بعد مرور عام كامل.. عملية إعمار غزة رهن السياسة والحرب الروسية الأوكرانية

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

بعد عام كامل على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أيار (مايو) الماضي، لا تزال عملية إعمار غزة تسير ببطء نتيجة عدم التزام المانحين بتعهداتهم المالية، وإعاقة الاحتلال الإسرائيلي للإعمار، وربطه بملفات سياسية.

وتقدر وزارة الأشغال والإسكان العامة، إجمالي من عُمر منذ العام الماضي بقطاع غزة بقرابة 13% فقط، مقارنة بتوقعات سابقة بأن كامل عملية الإعمار تحتاج لعامين.

وبلغت قيمة إجمالي خسائر قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي 479 مليون دولار، تشمل قطاعات الإسكان والبنية التحتية، والتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، وفق اللجنة العليا الحكومية لإعمار غزة.

إنجازات الإعمار

وأرجع وكيل الوزارة، ناجي سرحان، سبب بطء عملية الإعمار إلى ضغوط يمارسها الاحتلال على المانحين، لتحقيق أهداف سياسية.

وقال سرحان في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إنه تم إعادة إعمار 200 وحدة سكنية من أصل 1700 مدمرة كلياً، وإصلاح 70% من المنازل المتضررة جزئياً، البالغ عددها 60 ألفاً.

وأضاف سرحان أن غزة بحاجة لتمويل لإعادة بناء 1300 وحدة سكنية تدمرت كلياً و70 ألف وحدة سكنية تضررت جزئياً خلال الاعتداءات السابقة، قبل 2021، تبلغ تكلفة إعمارها 150 مليون دولار.

وأشار سرحان إلى أن الجانب القطري ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” تقودان عملية إعمار منازل مدمرة كلياً، بواقع 200 وحدة تشرف عليها الدوحة، و700 للأونروا يجري إنجاز 70 منها فقط.

ويحتاج قطاع غزة لإعمار الأضرار المباشرة لقطاع الإسكان والبنية التحتية 292 مليون دولار.

وأكد سرحان أن قطاع غزة يحتاج ثلاثة مليارات دولار أمريكي لإعادة إعمار غزة والتنمية الشاملة.

وشدد على عدم مشاركة الكثير من المانحين السابقين في عملية الإعمار، أبرزهم السعودية والكويت وسلطنة عمان والإمارات، مبيناَ أن الجهد الأكبر من الإعمار تقوده مصر وقطر.

الأزمة الروسية الأوكرانية

بدوره، قال نقيب المقاولين الفلسطينيين علاء الأعرج، إن عملية الإعمار تسير دون التوقعات التي كانت تشير إلى أنها ستشهد انطلاقة قوية مطلع العام 2022.

وأضاف الأعرج في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن أخر معطلات عملية الإعمار كانت الحرب الروسية الأوكرانية، وانعكاسها الكبير على أسعار المواد الخام، توريداتها لدول العالم.

وارتفعت أسعار المواد الخام بأكثر من 30% منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية وفق اتحاد المقاولين.

وأشار الأعرج، إلى أن عدم التزام المانحين بتعهداتهم المالية، والضغط لتسريع عملية الإعمار، ساهم بشكل رئيس ببطء تنفيذ المشاريع.

وأكد الأعرج على أن هناك تراجعاً كبيراً في المشاريع المنفذة بما يوازي حجم الدمار في قطاع غزة.

ولفت الأعرج إلى وجود 250 شركة مقاولات مسجلة في اتحاد المقاولين، الفعالة منها 120، العاملة منها 60 شركة، قرابة 12 في مشاريع الإعمار المصرية، و13 في مشاريع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، والباقي في مشاريع جزئية دولية ومحلية أخرى.

وشدد الأعرج على ضرورة وفاء المانحين بالتزاماتهم تجاه عملية الإعمار، وتغليب طرفي الانقسام للمصلحة الوطنية لإنهاء هذا الملف الإنساني.

لم يصرف دولار واحد للقطاع الاقتصادي

من جهته، أكد نائب رئيس اتحاد الصناعات الفلسطينية علي الحايك، أن القطاع الاقتصادي والصناعي لم يشهد إعماراً أو يتسلم تعويضات رغم مرور عام على العدوان.

وشدد الحايك في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن جميع المنشآت الاقتصادية والصناعية المتضررة خلال العدوان متوقفةً كلياً عن العمل نتيجة عدم رصد المانحين لأي مبالغ لإعمارها.

وأشار الحايك إلى أن خسائر قطاع التنمية الاقتصادية بلغ 156 مليون دولار، مبيناً أن الشروع بتنفيذ مشاريع الإعمار المتخلفة عامل مهم للتخفيف من حدّة الأزمات الاقتصادية والإنسانية والاجتماعية، لاسيما على صعيد تخفيض نسب البطالة والفقر.

ولفت الحايك إلى أن الدراسات كانت تشير إلى أن الإعمار يحتاج لعامين كاملين فقط لإصلاح ما دمر خلال عدوان 2021 لكنه بالوتيرة الحالية يحتاج لسنوات طويلة.

وطالب الحايك بضرورة فصل ملف الإعمار، وحاجات السكان الإنسانية عن السياسة.

سرحان: مصر وقطر قدمتا تصوراً لتوزيع المنح المالية على عملية الإعمار

غزة- مصدر الإخبارية:

أعلن وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة، ناجي سرحان اليوم الأثنين أن عملية إعمار غزة قد بدأت فعلياً مع مطالبة المتضررين بتقديم المخططات الخاصة بمنازلهم لإرسالها للمانحين.

وقال سرحان في تصريح له، إن مصر وقطر تعهدتا بمليار دولار مناصفة، وهناك دول أخرى ستساهم بمبالغ أخرى كالسعودية والكويت وغيرهم.

وأضاف أن مصر وقطر تقدمتا بتصورات لتوزيع المنح على القطاعات المختلفة كالإسكان والبنية التحتية والاقتصاد والزراعة وغيرها.

وأكد سرحان أن قطر هي من بدأت فعلياً بعملية الاعمار على الأرض، وهي تعمل ضمن برنامج معين للأعمار، بحيث تكون الأولية لإعمار المنازل والبيوت المدمرة، وإصلاح مفترقات الطرق، كوننا مقبلون على فصل الشتاء، وأنها ستوفر للبلديات كل ما تحتاجه لإعمار ما يلزم، خلال الأيام والشهور القادمة، وأنها تسير حسب برنامج محدد لإعادة الاعمار.

وذكر سرحان أن عدد الوحدات السكنية التي دمرت بشكل كامل خلال العدوان الأخير على غزة بلغت 1500 وحدة سكنية، إضافة لـ880 وحدة دمرت بشكل جزئي بليغ غير صالح للسكن، و650 ما بين جزئي وطفيف.

وقال إن غزة بحاجة لـ3 مليار دولار، واحد منها لتعمير الأضرار التي خلفها العدوان الأخير على القطاع والحروب السابقة عليه، و2 مليار لانعاش غزة من جديد وإعادتها للحياة.

وبين سرحان أن احتياجات القطاع بسبب الحرب الأخيرة بلغت 479 مليون إضافة للاحتياجات من جراء الحروب السابقة، وهذه عن الخسائر المباشرة، إضافة لخسائر غير مباشرة للحروب المتتالية والحصار المتواصل على القطاع.

وذكر أن معدل تكلفة الوحدة السكنية الواحدة 40 ألف دولار وقد ينقص أو يزيد حسب مساحة البناء والوحدة المهدمة.

وأكد أن الوزارة لا تستلم أي أموال ولكنها تدير عملية الاعمار من ارسال أسماء وتقيم ضرر وتكاليف، ومن ثم تدفع الجهة المانحة للمواطن على دفعات ليعمر بيته.

وقال إن الاحتلال رفع قيوده بشكل تدريجي عن ادخال مواد البناء لغزة، كإدخال الحديد خارج نظام السستيم، مما يشجع المستثمرين والمواطنين على البناء.

وأكد سرحان وجود عدد من المواد التي لا زال الاحتلال يمنع دخولها للقطاع بدون تنسيق خاص، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على عدة مسارات لتفاديها، وذلك من خلال الوسطاء للسعي من أجل اخراجها من إطار التنسيق.

وفيما يخص برج الجوهرة الذي تعرض للقصف، وسط مدينة غزة، أكد سرحان أن وزارة الأشغال بدأت مع مؤسسة “UNDP” عملية الإزالة، وأن هناك مقاول ومؤسسة مكلفة بالأمر، وهي متابعة من قبل الوزارة.

وقال إن هناك توجه لدفع بدل ايجار لأصحاب المنازل القريبة من أماكن الهدم، والمتوقع أن يقع ضرر عليهم، مؤكداً أن الوزارة ستتابع عملية الازالة بما يحقق الأمان للمواطنين.

Exit mobile version