نشر موقع “نيكاي آسيا”، تقريراً عن هيمنة الصين وروسيا على البناء الضخم في مجال الطاقة النوويّة، حيث تمثل الدولتان ما يقرب من 70٪ من المفاعلات قيد الإنشاء أو التخطيط في جميع أنحاء العالم.
ويتزامن ذلك مع تعليق خطط البناء في اليابان والولايات المتحدة وأوروبا إلى حد كبير بعد كارثة عام 2011 في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية والتي أدت إلى ركود الصناعات ذات الصلة في تلك البلدان.
يُشير التقرير إلى أنّه حتى بداية العام الجاري، فإنّ 110 مفاعل نووي من الجيل الثالث قيد البناء أو التخطيط حول العالم الآن وتم تعزيز تدابير السلامة الخاصة بها بالنظر إلى حادث تشيرنوبل النووي، وأنّ الصين وروسيا مسئولتان عن تشييد 46 و30 مفاعل على التوالي، ما يمثّل 69% من إجمالي هذه المفاعلات.
ويقول التقرير إن 33 مفاعل من هذه المفاعلات تُبني خارج هذين البلدين، حيث تمتلك روسيا 19 مفاعلا منها. وعلى الرغم من المعارضة المتزايدة لروسيا من قبل أوروبا والولايات المتحدة بعد غزوها لأوكرانيا إلا أنها تحتفظ بنفوذ عالمي قوي في مجال الطاقة النووية.
وبحسب التقرير، تستخدم روسيا الطاقة النووية كورقة دبلوماسيّة لتقوية نفوذها حول العالم حيث شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عن بُعد في أبريل نيسان الماضي في حفل بمناسبة وصول الوقود النووي المطلوب لتشغيل أولى محدات المحطة النووية “أكويو” للطاقة النووية، بينما بدأت شركة “روساتوم” الروسيّة للطاقة النووية ببناء الوحدة الثالثة في محطّة الضبعة النووية في مصر خلال مايو أيار الماضي، مع الإشارة إلى أن قبول روسيا بالحصول على الوقود النووي المُستنفذ هو من بين العوامل الجذابة للتعاون معها في مجال الطاقة النووية من قِبل دولٍ مختلفة.
وأفاد التقرير إلى أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان التقى بمسؤولي من شركة “روساتوم” هذا الشهر لمناقشة خطط الشركة لبناء محطة جديدة للطاقة النووية في جنوبي البلاد. وتعارض المجر العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شركة “روساتوم” الروسية.
وتتبنى الصين نفس السياسة، وتعمل على تعميق علاقتها وتعاونها النووي مع باكستان، حيث حصلت شركات صينيّة في الشهر الماضي على رخصة تشغيليّة لتصميم الوحدة الثالثة في مفاعل كراتشي للطاقة النووية، وتعتبر مشاركة الصين في باكستان عميقة لكونها تشمل الانخراط الصيني في تقديم المساعدة الماليّة وتشييد الوحدة الثانية من المفاعل.
وتقوم الصين، بحسب التقرير، بالترويج لمفاعلها Hualong One، المبني على أساس نموذج المفاعلات الفرنسيّة والأمريكيّة للمياه المضغوطة، لبلدان العالم الناشئة، حيث تخطط لبناء مفاعلاتٍ من هذا النوع في الأرجنتين رغم الضغوط الأمريكيّة، إذ طلبت الولايات المتحدة من الأرجنتين بإلغاء المشروع، لكن الرئيس ألبرتو فرنانيز قرر المضي قدماً فيه، متجاوزاً التهديدات المحتملة التي تشكلها الصين باعتبارها شيء تروج له الولايات المتحدة.
ويقول التقرير إن الولايات المتحدة تدرك مخاطر تنامي نفوذ الصين وروسيا في مجال الطاقة النووية وتتحرك للحد من الصعود الصيني الروسي في هذا المجال، كما أنها تعمل على تطوير جيلٍ جديد من المفاعلات المعياريّة الصغيرة الأكثر أمانا وتعميمها في بلدان مختلفة من بينها تايلند والفليبين في النصف الثاني من العقد الحالي.
ويشير التقرير إلى أن اليابان لديها خطط لبناء ثمانية مفاعلات جديدة، بما في ذلك واحد في محطة “أوما” للطاقة النووية قيد الإنشاء الآن في مقاطعة أوموري. ودعا رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى استبدال المفاعلات الحالية بمفاعلات من الجيل التالي الأكثر أماناً.