تحقيق إخباري يكشف ترقية قادة من كتبية نيتساح يهودا في الجيش الإسرائيلي

وكالات – مصدر الإخبارية

وجد تحقيق أجرته شبكة CNN، ترقية القادة السابقين لكتيبة “نيتساح يهودا”، وهي وحدة عسكرية إسرائيلية تتهمها الولايات المتحدة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى مناصب عليا في الجيش الإسرائيلي.

والآن هم ينشطون في تدريب القوات البرية الإسرائيلية، وكذلك إدارة العمليات في غزة.

ومن بين النتائج التي توصلت إليها شبكة CNN، كانت هناك شهادة نادرة من مبلغين عن المخالفات، قدمها جندي سابق في الوحدة الذي وصف “قيادة تشجع ثقافة العنف”، وهي قضية حددتها مسبقا وزارة الخارجية الأمريكية بتحقيقاتها.

وقالت الخارجية الأمريكية في أبريل/نيسان الماضي، إنها توصلت إلى أن خمس وحدات أمنية إسرائيلية ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان قبل اندلاع الحرب مع حماس في غزة. وقالت الوزارة إن 4 من الوحدات “عالجت بشكل فعال” أو أصلحت نفسها في أعقاب تلك الانتهاكات، لكنها لا تزال تقرر ما إذا كانت ستحجب المساعدة العسكرية الأمريكية على الوحدة المتبقية: كتيبة نيتساح يهودا، التي تم إنشاؤها في الأصل لاستيعاب اليهود الأرثوذكس المتشددين في الجيش.

وفي رسالة حصلت عليها شبكة CNN، أخبر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل “على تحديد طريق للعلاج الفعال” لكتيبة نيتساح يهودا. ولم تذكر الرسالة اسم الوحدة، لكن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أكدوا لشبكة CNN أن بلينكن كان يشير إلى نيتساح يهودا، المتهمة بارتكاب سلسلة من الانتهاكات في الضفة الغربية على مدى السنوات العشر الماضية، بما في ذلك مقتل رجل فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 78 عامًا في عام 2022.

وباستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجه وغيرها من التقنيات مفتوحة المصدر، وجدت شبكة CNN أن ثلاثة قادة سابقين لكتيبة نيتساح يهودا – الذين كانوا مسؤولين عن الوحدة وقت وقوع الانتهاكات المزعومة في الضفة الغربية – قد ترقوا في صفوف الجيش الإسرائيلي- وتتبعت CNN هؤلاء القادة من خلال مطابقة وجوههم مع الصور المتاحة للجمهور على مر السنين، بدءًا من صور الاحتفالات العسكرية إلى تحديثات ساحة المعركة.

وتحدثت شبكة CNN مع عضو سابق في الكتيبة، والذي قام بتفصيل حالات المعاملة القاسية والعنيفة المفرطة للفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث قال إن القادة دعموا بنشاط عنف اللجان الأهلية، وإن ترقيتهم إلى مناصب عليا في الجيش الإسرائيلي تخاطر بجلب نفس الثقافة إلى أجزاء أخرى من الجيش.

وقال الجندي السابق، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب مخاوف على أمنه، لشبكة CNN، إن الكتيبة معروفة بتنفيذ ما وصفه بـ”العقاب الجماعي للفلسطينيين”، وضرب مثالا على قيام قوات الكتيبة بمهاجمة قرية فلسطينية، حيث انتقلت من بيت إلى بيت، بالقنابل الصوتية وقنابل الغاز انتقاما من بعض الأطفال المحليين الذين كانوا يرشقون الحجارة.

وتابع أنه أثناء وجوده في نيتساح يهودا، لعب قادة الكتيبة دورا رئيسيا في إدامة ثقافة العنف، سواء من خلال الوقوف متفرجا كما حدث أو الترويج له.

وردًا على طلب CNN للتعليق على مزاعم الانتهاكات التي ارتكبتها نيتساح يهودا، قال الجيش الإسرائيلي إن الكتيبة “تعمل بطريقة مهنية وأخلاقية”، وإن جنودها وقادتها “يتصرفون وفقًا للأوامر والبروتوكولات المتوقعة من الجنود في الجيش الإسرائيلي”، مضيفا أنه يحقق في “كل حادث استثنائي”، ويتخذ إجراءات قيادية وتأديبية ضد المتورطين عند الاقتضاء. ولم يعلق على الترقية اللاحقة لبعض القادة.

وفي سياق تحقيقها الذي استمر لمدة شهر، تحدثت شبكة CNN مع العديد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين، الذين كشفوا عن الإحباط الشديد داخل إدارة بايدن إزاء المعاملة الخاصة التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان من قبل قواتها، وقال المسؤولون الأمريكيون السابقون إن حقيقة استمرار ترقية قادة نيتساح يهودا السابقين في الرتب العسكرية الإسرائيلية، كانت نتيجة مثيرة للقلق لتقاعس أمريكا، ويمكن أن تكون لها عواقب مدمرة.

كتيبة “نيتساح يهودا”: مشروع إسرائيلي لصناعة جندي قاتل

القدس المحتلة _ مصدر الإخبارية

دعا محللون وخبراء عسكريون إسرائيليون إلى تفكيك كتيبة “نيتساح يهودا” في الجيش الإسرائيلي، بعد أن أوقف جنود فيها المسن الفلسطيني عمر أسعد (80 عاما) في قرية جلجليا واعتدوا عليه، ثم تركه وحيدا في بيت مهجور ليلفظ أنفاسه الأخيرة.

واعتبر بعضهم أنه ينبغي إعادة تشكيلها من جديد من أجل عدم المس بتجنيد الحريديين. وجاءت هذه الدعوات بتفكيك الكتيبة في محاولة لتبرير الجريمة وتحميل هذه الكتيبة مسؤولية جرائم الاحتلال وإعفاء الجيش الإسرائيلي من هذه الجرائم.

ووصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش في واقعة استشهاد المسن أسعد، بأنها “واقعة أخلاقية خطيرة للغاية”.

وقرر الجيش إقالة قائدي السرية والفرقة التي أوقف جنودها أسعد، وألا يتوليا قيادة وحدة عسكرية لمدة سنتين، و”توبيخ” قائد الكتيبة.

ووفقا لافتتاحية صحيفة “هآرتس” اليوم، الأربعاء، فإنه “عندما نقشّر الكلمات القاسية في تعقيب كوخافي ونتمعن في الثمن الحقيقي الذي طالب بأن يدفعه الضالعون في القضية، يتضح أنه لا يوجد فرق ملموس بين قيمة الإنسان الفلسطيني بنظر رئيس هيئة الأركان العامة وبين قيمته بنظر جنود نيتساح يهودا.

فالعقوبة التي فرضها كوخافي على الضباط تتلخص بإبعادهم لسنتين عن قيادة قوات.

وهذه عقوبة سخيفة، وليس من شأنها لجم عملية التحجر الأخلاقي الذي يقود إلى تصرف كهذا”.

وأضافت الصحيفة أنه تعين على كوخافي أن “ينفذ المطلوب ويفكك الكتيبة. فهذه كتيبة ضالعة في أحداث متكررة، ولذلك أوصت جهات في الجيش الإسرائيلي أيضا بتفكيكها.

كذلك دعا الباحث في العلاقة بين الجيش والمجتمع والسياسة والمحاضر في الجامعة المفتوحة، بروفيسور ياغيل ليفي، في الصحيفة نفسها، أمس، إلى تفكيك كتيبة “نيتساح يهودا”. وأشار إلى أن “نيتساح يهودا هي ظاهرة متميزة بمقياس عالمي”.

وأوضح ليفي أن “هذه كتيبة سياسية – دينية.

وكانت الفكرة الأساسية لدى تأسيس ’كتيبة هناحال هحريدي’، في العام 1999، تشجيع الحريديين على التجند للجيش على أساس تطوعي.

ولفت الباحث إلى دراسات أجريت في جيوش عديدة، “وتبين منها أن التجانس الاجتماعي يسبب تكتلا زائدا للوحدة، والنتيجة هي نشوء ثقافة وحدة عسكرية تعزل نفسها عن الثقافة العسكرية العامة وحتى أنها تتمرد ضدها.

وأضاف أن “التجانس في نيتساح يهودا مضاعف، وهو ليس دينيا فقط وإنما سياسي أيضا. والقاسم المشترك الواسع للجنود هو المفهوم بأن الممارسة البوليسية ضد الفلسطينيين هي مهمة ’مقدسة’.

وهذه القدسية تُترجم من أجل بلورة ثقافة وحدة عسكرية تشجع على رغبة شديدة بممارسة العنف. وتتعاظم هذه الرغبة إذا أخذنا بالحسبان أن ميزات الكثير من الجنود في الكتيبة هي التمرد على المجتمع الذي جاؤوا منه. ولذلك هم ينظرون إلى أنفسهم كمن يخضعون لامتحان كبير لإثبات الذات، وغالبا من موقع منحط قياسا بمجتمعهم الأصلي. وإذا لم يكن هذا كافيا، فإن الانشغال بالممارسات البوليسية التي تعتبر دونية وليس بالقتال، وفي منطقة ثابتة، يزيد الميل أكثر نحو نزعة عدوانية”.

 

صناعة جندي قاتل

طالبت الولايات المتحدة، أمس، إسرائيل بإجراء “تحقيق جنائي شامل” في استشهاد أسعد، الذي يحمل الجنسية الأميركية، وشددت على أنها “تحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة في هذه القضية”، وأنها ترحّب بأي معلومات أخرى حول هذه الجهود (التحقيق الجنائي) في أقرب وقت ممكن”.

وفي محاولة لتبرير الجريمة، انبرى المراسل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، اليوم، يدافع عن كتيبة “نيتساح يهودا”، معتبرا أن واقعة استشهاد أسعد “تستوجب البحث في استمرار الكتيبة بشكلها الحالية، وبحيث تكون أفضل بالنسبة للكتيبة والجيش والمجتمع، وذلك من دون المس بمشروع تجنيد الحريديين للجيش”.

ونقل يهوشواع عن قائد سابق للكتيبة وصفه لجنودها بأنهم من هامش المجتمع. ومن شأن هذه الحقيقة أن توحي بأن تجنيدهم – كشبان فقراء ومتمردين على أهاليهم وانعزالهم عن المجتمع – للجيش ومنحهم حرية التنكيل بالفلسطينيين، بشكل متعمد ومدروس من جانب الجيش، هو مشروع لصناعة جنود قتلة، ليس بينهم وبين الأمن المزعوم أي علاقة.

وادعى قائد الكتيبة السابق أن هؤلاء الجنود “وجدوا أنفسهم في دوريات (عسكرية) في الحر الشديد في شمال غور الأردن وطولبوا بالطاعة العسكرية”. وتابع الضابط السابق محاولة تبرير جرائم جنود هذه الكتيبة، قائلا إن “قسما منهم رأوا أمورا فظيعة في بيوتهم، وكنت أستمع لقصصهم وأوشك على البكاء”.

وتعني أقوال هذا الضابط أن سلطات الجيش مطلعة تماما على طبيعة هؤلاء الجنود. وأشار يهوشواع إلى أن قائد السرية في الكتيبة الذي تم إبعاده عن قيادة قوات لسنتين، سيدخل بعد شهر إلى دورة لاستكمال الدراسة الثانوية. أي أن الجيش الإسرائيلي كلّف شابا غير متعلم، وبالتالي يصعب عليه ترجيح الرأي، بالتحكم بمصائر الفلسطينيين.

وتابع الضابط السابق أن “إنشاء طاعة (عسكرية) في عالم كهذا الذي يشرك جنودا تسربوا من المجتمع الحريدي هو تحدٍ معقد بالنسبة لقائد عسكري”. إلا أن يهوشواع، وغيره من المحللين، لا يفسر سبب توجيه هذه الكتيبة إلى القيام بمهام عسكرية في الأراضي الفلسطينية وبين سكان مدنيين فقط، وليس في مناطق حدودية مثلا. وفي المقابل، فإن قائد فرقتهم العسكرية، العميد آفي روزنفليد، اعتبر أن “هذه كتيبة جيدة، مع مستوى قتالي مرتفع، وكذلك من حيث النظام والتنظيم، على غرار كتائب أخرى في الجيش الإسرائيلي”، أي أن الجيش الإسرائيلي لا يعتزم تفكيمها ولا إجراء تغييرات في تشكيلتها.

Exit mobile version