خبير عسكري: الاحتلال عاجز عن وقف تنامي قدرات المقاومة بالضفة

رام الله – خاص مصدر الإخبارية

قال الخبير العسكري واصف عريقات: إن “الاحتلال بات عاجزًا عن وقف تنامي قدرات المقاومة في محافظات الضفة الغربية المحتلة”.

وأضاف عريقات خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “ما يجرى اليوم من مقاومة واستخدام العبوات شديدة الانفجار والاشتباك المستمر مع جنود الإحتلال تأكيد على قوة المقاومة ودليل على ضعف وتأزم الجيش الإسرائيلي”.

وأشار إلى أن “الشباب المقاوم يعرف كيف يستغل نقاط قوته ضد نقاط ضعف العدو إضافة إلى ارادتهم وشجاعتهم مقابل تردي معنويات الجنود الإسرائيليين”.

وأكد على أن “تنامي القدرات القتالية لدى المقاومة بهذه السرعة والاتقان في الضفة الغربية وظروفها المعقدة للتداخل بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومعسكرات الجيش أذهل العدو وشكّل له حالة قلق”.

وتابع: “اعترفت المؤسسة الأمنية بعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على منع تنامي المقاومة بالضفة، مما جعلها تُوصي بتنفيذ عملية عسكرية واسعة شبيهة بالسور الواقي عام ٢٠٠٢”.

يُذكر أن الأوساط الأمنية الإسرائيلية عبّرت عن صدمتها لما جرى في جنين بعد تفجير آليات عسكرية إسرائيلية بعبوات ناسفة نصبتها فصائل المقاومة في مخيم جنين.

حيث أطلقت مروحية عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي صاروخاً للمرة الأولى منذ عام 2002 بهدف تأمين عملية إنقاذ القوات والآليات العسكرية التي وقعت في الكمين.

وذكر الإعلام العبري أنّ العبوّة التي انفجرت في جنين تزن نحو 40 كيلوغراماً، وأخرجت ناقلة الجند من الخدمة، وتفاجأ الجنود “الإسرائيليون” من الكمين، مما شكّل صدمة قاسية بالنسبة لهم.

وبحسب ضُباط كبار في القيادة الوسطى بجيش الاحتلال فإن “ما حدث يُعد تغييرًا لقواعد اللعبة ويفرض على الجيش إعادة دراسة طرق اقتحامه لجنين لاسيما وأن الحديث يدور عن عبوة تزن 40 كغم”.

وصرّح مسؤول أمني لموقع والا العبري قائلًا: إن “العبوة شبيهة بعبوات لبنان وغزة، وندرس الآن نوعية المركبات المدرعة التي يمكن استخدامها لاحقًا في شمال الضفة”.

ويتوقع محللون ومختصون أنّ الإجراءات العسكرية للاحتلال للرد على الهزيمة النكراء التي مُنِيَ الاحتلال بها في جنين ستتراوح بين التضييق على الفلسطينيين، أو تعزيز الاستيطان بمدن الضفة والقدس المحتلتين.

أقرأ أيضًا: تطور المقاومة في جنين يصدم الاحتلال وينذر بعملية واسعة في الضفة

حماس تشيد بالعمليات الفلسطينية الأخيرة بالضفة وتؤكد تمددها

فلسطين – مصدر الإخبارية

أشادت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالعمليات الفلسطينية التي تستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان آخرها استهداف برج للجيش الإسرائيلي محيط مدينة رام الله في الضفة المحتلة.

وباركت حماس في بيان لها في وقت سابق أمس، عملية إطلاق النار التي نفذها مقاومون ظهر الأحد على شارع 90 قرب غور الأردن، واستهدفوا فيها حافلة مستوطنين، وأدت إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال بجراح مختلفة.

وقالت في بيانها إن “هذه العملية الجريئة تؤكد من جديد عزم الشعب الفلسطيني على مواصلة طريق المقاومة والتحدي، وثباته على طريق ذات الشوكة، لا يقيل عنه ولا يستقيل، حتى يحقق آمال شعبنا كاملة في الحرية والاستقلال”.

واعتبرت حماس أن العملية رد طبيعي على جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين والمقدسات الفلسطينية.

من جانبه، أكد الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف قانوع أن تصاعد عمليات المقاومة في الضفة يشير إلى مرحلة جديدة يتبعها الفلسطينييون في الضفة في مواجهة الاحتلال وجيشته، والتصدي لجرائمه بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى.

وقال إن “المواجهات والعمليات الفلسطينية ستتمدد وتنتقل إلى مختلف أرجاء الضفة وكل محاولات الاحتلال لكسرها ستفشل ولن تمر”.

اقرأ أيضاً: كتائب شهداء الأقصى تعلن مسؤوليتها عن عملية غور الأردن وتتوعد الاحتلال

القانوع: عمليات إطلاق النار في مدن الضفة دليل تصاعد جذوة المقاومة

غزة – مصدر الإخبارية

قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، إن “عمليات إطلاق النار المتتالية في مدن متفرقة، دليل تصاعد جذوة المقاومة في الضفة الغربية وأنها خزان الثورة الممتد وأبطالها الأفذاذ هم رجال المرحلة”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ تابعتها شبكة مصدر الإخبارية، “نحيي الأيادي الضاغطة على الزناد التي تواجه الاحتلال الصهيوني وتتصدى لجرائمه واقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك”.

وشدد على ضرورة استدامة حالة الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي في أرجاء الضفة الغربية والقدس المحتلتين كافة.

وتعتبر العمليات الفدائية، فعلٌ شعبي ردًا على جرائم الاحتلال المتزايدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، الذي يعيش الأمرين نتيجة سياسات وإجراءات الاحتلال القمعية والتي طالت البشر والحجر والشجر.

وكان مقاومون فلسطينيون أطلقوا النار مساء الأحد تجاه برج عسكري قُرب بلدة سلواد شرق رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر محلية، بأن مقاومين أطلقوا النار صوب نقطة عسكرية لقوات الاحتلال قرب بلدة عين يبرود قضاء رام الله، وانسحبوا بسلام من المكان.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى توجه مركبات اسعاف نحو مكان عملية إطلاق النار قرب بلدة سلواد، فيما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي شارع 60 الالتفافي عند مدخل مستوطنة عوفرا شرق رام الله وانتشرت بشكل مكثف في مكان إطلاق النار وشرعت بعمليات بحث واسعة عن مطلقي النار.

وذكرت القناة 14 العبرية، أن عمليتا إطلاق نار وقعتا قبل قليل، واحدة قرب عوفرا والثانية قرب يتسهار، دون دقوع مصابين.

وأفاد موقع 0404 العبري، بإصابة جندي إسرائيلي بجروح بحجارة رشقها فلسطينيون تجاه قوات الجيش شمال الضفة الغربية.

وتشهد مُدن وقرى وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حالةً من الغضب الشعبي والتوتر الملحوظ، رفضًا واستنكارًا لاعتداءات قوات الاحتلال وقُطعان المستوطنين بحق المواطنين وممتلكاتهم، في ظل صمتٍ عربي مخزٍ عن لجم الاحتلال لوقف ممارساته العنصرية بحق الفلسطينيين.

جدير بالذكر أن انتهاكات الاحتلال تُشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، وتعديًا صارخًا على الحقوق  المكفولة بموجب الاتفاقات الدولية، ما يتطلب ضغطًا جادًا على الاحتلال لاحترام حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.

أقرأ أيضًا: القانوع يُعقب على عمليات الاغتيال الإسرائيلية بالضفة والقدس المُحتلتين

محللون: العمليات الفدائية بالضفة الغربية تُعوض عن قُصور العمل المنظم

غزة – مصدر الإخبارية

أجمع محللون فلسطينيون، على أن العمليات الفدائية شهدت تزايدًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، مُوقعةً خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين بالرغم من تهديدات وإجراءات الاحتلال المكثفة لمنع تمددها في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: إن “العمليات المُنفذة في الفترة الأخيرة تدل على تخطيط جيد وتنفيذ أكثر جودة من التخطيط، وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال وهذا يُدلل على الجرأة التي يتمتع بها الفلسطينيون خلال تنفيذ عملياتهم وقناعتهم وايمانهم بما يقومون به، وقناعتهم التامة بأن خلفهم مقاومة ستوفر لهم الحماية في حال اعتقالهم.

وأشار الصواف خلال حديثٍ له، إلى أن ما تحدث به الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة يُدل على الجاهزية التامة لكل فصائل المقاومة في التصدي للعدوان الإسرائيلي، وهذا الإعلان جعل الاحتلال يقف كثيرًا ويفكر ما ذا يفعل.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة: بعد أربعة أيام وقفت بها دولة الاحتلال بكل أجهزتها الأمنية والعسكرية على قدم واحدة، عاجزةً عن إيجاد إجابات واضحة لما جرى في هذه العملية، حيث يُحاول الاحتلال تقديم انجاز للجبهة الداخلية الإسرائيلية بأنه استطاع القاء القبض على المنفذين، لكنه لن يستطيع ترميم الصورة الأمنية المُهشمة خلال سلسلة العمليات في الفترة السابقة”.

أقرأ أيضًا: هل يعود الاحتلال لسياسة الاغتيالات في غزة رداً على العمليات الفدائية؟

وأضاف عفيفة خلال تصريحات له تابعتها مصدر الإخبارية: “هناك حالة تراشق ومُزايدة إعلامية في الأوساط الإسرائيلية، معتبرًا ما حصل يُمثّل مهزلةً حقيقية عندما يتم تهنئة الأجهزة الأمنية بالوصول الى المنفذين بعد تنفيذهم العملية وايقاع قتلى ومصابين، والتخفي لمدة 4 أيام”.

من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي: “هذا المشهد يؤكد أن ساحة الضفة الغربية لم تهدأ منذ معركة سيف القدس وحتى اللحظة، الإحصائيات الإسرائيلية تتحدث عن ارتفاع مستمر في مستوى أعمال المقاومة بأشكالها المتعددة في الضفة الغربية”.

وأشار عرابي، إلى أن “المقاومة في الضفة الغربية تتميز بأنها ذات أنماط وطبائع مختلفة، جزء منها نابع من دافع تنظيمي وأخر بدافع ذاتي، وهذا العمل الكبير من العمليات النوعية ذات الدافع الذاتي تُدلل على عمق الايمان بالمقاومة في ضمير الفلسطينيين في الضفة والقدس المحتلتين”..

وأكد أن “ساحة الضفة الغربية تحتاج الى عمل منظم أكثر من العمل الفردي، لكن واضح أن العمل الفردي يُعوض عن قصور العمل المنظم، ومن المعلوم أن العمل المنظم في الضفة الغربية يُعاني من مشكلات جوهرية ولم تأخذ فصائل المقاومة فرصتها لالتقاط الأنفاس وترتيب الصفوف”.

محللون: العمليات الفدائية مستمرة لتثبيت الحق الفلسطيني في الوجود

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

لا يزال صدى العمليات الفدائية والتي كان أخرها عملية مقتل حارس الأمن الإسرائيلي في مستوطنة “أرائيل” المُقامة على أراضي المواطنين شمال الضفة الغربية المحتلة ينتشر في كل الأرجاء، خاصةً بعد تبني كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح مسؤوليتها الكاملة عن العملية، وفي ظلِ تساؤلاتٍ عن إمكانية انتقال العمل المُسلح إلى مُدن الداخل الفلسطيني المحتل.

يقول المختص في الشؤون الاستراتيجية عبدالله العقاد: إنه “ليس أمام الشعوب المُحتَلة إلا المقاومة سيما عندما يُقاوم الإنسان لتثبيت حقه في الوجود وتقرير مصيره، مؤكدًا: “مَن يُجرم المُقاوم هو مجرمٌ بموجب القانون الدولي”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “استمرار المقاومة بأشكالها كافة ومنها العمليات الفدائية في ظل وجود احتلال عنصري حسب ما وصفه تقرير منظمة العفو الدولية “أمنستي”، يُمارس كافة أشكال البطش والاعتداء والتخريب والإرهاب بحق المدنيين العُزل والأطفال والأمنيين يعتبرُ أمرًا طبيعيًا على أرض الواقع”.

المقاومة ردة فعل طبيعية

وأكد العقاد، على “ضرورة دعم الشعوب المُقاوِمَة للاحتلال وتعزيز حقها في النضال، خاصةً وأن الاحتلال يُمارس أكبر الجرائم السياسية المتمثلة في تهجير السُكان وبناء المستوطنات وشرعنة وجوده على أرض فلسطين، والمقاومة هي ردةُ فعلٍ طبيعية لوجود كيان مُغتصب قائم على سياسة الإرهاب والقتل والتنكيل”.

وبيّن أن الاحتلال ارتكب أكثر من 195 جريمة وفق تقرير صادر عن مجلس حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، بما يُمثل تنكرًا واضحًا للأعراف والاتفاقات والالتزامات كافة، معتبرًا أن التلويح بمنع التسهيلات أو تقييد حركة تنقل العُمال والتضييق عليهم يأتي في إطار استكمال سلسلة جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم.

انقسام داخلي

ولفت إلى الشارع الإسرائيلي يشهد انقسامًا حقيقيًا بين اليمين المتطرف واليمين الراديكالي، لكن كلاهما يميلان إلى مزيدٍ من العنف والإجرام والبطش والتهويد وإنكار الحق الفلسطيني على هذه الأرض، سيما وأن الاحتلال قائم على فلسطين على اعتبار أنها “أرض بلا شعب”.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني قائم على هذه الأرض، ويُمثل النسبة الأكبر لمواطني الداخل المحتل بنسبة أعلى من المستوطنين المتطرفين وغيرهم، لافتًا إلى أن الأحزاب اليمينة تُمارس الابتزاز بكافة أشكاله ضد الفلسطينيين ومنه تدنيس المسجد الأقصى، استباحة المقدسات، طمس هوية المدينة المقدسة، تهجير أهالي حي الشيخ جراح وغيرها.

وأوضح أن ما كان يُسمى بالصوت المُعارض “الحركات اليسارية” بات تميل إلى التطرف والإرهاب بنسبٍ متفاوتة أكثر من ذي قَبل، وهي تسعى للتصعيد ضد الفلسطينيين بدعوة قوات الاحتلال والشرطة الإسرائيلية لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين.

تناقض داخلي

وأشار إلى أن الائتلاف الحكومي الذي يتزعمه نفتالي بينيت يُعاني من تناقضٍ داخلي، لكنه اتفق على اسقاط نتنياهو ونجح في ذلك، خاصة بعد الفشل الذريع الذي مُنِيَ به بعد معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة خلال شهر مايو من العام الماضي.

ولفت إلى أن الجهاز الأمني الاستخباري لدى الاحتلال سجّل كثيرًا من الإخفاقات والتي كانت أبرزها فشل وحدة سيرت ميتكال في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، والذي وصفها محللون عسكريون بأنها أسوء عملية يتعرض لها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

توقف العمليات مرهون بالاحتلال

ونوه العقاد إلى أن ما يزيد من عمليات المقاومة هو تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم مع مزيدٍ من الوحشية والفاشية في إطار المناورة السياسية الداخلية، لافتًا إلى أن توقف العمليات الفدائية مرتبط بوجود الاحتلال فهي مستمرةٌ ما دام الاحتلال جاثم على أرض فلسطين.

وفيما يتعلق بإعلان كتائب شهداء الأقصى تبنيها عملية مقتل حارس الأمن الإسرائيلي أول أمس فقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: إن “إعلان كتائب شهدا الأقصى مسؤوليتها عن عملية مقتل الحارس الأمني لمستوطنة أرئيل الليلة الماضية تصبح أضلاع المقاومة اكتملت”.

الصورة اكتملت

وأعرف الصواف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، عن أمله باستمرار وتلاقي أضلع المقاومة كافة مع بعضها البعض لتُشكّل مشهدًا يتوق لرؤيته الجميع، إلّا أنه عاد في الضفة لتكتمل الصورة التي يخشاها الاحتلال وأعوانه ولا يرغبون تكرارها بالعودة إلى العمل المُسلح كتفًا بكتف مع أجنحة المقاومة”.

وأكد على أن كتائب الأقصى هي جزءٌ أصيل من عمل المقاومة التي ترسم طريق التحرير وكنس الغاصب وعودة المهجرين ، هذا الوحدة هي أول الطريق نحو تحرير الأرض وعودة الكرامة، وهي دليل على هزيمة مشروع أوسلو وبداية انكسار أصحابه.

أقرأ أيضًا: الاعلام العبري: مقتل حارس أمن في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة أرئيل

هل تفتح الاعتداءات الإسرائيلية في القدس شهية المنفذين للعمليات الفدائية؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

على مدار الأيام الماضية، لم تتوقف اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين والفلسطينيين عامةً الوافدين من مُدن وقُرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة للرباط في المسجد الأقصى المبارك، تلبيةً لدعوات وزارة الأوقاف الإسلامية، واعتزازًا بمكانة المسجد الأقصى، وتثبيتًا لحق المواطنين فيه، ورفضًا لسياسات الاحتلال وممارسة المستوطنين المتطرفين.

قال د. صالح النعامي الخبير في الشأن الإسرائيلي: إن “تل أبيب تكتسب أهمية بالغة كونها تعتبر العاصمة الفعلية للكيان حيث تُعد أكبر تجمع للمستوطنين، تضم ما يزيد عن 3 مليون مستوطن وتبلغ مساحتها 53 كيلو متر مربع، وتُمثل عصب الحياة نظرًا لوجود مقرات ومؤسسات الحكومة كافة المتمثلة في المخابرات، الموساد، الشاباك، الدفاع، وغيرها”.

شانزليزيه تل أبيب

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “تل أبيب تشهد أكبر نشاط تجاري واقتصادي، كما تضم العديد من القواعد العسكرية للجنود الإسرائيليين، ومن معالمها “شارع زينغوف” الذي يمتاز باختراق تل أبيب من الشرق إلى الغرب، وبكثافة المجمعات التجارية، مراكز التسوق، المطاعم، الملاهي، دور السينما، ويُمثل معلمًا سياديًا للاحتلال”.

وأشار النعامي، إلى أن العمليات الفدائية المُنفذة في شارع زينغوف خلال الفترة الماضية تُمثل استهدافًا حقيقيًا لعصب الحياة في “إسرائيل”، منوهًا أن انتقال منفذي العمليات من قلب الضفة الغربية إلى تل أبيب مرتبط بقدرة المنفذين حيث كان سابقًا تُجرى العديد من العمليات بداية الانتفاضة الأولى والثانية، وبعدها نجحت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالتعاون مع الأجهزة الاستخباراتية للسلطة الفلسطينية على مَدار السنوات الماضية من تقليص فرص قدرة الشباب الفلسطيني على الوصول لمُدن الداخل المحتل.

ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي نجح عبر التنسيق الأمني، بضبط دخول السلاح للأراضي المحتلة عام 1948 كما ضبط تصاريح العمل الممنوحة للعمال الفلسطينيين، ونشر عشرات الأفراد الأمنية على الخط الفاصل لمنع دخول منفذي العمليات لفلسطين المحتلة

لم يكن اختيارًا عبثيًَا

وتابع: “جميع العمليات الأخيرة، نفذها أصحابُها بشكلٍ فردي من خلال تقديرهم للمكان الذي يُؤلم الكيان الإسرائيلي ردًا على جرائمه المستمرة بحق أبناء شعبنا في أماكن تواجدهم كافة، مؤكدًا أن اختيار المنفذين لتل أبيب لم يكن عبثيًا”.

ونوه إلى حالة الهلع في صفوف الكيان الإسرائيلي على المستويات كافة، مستذكرًا إرغام سلطات الاحتلال المستوطنين على عدم مغادرة بيوتهم إبان العملية الفدائية التي نفذها الشهيد رعد خازم مطلع الشهر الجاري.

وأكد أن العمليات الأخيرة التي شهدتها مُدن الداخل المحتل قلبت الموازين رأسًا على عقب وبددت زيف التنسيق الأمني والتطبيع مع الاحتلال وشددت على أنه لا أمان للمحتل ما لم يتحقق للفلسطينيين، لافتًا إلى أن مشاركة بعض سُكان الداخل المحتل في تلك العمليات كعملية الخضيرة وبني براك يضعهم في بُؤرة الاستهداف ويشمل التحريض عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي مِن قِبل النُخب السياسية الإسرائيلية.

وأردف: “أمر التضييق على سكان الداخل متوقف على المستقبل، وما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من العمليات الفدائية مما سيُوجد حالةً من التصعيد ضد أهالي مُدن الداخل الفلسطيني المحتل، خاصةً في ظل الهجمة الإسرائيلية المسعورة ضد المقدسيين وما تشهده مدينة القدس في الآونة الأخيرة”.

وأوضح النعامي، أن الإسرائيليين يُوظفوا أدواتهم في حملات وأدوات سياسية بالتعاون مع الإدارة الأمريكية، للضغط على السلطة الفلسطينية باتجاه تكثيف إجراءاتها الأمنية بشكل أكبر، لافتًا إلى أن تنديد رئيس السلطة محمود عباس بالعمليات الأخيرة ضد الاحتلال يأتي ضمن هذا السياق.

ونوه إلى أن الولايات المتحدة مَعنية بشكلٍ كبير في منع أي تهديد يتعرض الإسرائيليون له، لكنها في ذات الوقت لن تطلب من الكيان وقف هجماته واعتداءاته بحق الفلسطينيين بل تطلب العكس تعزيزًا لسياسة التنسيق الأمني بين طرفي السُلطة وإسرائيل.

من جانبه يقول المحلل والكاتب الفلسطيني د. منصور أبو كريم: إن “المشاعر الوطنية تتصاعد مع شهر رمضان المبارك، وجرت العادة خلال السنوات الماضية، تزايد حِدة المواجهة بين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم والاحتلال الإسرائيلي وقُطعان مستوطنيه وهو ما نُشاهده في هذه الأيام بشكلٍ واضح متمثل في اعتداءات قوات الاحتلال على المصلين والتضييق عليهم ومنعهم من الصلاة والرباط في المسجد الأقصى المبارك”.

 الذئاب المنفردة

وأضاف خلال تصريحاتٍ خاصة لمصدر الإخبارية: “إسرائيل تُحاول تثبيت قواعد جديدة على الأرض في مدينة القدس تتمثل في طرد السكان والتوسع الاستيطاني ومنع دخول المقدسيين للمسجد الأقصى وغيرها ما ينتج عنه تلاحم المشاعر الوطنية والدينية التي تُولد ردودَ فعلٍ واسعة في الشارع الفلسطيني”.

وأشار إلى أن العمليات الفردية التي شهدناها في العمق الإسرائيلي خلال الفترة الماضية، تتسبب في إرباك منظومة الأمن الإسرائيلي نظرًا لصعوبة تتبع العمليات ومنعها، حيث يصبح الفرد خلية مما ينتج عنه صعوبة بالغة في الحصول على معلومة مسبقة حول نية أحدهم تنفيذ عملية أو التخطيط لها.

وأوضح أن “العمليات الفردية التي ينفذها أفراد ينتمون للتيار الوطني كعملية تل أبيب التي نفذها الشهيد رعد خازم، إلى جانب عمليات أفراد تنظيم “داعش” تسمى بإستراتيجية “الذئاب المنفردة” وتقوم على أن كل شخص أو اثنين يصبحوا خلية يتخذوا قرارًا من أنفسهم ويكونوا قادرين على تنفيذ عملية داخل العمق الإسرائيلي دون الحاجة للرجوع للمستوى الأعلى بما يُعطي أجهزة الأمن القدرة على تتبع ذلك”.

التحدي الأكبر أمام الاحتلال

وأكد أبو كريم، أن العمليات الفردية تُمثل التحدي الأكبر أمام المنظومة الإسرائيلية لذلك تنشر القوات الإسرائيلية وتُعزز التواجد الاستخباراتي في مُدن وقرى وبلدات الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل لمحاولة السيطرة على العمليات الفردية إلّا أنها تفشل لافتقادها المعلومة الأمنية التي تُسهم في منع العمليات أو الحَد منها.

ولفت إلى أن العمليات الفردية تقلب الطاولة على السياسات الإسرائيلية، بعدما ظنت سلطات الاحتلال أنها دجنت الشعب الفلسطيني وسيطرت عليه من خلال الاعتقالات اليومية ونشر الحواجز وتشديد القبضة الأمنية للحد من مقاومته ونضاله ضد الاحتلال.

وأوضح أن إسرائيل انتهجت الخَيار العسكري منذ سنوات طويلة، وهو يهدف إلى حسم القضية الفلسطينية على مستوى الإجراءات الأمنية على الأرض ومصادرة الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني، وتأتي العمليات الفردية لنسف تلك السياسة لإعادة أهمية الخَيار السياسي.

ونوه إلى أن “إسرائيل مهما اتخذت من إجراءات عقابية أو احترازية فلن تستطيع التنعم بالأمن بشكلٍ كامل إلا في حالة إيجاد تسوية سياسية وهذا أصبح بعيدًا نظرًا لتوجهات المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين الأكثر تطرفًا وتنكره لعملية السلام”.

القيادي بدران: نتوقع تصاعد العمليات الفدائية في الضفة خلال شهر رمضان

الدوحة – مصدر الاخبارية

قال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس): إن “المقاومة في الضفة الغربية فاجأت الاحتلال الإسرائيلي بالعمليات النوعية، متوقعًا تصاعدها وزيادتها خلال شهر رمضان المبارك”.

وأكد بدران خلال تصريحاتٍ له تابعتها شبكة مصدر الاخبارية، أن الاحتلال بات يعيش حالة من الارتباك، كونه لم يتوقع هذه الحالة من المقاومة.

ورجّح بدران، ذهاب الأمور إلى مزيد من المقاومة والاشتباك مع الاحتلال خلال الشهر الفضيل.

ولفت إلى أن الاحتلال سيتفاجئ في كل مرة من المقاومة التي يُبديها شعبنا الفلسطيني، وخاصة في محافظات الضفة الغربية.

واعتبر القيادي “بدران” وحدة الموقف الوطني لدى فصائل المقاومة في جنين كافة، أحد أهم عناصر القوة في المدينة، ما يجعل الإنجاز أكثراً وضوحًا.

يُذكر أن مركز معلومات فلسطين “معطى”، أكد تصاعد وتيرة العمليات الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، في الضفة والقدس والداخل المحتل خلال شهر مارس/ أذار الماضي، بحصيلةٍ هي الأعلى منذ عام 2017.

حيث بلغ مجموع العمليات المرصودة خلال شهر مارس821 عملاً مقاوماً، في حين لم تشهد الضفة والداخل المحتل هذا العدد من القتلى الإسرائيليين خلال شهر منذ العام المذكور. وفق التقرير.

ووثق “معطى” استشهاد 20 فلسطينياً، ومقتل 12 إسرائيلياً وإصابة 64 آخرين في عمليات للمقاومة شهدتها مُدن وقُرى الضفة الغربية خلال الأيام الماضية.

وتشهد مُدن الضفة الغربية المحتلة، توترًا متصاعدًا بين المقاومين وقوات الإحتلال، خاصة بعد الاعلان عن اغتيال القوات الخاصة الإسرائيلية لثلاثةٍ من مقاومي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين وهم صائب عباهرة (30 عامًا) وخليل طوالبة (24 عامًا) من محافظة جنين، وسيف أبو لبدة (25 عامًا) من محافظة طولكرم.

أقرأ أيضًا: عملية الخضيرة تحول استراتيجي لداعش أم محاولة شيطنة النضال الفلسطيني؟

Exit mobile version