متمردو مالي يعلنون الحرب على المجلس العسكري

وكالات – مصدر الإخبارية

أعلن مجموعة من متمردين السابقين من تنسيقية حركات أزواد شمال مالي، أنهم في حرب مع المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ عام 2020.

ونشرت التنسيقية بياناً لها على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الإثنين دعت فيه جميع سكان منطقة أزواد الشمالية إلى الذهاب للميدان للمساهمة في المجهود الحربي.

وقالت: هدفنا هو الدفاع عن الوطن وحمايته”، وأضافت: “وبالتالي استعادة السيطرة على كامل أراضيه”.

وتعتبر هذه الوثيقة الأولى التي توقعها جماعة تطلق على نفسها اسم “الجيش الوطني الأزوادي”.

وتمثل تنسيقية حركات أزواد تحالفاً للجماعات المسلحة التي يهيمن عليها الطوارق، وهدفها الوصول إلى الحكم الذاتي أو الاستقلال عن مالي.

ويذكر أن الجماعات المتمردة شمال مالي، وقعت اتفاق سلام مع الحكومة المالية عام 2015، إلا أن الأمر اختلف وأصبح متوتراً منذ الإطاحة بالحكومة المدنية عام 2020، واستبدالها بالمجلس العسكري.

وأعاد المجلس العسكري الدعوت للجماعات المسلحة بالشمال إلى استئناف الحوار في أواخر أغسطس الماضي، وإحياء السلام بظل مخاوف من تجدد القتال بعدما انسحبن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من مالي.

اقرأ أيضاً:رئيس وزراء النيجر ينفي تواجد مقاتلين من فاغنر في البلاد

غادروا المستوطنات.. تحذير قادة الاحتلال لسكان الحدود مع لبنان بحرب مع حزب الله

وكالات – مصدر الإخبارية

دعا اللواء في الاحتياط الإسرائيلي غرشون هكوهين، بأن يأخذ الجيش تهديدات حزب الله على محمل الجد، وقال: “تشكيل حزب الله منتشر على الأرض” مع إمكان حدوث حرب.

ونقل موقع “بحدري حريديم” الإسرائيلي عن هكوهين قوله إن “معركة صغيرة مدتها يومين، يمكن أن تتحول بسرعة إلى حرب”، مذكراً بتهديدات حزب الله، وتهديدات وزير الأمن في حكومة الاحتلال يوآف غالانت، بذات الوقت للمقاومة في لبنان.

وحسب تقديرات هكوهين فإن “حزب الله أكثر استعداداً للحرب مما كان عليه في عام 2006″، ونوه إلى وجود علامات واضحة للغاية على هذه الاستعدادات في التشكيلة الجديدة لحزب الله.

وفي تصريحه، شدد على إمكان تحول أي هجمة ليومين إلى حرب واسعة، وأوضح أن ما يدعم ذلك هو أن تشكيل حزب الله منتشر بالفعل على الأرض، وهو مستعد بطريقة مغايرة.

وأكد القائد السابق للفيلق الأركاني في جيش الاحتلال، أن حزب الله نظّم نفسه، وله مصلحة في الذهاب إلى حافة الحرب، وقال: “هو يعرف كيف يستفزنا ويذلنا”، ونصح بأخذ ما حدث أثناء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان كمثال، في إشارة إلى تلويح جزب الله بالحرب كتهديد لهم.

من جهته، وجه اللواء في الاحتياط الإسرائيلي إسحاق بريك نداءً لسكان المستوطنات الشمالية بأن يجهزوا قدراتهم الدفاعية للحرب المقبلة، وقال: “لن يقوم أحد بذلك نيابةً عنكم”.

وفي مقال له عبر صحيفة “إسرائيل هيوم “، حذر بريك سكان مستوطنات الاحتلال شمال فلسطين المحتلة من حرب قد تندلع، ودعاهم للاستعداد، وقال: “إما أن تسارعوا إلى مغادرة المستوطنة، أو تستعدوا لقضاء أيام طويلة في الملجأ”.

وكشف أنه قبل بضعة أشهر تم توزيع وثيقة على سكان إحدى المستوطنات القريبة من السياج الحدودي مع لبنان، أثناء مناورات إسرائيلية، توضّح السيناريو الذي تستعد له المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية، وتدعو إما للمغادرة أو قضاء أيام طويلة بالملجأ.

وقال بريك: “بمجرد أن تندلع حرب ضد حزب الله على الحدود الشمالية، فإنها ستتحول في غمضة عين إلى حرب إقليمية تدور في خمس ساحات في وقتٍ واحد”.

وتابع موجهاً كلامه للمستوطنين: “لا ينبغي الوثوق بالجيش الإسرائيلي لإرسال قوات لمساعدة المستوطنات التي تتعرض للهجوم”، مُرجعاً ذلك لسببين هما أن الجيش الإسرائيلي لن يكون لديه قواتٍ لإرسالها، والثاني هو أن الطرق سيتم إغلاقها.

اقرأ أيضاً:إعلام عبري: حزب الله جاد في تحرير هذه المنطقة

بسبب تهديدات التدخل العسكري.. حالة تأهب قصوى في النيجر

وكالات – مصدر الإخبارية

وضعت النيجر قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى، وفق أوامر رئيس أركان القوات المسلحة النيجرية موسى سالاو بارمو اليوم السبت.

وأوضحت وكالة “نوفوستي” أن بارمو أصدر بياناً تم بثه عبر الإذاعة بتعيين جميع أفراد القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى، بعد تزايد التهديدات بالعدوان على النيجر والتدخل العسكري من الغرب.

وبيّن بارمو أن القرار يهدف لضمان الرد المناسب، على هذه التهديدات المتزايدة.

وحسب تقارير، فإن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إكواس” تستعد للتدخل العسكري في النيجر، وتقول التقارير إن “المجموعة أعلنت قبل أسبوع أنه تم تحديد موعد للتدخل العسكري في النيجر دون أن تكشف عنه”.

وتهدد “إيكواس” بالتدخل العسكري في النيجر لتسوية الأمر، منذ الإطاحة بالرئيس النيجيري محمد بازووم.

من جهتها، حذرت موسكو من الحل العسكري في النيجر، والذي قد يؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد وزعزعة استقرار الوضع بمنطقة الساحل والصحراء.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن “مثل هذا التدخل سيكون مدمراً لعدد كبير من الدول ولآلاف البشر”.

وكانت فرنسا طلبت الإذن من الجزائر قبل أيام لدخول مجالها الجوي، استعداداً لتنفيذ تهديداتها الموجهة للمجلس العسكري في النيجر، والتي تتطلب التدخل العسكري بحال عدم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم، في حين رفضت الأخيرة طلب الإذن.

يذكر أن المجلس العسكري في النيجر استولى على السلطة في الـ 26 من يوليو الماضي، وبرر القائد السابق للحرس الرئاسي الجنرال عمر عبد الرحمن تياني الإطاحة بالرئيس محمد بازوم بإخفاقه أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، في بلد يتوسط أفقر دول العالم ويعاني نشاط المجموعات المسلحة.

ورداً على التدخل العسكري قال تياني إنه “بمثابة إعلان حرب”.

اقرأ أيضاً:الجزائر ترفض فتح أجوائها أمام فرنسا للتدخل العسكري في النيجر

يديعوت: أربع خطوات تمنع حربًا متعددة الجبهات

شؤوون إسرائيلية – مصدر الإخبارية

ترجم موقع أطلس للدراسات والبحوث مقالاً عن غيورا آيلاند الجنرال المتقاعد في القوات المسلحة الإسرائيلية، ورئيس الأمن القومي الإسرائيلي بين عامي 2004 – 2006، يتحدث عن حرب متعددة الجبهات عبر صحيفة يديعوت أوحرونوت.

ثمة خط يربط بين رسالة وزير الدفاع في شهر آذار حين دعا الى وقف الإصلاح القضائي بسبب الوضع الأمني، وبين زيارته المغطاة إعلاميا أمس على الحدود اللبنانية. بعد خمسين سنة من حرب يوم الغفران، ازداد تهديد الحرب.

السبب الأساس هو تغيير إيران في مركزه ويجد تعبيره في ثلاثة أمور: أولا، إيران “تشعر بخير” أكثر – روسيا تحتاجها، الصين تغازلها، السعودية تنبطح والولايات المتحدة تخشى. ثانيا، إيران تنجح في أن تتزود وتزود فروعها بسلاح دقيق. حتى قبل نحو عقد، كان السلاح الدقيق تفوقا إسرائيليا حيال صواريخ ومقذوفات صاروخية “غبية” للعدو. اما اليوم، فتدفع إيران قدما بنجاح انتاج الصواريخ والمسيرات الهجومية او تحويلها الى دقيقة.

ثالثا، تؤمن إيران بانها إذا ما نجحت في “توحيد” الساحات وتفعيل حزب الله من لبنان، ميليشيات من سوريا، العراق بل وحتى من اليمن، هجوم مباشر من إيران، وأخيرا – إثارة الفلسطينيين في المناطق بل والكثير من مواطني إسرائيل العرب، كلهم بشكل منسق، فان إسرائيل لن تتمكن من الصمود امام هذا.

هذا لا يعني ان الحرب مؤكدة، وليس واضحا متى، إذا كان على الاطلاق، سيعتقد الإيرانيون أنه نشأت الظروف المناسبة، لكن الحديث يدور عن سيناريو خطير أكثر ومعقول أكثر مما قدرنا حتى قبل تسعة أشهر. ونعم، الإيرانيون بالتأكيد متشجعون أيضا مما يقدرونه كضعف إسرائيلي. يدفع هذا التشجيع بحزب الله ان يزيد الاستفزازات، وكنتيجة لذلك الاحتمالية لفتح الحرب تزداد أيضا.

ثمة أربعة أمور يتعين على حكومة إسرائيل أن تفعلها: أولا، ان تفهم بان هذا تهديد من شأنه ان يتطور الى تهديد وجودي في غضون أشهر وبالتالي من الصواب وقف الانشغال بالترهات، التي تمس بشدة بالجيش وبالشرطة. مؤرخ يحلل سياسة حكومة إسرائيل بعد 50 سنة او بعد 2000 سنة سيصعب عليه ان يصدق ما الذي كان على جدول اعمال الحكومة وكيف دهورت عن عمد إسرائيل الى وضع يصعب عليها فيه الدفاع عن نفسها.

ثانيا، يجب ان نشرح للعالم مسبقا بانه إذا فتح حزب الله النار فان الامر سيتسبب بحرب رسمية مع دولة لبنان وليس فقط مع حزب الله. اعلان وزير الدفاع أمس كان صحيحا، لكنه ليس بديلا عن الحوار مع الولايات المتحدة في هذه المسألة.

ثالثا، تعرف إسرائيل كيف تعطي تحصينا معقولا للسكان. لكن ليس للبنى التحتية الوطنية – المدنية. السلاح الدقيق سيطلق بقدر اقل نحو المراكز السكانية وبقدر أكبر كي يشل محطة توليد طاقة، منشآت تحلية، مواقع خدمات، موانئ ومطارات وما شابه. وبشكل لا يقل دهشة، ليس ثمة أحد في دولة إسرائيل مسؤول عن إعطاء جواب معقول على هذا التهديد. لا يدور الحديث عن مشكلة ميزانية أو تكنولوجيا. بل ببساطة عن خلل رهيب. لو كنت رئيس الوزراء لوضعت هذا الموضوع في أولوية عليا.

رابعا، الموضوع الفلسطيني: الإيرانيون، كما أسلفنا، يبذلون جهدا كبيرا لان يزودوا مزيدا من الشبان في المناطق بالسلاح، وبالطبع ان يخلقوا دافعا للمس بإسرائيل. بخلاف السياسة التي كانت في العشرين سنة السابقة، والتي أساسها كان مساعدة السلطة الفلسطينية ومنع الاحتكاكات في الميدان، فان قسما من أعضاء الائتلاف يحاولون اليوم تحقيق نتيجة معاكسة – تشجيع الاحتكاكات، الدفع هو التطرف لدى المزيد فالمزيد من الفلسطينيين، واضعاف قدرة الجيش، الشباك والشرطة للتصدي للواقع.

لا يدور الحديث عن أخطاء. يدور الحديث عن اجندة واضحة لقسم من احزاب الائتلاف، غايتها خلق فوضى في المناطق على طريق تحقيق ايديولوجيتها. هذا ما يجب تغييره! وبالشكل ذاته يجب ان نفهم بان حكومة تخلق عن عمد اغترابا واحباطا في أوساط عرب إسرائيل، فلا يجب أن تتفاجأ إذا ما كان من شأننا في زمن الحرب أن نرى المزيد فالمزيد من العرب الإسرائيليين يقاتلون ضد الدولة.

منذ 1973 نجحنا في ان نعزل الساحات وان نقاتل في كل مرة ضد عدو آخر. إذا ما نجح الإيرانيون بالتنسيق بين كل اعدائنا، فسنجد أنفسنا امام تحد أكبر حتى من تحدي حرب يوم الغفران. الجيش يفهم هذا ويعمل بما يتناسب مع ذلك، لكن بدون تغيير دراماتيكي في سلم أولويات الحكومة، فان هذا لن ينجح.

اقرأ أيضاً: كيف تستعد إسرائيل لحرب لا مفر منها مع حزب الله اللبناني؟

كيف تستعد إسرائيل لحرب لا مفر منها مع حزب الله اللبناني؟

ترجمة حمزة البحيصي – مصدر الإخبارية

منذ عام 2006، عمل حزب الله بحذر على طول الخط الأزرق حيث جمع الأسلحة داخل لبنان لحربه المستقبلية الحتمية مع إسرائيل. مع بداية الانهيار الاقتصادي في لبنان، تحول هذا التحذير إلى صمت مخيف، يكاد يكون نذيراً، حيث وازن التنظيم التزامه بمحاربة إسرائيل مع إحجام عن جر لبنان إلى حرب مدمرة لا رجعة فيها.

يبدو أن حزب الله قد تخلى عن حذره في الأشهر الأخيرة، حيث شارك في الاستفزازات المستمرة ضد إسرائيل. لكن هذه الجرأة الظاهرة لا تدل على ثقة الجماعة المتزايدة بقدراتها العسكرية ولا على استعدادها للحرب. إن حزب الله يستغل فقط العديد من الجروح الإسرائيلية الذاتية – في المقام الأول، ترك حزب الله يحدد قواعد الاشتباك لأكثر من عقد من الزمان. يجب على إسرائيل تصحيح هذا الوضع.

حزب الله حاليا لا يريد حربا مع اسرائيل. إن التراجع الاقتصادي في لبنان يبعد سنوات، إن لم يكن عقوداً، عن الاستقرار. في غضون ذلك، أوقف المموّلون التقليديون في بيروت المساعدات إلى أن يسنّ لبنان إصلاحات اقتصادية وسياسية حقيقية. في حين أن هذا لم يضعف حزب الله، إلا أنه يقيد سلوكه. في غياب تغيير جذري في أوضاع لبنان – أو توجيه إيراني مهيمن – لن تبدأ الجماعة أو تثير حرباً مع إسرائيل، بغض النظر عن مستوى تسليحها أو قوتها التنظيمية.

لقد وعدت إسرائيل أن حربها المستقبلية مع حزب الله ستكون الأكثر تدميراً في لبنان. الآن، على الرغم من ذلك، تفتقر بيروت إلى المستفيدين الأجانب لتمويل التعافي أو إعادة الإعمار. الغرب ودول الخليج – التي سئمت من تمويل اللامسؤولية اللبنانية – لن تدفع فاتورة الآثار المترتبة على استفزازات حزب الله، وإيران تعاني من ضائقة مالية لا تستطيع توفير تمويل بديل. لو قام حزب الله بمضاعفة البؤس الاقتصادي للبنان مع الخراب الذي لا رجعة فيه للحرب، فإن رد الفعل الجماهيري الساحق سيكون قادماً، بما في ذلك الانشقاقات الضخمة من داخل قاعدة دعمه. باختصار، كان حزب الله يدعو إلى التدمير الذاتي.

وبدلاً من ذلك، فإن استفزازات حزب الله الأخيرة لها أهداف أكثر دقة.

الهدف الأول هو الحفاظ على صورتها كقوة مقاومة قابلة للحياة ضد إسرائيل باستخدام الوسائل المسرحية. تعتمد شعبية حزب الله، وخاصة بين مؤيديه، على قدرته المتصورة لردع العدوان الإسرائيلي، وهزيمة إسرائيل في الحرب، وحتى تدمير إسرائيل إذا اختارت ذلك. التركيز هنا على ما هو محسوس، لأن حزب الله أضعف بكثير من إسرائيل. ولكن، طوال فترة وجوده، استغل حزب الله العديد من إخفاقات الجيش الإسرائيلي بسبب عوامل إسرائيلية محلية بدلاً من البراعة العسكرية للحزب – مثل انسحاب الجيش الإسرائيلي المتسرع في مايو 2000 من جنوب لبنان، أو حرب 2006 الفاشلة – لبناء صورة لا تقهر.

منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2019، لم يكن لدى حزب الله سوى فرص قليلة لتعزيز تلك الصورة. كانت إسرائيل تستهدف التنظيم في سوريا، بل وتقتل عناصرها بحصانة فعلية، بينما تعاني “المقاومة الجبارة” في صمت فعلي. كان رد المجموعة الأخير الوحيد على الهجمات الإسرائيلية – وابلها الصاروخي في أغسطس 2021 على هار دوف – صاخباً مثل نوبات غضب الأمين العام حسن نصر الله، ولكنها أيضاً خالية من الجوهر.

من أجل القضاء فعلياً على خطر التصعيد مع إسرائيل، تخلف حزب الله عن سلاحه السري – الدعاية – للحفاظ على مقاومته بحسن نية ضد العدو الصهيوني الجشع.

كل الإجراءات المباشرة الأخيرة لحزب الله ومنها المضايقة على السياج الحدودي، وعمليات العبور القصيرة إلى الأراضي الإسرائيلية، وإسقاط الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، وتخريب معدات المراقبة الإسرائيلية، وتنظيم “المناورات الحربية” الدرامية والروتينية – لا تشكل أي تهديد لإسرائيل، وبالتالي لا تستدعي أي رد إسرائيلي. لكن هذه هي النقطة: يمكن لحزب الله أن يرتكب الاستفزاز، ثم يصف التقاعس الإسرائيلي الحتمي بأنه علامة على ضعف إسرائيل وقوتها المستمرة، بينما لا يدفع الثمن. نُقل عن مسيحي مؤيد لحزب الله يبلغ من العمر 22 عاماً قوله “يمكن للأشخاص الذين شاهدوا العرض أن يشعروا حقاً بقوة حزب الله.. ونقل عنه قوله عن” لعبة الحرب “الأخيرة للجماعة – وهو تأكيد سخيف ما لم يتعرض المشروع الصهيوني بالفعل للخطر من قبل المقاتلين الذين قفزوا من خلال الأطواق المشتعلة.

الهدف الثاني لحزب الله هو إعادة رسم الخطوط الحمراء بمهارة مع إسرائيل لصالحها. إن إنشاء موقعين عسكريين – خيمتين، في الحقيقة – داخل مزارع هار دوف / شبعا التي تسيطر عليها إسرائيل، في محاولة لإعادة تعريف الوضع الراهن على طول الخط الأزرق، هو المثال الأكثر وضوحاً. هنا مرة أخرى، الإجراء بحد ذاته ضئيل للغاية بحيث لا يمكن تبرير الحرب، وقدرة حزب الله على التصرف مع الإفلات من العقاب تدين بالقيود الإسرائيلية المحلية وليس قوتها. مع تأثير الإصلاح القضائي المستمر على التماسك الوطني والإيمان بالحكومة، ليس أقلها مصداقيتها في دفع البلاد إلى الصراع – إلى جانب السلوكيات غير المسؤولة الأخرى لحكومة نتنياهو التي توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل – يستغل حزب الله التأثير الناتج على الردع الإسرائيلي.

لكنها تتجرأ على القيام بذلك فقط بسبب سلبية إسرائيل الطويلة في مواجهة حزب الله الذي يضع الخطوط الحمراء للصراع. منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006، أعاد الحزب تسليح نفسه بسرعة خارقة. ترسانته من الصواريخ قصيرة المدى، ومعظمها كاتيوشا، قد ازدهرت إلى ما يقدر بنحو 150 ألف قذيفة، وبمساعدة إيران، ربما طور حزب الله قدرة محلية على إنتاج الصواريخ. يتم دعم هذا بمخزون أصغر، ولكنه لا يزال كبيراً، من حوالي 14000 مقذوف متوسط إلى طويل المدى، بعضها موجه، وعدد متزايد تم تحويله إلى صواريخ “ذكية” مع حزم GPS.

تعتقد إسرائيل أن هذا التهديد المتزايد على حدودها الشمالية سيتحول في النهاية إلى حرب، لكنها مع ذلك تفشل في مواجهته. أعلن حزب الله من جانب واحد أن لبنان – بما في ذلك ترسانته في البلاد – محصن ضد الضربات الإسرائيلية.

بدأت إسرائيل في ضرب شحنات أسلحة حزب الله في سوريا مع إفلات فعلي من العقاب في عام 2013. لكن حدود الحرب بين الحروب – وفائدتها لحزب الله – ظهرت بحدة بعد غارة جوية إسرائيلية عام 2014 استهدفت شحنة أسلحة تابعة لحزب الله بالقرب من قرية جانتا اللبنانية على الحدود السورية. وسرعان ما ردت الجماعة على إسرائيل، قائلة إنها لن تتسامح مع الضربات الإسرائيلية في لبنان. لسبب غير مفهوم، قبلت إسرائيل بهذه المعادلة. كانت النتيجة المستمرة والعبثية أشبه بلعبة الوسم.

إن استيعاب هذه المهزلة أمر غير منطقي بشكل متزايد بالنسبة لإسرائيل. ينظر حزب الله إلى الخطوط الحمراء على أنها نقاط بداية، وليست حدوداً صارمة، وقد كان يقضمها – بما في ذلك من خلال مهاجمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، على الأرجح من خلال وكلاء فلسطينيين. كما بذل حزب الله جهوداً كبيرة لطمس الخط الذي أجبر إسرائيل على احترامه، الحدود السورية اللبنانية، من خلال تحويل سوريا ولبنان إلى جبهة واحدة ضد إسرائيل.

ومع ذلك، تواصل إسرائيل احترام هذا التمييز المصطنع. وبذلك، تنازلت عن تحديد قواعد الاشتباك لحزب الله الأضعف بشكل كبير، وفشلت في استغلال الضرر الذي تضعه ظروف لبنان على الجماعة.

لاستعادة المبادرة، يجب على إسرائيل أن توسع حربها بين الحروب في لبنان. من المؤكد أن حزب الله سيتصاعد إذا فعلت إسرائيل ذلك، لكن عدم قدرته على خوض الحرب يعني أن الجماعة ستصطدم بسرعة بجدار. يمكن للجيش الإسرائيلي بعد ذلك أن يبدأ في تآكل الترسانة اللبنانية المتنامية لحزب الله.

كما أن توسيع الحملة في لبنان من شأنه أن يكسر رواية حزب الله الكبرى حول حربه مع إسرائيل. تدعي المجموعة أن إسرائيل كيان عدواني توسعي هدفه قتل العرب (بما في ذلك اللبنانيين) دون استفزاز وسرقة أراضيهم. غذت وحشية التعهدات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان – غزو عام 1982، وعملية المحاسبة عام 1993، وعناقيد الغضب عام 1996، مع صورها المروعة للضربة الإسرائيلية على مجمع قانا التابع للأمم المتحدة، وإعدام حرب لبنان الثانية بقبضة اليد. أقنع حزب الله العديد من اللبنانيين بأن قوته وحدها تبقي إسرائيل المفترسة في مأزق دائم.

إن إجبار حزب الله على قبول الضربات الجوية الإسرائيلية الروتينية والمحددة بدقة ضد أصول الجماعة في لبنان مع تجنب الإضرار بالمدنيين بشكل دؤوب سيقلب هذا السيناريو من خلال تقويض قدرات الردع المبالغ فيها لحزب الله وإظهار عدم اهتمام إسرائيل بإراقة دماء اللبنانيين دون مبرر. وهذا من شأنه أن يقلل الميزة التي يستمدها حزب الله من روايته – وهو جانب من صراعه مع الجماعة والذي أهملته إسرائيل منذ فترة طويلة.

يعتقد كل من إسرائيل وحزب الله أن الحرب المستقبلية أمر لا مفر منه وأن المزايا التي يمتلكها كل طرف يتم تحديدها الآن، وسط الهدوء المخادع الذي ساد فترة ما بين العرش. بدلاً من أخذ زمام المبادرة، تسمح إسرائيل الأقوى إلى حد كبير لحزب الله لتعظيم قوتها العسكرية والاحتفاظ بالدعم الشعبي الذي سيسمح لها بالبقاء في اليوم التالي للحرب.

القيود الداخلية الإسرائيلية، بالرغم من كونها كبيرة، تبدو باهتة بالمقارنة مع قيود حزب الله. يجب أن تستغل الدولة اليهودية هذه الميزة طوال فترة استمرارها، من خلال تصعيد مؤقت لتوسيع حربها بين الحروب في لبنان، ورسم خطوط حمراء مواتية لأول مرة منذ عقود. ستكون النتيجة تستحق الثمن المحدود: من خلال حرمان أسلحة حزب الله من منطقة حصانة في لبنان، يمكن لإسرائيل أن تقوض القدرات العسكرية للحزب قبل الحرب القادمة، وتضعف صورة “المقاومة” المصقولة بعناية.

اقرأ أيضاً:هل إسرائيل ولبنان على شفا حرب شاملة أخرى؟

غالانت: الجبهة الداخلية ستواجه مخاطر لم تشهدها مسبقاً حال نشوب حرب

الأراضي المحتلة – مصدر

صرح وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستواجه مخاطر لم تشهد مثلها في حال نشوب حرب.

وقال غالانت خلال زيارته قاعدة قيادة الجبهة الداخلية في الرملة، اليوم الإثنين، ضمن مناورة “القبضة الساحقة” التي يجريها الجيش للأسبوع الثاني: “إذا نشبت حرب فإنه يتوقع أن تواجه الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحديات لم نشهد مثيلا لها خلال 75 عاما على وجودنا كدولة، وهذا يستوجب منا استعدادا مسبقا وبأفضل شكل”.

وتابع: “لأداء الجبهة الداخلية بكافة شرائحها أهمية بالغة ودور حاسم. ومثلما هو الحال في أي جبهة، فإننا ملتزمون أيضا باستعدادات جذرية ومسبقة في الجبهة الداخلية، من أجل أن يكون الأداء بأفضل شكل في حالة الطوارئ”.

وأردف بالقول: “علينا الاستعداد لأكثر السيناريوهات خطورة التي سنضطر فيها إلى مواجهة تحديات كثيرة، وتفضيل المجالات المطلوبة لعمل المرافق الاقتصادية الضرورية في حالات الطوارئ. ومن شأن أداء ناجح فقط للجبهة الداخلية، بكافة عناصرها، أن تمكن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن من أجاء المهمات في الجبهة”.

كما أجرى غالانت تقييما للوضع حول سيناريوهات محتملة في الجبهة الداخلية في حال نشوب حرب مستمرة في عدة جبهات إسرائيلية.

اقرأ أيضاً: غالانت في زيارة لغلاف غزة: الهدف الذي نستعد له معقد وأشد خطورة

حرب متعددة الجبهات.. ما فرص اندلاعها بين إسرائيل ومحور المقاومة؟

 صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يتصاعد الحديث الإسرائيلي عن حرب متعددة الجبهات قد يخوضها جيش الاحتلال ضد “محور المقاومة” إيران ولبنان وسوريا وقطاع غزة في آن واحد، ما يثير كثير من التساؤلات حول إمكانية نشوبها، في ظل النتائج الكارثية المتوقعة حال اندلعت فعلاً، خاصة على إسرائيل.

وأطلق جيش الاحتلال الأسبوع الماضي مناورات عسكرية شاملة “القبضة الساحقة” تحاكي حرباً متعددة الجبهات، تشمل جبهة لبنان وسوريا وغزة.

ويستبعد محللون سياسيون وعسكريون، اقدام جيش الاحتلال على خوض حرب على عدة جبهات، فيما يرى أخرون أنه قد يجازف لضمان تفوقه العسكري.

وعلل المحللون المستبعدين للحرب متعددة الجبهات بأن السياسة الإسرائيلية قائمة منذ سنوات طويلة على تفكيك الجبهات لضمان عدم خروج أي مواجهة عن السيطرة، وإلحاق هزيمة استراتيجية بها من خلال عدم قدرتها على التحكم بمدة الحرب ومساراتها، ومستوى تصعيد العمليات العسكرية.

خارج حسابات الاحتلال

ويقول المحلل شفيق التلولي، إن الحديث الإسرائيلي عن حرب متعددة الجبهات يندرج ضمن سياسة تعتمد على العدوانية المطلقة بدرجة أولى في ظل الأزمة القائمة في النظام السياسي الإسرائيلي، والتي أفرزت حكومة إسرائيلية أكثر تطرفاً وقائمة على سقف عالي من الأهداف.

ويضيف التلولي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن “حكومة نتنياهو كشفت عن الوجه الحقيقي لإسرائيل، وطبيعة الوجه الحقيقي للمعركة، بأنها عبارة عن صراع وجودي بين الاحتلال وأعداءه”.

ويشير إلى أن “التقديرات تشير إلى أن الاحتلال لا يستطيع فتح عدة جبهات في آن واحد، ويركز على سياسة تفكيك الجبهات، وما حدث بالعدوان الأخير على قطاع غزة كان دليلاً على الأمر من خلال محاولته التفرد بحركة الجهاد الإسلامي”.

ويتابع التلولي “أعتقد بأن حرب متعددة الجبهات خارج حسابات الاحتلال لأن الأمر متعلق بالرؤية الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على عدم الإخلال بالأمن الخاص بالإسرائيليين”.

وينوه إلى أن “ما يجري من مناورات تحاكي الحرب المتعددة يأتي في إطار الترويج لاستعادة الردع في ظل تهاوي في كل حرب يخوضها الاحتلال سواء على المستوى السياسي الداخلي الإسرائيلي أو الخارجي الاستراتيجي”.

ويؤكد أن “قضية القدس ستكون المفجر الأساسي لأي حرب متعددة الجبهات تتجاوز حدود الأراضي الفلسطينية مستقبلاً خاصة وأن الاحتلال يهدف لحسم الصراع في المدينة”.

ويشدد على أن “الاحتلال لن يجرؤ على حرب إقليمية شاملة كون الأمر ليس بيده وحده بل مرتبط بقرار من المنظومة الدولية خاصة الولايات المتحدة”.

ويرى أن “ما يستطيع الاحتلال فعله ضربات محسوبة في غزة أو لبنان أو سوريا بعيداً عن حرب شاملة”. لافتاً إلى أن الصراع لم ينضج بعد لمستوى اندلاع حرب إقليمية.

مرتبطة بضمان التفوق العسكري

بدوره، يقول المحلل اللبناني، محمد المصري، إن الحديث عن الحرب المتعددة الجبهات متعلق بفهم الطبيعة القائم عليها الاحتلال الإسرائيلي، بأن أحد أقوى عوامل استقراره بأن يكون متفوقاً عسكرياً مقارنة بأعدائه.

ويقول المصري في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الاحتلال يركز على التفوق العسكري على دول الطوق بدرجة أولى، ثم منع الأعداء البعيدين من امتلاك أسلحة استراتيجية تُشكل تهديداً وجودياً له”.

ويضيف أن “ما حدث مؤخراً من إطلاق للصواريخ من جبهات غزة ولبنان وسوريا في آن واحد، وإفشال محاولات الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي، حمل رسائل واضحة بأن الجبهات موحدة وغير قابلة للتجزئة”.

ويشير المصري إلى أن “وحدة الجبهات تكسر التفوق العسكري الإسرائيلي وتشكل اخلالاً في الاستراتيجية القائمة على منع أي تهديد وجودي لدولة الاحتلال”.

وينوه إلى أن “تركيز الأوساط الأمنية الإسرائيلية وقادة الاحتلال ينصب حالياً حول كيفية إعادة التوازن والتعامل مع الواقع الجديد القائم على وحدة الجبهات”.

ويلفت إلى أن “الاحتلال يرى بأن مفتاح الاستقرار حالياً في المنطقة من خلال كسر وحدة الجبهات ومنع أي تفوق عسكري يقابله”.

ويؤكد المصري أن “إمكانية الحرب قائمة حالياً في الأوساط الإسرائيلي، في ظل تفكير قادة الاحتلال ليل نهار، بكيفية إعادة قوة الردع وتوازن القوة مقابل إيران وحلفاءها”.

ويشدد على أن “أي حرب شاملة ستكون تكاليفها عالية جداً على إسرائيل”. منبهاً أن “أي عمليات أمنية قائمة على الاغتيالات وضرب مخازن الأسلحة الاستراتيجية، وغرف عمليات محور المقاومة لن يكون سهلاً لكن تكلفته تكون أقل على الاحتلال”.

ويتابع أن “عين إسرائيل الأولى حالياً على إيران، كونها ترى بها الرأس الذي حال ضرب سيزول الجميع، لكنها تخشى من تفجر الجبهات جميعها حال أقدمت على الأمر، وتعلم بأنها تحتاج لإستراتيجية خاصة وتنسيق مع حليفتها الولايات المتحدة خاصة وأن توجيه ضربة استراتيجية لطهران يحتاج لأنواع معينة من الأسلحة التي لا تملكها سوى واشطن، ما يدفعها حالياً للاتجاه نحو الجبهات الأخرى، لكن السؤال الأبرز، هل تكون الوجهة ذراع المحور القوية بالمنطقة المتمثلة بحزب الله وتوجيه ضرب خاطفة له؟

وعبر عن اعتقاده بأن أي عملية عسكرية ضد حزب الله سيكون ثمنها باهضاً وسيقالها رد متوازن وفقاً لحجمها.

عمل عسكري كبير يلوح بالأفق

من جانبه، يقول المحلل أحمد عبد الرحمن إن دولة الاحتلال مضطرة للبقاء بحالة جاهزية عالية في ظل الحديث عن وحدة محور المقاومة حشية تعرضها لضربة مفاجئة تهدد استقرارها، لاسيما وأنها لا تمتلك عمق استراتيجي يحميها من خطر تعرضها لهجوم واسع النطاق.

ويضيف عبد الرحمن في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن الاحتلال سعى من خلال مناوراته العسكرية الأخيرة أولاً إلى إرساء وتثبيت حالة من الردع مع أعداء إسرائيل، من دون الحاجة إلى الدخول في معركة عسكرية، وثانياً وهو الأهم والأقرب الاستعداد لعمل عسكري كبير قد يصل إلى حرب واسعة.

ويشير إلى أن المناورات الإسرائيلي بجمها الحالي الكبير تدلل على مغامرة واسعة كون العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية لا تتطلب مناورات بهذا الحجم.

ويبين أنه “على رأس الأولويات الإسرائيلية الملف الإيراني، يليه خطر حوب الله ثم التحدي الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، وكلها تشكل معضلة لابد من التخلص منها”.

ويؤكد أن التركيز الإسرائيلي ينصب بدرجة أولى نحو الابتعاد عن خوض حرب شاملة لأسباب تتعلق عديدة، لكن قد تتجه نحو الجبهة الإيرانية أو اللبنانية، كونها تنظر إلى الجبهات الأخرى بأقل خطورة على أمنها.

ويشدد على أن الاحتلال رغم خشيته من الحرب الشاملة، يعتبرها من أسوأ السيناريوهات المستقبلة، فمن غير المستبعد شنه هجوم واسع على أكثر من جبه في نفس الوقت، خاصة الجبهتين اللبنانية والإيرانية، مع فرضية استخدام أسلحة نوعية وغير تقليدية حال لجأ للأمر، تفادياً للرد الكبير الذي قد يطاله، حال لم يدمر البنية العسكرية الاستراتيجية للجبهتين.

ماذا بعد حرب الوزير وابن الغفير؟

بقلم -فتحي صبّاح:

توقف هدير محركات الطائرات الإسرائيلية النفاثة، وآلات القتل المجاني، وأصوات الانفجارات المدمرة المرعبة، وأصوات الصواريخ الفلسطينية.
وبقيت المسيّرات طائرات الاستطلاع، أو ما يُطلق عليها الفلسطينيون “الزنّانة” تزن في أذاننا.
وأصبحنا اليوم نلعق جراحنا ونترحم على من سبقونا، ونحصي خسائرنا، وننتظر المعركة المقبلة، أو العدوان القادم.
لسنا بخير، ولن نكون، يوما، بخير طالما بقي الاحتلال جاثما على صدورنا وفوق أرضنا، ويشن علينا حروبه وقتما شاء، وكيفما شاء.
خمسة ايام من العدوان والكابوس انتهت عند العاشرة من ليل السبت الأحد باتفاق وقف إطلاق النار برعاية مصرية قطرية أممية.
انتهاء هذه الجولة لا يعني انتهاء العدوان الإسرائيلي.
فحكام إسرائيل لم يفهموا بعد، ولم يقتنعوا بعد أنه لن يكون بإمكانهم تحقيق ما تمناه رئيس الحكومة الأسبق اسحق رابين بأن “يبتلع البحر غزة” ليرتاح، وترتاح إسرائيل، تماما مثلما اقتنع معظم الفلسطينيين بأنه لا يمكن إلقاء “اليهود في البحر لتأكلهم الأسماك”.
لا تريد النخبة السياسية الإسرائيلية أن تقتنع بأنه ليس بإمكان دولتهم النووية وجيشها الأقوى في المنطقة القضاء على الشعب الفلسطيني، وفصائله، ولا حتى فصيل واحد، تسعى للقضاء عليه منذ سنوات عدة من دون جدوى.
هذا صراع دموي سيطول كثيرا، وسيكلف الفلسطينيين والإسرائيليين الكثير من الأرواح والممتلكات والأموال والوقت، لأنه، ببساطة لا يوجد في إسرائيل كلها قائد أو زعيم مقتنع، ولديه الجرأة، بأن يقول إن إبادة الشعب الفلسطيني مستحيلة، ومستحيل انهاء كفاحه من أجل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.
حرب خامسة أو سادسة على غزة، وضعت أوزارها ليلاً، سعى من خلالها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومعه سموترتش وبن غفير، وكل عسكري ووزير، لوضع حد لإطلاق الصواريخ من القطاع الساحلي الضيق الواقع بكيلومتراته الثلاثمئة واثنين وستين، وسكانه المليونين، تحت عدسات كاميرات الطائرات والزنّانات وأقمار التجسس الاصطناعية “أفق”، وموت تقذفه فوقه، فوق رؤوسهم، طائرات الجحيم.
فهل نجح الملك نتنياهو ومعه الوزير وابن الغفير؟
الاجابة قطعا لا كبيرة جداً.
فصواريخ هذه الحركة الصغيرة نسبياً، الأقل قدرة عدة وعتاداً ومقاتلين من شقيقتها الكبرى، جاهزة للانطلاق الأن وليس غداً.
بل أكثر من ذلك، لو شن نتنياهو وابن الغفير ألف حرب على غزة والضفة الغربية، فلن يقتلع الشعب الفلسطيني ولن يثنيه عن مواصلة القتال والكفاح.
ولن يحققوا مبتغاهم بإسكات الصواريخ والمدافع إلا بتحقيق السلام من خلال اقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافيا عاصمتها القدس، وتفكيك المستوطنات، وعودة اللاجئين إلى ديارهم استناداً إلى مبدأ حل الدولتين.
وفي حال استمر العناد ورفض إسرائيل خيار حل الدولتين، سيكونون مرغمين، بعد عشر سنوات أو عشرين، على قبول حل الدولة الديموقراطية الواحدة على كل أرض فلسطين التاريخية.
فربما تحالف الوزير وابن الغفير يواجه، للمرة الأولى، منذ قيام الدولة العبرية، خطرين جوهريين استراتيجيين، الخطر الديموغرافي، والخطر الإقليمي.
الخطر الأول يتمثل في تساوي أعداد الفلسطينيين واليهود على أرض فلسطين التاريخية، الأن، بسبعة ملايين لكل منهما، من بينهم خمسة ملايين ويزيد قليلا في غزة والضفة والقدس، ومليونان خلف الخط الأخضر.
سيصبح عدد سكان قطاع غزة ثلاثة ملايين عام 2030، وخمسة ملايين عام 2050، استناداً إلى متوسط المواليد والوفيات.
وسيصبح عدد الفلسطينيين في مدينة القدس عام 2050 أكثر من عدد اليهود، وبإمكانهم، حينها، الفوز في انتخابات بلدية القدس، التي يقاطعونها ولا يشاركون فيها منذ احتلالها عام 1967.
فكيف ستتصرف الدولة النووية تجاه هذه القنبلة السكانية “النووية”؟
أما الخطر الاستراتيجي الإقليمي، فيتمثل في تطور القوة العسكرية والبشرية لمحور ممتد من فلسطين إلى لبنان وسورية والعراق، وحتى الأردن، التي يمثل اللاجئون الفلسطيني ثلثي عدد سكانها.
فكيف ستتصرف إسرائيل النووية مع إيران النووية مستقبلا، أو مع محور يستعد منذ زمن بعيد لساعة قد تحين لإلحاق هزيمة ساحقة بها؟
إنه السلام لا محالة.
من دون سلام شامل قائم على الانسحاب من كل الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، قد يكون مستقبل الدولة العبرية مجهولاً أو حتى مظلماً.

اقرأ أيضاً: خمسة أيام من الحرب على غزة …ماذا حقق نتنياهو؟

انقلاب الصورة بين الضفة والقطاع!.. بقلم: د. عبد المجيد سويلم

أقلام _ مصدر الإخبارية

ما زال البعض وحتى الآن يراهن على أن تكون «غزّة» هي البؤرة الصلبة في مواجهة إسرائيل، حتى وإن تقلّصت كثيراً أو قليلاً فُرص الصِّدام من حروب أو معارك جدّية.

صحيح أن الشكوك بدأت تتسرّب إلى هذا البعض، أثناء وبعد الحرب التي شنّتها إسرائيل على «الجهاد الإسلامي»، وتعزّزت هذه الشكوك كثيراً بعد الهجمات الإسرائيلية على مدار كامل الفترة التي تلت تلك الحرب، والتي تميّزت بالاغتيالات المتتالية لقيادات وكوادر ميدانية من أعلى المراتب والمستويات، إضافةً إلى انفلات المستوطنين وانفلات الاستيطان مع مجيء حكومة التطرف العنصري، وصحيح أن استباحة المسجد الأقصى قد تجاوزت كل الحدود وكل الخطوط الحمراء.. إلّا أن بؤرة «المقاومة الصلبة» لم تُحرّك ساكناً، ولا حتى بعد «مجزرة جنين» الأخيرة، واقتصر «الردّ المُزلزل» على إطلاق مقذوفتين يتيمتين على أراض مفتوحة.

السلطة التي تقيمها حركة حماس في القطاع تحوّلت إلى الهدف الاستراتيجي الوحيد الذي يمكن «البؤرة الصلبة» أن تدافع عنه، وأما كل ما دونها فهو مجرّد كلام عابر لا يتغيّر فيه سوى موقع الجمل من بعضها البعض.

ــ على سبيل المثال، وليس على سبيل الحصر ــ تتراجع الجُمل التي تتعلّق بـ»الردّ المُزلزل» حسب سخونة الأحداث في الضفة، وحسب حساسيتها «الشعبية»، وتختفي بالكامل عندما يتعلق الأمر «بحفنةٍ» من الاغتيالات، وخصوصاً إذا كانت هذه الاغتيالات من خارج إطار «المحور والنواة».

أما: «لن تقف المقاومة مكتوفة الأيدي» فتتوسط الخطاب أحياناً، ويتم الاختتام بها في أحيان أخرى، حسب وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى، وعدد ونوعية المقتحمين!

وتستعيض «البؤرة الصلبة»، وأحياناً كامل المحور، عن غياب «البؤرة والمحور» ببرامج تلفزيونية على شاكلة «ما خفي أعظم».

باختصار، اشترت إسرائيل الهدوء التام على جبهة القطاع بثمنٍ هو أقلّ بكثير من الثمن الذي خاضت من أجله (كما تقول «حماس») الحرب تلو الحرب، والمعارك التي تبعتها معارك «لإجبار» إسرائيل على الرضوخ لشروط «المقاومة».

باختصار، أيضاً، فإن «المحور والبؤرة» معاً استبدلوا، وأكملوا الاستبدال نهائياً، وإلى غير رجعة مشروع «المقاومة» بمشروع الدفاع عن سلطة الأمر الواقع في القطاع.

ومن الآن فصاعداً سيصعب على أنصار «المحور والبؤرة» الدفاع عن مشروع «المقاومة»، ومع الأيام سيجدون أنفسهم أمام حائط مسدود يفصل بصورة إسمنتية بين الحديث عن «المقاومة» وبين الدفاع المستميت عن سلطة تقايض بقاءها بشقاء أهل القطاع، وفقرهم، وبؤس واقعهم وحرمانهم من كل ما يمتّ للعيش الكريم بأي صلة، وأحياناً بالعيش فقط.

أما إذا أرادت بقايا هذا البعض من هؤلاء الأنصار تجريب حظوظهم من جديد، لعلّ وعسى أن يتم ولو بصورة جزئية تغيير هذا المشهد القاتم فما عليهم إلّا أن يتحلّوا بطول النفس والبال، وأن تكون لديهم القدرة على التحمُّل والصبر، لأن الأمر سيطول إلى آجال وآجال غير محدّدة على ما يبدو.

هذا هو الواقع من دون شعارات وخطابات، ودون تنميقات وزركشات، ودون ادعاءات أو أوهام وتمنّيات.

لن يتغيّر هذا الواقع، وهذه النظرة، وهذه الاستراتيجية إلّا إذا «قرّرت» إسرائيل التخلص من حُكم «حماس» ومن معها، أو إذا خرجت «الجهاد الإسلامي» على طاعة «حماس»، وإلّا إذا قرّرت «طهران» تحريك الأجواء لأسباب تتعلق «بصراعها» مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة في ملفات أخرى، وفي مناطق أخرى، أيضاً.

يُلاحظ أن «الجهاد الإسلامي» ما زالت على درجةٍ معينة من «التفاهم» مع «حماس»، لكنها لم تعد «تتفهّم» تبعات هذا التفاهم، وقد لا «يصمد» طويلاً في هذا المسار، خصوصاً أن إسرائيل تركّز جهوداً خاصة في مطاردة وملاحقة كوادر وعناصر «الجهاد» في الضفة.

أما بقدر ما يتعلق الأمر بـ»حماس» فإن «تصاريح العمل» والمِنحة القطرية، واستمرار فتح المعابر حتى ولو بصورة مقنّنة أحياناً، فتكفي وتزيد، والأمور بهذه الحدود هي «عال العال».

وبما أن إسرائيل «مُجمِعة» حتى الآن على عدم «المسّ» بسلطة «حماس» في القطاع، وما زالت الأصوات التي تنادي بتشديد الحصار على القطاع، أو بضرب ما تبقّى لدى الحركة من بُنية عسكرية هي من الأصوات الثانوية في إطار الائتلاف، وما زالت المطالبة بـ «التصدي» لـ»حماس» محسوبة إمّا على «المعارضة» أو تأتي في إطار المناكفات الداخلية بين مكوّنات الائتلاف القائم، فإن «التفاهمات» هي سيّدة الموقف، والهدنة المؤقّتة تتحول في الواقع إلى هدنة طويلة الأمد دون أي شروط أو التزامات على الجانب الإسرائيلي، في حين أنها تحولت إلى شروط والتزامات «ثابتة» مفروضة بحكم الأمر الواقع على «حماس»، وعلى بقية الفصائل المشاركة في «التفاهم» وفي «التفاهمات»، بصرف النظر عن درجة التفهُّم.

يزيد من قتامة هذا المشهد أنّ القوى «المتنفّذة» داخل «حماس»، وهي الأكثر تزمّتاً وتشدّداً حيال العلاقات الوطنية والعلاقة بالقيادة الفلسطينية لا ترى أن معركة الضفة تهمّها من قريبٍ أو بعيد، طالما أن بنيامين نتنياهو بات يركّز جهوداً خاصة لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة، وطالما أن المطالبة بـ»إسقاط» هذه السلطة تتحول يوماً بعد يومٍ إلى هدف مباشر لحكومة التطرف العنصري، باعتبار أن هذه السلطة ترمز إلى الكيانية الوطنية، وما زالت تحتفظ بشرعية المنظمة، وهي ماضية في التوجّه إلى مؤسسات القانون الدولي، وما زال العالم يعترف بها، بل وما زالت الولايات المتحدة نفسها تمتنع عن مجاراة هذه الحكومة في استهدافها، وبالرغم من استمرار السلطة بالمراوحة على نفس النهج إيّاه.

هذا الجناح، وهو الجناح المتنفّذ في قطاع غزة ، بات يرى أن الحفاظ على سلطة «حماس» في القطاع أصبح «ضرورياً» لمرحلة «ما بعد الرئيس عباس»، ولمرحلة «ما بعد إنهاك السلطة في الضفة»، ولمرحلة المعازل والولايات والمقاطعات، ولمرحلة «الفوضى» العارمة التي تعمل على تغذيتها لإنهاء الحالة الوطنية كلّها وتسيّد المشهد الفلسطيني كلّه.

انقلبت الصورة في الواقع الفلسطيني.

السلطة لم ترضخ للشروط الأميركية والإسرائيلية حول التوجّه لمؤسسات القانون الدولي، ولا إلى مخصّصات الشهداء والأسرى والجرحى، وتواجه حروباً اقتصادية تشنّها حكومة نتنياهو، وصحيح أن وقف «التنسيق الأمني» ربما «يصمد» لشهور عدة على الأقل، إلّا أن استهداف السلطة من قبل حكومة نتنياهو لن يتراجع إلّا بخضوع السلطة بالكامل، وهو أمر يبدو بعيداً عن دائرة المتوقع والمنتظر، ما يعني أن حالة التقويض والإنهاك ستستمر، وتتصاعد، وربما يتحول انهيارها إلى أمر حتمي عند درجة معيّنة من تطور الأحداث.

ليس أمام السلطة إلّا الدفاع عن نفسها، وليس أمامها أيّ مُتّسع للخضوع لأن بقاءها مع حالة الخضوع هو أكبر بكثير من السقوط نفسه.

فهل تدرك الفصائل التي تسير وراء «حماس» ما وصلت إليه الأمور، وهل تدرك «حماس» الدور الذي يُرسم لها، وهل تدرك السلطة الأخطار التي تتهدّدها؟ إذا كان الجواب: «لا» فالمصيبة أصغرُ، أما إذا كان الجواب: «نعم» فالمصيبة أكبرُ!

محللون لمصدر: حدث واحد يكفي لاندلاع حرب جديدة بين الاحتلال وغزة

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يتزايد الحديث في الشارع الفلسطيني عن فرص اندلاع حرب جديدة بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي مع انتهاء مونديال قطر ومنح حكومة الاحتلال الجديدة صلاحيات واسعة للمتطرفين دينياً الذين لا يفوتون فرصة أمام تمرير مخططاتهم تجاه المقدسات الإسلامية في المسجد الأقصى وأهالي الشيخ جراح والنقب المحتل وفرض وقائع جديدة على الأرض من شأنها تفجير الأوضاع في كافة المناطق الفلسطينية.

وأجمع محللون سياسيون فلسطينيون على أن “حدث واحد متفجر” في الضفة الغربية أو الداخل المحتل عام 1948 أو جبهة غزة كفيل باندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل.

مؤشرات إسرائيلية

وقال المحلل السياسي د.هاني العقاد إن” كل المؤشرات الواردة من الجانب الإسرائيلي والاتفاقات الخاصة بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة تدلل على منع صلاحيات واسعة للوزراء المتطرفين وفي مقدمتهم إيتمار بن غفير الذي لم يكن راضياً على أدراء سلفه باستخدام القنابل الصوتية لتفريق المرابطين في الأقصى، في إشارة إلا أنه يريد استخدام الرصاص ضدهم وفقاً لوثيقة سرية سربت ونوقشت في الكنيست مؤخراً وهذا من شأنه تغيير جميع المعادلات وتجاوز الحدود الحمراء وتصعيد الأوضاع لمواجهة جديدة”.

وأضاف العقاد في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” منح حقيبة الأمن والشرطة لبن غفير يمنح القدرة على تغيير أوامر إطلاق النار ضد الفلسطينيين ما يعطينا مؤشراً على أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة وخطيرة على صعيد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي”.

وأشار العقاد إلى أن” الحديث عن ضغوط من قطر لمنع تصعيد الأوضاع بين غزة وإسرائيل فرجح أن لا هناك علاقة للمونديال بالمواجهة، لأن الاحتلال لو أراد فعل شيء فلا ينتظر أحد”.

إطفاء ثورة الضفة بضرب غزة

ورأى “أن الخوف حالياً من توجه الاحتلال لإطفاء الثورة في الضفة من خلال ضرب قطاع غزة”. لافتاً إلى أن” نشوب حرب ساخنة مع غزة سيطفئ الثورة الحالية في الضفة كون الأخيرة ستقتصر فعاليتها على أحداث رمزية تنتهي سريعاً”.

وتابع العقاد ” أن الضفة لا يمكنها الدخول بمواجهة طويلة مع الاحتلال كقطاع غزة حال كانت المواجهة ساخنة بين فصائل المقاومة في القطاع وإسرائيل”.

وأكد أن ما يدلل على أن القادم أسوأ، قدوم ثلاثي بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير وبتسلإيل سموتريش، على رأس الحكومة الإسرائيلية الجديدة وحديث نتنياهو أن السلام مع الفلسطينيين لن يتجاوز أكثر من اعطاءهم حكم ذاتي بصلاحيات محدودة” أي أن الفلسطينيين يفكرون بدولة كاملة فلن يتم منحهم ذلك”.

وشدد على أن “الفلسطينيين مضطرين إما للقبول بطرح نتنياهو أو الاستمرار بالمقاومة”. مبيناً أنهم “سيختارون الاستمرار بمقاومتهم حتى نيل ما يريدون”.

ونوه إلى أن” أوضاع الضفة تنذر بتفجر دوامة دم جديدة قد تطال كافة الأراضي الفلسطينية”. مرجحاً أن “بن غفير يتجه أيضاً نحو تفعيل جبهة المواجهة في النقب من خلال تهجير أهله وجمعهم في ثلاث قرى ما سيفجر معركة قد تكون مسلحة وفق التوقعات في ظل الحديث المستمر عن ضبط شحنات أسلحة خلال عمليات تهريبها إلى هناك”.

ولفت العقاد إلى أن” قطاع غزة لن يكون بعيداً عن خط النار، وكالمعتاد يمكن أن تبدأ بالداخل المحتل أو بالضفة، وستنتهي بالقطاع”.

ورجح العقاد أن “يكون الحدث المفجر لأي مواجهة شاملة مع غزة سيكون من الضفة والقدس”.

الاحتلال يتحكم بوقت المواجهة

بدوره قال المحلل السياسي حسن عبدو “إن كل الافتراضات بشأن الحرب بين غزة وإسرائيل قائمة، ومن يتحكم باندلاع المواجهة من عدمها الاحتلال الإسرائيلي”.

وأضاف عبدو في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” الاحتلال عمد على تخفيض الصراع على جبهة غزة بهدف اتاحة الفرصة للعمل بحرية أكبر في الضفة الغربية لكن ذلك لا يعني أن الفصائل بغزة لم تنتبه للأمر ويمكن أن تبقى صامتة”.

وأشار إلى أن “الفرصة الآن ما بين الاتجاه للتصعيد وعدمه لكن حدث كبير يرتكبه الاحتلال في الضفة أو القدس يمكن قلب الطاولة ويؤدي للاتجاه للتصعيد”.

وبين أن” توجه من الحكومة الإسرائيلية نحو شن عملية بغزة قبل إطفاء نيران الضفة قد يؤدي لمواجهة جديدة لا يحمد عقباها”.

حدث كبير من غزة

ورأى أن” غزة يمكن أن تستبق الأحداث وتقوم بحدث كبير قد يشعل نيران المواجهة”. مؤكداً أن “طبيعة المواجهة ودائرة النار بين الفصائل والاحتلال يحددها مستوى العدوان الإسرائيلي على القطاع”.

من جهته قال المحلل السياسي مصطفى الصواف إن “كل المؤشرات الصادرة من الاحتلال تؤكد توجهه لمواجهة جديدة مع غزة”.

وأضاف الصواف في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية أن” ما يحدث في الضفة والقدس والداخل المحتل يعطى مؤشر واضح على مواجهة قريبة كون الفصائل الوطنية تنظر لجميع المناطق الفلسطينية كوحدة واحدة وتتعامل وفق ذلك”.

وأشار إلى أن” الأوضاع بالأساس متفجرة في الأراضي الفلسطينية وجزء بسيط من الأحداث قد يشعل المواجهة مجدداً”.

تحذيرات حماس مؤشر على قرب المواجهة

وأكد على أن” حساسية الأوضاع حالياً دللت عليها تحذيرات حركة حماس الأخيرة بالتهديد بأن ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل قد يغلق نهائياً، وانقلاب الأوضاع على رأس الاحتلال حال خاص مغامرة غير محسوبة ضد غزة”.

وشدد  الصواف على أن” غزة ستقف بصلابة أمام أي تصعيد إسرائيلي ضدها وسيكون له ما بعده وفق لتعبيره”.

يذكر أن صحيفة واشنطن إكزامنير الأمريكية قالت في تقرير لها اليوم السبت 17 من كانون الأول (ديسمبر) بأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول إعادة إرساء الردع في غزة من خلال استهداف حركة حماس.

Exit mobile version