هل تشهد الأيام المقبلة تهدئة “طويلة الأمد” بين حماس و”إسرائيل”؟

بيروتمصدر الإخبارية

كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية صباح الجمعة، عن تجدّد الاتصالات المصرية والأممية والقطرية مع حركة “حماس” لضمان حالة الهدوء في قطاع غزة وصولاً إلى “تهدئة بعيدة الأمد”.

يأتي ذلك في وقت تواصلت فيه حالة الاستنفار لدى المقاومة الفلسطينية خشية تصعيد إسرائيلي، خصوصاً في ظلّ استمرار التحليق المكثف لجميع أنواع طائرات الاستطلاع في مختلف مناطق القطاع.

ويكشف مصدر في “حماس” للصحيفة  أنه تجدّدت خلال اليومين الماضيين الاتصالات، ولا سيما مع المخابرات المصرية، فيما يُتوقع وصول المنسّق الخاص للأمم المتحدة لـ”عملية السلام” في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، للقاء قيادة “حماس”، استكمالاً لمباحثات التهدئة، ولبحث “إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة طويل مع إنهاء عدد من الملفات، أبرزها رفع الحصار وإنهاء ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى”، بعد أيام من لقاء ملادينوف وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت، في تل أبيب.

وبحسب ما أوردت الصحيفة، أنه وعلى ما يبدو أن المستوى العسكري في “إسرائيل” يريد تهدئةً بعد تأييد بينيت لها، لكنه يشترط لتقديم تسهيلات اقتصادية ألّا يكون مصدرها أموالاً إسرائيلية، وأن تُعزَّز “قوة الردع بالردّ على أيّ اعتداء ينطلق من القطاع”، وفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت.

تسهيلات مقابل تهدئة طويلة الأمد

وكانت هيئة الأركان العامة في الجيش أيّدت قبل أيام “منح تسهيلات واسعة النطاق لغزة مقابل ضمان الهدوء”، في حين يبدي “جهاز الأمن العام” (الشاباك) بعض التحفّظات، فضلاً عن وجود خلاف حول السماح للعمال الغزّيين بالدخول إلى الأراضي المحتلة.

وبالتوازي مع الأنباء “الإسرائيلية” عن التسهيلات، أعلنت “الهيئة العليا لمسيرات العودة” إلغاء المسيرات للمرة الثالثة على التوالي، مُرجِعةً ذلك إلى “الظروف الأمنية الخطيرة جداً، في ضوء تهديدات (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بشنّ عدوان شامل جديد على غزة، لحماية نفسه من الملاحقة بتهم الفساد، عبر الإيغال في دماء الأبرياء من المشاركين في مسيرات العودة خاصة”.

وعلى رغم التفاؤل الإسرائيلي باتفاق طويل الأمد، بعد تنفيذ تحسينات، منها إدخال المستشفى الأميركي الميداني، وتوفير المكونات الأولى لمحطة تحلية مياه بتمويل تركي، وتثبيت خطّ كهرباء جديد، إلا أن الفصائل الفلسطينية لا تزال تعيش حالة طوارئ، في ظلّ وجود احتمال أن يكون حديث التهدئة الطويلة غطاءً لـ”تورية مساعي توجيه ضربة عسكرية كبيرة”.

وفي هذا السياق، يأتي تنفيذ الجناح العسكري لـ”حماس، كتائب القسام”، مناورة ميدانية داخل عدد من مناطق القطاع، على رغم التحليق المكثف لجميع أنواع الطائرات المسيّرة في سمائه. مناورات يبدو أن الهدف منها اختبار الاستعداد لإمكانية تنفيذ الاحتلال عمليات أمنية كالاغتيالات، أو محاولة الوصول إلى الجنود الأسرى في يد “حماس”.

هذا ما ستفعله حركة الجهاد في حال أخلت “إسرائيل” بشروط التهدئة

بيروتمصدر الإخبارية

قالت مصادر فلسطينية، إن حركة الجهاد الإسلامي أبلغت المسؤولين المصريين أنها ستعود مباشرة إلى ضرب مدن المركز في الأراضي المحتلة، إذا أخلّ الاحتلال الإسرائيلي بالشروط التي تم الاتفاق عليها لوقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية في عددها الصادر اليوم الجمعة، عن مصدر في الجهاد قوله، إن التهدئة أُبرمت بعد تواصل المصريين مع قيادة الحركة وإبلاغهم إياها بموافقة الاحتلال كلّياً على الشروط التي وضعتها، وتحدّث عنها علناً الأمين العام لـ “الجهاد”، زياد النخالة، أول من أمس، مشدداً في الوقت نفسه على أن “الجهاد ترى سلاحها هو الضامن الأساسي لالتزام الاحتلال بهذه الشروط لا نيات العدو”.

وأكد أن “الذراع العسكري للحركة، “سرايا القدس”، ملتزم تماماً بأوامر قيادته في هذا الصدد، ومع ذلك، بدا واضحاً أن لا ثقة ل “الجهاد” بنتائج الوساطة المصرية، خاصة أن القاهرة لها تاريخ في العجز عن إلزام تل أبيب بالكثير من التفاهمات منذ الحرب الأخيرة عام 2014، ومن بعدها 12 جولة قتالية خلال العامين الماضيين” وفق قوله.

وتقول أوساط قريبة من الحركة إن الأخيرة تعرّضت لـ “غدر” من السلطات المصرية، التي كانت أعطت ضمانات لقيادتها أثناء زيارتها للقاهرة قبل نحو أسبوعين بـ “عدم مساس إسرائيل بقيادة الجهاد التي يجري التحريض عليها في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وخاصة الشهيد بهاء أبو العطا “، وهو ما يفسّر اعتذار النخالة عن الذهاب إلى القاهرة، على رغم تلقّيه دعوة عاجلة من المخابرات المصرية، مع أنه قال خلال لقاء تلفزيوني إنه لم يذهب لأن شروط الحركة وصلت المصريين و”يمكن عقد الاتفاق عبر الهاتف”، بحسب الصحيفة.

الاحتلال يخرق التهدئة ويقصف أهدافاً في رفح جنوب القطاع

غزةمصدر الإخبارية

قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، أهدافاً للمقاومة الفلسطينية بمدينتي رفح وخانيونس جنوبي قطاع غزة.

وأقدمت طائرات الاحتلال على قصف موقعين لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في محافظتي رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة.

وفي التفاصيل، فقد قصفت طائرات الاحتلال، موقع حطين بمدينة رفح، بصاروخ استطلاع وتبعه ثلاثة صواريخ من طائرات حربية، فيما قصفت الطائرات موقع مهاجر الواقع في محافظة خانيونس، بصاروخ استطلاع، تبعه أربعة صواريخ من الطائرات الحربية، بحسب اذاعة (صوت القدس).

إلى ذلك، قصفت طائرات الاحتلال الاسرائيلي، موقع أبو عطايا، التابع لألوية الناصر صلاح الدين، في الحي السعودي بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، بصاروخ واحد على الأقل، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، باستثناء أضرار وقعت بمنازل المواطنين.

هذا وأعلن جيش الاحتلال أن طائراته بدأت بقصف مواقع لحركة الجهاد الإسلامي، زاعماً أن ذلك رداً على إطلاق الصواريخ تجاه بلدات غلاف غزة.

وشهد قطاع غزة، في الآونة الأخيرة، جولة عسكرية، استمرت على مدار ثلاثة أيام، بدأت منذ فجر الثلاثاء، عندما اغتالت طائرات الاحتلال، بهاء أبو العطا، القيادي البارز في سرايا القدس، وزوجته في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

رد المقاومة الفلسطينية

وردت المقاومة الفلسطينية، بقصفها بعشرات القذائف الصاروخية، لمستوطنات غلاف غزة، أسفرت عن عدة إصابات بين المستوطنين.

يشار إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية، قد أعلنت أن عدد الشهداء نتيجة القصف الاسرائيلي خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وصل إلى 34 شهيدا في مختلف محافظات قطاع غزة.

من ناحيته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي: “أغارت مقاتلات حربية وطائرات أخرى على سلسة أهداف تابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة ومن بينها تم استهداف مجمع عسكري تم استخدامه كموقع لإنتاج مواد لتصنيع القذائف الصاروخية”.

وأضاف جيش الاحتلال: “تم استهداف مقر قيادة لواء خانيونس للجهاد الإسلامي وفِي داخله عدد من المكاتب التابعة لقادة في المنظمة، وينظر الجيش بخطورة بالغة إلى خرق وقف إطلاق النار المتمثل في اطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل ويبقى في حالة جاهزية كبيرة حيث سيواصل العمل وفق الحاجة ضد المحاولات للمساس بمواطني إسرائيل”.

 

Exit mobile version