد الإسرائيلي خلال عملية عسكرية نفذها الاحتلال بمدينة نابلس.

رصاصٌ مسمومٌ استقر في جسد المقاوم ذو 18 عامًا، والذي كَبُر قبل الأوان، والذي ما إن فتّح عينيه على الدنيا حتى وجد نفسه يعيش في ظل احتلال يريد سلب كل شيء من الفلسطينيين حتى حقهم في الحياة.

ودّع “أبو فتحي” ألعابه والحلوى وخرج بقلبه الطفولي وعنفوان الفلسطيني ليقف أمام أعتى آلة حرب عرفتها البشرية جمعاء.

لم يُغيّر أو يُبّدل حمل البندقية وثأر لدماء رفقائه الذين شاركوه الحُلم والرغيف والطريق، وتسابقوا نحو الشهادة ليخلفهم بعد مسيرةٍ عُبّدت بالدم والعَرق موصيًا مَن بَعده “ما تتركوا البارودة يا اخوان وكملوا الطريق من بعدي”.

يُوافق اليوم الأربعاء التاسع من أغسطس/ آب الذكرى الأولى لرحيل أيقونة المقاومة في فلسطين الشهيد إبراهيم علاء عزت النابلسي، والتي تُمثّل تاريخًا لن يُسنى في مسيرة شعبنا ونضاله المستمر ضد الاحتلال الإسرائيلي.

يرى محللون أن استشهاد “النابلسي” شكّل انطلاقة جديدة نحو العمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة، خاصةً وأن هناك مُدنًا اشتعلت شرارتها بعدما كانت هادئة لسنواتٍ ففاجأت الاحتلال وأربكت حساباته وفاءً لدماء “إبراهيم” ورفاقه.

يقول والده: “إبراهيم مش ابني لحالي، ابن الشعب الفلسطيني كله، الله يرحمه صار أيقونة العمل المقاوم في الضفة الغربية”.

وفي الذكرى الأولى للاستشهاد يستذكر الأب “المكلوم” مناقب فَتَاهُ المُدلل ويستحضر لحظاته الأخيرة، ووصيته الغالية التي حفظها كل أطفال ومقاومي فلسطين.

يُضيف خلال حديثٍ لمصدر الإخبارية: “لم يكن يتوانَ لحظة عن مقارعة الجنود الصهاينة في كل ميدان ليترك بصمة “نابلسية” وفاءً لدماء أدهم مبروكة “الشيشاني” وأشرف المبسلط ومحمد الدخيل، معلنًا فجرًا جديدًا يشق النار من بين عينيه العازفتان لحن النصر والشهادة.

وتابع: “تربى إبراهيم في بيتٍ مناضل، تشرّب فيه حب الوطن والإخلاص في الانتماء إليه، وتأثر بالتجربة النضالية للعائلة، وسُجن لدى أجهزة أمن السلطة بتهمة تفجير عبوة بحاجز عسكري إسرائيلي على جبل جرزيم جنوب نابلس، ولهذا لم يُحالفه الحظ بإكمال تعليمه الجامعي”.

وأشار إلى أنه “رغم صِغر سِنه، إلا أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلته في سجن “جنيد” بمدينة نابلس، وعانى من التعذيب والقهر، إلاّ أنه خرج أكثر إصرارًا على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى دحر الاحتلال”.

أبو فتحي!
وعن سبب كنيته بأبي فتحي، أوضح الوالد أن نجله كان “يحب نايف فتحي أبو شرخ قائد كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية الذي استشهد عام 2004، حيث تأثر بسيرته النضالية وسار على دربه حتى ارتقى شهيدًا على ذات الدرب”.

مكالمة مع المخابرات

يقول الوالد: “عند اغتيال رفاق إبراهيم الثلاثة، هدّد “ابني” ضابط المخابرات قائلًا، “سأنتقم لرفاقي، حيث تركت حادثة الاغتيال عند إبراهيم صدمةً نفسية كبيرة، ولم يكن يتمنى إلا اللحاق بهم، حيث امتشق سلاحه وشق طريقه حتى الشهادة”.

وأضاف: “كثيرًا ما كان يُهددوني ضُباط المخابرات الإسرائيليين للحديث مع إبراهيم ليترك المقاومة والعمل النضالي وإلّا سيتم تصفيته، وفي كل مرة كان يرد إبراهيم قائلًا، “يابا حتى لو فاوضوني لن أُسلم حتى ألقى الله شهيدًا”.

اللحظات الأخيرة
يستذكر والد إبراهيم النابلسي اللحظات الأخيرة لما قبل الاستشهاد عقب محاصرته في أحد المنازل بمدينة نابلس، حيث هاتف “أبو فتحي” عائلته وقال لوالده “أشهد ألا إله إلا الله، أنا متحاصر، ما تزعل ولا تبكي عليّ، أنا شهيد يابا”.

وأضاف، “كلّم والدته وقال لها أنا بحبك ماما، وحب الوطن من حبك، وحتى أنه بعث رسالة للمقاومة ولكل إنسان يحمل بندقية شريفة، أوصاهم بالحفاظ على البارودة وعدم ترك طريق المقاومة”.

وتابع، “أبني كان أيقونة فلسطين وأعاد النفس المقاوم للضفة الغربية، رأينا أبناء السادسة والسابعة يتغنون في إبراهيم النابلسي المقاوم، كان الجميع يدعو له مَن عرفه ومن لم يعرفه، لم يكن ابني وحدي، كان ابنًا الشعب الفلسطيني بأكمله”.

جهادٌ بالمال والنفس
يلفت الوالد خلال حديثٍ لمصدر الإخبارية إلى أن “نجله كان يشتري الرصاص على حسابه الشخصي، ليقاوم الاحتلال ببندقيةٍ شريفة، لإكمال طريق الجهاد، ووصى أصدقائه قبل استشهاده قائلًا، “بعرضكم حافظوا على البارودة”.

وأضاف، “إبراهيم مقاتل فلسطيني ضحى بحياته من أجل لا اله إلا الله، وتحرير الأسرى ومسرى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، حتى نال الشهادة مقبل غير مدبر، بعدما ألحق خسائر فادحة في الجيش الإسرائيلي، وبقي يُقاوم حتى الرمق الأخير”.

وختم: “رسالتي إلى كل حُر وشريف، عندما كان ابني إبراهيم يسمع طلقات المسلحين في الجنازات والأفراح، يقول “يا حرام يتركوا الاحتلال بدون مقاومة، ويضيعوا الرصاص هيك ببلاش، واحنا لما بدنا رصاص بندوق المُر لنحصله ونُواجه فيه الجيش”.

وصايا الشهداء يصونها الشرفاء

من جانبها، قالت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي: إن “وصايا الشهداء يصونها الشرفاء، وهذا ما نراه اليوم من عملياتٍ انتقامًا لجرائم الاحتلال في جنين ونابلس والقدس وكل فلسطين”.

وأضافت خلال حديثٍ لمصدر الإخبارية: “استشهد نجلي إبراهيم لكنه ترك خلفه وصية لكل الأحرار أن حافظوا على البندقية من بعدي، وما نراه اليوم من عمليات فدائية هي الرد الفعلي على تنفيذ ما وصى به أبو فتحي”.

وتابعت: “الاحتلال زاد من طُغيانه بحق المقدسات والأسرى والنساء والأطفال والشيوخ، والجميع في دائرة الاستهداف الإسرائيلية، ما يتطلب تعزيز حالة الاشتباك مع الاحتلال في كل الساحات والميادين”.

وأكملت: “في كل يوم يُسخّر الله مقاومًا جديدًا للأخذ بثأر الشهداء، متمسكًا بوصية الشهداء متجاهلًا كل من ساوموا على حقوق شعبنا وفرطوا بالأرض والمقدسات”.

وأكدت على أن “النصر آتٍ لا محالة، بثقة المقاومين بنصر الله، وأن الاحتلال إلى زوال طالما الزمان أم قَصُر، مضيفةً: رسالتي إلى الشباب الثائرين الأحرار اصبروا وصابروا ورابطوا فإن النصر بات أقرب من حبل الوريد”.

وأردف: “اختارنا الله لنكون في خَط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى والأسرى، وحُقْ لنا كأهالي شهداء المضي بين الأُمم رافعي رؤوسنا عاليًا بما كرّمنا الله به وهو أنه اصطفى من أولادنا وخِيرة شبابنا من يحمل الراية ويُكمل المسير”.

الشهداء بيارق عز خفاقة

ولفتت إلى أن “الشهداء بيارق عز خفاقة وعالية، والوحدة عنوان النصر القادم، خاصةً وأن أصحاب البندقية الشريفة التي لا تُوجه إلا للاحتلال يُستشهدوا وهم يحملون هَمّ الوطن، على اختلافهم أعمارهم وأشكالهم وألوانهم، فهم مُوحدون أمام بطش الاحتلال وعدوانه الفاشي”.

واستطردت: “الجميع أحب إبراهيم لأنه كان وحدوديًا وطنيًا رُغم صِغر سنه، إلا أنه أبقى بندقيته شريفة، ولم يُوجهها إلا للاحتلال حتى يوم استشهاده، وترك في الشباب الثائر وصيةً خالدةً بألا يتركوا السلاح من بعده وله ما كان”.

واستتلت: “جميع الشهداء الذي ارتقوا برصاص الاحتلال كانوا يدعون إلى الوحدة الوطنية التي تُشكّل بريق النصر المرتقب الذي بات يلوح في الأفق رغم أنف الاحتلال واعتداءاته المستمرة بحق شعبنا”.

وختمت: “الشهداء يُباهون ملائكة السماء بأهاليهم في الدنيا وصبرهم واحتسابهم ورضاهم بما أصابهم من ألم الفراق ولوعته، لكن ما يُهون على النفس أنهم في مقعدِ صدقٍ عند مليكِ مُقتدر، وهم السابقون ونحن اللاحقون”.

جدير بالذكر أن يوم استشهاد إبراهيم النابلسي أصبح يُشكّل يومًا وطنيًا للكل الفلسطيني، بما يُجّدد العهد مع الشهداء بالحفاظ على إرثهم الذين تركوه للأجيال مِن بَعدهم وهو “البندقية”.

الاحتلال يحطم محتويات مدرسة في بلدة بيتا بمدينة نابلس

نابلس-مصدر الإخبارية

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، على تحطيم محتويات مدرسة في بلدة بيتا، جنوب مدينة نابلس.

وذكرت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدرسة بير قوزا المختلطة في البلدة، وحطمت محتوياتها، واستولت على الكاميرات الموجودة فيها.

وكانت بلدة بيتا شهدت الليلة الماضية مواجهات بالقرب من جبل العرمة، أدت لإصابة أكثر من 10 مواطنين بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع.

اقرأ/ي أيضا: الخارجية الفلسطينية تستنكر جريمة الاحتلال في نابلس

والأربعاء الماضي، اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة، مخيم العين في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر محلية، بأن “قوات الاحتلال اقتحمت نابلس وحاصرت منزلًا في مخيم العين بمدينة نابلس”.

وفي أعقاب محاصرة المنزل سُمع أصوات إطلاق نار في المخيم، دون معرفة ماهيته حتى اللحظة.

فيما اعتلت قوات الاحتلال أسطح منازل المواطنين المجاورة وطالبت قاطني المنزل بتسليم أنفسهم.

وبحسب شهود عيان، فقد استقدم الاحتلال قوات إضافية إلى المكان، وانتشرت القوات الخاصة في عدد من الأزقة المجاورة.

 

كتائب الأقصى تعلن ادخال عبوة نابلسي 1 إلى الخدمة العسكرية

الضفة الغربية – مصدر الإخبارية

أعلنت كتائب شهداء الأقصى، فجر اليوم عن ادخال عبوة نابلسي 1 إلى الخدمة العسكرية، تيمنًا بالشهيد إبراهيم النابلسي.

بسم الله الرحمن الرحيم ..

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ (الأنفال:60). صدق الله العظيم..

بيان عسكري صادر عن:

كتائب شهداء الأقصى كتيبة نابلس الذراع العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح

بفضل الله ومنه على الاخوة المجاهدين وبفضل وحدة التصنيع العسكري.

ثم بحمد الله ادخال عبوة نابلسي 1 تيمنًا باسم الشهيد القائد المؤسس لكتيبة نابلس إبراهيم النابلسي أبو فتحي وتم تجريب العبوة في اكثر من محور ومنطقة على صعيد مدن الضفة واخر استخدام كان امس في منطقة رام الله الغرفة المشتركة للفصائل هناك.

الله اكبر ولله الحمد

الله اكبر والنصر حليف المجاهدين

الله مولانا ولا مولى لكم

في سياق متصل، أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الاثنين، عن استهداف مستوطنة دوليف بعبوة متفجرة من نوع نابلسي c عند الساعة ١٢:٠٧، مؤكدةً على استمرار عملها المقاوم ضد الاحتلال.

أقرأ أيضًا: مقاومون فلسطينيون يطلقون النار تجاه حافلة للمستوطنين بنابلس

الاحتلال يؤجل محاكمة الصحفية لمى غوشة حتى مارس المقبل

القدس – مصدر الإخبارية

أعلنت ما تُسمى محكمة الصلح التابعة للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تأجيل محاكمة الصحفية لمى غوشة حتى تاريخ 21-3-2023 المقبل.

فيما أبقت المحكمة على حبس الصحفية أبو غوش منزليًا حتى موعد المحكمة المُعلن، في انتهاكٍ صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.

وأفاد مكتب إعلام الأسرى خلال الأسابيع الماضية، بأن محكمة الاحتلال قدمت لائحة اتهام بحق الصحفية المقدسية لمى غوشة تتضمن التحريض ودعم وتأييد “منظمات إرهابية”، وذلك بسبب نشرها صورة الشهيد إبراهيم النابلسي وهو يحمل سلاحًا.

جدير بالذكر أن الصحفية “أبو غوشة” هي ام لطفلين (٣ سنوات) و(٥ سنوات) واعتقلتها قوات الاحتلال أمام من منزلها في حي الشيخ جراح بمدينة القدس.

من جانبها، استهجنت لجنة دعم الصحفيين، قرار تأجيل محاكمة الصحفية لمى غوشة وتجديد حبسها المنزلي، معتبرةً إياه انتهاكًا صارخًا للحق في التعبير عن الرأي وحرية الصحافة.

وقالت اللجنة إنها “تنظر بخطورة بالغة جراء تجديد الحبس المنزلي، للصحفية لمى غوشة ومنع الاتصال والتواصل مع أي شخص من خارج عائلتها”.

وأضافت خلال بيانٍ صحفي: أن “محكمة الصلح العسكرية الإسرائيلية، أجلت أيضاً جلسة محاكمة غوشة حتى العشرين من الشهر المقبل”.

واعتبرت أن تجديد شروط الحبس المنزلي، جريمة بشعة ونكراء في حق المرأة الفلسطينية المناضلة عامة والاعلاميات خاصة، واعتداء واضح على حرية الرأي والتعبير

وأشارت إلى أن “سلطات الاحتلال تسعى جاهدة لابتداع وسائل وطرق من شأنها التضييق والتنكيل بالإعلاميين، ضاربة بعرض الحائط بكل المواثيق والاتفاقيات الدولية”.

ولفتت لجنة دعم الصحفيين إلى أن “الحبس المنزلي” (الإقامة الجبرية) إحدى الوسائل والذي أصبح سيفًا مسلطًا على رقاب الفلسطينيين وتحديداً المقدسيين منهم.

وطالبت جميع المنظمات الحقوقية والدولية والمناصرة لحقوق المرأة، بضرورة التحرك الفوري والعمل من أجل فك الحبس المنزلي عنها، كونها أم لطفلين، وطالبة في جامعة بيرزيت دراسات عليا.

ودعت إلى الإفراج عن جميع الاسرى الصحفيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي خاصة أن الاحتلال يعتقل 21 صحفياً في سجونه وسط أوضاع قاسية.

ويُمثّل الصحفيون الفلسطينيون رأس الحربة، في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مُدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين، سائرين على درب شهيدتيْ الصحافة شيرين أبو عاقلة وغفران وراسنة وغيرهن.

والدة الشهيد إبراهيم النابلسي لمصدر: وصايا الشهداء يصونها الشرفاء

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

قالت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي: إن “وصايا الشهداء يصونها الشرفاء، وهذا ما نراه اليوم من عملياتٍ انتقامًا لجرائم الاحتلال في جنين ونابلس والقدس وكل فلسطين”.

وأضافت في تصريحاتٍ خاصة لشبكة مصدر الإخبارية: “بالأمس القريب أُثلجت صدورنا بعملية الشهيد خيري علقم، واليوم يطل بطل جديد ليُعيد الثأر للشهداء الأبطال، ربما لا نعلم المنفذ، لكن الله يعلمه وحافظه من عيون المعتدين”.

وأكدت على أن “العمليات الفدائية التي نشاهدها اليوم، هي رد فعل طبيعي على إراقة الاحتلال دماء الشهداء في مُدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين”.

وتابعت: “الاحتلال زاد من طُغيانه بحق المقدسات والأسرى والنساء والأطفال والشيوخ، والجميع في دائرة الاستهداف الإسرائيلية، ما يتطلب تعزيز حالة الاشتباك مع الاحتلال في كل الساحات والميادين”.

وأردفت: “بالأمس القريب كُنا نقول يا مُدرك الثارات أدرك ثأرنا، فجاءهم “خيري” وأذاقهم طعم العلقم في القدس، واليوم يُسخّر الله مقاومًا جديدًا للأخذ بالثأر، متمسكًا بوصية الشهيد إبراهيم النابلسي الذي أوصى بعدم ترك السلاح من بعده والمُضي على الدرب ذاته”.

وأكدت على أن “النصر آتٍ لا محالة، بثقة المقاومين بنصر الله، وأن الاحتلال إلى زوال طالما الزمان أم قَصُر”، مضيفةً: “رسالتي إلى الشباب الثائرين الأحرار اصبروا وصابروا ورابطوا فإن النصر بات أقرب من حبل الوريد”.

وتابعت: “أيها الأحرار لقد اصطفاكم الله لتكونوا في خَط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى والأسرى، وحُقْ لنا كأهالي شهداء وثائرين وأحرار أن نسير بين الأُمم رافعي الرؤوس عاليًا بما كرّمنا الله به وهو أنه اصطفى من أولادنا وخِيرة شبانيا من يحمل الراية ويُكمل المسير”.

وتساءلت: “إذا خذلنا المسجد الأقصى اليوم فمن ينصره؟.. الأقصى قضية الأمة بأكملها وليس الفلسطينيين وحدهم، لكن الله اصطفانا وكرمنا بنعمة الرباط في الأقصى والقدس وفلسطين، وزادنا رِفعة باصطفاء الشهداء”.

ولفتت: “الشهداء بيارق عز خفاقة وعالية، والوحدة عنوان النصر القادم، خاصةً وأن أصحاب البندقية الشريفة التي لا تُوجه إلا للاحتلال يُستشهدوا وهم يحملون همّ الوطن، على اختلافهم أعمارهم وأشكالهم وألوانهم، فهم مُوحدون أمام احتلال غادر”.

واستطردت: “الجميع أحب إبراهيم لأنه كان وحدوديًا وطنيًا رُغم صِغر سنه، إلا أنه أبقى بندقيته شريفة، ولم يُوجهها إلا للاحتلال حتى يوم استشهاده، وترك في الشباب الثائر وصيةً خالدةً بألا يتركوا السلاح من بعده وله ما كان”.

واستتلت: “جميع الشهداء الذي ارتقوا برصاص الاحتلال في جنين ونابلس والقدس وغزة، كانوا يدعون إلى الوحدة الوطنية التي تُشكّل بريق النصر المرتقب الذي بات يلوح في الأفق رغم أنف الاحتلال واعتداءاته المستمرة بحق شعبنا”.
وختمت: “الشهداء يُباهون ملائكة السماء بأهليهم في الدنيا وصبرهم واحتسابهم ورضاهم بما أصابهم من ألم الفراق ولوعته، لكن ما يُهون على النفس أنهم في مقعد صدقٍ عند مليكِ مقتدر، وهم السابقون ونحن اللاحقون”.

بماذا عقبت الحكومة الفلسطينية على جريمة اعدام الشاب وسيم خليفة؟

رام الله – مصدر الإخبارية

عقبت الحكومة الفلسطينية، فجر الخميس، على جريمة اعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشاب وسيم خليفة ابن مخيم بلاطة بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت الحكومة، “يواصل جنود الاحتلال ارتكاب جرائمهم ضد أبناء شعبنا منذ “74” وحتى اليوم، فبعد مجزرة الأطفال التي اعترف الاحتلال بارتكابها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، وذهب ضحيتها “17” طفلا و”4″نساء من بين “49” شهيدا؛ قضوا بنيران قوات الاحتلال، ارتكب جنود الاحتلال الليلة، جريمة أخرى بقتل الشاب وسيم ناصر خليفة “18” عاما؛ من مخيم بلاطة؛ خلال اقتحام جنود الاحتلال مدينة نابلس”.

وتقدم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بأحر العزاء، وصادق مشاعر المواساة من والدي الشهيد، وعائلته، وأهالي مخيمه، سائلًا المولى عز وجل، أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين برصاص إرهاب الاحتلال المُنظم.

وتشهد مُدن وقرى وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حالةً من الغضب الشعبي والتوتر الملحوظ، رفضًا واستنكارًا لاعتداءات قوات الاحتلال وقُطعان المستوطنين بحق المواطنين وممتلكاتهم، في ظل صمتٍ عربي مخزٍ عن لجم الاحتلال لوقف ممارساته العنصرية بحق الفلسطينيين.

جدير بالذكر أن انتهاكات الاحتلال تُشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، وتعديًا صارخًا على الحقوق  المكفولة بموجب الاتفاقات الدولية، ما يتطلب ضغطًا جادًا على الاحتلال لاحترام حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.

أقرأ أيضًا: حماس: مواجهات نابلس تُؤكد أن بندقية النابلسي لم تسقط

حماس: مواجهات نابلس تُؤكد أن بندقية النابلسي لم تسقط

غزة – مصدر الإخبارية

قالت حركة “حماس”، “مواجهات نابلس تؤكد أن بندقية إبراهيم النابلسي لم تسقط، والاحتلال لن ينعم بالأمن أو الاستقرار في الضفة الغربية التي لم تعد مستباحة له”.

وأضافت حماس على لسان ناطقها الإعلامي عبد اللطيف القانوع، أن “المواجهات تتسع في الضفة كل يوم، وهي تؤكد على ديمومة المقاومة والثورة الفلسطينية”.

وأكد القانوع خلال تصريحاتٍ تابعتها شبكة مصدر الإخبارية، أن الشعب الفلسطيني ملتحم مع المقاومة الفلسطينية، ولا يُمكن بأي حال أن ينجح الاحتلال في اقتلاع المقاومة الفلسطينية المُتربعة في قلوب شباب الضفة المحتلة.

وشدد، على أن محاولات الاحتلال كسرَ إرادة المقاومين في الضفة المحتلة ستبوء بالفشل، لأن الضفة ليست ساحة مستباحة للاحتلال ومستوطنيه.

وتوجه القانوع بالتحية، إلى جماهير شعبنا الفلسطيني الذين تصدوا لقوات الاحتلال الصهيوني واشتبكوا معهم أثناء اقتحامهم لمدينة نابلس وأكدوا مجدداً أن الضفة ليست ساحة مستباحة للاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه.

وجدد التأكيد على أن استبسال أهلنا في مدينة نابلس والمواجهات الدائرة هناك تؤكد على أن شعبنا الفلسطيني سيظل في حالة اشتباك دائم مع العدو وتصدٍ مستمر لجرائمه.

ولفت إلى أن الضفة الغربية ومُدنها ومخيماتها ستبقى خزان الثورة الفلسطينية والاشتباكات والمواجهات لن تهدأ فيها إلا بكنس الاحتلال.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت فجر الخميس، عن استشهاد شاب وإصابة آخرين، عقب مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال بمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

وأكدت مصادر طبية، استشهاد الشاب وسيم نصر خليفة (18 عاما) متأثرا بجراحه الخطيرة برصاصة في الصدر خلال مواجهات مع الاحتلال بمدينة نابلس.

وأشارت المصادر إلى أن الشاب خليفة نُقل إلى المستشفى العربي بنابلس بحالة حرجة، ولم تُفلح جهود الأطباء لإنعاش قلبه، ليُعلن عن ارتقائه لاحقًا.

أم إبراهيم خير من يمثل الرواية الفلسطينية

أقلام – مصدر الإخبارية

أم إبراهيم خير من يمثل الرواية الفلسطينية، بقلم الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، وفيما يلي المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

بين الصراع على الروايات، ثمة مجتهدون كُثر، بل ربما انخرطت الأغلبية في إسرائيل، والكلّ في فلسطين، كلٌّ لتقديم روايته بالوسائل المتاحة. هي رواية صراع بين الباطل المسنود بآلات دمار شامل، وخطط استعمارية، وسياسات عنصرية، تهويدية، تعتمد القتل والتجريف، وبين الحق، الذي يملك الإرادة، وتغمره القناعة الراسخة بحقه، وبأن هذا الحق سينتصر يوماً.

في روايات الأمس القريب، نهضت العنصرية، بأبشع ما لديها، وبأكثر الوسائل فتكاً، تنتقل بين جنين و غزة ، و القدس و نابلس، وفي كل محاور الاشتباك وعلت أصوات الانتصار على الدم الفلسطيني، وعلى جثث الأطفال والنساء، وفوق البيوت المدمّرة.
لابيد، غانتس، وزير الداخلية الإسرائيلي، كبار الضباط، المسؤولون الأمنيون، تحفّهم جوقة كبيرة من الصحافيين والكتّاب والإعلاميين، وجماعات المتطرفين يرقصون في باحات المسجد الأقصى.
خمسة وأربعون شهيداً في غزة، تزداد أعدادهم، بسبب خطورة الإصابات، وأكثر من ثلاثمائة جريح في مستشفيات تفتقر إلى الإمكانيات والوسائل الطبية.

أربعة شهداء، ثلاثة في نابلس، ينتمون إلى “كتائب شهداء الأقصى”، وأكثر من مئة إصابة، على مختلف محاور الاشتباك.
ثمانية عشر محور اشتباكٍ في الضفة الغربية تزامنت، وأعقبت، استشهاد القائد الفتحاوي إبراهيم النابلسي، ورفاقه الميامين.
يخرج الشباب إلى ساحات المواجهة المباشرة مع المستوطنين، وحواجز الجيش، متجاوزين القرارات، والتوجيهات الفصائلية التي تكتفي بتوصيف ما يجري، والتحذير من القادم، وتعتمد خطاب مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك للجم العدوان، ولكن لا أحد من الفلسطينيين يستنجد أو يطالب بتدخل وسطاء.
في كل مرة يقع فيها اشتباك بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، يمتنع الفلسطينيون عن مطالبة الوسطاء بالتدخل، وفي كل مرة، إسرائيل هي من يبادر ويتوسّل تدخل الوسطاء.

وكالعادة، لا تحرك جثامين الأطفال المصفوفة على الأرض، ضمائر من تجمّدت ضمائرهم، ولا يرون في هذا المشهد سوى أنهم ضحايا من يسمّونهم الإرهابيين، وأنهم ضحايا لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
لم تلجأ إسرائيل التي تغطي جرائمها ضد الأطفال والنساء، وتقوم بتدمير البيوت على رؤوس أصحابها من المدنيين، لم تلجأ ولا مرّة، إلى مؤسسات العدالة الدولية، أو إلى أيّ من مؤسسات الأمم المتحدة لكي تشكو الفلسطينيين.

أم إبراهيم خير من يمثل الرواية الفلسطينية، هي لا تؤمن بالعدالة وتخشاها وتدرك في حقيقة الأمر، أنها دولة مارقة، ذات أبعاد استعمارية تسلب حقوق وحياة شعب آخر، وتمارس ضده كل أشكال التمييز العنصري، والإرهاب، والتطهير العرقي، ولا ترى له على المدى الأبعد حق الوجود على أرضه.
يتبجّح قادة الاحتلال، بانتصارات وهمية، ويواصلون إطلاق التهديدات، بموازاة عدوان مستمر، بترقب احتمال إطلاق صواريخ من غزة على خلفية ما جرى في نابلس، وامتناع إسرائيل عن تلبية شروط “الجهاد الإسلامي”، وترقب في الضفة، لاتساع دائرة المقاومة، والمقاومة يدها على الزناد.
يقدم المحتل المجرم ممثليه إلى العالم، وهم يرفعون أياديهم الملطخة بالدم، عسى أن يشكل ورقة انتخابية، تمكن كل منهم بالفوز بكعكة الحكومة ورئاستها.

وتتقدم والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، لتقدم مرافعتها وخطابها أمام العالم، ممثلة عن كل الشعب الفلسطيني، ومعبّرة عن إرادته وتطلعاته.
تنجح الابتسامة التي ارتسمت على وجنة أم الشهيد، وترتفع زغاريدها لتطغى على أصوات الرصاص والقذائف الإسرائيلية القاتلة، فتعلن احتلالها للمشهد الإعلامي والسياسي والكفاحي والنفسي، لتقدم الشعب الفلسطيني بخطاب أروع، وأكثر إقناعاً، وتأثيراً من خطابات السياسيين، قادة وفصائل.

أين شاهد العالم، أماً كالأم الفلسطينية، تبتسم، وتحمل جثمان فلذة كبدها الشاب الجميل، وتبث رسالة، تعبوية قوية لدى مئات بل ملايين الشباب الفلسطيني في كل أنحاء الأرض؟

لقد كان خطاب الصبية، والأم الفلسطينية، أكثر بلاغة، وأشد وأوسع تأثيراً، أولاً على الشعب الفلسطيني وتالياً على المجتمع الدولي.
وبالقدر الذي كان خطاب “أم إبراهيم” تحفيزياً وتعبوياً للشباب الفلسطيني، فإنه لا بدّ أن يكون خطاباً مخيفاً بالنسبة للإسرائيليين.
بإمكان المتسلّقين على سلّم الانتخابات أن يواصلوا، وسيواصلون جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني، فكلما سقط شهيد أو جريح زادت أوراقهم الانتخابية، لكنهم لا يحسبون لما ينتظرونه، ولا يحسبون الحساب، لوعد أم الشهيد، الذي صفعهم جميعاً.

رسالة ورواية، وخطاب “أم إبراهيم” كان ولا يزال أقوى وأكثر أهمية وتأثيراً، من اجتماع مجلس الأمن الذي عقد جلسة مغلقة، يوم الاثنين، ويعقد جلسة شهرية حول الأوضاع في فلسطين، لكنه يصطدم في كل مرة بـ”الفيتو” الأميركي، وربما البريطاني، أيضاً، وإن لم يكن هؤلاء فثمة آخرون ضامنون لأمن إسرائيل.

لم تربح إسرائيل ولن تربح، لا هذه الجولة، ولا أي جولة أخرى، ولو أن الفلسطينيين، أمام عدو ينتمي إلى الحدّ الأدنى من الإنسانية والعدالة لخجل هؤلاء، من أنهم يعلنون انتصاراً زائفاً، يحققه ما يعتبرونه الجيش الذي لا يقهر، على منظمة فلسطينية، سواء أكانت “الجهاد الإسلامي” أو “كتائب شهداء الأقصى”، أو أي فصيل آخر، لكنها طبيعة من أدمنوا قتل البشر والعدل.

أقرأ أيضًا: والد الشهيد إبراهيم النابلسي يروي لشبكة مصدر تفاصيل غير معروفة عن حياته

والد الشهيد إبراهيم النابلسي يروي لشبكة مصدر تفاصيل غير معروفة عن حياته

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

“إبراهيم مش ابني لحالي، ابن الشعب الفلسطيني كله، الله يرحمه صار أيقونة العمل المقاوم في الضفة الغربية”، بهذه الكلمات عبّر علاء عزت والد الشهيد إبراهيم النابلسي عن فخره الشديد بمناقب نجله الجهادية والنضالية ضد الاحتلال ووحداته الخاصة، مستذكرًا لحظاته الأخيرة، ووصيته الغالية التي حفظها كل أطفال ومقاومي فلسطين.

“أبو فتحي” كما كان يُحب مناداته، وُلد في مدينة نابلس “جبل النار”، بتاريخ 13-10-2003، ورغم حداثة سِنه، إلا أن تاريخه الفدائي ضد الاحتلال حافل بالعمل البطولي، حيث أنه لم يكن يتوانَ لحظة عن مقارعة الجنود الصهاينة في كل ميدان ويترك بصمة “نابلسية” وفاءً لدماء “الشيشاني” أدهم مبروكة وأشرف المبسلط ومحمد الدخيل، معلنًا فجرًا جديدًا يشق النار من بين عينيه العازفتان لحن النصر والشهادة.

يقول والده، إن “نجله تربى في بيت مناضل، تشرب فيه حب الوطن والإخلاص في الانتماء إليه، أنا أسير سابق لدى الاحتلال، ولديَ عِدة إصابات ما قبل انتفاضة الأقصى، حيث تأثر “إبراهيم” بالتجربة النضالية للعائلة، وسُجن لدى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بتهمة تفجير عبوة بحاجز عسكري إسرائيلي على جبل جرزيم جنوب نابلس، ولهذا لم يُحالفه الحظ بإكمال تعليمه الجامعي”.

وأضاف خلال حديثٍِ لشبكة مصدر الإخبارية، “رغم أنه كان يبلغ من العُمر 16 عامًا، إلا أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلته في سجن “جنيد” بمدينة نابلس، وعانى من التعذيب والقهر، إلاّ أنه خرج أكثر إصرارًا على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى دحر الاحتلال”.

أبو فتحي!
وعن سبب كنيته بأبي فتحي، أوضح والده أن نجله إبراهيم كان “يحب الشهيد نايف فتحي أبو شرخ قائد كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية الذي استشهد عام 2004، حيث تأثر بسيرته النضالية وسار على دربه حتى ارتقى إلى الله على ذات الدرب”.

المطاردة
يشير “الوالد” إلى أن إبراهيم مُطارد لدى الاحتلال منذ عامين، حيث لم يكن يأتي إلى المنزل، وكان دائم القول، “أنا مقاوم فلسطيني، أينما وجد الجيش الإسرائيلي سأكون هناك مقاومًا له، لن أنسى دماء الشيشاني والدخيل والمبسلط، وهذا عهدٌ عليّ”.

وأضاف، “عند استشهاد المقاومين الثلاثة، هدد إبراهيم ضابط المخابرات قائلًا، “سأنتقم لرفاقي”، حيث تركت حادثة الاغتيال عند إبراهيم صدمةً نفسية كبيرة، ولم يكن يتمنى إلا اللحاق بهم، حيث امتشق سلاحه وشق طريقه حتى الشهادة”.

الفيديو المتداول
مصدر الإخبارية
، سألت والد الشهيد إبراهيم النابلسي، عن الفيديو المتداول عبر منصات الاجتماعي لنجله حيث كان يُطلق النار تجاه الجيش الإسرائيلي وقام أحد رفاقه بسحبه للخلف إلّا أن الشهيد إبراهيم أصر على مواجهة الاحتلال وتقدم للإمام، أكد أن “الفيديو المتداول، ليس للاشتباك الأخير الذي خاضه نجله وإنما يرجع لتصديه لاقتحام قوات الاحتلال نابلس قبل أسبوعين حيث باغتهم بإطلاق النار كان يُطاردهم في كل مكان كما الشبح حتى أصبح أيقونة للمقاومة في الضفة الغربية”.

وأكمل، “كثيرًا ما كنا نقول له يا إبراهيم خلينا نجوزك ونفرح فيك، فيرد علينا، “أنا لن أترك البارودة حتى ألقى الله شهيدًا، أنا فداءً لفلسطين والمقاومة والمسرى”.

وكشف والد الشهيد إبراهيم النابلسي، عن أنه “عندما أقدمت وحدات إسرائيلية خاصة على اغتيال رفاق درب نجله الثلاثة في نابلس بتاريخ الثامن من شهر فبراير/ شباط 2022، كان الجيش الإسرائيلي يتوقع أنه قضى على “إبراهيم” برفقة الشهداء الآخرين الذين كانوا يتواجدون داخل المركبة ولكن سرعان ما تبدد حُلمهم كالسراب وخرج إليهم “أبو فتحي” من جديد”.

وأردف، “كثيرًا ما كان يُهددوني ضباط المخابرات الإسرائيليين للحديث مع إبراهيم ليترك المقاومة والعمل النضالي وإلّا سيتم تصفيته، وفي كل مرة كان يخبرني إبراهيم قائلًا، “يابا حتى لو فاوضوني لن أٌسلم حتى ألقى الله شهيدًا”.

اللحظات الأخيرة
يروي والد الشهيد إبراهيم النابلسي، تفاصيل اللحظات الأخيرة لما قبل استشهاده بعد محاصرته في أحد المنازل بمدينة نابلس، حيث هاتف “أبو خليل” عائلته وقال لوالده “أشهد ألا إله إلا الله، أنا متحاصر، ما تزعل ولا تبكي عليّ، أنا شهيد يابا”.

وأضاف، “كلّم والدته وقال لها أنا بحبك ماما، وحب الوطن من حبك، وحتى أنه بعث رسالة للمقاومة ولكل إنسان يحمل بندقية شريفة، أوصاهم بالحفاظ على البارودة وعدم ترك طريق المقاومة”.

وتابع، “أبني كان أيقونة فلسطين وأعاد النفس المقاوم للضفة الغربية، رأينا أبناء السادسة والسابعة يتغنون في إبراهيم النابلسي المقاوم، كان الجميع يدعو له مَن عرفه ومن لم يعرفه، لم يكن ابني وحدي، كان إبن الشعب الفلسطيني بأكمله”.

جهادٌ بالمال والنفس
يقول والد الشهيد إبراهيم النابلسي، إن “نجله كان يشتري الرصاص على حسابه الشخصي، ليقاوم الاحتلال ببندقية شريفة، ولإكمال طريق الجهاد، ووجه رسالة لأصدقائه قبل استشهاده قائلًا، “بعرضكم حافظوا على البارودة”.

وأضاف، “إبراهيم مقاتل فلسطيني ضحى بحياته من أجل لا اله إلا الله، وتحرير الأسرى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى نال الشهادة مقبل غير مدبر، بعدما ألحق خسائر فادحة في الجيش الإسرائيلي، وبقي يُقاوم حتى النفس الأخير”.

وختم حديثه لمصدر الإخبارية قائلًا، “رسالتي إلى كل حُر وشريف، عندما كان ابني إبراهيم يسمع طلقات المسلحين في الجنازات والأفراح، يقول “يا حرام يتركوا الاحتلال بدون مقاومة، ويضيعوا الرصاص هيك ببلاش، واحنا لما بدنا رصاص بندوق المُر لنحصله ونُواجه فيه الجيش”.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت الثلاثاء، استشهاد كلًا مِن الشهيد ابراهيم النابلسي وإسلام صبوح، وحسين طه، وإصابة عشرات المواطنين خلال اشتباكات عنيفة خاضها المسلحون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحام مخيم نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

 

Exit mobile version