وكالات – مصدر الإخبارية
شهد اليوم الجمعة وفاة الصحفي اللبناني الكبير طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية ومؤسسها، عن عمر يناهز 85 عاماً.
ويعتبر سلمان من كبار الصحفيين الذي بدأ مسيرته الصحفية في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، وعايش أحداثاً وتجارباً كبيرة، والتقى بشخصيات لا حصر لها في سنوات عمله كصحفي.
وطلال سلمان من خريجي بيروت، عاصمة العروبة كما وصف نفسه في سيرته الذاتية، والذي عمل مصححاً في صحيفة النضال، ثم مخبراً صحفياً بصحيفة الشرق، فمحرراً، فسكرتيراً للتحرير في مجلة الحوادث، وعمل بعدها مديراً للتحرير في مجلة الأحد .
وتوالت مواقعه في العمل كصحفي خارج لبنان، ففي خريف عام 1962، توجه للكويت ليصدر مجلة دنيا العروبة عن دار الرأي العام لصاحبها عبد العزيز المساعيد، في رحلة استمر 6 أشهر، عاد بعدها إلى بيروت ليعمل مديراً لتحرير مجلة الصياد، ومحرراً بمجلة الحرية، حتى تفرغ لإصدار “السفير” في 26 مارس (آذار) 1974.
وتعد صحيفة السفير من أبرز الصحف العربية، التي أصدر سلمان فيها العدد الأول تحت شعار “صوت الذين لا صوت لهم”، و”جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان”، بدعم من معمّر القذافي (1942 ــ 2011)، وتضمن مقابلة مع الرئيس الفلسطيني القائد الراحل ياسر عرفات (1929 ــ 2004).
وطوال أكثر من 40 عاماً، اشتعلت في “السفير” المجادلات الفكرية والسياسية، المتحالفة والمتخالفة كالناصرية والبعث والقوميين العرب والسوريين القوميين والعَلمانيين والشيوعيين بمختلف اتجاهاتهم السوفييتية والماوية والتروتسكية، والتجارب الفكرية والثقافية والعربية واللبنانية، ما جعلها تجربة نادرة في الصحافة العربية.
وحملت في أعدادها أسماء لامعة بالفكر العربي المعاصر، وفي الأدب العربي الحديث معاً، أمثال ياسين الحافظ، وعبد الرحمن منيف، وعصمت سيف الدولة، وسعد الله ونوس، وطارق البشري، ورفعت السعيد، وعبد الرحمن الخميسي، وكلوفيس مقصود وغيرهم.
وأقفل سلمان السفير في الرابع من يناير 2017، وأراد أن تكون افتتاحية العدد العشرين قبل 43 سنة، هي افتتاحية العدد الأخير علها تكون أطيب تحية وداع، وجاء فيها: “يحق لنا أن نلتقط أنفاسنا لنقول ببساطة وباختصار وبصدق: شكراً”.
ويذكر أن الصحفي اللبناني الكبير نجا من محاولة اغتيال في 14 يوليو (تموز) من عام 1984، من أمام منزله في بيروت فجراً، بعد أن جُرح في وجهه وصدره، وكانت سبقتها محاولات لتفجير منزله، وكذلك عملية تفجير لمطابع “السفير” في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 1980.
وكان له افتتاحية بعنوان “على الطريق” في الموقع الذي يحمل اسمه، وله عدد من المؤلفات، بينها “مع فتح والفدائيين” (1969)، و”ثرثرة فوق بحيرة ليمان” (1984)، و”إلى أميرة اسمها بيروت” (1985)، و”الهزيمة ليست قدراً” (1995)، و”على الطريق… عن الديمقراطية والعروبة والإسلام” (2000)، و”كتابة على جدار الصحافة” (2012).
اقرأ أيضاً:كـلنــا فيــه الــداخــل: بقلم طلال سلمان