سمك السردين يُعيد “أيام العز” لصيادي غزة

رؤى قنن – مصدر الإخبارية

“عتمة أربعة” مصطلح لم تسمع به من قبل عزيزي القارئ، لكنّه يشكّل أيام الخير والرزق للصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة، بوصفه الشهر المنتظر لتعويض انقطاع الصيد وقلة السمك في الساحل الضيق غرب القطاع المحاصر طوال أشهر العام.

“آلاف الأطنان من سمك “السردين وسكمبلة” كنا نصطادها، وكانت تعج بها الأسواق الفلسطينية في شهري إبريل ومارس من كلِ عام، لكنها انقطعت خلال سنوات مضت، لتتركنا في ضنك العيش وقلة ما في اليد”، هذا ما قاله الصياد محمد عياش وهو يتجهز للنزول بقاربه للبحر برفقة ثلاثة من إخوته في ميناء دير البلح وسط قطاع غزة.

ويعتمد أكثر من أربعة آلاف صياد، والمئات من التجار والعمال في القطاع على مهنة الصيد لتوفير لقمة العيش وتأمين متطلبات الحياة اليومية لعائلاتهم والتي يقدّر عددهم أكثر من 50 ألف نسمة.

وتحدث عياش لشبكة مصدر الإخبارية عن السنوات العجاف التي عاشها الصياد الفلسطيني وخاصة في “عتمة أربعة” التي انقطعت فيها أسماك السردين، واستدرك مبتسما بالقول: ” نحن اليوم بفضل الله نعيش أمجاد الماضي وأيام العز التي ذهب، بعد أن عادت أسماك السردين والسكمبلة، واليوم نحقق صيد وفير من الأسماك التي تتميز بحجمها الكبير ومذاقها المميز”.

الأسماك تعج بالأسواق

وتعج الأسواق الفلسطينية في غزة بأسماك السردين والسكمبلة وتباع للمواطنين بأسعار مناسبة تتراوح ما بين عشرة شواكل لكيلوجرام السردين وخمسة عشر شيكل للسكمبلة.

“لم نحصل على هذه الأسماك منذ سنوات طويلة، اليوم عادة “عتمة أربعة لأيام العز” هذا ما قاله على عُجالة الصياد سمير الأقرع لشبكة مصدر الإخبارية، فلم يكن يملك من الوقت الكثير للحديث معنا في ظل انشغاله بتعبئة صناديق السردين التي أخرجها من البحر.

جمهور كبير من التجار كان بانتظار سمير في مدخل الميناء وسط قطاع غزة، لشراء السردين وبيعه للمواطنين في الأسواق، فيبدأ المزاد، أسعار أقل ثم أعلى وأعلى حتى أُعلن المٌشتري والسعر النهائي، وفرحة ارتسمت على وجه سمير غابت عنه طويلا كما قال.

الحصار يخنق الصيادين

وفصّل نقيب الصيادين نزار عياش الواقع الذي يعيشه الصياد والتحديات التي يواجهها قائلا: “يعاني قطاع الصيد من عديد الإجراءات والعقوبات والحصار الإسرائيلي برا وبحرا، عبر مصادرة المراكب والاعتقالات والقتل المباشر، بالإضافة إلى منع إدخال المراكب والماكينات الحديثة الذي أدى إلى تعطيل أكثر من 50 % من أسطول الصيد البحري”.

وعقب عياش على مشهد صيد سمك السردين من قبل الصيادين في الميناء: ” هذا المشهد لم نشهده منذ سنوات طويلة، وهذه الأسماك غابت عنا لسنوات طويلة أيضا، اليوم الحياة تعود من جديد وكأنها أيام العز والخير القديم.”

وشدد عياش على أن واقع الصياد الإنساني والمعيشي صعب ومعقد على كل المستويات فهو يعيش على قاعدة معروفة ” الرزق اليومي” وإذا غاب صيد السمك عن الصياد فهو في موقف معيشي واجتماعي صعب ومعقد.

مطالبات بدخول معدات الصيد

وطالب عياش في حديثة لشبكة مصدر الإخبارية الجهات الرسمية والمنظمات الدولية بضرورة وقف الاعتداءات والقرصنة الإسرائيلية على الصيادين والسماح بدخول معدات الصيد والمراكب وقط الغيار محذرا من أن عدم إدخال المحركات الخاصة بالمراكب حتى نهاية العام سيهدد أسطول الصيد البحري في غزة بحيث سيتعطل بنسبة تفوق 80%، وسيترتب على ذلك آلاف الأسر بدون أي عمل أو مصدر رزق.

حقيقة ضرر تناول السمك مع الحليب على صحة الإنسان

صحة _ مصدر الإخبارية

يتساءل الكثيرون عن ما إذا كان الجمع بين شرب الحليب وتناول السمك يسبب أي أضرار على الإنسان، فنجد البعض يسأل عن إمكانية شرب الحليب بعد أكل السمك للأطفال مثلًا، أو شرب الحليب بعد السمك للحامل

وأكد خبراء تغذية  أنه لا يوجد دليل علمي ثابت عن خطورة تناول الأسماك والحليب، وأن ذلك الاعتقاد القديم ما هو  إلا “كذبة” صدقها كثيرون لسنوات، على حد وصفهم.

وتابع خبراء التغذية أنه لا يوجد ما يمنع تناول السمك ومنتجات الألبان سويا بدليل توافر عدة وصفات عالمية تجمع بين السمك ومشتقات الألبان، ولم يثبت تسبب مثل هذه الوصفات في مشاكل صحية لمتناوليها، أو أنها تسبب التسمم الغذائي.

واستثنى الأطباء من ذلك بعض المشاكل التي قد تحدث لمن يعانون حساسية مفرطة من الأسماك والألبان، أو أولئك الذين يعانون عدم القدرة على هضم اللاكتوز الموجود في منتجات الألبان، وقد تحدث اضطرابات هضمية مثل عسر الهضم، والمغص، وامتلاء البطن بالغازات، نتيجة تفاعل البروتينات مع حموضة المعدة.

ولا يحدث التسمم الغذائي إلا بسبب فساد السمك أو الحليب القابلين للتلوث الجرثومي بشكل سريع، كما أن بعض أنواع سمك البحر، كالسلمون تحتوي على بروتينات معينة يمكن أن تنتج منها تفاعلات تحسسية عنيفة لدى بعض الأشخاص تؤدي إلى الوفاة، لكن هذه حالات نادرة جدا، كحالة الصدمة الناتجة من الحساسية تجاه الحليب أو أحد مشتقاته.

وأرجع الدكتور تاباسيا موندهرا السبب وراء الاعتقاد الشائع بخطورة الحليب والسمك إلى ما يسببه من الشعور بعدم الارتياح، فالألبان تبرد جسم الإنسان، في حين تولد الأسماك تأثيرا معاكسا، مما يحتاج إلى تحرير الكثير من الطاقة لهضمهما معا، وهذا ما يسبب عدم الارتياح.

غزة تُسوق 766 طن سمك في الضفة الغربية خلال 2021

رؤى قنن_مصدر الإخبارية

كشفت بيانات رسمية صادرة عن وزارة الزراعة الفلسطينية بغزة، تسويق ما يزيد عن 766 طن من مختلف أنواع الاسماك في الضفة الغربية خلال 2021.

وأظهرت البيانات التي إطلعت عليها شبكة مصدر الإخبارية عن تراجع كميات صيد السمك لعام 2021 مقارنة بالاعاوام السابقة، ليحقق بذلك قطاع الصيد البحري عجزاً يقرب من 20 ألف طن.

وأكد مدير عام الثروة السمكية في وزارة زراعة بغزة وليد ثابت، لشبكة مصدر الإخبارية: إن أكبر كمية أسماك يمكن أن يصطادها الصيادون من بحر غزة في أفضل المواسم هي 4000 طن فقط، تضاف إليها 500 طن يتم إنتاجها من برك الاستزراع السمكي، وهي كمية لا تلبي إلا 20% فقط من حاجة سكان القطاع السنوية.

وتستورد غزة سنويا ما يقرب من 1000 طن من السمك المصري، بأصنافها “البحري، والمزارع”.

وأوضح ثابت أن قرار استيراد السمك ناتج عن دراسة وحاجة ملحة للسوق، وبما لا يؤثر سلباً على الصيادين، حيث نظمت إدارة الثروة السمكية عملية الاستيراد بما يضمن عدم استيراد الأنواع التي يتم اصطيادها في القطاع كي لا تتأثر أسعارها، فضلاً عن أن أكثر من 80% من الأسماك المستوردة هي مستزرعة وليست أسماك بحرية”.

وقال نقيب الصيادين بغزة نزار عياش لشبكة مصدر الإخبارية، أنه تقدم بطلب رسمي إلى المسؤولين بغزة، لتقنين عملية استيراد الأسماك المصرية، وضمان عدم تسويقها في الضفة الغربية كما حدث خلال الأسابيع الأخيرة، لتجنب تدني أسعار الأسماك المحلية الفاخرة التي يتم تصدير معظمها إلى أسواق الضفة منذ فترة.

وأضاف عياش: من الصعب منع استيراد الأسماك لعدم كفاية ما يصطاده الصيادون من بحر غزة لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السوق، لكن يجب أن تراعي الجهات المختصة مصلحة الصيادين وتعزيز صمودهم في مواجهة اعتداءات الاحتلال وارتفاع أسعار الوقود.

Exit mobile version