القانوع: رعب الاحتلال وانتظاره رد المقاومة امتداد لمعركة سيف القدس

غزة- مصدر الإخبارية:

قال الناطق باسم حركة حماس د عبد اللطيف القانوع، اليوم الأربعاء، إن حالة الشلل والرعب التي تعيشها دولة الاحتلال الإسرائيلي وهي تنتظر رد المقاومة على المجزرة التي ارتكبت أمس الثلاثاء في قطاع غزة، امتداد لمعادلة سيف القدس التي صاغتها المقاومة الفلسطينية في أيار (مايو) 2021.

وأضاف القانون في تصريح بالذكرى الثانية لمعركة سيف أن معركة سيف القدس دشنت لمرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال وصنعت معادلة معه لحماية المسجد الأقصى ومنع تقسيمه ولا يزال يعاني من ارتداداتها.

وأشار إلى ان دوافع معركة سيف القدس لا زالت ماثلة أمامنا والخطر الذي يتعرض له المسجد الأقصى يشتد ومخططات التقسيم والتهويد تتصاعد لدى حكومة الاحتلال الفاشية.

وأكد أن معركة سيف القدس منعت تمرير مخطط الاحتلال الذي يستهدف المسجد الأقصى ووحدة الساحات التي حققتها لا زالت قائمة للدفاع عن شعبنا ومقدساتنا ومنع تقسيم الأقصى.

وشن الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الثلاثاء عدواناً مفاجئاً على قطاع غزة تسبب باستشهاد 15 فلسطينياً بينهم ثلاثة من كبار قادة العمل العسكري في حركة الجهاد الاسلامي.

وتعيش دولة الاحتلال الإسرائيلي حالة من الترقب عقب إعلان الفصائل الفلسطينية نيتها الرد على جريمة العدوان، لكن دون إعلان موعد محدداً للأمر.

اقرأ ايضاً: الخارجية: اعدام المدنيين في غزة جريمة حرب ضد الإنسانية

الزعانين: ندعو المقاومة لإبقاء سيفها مشرعًا للدفاع عن الأسرى

غزة – مصدر الإخبارية

دعا الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى تامر الزعانين المقاومة إلى إبقاء سيفها مشرعًا للدفاع عن أسرانا وأسيراتنا.

تصريحات الزعانين جاءت تعقيبًا على قرار الائتلاف الإسرائيلي بوضع قانون إعدام الأسرى للمصادقة في الكنيست الإسرائيلي.

وأضاف خلال بيانٍ صحافي: “نحن أمام إرهاب إسرائيلي مُنظم بقيادة المجرمين نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، والتفكير بهذا القانون هو جريمة بحق الإنسانية”.

وأشار إلى أن الاحتلال يُشرعن القوانين لإعطائها الصبغة القانونية، ما يتطلب من المجتمع الدولي الوقوف في وجه هذا الإجرام الإسرائيلي.

واستذكر التشريعات المتتالية مِن قِبل الكنيست الصهيوني لقتل الشعب الفلسطيني (تشريع التعذيب، تشريع عدم تقديم العلاج للأسرى، وهذا هو قانون إعدام الأسرى.

وأعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اللجنة الوزارية للشؤون التشريعية، وافقت اليوم الأحد على قانون عقوبة الإعدام لمنفذي العمليات الفلسطينيين.

وقال نتنياهو: “لقد وافقنا الآن على طرح قانون عقوبة الإعدام لمنفذي العمليات في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع مع الوزير إيتمار بن غفير”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ صحافية “سنواصل العمل بكل الوسائل الأمنية والعملياتية والتشريعية، لردع منفذي العمليات والحفاظ على أمن إسرائيل”.

ومن المقرر أن يجري المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) مناقشة بين القراءة التمهيدية والقراءة الأولى في الكنيست الإسرائيلي.

وكان وزير الأمن القومي حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، طالبت بوقت سابق، بإقرار عقوبة الإعدام على منفذي العمليات الفدائية.

وتوجه بن غفير بالشكر لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على تبني سياسته لإغلاق منزل المنفذين في أسرع وقت ممكن.

وأردف بن غفير: “أسعى لإقرار عقوبة الإعدام على المنفذين، وفي الأسبوع المقبل أجري مناقشة حول قانون السلاح، يجب أن نتصرف بحزم لحماية المستوطنين”.

أقرأ أيضًا: بن غفير يطالب بإقرار عقوبة الإعدام على منفذي العمليات الفدائية

مهرجان العودة الدولي للأفلام يتوج الفائزين بجوائزه (صور)

خاص- مصدر الإخبارية

توج مهرجان العودة الدولي للأفلام، الأحد، الفائزين بجوائزه خلال حفل عقد بمدينة غزة.

وتضمنت فئات الجائرة هذا العام، الأفلام الطويلة والقصيرة والمتوسطة، وأفلام الموبايل.

وهذه هي الدورة للمهرجان الذي ينظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، وحملت الدورة اسم “سيف القدس” نسبة للمعركة الأخيرة التي دارت بين فصائل المقاومة والاحتلال خلال أيار (مايو) 2021.

وحضر حفل اختتام المهرجان، رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر وقيادات بفصائل العمل الوطني والإسلامي، وسط حضور شخصيات أكاديمية وإعلامية وصحفيين.

وفي تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية قال عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان إبراهيم مسلم، إن المهرجان هدف لتخليد ذكريات معركة سيف القدس وتجسيد بطولتها عبر مواد مرئية تعرض للجمهور محلياً ودولياً.

وأوضح أن المهرجان أفسح، للمخرجين والمؤسسات الإعلامية في الداخل والخارج لرواية المعركة ببصماتهم الخاصة.

وأضاف أن المهرجان منذ انطلاقه حريص على مواجهة الرواية الصهيونية، عبر مواد مضادة، لتلك التي يتم إنتاجها لطمس الحقوق والهوية الفلسطينية.

وبخصوص تفاصيل الجوائز التي أعلن الفائزين بها خلال الحفل جاءت على النحو الآتي:

حاز على المركز الثاني عن فئة الأفلام الطويلة فيلم “الشارع الشهيد” للمخرج أيمن العمريطي.

حاز المركز الأول عن فئة الأفلام المتوسطة “فيلم في عين العاصفة” المخرج الجريح مؤمن قريقع.

حاز جائزة المركز الثاني عن ذات الفئة فيلم “بنك الأهداف” المخرج رشدي السراج.

أما فئة الأفلام القصيرة، حصد جائزة المركز الأول عنها فيلم “شاهد على الحقيقة” للمخرجين حمزة رضوان وحسين زقوت، وحصد المركز الثاني عن ذات الفئة فيلم “قصة محمد النجار” من إنتاج “وزارة التربية التعليم”.

وبخصوص، فئة أفلام الموبايل فقد حصد جائزة المركز الأول عنها فيلم “11” للمخرج أنس ريحان، وحصد المركز الثاني عن ذات الفئة فيلم “الشاهد” للمصور محمد أسعد محيسن.

ووزعت إدارة المهرجان بعض الأفلام بجوائز تشجيعية، نال أولها جائز أفضل تصوير فيلم “سؤال مشروع” لصحيفة فلسطين، وجائزة أفضل مونتاج فيلم “ناجون من الموت” للصحفي يحيى اليعقوبي، وجائزة أفضل إخراج فيلم “في عين العاصفة” للمخرج الجريح مؤمن قريقع.

كما أقرت لجنة التحكيم جائزة خاصة لإحدى الأفلام المتنافسة حملت اسم الصحفية الشهيدة أبو عاقلة” حاز عليها فيلم “رجائي في القدس” للمخرج المقدسي محمد الكومي.

في ذكرى هبة القدس وسيفها، أين المسير: نحو النهوض أم الانهيار؟‎‎

كتب هاني المصري:

تمرّ ذكرى هبة القدس وسيفها مع احتمالية أن نشهد، يوم الأحد القادم، مواجهةً شعبيةً وعسكريةً جديدةً بعد موافقة وزير الأمن الإسرائيلي على تنظيم “مسيرة الأعلام”، ومرورها من باب العامود والحي الإسلامي، وبعد قرار المحكمة الإسرائيلية بإزالة القيود على المقتحمين للأقصى لتمكينهم من ممارسة طقوسهم الدينية في باحاته.

حذّرت فصائل المقاومة، على لسان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وزياد نخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، والناطقين العسكريين، من أنها لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل معركة سيف القدس.

وإذا لم تستطع تدخلات الوسطاء، وخصوصًا المصريين، من إقناع سلطات الاحتلال بإلغاء المسيرة أو تغيير مسارها، فإن سيناريو المواجهة العسكرية التي لا يريدها الطرفان وارد جدًا؛ إذ قال قيادي في “حماس” إذا لم تصل رسائلنا عبر الوسطاء فستجد طريقها عبر الصواريخ.

لا تريدُ المقاومةُ المواجهةَ العسكريةَ؛ لأنها مكلفة جدًا وقطاع غزة لم يلملم جراحه كما لم يُعد بناء ما تهدم في المعركة السابقة، وكذلك حكومة الاحتلال لا تريدها جراء الخسائر المترتبة على المواجهات السابقة، وخصوصًا بعد أن ضربت صواريخ المقاومة مواقع في القدس وتل أبيب وعطّلت مطار اللد، وعلى خلفية الخلافات في المستوى السياسي وعلى صعيد القادة العسكريين والأمنيين الذين لا يوصون بالمواجهة العسكرية؛ لأنهم لا يضمنون نتائجها، وبالتالي إذا حصلت بدلًا من أن تساعد على تجاوز أو التقليل من الأزمة الحكومية التي تهددها بالسقوط فتسارع في سقوطها.

إذا نفذت المقاومة تهديدها بإطلاق الصواريخ فهناك مشكلة؛ لأن الثمن مكلفٌ جدًا، وإذا لم تطلق بعد تعهداتها وبعد سيف القدس فمشكلة أيضًا؛ لأنه يمس بمصداقيتها. لذا، لا بد التواضع في التصريحات والوعود، ولا بد من بلورة إستراتيجية واحدة قادرة على إنهاء الانقسام وتحقيق الترابط والتكامل بين أشكال النضال؛ حيث يكون اللجوء إلى صواريخ المقاومة آخر شيء، ويتم عند حدوث خطوات كبرى، مثل الضم، وترسيم التقسيم الزماني والمكاني، وارتكاب مجازر كبيرة، أو ترحيل جماعي يقوم به الاحتلال. أما وضع خط أحمر يطالب بمنع كل ما يجري بشكل متكرر من دون الالتزام به سيؤدي إلى الخيبة واليأس، وربما إلى النقمة على أصحاب الوعود الكبيرة.

في هذا السياق، لا بد من أخذ موازين القوى في الاعتبار من دون الخضوع الكامل لها، وأخذ خصائص وإمكانات وقدرات كل تجمع فلسطيني بالحسبان، فلا ينفع تقديس العفوية والعمليات الفردية ودعوة كل فلسطيني أن يخرج للقتال بما يملك من سلاح أو فأس؛ لأن هذا يحدث فقط عند اندلاع المواجهة الشاملة واللجوء إليه من دونها ينذر بحدوث مواجهة شاملة قبل أوانها.

إنّ الأعمال الفردية عظيمة كونها تسد جزءًا من الفراغ الناجم عن تقادم الفصائل والأحزاب وترهلها، وعدم ميلاد فصائل وحركات جديدة قادرة على سد الفراغ؛ أي أنها تعكس المأزق، والمهم الانشغال في كيفية تجاوز المأزق، وليس إنكاره، ولا التعامل مع المقاومة تارة وكأنها عصا سحرية قادرة على كل شيء، وتارة أخرى وكأنها مطالبة فقط بإبقاء جذوة الصراع مستمرة إلى أن ينهض المارد العربي أو الاسلامي أو الأممي، في حين أنها قادرة على تحقيق ما يمكن تحقيقه الآن، وفي كل مرحلة، على طريق تحقيق الأهداف والأحلام الكبيرة التي ستتحقق نتيجة تغيير جدي في موازين القوى والظروف العربية والإقليمية والدولية، وإذا لم تحقق إنجازات ملموسة ستفقد شعبيتها.

زيادة ملموسة في غير القادرين على احتمال استمرار الوضع الحالي

سأتناول في هذا المقال أين يقف طرفا الانقسام في الساحة الفلسطينية، وأصر على استخدام هذا المصطلح الذي يزعج أوساطًا كثيرة عند الطرفين، بحجة أن طرفًا واحدًا يتحمل مسؤولية الانقسام، أو لأن الانقسام انتهى في ظل وحدة الشعب ما عدا مجموعة متحكمة، وأنا ما زلت أعتقد أن الانقسام بمنزلة نكبة جديدة، وهو مستمر ويتعمق ويسير نحو انفصال دائم، ولا يتحمل مسؤولية وقوعه واستمراره طرف واحد، بل طرفا الانقسام، وإن بتفاوت بين مرحلة وأخرى، فلا يمكن وضع حركة فتح وأنصارها وحلفائها في الكامل خارج الصف الوطني كما يصل البعض، مع أن الرئيس والقيادة الرسمية يتحملون المسؤولية الأولى الآن ومنذ فترة، وبعد ذلك تتحمل “فتح” و”حماس” المسؤولية ثانيًا.

سأبدأ بعرض ما يواجه الرئيس والقيادة الرسمية وحركة فتح الذين يبدون في وضع لا يحسدون عليه، لا سيما بعد وصول خيار المفاوضات والعملية السياسية إلى طريق مسدود، وفشل كل المحاولات والرهانات على إعادة إنتاجه، وسيرهم نحو الأخذ بالتعامل مع “تقليص الصراع” و”السلام الاقتصادي”، ومواصلة التعاون الأمني بدلًا من اختيار تغيير المسار بشكل جوهري، من خلال الوحدة على أساس برنامج وطني يجسّد القواسم المشتركة والمقاومة والشراكة والديمقراطية.

كما تواصلت عملية الإجهاز على منظمة التحرير كما يظهر في عدم عقد اللجنة التنفيذية اجتماعات، وعدم توزيع المهمات للأعضاء الجدد، وخصوصًا مهمة أمين سر اللجنة التنفيذية؛ ما يعمق تجميد عمل مؤسسات منظمة التحرير، وتهميشها، وتحويلها إلى تابع للسلطة، خصوصًا بعد قرار شطب المجلس الوطني، وتحويل كل صلاحياته إلى المجلس المركزي، الذي يجري بتسارع تحويله إلى بديل عن المجلس التشريعي في ظل عدم وجود نية بإجراء الانتخابات العامة، ولا التوصل إلى وفاق على المشاركة، ولو عن طريق التعيين والمحاصصة الفصائلية، وكذلك عدم الاستعداد لتفعيل المنظمة كما هي، التي تحولت بقدرة قادر إلى دائرة من دوائر السلطة بقرار تم الإيحاء بتعديله ولم يسحب، لكنه ألحق بقرارات مثل ضم كل موظفي ودوائر المجلس التشريعي إلى رئاسة المجلس الوطني/المركزي، وتجهيز غرفة رئيس المجلس التشريعي لكي يشغلها روحي فتوح الذي عين عمليًا رئيسًا للمجلس التشريعي المنحل رسميًا، والذي حل محله المجلس المركزي عمليًا.

ولا يقتصر مأزق هذا الفريق على تجويف مؤسسات المنظمة وتهميشها، وإنما يظهر مأزقه في أن الحكومة تعاني من غياب رؤية وخطة، ومن تداخل بالصلاحيات؛ حيث تبدو في العديد من الحالات آخر من تعلم، ولا تملك من أمرها شيئًا بعد عجزها عن تعديل تركيبتها على الرغم من الإعلان عنه، وفي ظل الأزمة المالية المعرضة للتفاقم ووسط محاولات حثيثة لجعلها كبش فداء مثلها مثل كتلة الشبيبة في جامعة بيرزيت، كما نرى في الحديث الدائم عن فشل الحكومة وقرب تغييرها من أشخاص كانوا المبادرين إلى إقناع الرئيس بتشكيلها رئيسًا ووزراء، مع أن المسبب الرئيسي للتدهور في مختلف المجالات هو سياسة وأداء القيادة الرسمية التي أوصلها إلى حد أنها لم تعد ذات صلة ليس بما يجري في غزة، وإنما فيما يحدث في القدس والأقصى، ولدرجة عقد اجتماعات وقمم عربية وعربية إسرائيلية من دون وجود ممثل عن الفلسطينيين.

“فتح” لم تعد تشبه نفسها ولا شعبها

جاء التأجيل المتكرر لموعد عقد المؤتمر الثامن لحركة فتح على خلفية الخلاف حول مخرجاته، وعلاقة ذلك بالصراع على الخلافة بعد وجود إشارات إلى أنها تسير باتجاه واضح نحو تكريس شخص بعينه بعد التعيينات الأخيرة في المنظمة، وكذلك نتائج انتخابات جامعة بيرزيت غير المسبوقة التي فازت فيها كتلة الوفاء، الذراع الطلابي لحركة حماس، بالأغلبية، 28 مقعدًا من أصل 51، فيما حصلت كتلة الشبيبة الفتحاوية على 18 مقعدًا، وتداعياتها المتمثلة في استقالة أمين سر وأعضاء إقليم رام الله والبيرة، وتجميد الأقاليم في المحافظات الشمالية لعملها إلى حين إصلاح الأوضاع التنظيمية، ووجود إرهاصات ومطالبات من داخل “فتح” وخارجها تذهب أبعد من ذلك بكثير تطالب بتغيير شامل للقيادة والرئيس عبر تقديمها الاستقالة أو إجبارها على الرحيل؛ لأن “فتح” لم تعد تشبه شعبها، ولا نفسها، واستمرار الوضع على حاله ينذر بالتدهور الشامل، وسيسدل الستار على واحدة من أكبر وأهم حركات التحرر في المنطقة وعبر التاريخ .

وما يميز الإرهاصات الحالية من داخل “فتح” وخارجها أنها لم تعد تؤمن بالعمل من داخل الأطر في “فتح” والسلطة والمنظمة وعبر المناشدات والمطالبات؛ لأن هذه الأطر غير موجودة، فكل مقاليد الأمور في يد شخص واحد، ومعيار التعيين لأي شخص بأي منصب مهم أو حتى غير مهم في الوزارات والأجهزة والمحافظين والسلطات المختلفة الموالاة التامة، وهذا انعكس وسينعكس على دور ووزن حركة فتح التي لم تعد قادرة على الحفاظ على دورها القيادي السابق، ولا المشاركة الفاعلة في القيادة، فكل ما يهم القائمين حاليًا والمتحكمين بالقرار بقاء السلطة والوضع الحالي بأي ثمن، وبقاء الحال كما يقال على ما هو من المحال، فالتغيير سنة الحياة، والمهم أن يكون تغييرًا إلى الأمام لا إلى الخلف، وهذا غير مضمون، فقد يكون الحراك المتأخر نوعًا من “حلاوة الروح”، أو بداية عهد جديد ينسجم مع اقتراب النهوض الجديد الذي بدأت إرهاصاته تتعاظم، خصوصًا في السنوات الأخيرة.

“حماس” أيضًا في مأزق

وإذا انتقلنا إلى الطرف الآخر، وتحديدًا حركة حماس، سنجد أنها أيضًا في مأزق، وإن اختلف في عمقه وأسبابه ونتائجه، ويظهر في استمرار نوع من التداخل بين الوطني والإسلامي، وتأثير المحاور المختلفة وتأثير ديكتاتورية الجغرافيا، وفي أن الإنجازات التي حققتها تمت، وقطاع غزة لا يزال تحت الحصار وفي أكبر وأطول سجن في التاريخ، وبدلًا من البحث في كيفية كسر هذه المعادلة يتم تضخيم قوة المقاومة بصورة ضارة، من خلال الحديث عن إمكانية زوال الاستيطان حتى نهاية العام، والتبشير بقرب زحف اللاجئين من بلدان الطوق، واعتبار شعبنا في الداخل ناضجًا وفي أفضل حال؛ أي تصور ما ليس قائمًا، أو ليس من المحتمل حدوثه سريعًا، لتبرير عدم التدخل بدلًا من وضع الخطط والأعمال الكفيلة بإنضاجه.

في هذا السياق، تصورت أوساط نافذة في “حماس” أنها باتت قادرة على قيادة السفينة الفلسطينية، وهذا غير دقيق؛ لأن القيادة بحاجة حتى تقود إلى أكثر من الصواريخ، بحاجة إلى فكره ناظمة ورؤية وطنية جامعة تشاركية، فالمقاومة وحدها لا يمكن أن تمكن من القيادة، خصوصًا إذا كانت مقيدة وتخدم سلطة تقودها “حماس” انفراديًا، ومرتبطة ومحكومة بتفاهمات تغيّرت من معادلة “هدوء مقابل هدوء” إلى “هدوء مقابل تسهيلات وتخفيف للحصار”.

من يقود أو سيقود، عليه أن يحدد الهدف المركزي، والأهداف التي يمكن تحقيقها في هذه المرحلة، وكيف يمكن الوصول إليها، ولا بد أن يكون في الحساب هل الإقليم والعالم عامل مساعد أم معرقل أم معارض؟ وهذه نقطة في منتهى الأهمية؛ لأن الرهان على الحرب الإقليمية حول القدس وفلسطين بحاجة إلى تدقيق في ظل احتمال الاتفاق على الملف النووي.

المقاومة وحدها لا تكفي وليست حلًا، بل أداة مهمة للحل الوطني

على الرغم من تبني “حماس” لوثيقة سياسية تتضمن تطورًا سياسيًا في العام 2017، وتحديدًا للهدف الوطني، إلا أن تصريحات وممارسات الكثير من قياداتها لا توحي بالعمل على هدى هذه الوثيقة، وعلى “حماس” أن تجيب مرة أخرى عن أسئلة، مثل: هل تستهدف في هذه المرحلة إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة على طريق التحرير الكامل، أم أنها تنتظر وتتوقع زوال إسرائيل خلال فترة وجيزة حدها الأقصى العام 2027، أي عندما تبلغ إسرائيل عمر الثمانين، وكأنه لا يكفينا نبوءة زوال إسرائيل 2022 ليحل محلها لعنة الثمانين؟

وهل تعدّ “فتح” في المعسكر الوطني أم خارجه، وهل تريد شراكة مع “فتح” على أساس وطني عن طريق الاتفاق أو الانتخابات أم كليهما، أم تريد الإطاحة بقيادة “فتح” والحلول محلها، أم الإطاحة بنهج التخاذل والتساوق فقط؟

وهل خطتها موضوعة على أساس أن إسرائيل ستزول عندما تتوفر عوامل زوالها؟ وهذا يمكن أن يحدث، ولكن بالعمل الحثيث والمثابر لتوفير شروط حدوثه، وليس عبر انتظار حدوث أو حتى الترويج لنبوءات ولعنات، حتى لو كررها قادة إسرائيليون في معظم الأحيان لأغراض في نفس يعقوب.

لقد رفعت “حماس” سقفها السياسي كثيرًا بعد معركة سيف القدس أكثر مما ينبغي، وتصورت أنها ستكون مثل معركة الكرامة بالنسبة إلى حركة فتح، فطرحت تشكيل مجلس وطني وقيادة مؤقتة بالتعيين لمدة عامين، وعندما وجدت أن هذا غير ممكن كونه غير مقبول، طرحت على استحياء، وبتردد، مسألة الجبهة الوطنية العريضة، باعتبارها خطوة على طريق استعادة الحيوية والوحدة في إطار المنظمة، وهذا تطور مهم، شرط ألا تكون مجرد محاولة لاستبدال هيمنة “فتح” بهيمنة “حماس”، أو مجرد تكتيك مؤقت إلى أن ينضج اتفاق محاصصة ثنائي جديد مع “فتح”.

تكمن أهمية الجبهة إذا استندت إلى هدف الإنقاذ الوطني ورؤية شاملة وطنية تعددية تشاركية ديمقراطية، تحدد الأهداف وأشكال العمل والنضال والتحالفات والمراحل، ولا تنظر إلى الآخرين باعتبارهم مجرد ملاحق، وإنما بوصفهم شركاء في الدم والقرار في السلطة والميدان، وفي الأرباح والخسائر.

وهذا يتضمن إشراك الآخرين في حكم قطاع غزة، وتقديم نموذج حكم رشيد، وإجراء الوحدة الميدانية في مختلف المستويات إلى أن تتحقق الوحدة الشاملة، والتعامل مع الآخرين، وإجراء الانتخابات المحلية في مختلف القطاعات والمجالات بشكل منتظم إلى حين إجراء الانتخابات العامة، وإعطاء إنهاء الانقسام الأهمية التي يستحقها، بما في ذلك توفر استعداد حقيقي للتخلي عن السيطرة الحمساوية على غزة مقابل شراكة كاملة في السلطة والمنظمة بعد تغيير السلطة، لكي تكون في خدمة المشروع الوطني وإعادة بناء وإحياء وتفعيل المنظمة لتضم مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي المؤمن بالشراكة.

ماذا علقت حماس على كشف الاحتلال هوية واسم ضابط قُتل بقطاع غزة عام 2018؟

غزة _ مصدر الإخبارية

كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، عن هوية الضابط الذي قُتل خلال العملية العسكرية السرية التي نُفذت في قطاع غزة، عام 2018.

وبحسب الجيش فإن الضابط هو محمود خير الدين(41 عاما) من قرية حرفيش، كان يحمل رتبة مقدم، في وحدة للعمليات العسكرية الخاصة تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان).

وعلقت حماس على لسان المتحدث باسمها، حازم قاسم في تصريح قائلاً إنّ ” إعلان الاحتلال عن اسم الضابط من القوات الخاصة الذي قتله عناصر كتائب القسام في معركة (حد السيف)، يؤكد على القدرة الاستخباراتية للقسام”.

وأكد قاسم أنّ الاسم والتفاصيل كانت معروفة بعد وقت قصير من كشف الوحدة الخاصة وقتل قائدها، وفضح كل عناصرها مما اضطر قيادة جيش العدو لإخراج كل طاقم الوحدة من الخدمة”.

وتابع قاسم: “ما كشفته كتائب القسام من تفاصيل الوحدة الخاصة ومخططها هو جزء فقط مما لدى القسام من أسرار فيما يتعلق بهذه العملية الأمنية المعقدة، والتي تدلل على قدرة العقل الاستخباري للمقاومة على مواجهة المنظومة الأمنية الصهيونية وهزيمتها”.

يُذكر أنّ  العملية العسكرية الإسرائيلية آنذاك،  أسفرت عن استشهاد سبعة مواطنين، بينهم القيادي البارز في كتائب القسام نور بركة، فيما قُتل ضابط إسرائيلي برتبة (لفتنانت كولونيل) وأصيب آخر وفق المصادر الإسرائيلية.

وأشارت كتائب القسام، إلى أن القوة الإسرائيلية الخاصة استخدمت هويات مزورة لعائلة فلسطينية حقيقية، ولديها نفس الباص الذي استخدمته القوة، ولفتت إلى أن “قوة إسرائيلية ثانية، كانت ترقب ما يحدث مع القوة الإسرائيلية التي استجوبناها، واستمر التحقيق معهم لـ 40 دقيقة”.

وأوضحت كتائب القسام، أن القوة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت لغزة، حاولت زرع جهاز تجسس على اتصالات المقاومة.

                                                                                 

لجنة فصائلية: سيف القدس شكلت نقطة تحول استراتيجي في الصراع

غزة- مصدر الإخبارية

اعتبرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية أن معركة سيف القدس، مثلت نقطة تحول استراتيجي في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت اللجنة في بيان صدر عنها، بمناسبة الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021، مر علينا اليوم الثلاثاء العاشر من مايو الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس الخالدة، التي شكلت مرحلة مفصلية في تاريخ صراعنا مع الاحتلال الصهيوني.

وأضافت أنها، ثبتت بالبارود والنار خطاً ثابتاً ووحدة حال بين القدس وغزة، وبين القدس والضفة الغربية والداخل المحتل وشعبنا في الشتات، لتكون القدس كما كانت دائما محور الصراع مع المحتل، ودرة تاج قضية فلسطين.

وأشارت إلى أنه أثبت فيها شعبنا ومقاومته معادلات جديدة رسخت فيها المقاومة الفلسطينية ريادتها مقابل تقهقر الاحتلال وتراجعه وصولاً لانكفائه الكامل عن أرضنا الفلسطينية.

ولفتت إلى أن معركة سيف القدس شكلت نقطة تحول استراتيجي ونقلة نوعية في طبيعة المعركة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني المسنود بالمقاومة الباسلة دفاعا عن مقدساتنا، وانهارت فيها كل المحاولات الإسرائيلية للفصل بين مكونات شعبنا وساحات تواجده، ورسمت لوحة نضالية انخرط فيها الفلسطيني حيث تواجد ليتكامل الفعل ويتعاظم الإنجاز الوطني.

وقالت اللجنة إن معركة سيف القدس أن المقاومة والصراع مع المشروع الصهيوني الاستعماري، قادرة دائماً على توحيد الموقف السياسي، وجمع الكلمة الوطنية على قاعدة وحدة الساحات والاشتباك مع الاحتلال واستخدام كل الأدوات الوطنية على قاعدة التنوع من أجل التكامل، ويظل المطلوب باستمرار تشكيل قيادة وطنية موحدة للمقاومة بمفهومها الشامل.

الزهار لمصدر: اغتيال أحد قادة المقاومة سيفتح معركة كبيرة يشارك فيها محور المقاومة

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار، اليوم الثلاثاء، إن “أي محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لاغتيال أحد قادة المقاومة ستعني ضرب المدن المحتلة بصواريخ موجعة، وفتح معركة عسكرية كبيرة تشارك فيها أطراف عدة“.

وأضاف الزهار في حوار خاص مع شبكة مصدر الإخبارية، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة “سيف القدس”، التي تصادف اليوم، أن “الاحتلال أصبح يعي أن الاغتيالات تكلفه، حالياً، خسائر كبيرة، على صعيد معنويات جنوده بعد الدخول في المعركة، وعدم تحقيق أهدافه الأساسية المتمثلة في القضاء على المقاومة الفلسطينية“.

وأوضح الزهار أن “معركة سيف القدس منحت محور المقاومة المتمثل في إيران وسورية وحزب الله القوة اللازمة للرد على جرائم الاحتلال، وضربه أهداف تابعة لها من وقت لأخر“.

وأشار الزهار إلى أن “العلاقة مع محور المقاومة يجب أن تصل إلى التوافق الكامل بين جميع الأطراف في وقت الحرب كي يشمل الرد الجميع في آن واحد، لإنهاء مسألة إسرائيل مرة واحدة، فلا بُعقل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي سورية، ولبنان، والمصالح الأخرى (إيران)“.

واعتبر الزهار أن “معركة سيف القدس كان لها تأثير على العرب المشككين بإمكان تحرير فلسطين، وهزيمة الاحتلال الإسرائيلي، وعززت إيمانهم بذلك“.

وشدد على أن “سيف القدس أنهت عربدة الاحتلال الإسرائيلي، وبأنه الجهة التي تبدأ الحرب وتنهيها وقتما تشاء“.

ولفت إلى أن “سيف القدس كانت أول معركة في تاريخ العالم العربي، التي توجه فيها جهة عربية (الفصائل في غزة) الضربة الأولى، من دون أن تُفرض عليها من الاحتلال الإسرائيلي“.

وأكد أن “قرار وقف معركة سيف القدس كان، للمرة الأولى، في يد المقاومة الفلسطينية، ولم يفرضه الاحتلال أو أي جهة خارجية أخرى، علاوة على ارغام القوة المهيمنة على العالم (الولايات المتحدة الأميركية) على التدخل في شكل عاجل للضغط لإنهاء المعركة“.

واعتبر الزهار أن “انفراد تنظيم مقاوم (حماس) بمقارعة دولة نووية (إسرائيل) ظاهرة لم يشهدها العالم من قبل”، مشدداً على أن” سيف القدس رسخت قوة ردع الاحتلال الإسرائيلي، وتعامله مع قطاع غزة والمقاومة“.

وقال الزهار إن “الضفة الغربية تستلهم، الآن، من غزة بأنه يمكن تحرير فلسطين، ما ظهر، أخيراً، في تصاعد العمليات الفدائية، والاشتباك مع الاحتلال وقواته”، مثمناً “نضال أهالي الضفة الغربية والداخل المحتل عام 1948 وصمودهم“.

اقرأ أيضاً: بالتزامن مع مناورة عربات النار.. قيادة الغرفة المشتركة ترفع حالة التأهب والجهوزية

خـطـاب المقـاومـة بين أمانـي النصـر ومشـروع التحـريـر

أقلام _ مصدر الإخبارية

بقلم د. وليد القططي

فور انتهاء معركة “سيف القدس” العام الماضي، كتبتُ مقالاً بعنوان: “هل ستكون سيف القدس المعركة ما قبل الأخيرة؟”، وكانت آخر فقراته: “هذه النتيجة ستُعجّل الإعداد لحرب وعد الآخرة الفاصلة، فبعد أنْ صدق الله العظيم وعده بمجيء اليهود جماعات مهاجرة من كل أنحاء العالم إلى فلسطين، وبعد أنْ بعث الله تعالى جيل النصر ممن يمتلكون شرطي الإيمان والقوة، لم يبقَ إلا تحقيق وعد الآخرة، حيث المعركة الكبرى الفاصلة، فهل ستكون معركة سيف القدس الحرب ما قبل الأخيرة؟”.

وقد اتفق خطاب المقاومة بعد معركة “سيف القدس” مع هذه الرؤية المتفائلة إلى المستقبل، وبرز ذلك واضحاً في خطابات قادة محور المقاومة في يوم القدس العالمي الأخير بعد عام من معركة “سيف القدس”.

أذكر أنَّ مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي صرّح في العام 2015م أنَّ “إسرائيل” لن تكون موجودة في ربع القرن القادم، وأكَّد ذلك في يوم القدس العالمي العام الماضي بقوله: “إنَّ الخط البياني الانحداري باتجاه زوال الكيان الصهيوني بدأ ولن يتوقّف”، وأكد هذا المعنى في يوم القدس العالمي الأخير بعد معركة “سيف القدس”.

واعتبر رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران إبراهيم رئيسي في اليوم نفسه أنَّ “الأمور تسير باتجاه زوال الكيان الصهيوني وحتمية تحرير القدس طبقاً للوعد الإلهي”، وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: “إنْ شاء الله، هذا الجيل وهذه الأجيال ستُصلّي في القدس… قريباً جداً”، وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأستاذ المجاهد زياد النخالة: “إنَّ قوى المقاومة تزداد يقيناً بالنصر”، وقال قائد حركة حماس في قطاع غزة الأستاذ المجاهد يحيى السنوار في يوم القدس العالمي تحت عنوان “القدس هي المحور”: “على الجميع التهيؤ لمعركة كبرى من أجل الأقصى… معركة زوال إسرائيل”.

يتفق خطاب المقاومة المتفائل بقرب زوال “إسرائيل” مع منطق القرآن الكريم في سورة الحشر: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ}، في إشارة إلى سببين تاريخيين لتدمير أي كيان يهودي، هما السبب الداخلي والسبب الخارجي، وهو ما كتب عنه صاحب موسوعة “اليهود واليهودية والصهيونية” المفكر عبد الوهاب المسيري، موضحاً السبب الداخلي بأن “إسرائيل تتفكك من الداخل بسبب تناقضاتها الداخلية، وتأكل قيمها الصهيونية، وعدم يقين سكانها بمستقبلهم، وفشلهم في تهجير كل الفلسطينيين”، وبأن السبب الخارجي يتمثّل بالمقاومة “ودورها في تعجيل نهاية إسرائيل… جرثومة النهاية لدولة إسرائيل”.

وأكد ذلك الكثير من نخبة الصهاينة، منهم المفكر أمنون روبنشتاين، بقوله إن “الكيان الإسرائيلي لا يمكنه البقاء مطلقاً بسبب نوعين من التهديد: خارجي… وداخلي، يتمثل بالفساد وتأكل منظومة القيم الصهيونية”. ورأى السياسي الإسرائيلي أبرهام بورغ “أنَّ إسرائيل فيتو صهيوني يحمل أسباب زواله في ذاته”، وركز المؤرخ بيني موريس على العامل الديموغرافي لزوال “إسرائيل”، وغيرهم كثير من مؤسسات ومفكرين غربيين لديهم رؤية استشرافية لزوال الكيان الصهيوني.

رغم هذا اليقين بقرب النصر وتحقيق وعد الآخرة، لا ينبغي الركون إلى ذلك وتحويل خطاب المقاومة إلى مجرد أمنيات بالنصر، فنتجاهل سُنن التاريخ التي لا تُحابي أحداً، مؤمناً كان أو كافراً، فمن يأخذ بأسباب النصر ينصره الله، ومن يتركها يستبدله الله، فالنصر في الدنيا والفلاح في الآخرة ليس بأماني النفس ورغباتها المُجرّدة من العمل: “لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ”، والأخذ بالأسباب أو العزيمة قاعدة قرآنية لإنجاز أي هدف قبل التوكل على الله: “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ”، وقاعدة نبوية قبل التوكل على الله: “اعقلها وتوكل”.

ومن أهم أسباب النصر إعداد القوة: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ”… ومن دون ذلك كله، سيكون الأمر تكراراً لتجارب بائسة سابقة، أهمها الخطاب الإعلامي الناصري قبل النكسة في العام 1967م، عندما كان مدير إذاعة صوت العرب أحمد سعيد يكرر جملته الشهيرة: “هنيئاً لك يا سمك البحر”، على أساس أنّه سيأكل أجساد الصهاينة الهاربين من فلسطين، في دلالة على قرب تدمير “إسرائيل” وتحرير فلسطين، من دون وجود مشروع حقيقي لتحرير فلسطين.

مفهوما أماني النصر ومشروع التحرير مختلفان، وقد يكونان متناقضين، فأماني النصر هي ركون إلى رغبات النفس وانتظار الوعد، من دون مُعطيات من الواقع وتراكم من العمل ورصيد من الإنجازات. أمّا مشروع التحرير، فهو أخذ بالأسباب وإعمال للجهد، بوجود مُعطيات من الواقع وتراكم من العمل ورصيد من الإنجازات.

أماني النصر تركن إلى إيمان يؤدي إلى التواكل أو التهوّر، ووعي يؤدي إلى الجمود أو التسرّع، وقوة منفصلة عن الإيمان والوعي، وصبر يقود إلى الجزع واليأس أو الوهم والخداع… أمّا مشروع التحرير، فإيمان مع يقين يضع عجلات الفعل البشري على مسار قضبان قطار القدر الإلهي المسافر نحو محطة وعد الآخرة من دون تواكل أو تهور، ووعي مع بصيرة يُخرج العمل الإنساني من قاعة الانتظار على رصيف هامش التاريخ من دون القفز في فراغ التاريخ، وقوة تكمل معادلة الإيمان والوعي كشرط للنصر، بما تحمله من معاني الفاعلية والتأثير، وصبر يحمينا من الجزع، ويقين من الوهم يثبتنا في القتال، ووحدة بوصلتها فلسطين وقبلتها القدس، تجمع كل المؤمنين بمشروع المقاومة والتحرير، متجاوزة كل أنظمة الانبطاح والتطبيع، وتيارات الفتنة والتكفير، وجماعات الإلهاء والترويض.

مشروع المقاومة والتحرير السائر نحو وعد الآخرة يتميز عن الأماني بنهجه الواضح: “كلام أقل وعمل أكثر”، وخصوصاً أنه يواجه المشروع الصهيوني المدجج بالعلم والتكنولوجيا والإمكانيات والسلاح، ويرتكز على مشروع غربي أكبر يحمل كل عوامل القوة والتقدم، وهو ما يحتاج إلى مزيدٍ من وضوح الرؤية والمشروع، وسطوع الهدف والوسيلة، وقوة التخطيط والإعداد، وفاعلية العمل والتنفيذ، كما يحتاج إلى التسلح بالمعرفة والعلم كتكليف إلهي، وهو مهمة تاريخية وضرورة واقعية… ليكون للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية مشروع النصر والتحرير، بعيداً عن أماني النصر والتحرير… تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، وتحرير الأمة من الاستعمار الأميركي… حتى يأتي نصر الله ووعد الآخرة ونحن نجاهد ونقاوم… نقاوم في فلسطين بجبهة تحرير تكون طليعة للشعب، ونقاوم من خارج فلسطين بجبهة تحرير محورها المقاومة، وبوصلتها فلسطين، وقبلتها القدس، تكون طليعة الأمة.. حتى إنجاز مشروع التحرير وتحقيق وعد الآخرة.

القدس تصرخ ولكن لا تسمع سوى صدى صوتها

أقلام _ مصدر الإخبارية

كتب راسم عبيدات

يبدو بأن صراخ القدس لا يسمعه أحد ولا احد يستجيب لندائها..فالعربان منشغلون ب”السلام الدافئ “مع دولة الاحتلال وتوقيع المعاهدات والاتفاقيات الأمنية معها ….ولسان حالهم يقول الفلسطينيون قضيتهم صدعت رؤوسنا …وحرمتنا من إقامة العلاقات مع ” أشقاءنا الإسرائيليين” …والساحة الفلسطينية متشظية ومنقسمة على ذاتها وفصائلها ومكوناتها السياسية صراعاتها الداخلية تستنزف جهدها وطاقاتها وإمكانياتها …ودولياً كل صاحب رؤيا وبصر وبصيره يدرك بان الحق حتى يسند يحتاج الى قوة وليس فقط إلى عدالة القضية ..فالغرب الاستعماري يردد نفس اسطوانته المشروخة منذ النكبة وحتى اليوم، حزمة من بيانات الشجب والاستنكار والكذب والخداع والتضليل، وفي الواقع يقفون الى جانب دولة الاحتلال، ولا يجرؤون على اتخاذ أي عقوبة بحقها…أما أمريكا التي تراهن عليها قيادة فلسطينية جزء منها مفصول عن الواقع، فهي شريك مباشر لدولة الاحتلال في العدوان على شعبنا …والحديث عن وهم حل الدولتين وغيره من الإنشاء التخديري .. نجد تعبيراته في زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي “المتصهينة” نانسي بيلوسي. لدولة الاحتلال .والتي بلغت درجة عالية من الوقاحة في التطرف والتنكر التام للشرعية الدولية وكل قرارتها عندما قالت بأن ” أهم حدث في القرن العشرين هو قيام دولة الاحتلال”.

الحرب على المقدسيين باتت مفتوحة وشاملة…وأصبحت تدور على ” البيت” وليس على الوطن المحتل أصلاً ،هم يلاحقوننا على كل متر مربع، ولا يسمحون لنا بالبناء ،في حين يسمحون بالتوسع والتمدد للمستوطنين … الاشتباك يحتدم في الشيخ جراح – جورة النقاع- “كبانية أم هارون” ،حيث هجمة مسعورة يقودها غلاة المستوطنين والمتطرفين، يتقدمهم ما يعرف بقادة الصهيونية الدينية بن غفير وسموتريتش ومارزل واريه كنج وينتان عوفاديا وغيرهم ،حيث القائمة تطول، والهدف الآني طرد وتهجير عائلة فاطمة السالم التي تعيش في بيتها قبل ولادة دولة الاحتلال، وقطعة الأرض الموجودة امامها ..تمهيداً لتهويد كامل الحي …والطرد والتهجير والاقتلاع والتطهير العرقي لا يقتصر على أحياء الشيخ جراح الغربية والشرقية، بل هو يتركز في سلوان، فهناك ستة أحياء يهددها الطرد والتهجير…وهنا شرعنة الاستيطان والاستيلاء على الأرض وهدم المنازل المقامة عليها، يأخذ شكل ” البستنة” ،مصادرة الأرض تحت ذريعة أنها أرض دولة من أجل توسيع ما يسمى بغابة “السلام” واقامة حدائق عامة، ولكن الهدف الحقيقي، هو اقامة حدائق تلمودية وتوراتية ،وجعل الأرض المصادرة كاحتياط لإقامة بؤر استيطانية مستقبلاً، في حين التهويد في قضية أرض مشتل “فخار السلام” وهدم بيتي المواطن صالحية وشقيقته في منطقة الشيخ جراح- القسم الشرقي، أخذ شكل إقامة مدارس للسكان العرب في المدينة، ولكن الهدف المخفي، هو وصل البؤر الاستيطانية في تلك المنطقة مع بعضها البعض، حيث تلك القطعة من الأرض تقف عائقاً أمام تواصلها وامتدادها ،وكذلك لا يغيب عن بالنا ما يجري من تهويد لأرض النقب، حيث مشروع الاستيلاء على الأرض والطرد والاقتلاع أخذ شكل ” تحريش” الصحراء.

هو صراع منذ الغزوة ا ل ص ه ي و ن ي ة الأولى لفلسطين يحتدم حول الأرض، جوهر هذا الصراع وأساسه، والاستيطان والطرد والتهجير والاقتلاع والإحلال الأساسي للحركة ا ل ص ه ي و ن ي ة .

عمليات الطرد والتهجير القسري والتطهير العرقي، تترافق مع حرب شاملة على الحجر الفلسطيني في القدس وخارجها، وبالتحديد في المناطق المسماة مناطق “جيم” .

ولعل أكبر “المجازر” التي ترتكب بحق الحجر، تجري في منطقة جبل المكبر، حيث الإخطارات بالجملة لهدم بيوت مبنية منذ عشرين عاماً وأكثر، ناهيك عن أن 150 بيت يهددها خطر الهدم العاجل.

عمليات الهدم في المكبر تأتي على خلفية ثأرية انتقامية ….واليوم الجمعة كان رد اهل المكبر على تلك المجازر، بعد اعتصامات شعبية أمام بلدية الاحتلال، تطالبها بوقف ” مجازر” الحجر بحق منازل أهل المكبر، وتصف بلدية الاحتلال بالعنصرية والتطرف، من خلال إقامة المئات من اهالي جبل المكبر لصلاة الجمعة في ملعب نادي جبل المكبر، رافعين شعارهم المركزي”لا لسياسة الهدم الذاتي، أوقفوا هدم منازلنا، نحن مصممين على مواجهة بلدوزراتكم وجرافاتكم ولن نستقبلها بالورود”.

واضح بأن سكان جبل المكبر، كما حال سكان بقية الأحياء المقدسية الأخرى الشيخ جراح والعيسوية والبلدة القديمة وغيرها من الأحياء المقدسية ،قد كسروا حاجز الخوف مع المحتل ومصممين على الدفاع عن أرضهم وبيوتهم، ولسان حالهم يقول لن نتشرد في نكبة جديدة.

الرهان فقط على إرادة شعبنا وأهلنا في مدينة القدس ووحدتهم بكل مكوناتهم ومركباتهم الوطنية والمجتمعية والدينية ،ومعهم كل شرفاء هذا الوطن في الداخل الفلسطيني -48 – وبقية أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع، القدس ليست بالحلقة الضعيفة التي يمكن للمحتل كسرها، والمحتل جرب وخبر المقدسيين في أكثر من معركة ومواجهة ،والتي كان آخرها الهبات الثلاثة في نيسان من العام الماضي، هبات باب العامود والأقصى والشيخ جراح، واليوم تتجدد معركة الشيخ جراح، ويتسع نطاقها ويزداد غليان “مرجلها” والذي بات قابلاً للانفجار في أي لحظة، ونحن على ثقة بان هذا الانفجار سيتعدى نطاق الجغرافيا المقدسية، ليطال في انتفاضة شعبية عارمة كامل الجغرافيا الفلسطينية طولاً وعرضاً.. ولربما نجد أنفسنا أمام معركة “سيف القدس 2 ” على نحو أشد وأوسع من السابق، ونحن على ثقة بأن من تدخلوا لصالح القدس في معركة “سيف القدس 1” ،لن يخذلوا القدس وأهلها، وكذلك من وعدوا وقالوا بأن مصير القدس يعادل حربا إقليمية وحلقت طائرتهم المسيرة “حسان” في الشمال الفلسطيني لمدة اربعين دقيقة وعادت سالمة، دون أن تنجح كل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي في إسقاطها ..كل هذا يؤكد على تآكل قوة الردع لدي دولة الاحتلال.

القدس التي خذلها حلف “ابراهام ” التطبيعي، لن يخذلها المحور ا ل م ق ا و م المتشكل في الإقليم والمنطقة.

الجهاد الاسلامي: معركة سيف القدس لم تتوقف

غزة – مصدر الإخبارية

صرح الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الاسلامي طارق سلمي أن معركة سيف القدس لم تتوقف، وأن الشعب الفلسطيني مستعد للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس مهما كانت التضحيات.

وقال سلمي في تصريحات له اليوم الاثنين: “إن إصرار العدو على السماح باقتحام المسجد الأقصى في هذه الأيام المقدسة وفي ظل أجواء يوم عرفه والعشر الأوائل من ذي الحجة، هو عدوان على المسلمين جميعاً ومساس بمشاعر كل مسلم على وجه الأرض”.

وأكد سلمي أن هذه السياسات العدوانية التي تسعى لتوتير الأوضاع معروفة ومكشوفة، مضيفًا “المشروع الصهيوني الاستعماري هو أخطر المكونات العدائية ولن تتوقف سياساتهم العدائية إلا بالقوة”.

Exit mobile version