الضفة: مبادرات شعبية لتوفير ” أكسجين الحياة” في ظل تفشي كورونا

دعاء شاهين-مصدر الإخبارية

انطلقت عدة مبادرات شعبية وشبابية انتشرت في  مدن مختلفة بالضفة الغربية، لتأمين أنابيب أكسجين لمرضى كورونا خاصة من وصفت حالتهم بالحرجة، في ظل تأزم الوضع الصحي وتفشي الوباء.

كخلية نحل يواصل أعضاء مبادرة “نَفَس البلد” للعمل على قدم وساق لتوفير أنابيب الأكسجين والعلاج ، للمرضى كورونا بمنازلهم، في مدينة رام الله، تزامنًا مع النقص الحاد  بأسرة المشافي وإشغالها بنسبة 100%.

المبادرة الشبابية  بدأت الأربعاء الماضي،  من خلال مجموعة شبابية أخذوا على عاتقهم حماية أرواح أبناء بلدهم بعد أن وصلت إليهم مناشدات تتطلب توفير أجهزة تنفس لهم، عبر جروب “فيس بوك” يحمل إسم” بابا صبابا” يضم قرابة 13 ألف متابع من داخل فلسطين وخارجها.

يقول جاد  قدومي وهو أحد  القائمين على الحملة لمصدر الإخبارية  : ” منذ تفشي كورونا وإشغال الأسرة في المشافي العديد من المرضى لم يكن باستطاعتهم الوصول للمشافي لتقلي فبدأوا بنشر مناشدات عبر القروب لطلب المساعدة وتوفير أنابيب أكسجين لهم حتى لا يفقدون أرواحهم”.

وأضاف “من باب المسؤولية المجتمعية تكاثف أعضاء الجروب وأخذوا على عاتقهم جمع تبرعات لتوفير أموال لشراء أجهزة تنفس وأنابيب أكسجين للمرضى و إعارتها لهم وكانت المفاجأة إنه خلال 24 ساعة تم توفير (20 أنبوبة) أكسجين وصل ثمنها 65 ألف شيكل”.

وأشار إلى أن التوزيع يتم خلال برتوكول صحي معين، يقوم المريض بالتوقيع على تعهد قانوني بالحفاظ على أنبوبة الأكسجين وبعد الإنتهاء من العلاج يتعهد بإعادتها لأصحاب الحملة لتوزيعها مرة أخرى على مرضى آخرون بحاجتها.
كذلك أوضح أن تحويل أموال المتبرعين يتم من خلال الحساب البنكي للشركة التي رسي عليها العطاء لتوفير أجهزة الأكسجين بشكل مباشر.

ونبّه أعضاء حملة نفس البلد على أن حجم التفاعل من المتبرعين كبير وقد وصلوا إلى 80 % من هدفهم، وأكدوا على أن الكل يريد أن يساعد في التخفيف من حدة الوباء بشكل حقيقي سواء من داخل البلد أو خارجها.

ولم تك هذه الحملة وحدها، بل صاحبها عدة حملات أخرى انطلقت في عدة مدن بالضفة الغربية وفي الخليل تواصل أعضاء فريق نفس البلد مع حملة “النفس الطيب” بالخليل لتوفير أيضًا أجهزة أكسجين للمرضى, بغض النظر عن ” انت من وين وأنا من وين”، وفق ما وضف أصحاب المبادرة.

بعدها انطلقت عدة حملات ووفرت أجهزة أكسجين، في معظم القرى بالضفة.

وجاءت مبادرة “النَفَس الطيب” من شركة صناعية وأخرى للإعلام والمحتوى الرقمي والمستشفى الأهلي وجمعية الهلال الأحمر، بإشراف كادر متخصص من أطباء وممرضين وصيدليات في مدينة الخليل.

وفي محافظة البيرة، اشترت بلدية سنجل أكثر من 45 جهاز أكسجين بتمويل ذاتي، ووضعها تحت تصرف المركزين الصحيين في البلدة، ليستخدمها من يصاب بأعراض ضيق التنفس.

ونظم مجلس قروي عارورة، شمال رام الله، حملة لتوفير اجهزة توليد أكسجين في مركز مسقط الطبي بالقرية حيث دعم أهل الخير الحملة بشكل كامل وتم توفير 16 جهازًا.

وفي كفر قدوم أطلقت حملة ” كفر قدوم بخير بسواعد أهلها” لتوفير أجهزة أكسجين لمن لا يستطيعون توفيرها في القرية.

كذلك أطلقت بلدية سلفيت مبادرة تدعو المجتمع المحلي للمساهمة في توفير أجهزة تنفس اصطناعي متنقلة، ومواد طبية، تخدم المواطن وتخفف عن كاهل الكادر الطبي.

وجمعت المبادرة من المتبرعين 250 ألف شيكل، وخلال يومين وصلها أكثر من 50 جهاز تنفس اصطناعي، وأبقت في خزينتها ما يمكن من خلاله شراء أكثر من 50 جهازا آخر.

ووفق ما ذكر جاد صاحب حملة “نَفَس البلد”  بقوله “أردنا من خلال هذه الحملات الشبابية توجيه رسالة للحكومة الفلسطينية والتي كان إلزامًا عليها توفير العلاج بالكامل لمرضى كورونا، فرغم مرور عام على الوباء الوضع الصحي بالمشافي لم يتغير بل إزاد سوءًا، بأن هناك تعاون وطني ومجتمعي بين أصحاب البلد لحماية أراح أهاليهم وأبناء وطنهم”.

هذه المبادرات وإن كانت غير كافية لسد إلا أنها تساهم في التحفيف من أزمة تدهور الوضع الصحي لمن هم في المشافي أو في العزل الصحي.

وكانت قد أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية برام الله في وقت سابق من اليوم، مي الكيلة إنه تم تسجيل 15 وفاة و2142 إصابة جديدة بفيروس كورونا و2169 حالة تعافٍ خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في وقت تم فيه اجراء 9623 فحصا لـ كورونا في فلسطين.

وذكرت الكيلة في التقرير اليومي حول الحالة الوبائية في فلسطين، أنه تم تسجيل 12 حالة وفاة في الضفة الغربية: الخليل 1، بيت لحم 2، جنين 1، سلفيت 1، قلقيلية 2، نابلس 5، وحالة وفاة واحدة في قطاع غزة، وحالتي وفاة في مدينة القدس.

وأشارت وزيرة الصحة إلى وجود 177 مريضاً في غرف العناية المكثفة بكورونا في فلسطين، بينهم 49 مريضاً على أجهزة التنفس الاصطناعي، يقتربون من خطر الوفاة.

Exit mobile version