سلطة النقد: ندرس آليات للحد من تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على القروض

رام الله – مصدر الإخبارية

قالت سلطة النقد الفلسطينية: إنها “تدرس استخدام آليات للحد من تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على القروض”.

وأكد رئيس سلطة النقد فراس ملحم، على أن “أسعار الفائدة ارتفعت في كل أنحاء العالم، وانعكست علينا”، مضيفًا: “رغم هذا الارتفاع ما زالت الفائدة لدينا أقل من الدول المجاورة”.

وأرجع ملحم في بيانٍ صحفي، رفع الفائدة على القروض إلى ضرورة الموازنة بين الفائدة على القروض من جهة، والفائدة على الودائع من جهة أخرى.

وأضاف، “الدول المجاورة تُعطي فائدة على الودائع أكثر مما تعطيه البنوك العاملة في فلسطين، وهذا أدى إلى هروب أموال من فلسطين إلى الخارج”، مشيرًا إلى أن “البنوك بحاجة إلى تمويل فائدة مناسبة على الودائع، وهذا يأتي من الفوائد على القروض”.

ولفت إلى التأثيرات السلبية الكبيرة على المقترضين، خاصةً في ظل ارتفاع سعر الدولار والاقتطاعات من الرواتب.

وشدد على أن سلطة النقد “لا تستطيع التدخل بأسعار الفائدة، لكنها تدرس استخدام أدوات أخرى للحد من تأثير هذه الزيادة، وأنها ستنجز الدراسة والتدخل خلال أسبوع”.

وأوضح ملحم، أن “سلطة النقد ستتجه للتدخل عبر آليتين اثنتين، الأولى التأكد من التزام البنوك بحد أقصى لقيمة القسط لا تزيد عن 50% من الدخل، بغض النظر عن سعر الفائدة، والثانية زيادة الإقراض عبر صندوق “استدامة” للمشاريع الصغيرة بفائدة منخفضة لا تتجاوز 3%”.

وبحسب رئيس سلطة النقد، فإن حجم صندوق “استدامة”، الذي أطلقته سلطة النقد في ظل تفشي جائحة “كورونا”، يبلغ 400 مليون دولار، قال ملحم إن إجمالي القروض التي منحها حتى الآن بلغ حوالي 138 مليون دولار.

وتابع، “سنستخدم الباقي للحد من تأثيرات رفع الفائدة من قبل البنوك، عبر الإقراض بفائدة مُخفضة”.

جدير بالذكر أن المقترضين فوجئوا مطلع شهر كانون الثاني “يناير” الجاري، بزيادات كبيرة على أقساطهم بعضهم بمئات الدولارات، جراء رفع البنوك سعر الفائدة بنسب تصل 4%، إضافة إلى سعر الفائدة الأصلي المتعاقد عليه، ما أثار استياءً واسعًا في الشارع الفلسطيني.

سلطة النقد: تراجع التضخم إلى 1.3% خلال الربع الأخير من 2021

رام الله – مصدر الإخبارية

قالت سلطة النقد الفلسطينية: إن “معدل التضخم في الأراضي الفلسطينية شهد خلال الربع الأخير من العام الماضي انخفاضًا إلى 1.3%، على أساس سنوي، من 2.2% في الربع الثاني من نفس العام”.

وأرجعت سلطة النقد خلال بيان صحفي لها وصل مصدر الإخبارية نسخة عنه، هذا الانخفاض في معدل التضخم إلى عِدة عوامل، أهمها ارتفاع قيمة الشيقل الإسرائيلي، عملة التداول اليومية، مقابل العملات الأخرى.

وأشارت إلى أن ارتفاع قيمة الشيقل “قلّص جزءا من زيادة تكلفة الواردات الناجم عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية لا سيما الطاقة”.

وبحسب تقرير سلطة النقد الفلسطينية، فقد “ساهم ضعف الطلب المحلي، بشكلٍ نسبي على ضوء تراجع القوة الشرائية للأجور، وبوادر أزمة مالية حكومية جديدة، في كبح جماح التضخم”.

وتوقعت سلطة النقد خلال تقريرها، استمرار تأثير العوامل الدافعة لارتفاع أسعار المستهلك، وازدياد تكلفة الاستيراد بأسعار الغذاء العالمية، إلى جانب عودة الزخم إلى الاستهلاك الكلي.

ولفتت إلى توقعاتها ببلوغ معدل التضخم 1.6 بالمئة خلال الربع الأول من العام الجاري، على أن يسجل 1.3 بالمئة خلال العام كاملا”.

وأضافت: ” مع ذلك، تظل تنبؤات التضخم عرضة لبعض المخاطر المحيطة، كتلك المرتبطة بزيادة الطلب المحلي وارتفاع الأسعار العالمية بأكثر من المتوقع، ما يؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم من 1.3% إلى 3.1% خلال عام 2022، في حين أن انخفاض هذه العوامل سيدفع إلى تسجيل تضخم سالب بنحو 1%”.

أقرأ أيضًا: سلطة النقد تعلن إدخال 160مليون شيقل من الفكة إلى قطاع غزة

تحويل فائض الشيكل الفلسطيني لإسرائيل: حل مؤقت ينقصه هذه الحلول؟

صلاح أبو حنيدق- مصدر الإخبارية:

أعلنت سلطة النقد الفلسطينية موافقة الاحتلال الإسرائيلي على استقبال 4 مليارات شيكل من فائض الشيكل من أصل 6 مليارات في المصارف المحلية كحل مؤقت لهذه الأزمة التي تنعكس أثارها على الاقتصاد الفلسطيني وتعاملات التجار والمواطنين في ظل عدم وجود عملة وطنية.

ويرى محللون اقتصاديون، أن الاحتلال يتعمد عدم إخراج فائض الشيكل وقت لأخر بهدف زيادة الضغوط على الاقتصاد الفلسطيني من خلال تعطيل عمليات الاستيراد من خارج إسرائيل وتكليف القطاع المصرفي تكاليف إضافية لتأمينها وشل قدرته على توفير السيولة من العملات الأخرى وحرمانه من توفير قروض مالية للعملات.

ويلزم برتوكول باريس المنظم للعلاقات الاقتصادية بين فلسطين وإسرائيل الأخيرة بإخراج فائض الشيكل بشكل سنوي أو استبدالها بعملة أجنبية أخرى، ويعتبر العمال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفلسطينيو 48 الذين يزورون الضفة الغربية والقدس المصدران الأساسيان للفائض.

حل مؤقت لا ينهي المشكلة

ويقول أستاذ العلوم المالية والاقتصادية في كلية الدراسات العليا في الجامعة العربية الأميركية برام الله نصر عبد الكريم، إن موافقة الاحتلال على خروج جزء من فائض الشيكل يوم الأحد دون اتفاق نهائي ملزم يمثل حل مؤقت للمشكلة.

ويضيف عبد الكريم في تصريح خاص بشبكة مصدر الإخبارية، أن مشكلة فائض الشيكل يمكن معالجتها من خلال فتح حسابات مصرفية للعمال بالداخل المحتل، وتقييد حركة دخول السيولة النقدية من فلسطيني 48، وهذا الأمر له سلبيات كبيرة على الحركة التجارية بالأسواق المحلية.

ويؤكد عبد الكريم، أن أزمة فائض الشيكل ستعود لمرة أخرى مما يستدعي الضغط للوصول لاتفاق ملزم حول هذا الملف وفقاً لاتفاق باريس الذي ينص على ضمان الخروج المنتظم لهذه الأموال.

سلبيات فائض الشيكل

ويشير إلى أن المشكلة بفائض الشيكل أن هذه الأموال لا يمكن تداولها بصورة كبيرة أو تحويلها لقروض مصرفية أو رصيد أو مخزون استراتيجي كونها معرضة للتلف.

بدوره يقول الخبير الاقتصادي معين رجب، إن السبب الرئيسي بأزمة فائض الشيكل هو أن الفلسطينيين مرغمين على استعمال الشيكل كعملة أساسية إلى جانب عملات أخرى وفقاً لبروتكول باريس الاقتصادي.

ويوضح رجب في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن الازمة تعود من وقت لأخر نتيجة تعمد الاحتلال على تأزيم الأوضاع المالية في البنوك الفلسطينية وعدم معالجة الوارد من السيولة النقدية الناتجة عن العمال بالداخل المحتل والتي تصل إلى 44 مليون شيكل شهرياً، وتدني الأنشطة الاستثمارية في المصارف.

ويبين رجب أن فائض الشيكل يشكل عبئاً على الفلسطينيين كونها أموال مجمدة لا يمكن الاستفادة منها وتتسب بخسائر للبنوك نتيجة تكاليف التأمين الإضافية لهذه المبالغ.

ويشير إلى أن الغريب بالأمر هو تدخل الشؤون المدنية لحل أزمة فائض الشيكل رغم أن الأمر من اختصاصات سلطة النقد مما يعكس حجم الهوة وضعف التنسيق بين البنك المركزي الإسرائيلي والجهات المسئولة بسلطة النقد.

الجنيه الفلسطيني وبروتكول باريس كحل

ويؤكد رجب أنه أن الأوان لإصدار الجنيه الفلسطيني للخروج من كامل الأزمات المالية لاسيما وأن هناك قانون أعد من الجهات القائمة على سلطة النقد لإصدار العملة الوطنية كنوع وجزء أساسي لبناء السياسة المالية الخاصة والدولة المستقلة.

ويشدد رجب أن الفلسطينيين بحاجة أيضاً لأن يستعيدوا حقوقهم التي يوفرها بروتكول باريس والتي تحتاج لمزيد من الإلحاح من السلطة للاستفادة من المزايا التي يوفرها والتي تنص على المساواة بين الطرفين وتوفير الحلول للمشاكل القائمة من خلال لجنة مشتركة التي هي معطلة فعلياً.

تقاعس وضعف إلحاح

وينوه إلى أن السبب الرئيسي في عدم الاستفادة من مزايا بروتكول باريس هو التقاعس الفلسطيني عن المطالبة والالحاح على الطرف الإسرائيلي وممارسة ضغوط فعلية عليه في ظل الاستجابة المحدودة وتعامله مع الفلسطينيين كطرف ضعيف وغير متساوي معه.

ويلفت رجب إلى أن الحق في تطبيق كامل بنود بروتكول باريس انتزع مؤخراً نتيجة الضعف الفلسطيني والانقسام الداخلي فالأصل في الاتفاق ضمان تحقيق التنمية في الأراضي الفلسطينية وتنظيم كامل العلاقات الاقتصادية والمعاملات بين الطرفين.

Exit mobile version