أثار اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الاثنين، بدونيتسك ولوجانسك جمهوريتين مستقلتين عن دولة أوكرانيا، ردود فعل واسعة لدول الجوار والمنظمات والهيئات الدولية.
بدوره أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التزام الولايات المتحدة بوحدة أراضي أوكرانيا عقب اعلان روسيا اعترافها باستقلال بدونيتسك ولوجانسك في شرق أوكرانيا.- بحسب البيت الأبيض-
واستعرض بايدن خلال مهاتفته للرئيس الأوكراني، خطة بلاده لفرض العقوبات على الجمهوريتين المستقلتين روسيًا، متوعدًا أن الولايات المتحدة سترد بحزم بالتوافق مع حلفائها وشركائها لمنع ما أسمته العدو الروسي على أوكرانيا.
انتهاك واضح لاتفاقات مينسك
من جانبه، استهجن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، القرار الروسي المتمثل في الاعتراف باستقلال بدونيتسك ولوجانسك في شرق أوكرانيا واصفًا بأنه انتهاكٌ واضح لاتفاقات مينسك.
وشدد الرئيس ماكرون، على أن هذه الخطوة لن تمر دون رد، متعهدًا بعدم التخلي عن وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها، مؤكدًا أنه سيبذل كل الجهود مع الحلفاء لمنع التصعيد المتوقع عقب القرار.
تعدٍ على سيادة أوكرانيا
أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أعرب عن استنكاره بأشد العبارات لاعتراف روسيا باستقلال بدونيتسك ولوجانسك شرق أوكرانيا، واصفًا بأنه تعدٍ صارخ على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
واعتبر جونسون، خلال مؤتمر صحفي له، اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال الانفصاليين الموالين لروسيا، يُمثل تنصلًا من عملية واتفاقيات مينسك، المُبرمة عام 2015 لإحلال السلام في دولة أوكرانيا.
اقرأ أيضًا: بوتين يعلن الاعتراف بلوغانسك ودونيتسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا
لن تمر دون عقاب
في سِياق متصل، نوهت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إلى أن خطوة بوتين باستقلال بدونيتسك ولوجانسك، تُعد إيذانًا بنهاية اتفاقات مينسك وانتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة، وأضافت: “لن نسمح بمرور انتهاك روسيا لالتزاماتها الدولية دون عقاب”.
فيما أعلنت الولايات المتّحدة الأمريكية، عزمها فرض عقوباتٍ على المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لموسكو في شرق دولة أوكرانيا عقب الاعتراف الروسي باستقلالهما، متوعدة بفرض عقوبات إضافية عند الحاجة.
مقاطعة اقتصادية وتجارية
وأفادت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، بأن رئيس البلاد جو بايدن سيصدر أمراً تنفيذياً يحظر على الأمريكيين القيام بأي عمليات جديدة، استثمارية أو تجارية أو تمويلية، إلى أو مِن ما يسمى بجمهوريتي بدونيتسك ولوجانسك الشعبيتين في أوكرانيا”.
وأضافت أن الأمر التنفيذي المقرر اصداره، يُسمح بموجبه فرض عقوبات على أي شخص يُصر على العمل” في هاتين المنطقتين، لافتة إلى أن العقوبات منفصلة عن تلك التي تعتزم العاصمة الأمريكية واشنطن وحلفاؤها فرضها، حال اجتاحت روسيا أوكرانيا.
فيما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، عن ادانته اعتراف الرئيس بوتين باستقلال بدونيتسك ولوجانسك، معتبرة هذه الخطوة انتهاكًا لاتفاقيات وقعت عليها موسكو.
وقال ستولتنبرغ خلال تغريدات له عبر حسابه بموقع تويتر: “ادين قرار روسيا الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد”.
وأضاف: “تواصل موسكو تأجيج الصراع في شرق أوكرانيا عبر تقديم الدعم المالي والعسكري للانفصاليين في بدونيتسك ولوجانسك، كما تحاول تلفيق ذريعة لغزو أوكرانيا مرة أخرى”.
ودعا ستولتنبرغ بوتين على “اختيار مسار الدبلوماسية” وسحب أكثر من 150 ألف مقاتل حشدتهم روسيا على الحدود الأوكرانية، فيما تتوقع دول غربية اقتراب الهجوم الروسي الفِعلي.
انتهاك صارخ للقانون الدولي
واستهجن الاتحاد الأوربي، الاعتراف الروسي باستقلال بدونيتسك ولوجانسك واصفاً الخطوة بأنّها انتهاك صارخ للقانون الدولي ومتوعّداً الكرملين برد “حازم” وقوي.
وصرّح رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لايين في تغريدتين منفصلتين أن “الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا يُشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولسلامة الأراضي الأوكرانية ولاتفاقات مينسك، مؤكدون أن الاتحاد الأوربي وشركاؤه سيردون بوحدة وحزم وتصميم بالتضامن مع أوكرانيا.
انتهاك لوحدة الأراضي الاوكرانية
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اعتراف روسيا باستقلال بدونيتسك ولوجانسك في شرق أوكرانيا بأنه انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.
وبيّن غوتيرتش، أن الاعتراف الروسي يتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأردف أن الأمم المتحدة، طبقًا لقرارات الجمعية العامة، تُواصل دعمها الكامل لسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليًا”.
تجدر الاشارة إلى أن دبلوماسيين دوليين، دعوا إلى ضرورة عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، لبحث تداعيات الاعتراف الروسي باستقلال المنطقتين الانفصاليتين شرق أوكرانيا.