توقيع الاتفاق البحري اللبناني الإسرائيلي ليس نهاية المطاف

أقلام – مصدر الإخبارية

توقيع الاتفاق البحري اللبناني الإسرائيلي ليس نهاية المطاف، بقلم المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

بعد التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين دولة الاحتلال ولبنان، وما قيل عن الكثير من المآخذ والتحفظات لديهما بشأنه، لكن من الواضح أن الضغوط الأمريكية لعبت الدور الأساسي في إبرام الاتفاق، وتوقيعه نهاية الأسبوع الماضي.

ليس سرّا أن رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد وفريقه بذلوا جهودا مضنية لإقناع الرأي العام الإسرائيلي بأفضلية الاتفاق، حتى أنهم وصفوه بالاتفاق “التاريخي”، وصولا لتجنيد رؤساء الأجهزة الأمنية للإشادة به، لكن مرور الأيام الأخيرة كشف عما يمكن عدّه جملة من الإشكالات التي أحاطت بالاتفاق على الصعيدين: الإسرائيلي واللبناني، لكونه سيترك تبعات بعيدة المدى، ولا سيما من الناحية الأمنية عليهما، ولعل ذلك ما دفع لابيد للقفز عن بعض الجوانب القانونية التي تلزم لإقرار الاتفاق، سواء مصادقة الكنيست أو إجراء استفتاء عام.

صحيح أن الاتفاق بين بيروت و(تل أبيب) تم بوساطة طرف ثالث، وهو الولايات المتحدة، ولم يكن هناك اتصال مباشر بينهما، لكن من الواضح أن أي نزاع مستقبلي في هذه المسألة بالذات، أقصد الحدود البحرية، ثم استخراج الغاز، سيتم الحديث بشأنها في محادثات الطرفين مع الوسيط، دون أن يمنع ذلك التقاءهما مباشرة، ولو على صعيد الخبراء الفنيين، ما قد يزيل مع مرور الوقت حالة العداء، وإن كانت تدريجية، أو على الأقل سُمعت أصوات رافضة لذلك في بيروت.

رغم أننا أمام اتفاق لترسيم حدود تصفها دولة الاحتلال بأنها “سيادية”، لكن كان غريبا ألا يمر الاتفاق بمصادقة الكنيست، أو التصويت عليه، ما دفع خصوم لابيد لاتهامه بتجاهل قانون الاستفتاء الأساسي الذي ينص على أن أي اتفاق سياسي يتضمن “التنازل” عن مناطق يجب أن تتم الموافقة عليه بأغلبية ثمانين عضوًا في الكنيست، أو في استفتاء عام.

هذا يعني عدم الاكتفاء بالموافقة على مثل هذا الاتفاق في الحكومة وحدها، خاصة أن الحديث يدور عن حكومة تسيير أعمال، وقبل أيام قليلة فقط على الذهاب لصناديق الاقتراع، ما قد يفسح المجال أمام المعارضة الحالية، في حال وصلت إلى الحكم، أن تعيد إخضاعه لهذه الجوانب الدستورية.

رغم توقيع الاتفاق رسميا، فإن الخلاف ما زال قائما بين الجانبين بشأن من استطاع أن يوفر الحماية الأكبر لمصالحه الأمنية والاقتصادية، صحيح أن كل طرف من مصلحته أن يعلن ذلك في أوساطه الداخلية لزوم الرد على المزايدات الناشبة من جهة المعارضة، خاصة في الحالة الإسرائيلية عشية الانتخابات، لكن من الواضح أن الطرفين تحسّبا لإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية لا يريدانها، ما دفعها لإبرام الاتفاق، ولسان حالهما يقول: كان في الإمكان أفضل مما كان!

أقرأ أيضًا: بقلم/ عدنان أبو عامر.. حكومة الاحتلال تصل الى خط اللارجعة

محكمة الاحتلال العليا ترد التماساً ضد المصادقة على اتفاق الحدود البحرية

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية 

رفضت محكمة الاحتلال الإسرائيلي العليا، اليوم الأربعاء، الالتماسات التي طالبت بوقف إجراءات مصادقة حكومة الاحتلال على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

ومن المقرر أن يناقش اليوم مجلس وزراء الاحتلال المصغر للشؤون السياسية والأمنية “كابينت” الاتفاق وبعد ذلك التصويت عليه في اجتماع للحكومة.

وجاء في رد النيابة العامة باسم حكومة الاحتلال، على الالتماسات أن قرار الحكومة بخصوص اتفاق الحدود البحرية “ليس نهاية المطاف، وإنما تحريك عملية مصادقة على الاتفاق، وفي جميع الأحوال، يتوقع أن تطالب الحكومة بالتطرق مرة أخرى للاتفاق لاحقا”.

وأضافت النيابة الإسرائيلية أن “اجتماعي الكابينيت والحكومة المتوقعان اليوم، وكذلك القرار الذي ستتخذه الحكومة الاسرائيلية في نهاية المداولات، لا يعنيان المصادقة على الاتفاق أو نشوء وضع ليس بالإمكان تغييره، ولذلك من الواضح أنه لا مكان لأي تدخل قضائي الآن”.

وسينقل الاتفاق إلى الكنيست، عند الساعة السادسة من مساء اليوم، لمدة أسبوعين، ولن تصوت الهيئة العامة للكنيست عليه. وبعد ذلك يتوقع إعادة الاتفاق إلى الحكومة للتصويت عليه مرة أخرى من أجل المصادقة عليه نهائيا.

وجاء في رد النيابة أن اجتماع الحكومة بعد أسبوعين سيتطرق إلى ملاحظات أعضاء الكنيست بعد اطلاعهم على الاتفاق، “وفقط بعد ذلك ستقرر الحكومة إذا كانت ستصادق على الاتفاق”.

وأضافت أنه في حال تقرر طرح الاتفاق على الكنيست للتصويت عليه، فإن ذلك سيتم قبل طرح الاتفاق للمصادقة عليه نهائيا من جانب الحكومة الاسرائيلية”.

اقرأ/ي أيضاً: بعد اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان.. بايدن مهنئاً لابيد: أنت تصنع التاريخ

 

بعد اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان.. بايدن مهنئاً لابيد: أنت تصنع التاريخ

وكالات – مصدر الإخبارية 

هنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، بالتوصل لاتفاق مع لبنان حول الحدود البحرية.

وقال حساب لابيد في “فيسبوك”: “تحدث رئيس الوزراء يائير لابيد قبل قليل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي هنأه على الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية في ختام عشر سنوات من المحاولات”.

ونقل الحساب عن بايدن قوله للابيد: “أنت تصنع التاريخ”.

وشكر بايدن جميع أعضاء الفريق المفاوض الإسرائيلي الذين شاركوا في الاتصالات وعبروا عن ثقتهم فيها.

وأكد بايدن التزامه بأمن “إسرائيل” وبالاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن قدرة الطرفين على العمل معا من أجل التوصل إلى اتفاق تشكل دليلا على العلاقة القوية وغير القابلة للكسر بينهما شخصيا، وبين “إسرائيل” والولايات المتحدة.

وقال الحساب: “بحث الزعيمان أهمية الاتفاق الذي سيضمن أمن إسرائيل على حدودها الشمالية، وسيعزز الاقتصادين الإسرائيلي واللبناني، وفق حساب رئيس الوزراء”.

وأعرب لابيد عن شكره لبايدن على زعامته وعلى الوساطة الأمريكية في المفاوضات مع لبنان.

وأعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، التوصل إلى “اتفاق تاريخي” لترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

وصرح رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد في بيان له: “هذا إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية”، مؤكدا أن “مشروع الاتفاقية يلبي جميع المبادئ الأمنية والاقتصادية التي وضعتها إسرائيل”.

في حين من المقرر أن يعقد لابيد جلسة مجلس الوزراء الأمني غداً، يليه اجتماع خاص للحكومة، يعرض فيه الاتفاق على الحكومة للمصادقة عليه قبل عرضه على الكنيست.

وفي وقت سابق من اليوم أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا، اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي راض عن المسودة النهائية لاتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

وقال حولاتا في بيان “جميع مطالبنا تمت تلبيتها، والتغييرات التي طلبناها تم تعديلها، وحافظنا على مصالح إسرائيل الأمنية ونحن في طريقنا إلى اتفاق تاريخي”.

وحظيت مسودة الاتفاق، التي لم يتم الإعلان عن تفاصيلها، بترحيب مبدئي من جانب حكومة الاحتلال الإسرائيلي ولبنان.

وفي وقت سابق، أشار مسؤول إسرائيلي أنه جرى إخطار رئيس الوزراء يائير لابيد “بتفاصيل التغييرات الجوهرية التي يطلب لبنان إدخالها على الاتفاق، ووجَّه فريق التفاوض لرفضها”.

في حين عبر لبنان عن خشيته من أن أي إجراء قد يعني ضمنًا القبول رسميًّا بحدود برية مشتركة.

اقرأ/ي أيضاً: رسمياً: التوصل لاتفاق تاريخي حول الحدود البحرية بين “إسرائيل” ولبنان

جنرال إسرائيلي: حزب الله أخضع إسرائيل بعد اتفاق ترسيم الحدود النهائي

وكالات – مصدر الإخبارية

هاجم الجنرال واللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي أمير أفيفي ما تم التوصل إليه مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، واعتبر أن “حزب الله” أخضع “إسرائيل” وجعلها تجثو على ركبتيها.

وأشار في حديثه إلى أن حزب الله بذلك يهدد الاحتلال، وقال “نشهد سابقة خطيرة هنا يهددنا فيها حزب الله، ونحن في المقابل نتراجع إزاء مواقف لبنان بسرعة بالغة قبل الانتخابات”.

واعتبر أفيفي أن التوصل إلى اتفاق الترسيم مجرد هدوء مؤقت لا يعني شيئاً عن استراتيجية طويلة الأمد حسب رأيه.

يأتي هجوم أفيفي بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في وقت سابق اليوم التوصل إلى اتفاق وصفه بـ”التاريخي” مع لبنان، والذي بين فيه أن الاتفاق سيعزز أمن “إسرائيل”، ويضخ المليارات في اقتصادها، ويضمن استقرار حدودها الشمالية.

اقرأ أيضاً: رسمياً: التوصل لاتفاق تاريخي حول الحدود البحرية بين “إسرائيل” ولبنان

ضخ الغاز عبر محطة كاريش.. قرعٌ لطبول الحرب مع لبنان أم إجراء تطبيقي لاتفاق غير مُعلن؟

خاص – مصدر الإخبارية 

أثار إعلان شركة “إنرجيان” بدء الضخ التجريبي المعاكس للغاز الإسرائيلي عبر منصة حقل “كاريش”، بعد ربطها مع منظومة الغاز الإسرائيلية، موجة من التكهنات والتوقعات حول ردود الفعل اللبنانية سيما أن هذا الإعلان يأتي في ظل الحديث عن اتفاق مبدئي حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وتل أبيب.

وأعلنت  اليوم الأحد، “إنرجيان” أنه في أعقاب مصادقة وزارة الطاقة الإسرائيلية، بدأت عملية الضخ العكسي للغاز بواسطة منظومة أنابيب تحت سطح البحر.

يأتي هذا الإجراء في أعقاب تخوفات إسرائيلية من تصعيد عسكري، بعد تهديدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأنه إذا بدأت إسرائيل باستخراج الغاز من حقل “كاريش”، قبل أن تحصل لبنان على حقوقها الاقتصادية في المنطقة المتنازع عليها في البحر المتوسط، من خلال اتفاق ترسيم حدود، فإن هذا سيعتبر تجاوزا لخط أحمر، وسيؤدي إلى رد فعل.

وللوقوف على أبعاد هذا التطور، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سامر عنبتاوي إن “هذا الأمر سيؤثر استراتيجيا على المنطقة وعلى العالم بأسره لارتباطه بإيصال الغاز إلى أوروبا وإلى روسيا من جهة، ومن جهة أخرى يشكل ضخ الغاز تحدٍ للسلطات اللبنانية وتحدٍ لحزب الله اللبناني”.

تشغيل حقل كاريش وتصعيد محتمل

وتوقع عنبتاوي في حديث خاص لمصدر الإخبارية، أن “يتبع هذا الإجراء تصعيد محتمل، سيما بعد إعلان جيش الاحتلال استعداده لأي عمل عسكري أو مواجهة عسكرية مع الجبهة الشمالية”، واستدرك قائلاً إنه: “في نفس الوقت نجد أن حزب الله قد يتردد في اتخاذ أي إجراء مضاد بسبب التهديدات الإسرائيلية التي وصلت للقول إنها “ستمحو لبنان في حال الرد””.

ورجح أن تكون “المرحلة الراهنة مرحلة متوترة للغاية، ومرحلة ضغط كبير على القرار الرسمي اللبناني، وستؤول الأمور خلال الأيام القادمة باتجاه تصعيد واضح في الموقف، قد يقود في النهاية إلى اتفاق وترسيم الحدود البحرية، وقد يقود إلى نوع من المواجهة وإن كانت محدودة في المرحلة الحالية”. حد تعبيره.

وأضاف عنبتاوي أن “حدود المواجهة في حال بدأت في لبنان ستمتد إلى مناطق مختلفة”، مؤكداً أن تهديدات حزب الله لن تكون مجرد هتافات وشعارات، ومتوقعاً أنه “سيكون هناك قصف محدود المنطقة ويمكن أن تتصاعد الأحداث”، مشيراً إلى أن “الميدان وحده من يقرر الشكل الحقيقي للحدث”.

وتابع بأن “دولة الاحتلال بكافة إجراءاتها سواء مع لبنان أو في الضفة المحتلة، من تصعيد وقتل وعمليات اغتيال وأعمال استفزازية، ستقود بكل تأكيد إلى فتح جبهات قتال مختلفة مع دولة الاحتلال، وهذا ما حذرت منه أجهزة المراقبة العسكرية لدى الاحتلال”.

أطماع ومصالح إسرائيلية

وأشار عنبتاوي إلى أن “الصراع نحو الحكم والفوز بانتخابات الكنيست بين لابيد ونتنياهو عامل أساسي في تحريك الأحداث في الميدان”.

وحول سبب الإصرار الإسرائيلي على تشغيل حقل كاريش، أوضح عنبتاوي أن “المردود الاقتصادي ضخم جداً بالنسبة لهذا الحقل وهناك أطماع إسرائيلية واضحة في هذه الحقول منذ فترة طويلة”.

وأضاف أن “هناك أبعاد استراتيجية على مستوى المنطقة خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وما آلت إليه النتائج من شح وصول الغاز إلى أوروبا، واستغلال الاحتلال لهذا الأمر من أجل ضخ الغاز عالميا”.

ووبيّن أن هذا الأمر يأتي أيضا في إطار محاولة وضع سلطات الاحتلال “إسفين” داخل لبنان بين الحكومة وحزب الله سيما في ظل الوضع السياسي والاقتصادي المتراجع جدا في البلاد ومحاولة الاحتلال استغلال الأمور لصالحه”.

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم أن تشغيل حقل كاريش والضخ العكسي للغاز الإسرائيلي، “خطوة جريئة وتحدي كبير”.

وتوقع إبراهيم، في حديث لمصدر الإخبارية، أن يكون هناك “رد لبناني من قبل حزب الله؛ إلا في حال كان إقدام إسرائيل على هذه الخطوة بعد تدخل أمريكي ونجاح المندوب الوسيط في الوصول إلى صيغة اتفاق وإن كان غير معلن”.

وأوضح أن “تشغيل خط غاز حقل كاريش يأتي في إطار الدعاية الانتخابية، وهذا الأمر يأتي بالدرجة الأولى لصالح بيني غانتس”.

ورجح إبراهيم أنه في حال عدم الوصول إلى اتفاق بين الجانبين فإنه قد يؤجل النظر في قضية ملف الغاز والحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية.

وكان وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، قد أوعز، الأسبوع الماضي، للجيش برفع حالة التأهب لمواجهة تصعيد عسكري محتمل مقابل حزب الله، بعد إعلان حكومة الاحتلال، برئاسة يائير لابيد، رفض ملاحظات لبنان على مسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية التي قدمها الوسيط الأمريكي هوكستين إلى الطرفين.

اقرأ/ي أيضاً: نصر الله مهدداً: إذا تم استخراج النفط من كاريش سنقلب الطاولة على العالم

اتفاق “هش” نهائي ومتوقع بين إسرائيل ولبنان

أقلام _ مصدر الإخبارية

هذا المقال بعنوان” اتفاق “هش” نهائي ومتوقع بين إسرائيل ولبنان” بقلم/ معتز خليل

تكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية واللبنانية والتي تتابعها صحف لندن الصادرة صباح اليوم عن مزيد من التفاصيل حول اتفاقية ترسيم الحدود الناشئة بين البلدين ، ومن واقع هذه الوسائل بات واضحا أن لبنان راضٍ بالتأكيد عن الاتفاقية الناشئة.

غير آن كثير من الأصوات السياسية تشير إلى انه يجب على لبنان أن يجعل إسرائيل توقع الاتفاق في أسرع وقت حتى الانتخابات الإسرائيلية التي قد يفوز فيها اليمين ويوقف المحادثات مع لبنان.

عموما من الواضح أن موضوع الاتفاق مع لبنان سيكون مادة للخلاف السياسي بين الحكومة الإسرائيلية الحالية وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو . ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يعتبر نفيسه حقق نجاحا سياسياً بالاتفاق في عقد تسوية مع لبنان الدولة العدو حتى لو لم يكن هناك اتفاق سلام أو تطبيع بينهما، وهذا يضمن عدم تدهور الوضع الأمني على الحدود الشمالية.

ويزداد الوضع اللبناني دقة خاصة وأن البلاد تعيش وضعاً اقتصادياً كارثياً وبحاجة ماسة لإنتاج الغاز من البحر، وحقل قانا الذي يتحول إلى ملكية لبنانية سيكون بداية لتطور اقتصادي مهم، وقد يتبعه تنقيب واكتشافات أخرى في مجال الطاقة.

وإسرائيل تنازلت في بعض النقاط ولكنها ربحت إستراتيجياً، وهناك اصوات تشير إلى انها الآن بحاجة للبدء في إنتاج الغاز من حقل “كاريش” وتعويض الغاز الروسي في العالم ، بصورة تنعكس إيجابيا عليها وعلى أوضاعها الاقتصادية.

وقد عبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى عن هذه النقطة في تصريحات إعلامية قرأتها له صباح اليوم، مشددا على الأهمية الاستراتيجية للتوصل لاتفاق مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، معربا عن سعادته بإنجاز الاتفاق لأمرين، أحدهما أنه يجعل المنطقة تتفادى حربا أكيدة، والثاني أن الدولة اللبنانية توحدت وتوصلت إلى قرار واحد، مشيرا إلى أنه عندما يكون القرار واحدا فإنه يمكن الوصول إلى ما يريده الجميع.

وقال ميقاتي إن الحديث تركز على التحديات التي يمر بها لبنان، مؤكدا أنه شرح للبطريرك ما اسماه بالاتفاق المتعلق بترسيم الحدود البحرية ورد على عدد من الاستفسارات عن بعض تفاصيل هذا الاتفاق مؤكدا على أهمية هذا الاتفاق استراتيجيا.

عموما فإن هذا الاتفاق يزداد أهمية استراتيجية خاصة مع تصاعد حدة الحرب الروسية الأوكرانية ، وهي الحرب التي أدت إلى ما يشبه الأزمة الاستراتيجية العميقة لأسعار الغاز ومختلف أنواع الطاقة.

بالإضافة إلى سعي لبنان إلى المصادقة على هذا الاتفاق والمصادقة عليه خاصة في ظل حالة العداء الإسرائيلي اللبناني المستمرة منذ عقود.

ولا يخفى على أحد ان هذا الاتفاق ان تم وخرج إلى النور فإنه يعكس رضا إيراني مهم نابع عن محاولة إيران مساعدة لبنان في هذا الوقت العصيب ، فضلا عن أن إيران تعرف تماما ان الواقع الاستراتيجي والسياسي من حولها يفرض ضرورة المصادقة على هذا الاتفاق والعمل به.

عموما يأتي هذا الاتفاق في وقت حرج ، وهو الوقت الذي يعيش فيه العالم أزمة طاقة لا تنتهي منذ اندلاع الحرب الروسية حتى الآن.

Exit mobile version