مراقبون: زلزال سورية كشف عورة الولايات المتحدة وعزّز الموقف العربي

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

ما يزال السوريون يُواجهون مصير الموت وحدهم، فقد كشف الزلزال المدمر عورة الدول المُدعية للديمقراطية وحقوق الإنسان، والتي تمعن حتى وقتنا هذا بالعقوبات المفروضة على سورية.

عقوباتٌ ترقى للجرائم ضد الإنسانية، خاصةً عقب الزلزال الذي ضرب الشمال السوري مُخلفًا عشرات القتلى والمصابين والمشردين والمفقودين، في ظل أدوات البحث البدائية عن ناجين جُدد تحت الرُكام.

يرى مختصون ومراقبون، أن استمرار فرض قانون قيصر على الجمهورية العربية السورية، امعانٌ في سياسة العقاب الجماعي المُمارس بحق المدنيين، في انتهاكٍ لحق المواطنين في الحياة والعيش الكريم.

يقول ممثل حركة الجهاد الإسلامي في سورية إسماعيل السنداوي: إن “ازدواجية المعايير التي يتبعها الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع منكوبي الزلازل في سورية وتركيا ليس وليدة اللحظة”.

زلزال سورية كشف الانحياز الأمريكي

 

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “سبق للفلسطينيين أن عانوا من انحياز الغرب للصهيونية العالمية عبر تأييد قرار تقسيم فلسطين بعد احتلالها على يد العصابات الإسرائيلية عام 48”.

وتابع: “من المستهجن ألا يهب المجتمع الدولي والدول الأجنبية لنجدة السوريين من ضحايا الزلزال المدمر الذي لم تشهده البلاد منذ قُرون”.

وأردف: “عشرات الآلاف من المواطنين باتوا ينامون في العَراء ولا يجدون مأكلًا أو مشربًا، بعدما ابتلع الزلزال منازلهم ودفء ذكرياتهم”.

واستطرد: “حينما نسمع أن الولايات المتحدة تبرعت بمبلغ 85 مليون دولار لضحايا الزلزال فينبغي معرفة أن تلك الأموال مسروقة ومنهوبة من النفط في الشمال السوري”.

وأكد على أن “الولايات المتحدة والدول الغربية لا تُلقي بالًا للأمة العربية، ناهيك عن منكوبي زلزال سورية التي كشف عورة سياسة الكيل بمكيالين للإدارة الأمريكية وحلفائها”.

 

زلزال سورية عزّز التضامن العربي

 

ولفت إلى أن “التضامن العربي المتمثل في القوافل المُسيّرة بعد الزلزال المدمر، والمساعدات القادمة من العراق، مثّلت تمردًا حقيقيًا على الحصار الأمريكي، إلى جانب القوافل القادمة من لبنان ومخيمات نهر البارد”.

ونوه إلى أن “الفلسطينيين في مخيمات الشتات سيّروا بعض القوافل لنجدة المنكوبين في شمال سورية، بما يُؤكد على التضامن العربي، معربًا عن أمله بأن يكون مقدمة لرفع الحصار الكامل عن الجمهورية العربية السورية”.

وشدد على أن “التضامن العربي يُعزز وحدة الأراضي السورية، والأيام القادمة ستحمل بشريات طيبة للشعب السوري، الذي صبر رغم العقوبات والإجراءات الأمريكية الظالمة والقاسية على مدار العشر سنوات الماضية”.

ونوه إلى أنه “بموجب قانون قيصر المفروض ظلمًا وجورًا على السوريين، بات المواطنون يُعانون من نُدرة لقمة العيش الكريمة، إلى جانب معاناته المُركبة من الحصول على السولار ومياه الشرب إلى جانب المجالات كافة”.

وأوضح أن “الحصار الأمريكي ساهم في انهيار العُملة السورية، وتفشي الفقر المُدقع بين السوريين، وانعدام الأمن الغذائي، والتدهور السريع في أوضاعهم المعيشية”.

تصريحات الإدارة الأمريكية در للرماد في العيون

 

ولفت إلى أن تصريحات “الولايات المتحدة برفع الحصار المفروض لمدة 180 يومًا، يهدف لدر الرماد في العيون، والواجب على الإدارة الأمريكية رفض حصارها مرة واحدةً وإلى الأبد”.

وبيّن أن “السوريين يُعانون من أزمة الحصول على المحروقات ما يتطلب العمل على إعادة آبار النفط في الشمال السوري لحضن الجمهورية العربية السورية لضمان حياة كريمة للسُكان”.

وشدد على أن “الشعب السوري لا يحتاج لمساعدات الولايات المتحدة، إنما يحتاج لانسحاب القوات الأمريكية وترك السوريين وحدهم ليُقرروا مصيرهم”.

ودعا إلى “ضمان تمتع الشعب السوري بخيرات بلاده المنهوبة ظلمًا وجورًا وعدوانًا عبر تهريبها لأربيل وبيعها للاحتلال الإسرائيلي بأثمانٍ بخسة”.

من جانبها قالت الكاتبة السياسية السورية ليليان معروف: “من المؤسف هرولة الدول الغربية لمساعدة منكوبي الزلزال جنوب تركيا، بينما تغفل عن ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال سورية ما يكشف عن سياسة الكيل بمكيالين تجاه الجمهورية العربية السورية”.

زلزال سورية كشف المستور

 

وأضافت خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “أن المأساة التي حلت بالسوريين شمال البلاد، كشفت عن ادعاء معظم الدول الأجنبية بأنها واحة للديمقراطية وحقوق الإنسان بعد الفاجعة التي ضربت تركيا وسورية نتيجة الزلزال”.

وتابعت: “ما نراه اليوم من تقصيرٍ واضحٍ تجاه نجدة منكوبي الزلزال في سوريا، هو نِتاج السياسة الأمريكية وهيمنتها على الدول الأجنبية وأكذوبة حقوق الانسان التي يُنادون بها وهو ما بدأ واضحًا في ظل المِحنة الحالية”.

ورأت أن “الدول التي لعبت دورًا أساسيًا في تسليح المعارضة بسورية خلال السنوات الماضية، تستطيع ارسال مساعداتها الإغاثية والتموينية لنجدة منكوبي الزلزال في الوقت الذي ترفض فيه الجماعات المسلحة أي مساعدة من الحكومة السورية لأهالي ادلب”.

وأكدت على أن “الجمهورية العربية السورية سعت بكامل طاقتها لاتخاذ إجراءات اللازمة بُعيد الكارثة التي ألمت بالبلاد وهي تُحاول جاهدةً لتلبية جميع احتياجاتهم بشكلٍ يومي، وهي تبذل جهودًا مضنية في سبيل التمكن من إيصال المساعدات لمستحقيها”.

وأشارت إلى أن “هناك فرق واضح بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية وبين المدنيين العُزل الذين كانوا ضحية للزلزال الذي ضرب شمال البلاد أي في الأماكن التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، والدولة تُحاول التوصل إلى طريقة لإدخال المساعدات إليهم رغم رفضهم المتكرر”.

ولفتت إلى أن “الدولة السورية بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية تبذل قصارى جهدها لإغاثة ضحايا الزلزال والبحث عن ناجين رغم قلة الإمكانات والعقوبات المفروضة عليها”.

واستطردت: “جاء الزلزال مستهدفًا جنوب تركيا في ظل الحديث عن سوء إدارة الحكومة في تلك البلاد لهذه الأزمة، في وقت لم تمر به بالظروف الأمنية التي مرت بها سورية منذ عشر سنوات”.

 

التعاضد المجتمعي مع الحكومة السورية

 

ونوهت إلى أن “المجتمع المدني يتعاضد مع الحكومة السورية لتقديم العطاءات والمساعدات، خاصةً في ظل المساعي المستمرة للبحث عن ناجين، ما يرسم صورةً عظيمةً من التعاون والتضامن لم يُشاهدها أحدٌ من قبل”.

وأكملت: “رغم الظروف القاسية والاستثنائية التي يمر بها أهالي محافظة ادلب، فإن الجماعات المسلحة تمنع الدولة السورية من تقديم يد العون والمساعدة لمنكوبي الزلزال النازحين”.

وقالت: إن “الجماعات المسلحة الموجودة على الأراضي السورية تُدعم خارجيًا للتنكيل بالمواطنين والمدنيين والبطش بهم، رغم محاولات المواطنين الفِرار لأحضان الدولة السورية إلا أن المسلحين يستغلون حاجتهم لذلك بشكلٍ لا إنساني”.

ولفتت إلى أنه “بحسب شهادات المواطنين فإن المسلحين يُطالبون الأهالي عند محاولتهم الفِرار من تحت سيطرتهم بمبالغ مالية بالعملة الصعبة الدولار، كما يتعمد المسلحون استهداف أي مواطن يريد الخروج عبر الممرات الإنسانية المُخصصة للمدنيين”.

جماعات مسلحة تقودها المصالح الفئوية

 

وأضافت: “الجماعات المسلحة تمنع أي فرق دولية أو مساعدات إنسانية من الدخول للمناطق المنكوبة، كما تُعرقل عمل فِرق الإنقاذ من ممارسة عملها الإنساني، في خُطوة تهدف لمنع رؤية المجتمع الدولي للحقيقة في سورية”.

وأكدت: “سنتجاوز المِحنة بالمحبة الواضحة التي أصبحت تطفو على السطح اليوم رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على الجمهورية العربية السورية والتي تستدعي إزالتها فورًا وليس بشكل وهمي كم أعلنت أمريكا منذ أيام”.

وأشارت إلى أن “سورية تفتقد للمعدات الحديثة، وتُواجه صعوبة في إدخال المواد الخام اللازمة، إلى جانب ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة الناتجة عن عقوبات قيصر، واستمرار فرضها يعني عدم التمكن من إعادة الإعمار”.

وزادت: “سورية اليوم في أمس الحاجة لعودة أبنائها من الخارج للمساهمة في اعمار البلاد، معربة عن أملها بأن يُنقل الواقع السوري لكل العالم كما هو ليرى الجميع حجم الظلم الذي يعيشه السوريون اليوم نتيجة السياسات الأمريكية”.

وبيّنت أنه “بحسب الإحصاءات العالمية فإن خمسة ملايين سوري في ثلاث محافظات لا يجدون منازلًا، مما يُعزز تداعيات قانون قيصر على المواطنين السوريين ما يتطلب العمل الجاد على إلغائه دون شروط”.

تحية لكل الأيادي البيضاء

 

وأردفت: “ما نعيشه اليوم يتطلب تكاتفًا عربيًا حقيقيًا، وأن يعلو الصوت تجاه رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية لضمان حياة كريمة للمواطنين”.

وتابعت: “نرفع الصوت عاليًا بضرورة حماية السوريين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، في ظل سعي الدولة السورية إلى إعادة الإعمار في أسرع وقت”.

وأخيرًا.. “توجهت بالتحية إلى كل الأيادي البيضاء التي قدمت مساعدات طارئة وعاجلة لسورية ابتداءً من دولة فلسطين والجزائر ولبنان ومصر والعراق والأردن والإمارات وليبيا وتونس، وجميع أحرار العالم”.

القوات الأميركية تستولي على النفط السوري مجدداً

وكالات – مصدر الإخبارية

كشفت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن سرقة دفعة جديدة من النفط السوري من قبل القوات الأميركية، وذلك من حقول الجزيرة، وأفادت بأنها نقلتها إلى قواعدها في الأراضي العراقية.

وحسب الوكالة، ذكرت مصادر محلية من ريف اليعربية في ريف الحسكة أن رتلاً للقوات الأمريكية من 88 صهريجاً معبأ بالنفط السوري المسروق خرج اليوم الجمعة من معبر المحمودية غير الشرعي، ودخل الأراضي العراقية.

ونقلت عن المصادر بأن هذا الرتل غادر الأراضي السورية على دفعات باتجاه قواعد المحتل الأمريكي في شمال العراق.

وكانت القوات الأميركية أخرجت الأسبوع الماضي أكثر من 300 صهريج محمل بالنفط عبر المعابر غير الشرعية.

اقرأ أيضاً: 29 دعوى قضائية ضد وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار

Exit mobile version