أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الاثنين، اعترافه باستقلال دونيتسك ولوغانسك كجمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، ليُسلط الضوء على الجمهوريتين ويفتح العديد من التساؤلات حول أهميتهما الاستراتيجية وردود الفعل الدولية المتوقعة حِيال الاعتراف بهما.
تفاصيل قصة دونيتسك ولوغانيسك، ففي تاريخ الثاني عشر من شهر مايو/ أيار للعام 2014، أعلنتا استقلالهما، بعد تصويت معظم سكان المقاطعتين الواقعتين في حوض دونباس الشرقية خلال استفتاء عام لصالح الانفصال عن دولة أوكرانيا.
وتسارعت الأحداث، عقب تصويت البرلمان الأوكراني لصالح عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش (المنحدر من دونيتسك)، حيث رفض الاستقالة من منصبه، ووصف الأحداث في العاصمة كييف الأوكرانية بـ “الانقلاب”.
وسرعان ما بدأت الأزمة تتسع بسرعة كبيرة في العاصمة “كييف” من جهة، ودونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، من جهة أخرى، سيما بعد الإطاحة بيانوكوفيتش، واعلان سُكان الشرق الناطقين معظمهم باللغة الروسية والمؤيدين للعلاقات الثنائية مع روسيا، رفضهم المُطلق الاعتراف بالسلطة الجديدة في كييف التي تعالت فيها الأصوات المُطالِبَة بحظر استخدام اللغة الروسية.
وعقب تلك الأحداث، اندلعت شرارة الاحتجاجات المُناهضة للسلطات المحلية في العاصمة كييف، وسط مطالبات جدية بإقامة نظام فيدرالي في البلاد، خاصة دونيتسك ولوغانسك، حيث نجح المحتجون خلال شهر أبريل/ نيسان في السيطرة على المقرات الإدارية والمؤسسات الحكومية، وأعلنوا عن تأسيس جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ما استدعى تشكّل قوات “الدفاع الذاتي” في دونباس لمنع وصول العناصر القومية من أنصار السلطات الجديدة لمقاليد السُلطة في كييف، ضمن محاولة لإخماد احتجاجات سُكان المنطقة.
بدورها، اعتبرت السلطات الأوكرانية الجديدة في البلاد، دونيتسك ولوغانسك تنظيمان إرهابيان، وأعلنت بدء “عملية لمكافحة الإرهاب” شرق البلاد، وعقب شهور من المعارك المسلحة، التي أسفرت عن وقوع 40 ألفًا بين قتيل وجريح، وفق بيان صادر عن الأمم المتحدة، والحاق الدمار الواسع، توصل الطرفان بمساعدة روسيا وألمانيا وفرنسا في حلول مطلع عام 2015 إلى حزمة إجراءات تسوية اُطلق عليها “اتفاقيات مينسك” وتهدف إلى انحسار القتال وانهاء الصراع في البلاد.
جدير بالذكر، أنه لم تكن أي دولة اعترفت مِن قَبل روسيا باستقلال دونيتسك ولوغانسك، اللتان تنص اتفاقيات مينسك على بقائهما ضمن حدود دولة أوكرانيا مع ضرورة العمل على منحهما وضعا قانونيًا خاصًا، يحمي بموجبه مصالحهما الأمنية والسياسية الأساسية، لكن روسيا لم تُخفِ يومًا تقديمها الدعم الانساني والمعنوي والسياسي والاقتصادي للجمهوريتين اللتان حصل نحو 700 ألف من سُكانها خلال السنوات الماضية على الجنسية الروسية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجه كلمة للشعب الروسي مساء الاثنين قال فيها: إن “أوكرانيا المعاصرة تم إنشاؤها على حساب الأراضي الروسية تاريخيا، مضيفاً “رغم المخادعة ونهب روسيا اعترف شعبنا بكل الدول بعد تفكك الاتحاد السوفيتي”.
أقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي يُهدد روسيا عقب اعترافها باستقلال الانفصاليين بأوكرانيا
وأشار، إلى أن واردات الميزانية الأوكرانية من مختلف المساعدات الروسية بلغت 250 مليار دولار بين 1991 و2013، والقوميون استولوا على السلطة في أوكرانيا ونظموا موجة من الإرهاب والاغتيالات ولم يُعاقبوا”.
وأوضح الرئيس الروسي، أن سياسات السلطات الأوكرانية تقود البلاد إلى فقدان سيادتها بالكامل، متهمًا أوكرانيا بسرقة الغاز الروسي خلال السنوات الماضية باستخدام الطاقة لابتزاز روسيا سابقًا.
ولفت إلدونيتسك ولوغانسكى وجود معلومات لدى الجانب الروسي، حول تقديم جهات أجنبية مساعدات لمجموعات تخريبية أوكرانية وحول تأسيس خلايا إرهابية سرية، وهناك جهات تحاول تفعيل الحرب بين أوكرانيا وروسيا وبدعم من المجتمع الدولي.