خان يونس: الاحتلال يستهدف نقطة رصد للضبط الميداني بقنابل الغاز

غزة – مصدر الإخبارية

استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، نقطة رصد للضبط الميداني شرق محافظة خان يونس بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال استهدفت نقطة للضبط الميداني التابع للمقاومة الفلسطينية في منطقة “سريج” شرق خان يونس بقنابل الغاز.

ويتعمد جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف المزارعين ورعاة الأغنام ونقاط الرصد التابعة للمقاومة بصورةٍ مستمرة بهدف جر القطاع إلى مواجهة عسكرية مع الاحتلال.

وكانت جرافات الاحتلال الإسرائيلية، توغلت صباح أمس الاثنين، شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأفاد شهود عيان، بتوغل آليات الاحتلال لمسافة محدودة شرق خان يونس، حيث شرعت في أعمال تجريف قُرب أراضي المواطنين.

وشهدت الآونة الأخيرة نشاطًا ملحوظًا لآليات وجنود الاحتلال على الحدود الشرقية لقطاع غزة، في ظل توتر الأوضاع الميدانية نتيجة تصاعد انتهاكات الاحتلال في مُدن الضفة والقدس المحتلتين.

كما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الاثنين، مركبة للصرف الصحي شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه مركبةً للصرف الصحي شرق بلدة خزاعة شرقي محافظة خان يونس جنوبي القطاع.

وبحسب مصادر محلية، فإن الاستهداف تسبب في إصابة عدد من المواطنين بالاختناق عُولجوا ميدانيًا.

وتتعمد قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، استهداف موظفي البلديات والمزارعين، في إمعانٍ وتنكر لجميع الاتفاقات المُوقعة والتي بموجبها تُلزم دولة الاحتلال بحماية المدنيين.

ويُعاني المزارعون الفلسطينيون الأمرين نتيجة تلف محاصيلهم الزراعية بفعل توغل جرافات الاحتلال، ورش المحاصيل بالمواد السامة عبر الطائرات الإسرائيلية المُخصصة.

ويُمثّل الاعتداء على المزارعين وأراضيهم انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقات حقوق الإنسان المعنية بحماية المدنيين.

وتُطالب القيادة الفلسطينية دول العالم بتفعيل أدوات الضغط الجاد على الاحتلال لاحترام حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

أقرأ أيضًا: الاحتلال يستهدف مركبة للصرف الصحي شرق خان يونس

17 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية والقدس خلال 24 ساعة

الضفة المحتلة-مصدر الإخبارية

تواصلت أعمال المقاومة بمدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.

ووثق مركز المعلومات الفلسطيني “معطى” 17 عملًا مقاوما بالضفة والقدس، أبرزها 3 عمليات إطلاق نار، والتصدي لاعتداءات المستوطنين وتحطيم مركباتهم.

وأطلق مقاومون النار صوب قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم عقبة جبر في أريحا.

واستهدف المقاومون قوات الاحتلال في المناطق الشمالية من مدينة جنين، وقرب مستوطنة “ياكير” في سلفيت.

وتصدى الشبان الثائر لاعتداءات المستوطنين، وحكموا مركباتهم في قلقيلية والخليل.

اقرأ/ي أيضا: 25 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 24 ساعة

واندلعت مواجهات في 10 نقاط متفرقة، شهدتها مناطق القدس ورام الله وقلقيلية وبيت لحم وأريحا والخليل، رشق خلالها الشبان قوات الاحتلال بالحجارة.

واشتعلت الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس المحتلة بالعمليات المؤثرة ضد الاحتلال ومستوطنيه، خلال شهر فبراير المنصرم.

كما رصد مركز معلومات فلسطين “معطى” في تقريره الدوري (1177) عملاً مقاوماً بالضفة والقدس خلال الشهر الماضي، أدت إلى مقتل (8) إسرائيليين، وإصابة (43) جنديا ومستوطنا بجراح مختلفة.

في سياق آخر،ا قتلع مستوطنون متطرفون، صباح الاثنين، 80 غرسة زيتون في قرية ياسوف، شرق سلفيت بالضفة الغربية المحتلة.

وأفاد رئيس مجلس ياسوف صالح ياسين، بأن “مستوطني تفوح المُقامة عُنوة على أراضي المواطنين، اقتلعوا وكسّروا ما يقارب 80 غرسة زيتون تتراوح أعمارها ما بين سنة – 3 سنوات في منطقة خلة الرجم شرق البلدة.

وشهدت الآونة الأخيرة تصاعدًا في انتهاكات المستوطنين بحق المواطنين الفلسطينيين في مُدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

وشجّعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين على تصاعد انتهاكاتهم واعتداءاتهم بحق المواطنين وممتلكاتهم، والتي تُمثّل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية واتفاقات حقوق الإنسان.

وترتكب مجموعات المستوطنين اعتداءات طالت المواطنين وممتلكاتهم ومنشآتهم الاقتصادية ومصادر رزقهم الزراعية وغيرها.

كما أسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين بدم بارد كان آخرهم سامح الأقطش الذي ارتقى نتيجة الهجوم الهمجي على بلدة حوارة الأسبوع الماضي.

الديمقراطية: المقاومة ستدافع عن شعبنا في وجه العدوان

غزة-مصدر الإخبارية

عقبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، صباح اليوم الخميس، على القصف الإسرائيلي الذي طال عدة أهداف في قطاع غزة.

وقالت الديمقراطية في بيان: “إنه من حق شعبنا الدفاع عن نفسه وأرضه وحقوقه الوطنية”، مؤكدا أنه لن يصمت على استمرار جرائم الاحتلال وفاشيته في أي ساحة أو جبهة من جبهات الصدام والمواجهة مع الاحتلال.

وأضافت:” المقاومة ستدافع عن شعبنا في وجه العدوان، وهي قادرة على كسر شوكة الفاشية الإسرائيلية وعنصريتها وإذلال قواتها وميليشياتها المسلحة”.

وشددت على أن تصعيد المقاومة بكل أشكالها في كافة محاور المجابهة والتصدي والصمود، سترغم قيادة العدو الإسرائيلي على إعادة النظر بسياساتها العدوانية والدموية.

وفي السياق ذاته، أكدت حركة حماس أن المقاومة في قطاع غزة ستظل دائماً حاضرة للدفاع عن شعبنا، فهي درعه وسيفه، وهي تراقب كل تفاصيل الإجرام الإسرائيلي على شعبناـ وتؤكد أن صبرها آخذ بالنفاد.

وقالت حماس إن الشعب الفلسطيني في كل الساحات سيواصل ثورته العظيمة برغم مجازر الاحتلال، ولن تنجح كل الخطط في الالتفاف عليها.

وشددت على أن المقاومة تثبت معادلة القصف بالقصف، وأن الرد على عدوان الاحتلال سيظل حاضرًا.

وأطلقت المقاومة الفلسطينية، فجر اليوم الخميس، عددًا من الصواريخ صوب مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في غلاف جنوب قطاع غزة، ردًا على جريمة ومجزرة نابلس التي ارتكبها الاحتلال (الإسرائيلي) أمس، والتي أسفرت عن استشهاد 11 مواطنًا وإصابة أكثر من 100.

واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، عدة مواقع في أماكن متفرقة من قطاع غزة.

 

المقاومة الفلسطينية.. وخيار تغيير تكتيكات القتال

مقال- أحمد عبد الرحمن

في كثير من الأحيان، تحتاج قوى المقاومة إلى أكثر من مجرد رد الفعل، أو الفعل “محدود النتائج”، لتدفع عدوها إلى اتخاذ قرارات ذات بُعد استراتيجي، تؤثر في مجمل الصراع، بما يمكن المراكمة عليه بعد حين لتحقيق النصر الحاسم.

وعندما نتحدث عن الفعل “محدود النتائج”، فنحن نقصد ذلك النوع من العمليات القتالية، التي تنفذها جماعة أو حزب، بهدف رفع الظلم الواقع عليها، وعلى شعبها، من دولة أخرى تحتل أرضها، وتصادر مقدّراتها، وتنهب خيراتها. وهذه العمليات تترك في الغالب تداعيات محدودة، وآثاراً يمكن تجاوزها من قِبل العدو، إذ إن الدول القوية التي عادة ما تحتل أراضي الغير تكون مقتدرة، وتملك إمكانيات هائلة، وخبرات كبيرة، وهذا ما يمكّنها من مواجهة المخاطر، ومحاصرة التأثيرات التي تنتج من العمليات سالفة الذكر، وفي بعض الأحيان، اتخاذها كحافز ومبرر، لممارسة مزيد من عمليات القتل والإجرام بحق الطرف الآخر.

وبالتالي، يصبح لزاماً على قوى المقاومة القيام بعمليات أكبر، وأوسع، وأكثر قدرة على إيقاع خسائر كبيرة ومؤثرة في صفوف عدوها، إذ إنه مهما تعاظمت قوة دولة ما، فإنها لن تستطيع الصمود أمام فداحة الخسائر التي قد تُمنى بها في صراعها مع قوى المقاومة، وستضطر في لحظة فارقة إلى اتخاذ قرارات مؤلمة، رغماً عن أنفها، ولن تجد بُداً من التراجع والاندحار، مهما بلغت عنجهيتها وصلابتها.

جزء كبير مما سبق ينطبق بشكل أو بآخر على حالة الصراع القائم منذ 75 عاماً تقريباً، بين “الدولة العبرية” التي تحتل أرض فلسطين، وبين فصائل المقاومة الفلسطينية بمختلف مسمّياتها وتوجهاتها السياسية والتي قامت، على مدار هذه السنين الطوال من تاريخ الصراع، بتنفيذ آلاف العمليات العسكرية ضد قوات العدو، أوقعت خلالها خسائر كبيرة في صفوفه، وفي الوقت نفسه، قدمت تضحيات هائلة في سبيل تحرير أرضها، والدفاع عن شعبها ومقدساتها.

لكن تلك العمليات لم تدفع العدو إلى اتخاذ قرارات يمكن وصفها بالاستراتيجية، قد تؤدي في لحظة ما إلى مغادرته هذه الأرض، وانهيار مشروعه بشكل كامل، أو حتى بشكل جزئي بالحدّ الأدنى، ويرجع ذلك، حسب وجهة نظر البعض، إلى سببين أساسيين: الأول، تمكّن العدو من استيعاب تلك الخسائر التي دفعها نتيجة ذلك الاحتلال وتعويضها، والثاني قبول “المجتمع” الإسرائيلي بها تحت وقع المبررات التي ساقها له قادته، والتي كانت تركّز، في معظم الأحيان، على نظرية مفادها أن احتلال جغرافيا مجاورة هو لحماية الجبهة الداخلية لـ”الدولة”، وأن أي انسحاب من تلك الجغرافيا، قد يؤدي إلى وصول التهديد إلى عقر دار “الدولة العبرية” نفسها.

ربما يقول البعض إن العدو انسحب من قطاع غزة مرغماً تحت ضربات المقاومة، وهذا الكلام في جزء كبير منه صحيح، لكن البعض الآخر يرى أن العدو استثمر لاحقاً في ذلك الانسحاب، بما حوّله من انسحاب ذي بُعد استراتيجي، إلى تراجع اقتصرت آثاره على خسارة تكتيكية، عوّض جزءاً منها من خلال تحويل القطاع إلى سجنٍ كبير، محاصر بين حواجز إذلال العدو، ومعابر موت الأشقاء.

وبناءً على ما تقدم، تجد المقاومة الفلسطينية نفسها أمام تحد صعب، يتوجّب عليها مواجهته بقوة واقتدار، وهو زيادة كلفة الاحتلال إلى حدّها الأقصى، والوصول بعدّاد الخسائر البشرية والاقتصادية إلى مؤشره الأعلى، بما يمكن أن يدفع العدو إلى مزيد من التراجع والانكفاء، وليس بالضرورة أن يؤدي إلى انسحاب كامل، بفعل عوامل كثيرة تميّز هذا الاحتلال عن غيره من قوى الاستعمار الأخرى، وإنما دفعه إلى التقوقع في أضيق بقعة جغرافية ممكنة من الأرض، وحصره في “غيتو” صغير نسبياً قياساً بعدد السكان، بما يمكن أن يؤدي إلى سلسلة متدحرجة من عمليات هروب المستوطنين، والمغادرة إلى أماكن أكثر أمناً، وجغرافيا أكثر استقراراً وازدهاراً.

حساسية العدو تجاه الخسائر البشرية والاقتصادية:

منذ نشأة “دولة” الاحتلال، قبل أكثر من 74 عاماً، كان الخوف من انخفاض القدرة الاستيعابية لـ”المجتمع” الإسرائيلي، أحد أهم الاعتبارات التي تحكم عملية صنع القرار العسكري لدى “الدولة “، وقد ارتفعت وتيرة هذا الخوف والقلق منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما أدت سلسلة من العمليات النوعية في كلٍ من فلسطين وجنوب لبنان، إلى خسائر فادحة في صفوف الجنود والمستوطنين الصهاينة، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في ميل الجمهور الإسرائيلي نحو خيار الانسحاب من “المناطق الساخنة”، حيث سقط من جرّاء التموضع العسكري والاستيطاني فيها عدد كبير من القتلى والجرحى، من دون أن تكون هناك فوائد استراتيجية يمكن الحصول عليها نتيجة ذلك التموضع.

هذا الميل انعكس ضغطاً شعبياً على مؤسسات صنع القرار في الكيان الصهيوني، والتي اضطرت، في نهاية المطاف، إلى اتخاذ قرارات قاسية وصعبة، كما وصفتها الصحافة الإسرائيلية آنذاك، تمثلت في الانسحاب شبه الكامل من جنوب لبنان في الخامس والعشرين من أيار/مايو عام 2000، والخروج من قطاع غزة في أيلول/سبتمبر 2005، والذي عوّضت جزءاً منه كما أشرنا سابقاً، من خلال الحصار المطبق، والعدوان المتكرر بين الفينة والأخرى.

إضافة إلى الخسائر البشرية التي تشكل ضغطاً حقيقياً على صانع القرار في “إسرائيل “، هناك جانب آخر لا يقل أهمية عن سابقه، بل يُعدّ بالنسبة إلى بعض الإسرائيليين، خصوصاً من أصحاب المشاريع ومالكي رأس المال، أكثر أهمية، وهذا الجانب هو الخسائر الاقتصادية التي تترتّب على الحروب والعمليات العسكرية، التي يخوضها “جيش” الاحتلال في الساحات المختلفة. إذ إن قدرة الحكومة الإسرائيلية على تمويل الحروب تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وتحوّلت أعوام الازدهار الاقتصادي الذي عاشته الدولة، إلى أعوام كساد وركود، كما حصل بعد الحرب على لبنان عام 1982 على سبيل المثال.

ووفق تقارير إسرائيلية رسمية، فإن دافعي الضرائب في الكيان الصهيوني سيضطرون إلى دفع نحو 2.5 مليار شيكل، لتغطية العجز الناتج من خوض معركة تستمر لمدة أسبوع واحد فقط، بحيث يتم إنفاق هذا المبلغ على التكلفة العسكرية المباشرة، التي تشمل تحركات الطائرات والدبابات والمدافع، وغيرها من نفقات الحرب، وعلى تعويض الأضرار المباشرة، وغير المباشرة، التي تلحق بالمساكن والمصانع والمؤسسات من جراء المعارك.

هذا بالإضافة إلى تغطية جزء من نفقات تجنيد قوات الاحتياط، إذ تبلغ تكلفة تجنيد جندي احتياط واحد نحو 450 شيكل يومياً، وهذا يعني أن استدعاء وزارة حرب العدو لعشرة آلاف جندي احتياط مثلاً، ستصل تكلفتها إلى 4.5 ملايين شيكل في اليوم الواحد، بما يزيد على مليون ومئتي ألف دولار أميركي.

وبناءً على هذه الحساسية المفرطة تجاه الخسائر البشرية والاقتصادية، من قِبل الجمهور الإسرائيلي، وما يمكن أن يترتّب عليها من تداعيات ونتائج مهمة، يصبح البحث عن خيارات وبدائل على صعيد تكتيكات المقاومة، المنظّمة تحديداً، مهمة أساسية يجب التركيز عليها، مع أهمية تحوّلها إلى نهج طويل الأمد، يساهم في ارتفاع نسبة الخسائر بشكل تراكمي ومتصاعد.

بدائل وخيارات:

ولتحقيق الهدف المنشود، الذي يمكن أن يُرغم العدو على اتخاذ قرارات تؤدي إلى انكفاء مشروعه سياسياً وجغرافياً، يمكن لقوى المقاومة استخدام أساليب وطرق تعرفها جيداً، وقد مارسها عدد من قوى المقاومة والتحرر في أكثر من بقعة على مستوى العالم، وأدت إلى نتائج مبهرة وهائلة لم يكن كثيرون يتوقّعون حصولها، وأرغمت قوى عالمية كبرى على التراجع والانكفاء، ومغادرة أراض كانت تعدّ وجودها فيها مجرد نزهة.

أحد هذه الأساليب هو العمليات ذات النتائج الضخمة، والخسائر التي لا يمكن تقبّلها أو تجاوز تبعاتها، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى خسارة الدولة المعتدية، التي تحتل أراضي الغير، لنسبة كبيرة من قواتها العسكرية المقاتلة، في ضربة واحدة، وهذا الأمر يعرضها لإحراج شديد لا تستطيع تبريره أمام جمهورها، ويُفقدها هيبتها التي تعتمد عليها في تخويف الآخرين.

أما الأسلوب الثاني فهو زيادة حجم الخسائر من خلال العمليات المتواصلة والمنظّمة، والتي تكون نتاج خطة طويلة الأمد تشبه إلى حد كبير حرب الاستنزاف، وهذا النوع من الحروب يرهق العدو، ويشتت تركيزه، ويربك حساباته، ويجعله يعاني من نقص كبير في عدد القوات، والإمكانيات، والتمويل اللازم لاستمرار الحرب.

وقد شهدت المنطقة العربية، ومناطق أخرى من العالم عديداً من هذه التجارب التي أدت، رغم حجم التضحيات الكبير، إلى نتائج يمكن وصفها بالصادمة والقاسية لقوى الاستكبار والعدوان، التي اضطرت في بعض الاحيان إلى الهروب، وهي تجر أذيال الخيبة والهزيمة. وسنستعرض في ما يلي ثلاثة نماذج للاستدلال على هذه الفكرة التي نطرحها.

3- احتراق “المارينز”:

كانت أجواء العاصمة اللبنانية هادئة وجميلة كعادتها، في صباح الثالث والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر من العام 1983، حينها اقتربت شاحنة صفراء اللون من طراز مرسيدس، من مبنى مكوّن من أربع طبقات، قريب من مطار بيروت، كان يوجد فيه نحو 300 عنصر من الكتيبة الأولى، من مشاة البحرية الأميركية “المارينز”، والذين كانوا يشكّلون مع نظرائهم من بريطانيا وفرنسا، قوة عسكرية لحفظ السلام بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982. لم تكن الشاحنة تنقل المياه كما كانت القوات الأميركية تعتقد، بل كانت عبارة عن سيارة مفخخة تحمل أكثر من سبعة أطنان من مادة الـ “TNT” شديدة الانفجار، قادها السائق إلى أقرب نقطة من المبنى المستهدف، وقام بتفجيرها موقعاً أكثر من 240 قتيلاً من الجنود الأميركيين، في حصيلة تعدّ الأكبر خلال عملية واحدة منذ الحرب العالمية الثانية.

بعد هذا الانفجار بدقائق، انفجرت سيارة ثانية في مبنى مكوّن من تسع طبقات، في منطقة الرملة البيضاء في بيروت، حيث كانت تتمركز قوات المظليين الفرنسية، وقد سقط منهم في ذلك الانفجار 58 جندياً، وأصيب عشرات آخرون.

ترتّب على هاتين العمليّتين الكبيرتين نتائج استراتيجية بالغة الأهمية، إذ أدّتا وتحديداً في السابع من شباط/فبراير من عام 1984، إلى إصدار الإدارة الأميركية أمراً لقوات “المارينز”، التي كانت أقرب إلى قوات احتلال منها إلى قوات حفظ سلام، بالبدء في الانسحاب من لبنان، بعد ضغوط من الكونغرس بسبب التفجيرات سالفة الذكر، والخسائر الفادحة التي نتجت منها، وقد اكتملت عمليات الانسحاب في السادس والعشرين من الشهر نفسه.

2- بداية الانهيار:

في صباح الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1982، قاد شاب يُدعى أحمد قصير سيارة مرسيدس مفخخة بأكثر من 200 كلغ من المواد شديدة الانفجار، واقتحم بها مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور جنوب لبنان، والذي كان يتكوّن من ثماني طبقات، لم يعرف أحد ماذا حدث خلال اللحظات الأولى، كل ما سمعوه هو عبارة عن صوت انفجار ضخم لم يسمعوا له مثيلاً من قبل، بعد دقائق، تكشّف حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمبنى، والذي تبين أنه انهار عن بكرة أبيه، على من فيه من الجنود الصهاينة، الأمر الذي وصفه الجنرال “أوري أور”، قائد المنطقة الشمالية في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت، بأنه الصدمة الأقوى لـ”الجيش” الإسرائيلي في لبنان.

وقد بلغت المحصلة النهائية للعملية البطولية 74 قتيلاً، و27 مفقوداً، وفق اعترافات الناطق العسكري الإسرائيلي. بعد عام من تفجير مقر الحاكم العسكري في صور، هاجم فدائي آخر مقر المخابرات الإسرائيلية في المدينة نفسها، بواسطة سيارة “بيك آب” مفخخة، حاول حراس المقر إيقافه من دون جدوى، وتمكّن بعد تجاوزه الحاجز الرئيسي، وثلاثة سواتر ترابية أخرى من تفجيرها أمام المبنى الرئيسي مباشرة، نتج من العملية مقتل 29 جندياً إسرائيلياً، وإصابة عشرات آخرين. استمرت بعد ذلك سلسلة العمليات التي قادتها المقاومة الإسلامية في لبنان، بطرق وأشكال مختلفة، موقعة مئات القتلى والجرحى في صفوف العدو، إلى أن استسلم أخيراً، واتخذ قراراً بالهروب من الجحيم، على حد وصف قائد صهيوني في العام 2000، تاركاً وراءه عملاءه من “جيش لحد ” ليواجهوا مصيرهم المحتوم.

خاتمة

بعد هذا الاستعراض لعدة نماذج مقاوِمة، أدت في بعضها إلى نتائج مبهرة، وفي البعض الآخر، ما زالت تراكم نقاط انتصار، قد تُفضي في مرحلة ما إلى تحقيق النصر الحاسم، يجب أن لا نغفل، أو نُسقط من حساباتنا تلك المرحلة التاريخية من عمر المقاومة الفلسطينية الشجاعة والبطلة، تلك المقاومة التي، رغم محدودية الإمكانيات، وقلة النصير، والحصار المطبق من أكثر من اتجاه، حققت نجاحات مذهلة في فترة زمنية معينة، بلغت ذروتها من بداية انتفاضة الأقصى، وحتى العام 2006 تقريباً، حيث نفذت عشرات العمليات الاستشهادية في قلب مدن العدو، أوقعت مئات القتلى، وآلاف الجرحى من الجنود والمستوطنين الصهاينة، وكادت أن تؤدي إلى هجرة معاكسة، وهروب كبير من الدولة المستوطنة، في اتجاه دول العالم المختلفة.

دوافع زيادة عمليات المقاومة.. بقلم الكاتب حسام الدجني

أقلام – مصدر الإخبارية

دوافع زيادة عمليات المقاومة.. بقلم الكاتب الفلسطيني حسام الدجني، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

عملية دهس جديدة في القدس نفذها الاستشهادي حسين قراقع وأسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخرين. تلك العملية جاءت ضمن سلسلة من العمليات الفدائية، حيث سجل العام 2023م حسب إحصاءات نشرها مركز المعلومات الفلسطيني “معطى” 275 فعلاً مقاوماً، أدت إلى مقتل 9 مستوطنين، وجرح 35 آخرين.

ووفقا للمركز، فقد تم تنفيذ 12 عملية إطلاق نار في مدينة القدس، إلى جانب عملية دهس واحدة، وتفجير 11 عبوة ناسفة، و16 مفرقعات نارية، وإلقاء 8 زجاجات حارقة، وحرق 4 منشآت وأماكن وآليات عسكرية، وصد 8 اعتداءات للمستوطنين.

السؤال المطروح: ما هي أسباب زيادة وتيرة عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي…؟ وما هي النتائج السياسية لتلك العمليات…؟

أولاً: دوافع وأسباب زيادة وتيرة عمليات المقاومة.
لم تستفد قوات الاحتلال الصهيوني من تجربتها السياسية والعسكرية والأمنية مع الشعب الفلسطيني، ولا من التجارب التاريخية للشعوب المحتلة وكيف نجحت في زوال الاحتلال رغم حجم الجرائم وفائض القوة للدول المستعمرة، مثال على ذلك القوة الفرنسية والبريطانية في المنطقة العربية، أو القوة الأمريكية في فيتنام وأفغانستان والعراق.

وعليه فإن العلاقة بين أسباب ودوافع زيادة وتيرة العمليات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بثلاثة مسارات هي:

الأول: انسداد الأفق السياسي بسبب انقلاب إسرائيل على الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير يؤكد أن المسار السياسي فشل وأن البديل المجدي مع الاحتلال هي المقاومة بكافة أشكالها.

الثاني: العدوان الصهيوني المستمر وسياسة العقاب الجماعي، والقتل الممنهج، والانتهاكات المستمرة بحق كل شيء فلسطيني، والحصار وتدنيس المقدسات، واقتحام مناطق السلطة الفلسطينية، والاعتداءات على الأسرى.

الثالث: ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع القضية الفلسطينية بالمقارنة مع تعاطيهم مع الحرب الروسية الأوكرانية.

لم يسجل التاريخ أن احتلالاً لأرض استمر للأبد، صحيح أنه مكث عشرات السنين وأكثر، ولكنه في النهاية زال، ولم تنجح تجربة بإزالة الاحتلال بعملية سياسية منفصلة عن مسار مقاوم يجعل من فاتورة الاحتلال كبيرة ومؤلمة.

وفقاً لما سبق فإن الأصل في العلاقة مع الاحتلال هو الاشتباك بكافة الوسائل، والعلاقة بين زوال الاحتلال والعمليات بكافة أشكالها هي علاقة طردية، أي كلما زادت وتيرة الاشتباك مع هذا الاحتلال كلما زادت فرص زواله، انطلاقاً من ثلاثة زوايا هي:

عمليات المقاومة تجعل القضية الفلسطينية حاضرة على أجندة الساسة وفي وعي الشعوب، وعليه يتوقف قطار التطبيع وتآكل شرعية الاحتلال، وتتراجع علاقاته الدبلوماسية.
عمليات المقاومة تؤثر على ميزان المناعة القومي في إسرائيل وتضرب علاقة المجتمع الصهيوني بمؤسساته الأمنية والعسكرية، وعليه تزداد معدلات الهجرة العكسية من إسرائيل للخارج.
عمليات المقاومة ترفع من الروح المعنوية للشعب الفلسطيني ومن خلفه جماهير الأمة العربية والإسلامية وترسخ فكرة أن زوال إسرائيل ممكن لو توحد الجميع خلف هذا الهدف.
ثانياً: النتائج السياسية لعمليات المقاومة.
الشعب الفلسطيني من أكثر شعوب الأرض التي تعشق الحرية، وعليه تقدم الغالي والرخيص من أجل ذلك، وفي تقديري أن كل عملية مقاومة بغض النظر الوسائل والأدوات المستخدمة فيها، وحجم الخسائر المترتبة عليها، هي بمثابة خطوة في طريق الانعتاق من هذا الاحتلال، وعليه كلما ازدادت وتيرة العمليات كلما اقترب مشروع التحرر الوطني من إنجاز أهدافه، وهنا يأمل شعبنا الفلسطيني أن يدرك العالم أن الهدف من تلك العمليات ليس إراقة الدماء، بل الهدف أن يتحمل الجميع مسئولياته ويعملوا جنباً إلى جنب نحو حل الصراع الفلسطيني الصهيوني، والتجربة في عام 2005 تؤكد صحة ما نقول حيث منحت فصائل العمل الوطني والإسلامي إسرائيل هدنة للاحتلال كي يتمكن من الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، والتزمت التزاماً حديدياً بعدم إطلاق رصاصة على الاحتلال خلال فترة الانسحاب، وعليه فإن تجربة نجاح المقاومة في قطاع غزة في اندحار الاحتلال ممكن أن تتحقق لو توحد الجميع و كثفوا العمل المقاوم ضد قوات الاحتلال بكل الوسائل والسبل.

الخلاصة: لا يعني العمل المقاوم حمل السلاح وفقط، بل مقاومة الاحتلال متعددة فمن يلقي الحجارة له سهم في مشروع التحرر، ومن يحمل السلاح أو السكين، ومن يلقى المولوتوف، ومن يرابط في المسجد الأقصى، ومن يحرض في وسائل الاعلام، ومن يبدع في ميدان العلم والفكر، إلخ ….كلها وغيرها أشكال تجعل من جذوة الصراع مشتعلة ومستعرة.

أقرأ أيضًا: جريمة حاجز حوارة.. بقلم الكاتب حسام الدجني

قيادي: الأوضاع الأمنية في جنين قد تنعكس على مواجهة عسكرية بغزة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أكد مصدر قيادي رفيع المستوى، أن “الأوضاع الأمنية في قطاع غزة تسير في منحنى أمني خطير، وقد تتدحرج كرة اللهب إلى مواجهة عسكرية، ردًا على جرائم الاحتلال”.

وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن “المقاومة ترقب عن كثب جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا في مدينة جنين ومخيمها الصامد ولن تتوانَ بالدفاع عنهم لوقف تغول الاحتلال بدمائهم الطاهرة”.

وأشار في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى أن “استمرار العدوان على شعبنا، سيُقابل بكلمةٍ حاسمة مِن قِبل غرفة العمليات المشتركة، التي لطالما شكّلت درعًا حاميًا لأبناء شعبنا الفلسطيني”.

ندعو جميع الوسطاء، وشعوب العالم الحُرة إلى الوقوف بشكلٍ جاد إزاء ارغام الاحتلال على وقف انتهاكاته وعدوانه بحق أبناء شعبنا في مُدن الضفة والقدس المحتلتين وأماكن تواجدهم كافة”.

وشهدت مدينة جنين منذ فجر اليوم الخميس، عملية واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، شملت عددًا من مخيمات المدينة، حيث تصدى المقاومون لقوات الاحتلال ما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين برصاص الاحتلال وإصابة آخرين.

وشهدت الأيام الأولى من 2023 وعام 2022 الماضي ارتفاعاً في انتهاكات قوات الاحتلال بحق المواطنين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، لاسيما مدينتي نابلس وجنين اللتان تعرضتا لأكثر من حملة عسكرية خلال أيام السنة.

وظهر في مدن الضفة الغربية خلال شهور 2022 تشكيلات عسكرية مختلفة تصدرت المواجهة مع قوات الاحتلال، وكان من أبرزها مجموعة عرين الأسود التي اتخذت من البلدة القديمة في نابلس مقراً لها وكتيبة بلاطة ونابلس وجنين وغيرها.

خبير استراتيجي: الغارات الوهمية صاعق تفجير لعدوان جديد على غزة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

قال أحمد عبدالرحمن الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية: إن “الاحتلال يُوصل رسائل عملية على الأرض من خلال تنفيذ غارات وهمية في عرض البحر، بما يُشكّل صاعق تفجير لعدوان جديد قد يشهده القطاع خلال الأسابيع القادمة”.

وأضاف في تصريحاتٍ خاصة لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الظروف المحيطة بقطاع غزة هي ظروفٌ متوترة جدًا، خاصةً في ظل الرسائل التي وصلت عبر وساطات وجهات دولية وإقليمية”.

وتابع، “مقبلون على أيامٍ حاسمة، وخلال شهرين على أبعد تقدير ستتضح الصورة بشكلٍ أكبر، في ظل تهديدات المقاومة ردًا على تصاعد جرائم الاحتلال في الضفة والقدس”.

وأردف، “ذاهبون إلى تصعيد وشيك في ظل إصرار الحكومة الإسرائيلية الجديدة على تنفيذ تهديداتها المتعلقة بالتوسع الاستيطاني في مُدن الضفة والقدس المحتلتين، وهدم المنازل وعدم منح تصاريح البناء في مناطق “ج”، والاعتداءات المستمرة بحق المسجد الأقصى”.

وأشار إلى أن “المقاومة تُواصل مراكمة قدارتها العسكرية في الميدان، والتجارب الصاروخية حلقة متصلة من حلقات الاعداد والتجهيز لأي حماقة قد يرتكبها الاحتلال خلال الأيام القادمة”.

ولفت إلى أن “الاحتلال يرصد التجارب الصاروخية للمقاومة، وقدراتها التدميرية، بما يُؤكد جهوزية الفصائل المسلحة، خاصةً في ظل القدرات المتطورة التي وصلت إليها على مدار السنوات الماضية”.

وشدد على أن “المقاومة لم تقف مكتوفة الأيادي أمام الاعتداءات بحق الأقصى، ولن تتوانى لحظة بالدفاع عنه، وستبذل في سبيل ذلك الأرواح والأنفس”.

وأوضح أن “ما نشهده اليوم في قطاع غزة، هي رسائل من نار خارج إطار المعركة، تأتي رديفةً للرسائل السياسية التي تُرسل عبر الوسطاء والاحتلال الإسرائيلي”.

ورأى أن “رسائل المقاومة أكثر حِدية من الاحتلال، وهي تُؤكد جهوزيتها الكاملة لأي تصعيد قادم، وعلى الاحتلال أن يعي هذه الرسائل جيدًا قبل فوات الأوان”.

جدير بالذكر أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي، نفذت منذ صباح اليوم ما يزيد عن ثلاث غارات وهمية في عرض البحر، وتزامنت الغارات مع إطلاق المقاومة الفلسطينية صاروخًا جديدًا باتجاه البحر، في سياق تطوير قدراتها الصاروخية.

مركز يرصد أبرز عمليات المقاومة الفلسطينية خلال 2022

وكالات- مصدر الإخبارية

أعلن مركز معلومات فلسطين “معطى”، أن عام 2022 شهد تصاعدًا ملحوظًا ونوعيًا في أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة خاصة في الضفة والقدس المحتلة، حيث توحد الفلسطينيون على خيار المقاومة بأنواعها كافة.

وفي تقرير له قال المركز إن المقاومة الشعبية والمسلحة ممثلة بكتيبة جنين و”عرين الأسود”، جسدت في نابلس نموذجًا مقاومًا وأيقونة التحدي في الضفة الغربية لعام 2022، حيث نُفذت المئات من عمليات المقاومة والاشتباك المسلح، والإثخان في جنود الاحتلال ومستوطنيه.

وبحسب التقرير تم رصد مقتل (31) إسرائيليًا أغلبهم من الجنود، وإصابة أكثر من (525) آخرين، خلال عام 2022، جراء تنفيذ أكثر من (12188) عملا مقاومًا، منها (848) عملية إطلاق نار، و(37) عملية طعن أو محاولة طعن، و(18) عملية دهس أو محاولة دهس، إضافة لعملية تفجير مزدوجة واحدة.

ولفت إلى أن ظاهرة المقاومة الفردية خلال العام المنصرم مثلت شرارة انطلاقة موجة عمليات فردية نوعية استهدفت الاحتلال في الضفة والقدس والداخل المحتل، ثم تطورت إلى فعل مسلح منظم لمهاجمة أهداف الاحتلال العسكرية.

وأوضح مركز معطى أن عمليات المقاومة في الضفة تواصلت بجميع أشكالها عام 2022، حيث بلغت عمليات إلقاء أو زرع عبوات ناسفة (222) عملية، إضافة إلى (356) عملية إلقاء زجاجات حارقة، و(127) عمليات إلقاء مفرقعات نارية، و(65) عملية حرق منشآت وآليات وأماكن عسكرية، في حين كان هنالك (187) عملية تحطيم مركبات ومعدات عسكرية لقوات الاحتلال.

وبين أن الشباب الثائر واصل فعاليات المقاومة الشعبية وتصديهم لاعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين، حيث شهدت الضفة والقدس (3849) عملية إلقاء حجارة، و(1365) مقاومة اعتداء مستوطنين، و(525) مظاهرة ومسيرة شعبية، و(4565) مواجهة بأشكال متعددة.

الضفة الغربية تقلق الاحتلال وتربك جيشه

أقلام – مصدر الإخبارية

الضفة الغربية تقلق الاحتلال وتربك جيشه، بقلم الكاتب الفلسطيني مصطفى اللداوي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

القدس والضفة الغربية في الفهم الإسرائيلي والوعي الصهيوني تختلف عن قطاع غزة والأرض المحتلة عام 1948، فهم ينظرون إليها على أنها “يهودا والسامرة”، أي أنها لب المشروع الصهيوني وأساس الحلم اليهودي، التي يعتقدون أنها أرضهم القديمة وممالكم البائدة، وبلاد أنبيائهم ورسلهم وملوكهم الأوائل، وأن القدس هي مدينتهم القديمة، وعاصمة كيانهم الجديد الموحدة، وأنها عنوان سيادتهم ورمز وحدتهم، ومقر حكومتهم وبرلمانهم، وفيها مقدساتهم و”حائط مبكاهم”، وكنيس خرابهم وهيكلهم الثالث المزعوم، فلا ينبغي للقدس أن يسودها “العنف”، وأن تسيطر عليها المقاومة، ولا أن يخرجهم الفلسطينيون من “يهودا والسامرة”، التي يعتقدون أنها أرض الميعاد، ومملكة المن والسلوى، وأنها بقية “شيخيم وأورشليم وحبرون”، لكن المقاومة في القدس والضفة الغربية فرضت نفسها وثبتت اسمها، وبددت وساوسهم، وأفسدت أحلامهم، وعطلت مشاريعهم، وأربكت جيشهم، وشغلته بأدوارٍ لم يتدرب عليها، ومهامٍ لا يقوى عليها.

ملأ الفلسطينيون ضفتهم الغربية وقدسهم المباركة حرساً شديداً وشهباً، وزرعوا أرضهم قنابل ومتفجرات، وسلاحاً وعبوات، وانتشروا في رحابها رجالاً مقاومين، ونساءً باسلاتٍ، وأشبالاً واعدين، وشيوخاً راسخين، يقذفون العدو عن قوسٍ واحدة، ويخرجون عليهم جميعاً من كل جانبٍ، ويترصدونه في كل مكانٍ، ويرمونه بكل سلاحٍ، ويقاومونه بكل الوسائل والأشكال، فقد أقسموا على الثورة، وتعاهدوا على القتال، وتواصوا على الصبر والثبات، وعزموا على الثأر والانتقام، والانتفاض على الاحتلال والانقضاض على حكومته الجديدة، وتلقينها دروساً في المقاومة بليغة، وفي الثبات والصمود عميقة، فهم لن ينحنوا أمامها، ولن يخضعوا لها، ولن يخافوا من تهديداتها، ولن يجبنوا عن مواجهتها، ولن يسلموا ويرفعوا الراية البيضاء لها.

رغم أن العام 2022 كان عاماً زاخراً بعمليات المقاومة في الضفة الغربية، وغنياً بالاشتباكات والمواجهات، التي كبدت العدو أكثر من 35 جندياً ومستوطناً، وارتقى خلاله أكثر من 250 شهيداً فلسطينياً من الرجال والنساء والأطفال، والمرضى والأسرى وذوي الحاجات الخاصة، ودمر العدو خلاله عشرات البيوت والمنازل، وعاث فساداً في أرضهم وممتلكاتهم، إلا أن شعبنا في الضفة الغربية كان مقداماً جسوراً، جريئاً شجاعاً، قوياً جباراً، رمى العدو بخيرة شبابه وأقوى رجاله، وخاض ضده أشرس المعارك، وكبده أعظم الخسائر، واقتحم حصونه ووصل إلى أكثر مناطقه الأمنية حراسةً ومراقبة، ونال من جنود نخبته ومن قادة مجموعاته، وسجل أبطاله أروع الصفحات في سفر المقاومة الفلسطينية.

الضفة الغربية تقلق الاحتلال وتربك جيشه

إلا أن الأعوام التي سبقت لم تكن أقل حدةً في المواجهة والتحدي عن العام المنصرم، بل ربما شهد بعضها تصعيداً أكبر ومواجهاتٍ أوسع، وسجل فيها الفلسطينيون انتصاراتٍ كبيرةٍ في القدس وأحيائها، وفي المسجد الأقصى وباحاته، وعلى مداخله وبواباته، وفي نابلس وجنين، ورام الله وسلفيت، وفي الخليل وبيت لحم، وقلقيلية وطوباس، وفي كل مكانٍ من الضفة الغربية التي تضامنت معاً، وهبت جبهةً واحدة، تشتد وتخبو، ولكن جمرها بقي على مدى السنوات متقداً، ينتظر من أهلها أن ينفخوا فيه فيتقد ويشتعل، وقد تعاهدوا فيما بينهم ألا يدعوا جمرة مقاومتهم تخبو، وألا يسمحوا للعدو أن يطفئ نارها أو يتحكم في أوراها.

شعر العدو بهبة القدس والضفة، وانتفاضتها وثورتها، وأيقن أنه على أبواب مرحلةٍ جديدةٍ، وربما انتفاضةٍ ثالثةٍ، بسماتٍ مغايرة وأشكال مختلفة ووسائل صادمة، ابتكرها فلسطينيو القدس والضفة الغربية، فخصها بكتائب جديدة، وعزز قواته فيها بألوية النخبة ووحدات الجيش والأمن المستعربة والمختصة، وغَيَّرَ تعليماته لجنوده وبدل قواعد المواجهة وإطلاق النار على الفلسطينيين، لكنه رغم ذلك لم يستطع أن يكسر شوكتهم، أو أن يضعف شكيمتهم، ويحد من قوة اندفاع شبابهم وتنافس رجالهم، وتضحيات أبنائهم، الذين استطاعوا أن يرسموا أروع صور البطولة وأقوى ملاحم الاشتباك مع جنوده ومستوطنيه، ولعل العمليات التي قاموا قد أصبحت نماذج تحتذى وأمثلة يقتدي بها المقاومون، ويتعلم منها الناشئون ويتنافس على مثلها وأفضل منها المقاتلون.

أهلنا في الضفة الغربية يقومون بالواجب الملقى عليهم متى نادى المنادي، ولا يتأخرون في الدفاع عن حقوقهم وحماية أرضهم والذود عن محارمهم، ولا يبالون في سبيل ذلك بأرواحهم إن قتلوا أو حياتهم إن اعتقلوا، وقد أثبتوا في الميدان وسوح المواجهة أنهم على قدر المسؤولية، وأنهم لا يقلون عن غيرهم جرأةً وشجاعةً، ولا ينتظرون من أحدٍ نصحاً أو إرشاداً، ولا يلزمهم توجيه من سواهم أو إدارةً من غيرهم، ويخططون بأنفسهم وينفدون بمفردهم، ولا ينتظرون من خارج الحدود أو بعيداً عنهم من يحركهم ويوجههم، أو يرسم لهم ويعلمهم، ويخطئ من يظن أن هناك من يملي عليهم ويأمرهم، ويخطط لهم ويوجههم، بل هم أسيادٌ على أرضهم، وأربابٌ في مناطقهم، وأبطالٌ في ميادينهم، يؤدون فرضهم في المقاومة كما يؤدون فروض الصلاة، التي بها تزكو النفوس وتسمو الأرواح، وتتطهر القلوب وتتحرر البلاد.

ما الذي تحمله مناورة الركن الشديد 3 ؟

أقلام – مصدر الإخبارية

ما الذي تحمله مناورة الركن الشديد 3 ؟، بقلم الكاتب الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

انطلقت اليوم مناورة الركن الشديد التي تُقام للسنة الثالثة على التوالي والتي تُشرف عليها غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، تقام المناورة في هذا العام في موقع غرفة العمليات المشتركة الذي تفتتحه الفصائل اليوم في مناورتها، يقع الموقع على بعد أمتار من الجدار الفاصل مع أراضينا المحتلة في رسالة تحدٍ للاحتلال

وقد أقيم الموقع على أرض فلسطينية محررة تقع شمال غزة كانت في السابق إحدى المستوطنات “مستوطنة ايلي سناي” التي أُرغم الاحتلال على اخلائها بعد عمليات المقاومة التي شهدتها مستوطنات غزة.

تأتي المناورة في هذا العام ضمن عدة تحديات تواجه المقاومة وعلى رأس هذه التحديات تصاعد الاعتداء على المسجد الأقصى وتهديدات الاحتلال بحق الأسرى، وفي ظل تصاعد نوعي للمقاومة في الضفة والقدس، وهي تأكيد على أن المقاومة في غزة ماضية في مراكمة قوتها الجماعية من أجل مواجهة الاحتلال.

أقرأ أيضًا: مناورات الركن الشديد 3.. رسائلٌ من نار ورفعٍ للجهوزية لمواجهة التهديدات القادمة

المناورة هذا العام تُحاكي تمرين مشترك لقوات النخبة الخاصة بأذرع فصائل المقاومة، يتضمن التمرين سيناريوهات دفاعية وهجومية لتعزيز التنسيق والتكامل بين الأذرع وتبادل الخبرات، كل ذلك في إطار رفع الجهوزية والاستعداد للتعامل مع الأحداث..

كما أن المناورة هي رسالة جهوزية للاحتلال وحكومته الفاشية في الذهاب نحو الدفاع عن المسجد الأقصى أو الأسرى، فالمقاومة وغرفتها المشتركة هي درع وسيف هذا الشعب المنتفض من رفح حتى الناقورة، ستدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة …

رسالة المقاومة واضحة في ظل حشد الاحتلال لقواته في المناورة بعد المناورة، بأن شعبنا لن يقبل بأن يبقى رهينة الفاشيين الجدد ولا أن يكون أسراه ورقة منافسة انتخابية يعزز بها هذا الحزب أو ذاك مقاعده، بينما يموتون بعدما نهشتهم الأمراض خلف الأسوار، في تأكيد على أن قضية الأسرى على رأس الأولويات..

كما ستشهد المناورة التدرب على سيناريوهات متعددة تشمل اختطاف الجنود والضباط الصهاينة، في تأكيد على عدم إسقاط هذا الخيار من أجندة المقاومة، اذا استمر الاحتلال في مماطلته في دفع ثمن أسراه في القطاع والذي حددته المقاومة.

ختاما المقاومة في عملية بناء للقوة ومراكمة للخبرات وادامة للتنسيق، ترقب الأحداث وتضع في مقدمة اهتماماتها قضية الأسرى في سجون الاحتلال، والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وهي تستعد للتعامل مع كل السيناريوهات بما يضمن تحقيق تطلعات شعبنا الذي يثق بها.

Exit mobile version