كيف كانت الطريق إلى انتصار تموز 2006؟

مقال- حسن لافي

عزّز حزب الله قوته العسكرية خلال الفترة (2000-2006)، التي تلت الانسحاب الإسرائيلي من جنوبي لبنان عام 2000 بصورة كبيرة، وفي مستويات متعددة، بحيث نجح الحزب، على طول الحدود الشمالية، في بناء مجموعة مكونة من أكثر من 12 ألف صاروخ بحوزته، والتي يغطي مداها شمالي فلسطين المحتلة بأكمله، بما في ذلك الخضيرة وربما غوش دان، ناهيك بتنفيذه عدة عمليات عسكرية ضد “الجيش” الإسرائيلي، وصلت إلى أكثر من 20 هجوماً عسكرياً حتى يوم 12 تموز/يوليو 2006، الأمر الذي جعل حرب لبنان الثانية (تموز 2006) تطرح تساؤلاً إسرائيلياً، مفاده: كـيف سـمحت “إسرائيل” لتنظيمٍ معادٍ، مثل حزب الله، ببناء مثل هذه القوة الكبيرة في غضون 6 أعوام؟

العمليات الضخمة والمتواصلة لإطلاق الصواريخ، وقذائف الكاتيوشا صوب مناطق شمالي فلسطين المحتلة، على رغـم النشـاط الجوي والأرضي المتنوع، والذي قامت به “إسرائيل” ضد حزب الله وبنيته التحتية، تشكل دلالةً واضـحةً علـى مـدى القوة الهائلة التي تمكّن حزب الله من تكديسها خلال هذه الأعوام.

وأكد الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، شلوم زاكي، أن التساؤلات بشأن ردود الفعل الإسرائيلية السلبية، حيال نشاطات حزب الله، “من المستحيل ربطهـا، بغياب معلومات، بشأن طبيعة نشاط حزب الله، والأخطار الكامنة فيها تجاه “إسرائيل”، وليس من المعقول الافتراض أن الزمن كان يعمل لمصلحة “إسرائيل”، وفي الإمكان تحقيق أهدافها حيال التنظيم، من دون اللجوء إلى القوة”.

حقيقة الأمر تقول إنه نتج، بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوبي لبنان عام 2000، توازن شبه ردعي بين حزب الله و”إسرائيل”، تعتمد معادلته على ردع “إسرائيل” حزب الله عن الاستمرار في استنزاف المستوطنات الإسرائيلية، وفي المقابل استطاع حزب الله ردع “إسرائيل” عن القيام بعملية هجوم شامل عسكري، بهدف هزيمة الحزب.

لذا، صُممت الجبهة الإسرائيلية السياسية الردعية على “سياسة الاحتواء”، المتمثلة باستيعاب تهديدات حزب الله، والامتناع عن ردود الفعل، والتي من الممكن أن تؤدي إلى حرب مفتوحة، والاقتصار على عمل عسكري عقابي محدود، معتمد على النيران الموجهة.

ارتكزت سياسة الاحتواء الإسرائيلية على عدة عوامل، أهمها ما ذكره الباحث الإسرائيلي يائير عفرون، وفحواه “التهديد العسكري العقابي المتبادل من جهة، والعوامل السياسية الاجتماعية من جهة أخرى”. وسعت الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال لعدم تعطيل الحياة المدنية في الشمال، والعمل على استعادة نسيج الحياة المدنية، وازدهار الاقتصاد للمستوطنات هناك، بعد فترة طويلة من الاضطراب (قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان).

على هذه الخلفية، لم تجد “إسرائيل” أي جدوى في الرد المكثف ضد حزب الله وتصعيد الموقف. علاوة على ذلك، كانت هناك تلميحات أولية، في عام 2005، إلى أن النظام السياسي في لبنان سيتغير إلى الأفضل، من وجهة نظر المصلحة الإسرائيلية مع خروج القوات السورية من لبنان، وفقاً لقرار مجلس الأمن (1559)، الذي منح “إسرائيل” بارقة أمل على تشكل ضغط لبناني داخلي لسحب سلاح حزب الله، ناهيك بالخوف الإسرائيلي من فتح جبهة قتال ثانية، في الوقت الذي كان “الجيش” الإسرائيلي منخرطاً في الجبهة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة (“انتفاضة الأقصى”).

أضف إلى ما سبق أن القيادتين السياسية والعسكرية الاسرائيليتين اعتقدتا أن الردع الإسرائيلي قادر على منع اندلاع حرب مع حزب الله، الأمر الذي أدى إلى آثار سلبية مهمة في جاهزية “الجيش” الإسرائيلي، الذي لم يعتقد أن هناك حاجة إلى شن حملة عسكرية واسعة النطاق في لبنان.

وكما أشار الباحث الإسرائيلي الاستراتيجي، إفرايم عنفر، في شرحه أسباب الفشل الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية، فإن “الافتراض السائد في ذلك الوقت هو أن حرباً تقليدية واسعة النطاق، على طول حدود إسرائيل، غير متوقعة، وأن إسرائيل في المستقبل ستشن حروباً صغيرة، بصورة أساسية”.

من الممكن أن نخلص إلى أن حرب لبنان الثانية كانت نتيجة تأكُّل طويل الأمد في الردع الإسرائيلي تجاه حزب الله من جهة، ومن جهة أخرى عدم قدرة “إسرائيل” على الذهاب إلى معركة ضد حزب الله في تلك الفترة، الممتدة من عام 2000 إلى عام 2006، لكن عندما تغيرت الظروف، وخصوصاً مع انتهاء انتفاضة الأقصى في الجبهة الفلسطينية، والتغير السياسي في الحكومة الإسرائيلية، وصعود رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، الذي لا يعاني عقدة لبنان، كما كان يعانيها رئيس الوزراء السابق، أرئيل شارون، وقررت “إسرائيل” أن تخوض حرباً ضد حزب الله، تفاجأ الجيش الإسرائيلي وحكومته بأنهما لم يستطيعا تحقيق أي إنجاز عسكري أو سياسي أمام حزب الله على مدار 33 يوماً من القتال الشرس، بل سجلت حرب تموز نفسها كهزيمة وفشل إسرائيليَّين، لم تتعافَ منهما “إسرائيل” ولا مؤسستها العسكرية حتى الآن.

الهجرة الجماعية؟ الليكود يأتون إلى رشدهم؟ السيناريوهات التي تنتظرنا

أقلام – ترجمة مصدر الاخبارية

يديعوت أحرونوت – دان بيري: أحد الأشياء الجيدة التي تلقيناها من الليكود والحكومة الحالية: لقد مزقت القناع الذي سمح لسنوات للإسرائيليين المعتدلين والمعقولون بدعم الأحزاب اليمينية دون تردد كبير.

الآن، عندما يتضح إلى أين يتجهون، يمكننا أن نناقش بجدية الاحتمالات الحقيقية التي يقدمونها للبلاد الخلفية واضحة: محاولة لحم الضفة الغربية بإسرائيل لجعلها دولة ثنائية القومية.

الاستمرار في إرضاء الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة مع تجاهل الآثار الصعبة – الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية؛ والسعي لبناء نظام جديد يمنع المجتمع من الدفاع عن نفسه. لذلك، فيما يلي بعض السيناريوهات بناءً على ما رأيته في العالم على مدار سنوات عديدة كمراسل أجنبي ومحرر إخباري.

انتصار ديمغرافي لليمين. يفترض الكثيرون أن هذا سيكون هو الحال، بالنظر إلى معدلات المواليد في المجتمعات الأرثوذكسية المتشددة والدينية، الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز القوى التي تريد دولة دينية ذات حكم استبدادي على حساب إسرائيل الليبرالية. مثل هذه الأمور حدثت بالفعل في ظروف مختلفة، بحسب إيران، وأقدر أن فرص حدوث ذلك عالية هنا أيضًا، بسبب الاحتمال الأكبر للسيناريو التالي.

الهجرة الجماعية لليبراليين هؤلاء السكان يجلسون على الغالبية العظمى من الناتج المحلي الإجمالي ويفخرون بالعديد من إنجازات البلاد. لن يوافق شعبها بعد الآن على العيش في بلد غير ديمقراطي (بسبب القمع الدائم للفلسطينيين) ويشبه إيران بشكل متزايد. وإذا استنفد الأمل، فإنهم سيغادرون البلاد، على غرار رحيل المسيحيين عن لبنان، الذي عزز القوة الديموغرافية للشيعة في البلاد.

انقسام على اليمين. السيناريو المنشود، من وجهة نظر الصهاينة الكلاسيكيين، هو أن الناخبين اليمينيين سوف يتخلون عن التحالف مع الأرثوذكس المتطرفين والمسياني. هناك دلائل على أن هذا بدأ نتيجة للسياسات الحكومية الحالية. تحدث التحولات في الرأي العام نتيجة الصدمة – على سبيل المثال التحول إلى اليمين في إسرائيل بعد الانتفاضة الثانية – وكانت الأشهر القليلة الماضية بمثابة صدمة بالفعل.

إذا تعزز الاتجاه في الاستطلاعات، فقد يؤدي ذلك إلى تمكين ائتلاف معتدل على جميع الجبهات، لا سيما في وقف الاستيطان في الضفة الغربية وإلغاء الترتيب مع اليهود الأرثوذكس المتدينين فيما يتعلق بميزانيات المؤسسات التعليمية غير الأساسية وبدلات الأطفال.

الانقسام إلى دولة غربية ليبرالية ودولة دينية استبدادية. يضم الشريط الساحلي الممتد من غوش دان إلى منطقة حيفا حوالي نصف السكان وسيكون دولة ليبرالية وعلمانية وغربية ومزدهرة ويهودية بالكامل تقريبًا.

يمكن أن يحدث هذا باعتدال، على سبيل المثال الفيدرالية أو الكانتونات – ولكن أيضًا كطلاق على غرار أواخر تشيكوسلوفاكيا. لولا صعوبة حماية مثل هذا البلد الصغير، فمن الواضح تقريبًا أن هذا هو الشيء الصحيح الفكرة جميلة لكن تنفيذها غير واقعي في الواقع الحالي.

الحرب الأهلية. وتتجاهل الأغلبية الاحتمال المروع والإنكار المماثل الذي رأيته في يوغوسلافيا في ذلك الوقت. لدى إسرائيل الخصائص الكلاسيكية للمجتمعات المعرضة لخطر الحرب الأهلية: الصراعات العرقية والدينية العميقة، وعدم الاتفاق على ترتيبات تقاسم السلطة والتوترات بين المناطق الجغرافية. إنه أمر فظيع، لكنه ممكن، وقد يؤدي حتى إلى الانقسام.

انقلاب عسكري. على مدى عقود، كان النظام الأمني أكثر حماسة من السياسيين والجمهور. القادة الأذكياء في الجيش والموساد والشاباك والشرطة يعرفون الحقائق. يتوافق فهمهم مع نظرائهم في الأعمال التجارية والنخبة العلمية والأكاديمية. ولكن إذا بقيت الكتلة اليمينية في السلطة، يمكننا أن نتوقع أن يتغير ذلك بسبب تعيين ضباط مخلصين.

في الوقت الحالي، يخشى قادة الأمن في الغالب من انهيار الديمقراطية. يمكن بالطبع العثور على صراع طويل الأمد بين الجيش والقوى الدينية في تركيا. اليوم، الدين قد فاز (والدولة خسرت).

الانتحار الوطني الذي نشهده في إسرائيل في الأشهر الأخيرة ليس مشهدا نادرا في التاريخ. يتطلب الوضع من كل إسرائيلي أن يفحص بهدوء الخيارات المعروضة علينا ويقرر أيها الأقل سوءًا. أتمنى خيبة أمل الليكوديين.

اقرأ/ي أيضًا: صواريخ الضفة.. رسائل ودلالات

المنطقة بأكملها على فُوّهة بُركان.. بقلم| طلال عوكل

أقلام _ مصدر الإخبارية

هذا المقال بعنوان ” المنطقة بأكملها على فُوّهة بُركان” .. بقلم| طلال عوكل 

مُرتبك ومُربك الوضع في إسرائيل، والأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً، بحيث يصعب التكهُّن فيما إذا كان ما يجري من تطوّرات سيؤدّي إلى تفجير الأوضاع مع جبهة أو جبهات عديدة خلال الأسابيع المقبلة.

الثابت الواضح، هو أنّ إسرائيل ستواصل تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية و القدس، خصوصاً في المسجد الأقصى، فيما يُواصل الفلسطينيون المقاومة والتصدّي لحملات الإرهاب الصهيونية.

على مدارِ يومين، شنّت الشرطة الإسرائيلية بحماية الجيش اقتحامات وحشية على المعتكفين في المسجد الأقصى. وبينما لم تتوقّف اقتحامات المستوطنين للمسجد خلال أيام «عيد الفصح» اليهودي، يدعو إيتمار بن غفير الشرطة والمستوطنين لاقتحامٍ واسع للمسجد الأقصى، الأربعاء القادم.

بعد عملية الأغوار، التي قُتِلت فيها مستوطنتان، ارتفعت حرارة الحكومة، التي حشدت المزيد من كتائب وفرق الشرطة و»حرس الحدود» والجيش، وكأنّ إسرائيل كلّها تقاتل على جبهة الضفة الغربية والقدس.

لم تضع إسرائيل في حُسبانها أن تتسع دائرة التهديد إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك انطلاقاً من تقييمٍ خاطئ لمكانة القدس، وردّات الفعل المحتملة جرّاء استهداف المسجد الأقصى.

أربعة وثلاثون صاروخاً من نوع «جراد»، أُطلقت من جنوب لبنان على الشمال، تدّعي إسرائيل أنّ «القبّة الحديديّة» أَسقطت خمسة وعشرين منها، كانت سبباً في جولةٍ من القصف المحدود على غزّة، وجنوب لبنان.

مُؤشّرات توسُّع التهديدات لم تقف عند هذه الحدود، وإنّما شملت تكرار دخول مُسيّرات من لبنان أسقطها الجيش الإسرائيلي، ثم إطلاق ثلاثة صواريخ من الجولان سقط واحد منها في إسرائيل.

هذه المُؤشّرات، ربّما كانت مجرّد رسائل ساخنة توطئة لما هو أكثر جدّية، وشكّلت اختباراً سقط فيه الجيش الإسرائيلي على نحو فاضح.

منذ اللحظة الأولى لسقوط الصواريخ من جنوب لبنان، بادر الجيش الإسرائيلي لتبرئة «حزب الله» ولبنان، في محاولة مكشوفة للتعبير عن رغبة إسرائيلية بتجنُّب الاشتباك مع «حزب الله».

إسرائيل تعوّدت ــ على سبيل المثال ــ تحميل حركة « حماس » التي تسيطر على قطاع غزة ، المسؤولية عن سقوط أي صاروخ، تطلقه جماعات ربّما بغير رغبة الحركة، ما استدعى دائماً قصف مواقع لـ»حماس»، ولكنها لم تفعل الشيء ذاته مع لبنان و»حزب الله».

تعرف إسرائيل أنّ إطلاق أربعة وثلاثين صاروخاً من لبنان لم يكن ليتمّ من دون تنسيق أو معرفة «حزب الله»، ولكنها تجنّبت تحميله المسؤولية، وادّعت أن «حماس» هي المسؤولة رغم أنّ الحركة نفت علنياً أنها من قامت بذلك.

كان لا بدّ في هذه الحالة أن يتمّ الردّ الإسرائيلي على قطاع غزة، في جولةٍ من القصف كانت محدودة، بعلم الوسطاء، وبمُؤشّرات الوضع الميداني، مُدّعية أنّ هذا الردّ جاء على إطلاق صواريخ من غزّة، كانت قد ردّت عليها في حينه.

الردّ الإسرائيلي على ما تدّعي أنّه بسبب إطلاق صواريخ من غزة قبل بضعة أيام قبل إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، لم يكن أكثر من استعراضٍ ضعيف من قبل حكومة بنيامين نتنياهو ، ما يُشير ويؤكد أنّ الردع الإسرائيلي يتآكل، وأنّ إسرائيل تخشى من الدخول في مواجهة سواء مع غزة أو لبنان كل على انفراد، أو على نحوٍ متزامن.

المسؤولون على المستويَين السياسي والعسكري، وكذلك الأمني لم يكفُّوا خلال الأشهر المنصرمة، عن التبجُّح بأنّ الجيش قادر على خوض معركة مع جبهات عديدة في الوقت ذاته، لكن الوقائع الأخيرة، لا تعطي مصداقية لمثل هذه التصريحات التي بدت جوفاء.

البعض يعتقد أن ضعف الردّ الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ ومُؤشّرات التحرُّش بها من لبنان والجولان وغزة، يقع في إطار حسبة سياسية يُديرها نتنياهو، لكن هذه الحسبة تصطدم بضعف جاهزية إسرائيل بسبب هشاشة الأوضاع الداخلية، وما ظهر من تداعيات الأزمة على قطاعات في الجيش والشرطة والمجتمع.

الخشية الإسرائيلية من تدهور الأوضاع إقليمياً تدفع الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات احترازية، في حال وجدت نفسها مُتورّطة في أحداثٍ كبرى بسبب التطرُّف الإسرائيلي، أبرز هذه الإجراءات إرسال غوّاصة «فلوريدا» القادرة على حمل مئة وخمسين صاروخاً من طراز «توما هوك» إلى البحر الأحمر، تقول المصادر الأميركية: إنها لدعم الأمن في المنطقة ولردع إيران عن شنّ هجمات ضد قواتها في الشرق الأوسط.

في الواقع، فإنّ الاستخلاص الأساسي هو أنّ إسرائيل ليست صاحبة مصلحة في تصعيد الاشتباك مع غزة، أو في المحيط، وأن تركيزها الأساسي يقع في الضفة الغربية والقدس.

مع ذلك لا يمكن أن نستبعد، أي مغامرة، من قبل حكومة على هذا المستوى من العنصرية والفاشية، بما أنها تمارس طبيعتها فهي مثل المُدمِن على المُخدّرات، الذي لا يستطيع الصيام عن تناولها لبضعة أيّام، أي أنّها حكومة مُدمِنة على الإرهاب وارتكاب المجازر من دون حساب.

لسنا الوحيدين الذين يقيّمون الوضع في إسرائيل على هذا النحو، فهذا أفيغدور ليبرمان يقول: «لم نشهد كل هذا الانهيار الداخلي من قبل، فالردّ على عملية غور الأردن نكتة مُضحِكة، ونتنياهو يواصل الضعف والانهزامية».

رئيس «المعارضة» يائير لابيد يقول: «مئة يوم قادت حكومة نتنياهو دماراً داخلياً غير مسبوقٍ، والمجتمع الإسرائيلي ينهار، إنّها أكبر أزمة وطنية في تاريخ إسرائيل».

وعلى الرغم من أنّ هذا التخبُّط تقوده الحكومة، فإنها لم تنجح في تحشيد «المعارضة» بدواعي مواجهة خطر على إسرائيل، فلقد انطلقت مسيرة بمئات الآلاف في «تل أبيب»، السبت الماضي، في سياق المعركة ضدّ ما تُسمّى «الإصلاحات القضائية» التي لم يتحوّل عنها نتنياهو وفريقه.

في كلّ الأحوال، فإنّ الحذر سيّد الموقف، لأنّ الذئب الجريح أشدّ خطراً.

الرد الوطني على انكار الشعب الفلسطيني.. بقلم: جمال زقوت

أقلام _ مصدر الإخبارية

لم تبرد مقاعد لقاء شرم الشيخ “الأمني” بعد مغادرة جالسيها حتى أخرج سموتريتش عصارة عنصريته وعنصرية نتانياهو نفسه، ليس فقط بانكار حق شعبنا المقدس في تقرير المصير على أرض وطنه، بل وبانكار وجودنا كشعب . هذه هي الكهانية التي تجلس على مقود حكومة تنفيذ خطة حسم الصراع بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية من جذورها الراسخة في هذه البلاد، وهذه هي أوهام خرافة الرواية التوراتية بصيغتها الكهانية التي تعمل حكومة سموتريتش- بن غفير بزعامة نتانياهو على تنفيذها فوق أنقاض ركام حقيقة وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الطبيعية والتاريخية.

السؤال الذي يواجهنا هو ليس الخلاف على طبيعة هذه الحكومة ذات النزعات الفاشية، ليس فقط إزاء حقوق الشعب الفلسطيني، بل وحتى ازاء هوية وطبيعة دولة اسرائيل ذاتها، بل السؤال الحقيقي هو هل يعتقد ممثلو السلطة الذين ذهبوا لهذه اللقاءات، في تعارض مع الإجماع الشعبي وادارة الظهر لمجرد وجود مؤسسات يفترض أنها تمثل الشعب الفلسطيني ” ولو شكلياً”، يمكن لهم أن يحصدوا من هذه اللقاءات غير الوهم والخداع وتحويل السلطة برمتها إلى مجرد عصا أمنية .
فحتى اللغو حول الولاية الحصرية لأمن السلطة على المناطق المسماة”أ” ستظل مرتبطة بمدى نجاح العصا الأمنية لحماية الأمن الاسرائيلي، وبما يشمل أمن المستوطنين والاستيطان الذي يسارع الزمن للضم الصامت والمعلن الذي يقوده العنصري سموتريتش بتنفيذ خطة حكومة نتانياهو الأب الروحي للرواية التوراتية الكهانية “أرض الميعاد” حيث حق تقرير المصير فيها حصراً لليهود دون غيرهم على الاطلاق.

الجولة الأولى في العقبة جلبت جريمة حرق بلدة حوارة ، ودعوات سموتريتش لمحوها، فما الذي ستأتي به جولة شرم الشيخ، بالاضافة لاعلان هذا العنصري بانكار حقيقة الشعب الفلسطيني واعتبار وجوده في هذه البلاد مجرد اختراع طارئ “حانت ساعة معالجته”، ربما باقتلاعه وتصفية قضيته، وأيضاً ربما من وجهة نظره لا مشكلة اذا تولت قوى الأمن الفلسطينية من اسكات مجرد صراخ الضحايا خلال تنفيذ الحريق الكبير القادم .

فنتانياهو الخبير الداهية في العلاقات العامة لا يريد أن يُغضب كثيراً الحليف الأمريكي، طالما أن المخطط يسير بصمت ، سواء لجهة تنفيذه أو لجهة إخماد صوت الناس المتمردين عليه في صفوف الشعب الفلسطيني. هذه هي بالضبط ما تسمى بخطة التهدئة. أن يستمر كل شئ بصمت دون احراج في مجلس الأمن، و دون اعتراض جدي في الميدان . فما يرشح عن ما يسمى بالتفاهمات لا يأتي اطلاقاً على مجرد ذكر جوهر الصراع المتمثل أساساً بالأرض، وبما يعني استمرار اطلاق يد حكومة المستوطنين في نهبها وضمها وتهويدها، حتى تصدُق خرافة سموتريتش ازاء خرافة”اختراع الشعب الفلسطيني” .

أما السؤال الجدي الذي يواجهنا ولم يتبقَ لدينا وقت من أجل الإجابة الملموسة عليه، وهو كيف نسقط أوهام حكومات اسرائيل ونُفشل في الميدان مخططاتها العنصرية التوسعية التي لا تستبعد الاقتلاع والتهجير لاستكمال ما لم يتمكن بن چوريون ومؤسسو دولة اسرائيل من انجازه .
وهنا تنهض أمامنا مجموعة من الأسئلة الحقيقية وهي: هل الاستمرار في وهم اللهاث وراء التفاوض يمكن أن يحمي بقاء شعبنا في هذه البلاد ناهيك عن امكانية صون حقوقه، حيث في هذا الزمن لا أحد يتحدث عن انجازها ؟!

وهل التعايش مع حالة الانقسام التي دمرت نواة الكيانية الفلسطينية تساهم في مواجهة خرافة سموتريتش ؟ أم أن هذا التفتت الذي بات يهدد الهوية الجامعة وليس فقط المؤسسات الوطنية التمثيلية ، إنما يساعد سموتريتش على تحقيق مخططاته، وتمكِّنه من المس بنا كشعب تجمعه أهداف ومصالح عليا باتت بفعل الانقسام معرضة للخطر الداهم ؟

هل ترك أهلنا في قطاع غزة لمصيرهم تحت حكم حماس ، والصمت على الأيدي السوداء التي تعبث من خلف الستار بين غزة و مقر وزارة الجيش الاسرائيلي لتمكين الامارة الحمساوية من الاسهام في وأد الوطنية الجامعة، يساهم في التصدي لخرافة سموتريتش ؟ وكذلك هل اخضاع أهلنا في القطاع لعقوبات مالية وادارية، حيث لا يوجد مصطلح آخر لما اتُخذَ من إجراءات بحق الموظفين من فصل وإحالات لما يسمى بالتقاعد المالي غير أنها عقوبات غير قانونية . هذا في وقت تفرض فيه حكومة حماس ضرائب خارج القانون و وحدة التعرفة الضريبية، كان آخرها بعد الزام الفتيات بلباس الجلباب، حيث قامت بفرض ضريبة على الخياطين بقيمة عشرة شيكل عن كل جلباب، كما تحاول فرض ضريبة خمسة شيكل على الصيادين مقابل كل كيلو سمك يرسل لأسواق الضفة الغربية، وما لذلك كله من دلالات استراتيجية على هويتنا الجامعة. إنها القاراقوشية المزدوجة والمغطاة باستمرار الحصار الاسرائيلي . فهل هذا ما يستحقه أهل القطاع حماة ورافعة الهوية الوطنية وصناع الثورة والانتفاضة ؟
وكيف يمكن المضي بشعبنا نحو الكيانية الوطنية اذا استمر التواطؤ والصمت على هذا الانقسام وعلى تلك العقوبات والاجراءات القاراقوشية ؟

أما السؤال الثالث فهو هل الغاء استقلالية القضاء وإدارة الظهر لصوت رجال القانون من محامين وخبراء سيحمي الحد الأدني من العدالة التي تمثل عماد تماسك المجتمع و وحدة نسيجه الوطني والاجتماعي ؟

أم أن ترك المعلمين ومطالبهم المشروعة دون معالجة في اطار التوزيع العادل للموارد، وبالتالي ترك مئات آلاف الطلبة فريسة التجهيل. هل هكذا نفشل خرافة سموتريتش؟ هذا في وقت أن سلاح الفلسطينيين الأول لمواجهة جريمة النكبة والاحتلال كان العلم والتعليم ، فما بالنا ونحن نعيش عصر الرقمنة والمعرفة التي يقودها الذكاء الصناعي في عالم اليوم بينما أبناؤنا يتعرضون لضياع عام دراسي دون الاجتهاد لاجتراح حل مقبول يعيد الثقة لهذا القطاع الذي بدونه ستهدم خيمتنا وليس فقط مشروعنا الوطني التحرري.

ألم يحن الوقت لوضع الوطن ومصالح الشعب العليا فوق كل الاعتبارات الفئوية والشخصية لاعادة بناء مؤسساتنا الوطنية والحكومية الجامعة وحصر مهماتها في تعزيز صمود الناس،و في مقدمتها استعادة حقوقهم الدستورية سيما صون حقهم في التعبير، وانتخاب ممثليهم وقيادتهم وحكومتهم التي تحرص على حياة وكرامة مواطنيها، ولا تعيش الاغتراب عن همومه المتراكمة ؟

هذه عينة من عشرات الأسئلة، وهي برسم الإجابة عليها، ودون ذلك فنحن في خطر المزيد من التفكك . واذا استمر أهل الانقسام بصم آذانهم عنها، فليس أمام الشعب سوى استعادة زمام المبادرة للدفاع عن كونه شعب و يستحق الحياة والحرية والكرامة الوطنية .

لعنة الاحتلال على شعبه ولعنة الفلسطيني!

أقلام _ مصدر الإخبارية

هذا المقال بقلم: أكرم عطا الله، بعنوان” لعنة الاحتلال على شعبه ولعنة الفلسطيني!”

ما يحدث في إسرائيل فتح شهية الكثير من المتابعين لتفسير الظاهرة التي تجتاحها، وإن كانت مرئية للمتخصصين الذين يتابعون المسار الإسرائيلي الصاعد بثبات نحو اليمينية بفعل الديمغرافيا التي حذر منها مبكرا الداعية أرنون سافير، وكان بقصد الديمغرافيا في مواجهة الفلسطيني.

ولم تتوقف مراكز الفكر عند الخطورة الأكبر على إسرائيل وهي الديمغرافيا اليهودية والانزياح داخل الكتلة اليهودية نفسها، والتي تمت رعايتها وتسمينها منذ ثمانينيات القرن الماضي بجملة من القوانين التي أفسحت للعائلات الدينية أن تتفرغ للإنجاب وقراءة التوراة والحصول على أعلى الرواتب.

أسباب كثيرة تقف خلف هذا الانزياح يمكن أن تكون مادة ثرية لعلماء الاجتماع منها البعد الديمغرافي ومنها الجين الوراثي التوراتي الذي رافقها منذ التأسيس، وترابط القومية بالدين بلا انفكاك ما جعل حزب مثل «ميرتس» يوما يقف إلى جانب إيهود باراك في قمة كامب ديفيد قبل أكثر من عقدين رافضا عودة اللاجئين الفلسطينيين؟ دون أن يتوقف أمام هذا الالتباس الكبير في برامجه اليسارية التقدمية وبين قوميته الدينية العنصرية ما يصلح مثالا دائما على مأزق التناقضات الكبير.

ولكن ما كان له دور أكبر في تسريع هذا الانحدار لحسم الخيارات ولفك التناقضات هو عامل الاحتلال الذي تحول إلى سوسة داخلية نخرت عظم المجتمع الإسرائيلي وأعادت صياغة قيمه نحو الحروب والهوس والعنف. هذا العنف الذي أصبح جزءا من يوميات الإسرائيلي وثقافته تجاه الآخر كان لا بد وأن يفعل فعله في إعادة صياغة العقل الإسرائيلي، ولا بد أن يتفرغ للداخل بين اليهود أنفسهم حين تسيطر سيكولوجيا العنف على المجتمع ويصاب بالهوس والتسلح ويصبح عقيدة اجتماعية.

قبل حوالي ربع قرن في نهاية التسعينيات، حدثت جريمة كبيرة هزت إسرائيل كان بطلها سائق تاكسي قام بقتل سائحتين كان يقلهما في منطقة إيلات، وفي التحقيق تبين أنه كان أحد عناصر القوة الخاصة التي شكلها شارون في قطاع غزة لتصفية الفدائيين في السبعينيات، واتضح أن هذا العنف كان مستمدا من وحشية الجرائم الذي ارتكبها السائق واعتياده على القتل.

لقد شهد المجتمع الإسرائيلي تحولا كبيرا في تكتلاته السياسية والاجتماعية إثر حرب أكتوبر العام 73، حيث أفقدت هذه الحرب التي هددت إسرائيل الجيش الإسرائيلي وهجه وحضوره الاستعلائي لصالح القوى اليمينية التي بدأت ترفع رأسها. وكان التعبير عن ذلك هو بداية المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي انطلق بعدها والذي يقف، الآن، ككتلة اجتماعية عبرت عن نفسها سياسيا وهي الكتلة التي تستهدف الدولة العميقة في إسرائيل وتقف خلف كل هذا التصدع الحاصل، فلولا الاحتلال لكانت إسرائيل أكثر تماسكا.

عندما تأخذ الإسرائيلي الذي أنهى دراسته للتو في حقل التكنولوجيا لتجعل منه قاتلا في ساحات الضفة الغربية أو قناصا على حدود قطاع غزة يتسلى بقتل الناس، هل يمكن أن يعود مواطنا مدنيا طبيعيا ؟. فحين تصبح الملاحقة والقتل جزءا من يوميات الحياة كما يحدث منذ عقود يصبح الحديث عن سيكولوجيا طبيعية ومواطن سوي شيئا من العبث وهذا يدركه علماء النفس فهي عملية تربية.

في الانتفاضة الثانية التي شهدت حكم آخر بقايا اليسار العلماني كان للصدام بين الشعبين الدور الأكبر في انزياحهما نحو اليمين، فذهبت إسرائيل لاستدعاء أرئيل شارون الرجل الأكثر عنفا في تاريخها والذي كان قد تمت إزاحته لدوره في مذبحة صبرا وشاتيلا لمواجهة الأمر، لينتقل المجتمع نحو يمينية عنيفة بسرعة شديدة قضت على اليسار الإسرائيلي، ومنذ ذلك التاريخ كان الحكم وما زال لليمين، فقط كان ذلك بفعل العامل الفلسطيني، هذا اليمين هو الذي يشرف الآن على جر إسرائيل نحو هاوية العالم الثالث.

قبل حرب حزيران 67 كانت إسرائيل قد سيطرت على الجزء الأكبر من فلسطين التاريخية وأقامت دولتها، وانشغلت ببناء نفسها واقتصادها وخصوصا مع المقاطعة العربية في الخمسينيات والستينيات لتعتمد على ذاتها وتعزز علاقتها بأوروبا. والحقيقة أنها تمكنت من تحقيق نجاح كبير ولكن بعد احتلالها للفلسطينيين دخلت في صراع يومي جعلت كل أبنائها قوة للسيطرة على شعب آخر مهمتهم الاستعباد والقتل والتنكيل وممارسة العنف، فأصبح ذلك ثقافة دخلت في مسامات لشعب كامل وأصبحت جزءا من هويته ليس فقط السياسية بل وأيضا الاجتماعية، ولا تمارس فقط تجاه الشعب الفلسطيني بل وأيضا لا بد وان تجد لها تعبيرات لدى الآخر الإسرائيلي وهذا ما نراه في خطاب الكراهية والعنف في إسرائيل.

لقد تحدث أكثر من مفكر يهودي وكاتب إسرائيلي عن خطورة الاحتلال على المجتمعات نفسها، وكان أبرزهم المفكر يشعياهو ليبوفيتش وحديثه عن حرب حزيران 67 والتي حملت إسرائيل «من الفخر القومي ونشوة النصر إلى القومية المتطرفة»، وإيلان باببيه وجدعون ليفي الذي يشير دوما لخطورة الاحتلال على المجتمع، لكن إسرائيل التي كانت ثملة بخمر الانتصار كما وصفها الكتاب الذي قام بتأليفه تشرشل الابن والحفيد عن حرب حزيران كانت ثملة بخمر الانتصار إلى الحد الذي لم تر فيه سرطان الاحتلال الذي سيأكلها من الداخل … وتلك كانت لعنة الفلسطيني المزروع عميقا في الأرض.

مجزرة نابلس وخطاب الهزيمة.. بقلم:مصطفى إبراهيم

أقلام _ مصدر الإخبارية

هذه الجماهير الغفيرة التي تعتمل صدورها وقلوبها بالغضب والحزن، مهمتها ليست فقط تشيع الشهداء والهتافات في وداعهم بانتظار مجزرة جديدة ورد فعل انتقامي.

والتضليل بخطاب اعلام الهتافات من قبل اعلام رسمي أصبحت مهمته التضليل. لا شيءٍ يبرر هذا العدوان، وما يجري من قتل يومي في نابلس وجنين والقدس، وعدوان اجرامي. والخطاب الرسمي الفلسطيني الاستجداء والوقوف على أبواب الأمم المتحدة والرهان على الموقف الأمريكي والمطالبة بالحماية، ومصطلح “احمونا”، الذي تحول لخطاب رسمي والهروب من التوافق على برنامج وطني لمقاومة الاحتلال.

ويبدو الموقف والخطاب الفلسطيني العاجز بأن مهمته تسهيل مهمة الاحتلال ونظام الفصل العنصري، وعدوانه وقتل الفلسطينيين، وتفكيك أزماته وتطبيع العلاقات الأمنية معه على حساب الشعب والقضية.

حصيلة العملية الإرهابية ومجزرة نابلس 11 شهيداً، واصابة نحو 100 بجروح.‏ وبلغ عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري حتى الآن ( 62 شهيداً ).

وعلى الرغم من التفاهمات بين دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية برعاية أمريكية، واستجابة السلطة سحب التصويت على ادانة الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن الدولي، بناء على تفاهمات بين حسين الشيخ وتساحي هنجبي، والرئيس محمود عباس ورئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو في القنوات الخلفية.

وفي بداية الأسبوع جرت اتصالات بين السلطة وإسرائيل بشأن تهدئة التوتر قبل شهر رمضان، وتم الاتفاق على استمرار الاتصالات.

كل ذلك علي أمل فتح أفق سياسي كما ورد في بيان اللجنة لمركزية لحركة فتح أول أمس الثلاثاء. مجزرة نابلس وهذه نتيجة الرهان على الوعود الامريكية وهمها فقط الحفاظ على أمن ⁧إسرائيل ‬⁩ أولاً وأخيراً.

في ظل عدم توقف الحرب ‬⁩ التي تشنها حكومة نتنياهو ضد الفلسطينيين في الضفة.

مجزرة نابلس وهي استمرار لسياسة نتنياهو وخطط حكومة التغيير لبيد / غانتس وتكتيكاتهم باجماع صهيوني على ارتكاب الاحتلال الجرائم. وتواطؤ الادارة الأمريكية وما تسميه مخاوف الاحتلال الأمنية.

تشن دولة الاحتلال حرب شرسة تستخدم فيها تكتيكات واستراتيجية عدوانية قائمة على القتل والردع.

شراسة العدوان الإسرائيلي مستمرة منذ بداية العام الماضي وكأنها نسخة من الحرب التي شنتها دولة الاحتلال في العام 2002 (السور الواقي).

خطاب التضليل الرسمي لاحتواء الغضب الجماهيري، والتغطية الإعلامية لمجزرة نابلس، ستنتهي مع نهاية توديع الشهداء، والاعلان عن يوم اضراب وحداد وطني في الضفة الغربية، وبالمراقبة في غزة، والادانة والشجب والاستنكار من قبل الفصائل، والقيادة والطلب من المجتمع الدولي والولايات المتحدة الامريكية الضغط على حكومة نتنياهو التي تتلقى الدعم والحصانة.

خطاب القيادة الفلسطينية المعتاد، والمعروف مسبقاً، وتجاهل الغضب الشعبي، وتعمل كأنها وسيط، وكعادتها عند وقوع هذه المجازر التي تثير غضب الفلسطينيين، تخرج سلاحها النووي والتهديد المتمثل بالذهاب الى مجلس الامن الدولي لطلب الحماية الدولية، وتقديم بلاغات للمحكمة الجنائية الدولية.

تجارب الفلسطينيين مريرة مع القيادة ورهانها على الوعود الأمريكية وقراراتها غير القابلة للتنفيذ، سواء تلك المتعلقة بوقف العلاقة مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني بناء على توصيات المجلس المركزي. وسابقة سحب دعمها لمشروع قرار في مجلس حقوق الإنسان لإدانة دولة الاحتلال بناء على تقرير القاضي غولدستون في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على اثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2009، بذريعة أن من شأنه أن يقوض جهود عملية السلام.

هذا الخطاب والسوابق والاستجداء بطلب الحماية تنتج خطاب الهزيمة واهانة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وكما تحول خطاب الحياة مفاوضات إلى خطاب رسمي عام، تحول الخطاب الوطني الى خطاب بدنا حماية، واستسهال القتل واستباحة الدم الفلسطيني، والاستخفاف بالجماهير الفلسطينية وتهميشها وتغييبها عن العمل الوطني والسياسي ومقاومة الاحتلال علي الارض.

عمليتا الطعن بالقدس والتحديات الناتجة عنها

بقلم- عرفات الخواجا

تأتى عمليتا الطعن شرق القدس واحدة منها على حاجز أمنى للشرطة وأثناء عملية تفتيش وانتشار ويقظة كاملة لأفراد الشرطة .وهذا فيه نوع من التحدي الأمني الواضح.

▪︎تأتى تلك العمليات استجابة وردا قويا و سريعا على تهديدات وزير الأمن القومي ( بن غافير) البربرية بالهجوم عبر سور واقى2 شرق القدس. وهى رسالة تحدى قوية (لبن غافير) وحكومته.

▪︎العمليات تخلق معادلة جديدة في مدينة القدس بأنها أصبحت الآن بوابة ومصدر العمليات التي تقودها (الأسود المنفردة) هناك ورسالتها في ذلك واضحة بأن كل تهديد لشرق القدس وكل ساحات المقاومة يستوجب ردا وهذا الأمر سيصعب على حكومة الاحتلال وجيشه وامنه مواجهة هذا النوع من العمليات.

▪︎التهديد بزيادة قوات الشرطة والجيش وبناء الحواجز ورفع مستويات التأهب والاستعدادات الامنية وهدم البيوت واعتقال عائلات منفذي العمليات في القدس والضفة والتي تهدف لوقف العمليات قد فشلت بعد هذه العملية التي تؤكد أن كل هذه الإجراءات الانتقامية لن توقف زحف واستمرار العمليات. وهذا تحدى لكل الإجراءات الانتقامية.

القدس على موعد مع معركة صعبة وضارية

أقلام _ مصدر الإخبارية

بقلم: د. عبد المجيد سويلم

لن تتراجع هذه الحكومة الإسرائيلية الموغلة في العنصرية والمتطرفة عن معركةٍ ستعتبرها حاسمة في القدس ، وكل ما يقوله المتطرف إيتمار بن غفير ليس من بنات أفكاره، كما تحاول بعض الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية أن توحي، لأن معركة القدس والتي يُطلق عليها هذا المتطرف الأرعن «السور الواقي ــ 2» ليست سوى قرار رسمي حكومي، وما يجري ليس سوى الإعلان «الرسمي» عنه.

والتسمية للعملية التي يجري التحضير لها على قدمٍ وساق، ليست عفوية ولا ارتجالية أو استعراضية أو «تبجُّحيّة» أو حتى تهويلات إعلامية، بل هي في الحقيقة عملية شاملة من اقتحام المدينة وكل حيّ أو حارة أو زقاق فيها، وسيكون «التفتيش» لكل بيت وفي كل شارع، ولن يتم استثناء أيّ مكان بما فيها المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات، وستشارك بها قوات كبيرة من الجيش ومن الشرطة ومن «حرس الحدود»، وبتنسيق كامل من قبل كل الأذرع الأمنية و»القوات الخاصة» و»وحدات المستعربين»، وسيتم من خلالها استخدام كل الوسائل والتقنيات التي تتوفر بأيديهم، بما في ذلك الطائرات المروحية والطائرات من دون طيّار.

على ما يرشح من «ثنايا» الإعلام، والإعلام «اليميني» الأكثر عنصرية وتطرفاً وفاشية ستعتبر أن «نجاحها» في «كبح الإرهاب» في المدينة المقدسة هو (بروفة) لـ»السور الواقي ــ 2» في مناطق أخرى من الضفة، ولمناطق بعينها بالمنظور الراهن، ولكل الضفة إذا ما «لزم الأمر».

ترى هذه الحكومة المأزومة أن اقتحام القدس سيخدمها من زوايا عدّة، وخصوصاً زاوية قدرة المدينة في التصدّي لقوات الاحتلال، حيث تعتقد هذه الحكومة أن القدس هي المدينة الوحيدة في الضفة التي «لا يمكن» أن يكون فيها سلاح منظّم كما هو الحال في مدن أخرى في الضفة كما هي نابلس وجنين ومدن أخرى.

وترى هذه الحكومة أن إمكانية نجاح العملية في القدس أعلى من أي مدينة أخرى، وأن فشل هذه العملية يعني أن «السور الواقي ــ 2» ليس وارداً، وسيصعب الإقدام عليه، إن لم نقل ستستحيل موافقة الجيش عليه، ليس فقط لهذا السبب، وإنما لأسباب إضافية كثيرة أخرى، لا يتّسع المقام لها هنا.

أقصد أن هذه الحكومة المأزومة إلى درجة الاختناق تحتاج إلى انتصار سهل، أو هي على قناعة بأن «الانتصار» سيكون سهلاً بالمقارنة مع أيّ مدينة أخرى.

يُضاف إلى كل ذلك فإن هذه الحكومة الغارقة حتى أذنيها، والتي تلهث وراء الجناح الفاشي فيها ستتصدّع فوراً إذا لم تُقْدِم على هذه العملية، طالما أن هذا الجناح قد حرق كل السفن، وطالما أن التراجع عنها قد تحول في الواقع إلى أزمة كبيرة، تُضاف إلى سلسلة الأزمات التي تمرّ بها، والتي من شأن تفاقمها حول هذه المسألة بالذات أن تطيح بها.

وتراهن هذه الحكومة التي تشتدّ الحبال حول عُنقها على النجاح في «استئصال» الخلايا «النائمة» فيها، و»تصفية وتحييد» (الذئاب المنفردة)، كما تطلق عليها هذا الوصف، في ضوء أن مدينة القدس بالذات تتصدّر المشهد الكفاحي الفلسطيني في عموم الضفة الفلسطينية، وطالما أن «القدس الموحّدة»، و»العاصمة الموحّدة» تحت السيادة الإسرائيلية هي المدينة التي تثبت بصورة قاطعة وحاسمة، وبطولية، أيضاً، أن هذا الوهم الصهيوني هو أبعد ما يكون عن الواقع القائم على الأرض.

وتتأمّل الحكومة الصهيونية المثقلة باستمرار وتصاعد «المعارضة» لسياساتها داخلياً، «بامتصاص» تنامي هذه المعارضة، خصوصاً وأن الإضرابات أصبحت على الأبواب، وانسحابات الشركات «الرائدة» من الأسواق الإسرائيلية قد تجاوزت مرحلة التحذير، وباتت في عداد الوقائع المؤكدة.

هنا تأمل حكومة التطرف والعنصرية بالقدرة على تحويل الأنظار عن واقعها المأزوم بصورة غير مسبوقة نحو «نجاحات وانتصارات» حول (أزمة الأمن) التي تتحول حسب التقديرات الإسرائيلية نفسها، وحسب التقديرات الغربية، بما فيها التقديرات الأميركية، وحسب تقديرات الإقليم كله إلى مقدمات تشبه إلى حدٍّ بعيد المقدمات التي سبقت الانتفاضة الثانية، حسب تقديرات كثيرة، وتشبه في بعض الظروف، ومن خلال بعض الزوايا ليس المقدمات التي سبقت الانتفاضة الأولى ــ أي الانتفاضة الوطنية الكبرى 1987 ــ، وإنما الشمول والعمق والمشاركة الشعبية العارمة التي ميّزت تلك الانتفاضة، في حين تشبه الانتفاضة الثانية من حيث الأعمال العسكرية والعمليات المسلحة.

أقصد أن المراهنة على اقتحام واجتياح القدس كحلٍّ «ابتدائي» لأزمة الأمن التي توحل فيها هذه الحكومة، ربما ستكون هي نفسها التي ستؤدي إلى انتفاضة وطنية جديدة، وفي أغلب الظن فإنها ــ أي هذه الحكومة ــ تعمل وفق القاعدة التي تقول: «الغرقان لا يخشى من البلل».

كل المقدمات والوقائع تقول إن هذه الحكومة لا بدّ لها أن «تنجح» في شيء «ما» لأنها فشلت في كل شيء.

و»الاستقرار» الذي تبجَّحَ به بنيامين نتنياهو عند فوزه بالأغلبية «المُريحة» تحول إلى كابوس، داخلي، وأمني، وسياسي، واجتماعي واقتصادي، ولم يعد من عناصر هذا «الاستقرار» شيء واحد يمكن الاعتداد به، ولم يعد أمامه سوى «السور الواقي ــ 2»، أو افتعال حربٍ مع قطاع غزة ، أو المغامرة بحربٍ أكبر وأخطر مع إيران، أو البحث عن أيّ مقامرة.

الأزمة أكبر من كل المغامرات وكل المقامرات.

نتنياهو وكل الشركاء والحلفاء من خلفه أو من أمامه يعرفون جيّداً أن الانتخابات لم تعد حلّاً، وهم على قناعة ــ الآن ــ أن الفشل الذي يلاحقهم من كل جانب سيؤدي حتماً إلى تصدع حزب «الليكود»، وإلى تراجع في «شعبية» «الصهيونية الدينية»، وبالتالي لا أمل في عودتهم إلى الحكومة.

ونتنياهو يدرك قبل غيره من الحلفاء والشركاء أن تقديم «التنازلات» لـ»المعارضة» ــ التي أصبحت على قدرٍ كبير من القوّة ــ لن ينفعه في شيءٍ حول «المحاكمات»، ولن يقدر على الإفلات من المحاكمة، خصوصاً بعد أن «كشّر عن كلّ أنيابه» حول قضايا الديمقراطية، وحول «القضاء» تحديداً.

تنعدم الخيارات، خياراً تلو الآخر أمام هذه الحكومة، ولهذا فإنّ المعركة على القدس، من اجتياح واقتحام وتنكيل ستكون «حاسمة» ليس لجهة ما يمكن أن يحقّقه هذا الائتلاف، لأنهم لن يحصدوا سوى الفشل، وإنما من زاوية ما سيؤدي إليه هذا الفشل بالذات من اكتمال دورة السقوط المدوّي، ليس فقط في المدى المنظور، وإنما في المدى الأبعد، أيضاً.

أمّا «أزمة» القدس عندنا فهي أن العرب الذين اجتمعوا في القاهرة، أمس، لا يدركون مع كلّ أسف أن المدينة التي تحتاج إلى الدعم والإسناد، الآن كما في، الأمس، كما في كل يوم قادم، قد سئمت إلى درجة اليأس هذه الديباجات، بل ولم تعد تصدق التعهدات التي يقطعها العرب على أنفسهم في «مواسم» هذا الدعم، وتشعر بالأسى الكبير وهي تعرف أن هؤلاء العرب بإمكانهم أن يمارسوا ضغوطاً هائلة على حكومة التطرف والعنصرية إذا ما رغبوا، وإذا ما أرادوا، خصوصاً أن بعضهم يدّعي أنه أقدَمَ على «التطبيع» بهدف إيجاد الفرص لممارسة مثل هذا الضغط.

والمدينة بالرغم من أسطورة البطولة والتضحية والصمود التي تمثلها لا تجد في الواقع الفلسطيني السياسي ما يهوّن عنها، وما يخفّف من آلامها، هذا إن لم نقل إنها لا تجد سوى ما يزيد من هذه

حضور أميركي غير عادي: خيبة أمل فلسطينية

مقالات _ مصدر الإخبارية

تتابعت زيارات المسؤولين الأميركيين للمنطقة بصورة مكثفة، حيث قام كل من مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات الأميركية «سي آي إيه» وليام بيرنز، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، بالحضور إلى هنا في غضون أقل من أسبوعين، ولقاء المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين وبعض المسؤولين العرب، ما يعكس اهتماماً أميركياً غير عادي بمجريات الأمور والتطورات الحاصلة في منطقتنا التي تبدو الآن وكأنها على برميل بارود، وبالذات بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ، وبشراكة مع أقصى اليمين العنصري المتطرف في إسرائيل، والتصعيد الخطير الذي يترافق مع بدء تنفيذ برنامج هذه الحكومة، الذي يريد القضاء بشكل نهائي على إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وكذلك اندلاع الخلافات الداخلية الإسرائيلية على خلفية تطبيق حكومة نتنياهو «إصلاحاً» في قطاع القضاء والعلاقة بين السلطات في إسرائيل.

ليس طبيعياً أن يأتي ثلاثة مسؤولين رفيعي المستوى بهذه الصورة المكثفة، وأن يبقي وزير الخارجية بلينكن مساعديه في المنطقة لمتابعة العمل والاتصال مع مختلف الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية؛ من أجل التوصل ربما إلى تفاهمات تقلل من حدة التوتر السائد في المنطقة. وهذا إنما يعكس قلقاً أميركياً حقيقياً من تطورات الأحداث، خاصة أن الولايات المتحدة تخوض حرباً مصيرية بالوكالة، وبشكل شبه مباشر، في أوكرانيا ضد روسيا، وحرباً أخرى لا تقل أهمية مع الصين حتى لو لم تكن عسكرية باستخدام الأسلحة النارية. فالصراع الذي يشغل بال واشنطن هو على طبيعة النظام العالمي، هل يبقى تحت هيمنة أميركا وحلفائها، أيْ نظام القطب الواحد كما هو سائد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، أم يتحول إلى نظام متعدد الأقطاب كما تريد روسيا والصين وأطراف عديدة متضررة في العالم؟

مشكلات الشرق الأوسط تقلق أميركا وتشتت انتباهها وتركيزها، ولهذا وجب العمل على التهدئة وإطفاء الحرائق على الأقل إلى حين الانتهاء من حرب أوكرانيا، التي على ما يبدو ستطول أكثر من المتوقع وستستنزف أطرافاً كثيرة، خاصة في الغرب، ولكنها بمقاييس كثيرة حرب كونية ومصيرية بامتياز تفوق أهميتها الصراعات القائمة لدينا، والتي لم تخرج عن السيطرة التامة بعد.

وزيارة المسؤولين الأميركيين استهدفت حل مشكلتين عاجلتين من وجهة نظر الإدارة الأميركية:

الأولى التصعيد الحاصل على ساحة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وبالذات بعد عمليات الاجتياح الإسرائيلية المكثفة للمناطق الفلسطينية، وقتل عدد كبير من الفلسطينيين بحجة محاربة المجموعات المسلحة التي تستهدف الإسرائيليين، وتكثيف الاستيطان وعربدة المستوطنين، والاستفزازات في الحرم القدسي، وكذلك ردود الفعل الفلسطينية التي كانت ذروتها في تنفيذ عملية إطلاق نار ضد الإسرائيليين في منطقة بيت حنينا (حي «نفيه يعقوب» الاستيطاني)، حيث قتل 7 إسرائيليين في هذه العملية الفردية التي تلتها عملية أخرى نفذها قاصر بإطلاق نار على إسرائيليين في حي سلوان في القدس.

التدخل الأميركي للحدّ من لهيب النيران كان بممارسة ضغط شديد على القيادة الفلسطينية للعودة عن قرار وقف التنسيق الأمني، الذي تنظر إليه كل من إسرائيل والولايات المتحدة على أنه خطير على الأمن والاستقرار في المنطقة. وكان العرض الأميركي المقدم للفلسطينيين مخيباً للآمال. فإدارة الرئيس جو بايدن لا تزال تبيعنا الهواء، وتكرر وعوداً لم تنفذ منها شيئاً بعد مرور أكثر من نصف ولايتها: فلا هي أوفت بوعدها ب فتح القنصلية الأميركية في القدس، أو إعادة فتح مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن، ولا حتى استئناف الدعم المادي للسلطة. ناهيكم عن الوفاء بالتزامها بالحفاظ على أفق حل الدولتين.

فما قدمته بخصوص الموقف الإسرائيلي الذي يدمر هذه الفكرة هو مجرد وعود بتقليص بعض أوجه السياسة الإسرائيلية، وليس بالعمل على كف يد إسرائيل عن تنفيذ خطة القضاء على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة. بمعنى أن المطلوب من الفلسطينيين هو مائة بالمائة جهد للعودة للتنسيق الأمني وضبط المناطق المشتعلة وحفظ الأمن فيها، بينما ما هو مطلوب من إسرائيل تخفيف وطأة سياستها دون إلغائها، أي بالتطبيق على نار هادئة دون إثارة.

وبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت عن صفقة عرضها وزير الخارجية بلينكن على إسرائيل، تتضمن إغراءات في موضوع التعاون معها في الملف الإيراني نحو مزيد من التصعيد ضد إيران لمنعها من تطوير برنامجها النووي، ومساعدتها في ملف العلاقات مع السعودية نحو تطبيع العلاقات معها، مقابل الحفاظ على الوضع الراهن مع الفلسطينيين، بعدم القيام بخطوات استيطانية استفزازية أو هدم بيوت أو تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتقوية السلطة الفلسطينية. ونتنياهو لم يرفض الصفقة لكنّ هناك شكوكاً بتنفيذها فلديه التزامات نحو شركائه في الحكم الذين يهددون بالانسحاب من الحكومة في حال لم يطبقوا برامجهم التي اتفقوا حولها.

المشكلة الثانية التي تقلق واشنطن، وتكرس لها حيزاً مهماً من اهتمامها، هي الصراع الداخلي الإسرائيلي، الذي يهدد مستقبل إسرائيل.

ويبدو أن بلينكن تخلى عن الحيادية والدبلوماسية في التعاطي معها عندما أورد تفاصيل ما تريده الولايات المتحدة من إسرائيل بشأن ما يسميه القيم الديمقراطية المشتركة التي تجمع الدولتين، ومطالبة نتنياهو بعدم تنفيذ إصلاحاته دون توافق مع الجميع.

ويظهر من كلام وزير الخارجية أن الإدارة الأميركية، التي تتأثر أيضاً بموقف ناخبيها اليهود الذين يدعم غالبيتهم الحزب الديمقراطي، توجه إنذاراً لإسرائيل بشأن عدم الإخلال بالنظام الديمقراطي القائم على فصل السلطات وحرية الرأي والمساواة بين الجميع.

دولة الكوارث: الزلزال في سوريا والأمل القادم بالضبط من إسرائيل

ترجمة مصطفى إبراهيم _ مصدر الإخبارية

معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي

كارميت فالينسي

الكوارث لا تتوقف على سوريا.. أدى الزلزال القوي الذي ضرب تركيا وسوريا في وقت مبكر من الصباح إلى أضرار جسيمة في جميع أنحاء البلاد، سواء في مناطق النظام أو في مناطق سيطرة المعارضة، بما في ذلك مخيمات النازحين في الشمال الغربي.

هذه أقوى هزة تم تسجيلها في آخر 28 عامًا في البلاد.

ورافقه هزات إضافية شعر بها في الصباح وبعد الظهر.

وتتواصل الأرقام الخاصة بعدد القتلى والجرحى في الارتفاع، وتقدر بنحو أكثر من ألف قتيل وآلاف الجرحى حتى الآن.

عقد النظام السوري اجتماعا طارئا صباح اليوم لمناقشة كيفية التعامل مع الأزمة.

بالنسبة لدولة تم تدمير 70 في المائة من البنية التحتية خلال الحرب، يعيش 90 في المائة من السكان تحت خط الفقر ويعيش حوالي 4 ملايين من السكان في مخيمات اللاجئين – سيكون من الصعب للغاية التعافي من الكارثة الحالية.

القتال معقد بشكل خاص، ليس فقط في ضوء حجم الضرر، ولكن أيضًا لأنه بلد مفكك ، ولا يسيطر فيه النظام إلا جزئيًا.

هناك ثلاث مناطق في سوريا تسيطر عليها أطراف مختلفة – تركيا والأكراد والمتمردين، كل منها يدير مؤسسات وسلطات منفصلة ، وبالتالي فإن عدم التزامن بينها سيجعل من الصعب التعامل مع الأزمة بشكل شامل و بطريقة فعالة.

وقدمت عشرات الدول مساعدات لسوريا ، بينها إيران وروسيا ومصر والإمارات ولبنان والفلسطينيون والصين.

ومع ذلك، فإن التطور الأكثر إثارة للدهشة يأتي من إسرائيل. بعد طلب جاء عن طريق الروس (على ما يبدو من الأسد) ، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستقدم المساعدة للضحايا السوريين.

ستشمل المساعدات البطانيات والخيام والأدوية وحتى الاستعداد لاستقبال الجرحى في إسرائيل وتقديم العلاج الطبي لهم.

كما تبين أنه من الممكن أن يعمل في سوريا الوفد الإنساني الإسرائيلي الذي سيغادر لمساعدة تركيا.

إذا حدثت هذه الخطوة بالفعل ، فهي ليست أقل من سابقة تاريخية.

Exit mobile version