جلسة استماع للمعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية حول واقع الخدمات الأساسية بغزة

غزة – مصدر الإخبارية

عقد المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية بغزة جلسة استماع بعنوان “واقع الخدمات الأساسية في قطاع غزة”، وذلك ضمن مشروع “دور الصحافيين في الحياة الاجتماعية والسياسية”، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية.

وافتتحت الجلسة ذكرى عجور منسقة المشروع مرحبة بالحضور والمشاركين، وأشارت الى أن المشروع يتناول في جلساته المواضيع المرتبطة بالحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في القطاع، وتعزيز قدرات الصحافيين ومهاراتهم للعمل بشكل أفضل لتغطية الأوضاع والقضايا الانسانية والاجتماعية والسياسية.

ونوهت عجور الى أن الجلسة تسلط الضوء على الوضع الحالي لمرافق المياه والصرف الصحي وقطاع الطاقة الكهربائية في غزة، لا سيما بعد العدوان الاسرائيلي الاخير ومواصلة فرض الاغلاق والحصار المشدد على القطاع.

وشارك في الجلسة المهندس منذر شبلاق المدير العام لمصلحة مياه بلديات الساحل، والمهندس ماهر عايش مدير عام شركة توزيع الكهرباء في غزة، بحضور عشرات الصحافيات والصحافيين.

أشار فتحي صبّاح رئيس مجلس إدارة المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية في كلمته الافتتاحية ان أزمات قطاع غزة متتالية وأهمها الازمات التي يعاني منها قطاعا المياه والصرف وصحة البيئة، والكهرباء خاصة بعد العمليات الإسرائيلية التصعيدية المتتالية والعدوان الأخير.

ونوه صبّاح الى أن المعهد يسعى الى تسليط الضوء على القضايا والمشاكل التي تؤثر على مختلف مناحي حياة المواطنين، وكل ما من شأنه المساعدة في حل الازمات المتتالية التي تعاني منه المرافق الحياتية في غزة، مشددا على أنه من حق المواطن في غزة أن ينعم بحقوقه الأساسية ويعيش حياة كريمة تتوافر فيها الخدمات الأساسية مثل الطاقة والمياه بشكل دائم ومنتظم.

وعبر الدكتور أسامة عنتر مدير مؤسسة فريدريش ايبرت في غزة في كلمته عن سعادته بالتعاون مع المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية الذي يساهم في جلساته في دعم قدرات الصحافيين وتحفيزهم لتناول القضايا السياسية والاجتماعية المهمة في واقع المواطن الفلسطيني. وأشار عنتر إلى أن الحصول على المياه الآمنة والنظيفة والكهرباء المنتظمة حق اصيل للمواطن الفلسطيني.

وأشاد عنتر بالدور الإيجابي والمهام الجسيمة التي ألقيت على عاتق المسؤولين على قطاعي المياه والصرف الصحي والطاقة اثناء وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير، مشددا على ضرورة تناول الإعلام مواضع الخلل وسبل تحسين الوضع لينعم المواطن بمياه نظيفة وصحية وكهرباء منتظمة، ويضغط على الطرف المعيق لإيجاد حلول دائمة وسريعة لازمات الكهرباء والمياه التي يعاني منها القطاع.

وأدارت الجلسة الصحافية مها أبو الكاس التي اعتبرت أن حل الازمات التي يعاني منها القطاع تحتاج لوقت طويل وتكاتف جميع الجهود، سواء المواطنين او المسؤولين وأيضا صناع القرار، لان الأزمة المائية والكهربائية في القطاع تلقي بظلالها على جميع مناحي الحياة.

وفي كلمته، اعتبر شبلاق أن العدوان الإسرائيلي الأخير خلف اضراراً حالية مرئية وأخرى غير مرئية ستظهر في شبكات المياه والصرف الصحي خلال موسم الشتاء القادم، حيث ان الاحتلال الإسرائيلي استخدم أنواعا غير معروفة من قبل من القنابل تؤثر على التربة والطرق الرئيسة في الشوراع.

وأشار شبلاق الى أن قطاع المياه يعاني ايضاً من قلة الوعي العام للمواطنين، فلا يزال هناك تعديات على شبكات المياه وسرقات للخطوط، وقلة اهتمام بترشيد استخدام المياه، والجباية منخفضة جداً، معتبرا أنه في حال وصلت نسبة الجباية الى 70 في المئة سيصبح بمقدور قطاعي المياه والصرف الصحي تنفيذ مشاريع تطويرية جديدة تساهم في حل الازمة من دون الاعتماد الكلي على المانحين.

وختم شبلاق كلمته بالتأكيد على أن مواصلة فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، والوضع الاقتصادي الهش الذي يعيشه القطاع والعمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة واستهداف مرافق المياه والصرف الصحي يشكل المعيق الأكبر في تطوير وتحسين واقع هذه القطاعات الحيوية في غزة.

من ناحيته، شدد مهندس عايش في كلمته على أن شركة توزيع الكهرباء استمرت في العمل والتواصل ما بين شطري الوطن ولم يؤثر الانقسام السياسي على هذا التواصل حفاظا على المصلحة العامة، مشيرا الى أن خطوط الكهرباء العشرة من الجانب الإسرائيلي لم تجدد ولم يتم تطويرها، كما أنها غير منتظمة وفي كثير من الأحيان تتعرض للخلل والاعطال، ما يؤثر على كمية الطاقة التي يتم توزيعها على المواطنين.

وأوضح عايش أن انتاج الطاقة الكهربائية من محطة التوليد في غزة يعتمد بالأساس على السولار الصناعي من الجانب الإسرائيلي الذي ينقل بطريقة معقدة عبر المعابر الحدودية وبمواعيد غير منظمة، مشيرا الى أن الكمية المطلوبة من الطاقة تعتمد بالأساس على الطلب والحاجة الوقتية للمواطنين حسب فصول السنة ودرجات الحرارة.

وأوضح عايش أن الجانب المصري أوقف إمداد غزة بالطاقة الكهربائية عبر الخطوط المصرية منذ عام 2016، مضيفا ان استخدام شركة التوزيع بالتعاون مع القطاع الخاص العدادات الذكية يقلل من الفاقد في التيار الكهربائي، حيث استخدمت الشركة حوالي 12 الف عداد ذكي، الامر الذي ساهم في زيادة كفاءة الطاقة وتحسين واقع قطاع الكهرباء.

وجرى خلال الجلسة نقاش نتج عنه جملة من التوصيات المهمة، كان أهمها ضرورة توفير الحماية لمرافق الخدمات الأساسية ومنشآت البنية التحتية من الاستهداف الإسرائيلي المتواصل، الامر الذي يزيد من تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وضرورة تكثيف العمل الإعلامي لمطالبة الجانب المصري بإرجاع العمل في الخطوط المصرية المتوقفة، والعمل على الترويج الإعلامي بشكل صحيح لتشجيع المواطنين على استخدام الطاقة الشمسية، فضلا عن القيام بحملات إعلامية متواصلة تستهدف المواطنين لزيادة توعيتهم بترشيد استخدام المياه والكهرباء، وضرورة الحفاظ على مرافق المياه والصرف الصحي وعدم التعدي عليها بالتخريب او السرقة.

كما أوصى المشاركون بالعمل بشكل سريع على الضغط لانهاء الانقسام السياسي، وتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد الجهود للصالح العام، وضرورة الضغط على الوسطاء المصريين والعرب لضرورة انهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، والاسراع في البدء في عملية إعادة اعمار قطاع غزة.

Exit mobile version