الفصائل الفلسطينية تؤكد على ضرورة إنهاء الانقسام بشكل كامل

غزة- مصدر الإخبارية:

أكدت فصائل فلسطينية، اليوم الاثنين، على ضرورة انهاء الانقسام الفلسطيني بشكل كامل وإنهاء تداعياته الكارثية.

وشدد ممثلو عدد من الفصائل، خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن تشكيل اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية وبدء عملها، على أهمية تذليل العقبات التي تقف أمام المصالحة الوطنية، بما يعزز من صمود الشعب الفلسطيني.

وقال الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي عماد محسن إن “المصالحة المجتمعية تحمل بشريات لعودة المئات ممن غادروا القطاع قصراً جراء الانقسام إلى ذويهم وأهلهم في القطاع”.

وأضاف محسن في كلمة خلال المؤتمر أن “المشهد يبشر بالخير، وهناك إرادة وطنية وشعبية وفصائلية لإنهاء الانقسام الذي ألقى بظلاله على الحياة الفلسطينية، وتداعياته الكارثية”.

وأشار إلى أن “ملف المصالحة المجتمعية الحالية تشمل جبر ضرر 100 عائلة جديدة تضررت من أحداث الانقسام الفلسطيني”.

وثمن محسن دور الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في دعم القضية الفلسطينية، وإنجاح ملف المصالحة المجتمعية.

بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ممثلها في اللجنة الوطنية ماهر مزهر إن “الهدف الأساسي للمصالحة المجتمعية إزالة آثار الانقسام البغيض، وإنجاز ملف المصالحة برعاية التيار الإصلاح الديمقراطي”.

وأضاف مزهر في كلمة له، أن “المصالحة المجتمعية هي امتداد لما نفذته لجنة تكافل في عام 2017 و2019 واستكمال المشاريع الإغاثية والإنسانية”.

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، ممثلها في اللجنة خالد البطش إن “أهمية المؤتمر تأتي عقب قدومه بعد سنوات عجاف من الانقسام وحالة التشتت الذي يعاني منها شعبنا والبدء بتسوية الدماء التي سالت في تلك الأحداث المؤسفة”.

وأكد البطش أن الجهاد ستبدل كافة الجهود من أجل تسوية المصالحة المجتمعية من أجل أن يكون رافعة لاستعادة الوحدة الوطنية.

وشدد البطش على أن الأهم في ملف المصالحة المجتمعية التخفيف من معاناة المواطنين، وعودة المهجرين إلى قطاع غزة، وعدم جعلهم فرائس لأسماء البحر.

ولفت إلى أنه “لا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام معاناة الأهالي، واستمرار بقاء أبناءهم في الخارج، خاصة بعد فقدان بعضهم ذويهم نتيجة الأمر”.

وانطلق اليوم الإثنين، عمل اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية، التي تضم في عضويتها 8 فصائل بهدف تفعيل ملف المصالحة المجتمعية، وتنفيذ مشاريع إغاثية وتنموية بجهود من القائد محمد دحلان، ودعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكدت اللجنة الوطنية أنه سيتم تعويض نحو 100 عائلة فلسطينية أصابها الضرر جراء الانقسام وتنفيذ مشاريع تنموية لمساعدة الفقراء إثر الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة.

وقالت اللجنة في مؤتمر صحافي عقد في مقرها جنوب غرب مدينة غزة للإعلان عن انطلاقها، إنها تتطلع “لمشاركة أبناء شعبنا ومؤسساته في برامجها الوطنية وسنعمل على تذليل كل العقبات التي تعرقل المصالحة الفلسطينية”.

وتضم اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية بغزة 8 فصائل فلسطينية، وتعمل بشكل أساسي بهدف إتمام المصالحة المجتمعية، وتعزيز المشاريع التنموية والإغاثية في غزة.

وأوضح بيان صدر عن اللجنة خلال المؤتمر أنه سيتم استئناف خطوات المصالحة المجتمعية لجبر الضرر وحفظ المجتمع، مضيفاً منحازون لأبناء شعبنا، ونسعى لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

ولفت البيان إلى أن تشكيل اللجنة من الفصائل ليس بديلًا عن أحد، وإنما سعي للعمل المشترك من أجل الوطن، مبيناً أن المصالحة المجتمعية وطي صفحة الماضي وإنهاء الانقسام ضرورة وطنية لا بد من إنجازها.

وأشار البيان إلى أنه ستعمل اللجنة على تذليل كل العقبات التي تعرقل المصالحة الفلسطينية، موضحاً أن اللجنة الوطنية منحازة لأبناء شعبنا، وتسعى لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

وعبرت اللجنة في بيانها عن شكرها وتقديرها للدعم الذي تتلقاه من دولة الإمارات العربية المتحدة، وشعبها المعطاء، مضيفة، نأمل بمساندة الدول العربية الشقيقة، لعمل اللجنة الوطنية ودعم مشاريعها المختلفة.

وفي كلمة خلال المؤتمر الصحفية قال رئيس اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية د. أسامة الفرا، إنه تم التوافق الوطني على تأسيس اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية، والتي تضم كل من (تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح)، (حركتي حماس والجهاد الإسلامي)، و(الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين)، و(حركة المبادرة الوطنية)، و(الجبهة الشعبية- القيادة العامة)، و(منظمة الصاعقة).

وأوضح أن المبادرة تهدف إلى “ترسيخ العمل الوطني المشترك، واستئناف مسار المصالحة المجتمعية، عبر ترسيخ قيم العدالة الانتقالية، وجبر الضرر عن العوائل التي فقدت أبناءها، إثر الاقتتال الداخلي ودعم قطاعات شعبنا الفقيرة، بالمشاريع الإغاثية والتنموية”.

وأكد على أن “تشكيل اللجنة من مكونات شعبنا، ومن القوى والفصائل، ليس بديلًا عن أحد، متابعاً نسعى جاهدين للتكامل والعمل معًا، في إطار وطني جامع، للدفاع عن قضيتنا الوطنية وتحرير أرضنا، وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس”.

وشدد الفرا على أن “المصالحة المجتمعية، وطي صفحة الماضي وانهاء الانقسام، ضرورة وطنية لابد من انجازها، مكملاً سنعمل على تثبيت وانهاء العقبات التي تعيق المصالحة الوطنية، بما يمهد الطريق لإتمامها”.

وأشار الفرا إلى أن “اللجنة الوطنية ستستأنف مسار المصالحة الوطنية، وجبر الضرر عن عوائل ضحايا الانقسام وفقًا لاتفاق المصالحة الشامل الموقع في القاهرة عام 2011، والذي اتفقت عليه الفصائل الفلسطينية، واستنادًا على التفاهمات الي توصل إليها تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، وحركة حماس”.

وأكد أنه “تم خلال الفترة بين عامي 2017-2019، جبر الضرر عن 173 عائلة من ضحايا الانقسام، وستعمل اللجنة الوطنية على تنفيذ مشاريع إغاثية وتنموية طارئة لإسعاف الفقراء والمحتاجين، إثر الأوضاع الإنسانية الصعبة بالتنسيق مع قوى شعبنا”.

وأعلن الفرا عن أن “المشروعات الإغاثية ستبدأ بتوزيع 15 ألف حقيبة مدرسية لمدارس القطاع الحكومة والتابعة لوكالة الغوث”، مضيفا أن “اللجنة ستشرع في ترميم 100 منزل من بيوت الفقراء والفئات المهمشة، كما ستعمل على توفير مقاعد كهربائية متحركة لذوي الهمم”.

لقد فشلت جهود المصالحة وقد يتصاعد الصراع في الضفة الغربية بسرعة

ترجمة-مصدر الإخبارية 

كتب الصحفي الإسرائيلي إيهود يعاري في موقع القناة 12 العبرية، المحادثات رفيعة المستوى بين السلطة الفلسطينية وحماس تؤدي إلى اشتداد حدة الصراع بين المعسكرين الصقور في الساحة الفلسطينية، بدلا من إحداث منعطف في اتجاه تهدئة التوترات.

لذلك يمكننا أن نتوقع تفاقم الصراع من جانب حماس وشركائها في الضفة الغربية ورفضًا تامًا للانضمام إلى مقترحات أبو مازن لوقف الاعتداءات على السلطة الفلسطينية من أجل دفع “صفوف الصقور” الي الامام.

في لقاء نادر في أنقرة بين أبو مازن وزعيم حماس إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري، برعاية الرئيس أردوغان، رفض الجانبان بشكل قاطع المقترحات المقدمة لهما.

من المؤكد إذن أنه في اجتماع الأمناء العامين لجميع المنظمات الفلسطينية التي ستجتمع في القاهرة نهاية هذا الأسبوع، برعاية المخابرات المصرية، لن يكون من الممكن تحقيق اختراق حقيقي.

كان أبو مازن هو من دفع إلى الحوار مع حماس وألقى بطعمًا فارغًا، مثل تشكيل حكومة وحدة وطنية ودمج حماس والجهاد الإسلامي في منظمة التحرير الفلسطينية، لكنه أرفق سلسلة من الشروط الصعبة:
1- اعتراف حماس بمنظمة التحرير الفلسطينية “دون أي تحفظات” كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ودون إنشاء قيادة مؤقتة جديدة للمنظمة.

2- التزام حماس باحترام جميع القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية وجميع الاتفاقات والالتزامات التي قطعتها منظمة التحرير الفلسطينية، بما في ذلك اتفاقات أوسلو والاعتراف بدولة إسرائيل.

3- اعتماد مبدأ مقاومة الاحتلال بطرق غير عنيفة “المقاومة الشعبية”.

4- يجب على حماس أن تقبل مبدأ “سلاح واحد، قانون واحد، سلطة واحدة”، وهذا يعني وعد حماس بنزع سلاحها في المستقبل. كما رفض أبو مازن، الغاضب خلال الاجتماع، المطالبة بالإفراج عن نشطاء حماس والجهاد الإسلامي المحتجزين في الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة.

اقرأ/ي أيضا: الكشف عن تفاصيل رؤية سياسية طرحها الرئيس عباس على هنية في تركيا

كان هنية والعاروري، من جانبهما، على استعداد للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، لكنهما رفضا قبول احترام الاتفاقات التي أبرمتها إسرائيل، وطلبوا من أبو مازن أن يأمر على الأقل الاجهزة الأمنية بوقف احتجاز نشطاء حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.

حاول أردوغان نفسه، تخفيف التباين – دون جدوى.

ذهب أبو مازن في إجازة في عمان، وسيلقى كلمة في اجتماع الأمناء العامون في القاهرة الاحد المقبل.

بالمناسبة، هذا التفاوض مع حماس والفصائل الأخرى سبقته خطوة أخرى من أبو مازن لم تحظ باهتمام، أعلن إلغاء أمره السابق فيما يتعلق بجميع المجالس القانونية في الضفة.

وأثار هذا الأمر وقتها “استياء واحتجاجات” من المحامين والنقابات الأخرى في جميع أنحاء الضفة الغربية، واختار أبو مازن الانسحاب منه الآن على وجه التحديد ليبلغ الدول المانحة بأنه يسير في الاتجاه المعاكس للطريق، التي يسير به بنيامين نتنياهو في محاربة النظام القضائي.

صدرت أوامر لرجال أبو مازن بالتأكيد على هذه النقطة في جميع أحاديثهم مع شخصيات أجنبية.

باختصار: المحاولة الحالية لكسر الجليد بين فتح وحماس ستنتهي بتفاقم الصراع بين الجانبين وهذا سيعطي إشارات على الأرض في المستقبل القريب.

أبو مرزوق: جهد روسي لعقد جلسة جديدة للمصالحة الفلسطينية

وكالات- مصدر الإخبارية:

قال نائب رئيس حركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق إن “توقيع حركة فتح على الورقة الجزائرية للمصالحة الفلسطينية كان مجاملة منها لاستمرار الدعم المالي والسياسي من الجزائر”.

وأضاف أبو مرزوق في تصريح إن “حركة فتح عادت ووضعت شروط، مثل الاعتراف بالشرعية الدولية وتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات، وهذه الشروط مرفوضة”.

وأشار إلى أن ” “هناك جهد روسي يبذل الآن لعقد جلسة مصالحة تجمع الفصائل الفلسطينية، والوحدة ضرورة وطنية ويجب إنهاء الانقسام”.

وعلى صعيد الصراع مع إسرائيل، بين أبو مرزوق أن إسرائيل تشغل المقاومة في كل عام بمعركة من أجل أن تقضي على قدراتها.

وتابع “يجب ألا ندخل كل يوم في حرب تستنزف المقاومة عسكرياً ومالياً واجتماعيا، وعلينا التجهيز لحرب قوية ضمن رؤية المقاومة وتوقيتها الذي يخدمها”.

وأردف أن “الاغتيالات هي من طبيعة الاحتلال، وأي اغتيال إسرائيلي جديد يجب أن يُقابله رد موجع ورادع”.

واستطرد أن “قصف تل أبيب والقدس هو إنجاز يسجل للمقـاومة، ودول كبيرة عجزت عن مجرد انتقاد الاحتلال بالكلام، فكيف بمن يقصف العاصمة المزعومة للمحتل؟”.

وأكد أن “القدس والمسجد الأقصى هما جوهر الصراع الرئيس، ويجب على كل الشعب الفلسطيني وقوى الأمة أن تستنهض للدفاع عنهما”.

وشدد “يجب أن نُعدّد الساحات وننوّعها في المواجهة، لنخلق ردعاً للاحتلال”.

اقرأ أيضاً: المصالحة الفلسطينية ومواجهة التحديات الراهنة

المصالحة الفلسطينية ومواجهة التحديات الراهنة

أقلام – مصدر الإخبارية

المصالحة الفلسطينية ومواجهة التحديات الراهنة، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

ما يجرى في مختلف محافظات الأراضي الفلسطينية المحتلة هو امتداد لسلسلة الإجرام الإسرائيلي التي يمارسها المستوطنين وبدعم وحماية من جيش الاحتلال وما تقوم به حكومة التطرف ومليشيات المستوطنين المسلحة من تشجيع لاقتحامات باحات المسجد الأقصى بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وما تخطط له من عمليات تهويد القدس وضم الضفة الغربية وإجراء أوسع عملية تهجير وتطهير عرقي للمواطنين الفلسطينيين في القدس المحتلة ومحيطها لتفريغ المنطقة من سكانها والعمل على تغير معالمها العربية والإسلامية من خلال الأنشطة الاستيطانية كل ذلك يدفع بالأوضاع في القدس وفي الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة نحو الانفجار، حيث تستمر ممارسات التحريض وبشكل واسع من قبل قادة التطرف الإسرائيلي ليتم فرض سياسية الامر الواقع الإسرائيلية والتهرب من استحقاقات السلام.

مواصلة العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني يحمل نتائج وكوارث خطيرة على المستقبل الوطني الفلسطيني ويحمل مؤشرات باستمرار حكومة الاحتلال تطبيق ما يسمى سياسات الضم الإسرائيلية، من خلال مواصلة مصادرة الأراضي وسرقتها والإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة، وأيضا استمرار مخططات الاحتلال بشان تهويد مدينة القدس وخاصة في المسجد الأقصى المبارك والممارسات ولاعتداءات الوحشية التي تمارسها مليشيات المستوطنين حيث تتحمل حكومة الاحتلال تداعيات هذه الممارسات الخطيرة والتي ستؤدي الي انفجار الأوضاع، وخاصة في ظل تواصل سياستها الغير مسؤولة في هدم منازل المواطنين بالجملة، ومصادرة الأراضي وسياسة الترانسفير، والتطهير العرقي الذي تقوم به في مدينة القدس وضواحيها، ومواصلتها تقييد حرية المواطنين الفلسطينيين في الوصول الى المسجد الأقصى المبارك، والسماح للمستوطنين باقتحام باحاته وممارسة أعمال عربدة وطقوس دينية على نحو يثير مشاعر المواطنين الفلسطينيين.

وفي ظل ما تمارسه سلطات الاحتلال لا بد من العمل على الانطلاق نحو إعادة ترتيب البيت الفلسطيني كضرورة ماسة لمواجهة التحديات المفروضة على شعبنا ويجب ان يتم ترجمة ما يتم الاتفاق علية بين الفصائل الفلسطينية والمكونات السياسية الفلسطينية الى خطوات ملموسة وجادة لطي صفحة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، والانطلاق نحو اجراء الانتخابات العامة باعتبارها استحقاقا وطنيا للشعب الفلسطيني طال انتظاره ومدخل مهم لاستعادة الوحدة الوطنية حيث لا يجوز الاستمرار بالحالة الفلسطينية كما هي دون التوصل الي تفاهمات تهدف لوقف سياسة الاحتلال وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل في اطار المصالحة الوطنية الشاملة ومن اجل تعزيز ودعم المقاومة الشعبية التي هي الأساس الفاعل للوصول الى حالة العصيان المدني وتدعيم الحقوق الفلسطينية وبناء استراتيجية فلسطينية شاملة لمواجهة الاحتلال واستعادة الوحدة الفلسطينية.

وفي ظل ما يجري لا بد من أهمية وضرورة تفعيل العمل الجماهيري لمواجهة الاحتلال وما يقوم به المستوطنين من بطش وعربدة وبلطجة والعمل على تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، ولجان الحماية الشعبية في مختلف المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية والحفاظ على الأراضي المهددة بالاستيطان والتهويد والضم من خلال الإعلان عن حالة التضامن الجماهيري ومواصلة العصيان المدني وضرورة قيام المجتمع الدولي بالتدخل من اجل التوصل الي إطار مؤتمر دولي للسلام على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة الى تسوية سياسية للصراع توفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة بما فيها دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس وصون حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم التي هجروا منها بغير حق من خلال استخدام القوة العسكرية رغما عنهم.

أقرأ أيضًا: ترحيب واسع باتفاق الرياض وطهران.. بقلم سري القدوة

هل باتت المصالحة الفلسطينية قريبة؟

أقلام – مصدر الإخبارية

هل باتت المصالحة الفلسطينية قريبة؟، بقلم الكاتب الفلسطيني عبد المجيد سويلم، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

سأُغامِر بالإجابة عن هذا السؤال بـ (نعم) كبيرة. والسبب بسيط، وهو أنّ هذه “المصالحة” لم يكن قرارها فلسطينياً في أيّ يومٍ من الأيّام، وهذا هو السبب الأوّل.
والسبب الثاني، لأن “الانقلاب”، ثم “الانقسام”، ثم التصعيد نحو درجةٍ معيّنة من الانفصال لم يكن قراراً فلسطينياً خالصاً، وإنّما كان ــ كما تُثبت الأحداث ــ قراراً إقليمياً.
والسبب الثالث، هو أن “الانقسام” بات يتعارض بالكامل مع توجّهات “الإقليم”، ولم يعد حتى العامل الإسرائيلي نفسه بنفس درجة التأثير السابق، ناهيكم أنّ المصلحة الإسرائيلية نفسها لم تعد هي نفس المصلحة السابقة في هذا “الانقسام”.
بعيداً عن كلّ كلام “الإنشاء”، وعن كلّ الشعارات والخُطَب الرنّانة حول “أخطار” هذا “الانقسام” على المشروع الوطني، وعلى القضية الوطنية، وأهداف الشعب الفلسطيني في التحرُّر من الاحتلال، وبناء كيانه الوطني في دولةٍ وطنية، وفي فرض وإحقاق قرارات الشرعية الدولية حول حقوقه الثابتة في تقرير المصير والعودة.. بعيداً عن كلّ هذا الإنشاء حول “أخطار” “الانقسام” على هذا كلّه لم تتقدّم “المصالحة” ولا خطوة واحدة، جدّية أو حقيقية على مدى أكثر من عقدٍ ونصف العقد، بل إن كل مناسبة، وكل محاولة على هذا الصعيد كانت تعقبها معارك إعلامية تصعيدية، إمّا أثناء هذه المحاولات، أو مباشرةً بعد انتهاء هذه المحاولات نحو الفشل المُعلَن.
من حيث المظهر كانت أسباب هذا الفشل تبدو فعلاً وكأنّها اختلافات أو خلافات “جوهرية” تتعلّق بمعادلة “المقاومة” و”المساومة”. وكان يُطلق في إطار الدعاية المصاحبة لهذه المعادلة عشرات الشعارات والتوصيفات التي [تثبت] أن هذه هي معادلة الخلاف والاختلاف.
مع مرور الوقت ودخول الحالة الفلسطينية في مرحلة الارتهان الشامل والكامل من قبل طرفي معادلة “الانقسام”، وتحول “التنسيق الأمني” إلى حالة مشتركة، وقاسم مشترك كبير بينهما، وتحول العامل الاقتصادي إلى عامل مشترك جديد عَبر بوابة الاحتلال نفسه، بعد مرحلة الاقتطاعات والحصار المالي للسلطة الوطنية، وبعد مرحلة “الحقائب” الدولارية بالنسبة للوضع في قطاع غزة بدأت تتلاشى تباعاً شعارات “المقاومة والمساومة”، وأصبحت قضايا الخلاف والاختلاف تصنّف بصورة جديدة تحت بنود “المصالح الخاصة” بـ “الانقسام”، و”الامتيازات” التي بُنيت مؤسّساتياً حول هذه “الامتيازات”.
ودخل “الانقسام” مرحلة جديدة عندما تحوّل مشروع “المقاومة” إلى مشروع للسلطة في القطاع، وإلى تحوّل مشروع السلطة هناك إلى أولوية مطلقة بالمقارنة مع مشروع “المقاومة”.
لم يتبّق بلد عربي واحد، أو حتى إسلامي إلّا وحاول بصورةٍ أو بأخرى ثني أطراف هذا “الانقسام” عن المضيّ قُدُماً فيه، ووصلت الأمور إلى تدخّلات “دولية” من أجل إنهائه دون أي تقدّم يُذكر، ودون التوافق إلى ما هو أدنى من أي حدّ أدنى دون جدوى على الإطلاق.
أمّا الحالة الجماهيرية، فحدّث ولا حَرَج، فقد انبرت كل القوى على جانبيّ أطراف “الانقسام”، وبادر المجتمع المدني الفلسطيني لعشرات المرّات، والأصحّ القول لمئات المرّات، دون أن يتحقّق أيّ شيء على أرض الواقع، وأعتقد أنّ ما ذُكر وكُتب حول “أهمية” إنهاء “الانقسام”، ومحورية ومفصلية ذلك بات بالأطنان من الدراسات والأبحاث، والمصنّفات، والتوصيات، والمناشدات، والمذكّرات، وغيرها.. وغيرها من أشكال النداءات والاستغاثات، وصولاً إلى التوسُّلات دون أيّ طائل.
ظلَّ الفشل، والانتهاء إلى حالةٍ أسوأ ممّا كانت عليه في كلّ مرّة يتكرّر، لأن الاعتقاد الذي ساد حول أسباب هذا الفشل لم يكن سوى حالة فشل إضافية في رؤية الأسباب، وفي قراءة حقيقة وواقع هذا “الانقسام”.
كلّ ما كانت تجري مناقشته، ومعالجته، ومحاولة فهمه، والعمل على إصلاحه، وكلّ ما كان يتمّ “البناء” عليه أو محاولة البناء عليه لم يكن في الواقع سوى حالة فشل في قراءة هذا “الانقسام”، والغوص في تفاصيل المظهر، على حساب معرفة الجوهر.
مشروع “الانقسام” أساساً، وبصرف النظر عن كل مظاهر تردّي الحالة الوطنية، وسوء الأداء الفلسطيني، وعن كلّ مظاهر الفساد والإفساد، وعن كل المراهنات على “تسوية” هي في الواقع تسوية مستحيلة في ظلّ شروط وهيمنة المشروع الصهيوني في الاحتلال والاستيطان، بصرف النظر عن كل ذلك.. فإنّ مشروع “الانقسام” الذي نتج عن “الانقلاب”، وما سموه “الحسم العسكري” آنذاك، لم يكن في الواقع نتيجة لهذه الأسباب كلّها، وإنّما استعان بها مشروع “الانقسام” ليس إلّا، وذلك لأن المشروع كان بالأساس قراراً لحركة “الإخوان المسلمين”، ودعم حركة “الإخوان” في عموم الإقليم لـ “الانقلاب”، ثم لـ “الانقسام”، ودعم قطر وتركيا [بصرف النظر عن الشكل الخاص لهذا الدعم] لا يحتاج منّا إلى أيّ دليل، وهو ثابت وواضح ومُعلَن، ومكشوف، ولا ينفيه أحد، ولا يُنكره أحد.
حركة “الإخوان المسلمين” دخلت في مشروع “تدمير” المؤسّسة الوطنية ليس فقط في فلسطين، وإنّما دخلت في المشروع على المستوى الإقليمي الشامل، وكان “البدء” من فلسطين لأسبابٍ كثيرة، لعلّ أهمّها أن “غطاء” “المقاومة” جاهز، والأداء الفلسطيني أكثر من كافٍ على هذا الصعيد، وهشاشة الوضع الفلسطيني كافية.
تعزّز مشروع “الانقسام” بعد فشل “الإخوان” إقليمياً، وبعد أن فقدوا كلّ إمكانية لـ”بناء تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة” إثر هزيمتهم في مصر، ثم في باقي “الإقليم”، وخصوصاً في سورية وليبيا والسودان واليمن.
هذا هو السبب الحقيقي لـ “الانقسام”، وكلّ ما يُقال عن أسبابٍ أخرى، مهما كانت صحيحة فهي من الأسباب المساعدة، والمحفّزة، والمشجّعة، لكنّها ليست الأسباب الحقيقية.
لو كانت الأسباب التي أدّت إلى “الانقلاب”، ثم إلى “الانقسام” هي أسباب فلسطينية خالصة لأمكن التوافق على حلّها أو تجاوزها منذ أمدٍ بعيد، ولو كانت المسألة تكمن في المصالح الخاصة فقط، لأمكن اقتسامها، ولو كانت تتعلّق بمشروع “المقاومة” لكان بالإمكان التفاهم عليها بعد أن تحوّل مشروع “المقاومة” إلى مشروع “للسلطة”، ولو كان الأمر كلّه يتعلّق بالاختلاف على “التسوية” لأمكن تحديد متطلّباتها والتوافق على هذه المتطلّبات، أما الحقيقة فهي أن “الانقسام”، ومن قبله “الانقلاب” كان قراراً “إقليمياً” مدعوماً من إسرائيل، ربّما لأسبابها الخاصّة، ومسكوتا عنه دولياً ــ أقصد “غربياً”، وخصوصاً أميركياً وأوروبياً ــ.
مع “المصالحة” الإيرانية السعودية سيتحوّل “ملفّ” “الانقسام” الفلسطيني إلى “ملفّ خاص” في إطار هذه “المصالحة”، تماماً كما هو “الملفّ اليمني”، و”الملفّ السوري” و”الملفّ اللبناني” و”الملفّ العراقي” نفسه، خصوصاً وأن ” حماس ” قد “توغّلت” في “المحور الإيراني” في المراحل الأخيرة، وأصبحت إحدى الأذرع الخاصة في هذا المحور.
ستسمعون، أيَّتها السيّدات وأيّها السّادة كلاماً جديداً عن أهمية “رأب الصَّدع”، وعن ضرورة “الوحدة”، وعن الأهمية الاستراتيجية الخاصة بإنهاء “الانقسام” في الأشهر القادمة، وسنكتشف معاً كم كنّا مُغفّلين وساذجين ونحن نبحث عن حلولٍ لإنهاء “الانقسام”.

أقرأ أيضًا: عالم جديد يولد رسمياً في موسكو.. عبد المجيد سويلم

أمام الفلسطينيين فرصة تاريخية، فليسارعوا إلى اغتنامها قبل ضياعها

أقلام – مصدر الإخبارية

أمام الفلسطينيين فرصة تاريخية، فليسارعوا إلى اغتنامها قبل ضياعها‎‎، بقلم الكاتب الفلسطيني هاني المصري، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

أزعم أن أمام الفلسطينيين فرصة تاريخية ذهبية، يمكن أن تتسع مساحتها، ويمكن أن تغلق، والمدة الزمنية اللازمة للحكم على أنها هل ستوظف لصالح الشعب الفلسطيني أم لا، تستمر من الآن وحتى نهاية العام القادم، وذلك بناء على النقاط الأربع الواردة أدناه.

أولًا: العالم القديم ينهار وعالم جديد يطل برأسه

لا بد من الانطلاق من أن الفرصة التاريخية بدأت تلوح في الأفق بعد الحرب الأوكرانية، واتضاح المعايير الدولية المزدوجة في التعامل مع الشعب الفلسطيني المحتل منذ 75 عامًا، وخاضع لاستعمار استيطاني عنصري ارتكب كل أنواع الجرائم ضد الإنسانية، ولم يحاسب، بل يتم التعامل معه جراء الحماية الأميركية والغربية بوصفه دولة فوق القانون الدولي، وبعيدًا عن المحاسبة والعقوبات والعزل، فهو لم ينفذ أي قرار ضدها، على الرغم من صدور مئات القرارات من مجلس الأمن والجمعية العامة والوكالات الأممية التابعة للأمم المتحدة.

ولكن بحكم الانحياز للجلاد على حساب الضحية، لم تظهر بوادر هذه الفرصة التاريخية بوضوح؛ أي لم يُمكن توظيفها إلا بعد أن ساهمت الحرب الأوكرانية وتداعياتها في وضع نهاية للنظام الدولي الأحادي القطبية، وبداية ظهور نظام عالمي جديد لم تتضح وتتبلور معالمه بشكل واضح وكامل حتى الآن؛ حيث يمكن أن يكون ثنائي القطبية أو متعدد الأقطاب أو نظامًا جديدًا، نعرف على الأقل أنه لن تتحكم فيه دولة واحدة، وسيكون أفضل أو أرحم أو أقل سوءًا من النظام الأحادي القديم، الذي مارست فيه الولايات المتحدة كل أنواع الظلم والتمييز والهيمنة والاستغلال والحروب والتجزئة، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، التي احتلت مكانة واسعة ضمن المخططات الأميركية.

ثانيًا : الأزمة الإسرائيلية البنيوية العميقة المستمرة

تمر إسرائيل منذ بداية هذا العام بأزمة بنيوية عميقة غير مسبوقة، ومرشحة للاستمرار – حتى لو تم التوصل إلى تسوية – لمدة طويلة، إن لم يكن إلى الأبد. وبدأت هذه الأزمة مع تشكيل حكومة إسرائيلية هي الأكثر تطرفًا منذ تأسيس الكيان الاحتلالي وحتى الآن، وهي أزمة عمقت نقاط الضعف الإسرائيلية، وجعلت إسرائيل أضعف من أي وقت مضى، من دون نسيان أنها دولة نووية ومتفوقة عسكريًا واقتصاديًا وأمنيًا وتكنولوجيًا، وترتبط بعلاقات عضوية مع أقوى دولة في العالم؛ حيث بات الصراع مفتوحًا بين التيار والأحزاب المؤسسة لإسرائيل والعلمانية والليبرالية الإشكنازية، وبين الأحزاب القومية والدينية الأكثر تطرفًا، التي تريد إقامة دولة الشريعة على أنقاض الدولة الليبرالية اليهودية التي مثلتها إسرائيل حتى الآن.

ومن لا يصدق ما ذهبنا إليه، فلينظر إلى المظاهرات التي تشهدها المدن الإسرائيلية منذ بداية هذا العام، التي وصلت يوم 27 آذار الماضي إلى حافة العصيان المدني، وربما الحرب الأهلية، لولا التراجع المؤقت للحكومة بعد التدخل الأميركي غير المسبوق عن إقرار القوانين التي تحكم سيطرتها على سلطة القضاء بعد أن سيطرت على السلطتين التشريعية والتنفيذية. وخلال الفترة القادمة التي لن تزيد من الآن وحتى نهاية العام القادم، كحد أقصى، سيتضح هل ستتوصل الأحزاب المختلفة داخل الحكومة والمعارضة إلى تسوية تهدئ الوضع الداخلي والخارجي المتفجر إلى حين تفجرها مرة أخرى أم لا؟

في هذه المرحلة، سيتضح هل ستصمد الحكومة أم تنهار وتشكل حكومة واسعة، وربما وحدة وطنية، خصوصًا إذا اختارت الحكومة الحالية تصدير أزمتها إلى عدو خارجي يتفق الطرفان على عداوته، وضرورة محاربته؟ وفي ظل هذا السيناريو يجب الاستعداد لعدوان عسكري على الفلسطينيين، وبصورة أقل لحرب مع حزب الله، وربما بصورة أقل بكثير لحرب إقليمية.

وفي هذه المرحلة المشار إليها، التي ستمتد حتى نهاية العام القادم، ستظهر نهاية أو امتداد الحرب الأوكرانية، ولصالح من، وانعكاساتها الكاملة على النظام الدولي، وإلى أين ستصل المنافسة الصينية الأميركية التي عنوانها تايوان، ولكن في جوهرها الصراع على من سيقود العالم الجديد، وعلى أي أسس وقواعد؟

كما ستشهد هذه المرحلة الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني 2024، التي إذا نجح فيها الحزب الجمهوري برئاسة دونالد ترامب أو مرشح جمهوري آخر شبيه به، فهذا سيعطي دعمًا كبيرًا وإكسير الحياة للحكومة الكهانية، وهذا ينذر إذا لم يتم التقاط الفرصة التاريخية بنهايتها؛ إذ ستكون بدلًا منها مخاطر أكبر، تتمثل في تطبيق مخطط الضم والتهويد والتهجير والفصل العنصري والعدوان العسكري.

ثالثًا: التغيرات الإستراتيجية التي يشهدها الإقليم

يشهد الإقليم تغيرات إستراتيجية بين الدول العربية، والخليجية تحديدًا، وبين إيران وتركيا؛ حيث أصبح الأعداء أصدقاء وحلفاء، وأصبحت الدول الخليجية، وبشكل خاص السعودية، تتبنى سياسة جديدة، تنوع فيها في علاقاتها بين الشرق بزعامة الصين وروسيا، وبين الغرب بزعامة أميركا، وتسعى إلى تصفير الأزمات من الحرب اليمنية، مرورًا بلبنان وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وليس انتهاء بلبنان وفلسطين.

أظن وليس كل الظن إثمًا، أن العام الحالي، وفي الحد الأقصى العام القادم، سيتضح هل تستطيع الدول العربية أن تشق مسارًا جديدًا تستعيد فيه المكانة لبلدانها وللدور العربي؛ حيث تأخذ مكانها اللائق بها في خريطة العالم الجديد، أم ستستطيع أميركا وإسرائيل والأطراف الأخرى الداخلية والخارجية المنزعجة والمتضررة من المسار العربي الجديد إعادة الوضع إلى ما كان عليه، وأسوأ، أو مع بعض التغييرات الشكلية والتكتيكية؟ وليس من السهل إعادة التغييرات الحاصلة في المنطقة إلى الوراء، خصوصًا أن دوافعها كثيرة، ولدى مختلف الأطراف، وبدأت منذ سنين عديدة.

رابعًا: الهبات والموجات الانتفاضية التي تشهدها فلسطين

تشهد فلسطين منذ العام 2015 هبات وموجات انتفاضية متلاحقة شعبية ومسلحة، أبرزها هبة الكرامة وسيف القدس في أيار 2021، وانطلاق موجة انتفاضية منذ آذار 2022، أكبر من سابقاتها خلّفت أكثر من 50 قتيلًا إسرائيليًا ومئات الجرحى، جراء عمليات مقاومة معظمها فردية يعترف الاحتلال أن من المستحيل منعها، إضافة إلى تشكيل كتائب مقاومة مسلحة في جنين ونابلس وغيرهما من المناطق.

لقد عجزت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أمام هذه الظاهرة، وعلى الرغم مما تعانيه من ثغرات وأخطاء وعدم وجود حاضنة فكرية وسياسية وتنظيمية وقيادية وبرنامجية، فإنها تدل على أن الشعب الفلسطيني، كالعادة، يأخذ أكثر وأكثر بزمام المبادرة للدفاع عن قضيته وحقوقه ووجوده، لا سيما بعد نشوء فراغ ناجم عن وصول الإستراتيجيات المعتمدة سابقًا إلى طريق مسدود، وبعد وقوع الانقسام الفلسطيني السياسي والجغرافي والمؤسسي، الذي يعبر عن نفسه بأسوأ صورة من خلال وجود سلطتين متنازعتين، يطغى التنافس والصراع بينهما على أي شيء آخر.

واستمرت هذه الموجة، وأخذت أشكالًا جديدة، وصلت إلى حد ما شهدته المقاومة الشعبية والمسلحة في رمضان الجاري، خصوصًا تنفيذ عمليات إطلاق صواريخ من لبنان وقطاع غزة وسوريا، في مناورة بالذخيرة الحية، لاختبار مدى الضرر الحادث في الردع الإسرائيلي جراء الأزمة البنيوية التي تشهدها إسرائيل؛ حيث أظهرت ضعفها، وأنه ضرر جسيم، من دون أن يعني أبدًا فقدانها القدرة على العدوان لترميم الردع الإسرائيلي.

ولندرك مدى الضرر الحادث، نشير إلى أن نظرية الردع الإسرائيلية كانت تقوم على أركان عدة، أبرزها: الاحتفاظ بزمام المبادرة بالهجوم، وحصر المعركة في الجبهة الداخلية للعدو بعيدًا عن جبهته الداخلية، وحسم المعركة بسرعة لصالحه، والاحتفاظ بالكلمة الأخيرة في ميدان المعركة، فكم تبقى من هذه النظرية في ضوء قراءة ما يحدث في المعارك السابقة؟

رسالة إلى الرئيس وقطبَيْ الانقسام (فتح وحماس)

حتى تستطيع فلسطين استثمار الفرصة التاريخية قبل ضياعها، أو استنفادها، لا بد من إجراء تغيير بنيوي شامل في المؤسسة، والرؤية، والخطاب السياسي، وآلية اتخاذ القرار، والمتحكمين فيه؛ حيث تعتمد أسس الشراكة الحقيقية لمختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي، على أسس وطنية وديمقراطية، وبما يحقق إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الكيان الوطني وتوحيدها وتفعيلها، لتصبح قولًا وفعلًا الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني؛ لأن استمرار الانقسام، وتعمقه، ووصوله إلى انفصال، وإلى المزيد من الشرذمة والانقسام؛ لا يمكن أن يوظف الفرصة المتاحة، بل ستتضاعف المخاطر والتحديات التي يمكن أن تأخذ في طريقها ما تبقى من مكاسب فلسطينية، بما فيها وحدانية التمثيل الفلسطيني؛ حيث سيتقدم الخيار الإسرائيلي والخيارات والبدائل العربية والدولية لتحل محله في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وهذا التغيير يمكن أن يُفرض من الشعب والقوى المؤمنة بضرورة حدوثه، أو يبادر إليه أو على الأقل يشارك فيه الرئيس محمود عباس وحركة فتح، من خلال اعتبار ما تبقى له من عمر في الحكم فترة انتقالية، يتم فيها ترتيب البيت الفلسطيني بشكل شامل قبل أن يطل سيناريو الفوضى برأسه ويأكل في طريقه كل شيء؛ حيث ينهي عهده بتوفير شروط انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة بعده، خصوصًا في ظل تجويف المؤسسات وتعطيلها، وإلغاء الانتخابات، وعدم عقد مؤتمر فتح الثامن على أسس تعيد لفتح ألقها ووحدتها وفاعليتها، وما يتطلبه ذلك من السعي الجاد إلى إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة على أساس برنامج وطني يجسد القواسم المشتركة، وما أكثرها في ظل وجود حكومة في إسرائيل برنامجها سحق القضية الفلسطينية وتصفيتها من مختلف جوانبها وأطرافها، بما يشمل السلطة، فإما أن تكون وكيلًا كاملًا للاحتلال وجزءًا من منظومة الأمن الإسرائيلية، أو حلها، أو وضعها في حالة لا يمكن فيها أن تستمر، بل ستنهار وستحل محلها إدارات محلية وبلدية لا يربطها رابط جامع، تجسيدًا لمقولة عدم وجود شعب فلسطيني، وهذا ليس رأي أقلية في الحكومة الكهانية، بل رأي أغلبية في النخبة الإسرائيلية.

ولا يجب انتظار دعوة من دول عربية أو أجنبية لتحقيق المصالحة، مثلما أثارت دعوة السعودية لوفد برئاسة الرئيس محمود عباس، من آمال قد تكون زائفة، التي ترافقت مع أنباء عن توجيه دعوة مماثلة، ثم التراجع عنها، لوفد من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، وسط تكهنات بإمكانية وجود مبادرة سعودية فلسطينية تستكمل بها جملة المبادرات التي بدأتها بعد اتفاق بكين الثلاثي للتوصل إلى حل الحرب اليمنية، وإعادة العلاقات السعودية السورية، وحل أزمة انتخاباب رئيس لبنان؛ لأنها لن تنجح إلا إذا كانت موجودة فعلًا، وإذا وجدت استعدادًا وتجاوبًا فلسطينيًا مع الدعوة، ومتطلبات نجاحها، والقمة العربية التي ستعقد في الرياض في أيار القادم فرصة ذهبية لإحياء ملف الوحدة الوطنية بشكل مختلف عن السابق.

هناك منطقة جديدة، فما بعد الحرب الأوكرانية يختلف عما قبلها، وعودة العلاقات الإيرانية السعودية مجرد مثال؛ حيث عقدت اجتماعات ثنائية وإقليمية وجهوية، وما يجري فيها من تغيرات، بكل أسف، القضية الفلسطينية ليست في قلبها، “فالغائب ما له نايب”،على الرغم من مكانتها المركزية؛ ذلك بسبب تراجع أولويتها، وغياب القيادة الفلسطينية التي لا يسيطر عليها سوى بقاء السلطة، وتنتظر الخلاص من المجهول، بدلًا من المبادرة للتواجد في كل مكان تقتضيه المصلحة الفلسطينية، واعتبار ما يجري فرصة جديدة وجدية وتاريخية لن تستمر إلى الأبد لإنهاء الانقسام وتوحيد السلطتين، ضمن حل الرزمة الشاملة التي تطبق بالتوازي والتزامن قدر الإمكان، وفق خريطة طريق تفصيلية لا تقفز عن أي شيء جوهري؛ لأن ذلك سيكون بمنزلة اللغم الذي سينفجر في أي محطة قادمة، خصوصًا أن الاحتلال أدى وسيؤدي دورًا رئيسيًا في إفشال أي مبادرة لتحقيق الوحدة الفلسطينية، الذي يقوم على المبادئ والمصالح وتوازن القوى المحلى والإقليمي والدولي.

وحتى تنجح السعودية في إنجاز الوحدة، أو أي دولة أخرى، يجب أن تشرك الدول والأطراف الأخرى المعنية، وخصوصًا مصر، وتستفيد من تجاربها، ولا بد من وضع الحلول للعراقيل والعقبات الضخمة أمام الوحدة، التي حالت دون تحقيقها في السابق، وستحول دونها الآن وفي المستقبل إذا لم تقدم الحلول المناسبة. وهذا يتطلب إدراك أن الوحدة لن تتحقق بقرار وبسرعة ومن الأعلى فقط، وإنما من الأسفل إلى الأعلى وبالعكس، وضمن عملية تاريخية مثابرة تعرف متى تبدأ، والنقطة التي تقف عليها القضية الفلسطينية، والأطراف التي تمثلها، والهدف الذي ستسعى إلى تحقيقه وكيف يمكن تحقيقه.

وهنا، لا بد من أن يتضمن أي حل الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهيئة انتقالية توافقية مؤقتة، تقود المرحلة الانتقالية، بما لا يمس بصلاحيات المنظمة وشرعيتها، وعلى الاحتكام إلى الشعب عبر الانتخابات، وبالتوافق الوطني إذا تعذر إجراء الانتخابات، وأن يأخذ البرنامج السياسي الأهمية التي يستحقها، وأن يكون اتفاق الوحدة، وخصوصًا الحكومة التي تشكل، قادرة على الإقلاع والتحليق والوصول إلى المحطة المنشودة، بالاستناد إلى المصالح والحقوق والأهداف الفلسطينية، بعيدًا عن إعادة إنتاج عملية التسوية الفاشلة من دون تجاهل القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وشق الطريق لمفاوضات لتطبيق الشرعية الدولية لا التفاوض حولها، وبعيدًا عن شروط اللجنة الرباعية الظالمة، وخصوصًا بعد أن ماتت الرباعية، وبعد أن قتلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ما يسمى “عملية السلام”.

إن الأوضاع كانت ولا تزال تسير قبل التغييرات الإسرائيلية والإقليمية والدولية الأخيرة نحو الانفجار أكثر مما تسير في اتجاه الانتفاضة الشعبية، ولكن إذا تحققت أو بدأت مسيرة تحقيق الوحدة على أساس تغيير المسار، واعتماد مسار وطني ديمقراطي تشاركي، فستسير نحو انتفاضة قادرة على الانتصار؛ انتفاضة لها قيادة واحدة، تستوعب عبر ودروس الانتفاضات السابقة، وذات هدف وطني واقعي قابل للتحقيق، ولا بد أن يكون إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة على حدود 1967، في الوقت نفسه مواصلة النضال من أجل حق العودة والمساواة على طريق الحل الجذري الديمقراطي التاريخي.

صيدم يدعو لإعادة ترميم منظمة التحرير وتنفيذ اتفاق الجزائر

رام الله – مصدر الإخبارية 

شدّد نائب سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” صبري صيدم، اليوم الأحد، على ضرورة تنفيذ اتفاق الجزائر والتوجه نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية.

ودعا صيدم في تصريحات إذاعية، لإعادة ترميم منظمة التحرير، “لتكون فصائل العمل الوطني قادرة على مواجهة المعركة القادمة مع الاحتلال، ولا تترك فصيل واحد لمواجهة عنصرية الاحتلال الذي يتسابق لتسجيل النقاط على الفلسطينيين من خلال الإجراءات العنصرية، وتأكيد توجهنا نحو مواجهة الخطوات الإسرائيلية.

وقال إن “الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تأسيس مدرسة جديدة للتعامل مع الفلسطينيين تتصاعد في اتخاذ القرارات المتطرفة ضدهم”. مؤكدًا أنها “تعمل على فرض مواجهة جديدة و إزاحة الفلسطينيين بسياسة الإكراه من خلال خطوات عنصرية كتنفيذ أحكام الإعدام للأسرى وإلغاء السلطة الفلسطينية، وغيرها”.

وفي سياق منفصل، أوضح صيدم أن: “الملفات المتناولة في الدورة العاشرة للمجلس الثوري لحركة فتح في الرابع من كانون الأول القادم، هي تدعيم العمل الحركي، وأن تكون حركة فتح في جاهزية كاملة لمواجهة المرحلة القادمة، ومراجعة الخطوات الداخلية في ملف المصالحة الوطنية، وطبيعة الحكومة الإسرائيلية القادمة، والعمل الفلسطيني المقاوم في مواجهة الاحتلال من خلال المقاومة الشعبية وتصعيدها.

اقرأ/ي أيضاً: بعد توقيع اتفاق المصالحة: الرئيس الجزائري يصف اليوم بالتاريخي

بعد صعود الكهانية … الوحدة الوطنية: نكون أو لا نكون‎‎

أقلام – مصدر الإخبارية

كتب هاني المصري في مقال معقباً على تطبيق ما جاء في إعلان الجزائر بعد شهر .. بما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية.

مضى أكثر من شهر على “إعلان الجزائر” وأسابيع عدة على قمة لم الشمل العربية، ولم يتم الشروع في تطبيق ما جاء فيه، بما في ذلك تشكيل لجنة جزائرية عربية لرعاية المصالحة الفلسطينية.

ولا يبدو أن هذا الملف سيفّعل على الرغم من لقاء بيروت العرضي بين عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق، والتصريحات الإيجابية العامة حول الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام التي أطلقها الرئيس محمود عباس وقادة من حركتي فتح وحماس، حتى بعد نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي ستحمل أحزابًا متطرفة وفاشية إلى سدة الحكم لا تخفي برنامجها، بل أظهرت أنيابها قبل تشكيلها من خلال الاتفاق الذي عقده بنيامين نتنياهو مع إيتمار بن غفير، الذي تضمن شرعنة خمس وستين بؤرة استيطانية غير شرعية خلال ستين يومًا من تشكيل الحكومة، بوصفه خطوة أولى على طريق شرعنة البؤر الاستيطانية كافة؛ ما يمهد لإقامة بؤر جديدة، وإعادة النظر في إعادة الانتشار من بعض المستوطنات في منطقة جنين شمال الضفة، ومن خلال هجوم المستوطنين بأعداد كبيرة يوم السبت الماضي على الأحياء السكنية في الخليل، سواء داخل منطقة H1 أو H2، فضلًا عن اقتحام عشرات الآلاف الحرم الإبراهيمي من أجل الصلاة فيه.

صعود الكهانية في إسرائيل تطور نوعي كبير يستوجب ردًا فلسطينيًا بمستواه، وعلى خطورته يمكن أن يقدم فرصة فريدة لإزالة القناع عن الديمقراطية الزائفة عن إسرائيل وظهور وجهها المتطرف والعنصري والفاشي، وإخراجها من نادي الدول الديمقراطية، وليس المطلوب أقل من المسارعة إلى الوحدة في مواجهة هذا الخطر الوجودي، فهي أصبحت مسألة نكون أو لا نكون، فتشكيل حكومة يسيطر عليها الفاشيون يهدد الفلسطينيين جميعًا، بما في ذلك الوجود البشري الفلسطيني. فحكومة نتنياهو ستكون حكومة الضم والتهويد والتهجير والفصل العنصري وتصعيد العدوان العسكري، ولا يمكن أن يواجهها الفلسطينيون متفرقين ومشرذمين.

وإذا كانت الوحدة الكاملة متعذرة، فعلى الأقل لا بد من التوحّد لإسقاط هذه الحكومة وبرنامجها، وإدراج الحزب أو الأحزاب الفاشية المشاركة فيها على قائمة الإرهاب.

وما يدفع نحو هذا الاتجاه أن تشكيل هذه الحكومة أسقط حتى إشعار آخر أي أمل بإحياء ما يسمى “عملية السلام”، واستئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى “حل الدولتين”، فالجاري على الأرض وعلى قدم وساق إقامة “إسرائيل الكبرى”؛ أي الدولة الواحدة، دولة الفصل العنصري التي لا تعترف بالشعب الفلسطيني ولا بحقوقه الوطنية، وتتعامل معه بوصفه أفرادًا وجماعات، كل تجمع منها يحكم بنظام خاص به.

فبعد ضم القدس الشرقية يتم التعامل معها بوصفها جزءًا من “دولة إسرائيل”، ولكن سكانها مقيمون وليسوا مواطنين، وبقية الضفة الغربية تم تقطيعها وشرذمتها إلى معازل مقطعة الأوصال تحكم بأنظمة مختلفة. أما قطاع غزة فتم الانفصال العسكري عنه مع استمرار التحكم فيه، من خلال مواصلة الحصار وإحكامه، وشن العدوان العسكري عليه كلما تطلب الأمر. وأما شعبنا في الداخل ففرضت عليه مواطنة منقوصة، وهو عليه أن يختار الولاء أو التهجير، بما في ذلك سحب حقه في الاشتراك في الانتخابات إذا لم يثبت ولاءه للدولة اليهودية الاستعمارية الاستيطانية التي أصبحت بالكامل نظامًا للفصل العنصري، ويستخدم الإحلال والمصادرة والتهجير والاحتلال العسكري الدائم لفرض بقاء وتعميق أسباب وجود الدولة اليهودية.

المخرج حل الرزمة الشاملة بالتزامن والتوازي

تقوم الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس الاتفاق على حل الرزمة الشاملة التي تطبّق بالتزامن والتوازي، وهي ليست مجرد قرار، بل عملية تاريخية لا بد من توفير متطلباتها مدماكًا وراء مدماك، وخطوة وراء خطوة. ومفتاح هذا الحل وإنجاز الوحدة يتمثل في الاتفاق على برنامج سياسي ونضالي يجسّد الأهداف والقواسم المشتركة، وأشكال العمل السياسي والكفاحي، وإذا تم بلورة هذا البرنامج – ويمكن الاتفاق عليه؛ لأن الخطر الزاحف والمتصاعد يهدد الكل الفلسطيني – فسيكون من السهل فتح كل أبواب الوحدة المغلقة، من خلال حل الرزمة الشاملة، التي تتضمن ثلاثة أركان:

أولًا: إحياء المشروع الوطني الجامع، الذي يحدد الأهداف والحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني أينما تواجد، وكيفية تحقيقها، وعلى أساس وحدة القضية والأرض والشعب والرواية التاريخية، وأخذ الظروف الخاصة لكل تجمع فلسطيني بالحسبان، بما في ذلك الاتفاق على أشكال العمل السياسي والنضالي، وعلى رأسها المقاومة، التي مرجعيتها الالتزام بإستراتيجية واحدة تخضع للقيادة المشتركة. فلا يمكن أن يختار فريق أن يفاوض وآخر أن يقاوم، فهذا يستنزف الجهود باتجاهات متعاكسة، ويعود بالضرر على القضية الفلسطينية، فلا بد من خضوع كل شيء للمصلحة الوطنية العليا؛ حيث تكون المفاوضات والمقاومة ومختلف أشكال العمل والنضال أساليب لتحقيق الغايات والأهداف الفلسطينية وليست غايات بحد ذاتها ولا أصنامًا مقدسة .

الركن الثاني: إعادة بناء المنظمة لتضم مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي، على أساس مبدأ الشراكة الحقيقية والكاملة، وتشكيل مجلس وطني جديد بالانتخابات حيثما أمكن، وبالتوافق الوطني – حيثما يتعذر إجراء الانتخابات – على أساس معايير وطنية ومهنية يتفق عليها بعيدًا عن المحاصصة الفصائلية، إضافة إلى تشكيل هيئة قيادية انتقالية لمدة لا تزيد على عام كامل إلى حين إجراء الانتخابات.

الركن الثالث: تغيير السلطة لكي تتناسب مع الوضع الجديد، وما يقتضيه ذلك من تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالحقوق الوطنية، وتتسلح بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تستجيب للحقوق الفلسطينية، وتنطلق من اختلاف الظروف بين الضفة والقطاع، وتحضّر الأجواء وما يلزم لإجراء الانتخابات على أساس التعامل معها بوصفها أداة نضالية يتم الكفاح لفرضها على الاحتلال، ولا تصب في مجرى تكريس اتفاق أوسلو من خلال إجراء الانتخابات وفق بروتوكول أوسلو بالنسبة إلى القدس، الذي يكرس السيادة الإسرائيلية عليها من خلال حصر الانتخابات في مراكز البريد الإسرائيلية من دون تواجد لجنة الانتخابات المركزية ولا ممثلين للقوائم المرشحة ولا للمراقبين المحليين والأجانب، وتحديد سقف أعلى لمن يحق لهم الاقتراع، وكذلك في سياق التخلي عن شروط اللجنة الرباعية، خصوصًا بعد أن ماتت الرباعية تحت جنازير الدبابات المتحاربة في أوكرانيا بعد أن ماتت سريريًا قبل ذلك بسنوات عديدة، والتخلي عن الالتزامات الفلسطينية المترتبة على اتفاق أوسلو تطبيقًا لقرارات المجلسَيْن الوطني والمركزي، وقرارات الإجماع الوطني.

معوقات في وجه حل الرزمة الشاملة

قد يقول قائل، أولًا، إنّ الاحتلال واللاعبين الإقليميين والدوليين، خصوصًا الولايات المتحدة، لن يسمحوا لهذه الرزمة بأن ترى النور، وهذا صحيح؛ ما يجعل تطبيقها مسألة نضالية تحتاج إلى وقت وتغيير الحقائق على الأرض وموازين القوى؛ الأمر الذي يجعل السيناريوهات المتعددة مفتوحة، بما في ذلك عدم القدرة على إجراء الانتخابات، وبالتالي يتحمل الإطار القيادي المؤقت في هذه الحالة المسؤولية، وتكون الحكومة أداة من أدواته إلى حين إجراء الانتخابات.

وقد يقول، ثانيًا، إن البنية القائمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية التي تجذرت بعد عشرات السنين من الاحتلال، وأكثر من 15 عامًا على الانقسام، وما رافقها من أخطاء وخطايا، إضافة إلى وجود جماعات مصالح الانقسام والانهزام؛ لا توافق على هذا الحل، وستقاومه دفاعًا عن وجودها ومصالحها ونفوذها ومكاسبها ووظائفها، وهذا صحيح أيضًا؛ ما يجعل تحقيقها مسألة نضالية تُنتزع وتفرض ولا تُستجدى بعيدًا عن توتير الأوضاع الداخلية، وعن شق الطريق للاقتتال ولحرب أهلية فلسطينية وخلق البدائل الوهمية والمصطنعة، فالهدف تغيير على أساس المشاركة وليس خلق بدائل.

ويتحقق ذلك من خلال الكفاح من أجل التغيير الضروري والملحّ والتجديد والإصلاح للنظام الفلسطيني بمختلف مكوناته، بما يشمل إعادة بناء الحركة الوطنية في ضوء الحقائق الجديدة والخبرات المستفادة بعد أكثر من قرن على نشوء ما يسمى “المسـألة الفلسطينية”. وهذا يتطلب تشكيل أطر للتنسيق والعمل المشترك بهدف إحداث الضغط السياسي والشعبي المتراكم إلى حين الوصول إلى لحظة التغيير الشاملة، وقد يتطلب ذلك تكتلات تضم قوى وجماعات متعددة ومستقلين وصولًا إلى تشكيل جبهة وطنية عريضة تسعى إلى الإنقاذ الوطني على أساس شراكة كاملة وإقامة نظام سياسي وطني وديمقراطي.

ويمكن أن تمر هذه العملية بمراحل ومستويات عدة، تتضمن السعي إلى تخفيف آثار الانقسام وتبعاته، ومنع تعميقه، من خلال إبقاء قنوات الحوار، ووقف التحريض والحملات المتبادلة والتخوين والتكفير والإقصاء، ومدّ جسور الثقة وإقامة كل أشكال التنسيق والعمل المشترك والتكامل بين مختلف القوى والتجمعات الفلسطينية، والعمل أساسًا من أسفل إلى أعلى وبشكل أقل بالعكس، والتركيز على الوحدة الميدانية، خصوصًا فيما يتعلق بمقاومة الاحتلال، إضافة إلى تشكيل لجان وأطر وقيادات محلية لتنظيم الصمود، لا سيما في المناطق المهمشة والمعرضة للعدوان والمصادرة والتهويد والضم، والدفاع الشعبي عن مختلف مقومات الوجود الوطني، وتقديم نماذج للوحدة في مختلف المجالات، خصوصًا النقابية والثقافية.

ليس هناك شيء مستحيل إذا توفّرت الإرادة

قد يقول قائل إن تحقيق هذا الأمر صعبٌ إن لم يكن مستحيلًا، والأفضل أن نبدأ بالانتخابات وفقًا للبعض، أو بمنظمة التحرير وفقًا لآخرين، أو بتشكيل حكومة كما يرى فريق ثالث، ناسيًا أو متناسيًا أن هذا كله قد جُرّب وفَشِل؛ لأن القوى المهيمنة واللاعبين المؤثرين يرفضونه، وإعادة إنتاجه ستؤدي إلى النتيجة نفسها، فالانتخابات ليست عصا سحرية ولا هدفًا بحد ذاتها، ولا يمكن إجراؤها تحت الاحتلال وفي ظل الانقسام، وبعيدًا عن أوسلو والتزاماته وتكون حرة ونزيهة وتُحترم نتائجها إن لم تكن ضمن حل الرزمة الشاملة المترابطة التي في جوهرها تهدف إلى التحرر من أوسلو. وكذلك فإن إعادة بناء منظمة التحرير وضم حركة حماس إليها لا يمكن أن تتم؛ كون الرئيس و”فتح يرفضونها من دون ربطها بتغيير السلطة وتوحيد مؤسساتها، بما في ذلك إنهاء سيطرة حركة حماس الانفرادية على قطاع غزة، مقابل شراكتها الكاملة في السلطة والمنظمة. كما أن تشكيل حكومة وحدها لا يمكن أن تقبل به “حماس”؛ كونه يهدف إلى استعادة قطاع غزة تحت مظلة السلطة في الضفة من دون مقابل.

باختصار: نعم، حل الرزمة الشاملة صعبٌ، وبحاجة إلى وقت طويل وإلى نضال متعدد الأشكال لتحقيقه، ولكنه يملك فرصة جدية للنجاح – خصوصًا بعد صعود الكهانية في إسرائيل، ووصول إستراتيجية المفاوضات إلى طريق مسدود وإلى الكارثة التي نعيشها الآن وإستراتيجية المقاومة المسلحة الأحادية إلى التعطيل – إذا توفر الوعي والرؤية والخطة والإرادة اللازمة والصبر، فهل يجرؤ الفلسطينيون على اعتماده، خصوصًا أن معظمهم أصحاب مصلحة بحصوله، فلا حل غيره له فرصة للنجاح؟

اقرأ أيضاً: حماس: جاهزون لتنفيذ إعلان الجزائر وتحقيق الوحدة الوطنية

جبهة التحرير الفلسطينية تدعو إلى البدء بتنفيذ بنود المصالحة المُقررة

غزة – مصدر الإخبارية

دعت جبهة التحرير الفلسطينية، اليوم الخميس، الشعب الفلسطيني بجميع أطيافه ومكوناته إلى البدء بشكلٍ فوري بتنفيذ بنود المصالحة المُقررة في كثيرٍ من البلدان العربية الشقيقة والتي كان آخرها مؤتمر الجزائر الذي وافقت جميع الفصائل على بنوده خاصة بعد النتائج المفزعة المُفرزة خلال الانتخابات الإسرائيلية وعودة اليمين المتطرف إلى الحُكم.

واستهجنت التهديدات المتواصلة لأبناء شعبنا بمواصلة سياسة القتل والتهجير وضم الضفة الغربية والأغوار و التنكر لكل الاتفاقيات في ظل واقع عربي مؤسف ودولي منحاز للاحتلال الإسرائيلي وقادته الذين يتسابقون لسفك دمائنا من أجل الوصول إلي سدة الحكم والتي كان آخرها في جنين ونابلس والخليل.

وأضاف الجبهة في الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات “في هذه المرحلة السياسية الصعبة والحرجة، إذ نفتقد الرئيس عرفات وحِنكته السياسية، وحرصه المتزايد على الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكدةً على أن ذكراه العَطرة باقية في قلوبنا جميعاً، وأن روحه الطاهرة تُحلق اليوم في سماء الوطن، فوق مآذن وكنائس القدس، والذي قدمها دفاعاً عن الثوابت الوطنية ولم يُفرط بأي منها”.

وأكدت خلال بيانٍ صحفي، على أهمية السير على خُطى عرفات ونهجه الوحدوي، بالتقدم الحثيث نحو تنفيذ بنود المصالحة وتغليب المصلحة العامة وطي صفحة الانقسام التي بدأت بوادرها تلوح في الأفق، بعد مؤتمر الجزائر وبعد تصريحات الأخوة في حركتي حماس وفتح بالاستعداد التام لتذليل العقبات من أجل المصالحة وإعادة اللحمة لشقي الوطن ، آملين في عهد جديد في العلاقات الداخلية الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية.

وأشادت بالجهود التي “بذلها الأخوة في الجزائر ونخص بالذكر الرئيس عبد العزيز تبون ووزير خارجيته من أجل الوصول إلي اتفاق مصالحة يهدف لتعزيز وحدة الصف الفلسطيني ويساهم في الخروج من المأزق الذي يمر به شعبنا وسلطته الوطنية، داعيةً اللجنة العربية التي أفرزتها القمة العربية إلى الإسراع في دعوة الأمناء العامين من أجل البدء في خطوات عملية من شأنها إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية”.

وشددت الجبهة الفلسطينية، على أن “منظمة التحرير ستظل دومًا الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مع أهمية إصلاحها وتطوير أداء مؤسساتها ودعوة الأخوة في حركتي حماس و الجهاد الإسلامي للانضمام إليها وتوحيد الجهود في مواجهة السياسات الإسرائيلية وأيضًا التمسك بالثوابت الوطنية، وعدم التفريط بأي من هذه الثوابت أو الحقوق الثابتة والمشروعة لشعبنا الفلسطيني، وفي طليعتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها عام1948 وتعويضهم عن سنوات الضياع والتشتت”.

 

وطالبت “الجبهة” الدول العربية والإسلامية لدعم نضالنا العادل والمشروع من أجل الحرية والاستقلال، واتخاذ مواقف حازمة تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر ضد شعبنا والمجازر البشعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق مواطنينا الأبرياء بدل الهرولة خلف التطبيع والاتفاقيات التي تزيد من شجع العدو وطمعه في مقدرات الوطن العربي.

وأهابت بالمجتمع الدولي ومؤسساته المعنية ومجلس حقوق الإنسان، إلى إدانة جرائم الاحتلال وتقديم مرتكبيها إلى محكمة الجنايات الدولية والعمل على توفير الحماية الدولية اللازمة لشعبنا الفلسطيني الأعزل.

أقرأ أيضًا: الجبهة العربية الفلسطينية: حصار الاحتلال لنابلس دليل على مواصلته سياسة العقاب الجماعي

مزهر يكشف لمصدر موعد بدء عمل اللجنة الجزائرية العربية للمصالحة الفلسطينية

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

كشف عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر اليوم السبت أن اللجنة الجزائرية العربية الخاصة بالإشراف على تنفيذ ومتابعة “إعلان الجزائر” للمصالحة الفلسطينية من المقرر أن تبدأ أعمالها بعد انعقاد القمة العربية المزمع عقدها في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وقال مزهر في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن الجزائر ستعرض تفاصيل ما اتفق عليه الفلسطينيون في “إعلان الجزائر” في القمة العربية كإنجاز جديد في مسار القضية الفلسطينية في خطوة لقطع الطرق على المطبعين و توفير مزيد من الدعم للشعب الفلسطيني.

وأضاف مزهر أن “إعلان الجزائر” بحاجة لخطوات عملية على الأرض للبدء بتنفيذه من قبل حركتي فتح وحماس بدرجة أولى على اعتبار أنهما المسئولتين عن إدارة قطاع غزة والضفة الغربية والطرفين الرئيسين في الانقسام.

وأشار مزهر إلى أنه “من الضروري حالياً عقد لقاءات سريعة لوضع الأسس للشروع بتنفيذ “إعلان الجزائر وإصدار المراسيم من الأخ الرئيس محمود عباس لعقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وعقد اجتماع للقاء الأمناء العامون”.

وأكد على أن تشكيل اللجنة الجزائرية العربية للبدء بالإشراف على المصالحة وتنفيذها يشكل أمراً هاماً لإنهاء الانقسام، داعياً حركتي فتح وحماس لتحمل المسئولية الوطنية وتوفير الإرادة الحقيقة لإنهاء الانقسام للتفرغ لقضايا شعبنا الأساسية لاسيما في ظل ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من انتهاكات الاحتلال في شتى المناطق.

وشدد مزهر على أنه “حال لم يلتزم أي طرف بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في الجزائر فالمطلوب خطوات شعبية في كافة أنحاء الوطن لوقف هذا الانقسام الأسود للأبد”.

ووقعت الفصائل الفلسطينية، الخميس الماضي 13/10/2022، رسمياً على إعلان الجزائر لتحقيق الوحدة الوطنية عقب مؤتمر “لم الشمل” الذي عقد في الجزائر.

وجاء في تفاصيل الاتفاق التالي:

1. التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية كأساس للصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال، لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني، واعتماد لغة الحوار والتشاور لحل الخلافات على الساحة الفلسطينية، بهدف انضمام الكل الوطني إلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

2. تكريس مبدأ الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك عن طريق الانتخابات، وبما يسمح بمشاركة واسعة في الاستحقاقات الوطنية القادمة في الوطن والشتات.

3. اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية عبر إنهاء الانقسام.

4. تعزيز وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجميع مكوناتها ولا بديل عنها.

5. يتم انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حيث ما أمكن، بنظام التمثيل النسبي الكامل وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة بمشاركة جميع القوى الفلسطينية خلال مدة أقصاها عام واحد من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان وتعرب الجزائر بهذه المناسبة عن استعدادها لاحتضان انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الجديد، والذي لقي شكر وتقدير جميع الفصائل المشاركة في هذا الاجتماع.

6. الإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وفق القوانين المعتمدة في مدة أقصاها عام من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان.

7. توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية وتجنيد الطاقات والموارد المتاحة الضرورية لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار ودعم البنية التحتية والاجتماعية للشعب الفلسطيني بما يدعم صموده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

8. تفعيل آلية الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لمتابعة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الوطنية.

9. يتولى فريق عمل جزائري – عربي الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق بالتعاون مع الجانب الفلسطيني وتدير الجزائر عمل الفريق.

Exit mobile version