القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
أرسلت قطر “رسالة إيجابية” إلى إسرائيل بشأن نوايا حماس للمضي قدمًا في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، بحسب تقرير بثته هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية (قناة كان العبري) يوم الجمعة.
وتشير التقارير إلى أن “الرسالة الإيجابية” المذكورة تتعلق بقائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، فضلاً عن نقاط خلافية أخرى بين الجانبين.
وذكرت قناة “كان” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا تقييميا مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس وفريق التفاوض.
ونقلت قناة كان عن “مصادر أجنبية” أن الجانبين توصلا إلى اتفاق “مبدئي للتفاوض على المرحلة الثانية من صفقة الرهائن بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة”.
لكن مصادر فلسطينية مطلعة على تفاصيل المفاوضات قالت لـ”كان” إن الأطراف لا تتحدث بعد عن مرحلة ثانية، وبالتالي فقد بقوا فقط في المرحلة الأولى.
الفجوة بين قادة حماس في الخارج وقطاع غزة
وتقول المصادر إن هناك عقبة أخرى في المفاوضات، وهي أن المحادثات تجري مع حماس في الخارج وليس مع قيادة حماس في قطاع غزة.
ولذلك فإن الخوف هو أنه حتى لو قبلت القيادة الصفقة، فإن محمد السنوار ، رئيس الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، قد يقرر قراراً مختلفاً.
من المتوقع أن تسلم حركة حماس لإسرائيل قريبا قائمة بأسماء الأسرى الأحياء الذين يمكنها إطلاق سراحهم، بحسب ما نقلت قناة كان عن وسائل إعلام عربية.
وقالت مصادر في إسرائيل إن الحصول على القائمة من شأنه أن يسمح بتحقيق تقدم كبير نحو التوصل إلى اتفاق.
وأشارت مصادر مطلعة على التفاصيل، إلى أن الضمانات التي تربط بين المرحلتين هي المفتاح الذي يمكن أن يؤدي حاليا إلى اتفاق يجب على إسرائيل أن تلتزم فيه بعدم العودة إلى القتال، كما يتوجب على حماس أن تلتزم بإطلاق سراح الرهائن المتبقين في المرحلة الثانية.
ووصف مسؤولون أميركيون لصحيفة “هآرتس” هذه الصفقة بأنها “أفضل صفقة يمكن أن تشهدها حماس على الإطلاق”، مشيرين إلى أن العائق الرئيسي يتمثل في عدم وجود ضمانات لربط المراحل.
مبعوث ترامب يلتقي رئيس الوزراء القطري لبحث وقف إطلاق النار في غزة ومحادثات الأسرى
وقال مصدر مطلع على الزيارة لرويترز إن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط التقى يوم الجمعة أيضا مع رئيس الوزراء القطري لمناقشة المفاوضات الجارية.
ونقل موقع أكسيوس الأميركي الإخباري عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، قولهم إنّ هناك فجوات بين إسرائيل وحماس رغم إحراز بعض التقدم في المفاوضات.
من جهته، قال البيت الأبيض في بيان اليوم: “نعتقد أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة أمر ممكن لكنه لن يحدث دون قدر كبير من العمل الجاد”.
مصدر من حماس لصحيفة العربي الجديد يكشف تفاصيل جديدة
قال مصدر في المقاومة الفلسطينية للعربي الجديد إن المفاوضات غير المباشرة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي “تسير بشكل بإيجابي”، مشيراً، في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد” اليوم الجمعة، إلى أن حركة حماس قدمت رسالة جديدة عبر الوسطاء لحكومة الاحتلال، طرحت خلالها تفكيك النقاط الخلافية، والتي لم يتم التوصل إلى صيغة نهائية بشأنها ويستغلها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في تعطيل التوصل إلى اتفاق.
وبحسب القيادي نفسه، فإن الرسالة التي قدمتها حماس ارتكزت على ترحيل الحديث عن بعض النقاط الخلافية للمراحل التالية من الاتفاق مع التوافق على تواصل تنفيذ المراحل تباعاً من دون توقف، عقب تنفيذ استحقاقات كل مرحلة. ودعم رسالة حماس الأخيرة، بحسب القيادي، تعهد مصري قطري أميركي بضمان تنفيذ الاستحقاقات المرحلية للاتفاق، مع تسهيلات من جانب مصر بشأن الموقف من الوجود الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة في محور صلاح الدين “فيلادلفي” الحدودي، والذي يمثل انتهاكاً لاتفاق السلام الموقع بين الجانبين، إذ أبدت مصر مرونة بشأن الانتشار الإسرائيلي وإرجاء الحديث عن الانسحاب من الممر لما بعد تنفيذ المرحلة الأولى.
وأوضح القيادي أن المفاوضات “وصلت لنقطة هي الأقرب لإتمام الاتفاق منذ انطلاقها”، مشيراً إلى أن الوسطاء وحماس ينتظرون رداً إسرائيلياً خلال ساعات على الموقف الأخير للحركة.
في المقابل علم “العربي الجديد” أن هناك تحولاً خلال الساعات الأخيرة في موقف نتنياهو “ربما يكون ناتجاً عن ضغط قوي من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب”. ووفقاً لما اطلع عليه “العربي الجديد”، فإن هناك تحولاً واضحاً في موقف نتنياهو إزاء عملية استكمال الحرب عقب المرحلة الأولى.
وبحسب مصادر مصرية مطلعة على مفاوضات غزة، فإن “الطرح بصيغته المعدلة يتضمن مرحلة واحدة تتكون من ثلاث فترات زمنية، وليس ثلاث مراحل منفصلة كما كان في السابق”. وكشفت المصادر أنه “حال تم إقرار التصور بشكل نهائي، فإنه عقب أسبوعين من دخول الاتفاق حيز التنفيذ سيبدأ الحديث حول باقي المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة”، لافتاً إلى أن “محادثات جرت بين مسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ومسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب ساهمت في نقل صورة كاملة بشأن ما يروجه نتنياهو حول رغبته في استئناف الحرب من أجل تأمين المستوطنات في غلاف غزة”.
ووفقاً للمصادر فإن “رؤية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتمد على أن الجيش في استطاعته العودة لقطاع غزة في أي وقت يرى معه وجود خطر حقيقي”. وتشير المصادر إلى أن “الجيش الإسرائيلي لا يدعم توجه نتنياهو لسببين رئيسيين، هما رغبتهم في إطلاق سراح المحتجزين العسكريين لدى المقاومة، والذين قد يعرض نهج رئيس الحكومة حياتهم للخطر حال واصل القتال عقب انتهاء المرحلة الأولى، وثاني الأسباب يتمثل في حالة الإنهاك التي لحقت بالجيش بسبب طول مدة القتال المتواصل”.
جهود مصرية
بدوره، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، خلال زيارته للأكاديمية العسكرية، إن الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي بدأت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأضاف أن الثوابت المصرية هي وقف الحرب وإدخال المساعدات وإطلاق سراح المحتجزين، لكنه قال إن القاهرة ليست العامل الوحيد في حسم تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتابع قائلا: “نجحنا لفترة في دخول المساعدات لنحو 8 أشهر ومعظمها من مصر، ونركز جهودنا الآن على اليوم التالي للحرب حتى لاتتكرر الحرب مرة أخرى”.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة، إن تقدما حقيقيا يجري إحرازه نحو التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، في وقت يواصل فيه المفاوضون السعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وأعرب بايدن عن تفاؤله بإمكانية إجراء تبادل للمحتجزين، خاصة أنه التقى بالمفاوضين.
وكشفت المصادر أنه خلال المفاوضات الأخيرة، أشار وفد التفاوض الإسرائيلي إلى أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية خلصت إلى أن عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء يراوح بين 45 و51 شخصاً، بينهم 15 عسكرياً ذكور برتب مختلفة، بخلاف المجنّدات الخمس الذين ستشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق.