من هي حركة التمرد العمانية التي أرادت “تحرير” الخليج؟

مسقط _ مصدر الاخبارية

في سبتمبر/أيلول عام 1968 أعلنت جبهة تحرير ظفار في مؤتمرها الثاني الذي عقدته في حمرير تبنيها برنامجاً “ماركسيا لينينيا”.

كما اتخذ المؤتمر قراراً بعدم اقتصار الثورة على اقليم ظفار في سلطنة عمان وإنما توسيعها لتشمل كل أنحاء الخليج ومن ثم عمدت إلى تغيير اسمها من الجبهة الشعبية لتحرير ظفار إلى “الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل”.

فما هي الحكاية؟

بين عامي 1963 و1975 شهدت سلطنة عمان واحداً من أبرز النزاعات المسلحة الصامتة خلال الحرب الباردة، فقد خاضت قوات السلطان، والتي كانت قيادتها بريطانية، حربا ضد حركة ماركسية مسلحة تمركزت في إقليم ظفار الجنوبي.

في عام 1963 اندلعت “ثورة ظفار” داخل نطاق قبلي ضيق حيث تشكلت جبهة تحرير ظفار ضد حكم السلطان سعيد بن تيمور الذي كان يحظر في عهده الطب الحديث والنظارات والإذاعات. وكان لابتعاد الإقليم عن بقية البلاد أثره في تشجيع التمرد على ذلك النمط من الحكم الذي يمكن وصفه بأنه كان يعود إلى مرحلة القرون الوسطى.

لم تستطع الجبهة تحقيق نتائج تذكر في سنواتها الأولى ولكن بعد انسحاب بريطانيا من عدن وظهور الحكومة اليسارية لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية تغير الوضع.

فقد كانت الحكومة الجديدة حريصة على دعم الجبهة وإمدادها بالسلاح والمال اللازم بل و ساعدتها في الحصول على تدريب صيني على حرب العصابات كما تلقت تدريبا على يد مدربين من كوريا شماليا على أعمال الاغتيال والتخريب في الوقت الذي قدم فيه الاتحاد السوفيتي وكوبا السلاح والتدريب.

وعلى أثر ذلك قررت الجبهة في مؤتمرها الثاني الذي عقدته في حمرير تبني برنامج ماركسي لينيني. وكذلك اتخذ المؤتمر قراراً بعدم اقتصار الثورة على ظفار في سلطنة عمان وإنما توسيعها لتمشل كل أنحاء الخليج، ومن ثم عمدت إلى تغيير اسمها من الجبهة الشعبية لتحرير ظفار إلى “الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل”.

وتلا ذلك تصاعد الاشتباكات بين قوات الجبهة التي وصل عددها لـ 6 آلاف مقاتل وحكومة السلطنة لتصبح يومية، وبحلول عام 1970 كانت الجبهة تسيطر على نحو 80 في المئة من أراضي إقليم ظفار وكان البريطانيون يشكون في قدرة السلطان على الاحتفاظ بالإقليم لعام آخر.

وكان البريطانيون يخشون من أن يكون للانتصار اليساري في ظفار تأثير الدومينو على باقي دول الخليج.

السلطان قابوس

وفي عام 1970 قام قابوس نجل السلطان سعيد بالإطاحة بوالده الذي كان معارضا للإصلاح، وشرع في حركة إصلاح واسعة النطاق في البلاد، وانتشرت فيها المدارس والمستشفيات.

وعلى صعيد التمرد في ظفار أعلن السلطان قابوس منح الأمان لكل من يلقي السلاح من المتمردين ليتم دمج هؤلاء الذين ألقوا السلاح ضمن قوات غير نظامية في الإقليم.

دعم إيراني وأردني

وعلى الضفة الأخرى من مضيق هرمز كان شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي يراقب الموقف في عمان عن كثب، إذ كان يخشى من انتشار الأفكار الشيوعية في دول الخليج.

وفي فبراير/ شباط عام 1973 قام الشاه بإمداد سلطان قابوس بدعم عسكري واسع وبحلول عام 1974 كان في عمان نحو 3 آلاف جندي إيراني و16 مقاتلة في ما قام الأسطول الحربي الإيراني بقطع خطوط إمدادات المتمردين الساحلية.

كما قدم الأردن أيضا دعما عسكرياً لعمان في الوقت الذي وفرت لها السعودية الدعم السياسي فدخلت السلطنة الجامعة العربية في أواخر عام 1971 والأمم المتحدة لاحقاً.

وبفضل ذلك الدعم أخذت الأوضاع تتغير لصالح قوات السلطان قابوس في ظفار ليشهد عام 1975 نهاية التمرد في وقت تزايد فيه الدعم السياسي لسلطنة عمان.

ففي مصر أنهى الرئيس السابق أنور السادات الدعم لقضية ظفار حيث كانت القاهرة تسعى لتحسين العلاقات مع دول الخليج كما تخلى العراق أيضا عن دعم الجبهة بعد توقيع اتفاقية الجزائر مع إيران عام 1975 كما أنهت الصين التي كانت تسعى لتحسين العلاقات مع شاه إيران دعم الجبهة.

حكاية قابوس.. هكذا انقلب على والده

مسقط _ مصدر الاخبارية

 

توفي قابوس بن سعيد سلطان عمان عن عمر يناهز الـ 79 عاما، في ساعة مبكرة من صباح السبت.

ولم يُعلن رسميا سبب وفاة السلطان قابوس، لكن تقارير أشارت إلى أنها جاءت بعد صراع طويل مع مرض سرطان القولون الذي كشفت إصابته به منذ عام 2014.

وكان قد أمضى أسبوعا للعلاج في بلجيكا الشهر الماضي.

وحكم قابوس عمان منذ مطلع السبعينيات، ليصبح أحد أطول القادة العرب بقاء في السلطة.

وظل السلطان قابوس مهيمنا على صناعة القرار الأعلى في عُمان طوال فترة حكمه، إذ شغل مناصب رئيس الوزراء والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع ووزير المالية ووزير الخارجية.

من العزلة إلى الانفتاح

ولد السلطان قابوس بن سعيد في 18 نوفمبر/تشرين ثاني 1940 في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، وهو النجل الوحيد لسعيد بن تيمور ، وهو ثامن سلاطين أسرة البوسعيد.

أكمل دراسته في أكاديمية “سانت هرست” العسكرية الملكية في بريطانيا، وعاد إلى عُمان في عام 1964.

تولى حكم السلطنة عام 1970، بعد انقلابه على والده السلطان سعيد بن تيمور الذي عرف بنظام حكمه المتشدد، واندلاع عدد من التمردات والثورات في البلاد ضد نظام حكمه.

وتعد عُمان من الدول الخليجية الأكثر تمسكا بالتقاليد، كما كانت حتى سبعينيات القرن الماضي على الأقل من أكثرها عزلة أيضا.

وتحتل عُمان موقعا استراتيجيا عند مدخل الخليج في الزاوية الجنوبية الشرقية لشبه الجزيرة العربية، وكانت في القرن التاسع عشر تتنافس مع البرتغال وبريطانيا على النفوذ في منطقتي الخليج والمحيط الهندي.

ولكن البلاد عانت تحت حكم السلطان سعيد الذي تولى الحكم في عام 1932 من عزلة دولية استمرت لعدة عقود وكانت مجتمعا إقطاعيا يشهد حركات عصيان داخلي متعددة.

وبعد أن أطاح السلطان قابوس بوالده في عام 1970، عمل على إخماد حركات التمرد التي كانت في بلاده ومن بينها التمرد في محافظة ظفار الجنوبية (1965 – 1975) وتطلب ذلك منه حوالي خمس سنوات.

وبعد تمكنه من إخماد التمرد في جنوب البلاد، فتح عُمان للعالم الخارجي وأطلق عملية اصلاح اقتصادي وزاد الانفاق في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية.

وفي العام نفسه تولى قابوس مناصب سلطان عُمان ورئيس وزرائها ووزير خارجيتها.

كما رأس قابوس وزارتي الدفاع والمالية. وحظت سياساته بشعبية في عمان رغم غياب الديمقراطية.

وفي عهده استخدمت عوائد النفط لتطوير البنية التحتية في البلاد.

التحديث

ودأب قابوس على تحديث هياكل الحكم تدريجياً بإقامة مجلس استشاري سنة 1981 تم استبداله بمجلس الشورى سنة 1990 ومن ثم مجلس الدولة سنة 1997. لكن السلطان لا يزال يتخذ كل القرارات المهمة بنفسه.

وعلى مدى حكمه الذي دام نحو 5 عقود، نجح قابوس في تحويل عمان، الدولة النفطية الصغيرة، من بلد فقير تمزقه النزاعات إلى بلد يتمتع بدرجة من الرخاء، ولعب دور الوساطة بين دول الخليج وإيران.

عمان اليوم غيرها بالأمس فقد تبدل وجهها الشاحب ونفضت عنها غبار العزلة والجمود وانطلقت تفتح أبوابها ونوافذها للنور الجديد

وأسوة بدول الخليج الأخرى، يعد النفط عماد الاقتصاد العماني، ولكن الإنتاج العماني يُعد متواضعا مقارنة بإنتاج جيرانها. ويعد صيد الأسماك والزراعة مصدرين مهمين للدخل أيضا.

كما شهد قطاع السياحة، وهو مصدر مهم آخر للدخل، انتعاشا في السنوات الأخيرة إذ يقبل السواح على شواطئ عمان البكر وجبالها وصحاريها وعلى العاصمة مسقط بقلاعها ومدينتها القديمة المسورة. وتمكنت عمان إلى الآن من تجنب ظاهرة العنف والتطرف التين تعاني منهما بعض جاراتها.

ومن أقوال السلطان قابوس فيما يتعلق بالتحديث “عمان اليوم غيرها بالأمس فقد تبدل وجهها الشاحب ونفضت عنها غبار العزلة والجمود وانطلقت تفتح أبوابها ونوافذها للنور الجديد.”

سياسة الحياد

طوال سنوات حكمة التي ناهزت خمسة عقود، حرص السلطان قابوس على اتباع سياسة الحياد إزاء الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، وطبع بلاده الواقعة في منطقة تعج بالصراعات والتوترات بهذا الطابع الحيادي.

وارتبط بعلاقات صداقة مع العديد من الدول في العالم العربي والعالم. وعرف بتركيزه على شؤون عُمان الداخلية وتجنب التدخل في شؤون الدول المجاورة، إذ تحد بلاده كل من السعودية واليمن والإمارات وتمتلك موقعا استراتيجيا يتحكم بحركة الملاحة في مضيق هرمز.

كما كان من مؤسسي مجلس التعاون الخليجي وقد حرص على أن يتبع سياسة الحياد نفسها بين أطراف الأزمة الخليجية الأخيرة بين السعودية وبعض الدول العربية الأخرى وقطر في عام 2018 .

واستطاع أن يلعب دور الوسيط في الكثير من النزاعات في المنطقة، لاسيما تلك المتعلقة بإيران المجاورة لبلاده، إذ استطاع تسهيل محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران في عام 2013، أدت إلى اتفاق نووي تاريخي بعد ذلك بعامين.

احتجاجات 2011

ولم تكن عُمان بمنأى عن فورة الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة إبان ما يعرف بـ “الربيع العربي”، فقد اندلعت فيها في عام 2011 مظاهرات مطالبة بالإصلاح وخرج الآلاف إلى الشوارع مطالبين بتحسين الأوضاع الاقتصادية وزيادة الأجور وتوفير فرص العمل ومكافحة الفساد.

وقد سمحت السلطات العمانية لهذه المظاهرات في البداية، لكنها عادت لاحقا إلى استخدام شرطة مكافحة الشغب لقمع هذه المظاهرات، كما حاكمت المئات بموجب قوانين تجرم “التجمعات غير القانونية” و”إهانة السلطان”.

منذ ذلك الحين، واصلت السلطات حظر الصحف والمجلات المحلية المستقلة التي تنتقد الحكومة ومصادرة الكتب ومضايقة الناشطين، وذلك وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية.

ورد السلطان قابوس على موجة الاحتجاج بإجراء بعض التعديلات الوزارية وتنحية العديد من الوزارء والمسؤولين الذي بقوا في مناصبهم لفترات طويلة وشابت البعض منهم اتهامات فساد، ووسع سلطات المجلس الاستشاري وتعهد بزيادة فرص العمل ورفع الرواتب.

وقد أعلن الديوان الملكي وفاة السلطان قابوس في ساعة مبكرة فجر السبت، وقد اُقيمت مراسم الصلاة على جنازته في مسجد السلطان قابوس الكبير في العاصمة مسقط، بحضور خلفه السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، والمسؤولين في السلطنة، كما أعلنت حالة الحداد في عموم البلاد وتعطيل الدوام الرسمي لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام 40 يوما.

تنصيب هيثم بن طارق آل سعيد سلطاناً لـ عمان خلفاً لقابوس

وكالات  – مصدر الإخبارية

أعلن التلفزيون الرسمي العُماني، السبت، تنصيب هيثم بن طارق آل سعيد، سلطانا لـ عمان، خلفا للسلطان قابوس، الذي توفي مساء الجمعة.

وكان مجلس الدفاع الأعلى في سلطنة عمان ، قد دعا السبت، مجلس العائلة المالكة للانعقاد لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم في البلاد بعد وفاة السلطان قابوس بن سعيد.

وتوفي سلطان عُمان، قابوس بن سعيد، مساء الجمعة، عن عمر ناهز 79 عاما، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن البلاط السلطاني.

من هو سلطان عمان الجديد؟

هيثم بن طارق آل سعيد هو ابن عم السلطان الراحل قابوس، وهو من مواليد عام 1954.

وتولى السلطان هيثم العديد من المناصب في عُمان، فسبق وكان رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية “عمان 2040” ثم وزيرا للتراث والثقافة منذ فبراير 2002، كما شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية ومنها الأمين العام، ووكيل الوزارة للشؤون السياسية ووزير مفوض.

كما تولى رئاسة الاتحاد العُماني لكرة القدم بين عامي 1983 و1986، وترأس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأسيوية الشاطئية الثانية التي أقيمت في مسقط 2010.

وحكم السلطان قابوس، سلطنة عُمان منذ توليه السلطة عام 1970، حيث لم يكن له أولاد ولم يعلن تعيين خلف له.

ويقول النظام الأساسي لسلطنة عُمان الذي تم وضعه عام 1996 إن الأسرة الحاكمة تختار خلفا له خلال 3 أيام من خلو العرش.

وإذا لم تتوصل الأسرة الحاكمة لاتفاق، يعلن مجلس يضم مسؤولين عسكريين وأمنيين ورؤساء المحكمة العليا ورئيسي مجلسي الدولة والشورى، تولي الشخص الذي حدد السلطان اسمه بشكل سري في رسالة مغلقة الحكم في السلطنة.

وفاة السلطان العُماني قابوس بن سعيد عن عمر ناهز ال80

عُمانمصدر الإخبارية

نعى ديوان البلاط السلطاني العُماني، فجر السبت، السلطان قابوس بن سعيد، سلطان البلاد، الذي وافته المنية، مساء الجمعة، بعد معاناة مع مرض ألم به منذ العام 2014.

وجاء في بيان الديوان: “ينعى ديوان البلاط السلطاني، المغفور له السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، الذي اختاره الله إلى جواره مساء الجمعة بتاريخ الرابع عشر من جمادى الأولى لعام 1441 هـ الموافق العاشر من كانون الثاني/ يناير لعام 2020″، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العمانية.
وأشار البيان إلى أن البلاد: “شهدت نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاماً، منذ أن تقلد زمام الحكم في 23 من شهر تموز/ يوليو عام 1970 م وبعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء”.

وأعلن الديوان، الحداد العام وتعطيل العمل للقطاعين العام والخاص، لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام في الأيام الأربعين المقبلة.

من هو السلطان قابوس بن سعيد؟

ولد بن سعيد في صلالة بمحافظة ظفار عام 1940، وهو من أسرة البوسعيد التي تحكم عمان منذ عام 1744.

تزوج السلطان العماني لفترة قصيرة، ولم ينجب أبناء، وهو ما أدى إلى وجود غموض في مسألة خلافته.

احتفظ قابوس خلال فترة حكمه برئاسة الوزراء، ووزارتي الدفاع والمالية، ومنصب محافظ البنك المركزي، وبلغت فترة حكمه نحو 50 عاماً.

عانى السلطان بن سعيد من مرض عضال منذ عام 2014، وهو ما طرح تساؤلات بشأن مسألة خلافته.

ويحق لنحو 85 شخصاً من عائلة البوسعيد، خلافة السلطان قابوس على عرش عمان، لذلك حدد السلطان قابوس طريقة لاختيار الخليفة، بإعطاء مهلة ثلاثة أيام لمجلس الأسرة الحاكمة لاختيار السلطان الجديد، وفي حال عدم اتفاق الأسرة الحاكمة خلال الأيام الثلاثة، يفتح مظروف مغلق حدد فيه قابوس اسم خليفته.

ولم يفصح السلطان عن اسم خليفته، خشية أن يؤدي ذلك إلى تقليص نفوذه أو أن تسعى قوى خارجية لاستمالته.

Exit mobile version