قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال خطاب للشعب عقب اجتماع للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، الاثنين، إن الفترة المظلمة في سوريا انتهت وبدأت حقبة النور، مشيراً إلى أن سوريا للسوريين فقط وليست للمنظمات الإرهابية، ومستقبلها يحدده السوريون أنفسهم، وعليهم حماية أراضيهم،
وأضاف: “تم القضاء على نظام البعث تماماً بعد عقود في الحكم، سوريا كانت تدار بالقمع وتم هدم هذه الديكتاتورية بعد أكثر من 60 سنة”.
وأعرب عن اعتقاده بأن رياح التغيير القوية التي تهب على سوريا ستؤدي لنتائج مفيدة للشعب السوري كافة وخاصة المهاجرين.
ووصف أردوغان مغادرة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى روسيا بالهروب قائلاً: ” هرب الأسد، تاركاً وراءه سوريا، حيث قُتل ما يقرب من مليون شخص، وأُجبر 12 مليون شخص على الهجرة، وتحولت العديد من المدن إلى أنقاض”.
ورحب أردوغان بالعمليات العسكرية في تل رفعت ومنبج الواقعتين تحت سيطرة التنظيم الانفصالي منذ سنوات، معتبراً أن الشعب السوري هم أخوة للشعب التركي وعلينا أن نقف إلى جانبهم بكافة أطيافهم العرقية والمذهبية.
وأِشار أردوغان إلى أن الهدف الوحيد من العمليات عبر الحدود “كان حماية تركيا من الإرهاب”، مشدداً على أن “أنقرة لن تسمح بظهور عناصر إرهابية جديدة خلف حدودها”.
وأضاف: “ما يتعين على تركيا فعله هو دعم مساعي السوريين لإعادة بناء بلدهم”، مؤكداً أن “أنقرة تقف إلى جانب الشعب السوري.. وأن الفترة المظلمة في سوريا انتهت وفترة النور بدأت”.
وأشار إلى أن “تركيا لا تتطلع إلى أراضي دولة أخرى أو سيادتها”، لافتاً إلى أن “أنقرة ستدير عملية كريمة لعودة السوريين إلى بلادهم”، مؤكداً على أنها ستقف إلى جانب سوريا حتى تصبح على أرضية صلبة.
وأوضح أردوغان بأن تركيا مرت بأوقات صعبة قائلاً:” استضفنا السوريين ودافعنا عن المظلومين في كافة المنصات، تركيا مرت باختبار صعب في المرحلة الماضية”.
ووعد أردوغان الشعب السوري بالوقوف إلى جانبه في عملية الإعمار بالقول: ” سنبذل كل ما يمكننا من أجل إعادة إعمار بلدكم، أقول للشعب السوري إننا لن نتخلى عنكم أبداً”.
وحث الرئيس التركي على التعايش بين مكونات وأطياف الشعب السوري، موضحاً أنه “لا فرق بين أي من مكونات أو أطياف، ويجب أن يتعايش الجميع بدون أي تمييز أو فروق”.
سوء تقدير الأسد
وكان أردوغان، قد ذكر السبت، خلال مشاركته في مؤتمر لـ”حزب العدالة والتنمية” الحاكم، في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، إن “نظام دمشق لم يدرك قيمة اليد التي مدتها أنقرة إليه، ولم يفهم مغزاها”، معتبراً أن هناك “واقع سياسي ودبلوماسي جديد في سوريا”، حسبما ذكرت وكالة “الأناضول” الرسمية.
كما لفت إلى أنه “نبه النظام السوري بأنها سوف تجني ثمار ما قامت به من سياسة القتل، وستقوم بدفع هذه الفاتورة”.
وفي أكتوبر الماضي، قال أردوغان إنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، المساعدة في ضمان تواصل الحكومة السورية مع أنقرة لتطبيع العلاقات، وعبر عن أمله في أن تتخذ دمشق “نهجاً بناءً”.
وكان الرئيس التركي قال في يوليو الماضي، إنه سيدعو الرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة تطبيع العلاقات التي قطعتها أنقرة بعد الحرب السورية في 2011، لكن الأسد اعتبر حينها أن محادثات من هذا القبيل لا يمكن إجراؤها إلا إذا ركزت الجارتان على القضايا الجوهرية، ومنها انسحاب القوات التركية من شمال سوريا.